حيا لي الباري صفي مودة

حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ

​حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّةٍ
قد لذَّ لي ولهُ قديماً كاسُها
ما زالَ يفتِل حبلَه ما بيننا
بالوصلِ حتى استحصدت أعراسها
وكأنَّ بعض حواسدي، وأعيذه
بالله، وَسوسَ عنده خَنَّاسُها
فنهى ولكن عن حقوقِ مودَّةٍ
لم يغدُ منتقِضاً عليَّ أساسُها
يا من غرستُ له المودَّة في الحشا
وعلى الصفاءِ نَمت له أغراسها
أنُتم دعاةُ اللهِ سادةُ خلقِه
أُمناءُ ملّةِ دينه حُرّاسها
ومطهَّرون من الخبائثِ كلَّها
أبداً فليس تمسُّكم أدناسُها
ومبجَّلون فما تطاولتِ الورى
وحضر تُم إلاّ وُطأطِاَ رأسها
وأرى الكرامَ معادِناً فلجُينُها
وأبيك أنت وما سواك نحاسها
ولأنتَ نعم مناخُ وافدةِ المُنى
وأبرُّ من شُدَّت له أحلاسها
تلك الخلايقُ أين جامِعُ بشرها
كانت تفرّقُ وحشتي إيناسها
تلك المكارمُ أين هامعُ قطرها
ما زالَ يُخضب ساحتي رجّاسها
عجباً دعوتُك والخطوبُ تلوكني
وعلى حشاشتي إلتقت أضراسُها
فصرفت فهمك عن خطاب ألوكتي
تبدي الغموضَ بها وأنت أياسها
نزعت برغبتها إليك فلم يكن
من غير خجلتها لديك لباسها
نَشرَت وسائَلها إليك مع الرجا
فلأيّما سببٍ طواها ياسها
وَجبهَتهَا بالردِّ حتّى أنّها
لتكادُ تضرمُ مهجتي أنفاسها
عينٌ رعيت بها هواي فحقبةً
لم أدرِ عين الدهر كيف خلاسها
ما لي انبِّهها لتلحظَ خلّتي
ومن الجفاءِ لها يطيبُ نعاسها