ترى كم قد بدت منكم

تُرى كمْ قد بدت منكُمْ

​تُرى كمْ قد بدت منكُمْ​ المؤلف بهاء الدين زهير


تُرى كمْ قد بدت منكُمْ
أمورٌ ما عهدناها
وعَرّضْتُمْ بأقْوالٍ
وما نجهلُ معناها
نبشتمْ بيننا أشيا
ءَ كنا قد دفناها
وطرقتمْ إلى الغدرِ
طريقاً ما سلكناها
وقَبّحْتُمْ بأسْماءٍ
وحَسّنتُمْ مُسَمّاهَا
وكم جاءَتْ لَنا عنكُمْ
أحاديثٌ رَدَدْناهَا
وأشياءٌ رَأيْنَاها
وقلنا ما رأيناها
فلا واللهِ ما يحـ
ـسُنُ بينَ النّاسِ ذكراهَا
قرَأنا سُورَةَ السُّلْوا
نِ عنكمْ بل حفظناها
وما زِلتُمْ بنا حتى
جسرنا وفعلناها
فرجلٌ تطلبُ المسعى
إليكمْ قدْ منعناها
وعينٌ تتمنى أنْ
تراكم قد غَضَضْناهَا
ونفسٌ كلما اشتاقتْ
للقياكمْ زجرناها
وكانَتْ بَيْنَنا طاقٌ
فَها نحنُ سَدَدْنَاهَا
ولوْ أنّكُمُ جَنّا
تُ عدنٍ ما دخلناها
وأمّا الحالَةُ الأخرَى
فإنّا قد سَلَوْنَاهَا
وقد ماتتْ وصلينا
علَيْها وَدَفَنّاهَا
هَجرْنَا ذِكْرَها حتى
كأنّا ما عَرَفْنَاهَا
وها نحنُ وها أنتمْ
متى قَطُّ ذكَرْنَاهَا
وفي النّفسِ بَقايا مِنْ
أحاديثٍ خَبَأنَاهَا
فلَوْ أرْضَتكُمُ الأرْوَا
حُ منّا لبَذَلْنَاهَا