حان أن تسترد ذاك الشبابا

حان أن تسترد ذاك الشبابا

​حان أن تسترد ذاك الشبابا​ المؤلف وديع عقل


حان أن تسترد ذاك الشبابا
لا تظنن نجم سعدك غابا
فتجدد يا نسر وانزل بصدر الم
جد قلباً فقلبه قد ذابا
أخطأ الدهر في صباك ولكن
قبس الشيب قد هداه الصوابا
فاغتفر للزمان ذنباً جناه
فاليك الزمان عنه تابا
وتقلد عصاك ترعى خرافاً
طالما أجمعت عليك انتخابا
لادماتٍ صدورها هاتفاتٍ
ربنا ربنا الجوابا الجوابا
ان ذاك الدعاءَ طال ولكن
رحم اللَه شعبه فاستجابا
فاستتب الأمر الذي كان قبلاً
يمنع الدهر دونه استتبابا
ورياح الانصاف هبت قليلاً
فازالت عن العيون الضبابا
وجلت في العلى هماماً اليه
قد قضت في اشتياقها احقابا
ارجع الرب في سماء المعالي
شمس فضلٍ كادت تداني الغيابا
فصفا جوها واصفى عيوناً
قرحت عهد وجدها الاهدابا
فسلامٌ عليك يا أيها اللا
بسُ من خوف ربه جلبابا
وسلام عليك يا طاوي ال
طهر الذي نثره يحاكي الملابا
قد قبضت المفتاح فادخل إلى ب
يمت المعالي وفتح الابوابا
واستزد من سلاح برك فالحر
ب عوان والبطل حث الركابا
وتسارت تلك الأراقم فوضى
تتحدى قلوبنا انقابا
ورأينا السم النقيع الذي سا
ل وكنا تحجوه قبلاً رضابا
فأجرنا من المصاب لئلا
يتبع الدهر بالمصاب مصابا
وادعنا في رضاك تلقى قلوباً
تستطيب الموت الزؤام شرابا
واذا كان من قلانا اخانا
فلقد يبغض القراب القرايا
فأنرنا في ذا الظلام فإنا
قد مللنا لصبحه الارتقابا
وتدبر للدين والعلم ترميم
ربوعٍ كادت تصير خرابا
قد عهدناك في الوقائع ليثاً
غالب الدهر فانثنى غلابا
لم يشب عزمك المشيب فأنت ال
نسر ما زلت تستجدُّ الشبابا
لا ولا حطَّ من علاك مقالٌ
لفقته الحساد عنك اغتيابا
علموا اليوم ان ربك قاضٍ
عادلٌ يمنحُ الحقيق الثوابا
فاغتفر ذنبهم اليك فقد جا
ؤوك للصفح كلهم طلابا
نزعوا عنهم الحجاب وما شا
ؤووا بيوم ارتقاك عنك احتجابا
فتباروا إلى لقاك وفوداً
وتتالوا حزائقاً أسرابا
هل علمت الأحزاب في ذلك ال
يوم الذي لم يدع بهم أحزابا
يوم لاحوا على الجياد المذاكي
تنهب الأرض بالمسير انتهابا
وتساروا بالمركبات قطاراً
وتساروا احبةً وصحابا
ودوى الرعد من بنادقهم ح
تى استهزوا قلب الفضاء اضطرابا
يتهادون بالصوارم لدناً
يتثنون بالرماح صلابا
موكبٌ يفضح الكواكب نوراً
راح ينسابُ من وراك انسيابا
بقلوبٍ تدافعت من حوال
يك دراكاً ترجو اليك اقترابا
وثغورٍ بواسم ما جلاها
غير مجلاك في العلى استطرابا
كل هذا وانت تمشي وديعاً
لا يثنيك امرهم اعجابا
تلتقيهم طلق المحيا ويغشى
كل عافٍ ندى يديك ربابا
واذا ما دجى لهم ليل خطبٍ
لحت فيهم بدر النهى فانجابا
واذا جف ترب رزقهم ال
فوك بالنيل عارضاً صيابا
هكذا فلتك الرعاة وإلا
فلتقلد تلك العصيَّ الذئابا
إنما الحبرُ من ثوى قلبه ال
خلد ورجلاه تثويان الترابا
وحمى جانب اليقين واعلى
راية الصدق تخجل الكذابا
واقام القسطاس بين رعايا
ه وما زال للرشاد نصابا
هكذا قد براك ربك حبراً
لم يدع فيك للحواسد عابا
ما سمعنا لشائبٍ عنك قولاً
غير ان المفضال بطرس شابا
ان يك الشيب فيك عيباً فاني
شاكرٌ في انتقاصك العيابا
هل نكير عليك انك للم
عوز غوث تجيئه وهابا
هل نكير عليك انك ذوق
لبٍ بحب الإله يذكى التهابا
هل نكيرٌ عليك انك راعٍ
في رعاياهُ يألف الاتعابا
كم قتلت الكرى بسيف من ال
سهد وامسيت بينهم جوابا
فرددت الغاوي وقومت منا
داً واجبرت من يداني القضابا
وتدبرت معهداً سال علماً
وتقى فاستفزهم طلابا
فبه مغتذى العلوم وفيه
موردٌ ينهل الفتى آدابا
وبه قيد الهوى قلب حبٍ
رقة القيد في هواك استطابا
ولقد قد قضى عهوداً طوالاً
يتقاضى هذه العهود اقترابا
تارةً ينشد الربوع صباءً
تارةً ينشد الزمان عتابا
فإذا بالزمان عاد وفياً
بعدما كان خادعاً خلابا
فتثنى يوم ارتقائك بشراً
وتصابى ولم يكن يتصابى
نزلوا ابحر الثناء فألفوا
كل بحرٍ منك استعار العبابا
فتصفح اقوالهم تقرأ العر
ف فصولاً والحب بابا فبابا
واقتبله سفراً روى عنك ما لم
يبق في خاطر الزمان ارتيابا
لا تجزني فانني لك في د
ينٍ من الفضل ان أردت الحسابا
وكتابي عهدٌ علي بديني
فلهذا ذيلت باسمي الكتابا