الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجموع الفتاوى/المجلد الخامس/فصل في علمنا بصفاته تعالى وجهلنا بكيفيتها»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصليح
لا ملخص تعديل
سطر 47:
وهذا تأويل من التأويلات القديمة للجهمية، فإنهم تأولوا تكليم الله لموسى عليه السلام بأنه أمر ملكًا فكلمه، فقال لهم أهل السنة: لو كلمه ملك لم يقل: {إِنَّنِي أَنَا الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} <ref name="طه: 14">[طه: 14]</ref>، بل كان يقول كما قال المسيح عليه السلام: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ} <ref>[المائدة: 117]</ref>.
 
فالملائكة رسل الله إلى الأنبياء تقول كما كان جبريل عليه السلام يقوللمحمديقول لمحمد {{صل}}: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} <ref name="مريم: 64"/> ويقول: إن الله يأمرك بكذا ويقول كذا، لا يمكن أن يقول ملك من الملائكة: {إِنَّنِي أَنَا الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} <ref name="طه: 14"/>، ولا يقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟»، ولا يقول: لا يسأل عن عبادي غيري، كما رواه [[النسائي]] وابن ماجة وغيرهما، وسندهما صحيح أنه يقول: «لا أسأل عن عبادي غيري».
 
وهذا أيضا مما يبطل حجة بعض الناس، فإنه احتج بما رواه النسائي في بعض طرق الحديث أنه يأمر مناديًا فينادي، فإن هذا إن كان ثابتًا عن النبي {{صل}}، فإن الرب يقول ذلك، ويأمر مناديًا بذلك، لا أن المنادي يقول: «من يدعوني فأستجيب له؟»، ومن روى عن النبي {{صل}} أن المنادي يقول ذلك، فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله {{صل}}. فإنه مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر الذي نقلته الأمة خلفًا عن سلف فاسد في المعقول، فعلم أنه من كذب بعض المبتدعين، كما روى بعضهم <ref>[ينزل]</ref> بالضم، وكما قرأ بعضهم: {وَكَلَّمَ الله مُوسَى تَكْلِيمًا} <ref>[النساء: 164]</ref>، ونحو ذلك من تحريفهم اللفظ والمعنى.