تحت لفح الشمس في تيه

تحت لفح الشمس في تيه

​تحت لفح الشمس في تيه​ المؤلف إبراهيم الأسطى


تحت لفح الشمس في تي
ه الصحارى القاحلات
أوغل الركب حثيث الس
سير يجتاز الفلاة
فإذا الركب على مف
رق نهجين هلاك ونجاة
وعلى كل علاما
ت حوتها اللافتات
يمم الأول حادي
ه ونادى بالمسير
ومضى في إثره الرك
ب ولم يبد نكير
مرت الأيام والرك
ب مجد في الصحارى
ورأى الركب أن الن
نهج عنه قد توارى
لفه التيه فظل ال
قوم في الأمر حيارى
خبط عشواء يسيرو
ن يمينا ويسارا
ذهب الحادي بهم في
مهمه من ظلمات
ينشر الذعر جناحي
ه على تلك الجهات
غير أن الحادي المغ
رور قد أبدى عنادا
وادعى أن طريق ال
خير ما كان أرادا
صدق البعض بما قا
ل خضوعا وانقيادا
وطوى بعضهم الغي
ظ وإن أبدى انتقادا
معلنا أن طريق الر
ركب حتما مهلكه
وهي للسالك لو كا
ن خبيرا مربكه
ومضى الحادي إلى غي
ر تجاه بالجماعة
موغلا في التيه اظ
هارا لآثار الشجاعة
فإذا الماء قليل
وبدا شبح مجاعة
فبدا العصيان في الرك
ب ولات اليوم طاعه
أخذت في القوم روح الش
شر تبدو ظاهره
ومضى قائدهم يخ
في النوايا الغادره
لجأ الحادي إلى الحي
لة في الركب العرير
قال إني عالم بالرم
ل جدا وخبير
سأنبئكم فلا تستع
جلوني بالمصير
ومضي يرسم في الرم
ل خطوطا وسطورا
ثم أبدى دهشة مم
ما رأى كالمستريب
قال للقوم ثقوا في
فرج يأتي قريب
وقف الركب من الاع
ياء والجوع الشديد
وانعدام الماء لا يت
رك للصبر وجود
وخيال الفرج المز
عوم حتما لا يعود
صمم الركب على أن
يقتل الحادي الجحود
فبكى مستعطفا كالط
طفل حيران ذليل
غير أن الركب من تع
ذيبه أشفى الغليل
هلك الحادي وإذ بالر
ركب قد شد قواه
ومضى للهدف المن
شود لا يبغي سواه
وسرى الإخلاص في ال
قوم على أقوى عراه
شملتهم رحمة في ال
يأس من عند الإله
فرأوا في الليل نجم ال
قطب فانصاعوا شمالا
وأتوا العمران في الصب
ح وشبح الموت زالا