حبيبي على هذه الرابيه

حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه

​حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه​ المؤلف إلياس أبو شبكة


حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه
أُحِسُّ خَيالَكَ يَرقى بيه
فَأُغلِقُ إِلا عَلى ما تُحِبُّ
روحُك قَلبي وَأَهدابِيَه
أَتيتُ أُحِبُّكَ في ما تُحِبُّ
وَيُضفي عَلى وَحيكَ العافِيَه
فَما دَفَّق الشِعرَ مِن أَصغريك
تجمَّع في هذِهِ الناحِيَه
أَراهُ عَلى المُنحَنى وَالخَليج
وَفي هذِهِ الغابَة الجارِيَه
وَفي ما يَقوت عُروقَ الدَوالي
وَما يُضمِرُ الكرمُ لِلخابيَه
أَراهُ عَلى أَملِ الزارِعين
في مَوسِمِ الحَقلِ وَالماشِيَه
وَفي كِبَرِ الدَلبِ وَالسنديانِ
يَحنو عَلى دعةِ الساقِيَه
أَتيتُ أُحبكَ في ما تُحِبُّ
وَأَوصِدُ دون الوَرى بابِيَه
فَما عالَمي غيرُ مَعنى الجَمالِ
أَهواكَ فيهَِتَهوانيه
بِروحكَ مَغمورَةٌ يَقظتي
وَنَشوى بِسحرِك أَحلامِيَه
وَحِلمي بِحُبِّكَ لا يَنتَهي
وَهل تَنتَهي الغَفلَةُ الواعِيَه
مَصادِرُ وَحيكَ مَعقودَةٌ
بِقَلبي رُؤاها وَأَجفانيَه
فَفي كلّ مَطوى مِن الطَير راوٍ
وَفي كلّ مُنعَطفٍ راوِيَه
مِنَ الأَرضِ أَنشقُ أَعرافَ شِعرِك
رَيّانَةً كَالنَدى صافِيَه
أُحسُّ لَها في صَميمي غَليلاً
يخبُّ عَلى وَهجِ أَعراقِيَه
وَأَسمَعُ صَوتاً كَهَمسٍ عَميق
فَأَصغي لِتَسمعَ أَعماقيه
وَأُبصِرُ ما لا تَراهُ العيونُ
فَأَطويهِ كَاللَهِ في ذاتِيَه
حَبيبي عَلى هذِهِ الرابِيَه
أُقَرّبُ لِلحُبِّ إيمانيَه
إِذا هَجَر الحُبُّ دُنيا القُلوب
فَما تَنفَعُ الحِطَمُ الباقِيَه