تركتنا لواحظ الأتراك

تركتنا لواحظُ الأتراكِ

​تركتنا لواحظُ الأتراكِ​ المؤلف صفي الدين الحلي


تركتنا لواحظُ الأتراكِ،
بينَ مُلقًى شاكي السّلاحِ وشاكِ
حركاتٌ بها سكونُ فتورٍ
تتركُ الأسدَ ما بها من حراكِ
ملَكَتني خُزرُ العُيونِ، وإن خِلـ
ـتُ بأنّي لها من المُلاّكِ
كلّ ظبي في أسرِ رقّي، ولكنْ
ما لأسري في حبّهِ مِن فكاكِ
أينَ حسنُ الأعرابِ من حسن أسد
أفرغتْ في قوالب الأملاكِ
فإذا غوزلوا، فآرامُ سربٍ،
أخذوا ثارَ مَن ذُكي بالمَذاكي
كلّ طفلٍ يجلّ أن يحكيَ البد
رَ، ولكن له البُدورُ تُحاكي
بثُغورٍ لم يَعلُها قَشَفُ النُحـ
ـلِ،. ولم تَجلُها يَدٌ بسواكِ
وعيونٍ كأنّما الغُنجُ فيها
رائدُ الحَتفِ، أو نَذيرُ الهَلاكِ
وقدودٍ كأنّما شدّ عقدُ الـ
ـبند منها على قضيبِ أراكِ
كِدتُ أنجُو من القُدودِ ولكن
أدركتني فيها بطَعنٍ دِراكِ
قل لساجي العيونِ قد سلبتْ عيـ
ـناك قلبي، وافرطتْ في انهاكي
فابقِ لي خاطراً به أسبكُ النظـ
ـمَ وأثني على فتى السُّبّاكِ
حاكمٌ مَهّدَ القَضاءَ بقَلبٍ
ثاقب الفهمِ نافذِ الإدراكِ
فكرَةٌ تحتَ مُنتَهَى دَركِ الأر
ضِ وعزْمٌ في ذُروَةِ الأفلاكِ
مذ دعتهُ الأيام للدينِ تاجاً
حسَدَ الدّينَ فيهِ هامُ السِّماكِ
رتبةٌ جاوزتْ مقامَ ذوي العلـ
ـم، وفاقتْ مَراتبَ النُّسّاكِ
ذو يراعٍ راعَ الحوادثَ لمّا
أضحك الطرسَ سعيُه وهوَ باكِ
بمعانٍ لو كنّ في سالفِ العَصـ
ـرِ لسكّتْ مَسامعَ السّكّاكِ
زادَ قَدري بحبّه، إذ رأى النّا
سُ التزامي بحبّهِ وامتساكي
مذهبٌ ما ذهبتُ عَنه ودِينٌ
ما تعرضتُ فيهِ للإشراكِ
أيّها الأروَعُ الذي لَفظُهُ والـ
ـفضلُ بينَ الأنامِ زاهٍ وزاكِ
إن تغبْ عن لحاظِ عيني، فللقلـ
ـبِ لحاظٌ سريعةُ الإدراكِ
لم تَغِبْ عن سوى عيوني، فقلبي
شاكرٌ عن علاك، والطرفُ شاكِ