تقاصر عمر الظلام الطويل
تقاصرَ عمرُ الظلامِ الطويلْ
تقاصرَ عمرُ الظلامِ الطويلْ
ولا بدَّ من أجلٍ للعليلْ
وضاقَ بهِ الأفق ضيقَ القبور
فزمَّ الكواكبَ يبغي الرحيلْ
وراحَ فخفَّتْ همومُ القلوبْ
كما سار بعدَ المقامِ الثقيل
لقدْ كدتُ أبغضُ لونَ الظلامْ
لولا شفاعةُ طرفٍ كحيلْ
طوى الشمسَ فاختبأت أختها
نفورَ الغزالِة من وجهِ فيلْ
وكانتْ إذا احتجتْ قبلهْ
تجاذبها نسماتُ الأصيلْ
أرى البدرَ غارَ فأغرى بها
وكلُّ جميلٍ يعادي الجميلْ
أم الحظُّ أرسلَ لي ذا الدجى
فكانَ الرسالة وجه الرسولْ
أم الليلٌُ قد قامَ في مأتمٍ
فمنهُ الحدادُ ومنهُ العويلْ
ولم أنسَ ساعةَ أبصرتُها
وجسم النهارِ كجسمي نحيلْ
وقد خرجتْ لتعزي السماءْ
عن ابنتها إذ طواها الأفولْ
على مركبٍ أشبهتهُ البروج
تمرُّ بهِ كالبروقِ الخيولْ
إذا قابلتهُ لحاظُ العيونْ
سمعتَ لأسيافهنَّ صليلْ
وإن قاربتهُ ظنونُ النفوس
رأيتَ النفوسَ عليهِ تسيلْ
وقد أخرجتْ نفحاتُ الرياضْ
زكاةَ الرياحينِ لابنِ السبيلْ
وقد عبثَ الدلُّ بالغانياتْ
فذي تتهادى وهذي تميلْ
كأنَّ الحواجبَ قوسٌ فما
تحركَ إلا جلتْ عن قتيلْ
كأنَّ القلوبَ أضلَّتْ قلوباً
فكانتْ لحاظُ العيونِ الدليلْ
حمائمٌ في حَرَمٍ آمنٍ
بهذي الضلوعِ بناهُ الخليلْ
وما راعها غيرُ لونِ الدجى
يصدئُ لوحَ السماءِ الصقيلْ
فيا قبحَ الليلُ من قادمٍ
بوجهِ الكذوبِ ومرأى العذولْ
بغيضٌ إلينا على ذلَهِ
وشرٌّ من الذلِّ بغضُ الذليلْ
وكم عزني بالأماني التي
أرتني أنَّ زماني بخيلْ
ومن أملِ الناسِ ما لا يُنالْ
كما أنَّ في الناسِ من لا يُنيلْ