تطالبني نفسي بما غيره الرضا
تُطالبُني نفسي بما غَيرُهُ الرِّضا
تُطالبُني نفسي بما غَيرُهُ الرِّضا
وأيُّ الرجال نفسُهُ لا تطالبُهْ؟
وما زلتُ مغلوبَ الهوى، وسفاهةٌ
على عاقلٍ أنّ الهوى منه غالبُهْ
ولم تكُ إلاّ في جميلٍ مآربي
ومن ذا الذي لا تسُستزَلُّ مآربُهْ
واعلم أنّ المرء يطويه لَحْدُهُ
ومنشورةٌ سقْطاتُه ومعايبُهْ
وليس بمَيْتٍ من مضى لسبيله
ولمّا تَمُتْ آثارُهُ ومناقبُهْ
ومن لم تهذبْه تجاريب دهره
فما ضرَّه ألاّ تكونَ تجاربُهْ
"وأقنع" من خِليّ "بظاهر" ودّه
وليس بحَلْيٍ ما تضُمُّ ترائبُهْ
وإني ممّنْ إنْ نبا عنه منزلٌ
نبا ونجتْ عنه عجالاً ركائبُهْ
ولستُ بمستبقٍ صديقاً تجهّمتْ
نواحي مُحيّاهُ أو أزورَّ جانبُهْ
ولا عاتبٌ يوماً عليه فإنما
صديقُك مَنْ صاحبتَهُ لا تُعاتِبُهْ
ولا خيرَ في مولىً يعاطيك بِشْرِه
وفي صدرهِ غِلٌّ تَدِبُّ عقاربُهْ
ولا صاحبٌ لي إنْ كشفتُ ضميرَه
ودِدْتُ وِداداً أنني لا أصاحبُهْ
وفضلُ الفتى ما كانَ منه وفَضلةٌ
على مجدهِ، آباؤه ومَناسبُهْ
خَلصتُ خلوصَ التِّبرِ ضُوعفَ سبكُهُ
وطاحتْ به أقذاؤُه وشوائبُهْ
ليَ الشاهقاتُ الباسقاتُ من الذُرا
في مَحتِدي هاماتُه غَواربُهْ
وكم طالبٍ ليَ فُتُّه وسبقتُهُ
ولم ينجُ منّي هاربٌ أنا طالبُهْ
وراقَبني كلُّ الرِّجالِ بسالةً
وما فيهمُ منْ بتُّ يوماً أراقبُهْ
وقد عَلم الأقوامُ لمّا عراهُمُ
منَ الدَّهر خَطبٌ لا تُرَدُّ مخالبُهْ
وضلّتْ وجوه الرّأي عنه فلم تَبِنْ
لراكبهِ بالرُّغم أينَ مذاهِبُهْ
بأنِّيَ فيهِ الرُّمحُ بل كسنانِهِ
أو السَّيفُ لا تَنْبو عليهِ مضاربُهْ
وكم موقفٍ في نصرِهم قمتُ وسْطَهُ
وما زالَ مسْدودًا عليَّ مهاربُهْ
وسيلٍ من الموتِ الزُّؤام حميتُهمْ
شذاه وقد سالتْ عليهم مذانبُهْ