الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العقد الفريد/الجزء الثاني/2»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصنيف وقالب
 
سطر 1:
===الأدب في المماشاة===
 
وَجه هِشامُ بن عبد الملك ابنه على الصَّائفة ووجَّه معه ابن أخيه وأوصى كلَّ واحد منهما بصاحبه فلما قَدِما عليه قال لابن أخيه‏أخيه: كيف رأيتَ ابن عمّك فقال‏فقال: إن شئت أجملت وإن شئت فسّرْتُ قال‏قال: بل أجمل قال‏قال: عرضتْ بيننا جادة فتركها كلُّ واحد منَّا لصاحبه فما رَكِبناها حتى رَجعنا إليك‏إليك.
 
وقال يحيى بن أكثم‏أكثم: ما شيتُ المأمون يوماً من الأيام في بُستان مُؤْنسة بنت المَهديّ فكنت من الجانب الذي يَسترٌه من الشَمس فلما انتهى إلى آخره وأراد الرجوع وأردتُ أن أدور إلى الجانب الذي يَسْترٌه من الشمس فقال‏فقال: لا تفعل ولكن كُن بحالك حتى أسترك كما سَتَرْتني فقلت‏فقلت: يا أمير المؤمنين لو قدرتُ أن أقيك حَرَّ النار لفعلتُ فكيف الشمسُ فقال‏فقال: ليس هذا من كرم الصُحبة ومَشى ساتراً لي من الشّمس كما سترته‏سترته.
 
وقيل لعُمَر بن ذرّ‏ذرّ: كيف برُ ابنك بك قال‏قال: ما مشيتُ نهاراً قط إلا مَشى خَلفي ولا ليلاً إلا مشى أمامي ولا رَقِي سَطحاً وأنا تحته‏تحته.
 
وقيل لزياد‏لزياد: إنك تَستخلص حارثة بن بَدْر وهو يُواقع الشراب فقال‏فقال: وكيف لا أَسْتَخْلصه وما سألته عن شيء قط إلا وجدتُ عنده منه عِلْماً ولا استودعتُه سِرّاً قطْ فضيّعته ولا راكبني قطّ فمست رُكْبتي رُكْبته‏رُكْبته.
 
محمد بن يزيد بن عُمر بن عبد العزيز قال‏قال: خرجتُ مع موسى الهادي أمير المُؤمنين من جُرْجان فقال لي‏لي: إمّا أن تَحملين وإمّا أن أحْملك فعلمتُ ما أراد فأنْشدتُه أبياتَ ابن صِرْمة‏صِرْمة: أوصيكم بالله أولَ وَهْلةٍ وأَحْسابِكِم والبرُّ بالله أَوَّلُ وإنْ قومُكم سادوا فلا تَحْسُدوهم وإن كُنتم أهلَ السِّيادة فاعْدِلوا وإن أنتمُ أعْوَزْتُمُ فتَعفَفَّوا وإن كان فَضْلُ المال فيكم فأَفْضِلوا وإنْ نزلتْ إحدى الدَواهي بقَوْمكم فأنْفُسَكم دون العَشيرة فاجعلوا وإنّ طَلبوا عُرْفاً فلا تَحْرموهمُ وما حَمَّلوكم في المُلمّات فاحملوا قال‏قال: فأمر لي بعشرين ألف دِرْهم‏دِرْهم.
 
وقيل‏وقيل: إن سعيد بن سَلْم راكب موسى الهادي والحَربةُ بيد عبد الله بن مالك وكانت الريح تَسْفي التراب وعبد الله يَلْحظ موضع مَسير موسى فيتكلَّف أن يسير على مُحاذاته وإذا حاذاه ناله ذلك التراب فلما طال ذلك عليه أقبلَ على سَعيد بن سَلْم فقال‏فقال: أما ترى ما نَلقى من هذا الخائن قال‏قال: والله يا أميرَ المؤمنين ما قَصَّر في الاجتهاد ولكن حُرِم التوفيق‏التوفيق.
 
===باب السلام والإذن===
 
قال النبي {{صل}}: أَطِيبوا الكلام وأفشوا السلام وأطعِموا الأيتام وَصَلُّوا بالليل والناسُ نِيام‏نِيام.
 
وقال {{صل}}: إن أبخل الناس الذي يَبخل بالسلام‏بالسلام.
 
وأتى رجلٌ النبي {{صل}} فقال‏فقال: عليك السلامُ يا رسول الله فقال‏فقال: لا تقُل‏تقُل: عليك السلام فإِنها تحيِّة الموتى وقل‏وقل: السلام عليك‏عليك.
 
وقال صاحبُ حَرس عمر بن عبد العزيز‏العزيز: خرج علينا عمرُ في يوم عِيد وعليه قميصُ كَتَّان وعِمامة على قلنسوة لاطئة فقُمْنا إليه وسَلّمنا عليه فقال‏فقال: مَه أنا واحدٌ وأنتم جماعة السلامُ عليّ والردُّ عليكم‏عليكم.
 
ثم سلّم ورَددنا عليه ومشى فمشينا معه إلى المسجد‏المسجد.
 
قال النبي {{صل}}: يُسَلِّم الماشي على القاعد والرَّاكب على الراجل والصًغير على الكبير‏الكبير.
 
ودخل رجل على النبي {{صل}} فقال له‏له: أبي يُقْرِئك السلام فقال‏فقال: عليك وعلى أبيك السلام‏السلام.
 
إبراهيم عن الأسود قال قال " لي " عبد الله بن مسعود‏مسعود: إذا لقيتَ عُمرَ فاقرأ علية السلام قال‏قال: فلقيتُه فأَقْرأْته السلام فقال‏فقال: عليك وعليه السلام‏السلام.
 
دخل مَيْمون بن مِهْران على سُليمان بن هِشام وهو والي الجزيرة فقال‏فقال: السلام عليكم فقال له سُليمان‏سُليمان: ما مَنعك أن تُسَّلِّم بالأمرة فقال‏فقال: إنما يُسلَّم على الوالي بالإمرة إذا كان عنده الناس‏الناس.
 
أبو بكر بن أبي شَيْبة قال‏قال: كان الحَسن وإبراهيم ومَيمون بن مِهران يَكْرهون أن يقول الرجلُ‏الرجلُ: حيَّاك الله حتى يقول السَّلام‏السَّلام.
 
وسُئل عبد الله بن عُمر عن الرجل يَدْخل المَسجدَ أو البيتَ ليس فيه أحد قال يقول‏يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين‏الصالحين.
 
ومر رجل بالنبي {{صل}} وهو يبَول فسلّم عليه فلم يرد عليه السلام‏السلام.
 
وقال رجلٌ لعائشة " رضي الله عنها "‏‏: كيف أصبحت " يا أم المؤمنين " قالت‏قالت: بنِعْمة من الله‏الله.
 
وقال رجل لشُرَيح‏لشُرَيح: كيف أصبحتَ " قال‏قال: بنعمة " ومدَ إصبعه السَّبابة إلى السماء‏السماء.
 
وقيلِ لمحمد بن وكيع‏وكيع: كيف أصبحت " قال‏قال: أصبحتُ طويلاً أملى قصيراً أجلى سيئاً وقيل لسًفْيان الثَّوْري‏الثَّوْري: كيف أصبحتَ قال‏قال: أصبحتُ في دار حارتْ فيها الأدِلاء‏الأدِلاء.
 
واستأذن رجلٌ من بني عامر على النبي {{صل}} وهو في بيت فقال‏فقال: أَلِجُ فقال النبي {{صل}} لخادمه‏لخادمه: اخرُج إلى هذا فعَلِّمه الاستئذان وقُل له يقول‏يقول: السَّلام عليكم أدْخُل جابر بن عبد الله قال‏قال: استأذنتُ على النبي {{صل}} فقال‏فقال: مَن أنت فقلت‏فقلت: أنا قال‏قال: أنا أنا‏أنا.
 
وقال النبي {{صل}}: الاستئذان ثلاثة فإن أُذن لك وإلاّ فارجع‏فارجع.
 
وقال عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه‏عنه: الأولى إذْن والثانية مؤامرة والثالثة عزيمة إمّا أن يأذنوا وإمّا أن يردّوا‏يردّوا.
 
===باب في تأديب الصغير===
 
قالت الحُكماء‏الحُكماء: مَن أَدَّب ولدَه صغيراً سُرّ به كبيراً‏كبيراً.
 
وقالوا‏وقالوا: اطْبَعِ الطِّن ما كان رَطْباً واغْمِز العُود ما كان لَدْناً‏لَدْناً.
 
وقالوا‏وقالوا: مَن أدَّب ولدَه غَمّ حاسدَه‏حاسدَه.
 
وقال ابن عبّاس‏عبّاس: مَن لم يَجْلِس في الصِّغر حيثُ يَكْره لم يَجْلِس في الكبر حيث يحب قال الشاعر‏الشاعر: إذا المَرءُ أَعْيَتْه المُروءةُ ناشِئاً فَمَطْلَبها كَهْلاً عليه شديدُ وقالوا‏وقالوا: ما أشدَّ فِطامَ الكبير وأعسرَ رياضةَ الهَرم‏الهَرم.
 
قال الشاعر‏الشاعر: وتَرُوض عِرْسَك بعد ما هَرمت ومِن العَناء رياضةُ الهَرِم وكتب شُرَيح إلى معلِّم ولده‏ولده: تَركَ الصلاةَ لأكْلُبٍ يَسعى بها يَبْغِي الهِرَاشَ مع الغُواة الرُّجَّس " فَليَأتيِنَّك غُدوًة بصحيفة كُتِبت له كصحيفة المُتَلمِّس " فإذا هَمَمْتَ بضربه فبدِرَّةٍ وإذا بلغتَ بها ثلاثاً فاحْبِس واعْلم بأنّك ما أتيتَ فنفْسُه مع ما تُجَرِّعني اعزُّ الأنْفس وقال صالح بن عبد القدّوس‏القدّوس: وإنَّ مَن أدَّبته في الصبا كالعُود يُسقَى الماءَ في غَرْسِه حتى تَراه مُورِقاً ناضِراً بَعد الذي أبصرتَ من يُبْسِه والشيخُ لا يَتْرك أخلاقَه حتى يُوارَى في ثَرى رَمْسه إذا ارْعوى عادَ له جَهْلهُ كذي الضَّنَى عاد إلى نُكْسِه ما يَبْلغ الأعداءُ من جاهل ما يَبْلغ الجاهلُ من نَفْسهِ وقال عمرو بن عُتبة لمعلِّم ولده‏ولده: ليكُن أوّلَ إصلاحك لولدي إصلاحُك لنفسك فإنّ عُيونهم مَعْقودة بعَيْنك فالحَسن عندهم ما صَنعتَ والقبيح عندهم ما تَركت‏تَركت.
 
علمَهم كتابَ اللهّ ولا تُكْرههم عليه فيَملّوه ولا تَتركهم منه فيهجروه رَوِّهم من الحديث أشرفَه ومن الشعر أعفّه ولا تَنْقُلهم من عِلم إلى علم حتى يُحْكِموه فإنّ ازدحام الكلام في القَلْب مَشغلة للفهم وعَلِّمهم سُنَن الحكماء وجَنِّبهم محادثة النِّساء ولا تَتّكَل على عُذْر منّي لك فقد اتكلتُ على كِفاية منك‏منك.
 
أرسل معاوية إلى الأحنف بن قيس فقال‏فقال: يا أبا بحر ما تقول في الولد قال‏قال: " يا أمير المؤمنين " ثمار قُلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرضٌ ذَليلة وسماء ظَلِيلة فإن طلبوا فأعْطِهم وإن غَضبوا فأَرْضهم يمنحوك ودهم ويُحبوك جَهْدهم ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملّوا حياتك ويُحبُّوا وفاتك‏وفاتك.
 
فقال‏فقال: لله أنت يا أحنف لقد دخلتَ عليّ وإني لمملوء غضباً على يزيدَ فسَلَلَته من قلبي‏قلبي.
 
فلمّا خرج الأحنفُ من عنده بعث مُعاوية إلى يزيد بمائتي ألف درهم ومائتي ثوب فبعث يزيدُ إلى الأحنف بمائة ألف دِرْهم ومائة ثوب شاطره إياها‏إياها.
 
وكان عبد الله بن عُمر يذهب بولده سالم كلَّ مَذْهب حتى لامه الناسُ فيه فقال‏فقال: يَلُومونني في سالمِ وأَلُومهم وجِلْدةُ بين العَينْ والأنف سالمً وقال‏وقال: إن ابني سالماَ ليُحِبّ حُبَّاً لو لم يَخَفْه لم يَعْصه‏يَعْصه.
 
وكان يحيى بن اليمان يَذْهب بولده داود كل مَذْهب حتى قال يوماً‏يوماً: أئمة الحَدِيث أربعة كان عبد الله ثم كان عَلْقمة ثم كان إبراهيم ثم أنت يا داود‏داود.
 
وقال تزوّجْتُ أمَ داود فما كان عندنا شيءٌ أُلّفه فيه حتى اشتريتُ له كُسوة بدانِق‏بدانِق.
 
وقال زيدُ بن علي لْابنه‏لْابنه: يا بُنيَّ إن الله لم يَرْضك لي فأوصاك بي ورَضيني لك فحذَرنيك واعلم أنَ الآباء للأبناء مَن لم تَدْعه المَودَّةُ إلى التَفريط وخَيْرَ الأبناء للآباء مَن لم يَدْعه التقصير إلى وفي الحديث المَرْفوع‏المَرْفوع: ريح الوَلد من ريح الجنَّة‏الجنَّة.
 
وفيه أيضاً‏أيضاً: الأولاد منِ رَيحان الله‏الله.
 
وقال النبي {{صل}} لمَّا بُشر بفاطمة‏بفاطمة: رَيحانة أَشَمّها ورِزْقها على اللهّ‏اللهّ.
 
ودخل عمرو بن العاص على مُعاوية وبين يديه بنته عائشة فقال‏فقال: مَن هذه يا " أمير المؤمنين " فقال‏فقال: هذه تًفَّاحة القَلْب فقال له‏له: انبذُوها عنك " يا أمير المؤمنين " فوالله إنَهن لَيَلدْنَ الأعداء ويُقرِّبن البُعداء ويُورِّثن الضّغائن‏الضّغائن.
 
قال‏قال: لا تَقُل ذاك يا عمرو فواللهّ ما مَرّضِ المَرْضى ولا نَدَب الموْتى ولا أعان على الأحزان مِثْلهن ورُبَّ ابن أُخت قد نَفعَ خاله‏خاله.
 
وقال المُعلّي الطائي‏الطائي: لولا بُنيّات كزغْب القطَا حُطِطْن من بعْض إلى بَعْض لكان لي مُضطَرَب واسعٌ في الأرض ذاتِ الطّول والعَرْض وإنما أولادُنا بيننا أكبادُنا تمشي على الأرض إن هَبَّت الريحُ على بَعْضهم لم تَشْبع العينُ من الغَمْض وقال عبد الله بن أبي بَكْرة‏بَكْرة: مَوْت الوَلد صَدْع في الكَبِد‏الكَبِد: لا يَنجبر آخرَ الأبد‏الأبد.
 
ونظر عمرُ بن الخطَّاب رضي الله عنه إلى رجل يحمل طِفْلاً على عُنقه فقال‏فقال: ما هذا منك وكانت فاطمة بنت رسول الله {{صل}} تُرَقص الحسين بن علي رضي اللهّ عنهما وتقول‏وتقول: إنّ بُني شِبْه النبي ليس شَبيهاً بعَلي وكان الزُّبير يُرَقص " ولده " عُرْوَة ويقول‏ويقول: أَبْيَضُ من آل أبي عَتِيق مُبارَك مِن وَلد الصِّدِّيقِ ألذَّه كما أَلذّ رِيقي وقال أعرابي وهو يُرَقّص ولده‏ولده: أُحبُّه حُبَّ الشحيح مالَهْ قد كان ذاقَ الفقر تمَ نالَهْ إذا يُريد بذلَه بدالة وقال آخر وهو يُرْقص ولده‏ولده: أعرِف منه قلَّة النُّعاس وخِفّةً في رَأسة من راسي وكان رجلٌ من طيء يَقطع الطّريق فمات وتَرك بُنياً رضيعاً فجعلت أُمه تُرقصه وتْقول‏وتْقول: ياليتَه قد قطع الطّريقا ولم يًرِد في أمره رَفيقاً وقد أخاف الفَجّ والمضيقا فقَلّ أن كان به شفيقاً وقال هارون الرشيد لابنه المعتصم‏المعتصم: ما فعل وصيفك " فلان " قال‏قال: مات فاستراح من الكُتَّاب قال أو بلغ منك الكتّاب هذا المبلغ‏المبلغ! واللهّ لا حضرته أبداً ووجّهه إلى البادية فتعلّم الفصاحة وكان أُمِّيّاً وهو المعروف بابن مارِدة‏مارِدة.
 
وفي بعضِ الحديث أنّ إبراهيم خليل الرَّحمن صلوات الله عليه كان من أغير النَّاس فلمّا حضرَتْه الوفاة دخل عليه ملك الموت في صُورة رجل أنكره فقال له مَن أدخلك داري قال الذي أسكنك فيها منذُ كذا وكذا سنة قال‏قال: ومَن أنت قال‏قال: أنا ملك الموت جئت لقَبض رُوحك قال‏قال: أتاركي أنت حتى أودِّع ابني إسحاق قال‏قال: نعم فأرسل إلى إسحاق فلمّا أتاه أخبره فتعلّق إسحاق بأبيه إبراهيم وجعل يتقطّع عليه بُكاءً فخرج عنهما ملك الموت وقال‏وقال: يا ربَّ ذبيحُك إسحاق متعلِّق بخليلك فقال له الله‏الله: قل له إني قد أمهلتك ففعل‏ففعل.
 
وانحلّ إسحاق عن أبيه ودخل إبراهيم بيتاً ينام فيه فقبض ملك الموت روحَه وهو نائم‏نائم.
 
===باب الاعتضاد بالولد===
 
قال الله تبارك وتعالى فيما حكاه عن عَبْدِه زكريَّا ودُعائه إليه في الولد‏الولد: " وَزَكَرِيَّا إذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْني فَرداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثين "‏‏.
 
وقال‏وقال: " وَإنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانت امرأتي عاقراَ فَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَليَّاَ‏وَليَّاَ.
 
يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آل يعقُوبَ واجعلهُ رَبِّ رَضِيَّاً "‏‏.
 
والمَوَالِي ها هنا بنو العم‏العم.
 
وقال الشاعر‏الشاعر: مَن كان ذا عَضُد يُدْرِكْ ظُلامته إنِّ الذّليل الذي لَيْستْ له عَضدُ تَنْبو يَدَاه إذا ما قَلَّ ناضرُه وَيَأنَفُ الضّيْم إنْ أثْرَى له عدد العُتبى قال‏قال: لمّا أسنَّ أبو بَراء عامرُ بن مالك وضَعَّفه بنو أخيه وخَرَّفوه ولم يكن له ولد يَحْميه أنشأ يقول‏يقول: دَفعتُكم عنَي وما دَفْع راحةٍ بشيء إذا لم تَسْتَعِن بالأنامل يُضَعّفني حِلْمي وكثرةُ جَهلكم عليّ وأني لا أصُول بجاهل وقال آخر‏آخر: تَعْدُو الذِّنائب عَلَى من لا كلابَ له وتَتَّقي سَوْرةَ المُستنفِر الحامِي
 
===باب في التجارب والتأدب بالزمان===
 
قالت الحُكماء‏الحُكماء: كَفي بالتّجارب تأديباً وبتقلّب الأيام عِظَة‏عِظَة.
 
وقال حبيب‏حبيب: أحاولتَ إرشادي فعَقْليَ مُرْشِدي أم استَمْت تَأديبي فدَهري مُؤدبي وقال إبراهيم بن شَكلة‏شَكلة: من لم يؤدَبه والده أدَّبه الليلُ والنَّهارُ كم قد أذلأَ كَريمَ قَوْم ليس له منهما انتصار مَن ذا يَدُ الدهرِ لم تَنَله أو اطمأَنّت به الدَيار كُلّ عن الحادِثات مُغْضٍ وعِنده للزّمان ثار وقال آخر‏آخر: وما أبقت لك الأيامُ عُذْراً وبالأيَّام يَتَّعظ‏يَتَّعظ! اللًبِيب وقالوا‏وقالوا: كفي بالدهر مُخبرا بما مَضى عمّا بَقيِ‏بَقيِ.
 
وقالوا‏وقالوا: كَفي مخبراً لذَوي الألباب ما جَرَبوا‏جَرَبوا.
 
وقالوا لعيسى بن مَرْيم عليهما السلام‏السلام: مَن أدَّبك قال‏قال: ما أدَّبني أحد رأيتُ الجَهل قبيحاً فاجتنبتُه‏فاجتنبتُه.
 
قالت الحُكَمَاء‏الحُكَمَاء: اصحب الأيام بالمُوادعة ولا تُسابق الدهرَ فتَكْبُو‏فتَكْبُو.
 
وقال الشاعر‏الشاعر: مَن سابَق الدهر كبا كَبْوةً لم يَسْتَقِلها من خطُا الدَّهرِ فاخطُ مع الدَّهر إذ ما خَطا واجرِ مع الدهر كما يَجْرِي وقال بشّار العُقَيلي‏العُقَيلي: أعاذِل إنّ العُسْر سَوف يُفيق وإنّ يَساراً من غدٍ لخلِيقُ وما كنْتُ إلا كالزَّمان إذا صحا صحوتُ وإنْ ماقَ الزَّمان أَموق وقال آخر‏آخر: تحامِق مَع الحَمْقىِ إذا ما لَقيتَهمِ ولاقِهمُ بالجهل فِعل ذوي الجَهْل وَخَلِّط إذا لاقيْت يوماً مخَلَطاَ يُخَلِّط في قول صحيح وفي هَزْل فإنّي رأيتُ المَرْءَ يَشْفي بعَقله كما كان قبلَ اليوم يَسْعد بالعقل وقال آخر‏آخر: إن المَقَادِيرَ إذا ساعَدَتْ ألحقت العاجِزَ بالحازِم وقال الآخر‏الآخر: ومن أمثالهم في ذلك " قولُهم "‏‏: تطامن لها تَخْطُك‏تَخْطُك.
 
ومن قولنا في هذا المعنى‏المعنى: وتطَامنْ للزَّمان يَجْزُكَ عَفْواً وإن قالوا ذَليلٌ قُلْ ذليلُ وقال حَبيب‏حَبيب: وكانت لَوْعَةً ثم اطمأنتْ كذاك لكلِّ سائلة قَرَارُ وقال آخر‏آخر: ماذا يُريك الدَهْرُ من هَوانِهِ ازْفِن لِقرْد السَّوْء في زَمانِهِ ولآخر‏ولآخر: الدهر لا يبقى على حالةٍ لا بُدَّ أن يُقبِلَ أو يدبرْ فإنْ تَلقاك بِمْرُوهه فاصبِر فإنَّ الدَّهرَ لا يَصْبر ولآخر‏ولآخر: اصبرْ لِدَهْرٍ نال من ك فهكذا مضتْ الدُّهورُ فَرَحاً وحُزْناً مرّةً لا الحُزن دام ولا السُّرورُ ولآخر‏ولآخر: تَرُوح لنا الدُّنيا بغير الذي غَدَت وتَحْدُث مِن بعد الأمور أمورُ وتجْرِي الليالي باجتماع وفُرْقة وتَطْلُع فيها أنجمٌ وتَغور وتَطْمع أن يَبقى السّرُور لأهله وهذا مُحال أن يَدُوم سُرُور ولآخر‏ولآخر: سأنتظرُ الأيّامَ فيك لعلّها تَعود إلى الوَصل الذي هو أَجْمَلً باب التحفظ من المقالة القبيحة وإن كانت باطلاً قالت الحكماء‏الحكماء: إياك وما يُعتذر منه‏منه.
 
وقالوا‏وقالوا: مَن عَّرَض نَفْسه للتُّهم فلا يأمَن مِن إساءة الظنّ‏الظنّ.
 
وقالوا‏وقالوا: حَسْبك من شرِّ سماعه‏سماعه.
 
وقالوا‏وقالوا: كفي بالقَوْل عاراً وإن كان باطلاَ‏باطلاَ.
 
وقال الشاعر‏الشاعر: ومَن دعا الناسَ إلى ذَمِّه ذمُوه بالحقّ وبالباطل وقال آخر‏آخر: قد قِيل ذلك إن حقَّاً وإن كَذِباً فما اعتذارُك من قَوْلٍ إذا قِيلاَ وقال أَرِسْططاليس للإسكندر‏للإسكندر: إنّ الناس إذا قَدروا أن يقولُوا قدروا أن يفعلوا فاحترس من أن يقولوا تَسْلم من أن يفعلوا‏يفعلوا.
 
وقال آمرؤُ القيس‏القيس: وجُرْع اللّسان كجُرح اْلْيَد وقال الأخطل‏الأخطل: والقول يَنْفذ ما لا تَنفذ الإبرُ وقال يَعقوب الحَمْدونيّ‏الحَمْدونيّ: وقد يُرْجَى لجُرح السًيف بُرءٌ ولا بُرْءٌ لما جرح اللّسانُ ولآخر‏ولآخر: قالوا ولَوْ صحَّ ما قالُوا لفُزْت به مَن لي بتَصْدِيق ما قالوا وتَكْذِيبي
 
===باب الأدب في تشميت العاطس===
 
ومن حديث أبي بكر بن أبي شيبة قال‏قال: قال النبي {{صل}}: لا تًشَمِّت العاطس حتى يَحمد الله فإن لم يَحمده فلا تُشَمَتوه‏تُشَمَتوه.
 
وقال عليٌّ رضي اللهّ عنه‏عنه: يُشَمَّت العاطس إلى ثلاث فإن زاد فهو داء يَخْرج من رأسه‏رأسه.
 
عَطَس ابن عمر فقالوا له‏له: يرْحمك اللهّ فقال‏فقال: يَهديكم الله ويُصلح بالكم‏بالكم.
 
وعَطَس عليُّ بن أبي طالب فحمِد الله فقيل له‏له: يَرْحمك الله فقال‏فقال: يَغفر الله لنا و لكم‏لكم.
 
وقال عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه‏عنه: إذا عَطَس أحدُكم فشَمِّتوه ثلاثاً فإن زاد فقولوا‏فقولوا: إنك مَضنوك‏مَضنوك.
 
وقال بعضُهم‏بعضُهم: التَّشْميت مرة واحدة‏واحدة.
 
===باب الإذن في القبلة===
 
عبدُ الرحمن بن أبي لَيلى عن عبد الله بن عُمر قال‏قال: كنَّا نُقَبِّل يدَ النبي {{صل}}.
 
وكيع عن سُفيان قال‏قال: قَبَّل أبو عُبيدة يدَ عمر بن الخطّاب‏الخطّاب.
 
ومن حديث الشعبيّ قال‏قال: لَقِيَ النبي {{صل}} جعفرَ بن أبي طالب فالتزمه وقبل بين عينيه‏عينيه.
 
وقال إياسُ بن دَغْفل‏دَغْفل: رأيتُ أبا نَضْرة يُقَبِّل خدَّ الحسن‏الحسن.
 
الشَّيباني عن أبي الحسن عن مُصعب قال‏قال: رأيتُ رجلاً دخل عَلَى عليّ بن الحسين رضي الله العُتبي قال‏قال: دخل رجلٌ على هِشام بن عبد الملك فقبّل يدَه فقال‏فقال: أُفٍّ‏أُفٍّ! إنّ العرَب ما قبّلت الأيدي إلا هُلوعاً ولا قبّلتها العجم إلاّ خُضوعاً‏خُضوعاً.
 
واستأذن رجلٌ المأمون في تَقْبيل يده فقال‏فقال: إنّ القُبلة من المؤمن ذِلّة ومن الذِّمي خديعة ولا حاجةَ بك أن تَذِلّ ولا حاجةَ بنا أن نُخْدَع‏نُخْدَع.
 
واستأذن أبو دُلامة المهديَّ في تَقْبيل يده فمنَعَه فقال‏فقال: ما مَنَعْتَني شيئاً أيسر على عِيالي فَقْداً مِنْهُ‏مِنْهُ.
 
الأصمعيُّ قال‏قال: دخل أبو بكر الهَجريّ على المنصور فقال‏فقال: يا أميرَ المؤمنين نَغَض فمي وأنتم أهل بيت بركة فلو أَذِنت لي فقبلت رأْسَك لعلَّ اللهّ كان يُمسك عليَّ ما بقي من أسناني قال‏قال: اختَر بينها وبين الجائزة فقال‏فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أهوَن من ذهاب درهم من الجائزة أن لا يبقى في فمي حاكَّة‏حاكَّة.
 
فضحك المنصور وأمر له بجائزة‏بجائزة.
 
وقالوا‏وقالوا: قُبلة الإمام في اليَد وقُبلة الأب في الرأس وقُبلة الأخ في الخدِّ وقبلة الأخت في الصدر وقبلة الزَّوجة في الفَم‏الفَم.
 
{{العقد الفريد/الجزء الثاني}}