تهذيب الكمال/الجزء الأول

كتاب في (علم أسماء الرجال) وهوعلم لا ساحل له لمن يستقصي الرواة , ولا منتهى لهذا الفن الجلي لمن أراد أن يجمع الآراء ويتابع الأنباء وينفي الآفات ويجمع الشتات , فلقد سمي هذا الفن أيضاً باسم [علم الجرح والتعديل ] لكونه يوثق هذا ويضعِف ذاك , ويحصر رواة هذا ويبين انقطاع ذاك , ويشرح التفاصيل ويسوق الأقوال له في جميع الأحوال , ويبين الادله ويوضح الحجة والعله في سبب ذلك , وحتى لايوقع الأمة في المهالك فيرووا حديثاً مكذوباً أو ضعيفاً أو فيه انقطاع أو غير مرفوع أو موضوع , فيبين الحق ويحقق الصدق , وترفع الرايه وتستبين الغايه ويتضح طريق الهدايه بهذا التحقيق والتدقيق والتوثيق . . . . . . . . . . وإن من أعظم وأثمن واضخم كتب هذا الفن كتاب الحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي المولود سنة 654هـ والمتوفي سنة 742هـ واسم كتابه :(تهذيب الكمال في أسماء الرجال) تهذيب الكمال ليس اختاراًلكتاب الكمال لقد ساد الظن بين الناس في هذه الأزمان أن هذا الكتاب الذي هو التهذيب هو اختصار لكتاب [الكمال في أسماء الرجال] للحافظ عبدالغني المقدسي , وليس الأمر كذلك بل إن كتاب التهذيب هذا إنما هو ثلاثة أضعاف كتاب (الكمال في أسماء الرجال) بل إن الحافظ عبدالغني المقدسي ترك تراجم كثيره في كتابه لبعض الرواة وأراد الحافظ المِزي استدراكها فلقد قال في كتابه مانصه :" فلما وقفت على ذلك أردت اردت تهذيب الكمال , وإصلاح ماوقع فيه من الوهم والإغفال , واستدراك ماحصل فيه من النقص والإخلال فتتبعت الأسماء التي حصل إغفالها منهما جميعاً فإذا هي أسماء كثيره تزيد على مئات عديده من أسماء الرجال والنساء " ويقصد (بمنهما) كتاب الأطراف لابن هبة الله الدمشقي المعروف بابن عساكر وكذلك كتاب(المشايخ النَبل) فإن المِزي رحمه الله جمع جميع الرواة من هذه الكتب في كتابه هذا الذي هو(تهذيب الكمال في أسماء الرجال) . . . . . . . تأليف المزي لهذا الكتاب علماً أن الحافظ المِزي مكث في تأليف هذا الكتاب مايقارب ثمان سنين من 705ــ 712هـ أفنى جهده فيه وكرس اهتمامه في تنقيحه وترتيبه فأتانا طلعة بهية ودرة ثمينه وياقوتة لامعه في مؤلفات أهل المله فجزاه الله خير الجزاء وأجزل له العطاء , وكتاب الكمال هذا كان مؤلفاً في رجال الكتب السته فلما أتى الحافظ المِزي زاد عليه من رواة الكتب الآتيه منها : 1/ [[كتاب القراءه خلف الإمام للبخاري 2/ كتاب الأدب المفرد للبخاري]] 3/كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري أيضاً 4/كتاب خلق أفعال العباد له أيضاً وكذلك مااستشهد به تعليقاً 5/ مقدمة كتاب صحيح مسلم 6/ كتاب المراسيل لأبي داوود 7/كتاب الرد على القدر لإبي داوود 8/ كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي داوود 9/ كتاب التفرد ( وهو ماتفرد به أبو داوود في السنن وتفرد به أهل الأمصار ) 10/ كتاب فضائل الأنصار له أيضاً 11/ كتاب الشمائل للترمذي 12/ كتاب مسائل الإمام أحمد لأبي داوود أيضاً 13/ كتاب التفسير لابن ماجه القزويني وكتاب مسند علي رضي الله عنه وكتاب خصائص الإمام علي رضي الله عنه , وكتاب عمل يوم وليله , وكتاب مسند حديث مالك بن أنس رضي الله عنه وكل هذه الأربعه للترمذي , وأخيراً كتاب مسند حديث مالك بن أنس لأبي داوود . . . . . . . . . . . . . ومن أقوال العلماء في هذا الكتاب قول الصلاح الصفدي:" وصنِف كتاب تهذيب الكمال في أربعة عشر مجلداً , كسف به الكتب المتقدمه في هذا الشأن وسارت به الركبان , واشتهر في حياته " وقال تاج الدين السبكي :" وصنف تهذيب الكمال المجمع عل إنه لم يصنف مثله " وقال حاجي خليفه :" وهو كتاب كبير لم يؤلف مثله ولا يظن أن يستطاع " وحاجي خليفه هو الذي قد سبق وكتبنا عنه وهو صاحب كتاب [كشف الظنون في أسماء الكتب والفنون ] . . . . . . . . . . . . . . .

وأخيراً أريد أن أبين أن كتاب التهذيب هذا في 35 مجلد في هذا الوقت بالطبعه الحديثه وقد قام على تحقيقه وضبطه الدكتور بشار عواد معروف بعد أن كرس جهده في تحقيقه وطبعته مؤسسة الرساله ببيروت بعد أن جمع المحقق نسخه المختلفه وحققها تحقيقاً عظيماً والحمدلله رب العالمين .