ثورة الأهلة

​ثورة الأهلة​ المؤلف بدر شاكر السياب


أما زلت تصبو إلى قربها
رويدا فما أنت من صحبها
تخطيت سبعا من المثقلات
بما لست تدري إلى حبها
تركت الأهلة عن جانبيك
حيارى تشكى إلى ربها
أكانت سدى كل تلك السنين
و قد هدنا السير في دربها
أيطوي مداها إلى حبه
فتى ما رأيناه في ركبها
تخطيت سبعا فكم من ضحى
و كم من مساء و ليل بها
و كم نبضة من فؤاد التي
تشوقت للعطف من قلبها
أما زلت مستسلما للأنين
رويدا فعهدي بها لا تلين
و هل تسمع الشهر إن قلته
و في مسمعيها ضجيج السنين
أطلت على السبع من قبل عش
رين عاما و ما كنت إلا جنين
و أمسى و لم تدر أنت الغرام
هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبأوها بهذا الهوى
فقالت و ما أكثر العاشقين
أما زلت في غفلة يا حزين
أحبت سواك ففيم الحنين
حرام عليها هنيء الرقاد
أتغفو و ما أنت في النائمين