بي الهوى إن كنت لم تعرفي

بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي

​بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي​ المؤلف مصطفى صادق الرافعي


بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي
يا أختَ باناتِ الربى فاعطفي
أسألكِ الإنصافَ إن لم يكن
يحرمُ في شرعكِ أن تُنصفي
وكل ما تقضينَ أرضى بهِ
وإنما يحسنُ أن ترأفي
هل أن جانٍ يا عيونَ الظبا
وأينَ سيفي عندَ ذي الأسيفِ
أحلفُ باللهِ على أنني
لولا اتقاءُ الريبِ لم أحلفِ
لأضعفتني عينُ تلكَ التي
إن نظرتْ في حجرٍ يضعفِ
وأضلعي تشهدُ أني بري
أما تراها إ ن رنتْ تقصفِ
فما لها هل عرفوا ما لها
تفتكُ بالناسِ ولا تكتفي
أهكذا كلّ لحاظِ الدُّمى
وكلُّ قدٍّ للدمى أهيفُ
يا أختها قولي لها ذا الفتى
يئنُّ من وجدٍ بنا مدنفُ
عِدِيهَ وعداً إنهُ هالكٌ
وسوّفي من بعدُ أو أخلفي
قالتْ لها يا أختَ هذا الفتى
أبر من يصفو لمن يصطفي
إن تمنعيهِ الوصلَ أو تمنحي
فليسَ يسلونا ولا يشتفي
وإني أخشى على عرضِنا
قافيةً كالصارمِ المرهفِ
قالتْ لها هذا الذي ضرّهُ
إني احبُّ العاشقَ المختفي
العشق في القلبِ فما بالهُ
يذيعهُ في هذهِ الأحرفِ
سيانَ عندي أن يقولوا شقي
من بعدِ هذا أو يقولوا شفي
وما على مثليَ من مثلهِ
لو أنّهُ كانَ أخا يوسفِ
قولي لهُ لم تَرضَ ثم انظري
ما يصنعُ المسكينُ ثمّ اصدفي
قالتْ لها يا أختُ لا تفعلي
إني لأخشى بعدُ أن تأسفي
هبيهِ ما قلتِ فكم غادةٍ
مما شداهُ فيكِ لم توصفِ
وكم يداسُ الزهرُ لكنما
لعزهِ زهرُكِ لم يُقطفِ
يحسدنا الناسُ على شعرهِ
وليسَ إلا في هواهُ وفي
ولا يكونُ الطيرُ في أيكهِ
إن طلعَ الصبحُ ولم يهتفِ
فاستضحكتْ هندُ وقالتْ لها
إذنْ يوافينا إلى الموقفِ
والسعدُ كلُّ السعدِ فيما أرى
عودُ غريبِ الدارِ للمأْلفِ
والحسنُ زيتٌ لشبابِ الفتى
إن جفَّ منهُ لحظةً ينطفي