بين العذيب وبين برقة ضاحك

بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ

​بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ​ المؤلف ابن معصوم المدني


بين العُذيب وبين بُرقةِ ضاحكِ
غراء تبسم عن شتيتٍ ضاحك
في حيِّها للعاشقينَ مصارعٌ
من هالكٍ فيها ومن مُتهالكِ
تسطو مَعاطفُها وسودُ لحاظِها
بمثقَّفٍ لَدْنٍ وأبيضَ باتِكِ
لا تَستَطِبْ يوماً مواردَ حُبِّها
ما هنَّ للعشَّاق غير مهالِكِ
فتكت بألباب الرجال ولم تَصُلْ
بِسوى فواتن للقلوب فواتِكِ
يرديك ناظرها ويغضي فاعجبن
من فاسقٍ يحكي تعفف ناسك
هجرت وما اتَّسعت مسالكُ هجرها
إلا وضاقت في الغرام مسالكي
ولقد أبيت على القتاد مسهداً
وتبيت وسنى في مهاد أرائك
لا تستعِرْ جَلداً على هجرانِها
إن كنتَ في دعوى الغرام مُشاركي
واتركْ حديث المُعرضِين عن الهوى
يا صاحبي إن كنت لست بتاركي
وإذا دعاك لبيع نفسك سائمٌ
في حبها يوماً فبعه وبارك
انَّ التي فتنتكَ ليلةَ أشرقت
إشراق شمسٍ في دجنة حلك
لا تصطَفي خِلاَّ سوى كلِّ امرىءٍ
صبٍ لأستار التنسك هاتك
فاخلع ثيابَ النُّسك فيها واسترح
من إفك لاح في الصبابة آفك
أولا فدع دعوى المحبة واجتنب
نهجَ الغرام فلستَ فيه بسالِكِ
وإذا بدا منها المحيَّا فاستعذْ
من سافرٍ لدم الأحبة سافك
كم من محبٍ قد قضى في حبها
وجداً عليه فكان أهون هالك
ملكت نفوسَ أُولي الغَرام بأسرها
علا اتقيت الله يا ابنة مالك
حسبي ولوعاً في هواك ولوعةً
إن تطلبي قتلي ظفرت بذلك