حرقة الإنسان من كور الأمل

حرقة الإنسان من كور الأمل

​حرقة الإنسان من كور الأمل​ المؤلف محمد إقبال


حرقة الإنسان من كور الأمل
نار هذا الطين من نور الأمل
إنه الخمرة في كأس الحياه
وبه وقدة أنفاس الحياه
الحياة الحق تسخير الدني
وإلى التسخير تدعوها المنى
هي للمقصود في الدنيا سبيل
وهي للعشق من الحسن رسول
أمل الإنسان أنى يظهر
كيف يشجو الحي هذا المزهر
كل خير وبهيج وجميل
هو في بيدائنا نعم الدليل
حسنه في القلب نور يسطع
تجد الآمال منه تطلع
خلق الحسن نضير الأمل
وأدام الحسن نور الأمل
مطلع الحسن ضمير الشاعر
طوره صبح الجمال الباهر
زادت الحسن جمالا نظرته
زادت الفطرة حبا صنعته
غرد البلبل من تلحينه
ضاء خد الورد من تلوينه
ناره كل فراش كاويه
قصص العشاق منه زاهيه
مضمر في خلفه بحر وبر
ألف كون محدث فيه استتر
كم شقيق في الحشا لم يطلع
وغناء وبكى لم يسمع
فكره للبدر والنجم نجي
يبدع الحسن وفي القبح عيى
خضر في ليله ماء الحياه
تزهر ألاكوان من ماء بكاه
نحن أغرار بطاء الأرجل
ضل سارينا طريق المنزل
لطفت في سيرنا حيلته
وعلت في ركبنا نغمته
يحفز الركب لفردوس الحياه
ويتم الدور في قوس الحياه
فمضى الركبان إثر الجرس
وشدا الحادي بصوت مؤنس
وسرت في زهرنا نفحته
مذ سرت في روضنا نسمته
نفس منه حياة تزهر
حرة لوامة لا تصبر
يأدب الناس جميعا للقرى
ناره كالريح تسرى في الورى
ويل قوم لهلاك طائره
صد عن ورد حياة شاعره
كل حسن شاه في مرآته
في الجسوم السم من جرعاته
تذبل الأزهار منه القبل
ويعاف الشدو منها البلبل
تهن الأعصاب من أفيونه
ويموت الحي من تلحينه
يسلب السرو جميل الميل
ويرد الصقر مثل الحجل
هو حوت نصفه كالآدمي
كبنات البحر تقتاد الغوى
يسحر الربان منها باللحون
ولقاع البحر تهوى بالسفين
يسلب القلب ثباتاً لحنه
ويرى الموت حياة فنّه
يلبس النفع لباس الضرر
ويرى الحسن قبيح الصور
في بحار الفكر يلقيك فلا
تشتهيه أو تطيق العملا
شعره فينا يزيد الكللا
كأسه فينا تزيد المللا
سيل برق ما حوى نيسانه
آل لون وشذى بستانه
فنه بالحق لا يعترف
بحره ما فيه إلا الصدف
نومت ألحانه يقظتنا
أطفأت أنفاسه شعلتنا
بلبل سم قلوب نغمه
ضغث ورد فيه يثوى أرقمه
خمره اللألاءة اترك واحذر
كأسه والطاس والدن اهجر
يا صريعا خمره يغتبق
لك صبح من سناها مشرق
يا برود القلب من ألحانه
قد شربت السم من تبيانه
يا دليلا للردى أفكاره
عطلت من نغم أوتاره
أنت للذل أرحت البدنا
أنت للإسلام عار في الدنى
من نسيم مر يدمى خد كا
بعروق الورد يلوى قد كا
أخزت العشق دجى صيحاتكا
غض من صورته بهزاد كا
شاحب الوجه بدا من ضر كا
بردت نيرانه من قر كا
عاجز الهمة من ذلتكا
وعليل الروح من علتكا
ادمع الأطفال في كاساته
كنزه ما اعتد من آهاته
آه من وغد ذليل يائس
هالك من ركلات الحارس
صار كالناي هزيلا نائحا
شاكى الأقدار جهلا صائحا
ليس إلا الحقد في جوهره
ليس إلا العجز في مخبره
يائس فسل حليف الخيبة
شقوة في خسة في ذلة
نوحه روحك منه في سقام
قد حمى جيرانه طيب المنام
ويح عشق قد ذكا في الحرم
ناره باخت ببيت الصنم
صيرفي القول إن تبغ النجاه
فاجعلن معياره نار الحياه
نير الفكر يقود العملا
مثل برق قاد رعدا جلجلا
من بفكر صالح في الأدب
ارجعن يا صاح شطر العرب
وسليمي العرب يا صاح اعشقا
لترى صبح الحجاز ائتلقا
في رياض العجم قطفت الزهر
في ربيع الهند سرحت البصر
من حرور البيد فاشرب يا رفيق
واشربن من تمرها الراح العتيق
أسلمن رأسك يوما صدرها
وألفن في حرها صرصرها
قد لبست الخز طول الزمن
فألف الكرباس يوما واخشن
كم وطئت الورد في طول المدى
غاسلا كالورد خدا بالندى
فعلى رمل الصحارى المضرم
أقدمن يوما وغص في زمزم
فيم هذا النوح مثل البليل
وإلام العش بين الظلل
قد علا جد الهما من صيدكا
اجعلن في الطود مثوى عشكا
ابن عشا حيث لا ترقى الأنوق
تختفى فيه رعود وبروق