تركت حشاك وسلوانها
تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
تركتُ حَشاكَ وسلوانَها
فخلِّ حشايَ وأحزانَها
أغض الشبيبة عني إليك
فقضِّ بزهوك ريعانها
ودعني اصارع همي وبت
ضريع مُدامك نَشوانها
قد استوطن الهمُّ قلبي فعفتُ
لك الغانياتِ وأوطانها
عدوت ملاعب ذات الأراك
فلست ألاعب غزلانها
وعفتُ غدائر بيض الخدود
فما أنشِقُ الدهر ريحانها
افق لست أول من لامني
على وصل نفسي تحنانها
فكم لي قبلك لوامة
تشاغلت مطرحاً شانها
تريني بالعذل غشفاقها
وفيه تلوّنُ ألوانَها
تُناشدني الصبر لكن تُريدُ
أن أعرف اللهو عرفانها
وما هي مني حتى تخاف
عليَّ الهمومَ وأشجانها
وما في ضلوعي لها مهجةٌ
عليها تحاذرُ نيرانها
ولا بَين جفنيَّ عينٌ لها
من الكحل أغسل اجفانها
ولو ضمنت أضلعي قلبها
سلوت النوائب سلوانها
ولو وجدت بعض ما قد وجدتُ
لبلّت من الدمع أردانها
خَلا أنها مذ رأتني غدوتُ
لهيفَ الحشاشة حرّانها
فقالت أجدّك من ذي حشاً
جوى الحزنِ لازمَ ايطانها
لمن حُرقُ الوجد تذكي وراء
حنايا ضلوعك نيرانها
وتشجيك كل هتوف العشي
تردّد في الدوح ألحانَها
تسلَّ وبالله لما اغتنمت
من جدّة اللهو إبّانها
فقلت سلوتُ إذاً مُهجتي
إذا أنا حاولت سلوانها
كفاني ضناً أن ترى في الحسين
شفت آلُ مروان أضغانها
فأغضبت الله في قتله
وأرضت بذلك شيطانها
عشيّةَ أنهضها بَغيُها
فجاءته تركب طغيانها
بجمع من الأرض سد الفروج
وغطّى النجودَ وغيطانها
وطا الوحشَ إذ لم يجد مهرباً
ولازمت الطيرُ أوكانها
وحفّت بمن حيثُ يلقى الجموع
يثني بماضيه وحدانها
وسامته يركبُ إحدى اثنتين
وقد صرّت الحربُ أسنانها
فأمّا يُرى مذعناً أو تموت
نفس أبي العز إذعانها
فقال لها اعتصمي بالأباء
فنفسُ الأبيّ وما زانَها
إذا لم تجد غير لبس الهوان
فبالموت تنزعُ جُثمانها
رأى القتل صبراً شعار الكرام
وفخراً يزين لها شأنها
فشمَّر للحرب في مَعركٍ
به عرك الموتُ فِرسانها
وأضرمها لعنان السماء
حمراءَ تلفحُ أعنانها
ركينٌ وللأرض تحت الكماة
رجيف يزلزل ثهلانها
أقرُّ على الأرض من ظهرها
إذا ململ الرعب اقرانها
تزيد الطلاقةُ في وجهه
إذا غيَّر الخوفُ ألوانها
ولمّا قضى للعُلى حقَّها
وشيد بالسيف بنيانها
ترجّل للموت عن سابقٍ
له أخلت الخيلُ ميدانها
ثوى زائدَ البِشر في صرعةٍ
له حبّب العزُّ لُقيانها
كأَنَّ المنيّة كانت لديه
فتاةٌ تواصل خِلصانها
جلتها له البيض في موقف
به أثكل السمر خرصانها
فبات بها تحت ليلِ الكفاح
طروب النقيبة جذلانها
وأصبح مشتجراً للرماح
تحلي الدما منه مرانها
عفيراً متى عاينته الكماة
يختطف الرعب الوانها
فما أجلت الحرب عن مثله
صريعاً يجبّن شُجعانها
تريب المحيا تظن السماء
بأنَّ على الأرض كيوانها
غريباً ارى ياغريب الطفوف
توسُّدَ خديك كثبانها
وقتلك صبراً بأيدٍ أبوك
ثناها وكسر أوثانها
اتقضي فداك حشا العالمين
خميص الحشاشة ضمأنها
ألستَ زعيمَ بني غالبٍ
ومِطعامَ فهر ومطعانها
فلِم أغفلت بك أوتارَها
وليست تعاجل امكانها
وهذي الأسنة والبارقات
اكالت يد المطل هجرانها
وتلك المطهمة المقربات
تجر على الأرض ارسانها
أجبناً عن الحرب يامن غدوا
على أوّل الدهر أخدانها
اترضى أراقمكم ان تعد
بنو الوزغ اليوم أقرانها
وتنصب اعناقها مثلها
بحيث تطاول ثعبانها
يميناً لئن سوفت قطعها
فلا وصل السيف أيمانها
وإن هي نامت على وِترها
فلا خالطَ النومُ أجفانها
تنامُ وبالطفِّ علياؤها
أُمية تنقضُ أركانها
وتلك على الأرض من أُخدمت
وربِّ السماوات سكّانها
ثلاثاً قد انتبذت بالعراء
لها تنسج الريح اكفانها
مصابٌ أطاشَ عقولَ الأنام
جميعاً وحير اذهانها
عليكم بني الوحي صلى الأله
ماهزت الريح افنانها