حماها بأطراف الرماح حماتها

حماها بأطراف الرماحِ حماتها

​حماها بأطراف الرماحِ حماتها​ المؤلف مهيار الديلمي


حماها بأطراف الرماحِ حماتها
فلا حفلها منا ولا خلواتها
و ذبب عنها من عقيلِ بن عامرٍ
أراقمُ لا تحوي شباها رقاتها
عشيرةُ مكلوءِ البيوتِ محصنٍ
يعزُّ بنوها أن ترام بناتها
معودة طردَ العيوب غيوبها
إذا حفظتْ عوراتها أسلاتها
و حرم واليها الولوعَ بذكرها
و إن عتبت أخرى عليها سماتها
فهل مغمزٌ في جانبٍ من ورائه
سلامةُ يا قلبي وهذي حصاتها
فكم في بيوت العامريات من هوى
يناط كما نيطت بها خالفاتها
و مثلكَ أسرى لا يسام فداؤها
هوانا وقتلى لا تساق دياتها
بلى لكَ منها في الكرى إنْ وفيَ الكرى
و في الريح حظٌّ إن جرت نفحاتها
و ليلٍ بذي ضالٍ قصيرٍ طويله
على البدن تطوي درجه ناجياتها
ترى العيسُ في أجوازه بقلوبها
إلى قصده ما لا ترى لحظاتها
بها من حنينٍ تحته ما بركبها
و إن نطقوا الشكوى وطال صماتها
إذا الريح قرت فاستهزت ضلوعهم
تصلوا بما تذكى لهم زفراتها
سرتْ بنشاوى من معاقرة السرى
وسائدهم فوق الثرى ركباتها
نضوا ما نضوا من ليلهم ثم هوموا
غرارا وقد خاط العيونَ سناتها
على ساعةٍ جنُّ الفلاةِ ووحشها
تريها الشخوصَ الزورَ عنا فلاتها
تخطت الينا الغورَ فالعرضَ فالحمى
و ما ذاك ممشاها ولا خطواتها
فبتنا لها في نعمة شكرتْ لها
و ما هي جدواها ولا أعطياتها
عواطفُ دنيا في الكرى لو أردتها
على مثلها يقظانَ عزَّ التفاتها
فلم أرها وعند قومٍ أداتها
من العيش إلا وهيَ عندي أداتها
سقى الله شراً دوحةً لي سيالها
و للناس ملقى ظلها وجناتها
و لودا ولي من حظها بطنُ حائلٍ
معنسةٍ شابت وشابَ لداتها
أغامز منها صخرةً إرميةً
تفلُّ النيوبَ وهي جلدٌ صفاتها
و كيف تسامُ النصفَ أمٌّ تلونتْ
معارفها إن حوشيتْ منكراتها
ترى الوكلَ المغمورَ كحلَ لحاظها
و كحلُ أخي الهمَّ البعيد قذاتها
هوت برؤس الناسِ سفلاً وحلقتْ
بأذنابها مجنونةً طائراتها
فعندك منها أن ترى ببغاثها
كواسبَ جوحصَّ فيه بزاتها
ركبتُ من الأيامِ ظهرَ ملونٍ
صبائغهُ والخيلُ شتىَّ شياتها
و قلبتها يوما فيوما مجربا
فلا سوءها يبقى ولا حسناتها
سأحملها حتى تخفَّ وسوقها
و أحلمُ حتى ترعوى جهلاتها
لعلَّ مميتَ الحظَّ يحييه آنفاً
فإنَّ الحظوظ موتها وحياتها
فلا يؤيسنكَ صدها من وصالها
و لا مطلها من أن تصحَّ عداتها
ألم تر ملك المكرميين نارهُ
خبت غلطا ثم اعتلتْ وقداتها
هفا الدهرُ فيهم مستغرا بغيره
فخاضوا وشاكتْ رجله عثراتها
بغى نقلَ ما أعطوا سفاهاً ولم تكن
هضابُ شروري زائلا راسياتها
هم السحبُ ملء الأفقِ والدهرُ تحتها
جفاءٌ إذا سالتْ به سائلاتها
علا السيلُ حتى الصينُ يفعمُ بحرها
فيطغى وفي بغدادَ يجري فراتها
حمى ناصرُ الدين العلا بعد من مضى
فضمتْ قواصيها ولمَّ شتاتها
و أضحى بتاج الدولةِ العزُّ مفرقا
لها تتلظى فوقه خرزاتها
و إن فروجا سدها مثلُ سعيه
لضيقةٌ أن ترتجى خطفاتها
رعاها أبو الأشبالِ حتى دنا بها
لها من شميم سرحها حسراتها
أخو عزماتٍ لا يراع صديقها
كما لم ينم ولا تنام عداتها
كريمُ المحيا رطبةٌ قسماتهُ
إذا ما الليوثُ استجهمتْ عابساتها
على الصدرِ منه هيبةٌ تملأ الحشا
ممررةٌ أخلاقه محلياتها
و من رأيه في الحربِ عضبٌ وذابلٌ
و ما الحرب إلا سيفها وقناتها
كريمٌ فما الأحسابُ إلا اقتناؤها
لديه ولا الأموالُ إلا هباتها
إذا اعترضتهُ هزة الجود ساكنا
نزت بالندى في كفه نزواتها
أفاد الندى فلم تزل برياضه
رياحُ العلا أو صوحت شجراتها
من القوم فضوا عذرة الأرض سادةً
و شابت وهم أربابها وولاتها
فمن حلمهم أركانها وجبالها
و من جودهم أمواهها ونباتها
و ليسوا كمن جنَّ الزمانُ برفعه
و جاءت به من دولةٍ فلتاتها
و لا كذبا طارت به الريح طيرةً
فأقعصه أن طأطأتْ عاصفاتها
تقيلتهم والنفس يكرمُ أصلها
على عرقها الساري فتكرمُ ذاتها
بك اهتزَّ فرعاها وأنيعَ ظلها
و طاب جناها وانتهت بركاتها
جمعتَ لها سذانَ كلَّ فضيلة
تعزّ على من رامها مفرداتها
فمن كان من قومٍ سفاً في أديمهم
و زعنفةً تزري فأنتَ سراتها
لئن عركتْ في جنب طودك نبوةٌ
من الدهر لا تمحى بعذرٍ هناتها
و هزَّ العدا من حسنِ صبرك صعدةً
فقد علموا بالهزَّ كيفَ ثباتها
و ما كنتَ إلا الشمسَ ليثتْ جهامةٌ
على خدها ثم انجلت غاشياتها
تنصل منها المالكُ لما تبينتْ
لعينه أخراها ومعتقباتها
و أبصرها شنعاءَ يبقىَ حديثها
ذميما ولا تبقىَ له عائداتها
فردك ردَّ السيفِ في الغمدِ لم تعب
مضاربهُ إن ثلمتْ شفراتها
فكيف يليقُ الحسنُ أوجهَ دولةٍ
إذا عدمتْ تيجانها خرزاتها
رعى الله نفسا لا الغنى زادها علاً
و لا فقرها حطتْ له درجاتها
معظمةً في حدها وسنانها
و سلطانها لا ما حوت ملكاتها
إذا قزعتْ يوما من الدهرِ نكبةٌ
إليها عستْ فلم نسغها لهاتها
و أنت الذي تعطي وعامك أشهبٌ
عطاءَ رجالٍ خضرتْ سنواتها
مع الجود أني ملتَ غير مصرفٍ
يمينك إلا حيثُ شاءت عفاتها
أقلني أقلني جفوةً ما اعتمدتها
و هجرةَ أعوامٍ خلتْ ما ابتداتها
و سعياً بطيئا عن مقامي من العلا
لديك إذا الأقدام فازت سعاتها
فما كان إلا الحظُّ منكم حرمتهُ
و دنيا كثيرٌ بالغنى فلتاتها
تريد بنفسي كلَّ ما لا تريده
و تمنعها ما تقتضي شهواتها
و إني لكم ذاك الذي لا حباله
ترثُّ ولا يخشى عليه انبتاتها
مقيمٌ على نعمائكم حافظٌ لها
مضبٌّ على ما أوجبت حرماتها
ينقلُ قوما قربهم وبعادهم
و نفسيَ لا تهفو بها مبدلاتها
تحنُّ إلى أيامكم في ذراكمُ
و تحفزها من عهدكم مذكراتها
و عندي لكم ن أسخطتكم سوالفي
عوائدُ ترضى مجدكم آنفاتها
تسيرُ على عاداتها بصفاتكم
طوالعَ تمشي بالعلا مثقلاتها
نوازلَ في عرض الفلا وصواعداً
تردُ على روحاتها غدواتها
تخالُ هواديها بنشرِ علائكم
برودَ زوبيدٍ نشرتْ حبراتها
يقصُّ بها تحت الظلام سميرها
و ترجزكم وجهَ النهارِ حداتها
تطربها الأسماعُ فيكم كأنما
عزيفُ الملاهي ما تقولُ رواتها
كأنّ الأولى دارتْ عليهم بيوتها
بنو نشوةٍ دارت عليهم سقاتها
مبشرة أيامكم باتصالها
ترى الحسنَ قبلَ أن ترى أخرياتها
خوالد ما لبيَّ الحجيجُ وطوفوا
و عجتْ بسفحيْ مكةٍ عرفاتها
و ما عقروها واجباتٍ جنوبها
تفجر من لباتها فاجراتها
تزوركم الأعياد مجلوةً بها
تحلىَّ بما صاغت لكم عاطلاتها
إذا لعنتْ قوما لئاما ما فإنما
على ذكركم تسليمها وصلاتها