حتام من ميا شكايتك القلا

حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا

​حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا​ المؤلف ابن شهاب


حتام من ميَّاًُ شكايتك القلا
وعلام تلهج باسمها متغزّلا
زرحيها إن كنت تجسر راكباً
زرق الأسنة دونه أو لا فلا
ما الحب إلا أن تسوم الروح في
مرضات من تهواه حتى تقتلا
أو ما علمت بأن حول خيامها
كم فارس في الترب ظل مجندلا
وهاً لما يلقى المحب من الهوى
فيه يرى التعذيب عذباً منهلا
خضعت لسلطان الهوى غلب
الرقاب وما ارتضت عما تحاول معدلا
كم خضت من غمراتها ما لو رأى
معشارها غيري لفرّ وولْوَلاَ
ولكم أصيبت مهجتي بسهامه
فازددت بالصبر الجميل تجمّلا
ولكم دهيت من الحياة بنكبة
أفري بها الهول العريض الأطولا
فكأن دهر السوء آلى برّة
أن لا أسف مدى الحياة السلسلا
تعسا له ولما حباني من
بسيط المال إن لم ألق فائقة الملا
لو أن هذا الدهر يذعن لي كما
لمحمد والفضل أذعنت الملا
هذا ابن محسن الذي حسناته
لا تحوج العافي إلى أن يسألا
وابن العلي أبو المعالي بل هو
البحر الخضمّ وكيف تنقصه الدلا
من ضئضي المجد الأثيل تفرّعاً
وبدارة العيوق حلا أولا
ملكان أحكام السياسة والفراسة
والحماسة عنهما تروي العلا
ولغير ما شرعت جدودهما من
الإقدام ان حمي الوغى لن يفعلا
نعم الكريمان اللذا إن ينطقا
بخطير عزم في البسيطة يفعلا
ألفا متون العاديات كأنها
سرر الخلافة في مواقف الابتلا
ولكم على صهواتها اقتحما بها
لجج المنون فأدركا ما أملا
سقيا جيادهما نجيع جماجم
الأعدا وشربهما المعالي لا الطلا
تالله ما لكليهما غرض سوى
حثو النضار وأن يجهز جحفلا
لسوى سمي العز ما قالا نعم
ولمجتديه كلاهما ما قال لا
قد جاوزا الجوزا عُلاً فبأخصمي
قدميهما وطئا السماك الأعزلا
وبغرة اليمين المبارك خيماً
وتبوءآ لحج المنيعة معقلا
بهما زهت فاقطع يقيناً أنها
الدنيا وأنهما فديتهما الملا
خفت بها رايات ملكهما وفي
كل البسيطة شأو مجدهما علا
من عصبة كالأسد إلا أنها
للأسد تفرس لا مروعة الفلا
فهم العبادلة الأولى اكتسبوا الثنا
قدماً وحسبك بالعبادلة الأولى
وهم الكرام ومن سواهم عالة
إذ عنهم خبر الكرام تسلسلا
يصبو لحمحمة الجياد وليدهم
فتراه يقبل نحوها متهللا
خذ عن طفولهم أحاديث الوغى
والمجد لا خبر الملابس والحلا
إن قست غيرهم بهم فكأنما
بالقسور الزأار قست الفرغلا
يا أيها الملكان إن ثناكما
ما ليس يحصر مجملاً ومفصلا
ولقد بعثت إليكما المنشور من
ساداتنا الراقين أوج الاعتلا
بكما استغاثوا في قضية ما به
قد تم أمر الصلح واندفع البلا
ولأنتما من غير شك خير من
بإغاثة الغرّ الكرام تفضّلاً
وإليكما عذراء ترفل في الحلا
عجباً وحق لمثلها أن يرفلا
بكما زهت وبطيب نشر ثناكما
فكأنما بكما عروساً تجتلا