تبدى الهنا والهم أضحى مبددا
تبدَّى الهنا والهمُّ أضحى مُبَدَّدا
تبدَّى الهنا والهمُّ أضحى مُبَدَّدا
وقد صاحَ في الأَغصانِ طيرٌ وغرَّدا
واشرقَ بدرُ الأفقِ بعد افولهِ
فزالَ عن الأكبادِ ما كانَ اكمدا
من الغربِ قد وافَى يضيءُ بأرضنا
وهل قبلهُ بدرٌ من الغربِ قد بدا
لقد قرَّتِ الأبصارُ يومَ لقآئِه
كما ابيضَّ يومٌ كانَ بالبين اسودا
هو العالمُ الفردُ الذي عزَّ مثلُهُ
أديبٌ بجلبابِ الكمالِ قَدِ ارتَدَى
تنزَّهَ عن ثانٍ ولا عَجَبٌ فَمن
رأَى غيرَ بدرٍ في السمآءِ تردَّدا
لقد قامَ في صدرِ الكنيسةِ راعياً
فكانَ لها ركناً من المجدِ شُيّدا
بهِ اجتمعت أَبهى المناقبِ فاستَوَت
عبيداً لهُ إذ قامَ فيهنَّ سيّدا
لقد رقَّ طبعاً مثلما راقَ ودُّهُ
وقد طابَ خُلقاً مثلما طابَ مولدا
تهلَّلَ ربِعٌ حلَّ فيهِ فلو مَشَى
لكانَ سَعَى نحو اللقآءِ مجرَّدا
فلا زال في أوجِ العُلَى عالياً كما
يُسَمَّى وفي الدنيا سليماً من الردى