تعللنا بذكرهم الحداة

تعللنا بذكرهم الحداة

​تعللنا بذكرهم الحداة​ المؤلف ابن شهاب


تعللنا بذكرهم الحداة
وتهدينا النسائم أين باتوا
تؤم بنا الركائب حي عرب
لهم في كل نائبة ثبات
تجارتهم به سلب الأعادي
وبالألباب تتّجر البنات
تهيّأ للسلام على المغاني
فقد بدت العلائم والسمات
تحية جيّهم تقبيل ترب
به الغيد الخراعب راتعات
تراب ربوعه كالمسك نفحاً
تعطره الذيول الساحبات
تجد في ذلك الوادي وجوهاً
تخر لها البدور المشرقات
تركن أولى الغرام بهن صرعى
وليس لهن نحوهم التفات
تصنع كيف شئت فما لمثلي
ومثلك عن هواهن انفلات
تبيت مسهداً قلقاً وشوقاً
وهنَّ على الأرائك نائمات
ترى منهنّ مهما زرت لطفاً
وأخلاقاً تغاظ بها الوشاة
تأدب ثم عن طمع مريب
فضمن إساءة الأدب الممات
تبلغ باستماع حديث غيد
تعود به إلى الميت الحياة
تيقن أن إدراك الأماني
مرام دونه تدنو الوفاة
تنائى نيها إلا على من
من الملك العزيز له التفات
توجه نحو توفيق المعالي
فليس كمثل تلك الذات ذات
تسلسل من كرام عن كرام
وفي حجر الكرام له نبات
تبوّأ فوق هام النجم بيتاً
له آباؤه قدما بناة
تغازله غواني المجد حبّاً
له فيه الكفاية والكفاة
تتيه بفخره مصر وتزهو
وتغبطها به الست الجهات
تضاءلت الملوك له وقاراً
وسارت في سراياه السراة
تضيق بجيشه البيداء ذرعاً
أجل وله الجواري المنشآت
تراث جدوده السمر العوالي
وذخرهم السيوف المرهفات
تحابيه المنون كما أتتها
بما اخترمت مناصا الصلاة
تناهى في السياسة باقتدار
تحير له العقول الزاكيات
تمكن من إدارتها بعزم
تخر له الجبال الراسيات
تبارك من يراه إمام حقٍّ
يقام به الهدى والبيّنات
تعالى في مراقي المجد حتى
سجدن له النجوم الساريات
تمامٌ في تمام في تمام
له في محكم القول الصفات