تب إلى الله من علوم الكلام

تب إلى الله من علوم الكلام

​تب إلى الله من علوم الكلام​ المؤلف عبد الغني النابلسي


تب إلى الله من علوم الكلام
وتطهروا دخل إلى الإسلام
سلم الدين للكلام الذي قد
أنزل الله فهو خير كلام
هو قرآننا المبين فأمن
بالذي جاء فيه باستسلام
واطلب الفهم من إلهك فيه
فعليه البيان للإفهام
واعرف السنة التي ثبتت عن
سيد المرسلين خير الأنام
وتأمل ما قال ربك فيها
تجد الحق والصواب النامي
وإذا لم تفهم فكن مؤمنا لا
مستربيا بعقلك المستهام
واجعل الصبر منك زاد إلى أن
يفتح الله فيه بالأنعام
وإذا لم يفتح فحسبك منه
إنك المؤمن الجليل المقام
واحترز من آراء أهل عقول
تبعوا ما يقول أهل التعامي
إن علم الكلام محض كلام
في بيان الأعراض والأجسام
هو جرح للدين ما فيه أمر
ظاهر للعيان غير الأسامي
نظر العقل فوقه نظر الشر
ع وفيه انخرام ذاك النظام
أين نور الإيمان من نور عقل
ناظر بالخيال في الأحكام
إن أهل الإيمان في نور غيب
وذووا العقل كلهم في ظلام
تتراءى العقول شيئا بعيدا
لاح بين الإيجاد والإعدام
بدليل يستنبطون هداه
وهو وهم إلى الردى مترامي
فإذا جاءهم دليل نفاه
ورمته الفهوم في الإيهام
بخلاف الإيمان بالغيب فطعا
فهو يهدي إلى الهدى بالتمام
قلد الله يا ابن قومي وقلد
رسل الله أصدق الأقوام
إن تكن مؤمنا بربك أسلم
لعلوم المهيمن العلام
لا تظنّ الدليل يهدي إليه
أو يرى موقظا عيون النيام
هو للعقل سلم للمعاني
تترقى به إلى الاسقام
كن بإيمانك المقلد واقنع
فيه بالله والنبي التهامي
لا تفارق تقليد شرعك محضا
خالصا عن شوائب الانبهام
كيف تدري العقول معرفة الله وإدراكها على أقسام
الله وإدراكها على أقسام
عقلك الخلق عابد منك خلقا
لك يبديه فتنة للعوام
لمتى أنت هكذا في غرور
ها هو الموت مسرع الأقدام
فنحفظ من حكم عقلك فيما
لست تدري من الأمور العظام
لا تخض بالعقول في ذاك واقعد
مؤمنا مذعنا ليل المرام
ربما النور نور إيمان غيب
يكشف الخلق فيك بالإلهام
فترى ما ورا العقول وتدري
ما الذي كنت عنه أسر المنام
هذه وهذه شريعة طه
خاتم الأنبياء خير ختام
صلوات من الإله عليه
كل وقت مقرونة بسلام
ما سرت نسمة ومالت غصون
تتثنى على غناء الحمام