الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العقد الفريد/الجزء الثاني/10»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصنيف وقالب
 
سطر 3:
__لافهرس__
 
المغبون في تجارته - منه قولهم‏قولهم: صَفْقة لم يَشْهدها حاطب‏حاطب.
وأصله أنّ بعض أهل حاطب باع بَيْعَة غُبن فيها‏فيها.
ومنه قولهم‏قولهم: أعطاه الَّلفَاءَ غير الوفاء‏الوفاء.
سرعة الملامة - منه‏منه: ليس من العَدْل سرعة العَذْل‏العَذْل.
ومنه رُبَّ مَلُوم لا ذنبَ له‏له.
وقولهم‏وقولهم: الشَعيرُ يُؤكل ويُذمّ‏ويُذمّ.
وقولُ العامة‏العامة: أكلاً وذمًّا‏وذمًّا.
وقولُ الحجاج‏الحجاج: قُبِّح والله منا الحسن الكريم يهتضمه اللئيم - لو ذاتُ سِوَار لَطَمَتْني‏لَطَمَتْني.
ومنه‏ومنه: ذًلّ لو أَجِد ناصراً‏ناصراً.
الانتصار من الظالم - هذه بتلك والبادي أَظْلم‏أَظْلم.
ومنه‏ومنه: مَنْ لم يَذُد عن حوضه يهدَّم‏يهدَّم.
الظلم ترجع عاقبته على صاحبه - قالوا‏قالوا: مَن حفر مُغوّاة وَقع فيها‏فيها.
والمغوّاة‏والمغوّاة: البئر تُحْفَر للذِّئاب ويُجعل فيها جَدْيٌ فيسقط الذئبُ فيها لِيَصِيدَه فَيُصاد‏فَيُصاد.
ومنه‏ومنه: يَعْدو على كل آمرىء ما يَأْتمر‏يَأْتمر.
ومنه‏ومنه: عاد الرَّمْي على النَزَعَة‏النَزَعَة.
وهم الرّماة يَرْجع عليهم رَمْيهُم‏رَمْيهُم.
وتقول العامة‏العامة: كالباحِث عن مُدْية‏مُدْية.
ومنه قولهم‏قولهم: رُمي بحَجَره وقُتِلَ بسلاحه‏بسلاحه.
المضطر إلى القتال - مُكْرَه أخوك لا بطل‏بطل.
قد يَحْمِلُ العير من ذعر على الأسد المأخوذ بذنب غيره - جانِيكَ مَن يَجْني عليك‏عليك.
ومنه‏ومنه: "‏‏: كَذِي العُرّ يُكْوي غَيرُه وهو راتِع ومنه‏ومنه: كالثوْر يُضْرب لما عَافَت البَقَر يعني عافت الماء‏الماء.
وقال أنَس بن مُدْرك‏مُدْرك: يعني ثَور الماء وهو الطحلُبُ يقال‏يقال: ثار الطّحلب ثَوْراً وثَوَرانا‏وثَوَرانا.
ومنه قولهم‏قولهم: كلُّ شاةٍ بِرِجْلها تُناط‏تُناط.
يُريد‏يُريد: لا يُؤْخذ رجلٌ بغير ذَنْبه‏ذَنْبه.
المتبرىء من الشيء - ما هو من ليلي ولا سَمَرِه‏سَمَرِه.
ما هو من بَزِّي ولا مِن عِطْري‏عِطْري.
مالي فيه ناقة ولا جَمَل‏جَمَل.
ومنه قولهمَ‏قولهمَ: بَرِئْت منه إلى الله‏الله.
ومنة‏ومنة: لستُ منكَ ولستَ منّي‏منّي.
وما أنا من دَدٍ ولا دَدٌ مني‏مني.
سوء معاشرة الناس - قالوا‏قالوا: الناس شَجرة بَغْى‏بَغْى.
لا سَبِيل إلى السّلامة من أَلْسنة العامة‏العامة.
وقولهم‏وقولهم: رِضىَ الناس غايةٌ لا تدرك‏تدرك.
ومنه الحديثُ المرفوع‏المرفوع: النّاس كإِبلٍ مائةٍ لا تكاد تَجد فيها راحِلة " واحدة "‏‏.
ومنه قولهم‏قولهم: الناس يُعيِّرون ولا يَغْفرون والله يغَفر ولا يُعيِّر‏يُعيِّر.
وقال مالكُ بن دينار‏دينار: مَن عرف نفسَه لمِ يَضِرْه قولُ الناس فيه‏فيه.
وقول أبي الدَّرداء‏الدَّرداء: إنْ قارضْتَ الناسَ قارضُوك إنْ تركتهم لم يَزكوك‏يَزكوك.
الجبان وما يذم من أخلاقه - منه قولهم‏قولهم: إنّ الجبانَ حَتْفه من فَوْقه‏فَوْقه.
وهو من قول عمرو بن أمامة‏أمامة: لقد وَجدتُ الموتَ قبلَ ذَوْقه إنّ الجَبان حَتْفه من فَوْقه قال أبو عُبيد‏عُبيد: أحسبه أراد " أن " حَذَره وتَوقَيه ليس بدافع عنه المَنيّة‏المَنيّة.
" قال أبو عمرِ "‏‏: وهذا غَلط من أبي عُبيد عندي والمَعنى فيه أنه وَصف نفسَه بالجُبن وأنه وَجد الموت قبل أن يَذُوقه وهذا من الْجُبن ثم قال‏قال: إنّ الجبان حتفُه من فوقه يريد أنه نظر إلى منيّته كأنما تحوم على رأسه كما قال الله تبارك وتعالى في المنافقين " إذ وصفهم بالجبن "‏‏: " يَحْسَبون كل صَيْحَةٍ عليهم همُ العَدُوّ "‏‏.
وكما قال جرير للأخطل يُعيّره " إيقاعِ قَيْس بهم "‏‏: حَملتْ عليك رجالُ قَيْسٍ خَيْلَهَا شعْثاً عوابسَ تَحْمِلُ الأبطالا مازِلْتَ تَحْسِب كل شيء بعدَهم خيلاً تكر عليكمُ ورجالا ولو كان الأمر كما ذهب إليه أبو عُبيد ما كان معناه يَدخل في هذا الباب لأنه باب الجبان وما يُذَم من أخلاقه وليس أخذ الحَذَر من الجبن في شيء لأن أخْذ الحَذَر محمود وقد أمر الله تعالى به فقال‏فقال: " خُذوا حِذْرَكم " والجبن مَذْموم من كل وجه‏وجه.
ومنه الشعر تمثل به سعد بن مُعاذ يوم الخنْدق‏الخنْدق: لَبِّث قليلا يُدْرِك الهيْجا حَمَل ما أحسنَ الموتَ إذا حان الأجَلْ ومنه قولُهم‏قولُهم: كلّ أزَبّ نَفور وإنما يقال في الأزبّ من الإبل لكثرة شره ويكون ذلك في عَيْنيه فكلّما رآه ظن أنه شَخْص " يطلبه " فَيَنْفِر من أجله‏أجله.
ومنه قولُهم‏قولُهم: بَصْبَصْنَ إذ حُدِين بالأذْناب‏بالأذْناب.
ومنه قولُهم‏قولُهم: وقولُهم‏وقولُهم: حال الجَريض دونَ القَرِيض‏القَرِيض.
وهذا المثل لعَبِيد بن الأبرص قاله للنعمان بن المنذر بن ماء السماء حين أراد قتْلَه فقال له‏له: أنْشِدني شِعْرَك‏شِعْرَك: أقفر من أهْله مَلْحُوب فقال عَبِيد‏عَبِيد: حال الْجَرِيضُ دون القَرِيض‏القَرِيض.
ومنه‏ومنه: قَفّ شَعَره واقشعرت ذُؤابتُه‏ذُؤابتُه.
" معناه‏معناه: قام شعره " من الفَزَع‏الفَزَع.
إفلات الجبان بعد اشفائه - منه قولُهم‏قولُهم: أفلت وانْحص الذَّنَب ومنه‏ومنه: أفْلَت وله حُصَاص‏حُصَاص.
وُيروى في الحديث‏الحديث: إن الشّيطان إذا سَمع الأذَان أدْبر وله حُصَاص‏حُصَاص.
ومنه‏ومنه: أفلتنى جُرَيعَة الذَّقن إذا كان منه قرِيباً كقُرب الجَرْعة من الذَقن ثم أفلته‏أفلته.
ومنه قول العامة‏العامة: إن يُفلت العَيْرُ فقد ذرَق‏ذرَق.
وقولُهم‏وقولُهم: أفلتني وقد بَلَ النيْفق الذي تُسَمِّيه العامة النِّيفَق الجبان يتهدد غيره - منه قولُهم‏قولُهم: جاء فلان يَنفَض مِذرَوَيه أي يتوعّد ويتهدّد‏ويتهدّد.
والمِذْرَوَان‏والمِذْرَوَان: فَرْعا الأليَتين‏الأليَتين.
ولا يكاد يُقال هذا إلا لمن يتهدّد بلا حقيقة‏حقيقة.
ومنه‏ومنه: أبْرق لمن لا يَعْرفك‏يَعْرفك.
واقْصِد بذَرْعك‏بذَرْعك.
ولا تبْق إلا على نفسك‏نفسك.
تصرف الدهر - منه‏منه: مَن يَجْتمع تَتقَعْقَع عُمُدُه‏عُمُدُه: أي إن الاجتماع داعية الافتراق‏الافتراق.
ومنه‏ومنه: كل ذات بَعْل ستَئِيم‏ستَئِيم.
ومنه البيت السائر‏السائر: ومنه‏ومنه: لم يَفُتْ مَن لم يَمُت‏يَمُت.
الاستدلال بالنظر على الضمير - منه قولُهم‏قولُهم: شاهد البُغْض اللَّحْظ‏اللَّحْظ.
وجَلًى محبٌّ نَظَرَه‏نَظَرَه.
قال زُهَير‏زُهَير: فإنْ تَكُ في صَديقٍ أو عدوّ تخبِّرْك العيونُ عن القًلوب وقال ابن أبي حازم‏حازم: خذ من العَيش ما كَفي ومِنَ الدهرِ ما صَفَا عَين من لا يُحبّ وَصَ لَك تُبْدِي لك الجَفا نفي المال عن الرجل - منه قولهم‏قولهم: ما له سَعْنَة ولا مَعْنة‏مَعْنة.
معناه‏معناه: لا شيء له‏له.
ومنه‏ومنه: ما له هِلِّع ولا هِلَّعة وهما الجَدْي والعَنَاق‏والعَنَاق.
ومنه‏ومنه: ما له هارب ولا قارب‏قارب.
معناه‏معناه: ليس أحد يَهرُب منه ولا أحدٌ يقرب إليه فليس له شيء‏شيء.
وقولهم‏وقولهم: ما له عافِطة ولا نافِطة وهما الضَّائنة والمَاعِزة‏والمَاعِزة.
وما به نَبَض ولا حَبَض‏حَبَض.
قال الأصمعيّ‏الأصمعيّ: النَبَض‏النَبَض: التحرّك ولا أعرف الحَبَض‏الحَبَض.
وقال غيرُه‏غيرُه: النبَض والحَبَض في الوتر فالنَّبَض‏فالنَّبَض: تحرُّك الوَتر والحَبَض‏والحَبَض: صوته‏صوته.
وقال‏وقال: والنيْلُ يَهْوِي نَبَضاً وحَبَضاً ومنه قولهم‏قولهم: ما له سَبَد ولا لَبَد هما الشعر والصوف‏والصوف.
ولم يَعْرف الأصمعي السَّعْنة والمَعْنة‏والمَعْنة.
إذا لم يكن في الدار أحد - منه قولهم‏قولهم: ما بالدار شَفْر ولا بها دُعْوِيٌّ ولا بها دًبّي‏دًبّي.
معناه‏معناه: ما بها من يدعو من يَدِب‏يَدِب.
وما بها من عَريب ولا بها دُورِيّ ولا طُوِريّ وما بها وابِر وما بها صافِر وما بها ديار وما بها نافخ ضَرَمة وما بها أرم‏أرم.
معنى هذا كله‏كله: ما بها أَحد‏أَحد.
ولا يقال منها شيء في الإثبات والإيجاب وإنما يَقولونها في النَّفي والجَحْد‏والجَحْد.
اللقاء وأوقاته - منه‏منه: لَقِيت فلاناً أولَ عَين يعني أولَ شيء‏شيء.
وقال أبو زيد‏زيد: لقيتُه أولَ عائنة ولقيتُه أوّلَ وَهْلة ولقيته أولَ ذات يَدَيْنِ ولقيته أولَ صَوْك وأولَ بَوْك‏بَوْك.
فإن لقيته فجأة من غير أن تُريده قلتَ‏قلتَ: لَقِيته نِقَاباَ ولَقِيتُه التقاطاً إذا لَقِيتَه من غير طَلَب‏طَلَب.
وقال الراجز‏الراجز: ومَنْهل وردته التقاطاً وإن لقيته مُواجهة قلت‏قلت: لَقيتُه صِفاحاً ولقيتُه كِفاحاً ولقيتُه كَفَةَ كَفةَ‏كَفةَ.
قال أبو زَيد‏زَيد: فإنْ عَرض لك من غير أن تذكُرَهُ قلت‏قلت: رُفعِ لي رفعاً وأشِبّ لي إشباباً‏إشباباً.
فإن لقيتَه وليس بينك وبينه أحدٌ قلتَ‏قلتَ: لقيتُه صَحْرة بَحْرَة وهي غيرُ مُجْراة‏مُجْراة.
فإن لقيتَه في مكان قَفْر لا أنيسَ به قلتَ‏قلتَ: لقيته بوحش إصْمتَ غير مُجْرى أيضاً ولقيته بين سَمع الأرْض وبصرَها‏وبصرَها.
فإنْ لقيتَه قبل الفجر قلتَ‏قلتَ: لقيتُه قبل " كل " صيْحٍ وَنَفْر‏وَنَفْر.
النفر: التفرق.
النفر‏:‏ التفرق‏.‏
وإن لقيتَه بالهاجرة قلت‏قلت: لقيته صَكًةَ عُمَىّ " وصَكَة أعْمى "‏‏.
قال‏قال: رؤبة يصف الفلاة إذ لمعت بالسراب في الهاجرة‏الهاجرة: فإن لقيتَه في اليومين والثلاثة قلت‏قلت: لقيتُه في الفَرَط ولا يكون الفَرَط في أكثر من خمس عشرة ليلة‏ليلة.
فإن لقيتَه بعد شهر ونحوه قلت‏قلت: لقيته من عُفْر‏عُفْر.
فإن لقيتَه بعد الحول ونحوه قلت‏قلت: لقيته عن هَجْر‏هَجْر.
فإن لقيتَه بعد أعوام قلت‏قلت: لقيته ذات العُريم‏العُريم.
فإن لقيته في الزمان قلت‏قلت: لقيته ذات الزُمين‏الزُمين.
والغِبّ في الزيارة‏الزيارة: هو الإبطاء فيها‏فيها.
والاعتمار في الزيارة‏الزيارة: هو التردد فيها‏فيها.
في ترك الزيارة - منه قولُهم‏قولُهم: لا آتيك ما حنَّت النِّيبُ وما أطَّت الإبل وما اختلفت الدّرَة والجِرّة وما اختلف المَلَوَان وما اختلف الجديدان‏الجديدان.
ولا آتيك الشمس والقمرَ وأبدَ الأبد ويقال‏ويقال: أبد الآبدين ودهْر الداهرين وحتى يرجع السهمُ إلى فُوقه وحتى يَرْجع اللبنُ في الضّرع‏الضّرع.
ولا آتيك سِنّ الحِسْل‏الحِسْل.
تفسيره: النَيب.
تفسيره‏:‏ النَيب‏.‏
جمع ناب وهي المُسنّة من الإبل‏الإبل.
والدَرة‏والدَرة: الحَلْبة من اللبن‏اللبن.
والجرّة‏والجرّة: من اجترار البعير‏البعير.
والملوان والجديدان‏والجديدان: الليل والنهار‏والنهار.
والحِسْل‏والحِسْل: هو ولد الضبّ‏الضبّ.
يقول‏يقول: حتى تَسْقط أسنانه ولا تسقط أبداً حتى يموت‏يموت.
استجهال الرجل ونفي العلمِ " عنه " - منه قولهم‏قولهم: ما يعرف الحوَّ من اللوِّ‏اللوِّ.
وما يعرف الحيّ من الليّ ولا هَرِيراً من غرير ولا قَبيلاَ من دَبير‏دَبير.
وما يعرف أيَّ طَرَفَيْه أطرل وأكبر‏وأكبر.
وما " يعرف هِرّاً من بِرّ‏بِرّ.
أي ما " يعرف من يَهِرُّه ممن يَبَرّه‏يَبَرّه.
والقَبيل‏والقَبيل: ما أقبلتَ به من فَتل الحَبْل‏الحَبْل.
والدَّبير‏والدَّبير: ما أدبرت " به " منه‏منه.
وأيّ طرفيه أطول‏أطول: أنسَبُ أبيه أم نسب أمّه‏أمّه.
===أمثال مستعملة في الشعر===
 
- قال الأصمعي‏الأصمعي: لم أجد في شعر شاعر بيتاً أوّله مَثلٌ وآخرُه مَثل إلا ثلاثة أبيات منها بَيْتٌ للحطيئة‏للحطيئة: مَن يفعل الخيرَ لا يَعْدَم جَوَازِيَه لا يذهبُ العُرْف بين الله والناس وبيتان لأمرئ القيس‏القيس: وأفلتهنَّ عَلبَاءٌ جَريضاً ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطَابُ وقاهم جَدُّهم ببني أبيهم وبالأَشْقَين ما كان العِقَابُ ومثلُ هذا كثير في القديم والحديث ولا أدري كيف أغفل القديمَ منه الأصمعيُّ‏الأصمعيُّ.
فمنه قولُ طرفة‏طرفة: ستُبْدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً وَيأتيكَ بالأخبار من لم تُزَوِّدِ وفي هذا مثلان من أشرف الأمثال‏الأمثال.
ويقال إنَ رسول الله {{صل}} سَمع هذا البيت فقال‏فقال: إنَّ معناه من كلام النبوَة ومن ذلك قولُ الآخر‏الآخر: ما كلفَ الله نفساً فوق طاقتها ولا تجود يدٌ إلا بما تَجِدُ " ففي الصَّدْر مَثَل وفي العجز مَثَل "‏‏.
ومن ذلك قولُ الحَسن بن هانئ‏هانئ: أيها المُنتاب عن عُقُره لستَ من لَيْلي ولا سَمَرِه إِنَّ العربَ تقول‏تقول: انتاب فلان عن عقُره أي تباعد عن أصله‏أصله.
لستَ من ليلي ولا سمره مثلٌ ثانٍ‏ثانٍ.
وليس في البيت الثاني إلا مثلٌ واحد‏واحد.
ومن قولنا في بيتٍ أوله مثلٌ وآخره مثل‏مثل: وقد صَرَح الأعداء بالبَينْ وأشرَقَ الصُّبْحُ لذي العَيْن وبعده أبيات في كل بيتٍ منها مَثلَ وذلك‏وذلك: وعادَ مَنْ أهوَاه بعد القِلاَ شَقيقَ رُوحٍ بين جِسْمَيْن وأصبَحَ الدَّاخل في بَيْننا كساقِطٍ بين فِرَاشين قد ألبِسَ البِغْضَة ذا وذا لا يَصْلُحُ الغِمْدُ لسَيْفَينْ ما بالُ من ليست له حاجةٌ يكون أنفْاً بذهن عَينين ومن قولنا الذي هو أمثالٌ سائرة‏سائرة: قالوا شبابك قد ولٌى فقلتُ لهمٍ هل من جديدٍ على كر الجديديْنِ صِلْ من هوية وإن أبدى معاتبة فأطيب العيش وصلٌ بين إلفين واقطع حبائل خل لا تلائمه فربِّما ضاقت الدنيا على اثنينَ وقلت بعد هذا في المدح‏المدح: فكّرْتُ فيك أَبَحْرٌ أنت أم قَمَرٌ فقد تَحَيَّر فِكْرِي بين هذَيْنِ أو قلتُ بدراً رأيتُ البدرَ مُنْتَقَصاً فقلت شتّان ما بين البُدَيْرَيْن ومن الأمثال التي لم تأت إلاّ في الشعر أو في قليل من الكلام‏الكلام: من ذلك قول الشاعر‏الشاعر: تَرجو النجاةَ ولم تَسْلُك مَسالكهَا إنَّ السفينةَ لا تَجْري عَلَى اليَبَس " وقال آخر‏آخر: متى تَنْقَضي حاجاتُ من ليس صابراً على حاجةٍ حتى تكون له أخرَى قيل ولما بلغَ حاتماً قول المُتَلَمِّس‏المُتَلَمِّس: وأَعلمُ عِلمَ صدقٍ غير َظنٍّ لَتَقْوَى الله مِنْ خيْر العَتَادِ وحِفْظ المال أَيْسرُ من بُغَاه وسَيْر في البلاد بغير زاد وإصلاح القَليل يَزيدُ فيه ولا يَبْقَى الكثير مع الفساد قال‏قال: قَطَعَ الله لسانَه‏لسانَه! يحمِل الناس على البُخْل ألا قال‏قال: لا الجودُ يًفْني المالَ قبلَ فَنَائه ولا البًخْلُ في مال الشَحِيح يزيدُ فلا تَلْتَمِسْ مالاً بعيْش مُقَتِّرٍ لكلِّ غَدٍ رزقٌ يعود جديد وقال غيرُه‏غيرُه: إذا كنتُ لا أعفُو عن الذَّنب من أخٍ وقلتُ‏وقلتُ: أُكافيه فأينَ التَّفاضُلُ ولكنني أغْضي الجُفون على القَذَى وأصفَحُ عما رابني وأجَامِل متى ما يَر ِبْني مِفْصَل فقَطَعْتُه بَقيتُ ومالي للنُهُوض مفاصِل ولكنْ أداويه فإن صَحَّ سرني وإنْ هو أعياَ كان فيه التًّحاملُ وقال‏وقال: يُديفُون لي سًمّاً وأسْقِيهمُ الحَيَا ويَقْرُونَني شَرّاً وشَري مُؤَخَّرُ كأنِّي سَلبْتُ القومَ نُورَ عُيونهم فلا العُذرُ مقبول ولا الذَّنب يُغْفَر وقد كان إحساني لهم غيرَ مَرّة ولكنّ إحسان البَغِيض مُكَفَّر ولغيره‏ولغيره: لم يبق من طلب الغنى إلا التعرض للحتوف فلاقبلن وإن رأي ت الموت يلمع في الصفوف إني امرؤٌ لم أوت من أدب ولا حظٍ سخيف لكنه قدرٌ يزو ل من القوي إلى الضعيف
=== كتاب الزمردة في المواعظ والزهد ===
 
قال أحمدُ بن محمّد بن عبد ربه‏ربه: قد مضى قولُنا في الأمثال وما تَفَنَنَّوا فيه على كلِّ لسان ومع كلِّ زمان ونحن نبدأ بعوْن اللهّ وتوفيقه بالقَوْل في الزُهد ورجاله المشهورين به ونذكر المُنْتَحَلَ من كلامهم والمواعظَ التي وَعظت بها الأنبياء واْسْتَخْلصها الآباءُ للأبناء وجَرَت بين الحكماءِ والأدباء ومَقاماتِ العُبَّاد بين أيدي الخلفاء‏الخلفاء.
فأبلغ المواعظ كلِّها كلام الله تعالى الأعزّ الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يدَيْه ولا من خَلْفه تنزيلٌ من حكيم حَميد‏حَميد.
قال اللهّ تبارك وتعالى‏وتعالى: " ادْعُ إلى سَبِيل رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَة الْحَسَنَة " إلى آخر السورة‏السورة.
وقال جلّ ثناؤه‏ثناؤه: " كيْفَ تَكْفُرًونَ بالله وَكُنْتُم أَمْواتَاَ فَأَحْيَاكُمْ ثَم يُميتُكُمْ ثَمَّ يُحْيِيكُمْ ثَمّ إلَيْه تُرْجَعُون " وقال " أَوَلَمْ يَرَ الِإنْسَان أَنّا خَلقْنَاهُ مِنْ نُطْفةٍ فَإذَا هُوَ خصِيمٌ مبِين " إلى قوله‏قوله: " عَلِيم "‏‏.
فهذه أبلغُ الحُجَج وَأَحْكم المواعظ‏المواعظ.
ثم مواعظُ الأنبياء صلواتُ الله عليهم ثم مواعظُ الآباء للأبناء ثمّ مواعظُ الحُكماء والأدباء ثم مَقامات العُبّاد بي أيدي الخُلفاء‏الخُلفاء.
ثم قولهم في الزُّهد ورجاله المعروفين ثم المَشْهورين من المنتَسِبين إليه‏إليه.
والموعظةُ ثقيلةٌ على السمع مُحَرِّجة على النفس بعيدة من القَبول لاعتراضها الشًهوة ومُضَادَّتها الهوى الذي هو ربيع القَلْب ومَرَاد الرُّوح ومَرْبَع اللًهو ومَسْرَح الأماني إلا لَنْ تَرْجِعَ الأنْفًسُ عن غَيها حتى يُرى منها لها واعظ وقالت الحكماء‏الحكماء: السًعِيد مَن وعِظ بغيره لاَ يَعْنُون مَن وَعظه غيرُه ولكنْ مَن رأى العِبر في غيره فاتِّعظ بها في نفسه‏نفسه.
ولذلك كان يقول الحَسَن‏الحَسَن: آقْدَعُوا هذه النفوس فإنها طُلَعة وحادثوها بالذِّكر فإنها سريعة الدُثور واعْصُوها فإنها إن أُطِيعت نَزَعَتْ إلى شَرَّ غاية‏غاية.
وكان يقول عند انقضاء مجلسه وختْم مَوْعظته‏مَوْعظته: يا لها من موْعظة لو صادفت من القلوب حياةً‏حياةً.
وكان ابن السماك يقول إذا فَرَغ من كلامه‏كلامه: أَلْسُنٌ تَصف وقلوب تعرف وأعمال تُخالَف‏تُخالَف.
وقال يونُس بن عُبَيد‏عُبَيد: لو أُمِرْنا بالجزَع لَصَبرنا‏لَصَبرنا.
يريد ثِقَل الموعظة على السْمع وجُنوحَ النفس إلى مُخالفتها‏مُخالفتها.
ومنه قولهم‏قولهم: أَحَبُّ شيء إلى الإنسان ما مُنِعَا وقولهم‏وقولهم: والشيءُ يُرْغَبُ فيه حين يَمْتِنعُ والموعظةُ مانعةٌ لك مما تَشْتهي حاملٌة لك على ما تَكْرَه إلا أن تلْقَاها بِسَمْع قد فَتقَتْه العِبْرة وقلبٍ قدَحَتْ فيهِ الفِكْرَة ونفس لها من عِلْمها زاجر ومن عقلها رادع فيُفْتَح لك بابُ التوبة ويُوَضَحُ لك سبيلُ الإنابة‏الإنابة: قال النبي {{صل}}: حُفَّت الجنّة بالمكاره وخُفَت النار بالشَهوات‏بالشَهوات.
يريد أنَ الطريقَ إلى الجنة احتمالُ المكاره في الدنيا والطريقَ إلى النار ركوب وخيرُ الموعظة ما كانت من قائل مخلص إلى سامعِ مُنْصِف‏مُنْصِف.
وقال بعضهم‏بعضهم: الكلِمة إذا خَرَجَتْ من القلب وقعَتْ في القلب وإذا خرَجَتْ من اللِّسَان لم تُجَاوز الآذان‏الآذان.
وقالوا‏وقالوا: ما أَحْسَن التاجَ‏التاجَ! وهو على رأس المَلِك أَحْسَنُ وما أَحسن الدُّرَّ‏الدُّرَّ! وهو على نَحر الفتاة أحسن وما أحسنَ الموعظةَ‏الموعظةَ! وهي من الفاضل التَّقِيّ أحسنُ وقال زياد‏زياد: أيها الناسُ لا يَمْنَعكم سوء ما تعلمون منّا أن تَنتَفعوا بأحْسَن ما تسمعون منّا قال الشاعر‏الشاعر: اعْمَل بقوْلي وَإنْ قَصَّرْتُ في عَمَلي يَنْفَعْكَ قَوْلِي ولا يضْرًرْكَ تَقْصِيري وقال عبدُ الله بن عبّاس‏عبّاس.
ما انتفعَتُ بكلام أحدٍ بعدَ رسول الله {{صل}} ما انتفعتُ بكلامٍ كتبَه إليّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏عنه.
كَتب إليّ‏إليّ: أمّا بعد فإن المرءَ يَسره إدراكًُ ما لم يَكُن ليَفوتَه ويسوءُه فَوْتُ ما لم يكن لِيُدْرِكه فَلْيَكن سرورُك بما نِلْتَ من أمر آخرِتك ولْيَكن أسفُك على ما فاتَك منها‏منها.
وما نِلْتَ من أمرِ دُنياك فلا تكن به فَرِحاً وما فاتك منها فلا تَأْسَ عليه جَزَعا وليكن هَمُّك ما بعد الموت‏الموت.
ووقَفَ حكيم بباب بعض المُلوك فَحُجب فتلطّف برُقْعة أَوْصَلَها إليه‏إليه.
وكتب فيها هذا البيت‏البيت: أَلم تَرَ أَنَّ الفَقْرَ يُرجى له الغِنَى وأَنَ الغِني يُخشى عليه من الفقرِ فلمّا قرأ البيتَ لم يلبث أن انتعل وجَعل لاطئةً على رأسه وخرج في ثوْب فِضَال‏فِضَال: فقال له‏له: واللهّ ما اتّعظتُ بشيء بعد القرآن اتعاظي ببَيْتك هذا ثمّ قضى حوائجه‏حوائجه.
=== مواعظ الأنبياء عليهم السلام ===
 
قال أبو بكر أبي شْبَة يرفعه إلى النبي {{صل}} قال‏قال: يكفي أحدَكم من الدنيا قدرُ زادِ الرَّاكب‏الرَّاكب.
وقال {{صل}}: ابن آدم اغْتنم خَمْساً قبل خمس‏خمس: شبابَك قبل هَرمك وصِحَّتك قبل سَقَمك وغِناك قبل فَقْرك وفَراغك قبل شُغْلك وحياتَك قبل مَوْتك‏مَوْتك.
عبد الله بن سلاًم قال‏قال: لما قَدِم علينا رسول الله {{صل}} المدينة أتيتُه فلمّا رأيتُ وجهه عَلمْتُ أنّه ليس بوجِه كذّاب فسمعتُه يقول‏يقول: أيها الناسُ أطعِموا الطعامَ وأَفْشوا السلامَ وصلُوا والناسُ نيام‏نيام.
وقال عيسى بنُ مرْيِمِ عليه السلام‏السلام: أَلا أُخْبِركم بخيركم مُجالسةً قالوا‏قالوا: بلى يا رُوح الله قال‏قال: مَن تُذكركم باللهّ رؤيتُه ويَزيد في عَمَلكم مِنْطِقُه ويَشُوقكم إلى الجنة عملُه‏عملُه.
وقال عيسى بن مريم عليهما السلام للحواريين‏للحواريين: ويلكم يا عَبيد الدُّنيا‏الدُّنيا! كيف تُخالف فروعُكم أصولَكم وأهواؤكم عقولَكم قولُكم شِفاءٌ يبرئ الداء وَفِعْلكُم داء لا يقبلُ الدواء لستُم كالكَرْمَة التي حَسُنَ وَرَقها وطابَ ثَمَرُها وَسَهُل مُرْتَقاها ولكنكم كالسَّمُرهَ التي قَلّ وَرَقُها وكثر شَوْكها وصَعُب مُرْتقاها‏مُرْتقاها.
ويلكم يا عَبيدَ الدنيا‏الدنيا! جعلتم العملَ تحت أقدامكم من شاءَ أخذَه وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم لا يمكن تناوًلها فلا أنتم عبيدٌ نُصحاء ولا أحرارٌ كِرام‏كِرام.
ويلكم يا أُجَرَاءَ السَّوْء‏السَّوْء! الأجْر تأخذون والعملَ تفْسِدون سوف تَلْقَوْن ما تحذَرون إذا نظر ربُّ العمل في عَمَلِه الذيٍ أفسدتُم وأجرِه الذي أخذتُم‏أخذتُم.
وقال عليه السلام للحواريين‏للحواريين: اتخذوا المساجِدَ بُيُوتاً والبيوتَ منازلَ وكُلُوا بَقْل البرّيّة واشربوا الماءَ القَرَاح وانجُوا من الدنيا سالمين‏سالمين.
وقال عليه السلام للحواريّيِن‏للحواريّيِن: لا تنظُروا في أعمال الناس كأنكم أَرْباب وَانظروا في أعمالكم كأنكم عَبيد فإنما الناسُ رجلان‏رجلان: مُبْتَلًى ومُعافي فارحموا أهلَ البلاء واحمدَوا الله عَلَى العافية‏العافية.
وقال عليه السلامُ لهم أيضاً‏أيضاً: عجَباً لكم تَعْملُون لِلدُّنيا وأنتم تُرزقون فيها بلا عَمل ولا تَعملون للآخرة وأنتم لا تُرْزَقون فيها إلا بعمل‏بعمل.
وقال يحيى بن زكريا عليه السلام للمُكَذِّبين من بني إسرائيل‏إسرائيل: يا نَسْلَ الأفاعي من دلَكم على الدخول في مَساخط الله المُوبقة لكم ويلكم‏ويلكم! تَقرًبوا بِعَمَل صالح ولا تَغُرَّنَّكم قرابتكم من إبراهيم " عليه السلام " فإن الله قادر على أن يَسْتخرج من هذه الجنادِل نَسْلاً لإبراهيم‏لإبراهيم.
إن الفأس قد وُضِعَتْ في أصول الشجر فأَخْلِق بكلِّ شَجَرَة مُرَّة الطَّعم أن تًقْطع وتُلقى في النار‏النار.
وقال شَعْيَاء لبنىِ إسرائيل إذ أنطق الله لسانه بالوَحي‏بالوَحي: إن الدابّة تَزْداد على كثرة الرِّياضة لِيناً وقُلوبَكم لا تَزداد على كثرة المَوْعظة إلاّ قَسْوة إنّ الجَسد إذا صلَح كفاه القليلُ من الطَّعام وإنِّ القَلْب إذا صَحَّ كَفاه القليلُ من الحِكْمة‏الحِكْمة.
كم من سِرَاج قد أَطْفَأَتْه الرِّيح وكم من عابدٍ قد أفسده العُجْب‏العُجْب.
يا بني إسرائيل اسمعوا قولي فإنّ قائلَ الحِكمة وسامعَها شريكان وأَوْلاهما بها مَن حقَّقها بعمله‏بعمله.
وقال المسيحُ عليه السلام‏السلام: إنَ أَوْليَاء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يَحْزنون الذين نَظَروا إلى باطن الدُّنيا إذ نَظر الناسُ إلى ظاهرها وإلى اجلها إذ نَظروا إلى عاجلها فأماتُوا منها ما خَشُوا أن يُمِيتهم وتركوا ما علموا أن سَيَترْكهم هم أعداء لما سالم الناسُ وسَلْم لما عادى الناسُ لهم خبرٌ وعندهم الخبر العجيب بهم نَطَق الكِتابُ وبه نَطقوا وبهم عُلِم الهُدى وبه عُلِمُوا لا يَرَوْنَ أماناً دون ما يَرْجون ولا خَوْفاً دون ما يَحْذَرُون‏يَحْذَرُون.
وَهْب بن مُنَبِّه‏مُنَبِّه: قال " قال " داودُ عليه السلام‏السلام: يا رب ابن آدم ليس منه شَعَرة إلا وتحتها لك نِعْمة وفوقها لك نِعْمة فمَن أيْن يُكافئُك بما أعطيتَه فأوْحى الله إليه‏إليه: يا داود إني أًعطي الكثير وأَرْضى من عبادي بالقليل وأَرْضى من شُكْر نِعْمتي بأن يعلم العبدُ أن ما به من نِعْمة فمن عندي لا من عِنْد نفسه‏نفسه.
ولمّا أمر الله عزً وجلَّ إبراهيم عليه السلامُ أن يَذبح ولده ويجعلَه قُرْباناً أَسرَّ بذلك إلى خليل لهُ يقال له العازر وكان له صديقاً فقال له الصديق‏الصديق: إن الله لا يَبْتلى بمثل هذا مِثْلَك ولكنه يريد أن يختَبِرك أو يَخْتبر بك وقد علمتَ أنه لا يبتليك بمثل هذا لِيَفْتنك ولا ليُضلك ولا ليُعْنتك ولا ليَنْقُصَ به بصيرَتك وإيمانَك ويَقينك فلا يَرُوعَنّك هذا ولا يَسُوأَنَ بالله ظنك وإنما رَفع الله اسمك في البلاء عنده على جميع أهل البلايا حتى كنت أعظمَهم مِحْنة في نفسك ووَلدك لِيَرْفعك بقَدر ذلك في المنازل والدرجات والفَضَائل فليس لأهل الصبر في فضيلة الصَبر إلا فضلُ صبْرك وليس لأهل الثواب في فضيلة الثواب إلا فضلُ ثوابك وليس هذا من وُجوه البلاء الذي يَبْتلي الله به أولياءه لأنّ الله أكرمُ في نفسه وأعدل في حكمه وأَرْحم بعباده من أن يجعل ذبح الولد الطيب بيد الوالد النبي المُصْطفي وأنا أعوذ بالله أن يكون هذا منّي حتْماً على الله أو ردَّاً لأمره أو سُخطاً لِحُكمه ولكنْ هذا الرَّجاء فيه والظنُّ به فإن عَزَم ربُّك على ذلك فكُنْ عند أَحْسَن علمه بك فإني أعلمُ أٍنه لم يُعرِّضك لهذا البلاء الجَسيم والخَطْب العظيم إلا لحُسْن عِلْمه بك وصِدْقك وتَصَبرك ليجعلك إماماً ولا حَوْل ولا قوّة إلاّ باللهّ العليّ العظيم‏العظيم.
من وحي الله تعالى إلى أنبيائه أَوْحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّ من أنبيائه‏أنبيائه: إنّي أنا اللهّ مالكُ المُلوك قلوبُ المُلوك بيديِ فمَن أطاعني جعلتُ الملوكَ عليهم رحمةً ومَن عَصاني جعلتُ الملوك عليهم نِقْمةَ‏نِقْمةَ.
ومما أنزل اللَهُ على المسيح " عليه السلام " في الإنجيل‏الإنجيل: شَوَقناكم فلم تشتاقوا ونُحْنا لكم فلم تبكوا‏تبكوا.
يا صاحبَ الخمسين ما قدَمْتَ وما أَخّرْت ويا صاحبَ السِّتين قد دنا حَصادُك ويا صاحبَ السَبْعين هلمّ إلى الحِساب‏الحِساب.
وفي بعض الكُتب القديمة المنزّلة‏المنزّلة: يقول الله عزّ وجل يومَ القيامة‏القيامة: يا عِبادي طالما ظَمِئتم وتقلَّصت في الدنيا شِفاهُكم وغارت أعينكم عطَشاً وجُوعاً فكُلُوا واشربوا هَنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية‏الخالية.
وأوحْى الله تعالى إلى نبيّ من أنبيائه‏أنبيائه: هَبْ لي من قلْبك الخُشوع ومن نَفْسك الخضوع ومن عَينيْك الدموع وسَلْني فأنا القريب المجيب‏المجيب.
وفي بعض الكتب‏الكتب: عَبْدي كم أتحبّب إليك بالنِّعم وتَتبغَّض إلي بالمَعاصي‏بالمَعاصي! خَيْري إليك نازل وشرُّك إليّ صاعد‏صاعد.
وأوْحى الله إلى نَبيّ من أنبيائه‏أنبيائه: إن أردتَ أن تَسكن غداً حظيرةَ القُدْس فكُنْ في الدنيا فريداً وحيداً طريداً مهموماً حزيناً كالطير الوُحْدانيّ يَظَلّ بأرض الفَلاة ويَرِدُ ماء العيون ويأكل من أطراف الشجر فإذا جَنَّ عليه الليلُ أَوَى وحدَه استيحاشاَ من الطير واستئناساً بربه‏بربه.
ومما أوحى الله إلى موسى في التوراة‏التوراة: يا موسى بن عمران يا صاحبَ جبل لُبْنان أنت عَبْدي وأنا الملك الديّان لا تستذلَّ الفقيرَ ولا تَغْبِط الغَنيّ " بشيء يسير " وكُن عند ذكْرى خاشعاً وعند تلاوة وَحْيي طائعاً أسْمِعني لذاذةَ التوراة بصوت حزين‏حزين.
وقال وَهْبُ بن مُنَبِّه‏مُنَبِّه: أوحي اللهّ إلى موسى عند الشجرة‏الشجرة: لا تُعْجبك زينةُ فِرْعون ولا ما مًتِّع به ولا تَمُدَّنْ إلى ذلك عينَك فإنها زهرة الحياة الدنيا وزينةُ المترَفين ولو شئتُ أن أُوتيك زينة يَعْلِم فرْعون حين ينظر إليها أنّ مقْدِرَتَه تعجِزُ عنها فعلتُ ولكني أرغبتُك عن ذلك وأَزْوَيْته عنك فكذلك أفعل بأوليائي إني لأذودهم عن نعيمها ولذاذتها كما يذًود الراعي الشفيقُ غَنَمه عن مراتع الهَلَكة وإني لأحمِيهم عيشَها وسَلْوَتها كما يَحْمِي الراعي ذَوْده عن مَبَارك العُرّ‏العُرّ.
وذُكر عن وَهْب بن مُنَبّه‏مُنَبّه: أنّ يوسف لما لَبِثَ في السجن بِضْع سنين أرسل اللهّ جبريلِ إليه بالبِشارة بخروجه فقال‏فقال: أما تَعْرِفُني أيها الصدِّيق قال يوسف‏يوسف: أرى صورةَ طاهرة ورُوحاً طيِّباً لا يُشبِه أرواح الخاطئين قال جِبْريلُ‏جِبْريلُ: أنا الرُّوح الأمين رسولُ ربّ العالمين قال يوسف‏يوسف: فما أَدْخلك مَداخل المُذْنبين وأنت سيِّد المُرسلين ورأسُ المُقَرَّبين قال‏قال: ألم تَعلم أيها الصِّدَيق أن الله يُطَهَر البيوت بطُهْر النبيين وأن البُقعة التي تكون فيها هي أطهرُ الأرَضين وأَنّ الله قد طهَر بك السجن وما حوله يا بن الطّاهرين قال يوسف‏يوسف: كيف تُشَبهني بالصالحين وتسميني بأسماء الصادقين وتَعُدُني مع آبائي المُخلصين وأنا أسير بين هؤلاء المجرمين قال جبريل‏جبريل: لم يَكْلَم قلبك الجَزْع ولم يغير خلقك البَلاء ولم يَتعاظَمْكَ السجن ولم تَطَأْ فراشَ سيّدك ولم يُنْسك بلاء الدُّنيا الاخرة ولم يُنْسك بلاء نفسك أباك ولا أبوك ربك وهذا الزَّمان الذي يَفُك الله فيه عُنُقك وَبعتِق فيه رَقَبتك ويبين للناس فيه حِكْمَتَك ويُصَدِّق رؤياك ويُنْصفك ممن ظَلمك ويجمع لك أَحِبَّتك ويهَب لك مُلْك مصر تملك ملوكها وتُعَبِّد جبابرتها وتُصَغر عظماءها وُيذِلُّ لك أَعِزَتها ويُخْدِمُك سُوقَها ويُخَوَلك خَوَلَها ويرحم بك مساكينَها ويُلْقي لك المودّة والهيْبة في قلوبهم ويجعل لك اليد العُليا عليهِم والأثَر الصالح فيهم ويُرى فرعونَ حُلْماً يفزَعُ منه حتى يسهرَ ليلَه ويُذْهبَ نوْمَه ويُعَمَي عليه تفسيرَه وعلى السَّحَرة والكهنة ويُعَلِّمك تأويلَه‏تأويلَه.
 
{{العقد الفريد/الجزء الثاني}}