تمادت علينا بخطوب الدوامس
تَمادَت عَلَينا بِخُطوبِ الدَوامِسِ
تَمادَت عَلَينا بِخُطوبِ الدَوامِسِ
لَيالٍ لَها بِالمَجدِ عَصفَ الرَوامِسِ
وَأَصمَتَ رِجالاً لِلزَمانِ وَأَنَّهُم
لَنِعمَ رِجالِ الدَهرِ شَمُّ المَعاطِسِ
أَحقا عِابدِ اللَهِ ذا اليَومَ أَنَّهُ
وَجَو ما قَد اِسوَدَّت وُجوهُ المَدارِسِ
وَأَصبَحَ مِضمارُ البَلاغَةِ خالِياً
لَدُن غابَ عَنهُ اليَومَ أَحمَدَ فارِسِ
هُوَ الفارِسُ السِباقِ في كُلِّ حَلبَةٍ
تَجَمّضعَ فيها كُلُّ قِرنٍ مُمارِسِ
أَجَلُّ مُجِلٍّ في رِهانٍ بَراعَةً
وَأَبتَعُ فُرسانَ البَيانِ المَداعِسِ
إِذا صالَ لَم يَترُك مِصالاً لِفارِسٍ
وَإِن قالَ لَم يَترُك مَقالاً لِنابِسِ
اَقامَ مَناراً هادِياً كُلَّ حائِرٍ
وَأَوقَدَ ناراً أَمَّها كُلَّ قابِسِ
غَدا ذِكرُهُ مِلءَ الزَمانِ وَلَم تَكُن
لِآثارِهِ الأَيّامُ غَيرَ فَهارِسِ
وَشَيَّدَ لِلفُصحى قُصوراً شَواهِقاً
عَلى عَفوِهاتيكِ الرُسومِ الطَوامِسِ
لَقَد جابَتِ الدُنيا جَوائِبُهُ الَّتي
بِإِنشائِهِ كانَت طِرازَ المَجالِسِ
تَبلُجُ نورَ الشَرقِ عَن وَجهِ سافِرٍ
بِها وَتَثني العَصرَ عَن عَطفِ مائِسِ
فَمَن لِفُصولٍ كانَ يَكسو بَيانَها
مِنَ الوَشيِ وَالديباجِ أَبهى المَلابِسِ
وَآياتُ فَضلٍ كانَ يَمحو بِنورِها
دَجى الشَكُّ مَحوَ الصُبحِ لَيلَ الحَنادِسش
فَما كُلُّ مَن رامَ العُلا أَدرَكَ العُلا
وَلا كُلُّ مَن يَعلو السُروجَ بِفارِسِ