تجني لواحظه علي وتعتب

تجني لواحظه عليّ وتعتب

​تجني لواحظه عليّ وتعتب​ المؤلف ابن نباتة المصري


تجني لواحظه عليّ وتعتب
بالروح يفدى الظالم المتغضب
آهاً له خدّ مشرق
ما دونه لعديم لب مذهب
متلون الأخلاق مثل مدامعي
والقلب مثل خدوده متلهب
يعطو كما يعطو الغزال لعاشق
ويروغ عنه كما يروغ الثعلب
تفاح خديه بقتلي شامت
فلأجل ذا يلقاك وهو مخضب
لي بالأماني في لماهُ وخدهِ
في كل يوم منزهٌ أو مشرب
أأروم عنه رضاع كاس مسلياً
لاأم لي ان كان ذاك ولا أب
لافرق عندي بين وصف رضابه
ومدامه إلا الحلال الطيب
واصبوتي بشذا لماهُ كأنه
نفسٌ لمادح آل شادٍ مطرب
الشائدين الملك بالهمم التي
وقف السهى ساهٍ لها يتعجب
والقابلين بجودهم سلعَ الثنا
فإلى سوى أبوابهم لا تجلب
والماكين رقابنا بصنائع
سبقت مطامعنا فليست ترقب
جادت ثرى الملك المؤيد ديمةٌ
وطفاءُ مثل نواله تتصبب
ورعى المقام الأفضلي بمدحه
فضل يشرق ذكره ويغرّب
ملك الندى واليأس إما ضيغم
دامي البواترأو غمام صيب
وأبيه ما للسحب مثل بنانه
وانظر اليها إذ تغيض وتنضب
ماسميت بالسحب إلا انها
في أفقها من خجلة تتسحب
لله فضلُ محمدٍ ماذا على
أقلامنا تملي علاه وتكتب
ذهبت بنو شادي الملوك وأقبلت
أيامهُ فكأنهم لم يذهبوا
للعلمِ والنعماءِ في أبوابهِ
للطالبينَ مطالبٌ لا تحجب
واللهٍ ما ندري اذا ما فاتنا
طلبٌ إليكَ من الذي يتطلب
يا أيها الملكُ العريق فخاره
وأجلّ من يحمي حماهُ ويرهُب
اني لمادحُ ملككم وشبيبتي
تزهو وها أنا والشباب منكّب
ولبست أنعمهُ القشيبةَ والصبى
فسلبتُ ذاكَ وهذه لا تسلب
خذ من ثنائي كالعقودِ محبباً
إنّ الثناءَ إلى الكريمِ محبب
من كل مقبلةِ النظامِ لمثلها
نظمُ الوليدِ أبي عبيدةَ أشيب
نادت معانيها وقد عارضنه
عارضتنا أصلاً فقلنا الرّبرب