حضرت وما في الجيب غير دراهم

حضرت وما في الجيب غير دراهم

​حضرت وما في الجيب غير دراهم​ المؤلف زكي مبارك


حضرت وما في الجيب غير دراهم
إلى بلد لم تغن فيه الدراهم
حضرت أبث البحر شوقي وإنني
بأمواج هذا البحر ظمآن هائم
حضرت أناجيه فثارت عواصف
وأعقبها بعد الهبوب غمائم
وغنت حمامات فأجرين أدمعى
أتعرف شجوى في الغرام الحمائم
ونمّت دموعي عن هيامى وأفصحت
أفي كل يوم في حياتي نمائم
إذا ما شدا شاد بوجد ولوعة
بكيت له والدمع غرثان صائم
سهرت بآلامي وأقلقت مضجعي
وأعين من أهواه عني نوائم
تعجّب بحر أسكندرية من فتى
يثور على الأيام والدهر لائم
فيا بحر أين الحظ أين سبيله
على أنني بالحظ والحب عالم
أفى يقظة يا قلب تسكب دمعة
تحدثني يا قلب إنك حالم
نسيم هواء البحر يذكى عواطفي
ويصنع ما لا تصنع النسائم
ضرائم في قلبي وروحي شدائد
ومن موج بحر الحب هذي الضرائم
يقولون مجنون بليلى وخاسر
ولم يعلموا أني مع الخسر غانم
إذا ظلمت ليلى بفضل جمالها
فإني بشعرى في هواها لظالم
فتاة رأيت البدر يسرق حسنها
فخاصمته فيها وإني المخاصم
وأقبل هذا الليل يسرق شعرها
ولم يدر أن القلب كالشعر فاحم
وأقبل زهر الروض يسرق خدّها
وكيف وهاتيك الخدود نواعم
وقالت أقاحي الروحي كيف ثغورها
ولم تدر ما تلك الثغور البواسم
تذكرت ليل اسكندرية حائم
على الحسن والقلب المتيم حائم