تواعد ذا الخليط لأن يبينا

تواعد ذا الخليط لأن يبينا

​تواعد ذا الخليط لأن يبينا​ المؤلف الشريف الرضي



تواعد ذا الخليط لأن يبينا
 
وَزَايَلَنَا القَطينُ، فلا قَطِينَا
وَإنّي، وَالمَوَاعِدُ كاذِبَاتٌ
 
ليُطمِعُنا خِلابُ الوَاعِدِينَا
نُعنَّى بالمطالِ من الغواني
 
وهان على المواطل ما لقينا
وَنَظْمَأُ وَالمَوَارِدُ مُعرِضَاتٌ
 
فنَرْجِعُ بالغَليلِ، وَما سُقِينَا
لهنَّ الله كيف أصبنَ منا
 
نفوساً ما عقلنا وما ودينا
لَقِينَ قُلُوبَنَا بجُنُودِ حَرْبٍ
 
تَطَاعَنُ بالدّمالِجِ وَالبُرِينَا
جَلَوْنَ لَنَا لآليءَ وَاضِحَاتٍ
 
أضأن بها الذوائب والقرونا
عَهِدْنَا الدُّرّ مَسكِنُهُ أَجَاجٌ
 
فكيف تبدل الثغب المعينا
جنون المرشقات غداة جمع
 
بأقتَلَ مِنْ نِبَالِك مَا رُمِينَا
ولم نرَ كالعيون ظُبا سيوف
 
أرَقْنَ دَماً، وَما رُمْنَ الجُفُونَا
عوائد من تذكّر آل ليلى
 
كَأنّ لهَا عَلى قَلْبي دُيُونَا
أكاتمها ففي الأحشاء منها
 
مَضِيضٌ بَعدَما بَلَغَ الحَنينَا
فَيا حَادي السّنِينَ قِفِ المَطَايا
 
وَعَزَّ عَلى العَقَائِلِ أن يَهُونَا
وإن الرأس بعدك صوّحته
 
بوارح شيبة فغدا جبينا
وَكَانَ سَوادُهُ عِيدَ الغَوَاني
 
يعدنَ إلى مطالعة العيونا
أُتَاجِرُها، فأرْبَحُ في التّصَابي
 
وَبَعضُ القَوْمِ يَحسَبُني غَبينَا
جنون شبيبة ووقار شيب
 
خذا عنّي النهى ودعا الجنونا
نرى الأيام وهي غداً سنون
 
وَبالآحَادِ يَبْلُغْنَ المِئِينَا
ستنبئنا النوائب ما أرتنا
 
من العجبِ العجيب بما ترينا
حَلَفْتُ بمُلقِيَاتِ التَّيّ عُوجٍ
 
خَوَابطَ تَطلُبُ البَلَدَ الأمِينَا
حَوَامِلَ ناحِلِينَ عَلى ذُرَاهَا
 
حَوَانيَ يَنجَذِبْنَ بِمُنْحَنينَا
يُسَقِّينَ الهَجِيرَ عَلى التّظَامي
 
وينعلنَ الحرار إذا وجينا
كأن سياطها ولها هباب
 
قلوع اليمّ زعزعت السفينا
بكُلّ مُعَبَّدِ القُطْرَينِ يُنضِي
 
مطال طريقه الأُجُد الأمينا
لَقَدْ أرْضَى قِوَامُ الدّينِ فِينَا
 
وَصَاة َ اللَّهِ وَالدّينَ اليَقِينَا
رَعَانَا بالقَنَا، وَلَقَدْ تَرَانَا
 
وَأضْبَعُ ما نَكُونُ إذا رْعِينَا
أعادَ ثِقَافَنَا حَتّى استَقَمْنَا
 
ودلّ بنوره اللّقم المبينا
تيقظ والعيون مغمضات
 
وقلقل والرعية وادعونا
نَمَاهُ أبٌ وَلُودٌ للمَعَالي
 
وَفي خِرَقِ الوَليدِ وَلا جَنِينَا
مِنَ القَوْمِ الأُلى تَبِعوا المَعالي
 
قران العَود يتّبع القرينا
أقاموا عن فرائسها الليالي
 
وردوا عن موادرها المنونا
همُ رفعوا كما رفعت نزار
 
قباب على ً على كرمٍ بُنينا
نبقّي سائرات الدهر فيهم
 
ويبقون اليد البيضاء فينا
فإن نثمر لهم شكراً طويلاً
 
فهُم غَرَسُوا، وَكانوا المُورِقينَا
فقل للمُصْحِرِينَ دَعوا الضّوَاحي
 
فَإنّ اللّيثَ قَد نَزَعَ العَرِينَا
وَلا تَتَغَنّمُوا مِنْهُ قُعُوداً
 
يُقيمُ لكُم بهِ الحَرْبَ الزَّبُونَا
ففي أغماده ورق قديم
 
يزيد علي قراع الصيد لينا
قواضب لا يغبّ بها الهوادي
 
فيعطيها الصياقل والقيونا
أليس وقاعه بالأمسِ فيكم
 
سقى غلل الرماح وما روينا
بأرْبُقَ قَدْ أدارَ لَكُمْ رَحَاها
 
مَدارَ الطّوْدِ مَرْداة ً طَحُونَا
وَجَلجَلَها عَلى الأهوَازِ حتّى
 
أعَادَ زَئِيرَ أُسدِكُمُ أنِينَا
وَساخَ، تَقَصُّعَ اليَرْبوعِ، غاوٍ
 
أثَارَ بِطَعنِهَا، فَنَجَا طَعِينَا
أُشَيعِثُ، رَأسُهُ بالبِيضِ يُفلى
 
وَيَغدُو بالدّمِ الجَارِي دَهِينَا
يذود رقابها هيهات منها
 
وَقَد غَلَبتْ عَصِيَّ الذّائدِينَا
تولّع بالقنا فتطاوحته
 
لداغَ الدَّبْرِ، أيدي الغاسِلينَا
غَدا يَمرِي عُفافَتَهَا، فأمسَى
 
يَرَى بالطّعنِ لِقحَتَها لَبُونَا
ومن شرعت رماح الله فيه
 
درى أنّ السوابغ لا يقينا
وبتن على المطالع ملجمات
 
علائقها أنابيب القنينا
على صهواتها أبناءُ موت
 
حواسر للردى ومقنّعينا
مجاذبة أعنتها جماحا
 
هبطن قرارة وطلعن بينا
وَقَعْنَ بغَارَة ٍ، وَطَلَبنَ أُخْرَى
 
يُمَاطِلْنَ الإقَامَة َ وَالصُّفُونَا
تكفكف وهي في الغلواءِ تلقي
 
إلى أرضِ العدا نظراً شفونا
تَلَفُّتَ جُوَّعِ الآسَادِ فَاتَتّ
 
فرائسها النيوب وقد دمينا
تُحَاذِرُ في مَرَابِطِهَا وُقُوفاً
 
وَإنْ بلَغَ العِدا أمَداً شَطُونَا
فلَوْ أُلجِمنَ لا لغِوَارِ حَرْبٍ
 
لقد ظنّ العدوّ بها الظنونا
ومنشرها على هضبات بمّ
 
رياطاً للعجاجة ما طوينا
إذا رَجَعَ الغَزِيُّ بهِنّ حَسرَى
 
أعدنَ إلى الطّعانِ كما بدينا
لحقنَ طريدة لولا قناها
 
لَطَالَ رَوَاغُهَا للطّارِدِينَا
وَعُدْنَ، وَفي حَقائِبِهِنّ هامٌ
 
لَقِينَ مِنَ الصّوَارِمِ مَا لَقِينَا
بقنّاصٍ أصاب وفي يديه
 
حبائل قد مددنَ لآخرينا
نَوَائِبُ ألْقَتِ الجُلّى عَلَيْهِ
 
فقام بعبئهنَّ وما أُعينا
 
وَحَنظَلَة َ الذي قَطَعَ الوَضِينَا
وَهل يرْضَى المُطولَ وَفي الأعادي
 
دُيُونٌ للصّوَارِمِ ما قُضِينَا
إلاّ جزت الجوازي اليوم عنّي
 
جواداً لا أغمّ ولا هجينا
نماه أبٌ ولوج للمعالي
 
وأُمّ أراقم تدهي البنينا
مِنَ العُظَماءِ أطْوَلُهُمْ عِماداً
 
وأنداهم إذا مطروا يمينا
تبوّع بي إلى قلل المعالي
 
وَخَيّرَني المَعاقِلَ وَالحُصُونَا
فَأرْغَمَ بي عَلى رُغْمٍ أُنُوفاً
 
مُضَاغنَة ً، وَأقذى بي عُيُونَا
تَهَنَّ بِمَطْلَعِ النّيرُوزِ وَابلُغْ
 
مطالع مثله حيناً فحينا
مُرَحِّلَ كُلّ نَائِبَة ٍ مُقِيماً
 
مُذِيلاً للعِدا، أبَداً مَصُونَا
تُظَفَّرُ بالمَآرِبِ طَيّعَاتٍ
 
وَبِالآمَالِ أبْكَاراً وَعُونَا
وإن أحقّ منك بأنْ يهنَّى
 
إذا مَدّ البَقاءَ لكَ، السِّنُونَا