بيني وبينك يا ظلوم الموقف

بيني وبينك يا ظلوم الموقف

​بيني وبينك يا ظلوم الموقف​ المؤلف الخُبز أَرزي


بيني وبينَك يا ظلومُ الموقفُ
والحاكمُ العدل الجواد المنصفُ
فلقد خشيتُ بأن أموت بغصَّتي
أسفاً عليك وأنت لا تتعطَّفُ
لي مهجة تبكي وطرف ساهر
وجوارح تضنَى وقلب مدنفُ
أسفٌ يدوم وحسرة ما تنقضي
وجوىً يزيد وكُربةٌ ما تُكشَفُ
وكأنَّ لي في كلِّ عضوٍ واحدٍ
قلباً يحنُّ وناظراً ما يطرفُ
أشكوكَ أم أشكو إليك فإنني
في ذا وذا متحيِّرٌ متوقِّفُ
أخشاك بل أخشى عليك فتارةً
أرجو رضاك وتارةً أتخوَّفُ
أتلفتُ روحي في الهوى فإلى متى
تلهو وتترك مَن يحبُّك يَتلفُ
لا مت أو تُبلى بمثل بليَّتي
فعسى تَذوق كما تُذِيق فتنصفُ
لا تنكرنَّ تأسفي إن فاتني
روحُ الحياة فكيف لا أتأسفُ
لو أنَّ لقمان الحكيم رأى الذي
أبصرتُ منك رأيتَه يتلهَّفُ
شوقاً إلى من لو تجلَّى وجهُهُ
للبدر كادَ من التحيُّر يُكسَف
بل لو رأى يعقوبُ حُسنَ محمدٍ
ما كان يحزن إذ تغيَّب يوسفُ
طاووس حُسنٍ بل أتمُّ محاسناً
صنم الملاحة بل أجلُّ وألطفُ
بشمائلٍ أغصانُها تتعطَّفُ
وروادفٍ أردافُها تتردَّفُ
تتصلَّف الأرضُ التي هو فوقها
زهواً به وتراه لا يتصلَّفُ
وكأنَّه في سَرحِهِ ضرغامُهُ
صاف الى مُهَج الورى يتصرَّفُ
متفرِّد في لونه فكأنَّه
ماءٌ زلالٌ فيه خمرٌ قَرقَفُ
وكأنَّه في سَرحِهِ ضرغامُهُ
صاف الى مُهَج الورى يتصرَّفُ
ما ضرَّه أن لا يكون مقلَّداً
سيفاً ففي عينيه سيفٌ مرهفُ
وكأنَّ قوس الحاجبين مقوّساً
سَهمٌ فويلٌ للذي يستهدفُ
قد صُبَّ في قُرمُوصِه بلياقةٍ
صَبّاً ففيه تمكُّنٌ وتخفُّفُ
إنّي لأحسدُ باشِقاً في كفِّه
أتراه يدري أيّ كفٍّ يألفُ
إن كان باشقُهُ يحلِّق طائراً
فمحمدٌ لقلوبنا يتخطَّفُ
مولاي لو وصفَتكَ أفواهُ الورى
طُرّاً لكنتَ تجلُّ عَمّا تُوصَفُ
قد ساعَفَتك محاسنٌ قد حيَّرت
فيك العقولَ وأنت لا تتسعف
سل ورد خدِّك أي حُسنٍ غرسُهُ
إنّا نراه يعود ساعةَ يُقطَف
لو لم تضاعف لي عذابي في الهوى
ما راح نرجُس ناظريك يضعِّفُ
علمت لواحظُك الضِّعاف تجلُّدي
ومن العجائب غالبٌ مستضعَفُ
لو لم تُرِد قلبي بغير جنايةٍ
ما كنت تنكر في الهوى ما تعرفُ
فرأيتَ في النَّوم الذي أنكرتَه
في يقظةٍ من هاتفٍ بك يهتفُ
فتألَّفَت أرواحُنا عند الكرى
إذ كانت الأجسامُ لا تتألَّفُ
فأتَتك روحي حين ذاك بقولها
بيني وبينك يا ظلومُ الموقفُ