جلا عني سلامك يا خليلي

جلا عني سلامك يا خليلي

​جلا عني سلامك يا خليلي​ المؤلف أحمد فارس الشدياق


جلا عني سلامك يا خليلي
من الأشجان ما يقذى الجفونا
أكاد أرى بها صبحي ظلاما
وأسباب الأماني لي منونا
فكم من مؤنس فارقت رغما
وكم من موحش القى قرينا
وكم من مأرب قد ند عني
وغادرني ائن له انينا
وما انا واجد في الناس طرا
على وطري واشجاني معينا
فاما قابض كفيه لؤما
واما مفلت دنيا ودينا
كأن الناس قد صاروا ذئابا
تنوش الغث نوشا والسمينا
اذا اوهمت ان بهم قمينا
بخير عاد من امم قمينا
وان تقصد بساحتهم خدينا
تصادفه دخانا او اتونا
كأن الهجر عندهم ادام
ومن وضر الخنى وردوا معينا
اذا باعدتهم هاجوا جنونا
وان دانيتهم ماجوا مجونا
يحارب دهرنا من كان سلما
ويختان الذي يبقى امينا
وذلك دأبه فينا قديما
فلا تعجب لفعل كان دينا
اراك دريت شاني راثيالي
فهل ادراك ما اجرى الشؤونا
بعاد احبتي عني واني
احن إلى وصالهم حنينا
اراني بعد فرقتهم
كآبة والد فقد البنينا
فما بي في نهاري من حراك
ولا في ليلتي القى سكونا
فيا طول ائتراقي واحتراقي
على بعد الاحبة اجمعينا
وانت اعزهم عندي مقاما
فدم بالله معتصما مصونا