تناءوا بعد قربهم ملالا

تناءوا بعد قربهم ملالا

​تناءوا بعد قربهم ملالا​ المؤلف عرقلة الكلبي


تناءوا بعد قربهم ملالا
وسِرنا يَمْنةً وسَرَوْا شِمالا
فلست ترى غداةَ البين إِلاّ
عناةً أو حداةً أو جمالا
ومعتدلاً حكى الخَطيَّ لوناً
وليناً واهتزازاً واعتدالا
ظننتُ، ولم يطف بي منه طيفٌ
ولو زار الخيال رأى خيالا
وكيف يكون لي صبرٌ وفيه
خلالٌ صيّرت جسمي خلالا
تصيدني الغزال بمقلتيه
وقدماً كنت أصطاد الغزالا
وقائلةً إِلى كم ذا التواني
إِذا ما المال عن كفّيك مالا
فقلتُ:إِلى صلاح الدين قصدي
فتىً حاز الفتوَّةَ والجمالا
تيمَّمْ وجهه تظفرْ برُشْدٍ
وكيف يضلُّ من قصدَ الهلالا
لقد فاق الأنامِ أباً وعمّاً
كما فاق الأنام أخاً وخالا
يحب المجد والعلياءِ طبعاً
كما يهوى المحبّون الوِصالا
كأنَ المال في كفيهِ ماءٌ
إِذا ما السائل استسقاه سالا
صلاح الدين قد أصلحت حالي
فلا عاثت لك الأيامُ حالا
بك استغنيت عن زيدٍ وعمروٍ
ومن طلب الهدى ترك الضلالا
محلك في النجوم إِذا تدانى
وضدُّك في التخوم إذا تعالى
وإِنك من أَشدِّ الناس بأساً
بلا شكٍ وأكرمهم رجالا
أقاموا في سماحهم بحاراً
وأضحوا في حلومهم جبالا