جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
جلا الكؤوس فجلى ظلمة السدف
بدرٌ كلِفتُ به حاشاه من كَلَفِ
سمتْ وقد أشرَقت راحٌ براحتهِ
كأنَّها الشمسُ حلَّت منزلَ الشَّرفِ
وضاع نشر شذاها وهي في يده
كأنها وردةٌ في كف مقتطف
بكرٌ تحلت بدرٍ من فواقعها
وأقبلت وهي في وشح وفي شنف
يا سحبَ نيسان روِّي الكرم من كرم
ففي الحَباب غنىً عن لُؤلُؤ الصَّدفِ
شتان ما بين درٍ راح مرتشفاً
رشفَ الثغور ودرٍّ غير مُرتَشفِ
لم أنس ليلة أنسٍ بت معتنقاً
فيها الحبيب اعتناق اللام للألف
أمنت من ريب دهري في خفارته
ومن يبت في ضمان الحب لم يخف
ورحت فيها من الهجران منصفاً
من بعد ما كنت منه غير منتصف
أسْطو عليه برمحٍ من مَعاطِفهِ
وصارمٍ من ظبى أجفانه الوطف
لله طيب وصالٍ نلتُ من رشأ
بالحسنِ متَّسمٍ بالطِّيب متَّصفِ
إذا ضَممتُ إلى صَدري ترائبَه
كادت تذوبُ تَراقيهِ من التَّرفِ
يا محسنَ الوصف إن رمت النسيبَ فصِفْ
لنا محاسن هذا الشادن الصلف
أو رمتَ تنسُب يوماً سيِّداً لعُلا
فانسب إلى منتهاها سادة النجف
واخصُصْ بني شرفِ الدِّين الأولى شرفت
بهم بيوتُ العُلى والمجدِ والشرفِ
قوم يحلُّونَ دون الناسِ قاطبةً
بحُبُوحةَ المجد والباقون في طَرفِ
القائلون لدى المعروف لا سرفٌ
في الخير يوماً كما لا خيرَ في السَّرفِ
رَوَوا حديثَ المعالي عن أبٍ فأبٍ
وساقه خلفٌ يرويه عن سلف
هُمُ نجومُ الهدى ليلاً لمدَّلجٍ
وهمْ بحارُ النَّدى نَيلاً لمغترفِ
منهم حسينٌ أدام الله بهجتَه
وأيُّ وصفٍ باحسان الحسين يَفي
هو الشريف الذي فاق الورى شرفاً
سلْ عن مفاخره من شئت يعترف
كم من جميلٍ له في الخلق مُجملُه
يلوح كالكوكب الدريِّ في السَّدف
فالخلق من خلقه في نزهةٍ عجبٍ
ومن خلائقه في روضةٍ أنف
أمسى النَّدى والهدى والمجد مكتنفاً
به وأصبح منه الدين في كنف
سعى إلى الغاية القصوى التي وقفت
عنها الورى فتعدَّاها ولم يقِفِ
فحازَ ما حازه أقرانُه وحَوى
ما شذَّ عن سَلفٍ منهم وعن خلفِ