توفي العاضد الدعي فما

توفي العاضد الدعي فما

​توفي العاضد الدعي فما​ المؤلف عماد الدين الأصبهاني


توفي العاضد الدعي فما
يفتح ذو بدعة بمصر فما
وعصر فرعونها انقضى وغدا
يوسفها في الأمور محتكما
وانطفأت جمرة الغواة وقد
باح من الشرك كل ما اضطرما
وصار شمل الصلاح ملتئما
بها وعقد السداد متنظما
لما غدا معلنا شعار بني العباس
حقا والباطل اكتتما
وبات داعي التوحيد منتصرا
ومن دعاة الإشراك منتقما
وظل أهل الضلال في ظلل
داجية من غيابة وعمى
وارتبك الجاهلون في ظلم
لما أضاءت منابر العلما
وعاد بالمستضيء مجتهدا
بناء حق قد كان منهدما
واعتلت الدولة التي اضطهدت
وانتصر الدين بعدما اهتضما
واهتز عطف الإسلام من جذل
وافتر ثغر الإيمان وابتسما
واستبشرت أوجه الهدى فرحا
فليقرع الكفر سنه ندما
عاد حريم الأعداء منتهك الحمى
وفيء الطغاة مقتسما
قصور أهل القصور أخرجها
عامر بيت من الكمال سما
أزعج بعد السكون ساكنها
ومات ذلا وأنفه رغما