تنهدات
تنهدات
سعف النخيل على الممر تهدل
و أحجب بظلك ما يراه المجتلى
من كنت أحذر أن تحجب طيفها
عن ناظري نزلت بأبعد منزل
سيان عندي اليوم قفر موحش
و ظلال روض مستطاب المنهل
فسل النسائم أن تكف عن السرى
ما للفؤاد بسيرها من مأمل
إن أقبلت بشذى الزهور و لم يكن
عطر الحبيبة فيه فلتتحول
أبدا تذكرني المروج بمن نأت
وربابة الراعي تهيج الشوق لي
في كل زاوية نظرت رأيت من
آثارها ما خلفته لمقلتي
فإذا سهوت على ثغاء قطيعها
يشكو أساه بلوعة و تذلل
قد ودعته فما شفاه وداعها
من حرقة في صدره لم ترحل
ألقت بمسمعه ثمالة شدوها
فرنا بغرب دموعها المترسل
حففت لو ودعتها بعض الأسى
و مسحت بعض دموع قلب مثقل
و الدوح عصفره الخريف ورده
كالعاشق المتحرق المتذلل
نشر الأصيل عليه عمق سكونه
فمضى يحن لأغنيات البلبل
فكأنما الورقات مرآة له
تجلو اصفرار سمائه للمجتلي
أأروح و هو يظلني و حبيبتي
و أعوذ وحدي وهو غير مظللي
سعف النخيل سواك خان مودتي
و بقيت تحفظها لمن لا ينسلي
أشكو إليك أذى الفؤاد و إن تكن
لا ترجع الشكوى لصب مبتلى
تمضي الحبيبة و الزمان كلاهما
و أظل أندبها و تصغي أنت لي