حوائج نفسي كالغواني قصائر

حوائِجُ نفسي كالغواني قصائِرٌ

​حوائِجُ نفسي كالغواني قصائِرٌ​ المؤلف أبوالعلاء المعري


حوائِجُ نفسي كالغواني قصائِرٌ،
وحاجاتُ غيري كالنّساء الرّدائد
إذا أغضَبَ، الخيلَ، الشكيمُ، فما لها
عليه اقتِدارٌ، غيرَ أزْمِ الحدائدِ
وما يَسبَحُ الإنسانُ في لُجّ غَمْرَةٍ
من العِزّ، إلاّ بعدَ خوضِ الشدائدِ
وما كفَّ عقلي أن يؤمِّلَ بائِداً،
من الأمرِ، إني بائَدٌ وابنُ بائِدِ
أحيدُ، فتُشويني السّهامُ، ولو رَمتْ
قِسيُّ حِمامي لم تجدْني بحائِدِ
لعمْرُكَ ما شامَ الغَمائِمَ شائمي،
ولا طلَبَ الرّوضَ السّحابيَّ رائد
تُذادُ، عن الحوضِ، الغرائبُ، ضِنّةً،
وحوضُ الردى، ما دونَه كفُّ ذائد
وكيفَ أرجّي، من زمانٍ، زيادَةً،
وقد حذَفَ الأصليَّ حذفَ الزّوائد؟
أواكَ ضَنٍ، فاهربْ من الانسِ، طالما
تَبَرّمَ مُضنىً من حديثِ العوائد
وقد يُخلفُ، الظنَّ، المعَيْدُ إصابةً،
كما أعوَنَ الدجّالُ في آلِ صائد
وما أعجبتني، لابن آدمَ، شيمةٌ،
على كلّ حالٍ من مسودٍ وسائد
وتُسليكَ، عن نَيلِ الفوائدِ، ساعةٌ،
ثنتْ وصفَ حيٍّ، بعدها، كاسمِ فائد
وما يبلغُ الأحياءُ عزّاً بكثرَةٍ؛
وهل لحصى المَعزاءِ قدْرُ الفرائد؟
له العددُ الوافي، ولكنْ دنتْ له،
فما أخَذَتْهُ، ناظِماتُ القلائِد
تُقَسَّمُ أطواقُ المَنايا، ولم تَزَلْ
تَبُتُّ سُلوكاً، من عُقودِ الخرائد
وخالَفَ ناسٌ في السَجايا، ليُشهروا،
كما جُعِلَ التصريعُ ختمَ القصائد