الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكتاب (سيبويه)/الجزء الثاني»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 373:
وأما الموضع الذي لا يستعمل فيه الفعل المتروك إظهاره فمن الباب الذي ذكر فيه إياك إلى الباب الذي آخره ذكر مرحباً وأهلاً.
وسترى ذلك فيما يستقبل إن شاء الله.
== باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه الاسم لأنه مفعول معه ومفعول به كما انتصب نفسه في قولك: امرأ ونفسه
وذلك قولك: ما صنعت وأباك ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها إنما أردت: ما صنعت مع أبيك ولو تركت الناقة مع فصيلها.
فالفصيل مفعول معه والأب كذلك والواو لم تغير المعنى ولكنها تعمل في الاسم ما ومثل ذلك: ما زلت وزيداً " حتى فعل " أي ما زلت بزيد حتى فعل فهو مفعول به.
السطر 380 ⟵ 382:
وقال: فكونوا أنتم وبني أبيكم مكان الكليتين من الطحال وقال: وكان وإياها كحران لم يفق عن الماء إذا لاقاه حتى تقددا ويدلك على أن الاسم ليس على الفعل في صنعت أنك لو قلت: اقعد وأخوك كان قبيحاً حتى تقول: أنت لأنه قبيح أن تعطف على المرفوع المضمر.
فإذا قلت: ما صنعت أنت ولو تركت هي فأنت بالخيار إن شئت حملت الآخر على ما حملت عليه الأول وإن شئت حملته على المعنى الأول.
== باب معنى الواو فيه كمعناها في الباب الأول إلا أنها تعطف الاسم هنا على ما لا يكون ما بعده إلا رفعاً على كل حال
وذلك قولك: أنت وشأنك وكل رجل وضيعته وما أنت وعبد الله وكيف أنت وقصعة من يا زبرقان أخا بني خلف ما أنت ويب أبيك والفخر وقال جميل: وأنت امرؤ من أهل نجد وأهلنا تهام فما النجدي والمتغور وقال: وكنت هناك أنت كريم قيس فما القيسي بعدك والفخار وإنما فرق بين هذا وبين الباب الأول لأنه اسم والأول فعل فأعمل كأنك قلت في الأول: ما صنعت أخاك وهذا محال ولكن أردت أن أمثل لك.
ولو قلت: ما صنعت مع أخيك وما زلت بعبد الله لكان مع أخيك وبعبد الله في موضع نصب.
السطر 412 ⟵ 416:
ومثله " قول الأخوص ": مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعب إلا ببين غرابها فحملوه على ليسوا بمصلحين ولست بمدرك.
ومثله لعامر بن جوين الطائي: فلم أر مثلها خباسة واحد ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله فحملوه على أن لأن الشعراء قد يستعملون أن ههنا مضطرين كثيراً.
باب منه يضمرون فيه الفعل لقبح الكلام وذلك قولك: مالك وزيداً وما شأنك وعمراً.▼
== باب منه يضمرون فيه الفعل لقبح الكلام ==
فإنما حد الكلام ههنا: ما شأنك وشأن عمرو.
فإن حملت الكلام على الكاف المضمرة فهو قبيح وإن حملته على الشأن لم يجز لأن الشأن ليس يلتبس بعبد الله إنما يلتبس به الرجل المضمر في الشأن.
السطر 432 ⟵ 438:
وهو نحو مررت به وأباه وإن كان أقوى لأنك ذكرت الفعل كأنك قلت: ولقيت أباه.
وأما هذا لك وأباك فقبيح " أن تنصبالأب " لأنه لم يذكر فعلاً ولا حرفاً في معنى فعل حتى يصير كأنه قد تكلم بالفعل.
باب ما ينصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل وإظهاره وذلك قولك: سقياً ورعياً ونحو قولك: خيبة ودفراً وجدعاً وعقراً وبؤساً وأفة وتفة وبعداً وسحقاً.▼
== باب ما ينصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل وإظهاره ==
▲
ومن ذلك قولك: تعساً وتباً وجوعاً " وجوساً ".
ونحو قول ابن ميادة: تفاقد قومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهراً لهم بعدها بهرا أي تباً.
السطر 447 ⟵ 456:
قال أبو زبيد: أقام وأقوى ذات يوم وخيبة لأول من يلقى وشر ميسر وهذا شبيه رفعه ببيت سمعناه ممن يوثق بعربيته يرويه لقومه قال: عذيرك من مولى إذا نمت لم ينم يقول الخنا أو تعتريك زنابره فلم يحمل الكلام على اذعرين ولكنه قال: إنما عذرك إياي من مولى هذا أمره.
ومثله قول الشاعر: أهاجيتم حسان عند ذكائه فغي لأولاد الحماس طويل وفيه المعنى الذي يكون في المنصوب كما أن قولك: رحمة الله عليه فيه معنى الدعاء كأنه قال: رحمه الله.
==هذا باب ما جرى من الأسماء مجرى المصادر التي يدعى بها==
وذلك قولك: ترباً وجندلاً وما أشبه هذا.
|