حسن تكامل في المحاسن فاغتدى
حسن تكامل في المحاسن فاغتدى
حَسَنٌ تكامل في المحاسن فاغتدى
لكماله في الحسن أوحدَ عصرِهِ
واللَهِ ما أدري بأيِّ صفاته
أسَرَ القلوبَ فأُوثقت في أسرِهِ
أبوجهه أم شَعرِه أم نحرِهِ
أم قدِّه أم ردفه أم خصرِهِ
اللَهُ صيَّره خليفةَ شمسِه
فينا وأغنانا به عن بدرِهِ
خَلقٌ وخُلقٌ زيَّناه وذلَّلا
عزَّ النفوس لنهيه ولأمرِهِ
بصيانةٍ في أُنسه وتواضعٍ
في نيله وبشاشةٍ في كِبرِهِ
في طرفه سحرٌ يُشحِّطُنا به
فلذاك حُمرة خدِّه من قَطرِهِ
لو جاء ناظرُه ببابل لاعترت
هارُوتَ أو ماروتَ أُخذةُ سحرِهِ
لو أنَّ ذا القَرنَين في ظلماته
لاقاه يضحك لاستضاء بثغرِهِ
إني لأحسبني إذا استَنكَهتُه
ملكٌ تطلَّع في جِرابة عطرِهِ
قد ظَنَّ بي ظنّاً ولا وحياته
ما كان بل قد ظنَّه في سكرِهِ
إنَّ الوفاء ديانةٌ ولقد يُرى
غَدرُ الفَتى أخزى له من كُفرِهِ
أأمسُّه بنقيصةٍ لِم ذا ولو
مُلِّكتُ عمري زدتُه في عُمرِهِ
سيّان عندي نائمٌ في نومه
يُجنى عليه وميِّت في قَبرِهِ
إن كُنتُ رُمتُ خيانةً في وصله
جعل الإلهُ منيَّتي في هَجرِهِ
لو متُّ وجداً ما غدَرتُ بعهدِ مَن
أسَلُ الإلهَ كفايةً من غَدرِهِ
وإذا ابتذلتك يا مصون فكيف بي
بأخٍ أتِيهُ بصونه وبسترِهِ
إني أُجلُّك عن توهُّمك الخَنى
وأُجلُّ فاك بأن يفوه بذكرِهِ
من غير خُبرٍ تدَّعي ما تدَّعي
وتردُّ حجَّةَ مخبرٍ عن خُبرِهِ
ما كانَ ذا مقدارَ قدرك عنده
كلا ولا مقدارَه في قَدرِهِ