الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكاهن الشرير»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل وسم: تعديل مصدر 2017 |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 6:
}}
أدخلني إلى الغرفة العلوية رجل ذكي المظهر وقور المحيا، له ثياب
"نعم، كان يعيش هنا – لكنني لا أنصحك بفعل أي شيء، ذلك أن الفضول يجعلك طائشا. نحن لا نأتي إلى هذا المكان أبدا في الليل، ونحن نبقي الأمر هكذا بإرادته فقط. أنت تعرف ما فعله. تلك الجماعة الكريهة
"أتمنّى ألا تبقى حتى يحل الظلام. وأتمنى أن تترك ذلك الشيء على الطاولة وشأنه... ذاك الشيء الذي يبدو مثل علبة ثقاب. نحن لا نعرف ماهيته، لكنّنا نشكّ أن له علاقة بما فعله. نحن نتجنب النظر إليه".
بعد فترة تركني الرجل وحيدا في العلية. كانت الغرفة قذرة ويعلوها التراب، ذات أثاث بسيط، لكنّها كان مرتبة وليست ملك رجل فقير. كانت هناك رفوف مليئة بالكتب اللاهوتية والكلاسيكية، ومكتبة أخرى بها أبحاث عن السحر – باراسيلسوس، ألبرتوس ماغنوس، تريثيميوس، هرمس تريسميغيستوس، بوريلوس، وآخرون كتبت أعمالهم بأبجدية غريبة لا أعرفها. كان الأثاث بسيطا جدا. كان هناك
سحرني ذاك الشيء الصغير على الطاولة. أحسست أني أعرف ما سأفعل به، وأخرجت من جيبي مصباحا كهربائيا وجرّبت نوره وكانت يدي ترتعش. لم يكن نور المصباح أبيضا بل كان بنفسجيا، ولم يبد مثل نور عادي بل كان مثل وابل من الأشعة. أتذكّر أنّني لم أعتبره مصباحا عاديا، وأتذكر أنه كان لدي مصباح في الجيب الآخر.
حل الظلام، وبدت أسطح البيوت القديمة وأعمدة المداخن غريبة وأنا أناظرها من خلال النافذة. أخيرا استجمعت شجاعتي وأسندت الشيء الصغير على الطاولة قبالة كتاب – ثم وجّهت النور البنفسجي الغريب فوقه. بدا النور الآن مثل زخات من المطر
لكن هذا الدخيل لم يتكلم – بل لم أسمع أي صوت على الإطلاق خلال اللحظات التالية. بدا كلّ شيء وكأنه تمثيلية صامتة وسط الظلام، كما لو أنه يقف من بعيد وسط الضباب – وإن بدا هذا الدخيل ومن لحق به عمالقة وقريبين مني، كما لو أنهم كانوا قريبين وبعيدين في نفس الوقت.
كان هذا الدخيل أسمر البشرة ونحيلا، متوسط الطول ويرتدي زي قساوسة الكنيسة الأنجليكانية. بدا الرجل في الثلاثين من العمر، ذا بشرة زيتونية شاحبة وذا ملامح حسنة، لكن جبهته كانت عريضة جدا. كان شعره الأسود مشذبا وممشوطا بعناية، وكان حليق الوجه ولكن نمت على حنكه لحية كبيرة. وضع على عينيه نظارات لا إطار لها وذات أقواس فولاذية. كانت بنيته وملامحه مثل الكهنة الآخرين الذين رأيتهم، لكن جبهته كانت أعرض بكثير، وبدا من محياه أنه أذكى، وبدا أنه يخفى الشر وراء وجهه. بدا الرجل عصبيا ومتوترا في تلك اللحظة، وأنار مصباح زيت ذا نور ضعيف، ولم أدري به إلا وهو يرمي كل كتب السحر في الموقد على جانب الغرفة (حيث كان الحائط يميل بحدّة) وهو ما لم ألاحظ وجوده من قبل. التهمت النيران الكتب بنهم شديد – ترتفع ألسنتها بألوان غريبة وبعثت روائح كريهة لا يمكن وصفها وأنا أرى الأوراق ذات الكتابات الغريبة والأغلفة المسوّسة تستسلم للهب. في نفس الوقت رأيت رجالا آخرين في الغرفة – متجهمين ويرتدون ثيابا كنسية، وكان أحدهم يلبس ثياب أسقف. لم أسمع منهم أي شيء، ولكنني أدركت أنّهم كانوا يتناقشون بما يجب فعله بالقادم الجديد. بدا أنهم يكرهونه ويهابونه في نفس الوقت، وبدا عليه أنه يحس بذات الشعور اتجاههم. كان
ذهب القادم الجديد إلى دولاب على الجانب الداخلي للغرفة وأخذ لفة من الحبال. صعد على كرسي، وربط أحد طرفي الحبل بخطّاف في العمود المركزي الكبير الذي صنع من البلوط الأسود، وبدأ بصنع أنشوطة بالطرف الآخر. أدركت أنه على وشك شنق نفسه، فاتجهت نحوه لأثنيه عن عزمه أو أنقذه. رآني الرجل وتوقف عما يفعل، ونظر إلي بشيء من البهجة وهو ما حيّرني وأزعجني. نزل ببطء من الكرسي وانطلق نحوي بابتسامة وحشية على وجهه الأسمر بشفاهه النحيفة.
سطر 34:
استداروا جميعهم وهربوا مذعورين. كلهم عدا واحدا. عندما اختفى الحشد رأيت الرجل الملتحي الذي جلبني إلى هذا المكان وهو يقف وحيدا ويحمل فانوسا. كان يحدّق بي بتلهف وافتتان، لكن لم يبد عليه الخوف. ثمّ بدأ بصعود الدرج ولحق بي في العلية. وتكلّم:
"لم تترك الشيء وشأنه! أنا آسف. أعرف ما حدث. حدث هذا الأمر قبل ذلك، لكن ذاك الرجل أصابه الخوف وأطلق النار على نفسه. ما كان يجب أن تجعله
"لا يجب أن تفكر بذاك الشيء أكثر من هذا. لا رجوع عما حدث. قد تحدث أمور أسوأ إن فعلت (أو استحضرت) أي شيء. وضعك ليس بالسوء الذي تعتقده، ولكن يجب أن تخرج من هنا حالا وتبقى بعيدا. ويجب أن تشكر السماء أن الأمر لم يسوء أكثر من هذا...
سطر 40:
"سأحاول أن أجهزك لمواجهة الحقيقة ما أمكنني. حدث تغيير في مظهرك الشخصي. يحدث هذا دائما. لكنك ستتعود عليه في البلاد الجديدة. هناك مرآة على الجانب الآخر من الغرفة، وسآخذك إليها. ستصدم لما تراه ولكنك لن ترى ما يثير اشمئزازك".
اهتزّ جسدي بخوف مريع، وأخذني الرجل الملتحي بيده عبر الغرفة إلى المرآة، وهو يحمل المصباح الضعيف في يده الأخرى (المصباح الذي كان على الطاولة، وليس الفانوس الأضعف منه والذي دخل به الغرفة). هذا ما
رجل نحيل، أسمر البشرة، متوسّط القوام يلبس زيّا كهنوتيا للكنيسة الأنجليكانية، يبلغ عمره في الثلاثين تقريبا، يلبس نظارات ذات قوس فولاذي ودون إطار، على جبهة شاحبة زيتونية عريضة.
|