جاء بها والخير مجلوب

جاء بها والخيرُ مجلوبُ

​جاء بها والخيرُ مجلوبُ​ المؤلف مهيار الديلمي


جاء بها والخيرُ مجلوبُ
طيفٌ على الوحدةِ مصحوبُ
طوى الفى يركب أشواقه
و الشوقُ في الأخطار مركوبُ
ساعةَ لا مسرى على شقةٍ
تعيا بها البزلُ المصاعيبُ
يرغبُ في الظلماءِ مستأنسا
و جانبُ الظلماءِ مرهوبُ
أحسنَ بي حتى تخيلته
أصدقَ شيءٍ وهو مكذوبُ
أني تسديتَ لنا باللوى
وصارةٌ دارك فاللوبُ
و بيننا عمياءُ من أرضكم
دليلها أبلهُ مسلوبُ
لا يهتدى الذئبُ إلى رزقهِ
فيها ولو شمَّ بها الذيبُ
فزرتَ شعثاً طاف ساقي الكرى
عليهمُ والطاسُ والكوبُ
فما تدلى النجمُ حتى التوى
مماكسٌ منهم وشريبُ
بتُّ ورحلي بكِ ريحانةٌ
نمَّ عليها الحسنُ والطيبُ
كأنما ذيلُ الصبا فوقها
بالقطرِ أو ذيلكِ مسحوبُ
يا ابنةَ قومٍ وجدوا ثأرهم
عندي بها والثأرُ مطلوبُ
لولاكِ والأيام دوالةٌ
ما استعبدَ الفرسَ الأعاريبُ
أراجعٌ لي بضمانِ المنى
ملحوبُ أو ما ضمّ ملحوبُ
و صالحاتٍ من ليالي الحمى
ما شابها إثم ولا حوبُ
لهوىَ نسك ووجوهُ الدمى
تحت دجاها لي محاريبُ
و ذاهلٍ عابَ حنيني لها
و لم يعبْ أنْ حنتِ النيبُ
قال سفاهٌ ذكرُ ما قد مضى
و ظنَّ أنَّ اللومَ تأديبُ
ما لكَ لا أحببتَ إلا ومن
فوقك سوطُ العذلِ مصبوبُ
إنْ أبكِ أمرا بعد ما فاتني
فقد بكى قبليَ يعقوبُ
و أنكرَ الصبوةَ من شائبٍ
حتى كأنْ ما صبتِ الشيبُ
و هل عدتني شيبةٌ في الحشا
إذ مفرقي أسودُ غربيبُ
لا لاقطٌ فيها ولا خاضبٌ
و الشيبُ ملقوطٌ ومخضوبُ
يغلبُ فيها الحبُّ أمرَ النهى
و الحزمُ بالأهواءِ مغلوبُ
أما تقنعتَ بها رثةً
لابسها عريانُ مسلوبُ
تلاقتِ الأوجهُ مقتاً لها
عني فمزورٌّ ومقطوبُ
ناصعةً في العين لكنها
تبغضُ والناصعُ محبوبُ
فقد أراها وضيا وجهها
لي شركٌ في البيضِ منصوبُ
أيامَ في قوسِ الصبا منزعٌ
و نبلهُ المكنونُ منكوبُ
و قد أزورُ الحيَّ مستقبلاً
لي منهُ تأهيلٌ وترحيبُ
و أغشمُ البيتَ بلا آذنٍ
و هو على الأقمارِ مضروبُ
و أشهدُ النادي فمستعبدُ ال
سمعِ بآياتي ومخلوب
و موصد الأبوابِ ناديتهُ
حتى بدا لي وهو محجوبُ
خادعتُ من سلطانهِ صخرةً
فانجبستْ لي وهي شؤبوبُ
و رحتُ عنه والذي يملكُ ال
مملوكُ والغاصبُ مغصوبُ
فاليومَ إنْ صرتُ إلى ما ترى
فهيْ الليالي والأعاجيبُ
آنسني بالعدمِ توفيرهُ
عرضي وأنَّ المال موهوبٌ
جربتُ قوما فتجنبتهم
و رسلُ العقلِ التجاريبُ
و زادني خبراً بمن أنقى
أني بمن آمنُ منكوبُ
قل لأخي الحرصِ أسترحْ إنما
حظكَ إدلاجٌ وتأويبُ
إذا الحظوظُ انصرفتْ جانبا
لم يغنِ تصعيدٌ وتصويبُ
مالكَ تحتَ الهونِ مسرزقا
و إنما رزقك مكتوبُ
لا تذهبنَّ اليومَ في ذلةٍ
فاليومُ من عمرك محسوبُ
و إن جهدتَ النفسَ في مكسبٍ
فالمجدَ إنَّ المجدَ مكسوبُ
جدَّ ابنُ أيوبَ ولو قد ونى
كفاهُ ما شيدَ أيوبُ
رأى رويدَ السير عجزا به
فسيرهُ حضرٌ وتقريبُ
سما إلى المجد فقال العدا
له طريقٌ فيه ملحوبُ
ساد طريرَ الماءِ حتى انتهى
و الشيبُ في فوديه ألهوبُ
و الرمحُ لا يذرعُ إلا إذا
تكاملتْ فيه الأنابيبُ
أضحى وزيرُ الدين ذا مغرمٍ
وزارةُ الدنيا وتعذيبُ
رتبةُ عزًّ فخرها عاجلٌ
و أجرها ذخرٌ وتعقيبُ
ما هجمتْ غشماً ولا ضره
تدرجٌ فيها وترتيبُ
وزارةٌ ما زال من قومه
معرقٌ فيها ومنسوبُ
أبناُ عباسٍ و أيوبَ مذ
تفرعوا ربٌّ ومربوبُ
خلائفُ الله وأنصارهم
فصاحبٌ طابَ ومصحوبُ
لا ودهم غلٌّ ولا حبلهمْ
يوما بغدرِ الكفَّ مقضوبُ
جارهمُ يؤكل في جورهم
و ما لهمْ بالإفكِ منهوبُ
و ما على مقصٍ سواكمْ إذا
أدناكمُ في الرأي تثريبُ
لا تلكم العاداتُ منكم ولا
أسلوبكم تلك الأساليبُ
باسم عميدِ الرؤساءِ الذي
ما زاد في معناه تلقيبُ
ردَّ عليها بعدَ ما أيمتْ
أبناؤها الغرُّ المناجيبُ
اكفِ الذي استكفوك واحملْ لهم
ما تحملُ الصمُّ الأهاضيبُ
ململمَ الجنبِ أمينَ القوى
و كلهم أدبرُ مجلوبُ
و قدْ أعاديك بأرسانهم
قسراً فمركوبٌ ومجنوبُ
و ارتعْ من الدولة في ظلةٍ
رواقها بالعزَّ مطنوبُ
محمية الروضةِ مرقية
و الروضُ بالرعيانِ مسلوبُ
أفياؤها فيحٌ وماءُ الحيا
في ظلها السابغِ مسكوبُ
و اصحبْ من النيروزِ يوماً يفي
بالعزّ إن خان الأصاحيبُ
يكرُّ بالإقبال ما خولفتْ
صدورُ دهرٍ وأعاقيبُ
يغشاكمُ يخدمُ إقبالكم
ما حنَّ للفرجةِ مكروبُ
لا تستجيرون بعمرو ولا
واعدكم بالعمرِ عرقوبُ