تحملوا من رياض الحسن أفنانا
تحملوا من رياض الحسن أفنانا
تحملوا من رياض الحسن أفنانا
فأرسلت أدمع العشاق غدرانا
وهيجوا يوم سلعٍ من بلابلنا
لما أمالوا من الأعطاف أغصانا
عربٌ جلوا بظباهم من خدودهم
شقائقاً ومن الأبدان نعمانا
حلّو الفلا وعطت أجيادهم ورنوا
حتى أقاموا مع الغزلان غزلانا
واستوطنوا عقدات الرمل واحتملوا
بين المآزر من يبرين كثبانا
ما كنت قبل تلافي من جفونهمُ
أظنّ أن من الأسياف أجفانا
و لا تخيلت معنى السحر عندهم
حتى تقلب حبل الشعر ثعبانا
قالوا حكى الليل ما ضمته خمرهمُ
حتى نضوا فاذا بالفرق قد بانا
من أين لليل أصداغٌ معقربة
تردي النفوس وتحييهن أحيانا
و أين للبدر ألحاظٌ مفترة
يضرمنَ في مهجات الناس نيرانا
كنا وكان لنا عيشٌ وأعقبنا
شجو فياليت لا كنا ولا كانا
ياساكني السفح لا ألجى تلونكم
فهذه أدمعي قد حلن ألوانا
استنغفر الله لم يذهب وفاً وندى
و في الأنام كمال الدين مولانا
المالئ العين بشراً والا كف لهى
و القلب أبهة والسمع تبيانا
و المانح المال مكيالاً لكثرته
و المستمد من الأمداح أوزانا
فاق الكرام على تقديم عصرهمُ
فكان بسملةً والقوم عنوانا
وزاد فضلاً على فضل الجدود مضوا
فكان فاتحةً والقوم قرآنا
اذا تمثل أهل المجد همته
خرّوا لعزتها صمًّا وعميانا
أكرم بها همم شبت عزائمها
فخلّ ما نقلوا عن معن شيبانا
صان الحمى بجيوشٍ من مهارقه
لما أقل من الأقلام خرصانا
وزاد في رتب العلياء منزلةً
تلقى اذا عطشت للسحب أشطانا
ذاك الذي زاد من تبيان أوله
أذا تخيفت الأبناء بنيانا
كأن راحته الحسنى وأنمله
بحرٌ يمدّ الى العافين خلجانا
يا من ركبت نجوم السعد أقصده
وما ركبت اليه الناس بعرانا
شكراً لنعماك إن وفى حديث ثرى
شكرالرياض سفوح الودق هتانا
إني سألت ندى كفيك ريّ صداً
وما سألت ندى كفيك طوفانا
فاحبس هباتك عني أنني رجل
أخاف بغياً على نفسي وعدوانا
واغلق لهاك وان زفت حدائقها
فحسبيَّ الودّ جنات ورضوانا
أمّرت شعري على الأشعار قاطبةً
حتى اتخذت لشعري فيك ديوانا
وعزّ قولي ولم أقصد بوافده
إلا العزيز ولم أبذله مجانا
وقد تكثر حسّادي وأورثهم
نفاق لفظيَ في ناديك أحزانا
فارحم عداتي فاني قد رحمتهمُ
مما أرى منهمُ في الشام حرّانا
تشكو العناء وما تعنو له فكري
فلا لحى الله إلا قلب أشقانا
ودم مدى الدهر تخزي شانئاً ركدت
به الهموم وتعلو في الورى شانا
ما خفتُ من ذنب أقارفه
فإنَّ في مدحك المقبول غفرانا