تاوب كالبدر في جنحه

تاوّب كالبدر في جنحه

​تاوّب كالبدر في جنحه​ المؤلف ابن نباتة المصري


تاوّب كالبدر في جنحه
و أين العواصم من سفحه
خيال يزور أخير الدجى
فتحسبه مبتدا صبحه
و قد ضم جفني يزير الكرى
فيعرب في الحال عن فتحه
هوى شارح لي حديث الغرام
فلا تسأل القلب عن شرحه
تعشقه شاهر الوجنتين
بما لقى القلب من جرحه
له سيف لحظ أراق الدماءَ
فحمرة خديه من نضجه
كأنّ عذاريه خط الجمال
تميل النفوس إلى لمحه
رئيس له في العلى منزلٌ
تزل الكواكب عن صرحه
يرجى وإن زاد في سخطه
و يخشى وإن لان في مزحه
ترقى بن محمود مرقى الهلال
فلاحظه الضدّ في نبحه
و أعدى على نائبات الزمان
فما تشتكي الناس من فدحه
براحته قلمٌ قد دعا
شكاةَ الزمان إلى صلحه
يقول الرجاء لممتاحه
طغى سيل غيثك فاستصحه
و يوضح للناس نهج الثناءِ
فنظم القصائد من منحه
له كتبٌ في ديار العدى
غني بها الجيش عن كدحه
تثقف مثل أعالي الشآم
بما اشتعل الدهر من لفحه
لك الله من واضحً مجدُه
كما اتضح الأفق عن صبحه
و برّك في الفضل برًّ رفيع
فليس المعاند من طرحه
و كم لك عنديَ من منةٍ
كما أسرف الغيث في سحه
ينطقي جودك المرتجى
و يدعو اللسان إلى صدحه
فأجلب نظمي ونثري له
و أورى الصحيحين عن مدحه