تبغي حياة لا تحس صروفها

تبغي حياة لا تحس صروفها

​تبغي حياة لا تحس صروفها​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


تبغي حياة لا تحس صروفها
وتذم طول تصوبٍ وتصعد
لهفي عليك وقد تخالجك الأسى
وعلي من خلق الهموم الأوغد
إنا كلينا واجدٌ متجلد
يخطو إلى الغايات خطو مقيد
وكأنما كتب الزمان حياتنا
بدمٍ كحاشية الظلام الأربد
وكأن أسطرها لشدة هول ما
يوين مرهوب الصلال الشرد
قد كنت أؤمن بالحياة وطيبها
في ظل أيام الشباب الأبرد
فاليوم أكفر بالنعيم كأنني
أعمى يظل بما به قد يهتدي
وأمد للدنيا يداً مبتورةً
وأزل حيث ثبت عثر مصفد
وأروح أجني الشوك غير مقلم
ولكم قطفت جنى الغصون الميد
عادت ليالينا خريفاً كلها
لهفي على ورق المنى المتبدد
ما خير عيش صوحت أفنانه
وتساقطت أوراقهن على اليد
لكأن من شمل الوجود بعدله
ما إن يبالينا كأن لم نوجد
ماذا يفيد تسخطي وتبرمي
بالعيش أم ماذا يفيد تجلدي
فاردد على مكروهها النفس التي
ماتت وأنفاس لها لم تخمد
واقر الهموم إذا حضرن قوافيا
تنسيك ثقل ظلالهن الركد
كالطفل يصرخ في الظلام لعله
ينسى مخاوفه إذا لم تطرد