حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل

حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل

​حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل
فلا رجاء ولا قصد ولا أمل
قد كنت ظلا على الإسلام منسدلا
واليوم أنت برغم منه منتقل
ومرهفاً من سيوف الله جرّده
لمقتل الشرك ما في متنه خلل
تقطع الليل والأجفان هاجعة
ذكراً وطرفك من فيض البكا خضل
حتى رمتك صروف الدهر صائبة
باسهم راشها المقدور لا ثعل
ما كنت احسب والأقدار جارية
بأن مثلك يخطو نحو الأجل
فقوض الصبر لا يلوي على احد
ومثل رزئك عنه الصبر يرتحل
وقطعت بك اسباب الرجا فبمن
من بعد ما غبت عنا اليوم تتصل
لم ينقطع منك حبل العمر منبتلا
لكن حبل وريد الدين منبتل
فاي واقعة للدين فاجعة
تزول منها الجبال الشم والقلل
اقوت بها عرصات العلم واندرست
منها المدارس إلا الرسم والطلل
قد قلت إذ حملوا أعواده ومشوا
بنعشه والحيامن فوقه هطل
الله اكبر ليس الغيث منسكباً
لكنها ادمع الأملاك تنهمل
لو شيعوه بمقدار الذي حملوا
من المكارم ضاق السهل والجبل
عزم وحزم وفكر ثاقب وحجى
حكم وحلم وعلم زانه عمل
بفضله ومساعيه ونائله
زهده وتقاه يضرب المثل
نور النبوة لمّاع بغرته
كانه قبس أو بارق عجل
يا ابن النبي غضضت الطرف منصرفاً
عنا فلا طرف بالتهويم يكتحل
من للأرامل والأيتام يكفلها
إذا اطل عليها الحادث الجلل
من للخطوب وللدهياء يكشفها
إذا نبت في لقاها البيض والاسل
من للوفود إذا ما قطعت بهم
وعر الفلاة إليك الأنيق البزل
يا طالب العرف قد غاضت زواخره
وليس تعطى وان الحفت ما تسل
كانت بطلعته الأيام آنسة
فأصبحت ولها عن أنسها شغل
كانت به روضة التوحيد مونقة
فصوحت مذ جفاها العارض الهطل
يا حلية زان جيد العلم جوهرها
اما ترى كيف قد ازرى به العطل
وراحلا بالعلوم الغر يحملها
ضاقت بطلابها من بعدك السبل
فاذهب عليك سلام الله ما سجعت
ورق الغصون وطابت بالصبا الأصل