الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العقد الفريد/الجزء الثاني/4»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصنيف وقالب
 
سطر 1:
===باب في المنطق===
قال الذين فَضلوا المنطقَ‏المنطقَ: إنما بُعثَت الأنبياء بالكلام ولم يُبْعثوا بالسُّكوت‏بالسُّكوت.
وبالكلام وُصِف فَضْل الصَّمت ولم يُوصف القولُ بالصمت وبالكلام يُؤْمر بالمعروف وينْهى عن المُنْكر ويُعظَّم اللهّ ويُسبَّحِ بحمده " والبيان من الكلام هو الذي مَنَّ الله به على عِباده فقال‏فقال: " خَلَقَ الإنْسَان عَلَّمَهُ البَيَان "‏‏.
والعِلْم كلُّه لا يُؤدِّيه إلى أَوْعية القُلوب إلا اللسان فنَفْع المنطق عام لقائله وسامعه " ومن بلّغه " ونَفْع الصمتِ خاص بفاعله‏بفاعله.
وأَعْدلُ شيء قِيل في الصمت والمَنْطق قولهم‏قولهم: الكلامُ في الخير كلِّه أفضلُ من الصمت والصمت في الشرِّ كلّه أفضلُ من الكلام‏الكلام.
وقال عبد الله المُبارك صاحبُ الرقائق يَرْثي مالكَ بن أَنس المَدَنيّ‏المَدَنيّ: صَمُوتٌ إذا ما الصمتُ زَيَّنَ أَهلَه وفَتِّاق أبكار الكلام المُخَتَّم وَعَى ما وَعَى القرآنُ من كلِّ حِكْمَة وسِيطَت له الآدابُ باللحم والدَّم وقال عمرُ بن الخطّاب‏الخطّاب: ترْك الحركة غَفْلة‏غَفْلة.
وقال بكرُ بن عبد الله المُزنيّ‏المُزنيّ: طُول الصمت حبُسْة‏حبُسْة.
وقالوا‏وقالوا: الصمتُ نَوْم والكلام يَقَظة‏يَقَظة.
وقالوا‏وقالوا: ما شيء ثًني إلا قَصرُ إلا الكلام فإنه كلما ثُني طال‏طال.
" وقال الشاعر‏الشاعر: الصمت ُشيمته فإنْ أبْدَى مَقاَلاً كان فَصْلاَ أَبدَى السكوتَ فإن تك - لم لم يَدَعْ في القول فَضْلا " محمدُ بن سِيرين قال‏قال: ما رأيتُ عَلَى آمرأة أجملَ من شَحم ولا رأيتُ عَلَى رَجُل أجمل من فصاحة‏فصاحة.
وقال اللهّ تبارك وٍ تعالى فيما حكاه عنِ نبيّه موسى {{صل}} وآستيحاشه بعدم الفصاحة‏الفصاحة: " وَأخي هرُون هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناَ فَأرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءَا يُصَدِّقُني "‏‏.
آفات المنطق تكلّمَ ابن السماك يوماً وجارية له تسمع كلامه فلما دخل قال لها‏لها: كيف سمعت كلامي قالت‏قالت: ما أحسنه لولا أنك تردده قال‏قال: أردّده ليفهمه من لم يفهمه قالت‏قالت: إلى أن يفهمه من لم يفهمه يملّه من فَهِمَه‏فَهِمَه.
" الأصمعي قال "‏‏: قال مُعاوية يوماً لجلسائه‏لجلسائه: أيّ الناس أفصح فقال رجلٌ من السِّماط‏السِّماط: يا أميرَ المؤمنين قوم قد ارتفعوا عن رُتَّة العراق وتياسَرُوا عن كَشْكشة بكر وتيامَنُوا عن‏عن: شَنْشَنة تَغْلب ليس فيهم غَمْغمة قُضاعة ولا طمطمانيّة حِمْير‏حِمْير.
قال‏قال: مَن هم قال‏قال: قومُك يا أميرَ المؤمنين قُريش قال‏قال: صدقتَ فمن أنت قال‏قال: مِن جَرْم قال الأصمعيّ‏الأصمعيّ: جَرْم فُصْحَى الناس‏الناس.
قال أبو العباس محمد بن يزيد النَحويّ‏النَحويّ.
===التَمتمة في المنطق===
التردُّد في التاء والعُقْلة‏والعُقْلة: هي التواء اللسان عند إرادة الكلام والحُبْسة‏والحُبْسة: تعذُر الكلام عند إرادته واللفف‏واللفف: إدخالُ حَرْف في حَرْف والرُّتة‏والرُّتة: كالرتَج تمنُع أول الكلام فإِذا جاء منه شيء اتصل به‏به"‏‏.
والغَمْغمة‏والغَمْغمة: أن تسمع الصوت ولا يَبِين لك تقطيعُ الحروف‏الحروف.
وأما الرَتة‏الرَتة: فإنها تكون غريزية وقال الراجز‏الراجز: يأيُها المُخلّط الأرَتّ ويقال إنها تكثر في الأشراف‏الأشراف.
وأما الغَمْغمة‏الغَمْغمة: فإنها قد تكون من الكلام وغيره‏وغيره.
لأنها صَوتُ من لا يُفهم تقطيع حرُوفه‏حرُوفه.
قال عنترة‏عنترة: " وصاحبِ ناديته فغَمْغما يُريدُ لَبيك وما تكلَّما قد صار من خوف الكلام أَعْجما " والطمْطمة‏والطمْطمة: أن يكون الكلام مُشْبِهاً لكلام العجم والُّلكنة‏والُّلكنة: أن تَعْترض في الكلام اللغةُ الأعجمية - وسنفسِّر هذا حرفاً حرفاً وما قيل فيه إن شاء الله - واللَّثغة‏واللَّثغة: أن يُعدَل بحَرْف إلى حَرْف والغُنّة‏والغُنّة: أن يُشرب الحرفُ صوتَ الخَيْشوم والخُنَة‏والخُنَة: أشد منها والزخيم‏والزخيم: حَذْف الكلام والفأفأة‏والفأفأة: التردد في الفاء‏الفاء: يقال‏يقال: رجل فأفاء تقديره فاعال ونظيره من الكلام ساباط وخاتام يامَيُّ ذات الجَوْرب المنشَقّ أخذتِ خاتامِي بغَير حَقِّ وقال آخر‏آخر: ليس بفأفاء ولا تَمتّام ولا مُحبٍّ سَقَطَ الكلام وأما كشْكشة تميم‏تميم: فإن بني عمرو بن تميم إذا ذَكرتْ كاف المؤنّث فوقفتْ عليها أبدلت منها شينا لقُرب الشين من الكاف في المخرج وقال راجزُهم‏راجزُهم: هل لكِ أن تَنْتفعي وأنفعش فتُدْخلين الَلذْ معي في الَّلذْ مَعَش وأما كسكسة بكر‏بكر.
فقوم منهم يُبدلون من الكاف سينا كما فعل التميميون في الشين‏الشين.
وأما طمطمانية حِمْير‏حِمْير: ففيها يقول عَنترة‏عَنترة: تَأوي له قُلُص النَّعام كما أوَتْ حِزَقٌ يمانِيَةٌ لأعجمَ طِمْطِم وكان صُهيب أبو يحيى رحمه الله يَرْتضخ لُكْنة روميّة‏روميّة.
وقال رسول الله {{صل}}: صُهيب سابق الروم‏الروم.
وكان عبيد الله بن زياد يرتضخُ لكنة فارسية مِن قِبل زوج أُمه شيرويه الأسواريّ‏الأسواريّ.
وكان زياد الأعجم وهو رجل من بني عبد القيس‏القيس.
يَرْتضخ لكنة أعجمية وأنشد المُهلّبَ في مَدْحه إياه‏إياه: بريد السلطان - وذلك أن بين التاء والطاء نسباً لأن التاء من مخرج الطاء‏الطاء.
وأما الغُنة فتُستحسن من الجارية الحديثة السن‏السن.
قال ابن الرّقاع " في الظبية "‏‏: تُزْجِي أَغَنّ كأن إبرةَ رَوْقه قلمٌ أصابَ من الدَّواة مِدَادها وقال ابن المُقَفّع‏المُقَفّع: إذا كثر تَقْلِيب الِّلسان رقّت حواشيه ولانت عَذَبته‏عَذَبته.
وقال العتّابي‏العتّابي: إذا حُبس اللسانُ عن الاستعمال اشتدَّت عليه مخارج الحروف‏الحروف.
وقال الراجز‏الراجز: كأن فيه لفَفَا إذا نطق من طُول تَحْبِيس وهمّ وأرَقْ
===باب في الإعراب واللحن===
أبو عُبَيدة قال‏قال: مَرً الشِّعبيُّ بقَوْم من المَوالي يَتذاكرون النحوَ فقال لهم‏لهم: لئن أَصْلحتموه إنكم لأوَّل من أفسده‏أفسده.
قال أبو عُبيدة‏عُبيدة: ليته سَمِع لحنَ صَفْوان وخالد بن صَفْوان وخاقان والفتح بن خاقان والوليدِ بن عبد الملك‏الملك.
وقال عبد الملك بن مروان‏مروان: اللحنُ في الكلام أقبح من التَّفتيق في الثوب والجُدَريّ في الوجه‏الوجه.
وقيل له‏له: لقد عَجِل عليك الشيبُ يا أميرَ المؤمنين قال‏قال: شَيَّبنى ارتقاءُ المنابر وتوقع اللحن‏اللحن.
وقال الحجَّاج لابن يَعْمَر‏يَعْمَر: أتَسمعني ألحن قال‏قال: لا إلاّ أنه ربما سَبَقكَ لسانُك ببعضه في آن وآن قال‏قال: فإذا كان ذلك فعَرِّفني‏فعَرِّفني.
وقال المأمون لأبي عليّ المعروف بأبي يَعْلى المِنْقريّ‏المِنْقريّ: بلغني أنك أُمِّيّ وأنك لا تقيم الشِّعر وأنك تَلحن في كلامك فقال‏فقال: يا أميرَ المؤمنين أمّا الَّلحن فربما سَبَقني لساني بالشيء منه وأما الأمِّيَّة وكَسْر الشعر فقد كان النبي {{صل}} أًمّياً وكان لا يُنشد الشعر قال المأمون‏المأمون: سألتُك عن ثلاثة عيوب فيك فزدْتني عَيباً رابعاً وهو الجهل ياجاهل إنّ ذلك في النبي {{صل}} فضيلة وفيك وفي أمثالك نَقيصة وإنما مُنع ذلك النبي {{صل}} لنَفْي الظِّنَّة عنه لا لِعَيب في الشِّعر والكتاب وقد قال تبارك وتعالى‏وتعالى: " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذَا لارْتَابَ اْلمُبْطِلُونَ "‏‏.
وقال عبدُ الملك بن مروانً‏مروانً: الإعراب جمالٌ للوَضِيع واللحن هُجْنة على الشَّرِيف‏الشَّرِيف.
وقال‏وقال: تَعلَّموا النحوَ كما تتعلّمون السًّنن والفرائض‏والفرائض.
وقال رجلٌ للحسن‏للحسن: إنَّ لنا إماماً يلحن قال‏قال: أمِيطوه " عنكم فإن الإعراب حِلْية الكلام "‏‏.
وقال الشاعر‏الشاعر: النَّحوُ يَبْسُط من لسان الأَلْكن والمرءُ تُكْرمه إذا لم يَلْحَنِ فإذا طلبتَ من العُلوم أَجلَّها فأَجلُّها منها مُقِيم الألسن وقال آخر‏آخر: النَّحو صَعْب وطويل سُلًمه إذا ارتقى فيه الذي لا يَعْلمُهْ زَلَّتْ به إلى الحَضِيض قَدَمُه يُريدُ أن يُعْربه فَيُعْجِمه وقال رجل للحسن‏للحسن: يا أبو سَعِيد فقال‏فقال: أحْسَبُ أنّ الدَّوانِق شَغَلتْك عن أن تقول‏تقول: يا أبا سعيد‏سعيد.
وكان عمرُ بنُ عبد العزيز جالساً عند الوليد بن عبد الملك وكان الوليد لَحَّاناً فقال‏فقال: ياغلام ادعُ لي صالح فقال الغلام‏الغلام: ياصالحا قال له الوليد‏الوليد: انُقص ألفاً فقال عمر‏عمر: وأنت يا أميرَ المؤمنين فزِدْ ألفاً‏ألفاً.
ودخل على الوليد بن عبد الملك رجلٌ من أشراف قُريش فقال له الوليد‏الوليد: من خَتَنَك قال له‏له: فلانٌ اليهودي فقال‏فقال: ما تقول ويحك‏ويحك! قال‏قال: لعلّك إنما تَسْأل عن خَتَني يا أمير المؤمنين هو فلان بن فلان‏فلان.
وقال عبدُ الملك بن مروان‏مروان: أضرّ بنا في الوليد حُبُّنا له فلم نُلْزمه البادية‏البادية.
وقد يَستثقل الإعرابُ في بعض المواضع كما يستخفّ اللحنُ في بعضها‏بعضها.
وقال مالك بن أسماء بن خارجة الفَزاريّ‏الفَزاريّ: منطقٌ بارعٌ وتَلحنُ أحيا ناً وخير الحديث ما كان لحنا وذلك أنه من حَكى نادرةً مُضحكة وأراد أن يُوفِّي حروفها حظَّها من الإعرِاب طَمس حُسنها وأَخرجها عن مِقدارها ألا ترى أن مُزَبِّدا المَدِينيّ أكل طَعاماَ فكظَّه فقيل له‏له: أَلا تَقِي قال‏قال: وما أَقي خبز نقي ولحم طَرِي مَرَتي طالق لو وَجدت هذا فيئاً لأكلته‏لأكلته.
قال‏قال: وكذلك يُستقبح الإعراب في غير موضعه كما استُقبح من عيسى بن عمر إذ قال وابن هُبيرة وحُكي عن بعض المغربين في الَّلحن أن جارية له غنّته‏غنّته: إذا ما سَمعتُ اللومَ فيها رفضته فَيَدْخل من أُذْنٍ ويَخرج مِن أُخرَى فقال لها‏لها: مِن أُخرِى يا فاعلة أما علّمتِكٍ أن " من " تَخفض‏تَخفض.
وقال رجل لشُرَيح‏لشُرَيح: ما تقول في رجل توفي وترك أباه وأخيه فقال له‏له: أباه وأخاه فقال‏فقال: كم لأباه وأخاه قال لأبيه وأخيه قال‏قال: أنت علّمتني فما أصْنَع وقال بعضُ الشعراء وأَدرك عليه رجل من المُتفصّحين يقال له حَفْص لحناً في شِعْره وكان حَفْص به اختلاف في عَينيه وتَشويه في وجهه فقال فيه‏فيه: لقد كان في عَينيك يا حَفْصً شاغلٌ وأنفٌ كمِثْل الطَّود عما تَتَبَّع تَتَبّع لحناً من كلامٍ مُرَقَّش وخَلقْك مبْنيّ من اللَّحْن أَجمع فعينك إقواء وأنفك مكفأ ووجهك إبطاء فما فيك مرقع
===باب في اللحن والتصحيف===
وكان أبو حَنيفة لَحَّاناً على أنه كان في الفُتيا ولُطف النَظر واحدَ زمانه‏زمانه.
وسأله رجل يوماً فقال له‏له: ما تقول في رجل تناول صَخْرة فضرب بها رأسَ رجل فقَتله أتُقيده به قال‏قال: لا ولو وكان بِشْر المَرِيسيّ يقول لجلسائه‏لجلسائه: قَضى الله لكم الحوائج على أحسن الوجُوه وأهنؤها فسمع قاسم التَّمّار قوماً يَضْحكون فقال‏فقال: هذا كما قال الشاعر‏الشاعر: إنّ سليمى والله يَكْلؤها ضنَّت بشيء ما كان يَرْزَؤها وبِشر المَرِيسيّ رأْس في الرأْي وقاسم التَّمّار مُتقدم في أصحاب الكلام واحتجاجُه لبِشر أعجبُ من لَحْن بِشر‏بِشر.
ودخل شَبِيب بن شَيبة على إسحاق بن عيسى يُعزِّيه عن طِفْل أُصِيب به فقال في بعض كلامه‏كلامه: أَصْلح الله الأمير إنّ الطفل لا يزال مُحْبنظيا على باب الجنة يقول‏يقول: لا أدْخل حتى يَدخل أبواي قال إسحاق بن عيسى‏عيسى: سبحان الله‏الله! ماذا جئتَ به إنما هو مُحْبنطى أما سمعتَ قول الراجز‏الراجز: إني إذا أنشدتُ لا أَحبنطي ولا أُحِبُّ كثرةَ التمطِّي قال شَبيب‏شَبيب: ألي يقال مثل هذا وما بين لا بتَيها أعلم مني بها فقال له إسحاق‏إسحاق: وهذه أيضاً أللبصرةَ لابتان يالُكع فأبان بتَقريعه عَوَاره فأخجله فسكت‏فسكت.
قوله المُحبنطي‏المُحبنطي: المُمتنع امتناع طلب لا امتناع إباء وهو بالطاء غير معجمة ورواه شبيب بالظاء المعجمة‏المعجمة.
وقوله ما بين لا بتَيْها خطأ إذ ليس للبصرة لابتان وإنما اللابة للمدينة نوادر من الكلام يقال‏يقال: ماء نُقاخ للماء العذب وماء فُرات وهو أعذب العذب وماء قُعَاع وهو شديد المُلوحة وماء حُراق وهو الذي يَحرق من مُلوحته وماء شرُوب وهو دون العَذب قليلاً وماء مَسُوس وهو دون الشَرُوب وماء شَريب وهو العذب‏العذب.
اجتمع المُفضَّل الضّبي وعبدُ الملك بن قرَيب الأصمعي فأنشد المُفضل‏المُفضل: تُصْمت بالملك تَوْلباً جَذَعا فقال له الأسمعي‏الأسمعي: تولباً جَدِعاً والجَدِع‏والجَدِع: السيء الغذاء‏الغذاء.
فضَجَّ المفَضّل وأَكثر فقال له الأصمعي‏الأصمعي: لو نَفخت في الشَّبُّور ما نفعك تكلّم بكلام الئمل وأَصِب‏وأَصِب.
وقال مروان بن أبي حَفْصة في قوم من رُواة الشعر لا يعَلمون ما هو على كثرة استكثارهم من روايته‏روايته: زَوامل للأشعار لا عِلْم عندهم بجيِّدها إلاِّ كعِلْم الأباعرِ لَعمرك ما يَدْري البَعير إذا غدا بأوْساقه أو راح ما في الغرائر
===باب نوادر من النحو===
وإنَّ كِلاباً هذه عَشْر أَبطُنٍ وأنت بَرِىء من قَبائلها العَشْرِ قال‏قال: فجعلتُ أعجب من قوله عَشْرَ أَبطُن " حيث أنث لأنه عَنَى القبيلة " فلما رأَى عَجبي قال‏قال: أليس هكذا قولُ الآخر‏الآخر: وكان مِجَنّي دون من كنتُ أَتَّقي ثلاثُ شُخوص كاعبان ومُعْصرُ وقال أبو زيد قلتُ للخليل‏للخليل: لم قالوا في تَصْغير واصل‏واصل: أو يصل ولم يقولوا وُوَيصل قال‏قال: كرهوا أن يُشبه كلامُهم بنبح الكلاب‏الكلاب.
وقال أبو الأسود الدُّؤَلي‏الدُّؤَلي: من العرب من يقول‏يقول: لولاى لكان كذا وكذا‏وكذا.
وقال الشاعر‏الشاعر: وكم مَوطنٍ لولاي طِحْتَ كما هَوي بأَجْرامه من قنّة النِّيق مُنْهوِي وكذلكَ لولا أنتم ولولاكم ابتداءٌ وخبره محذوف‏محذوف.
وقال أبو زيد‏زيد: وراء وقُدَّام لا يصرفان لأنهما مؤنثان وتَصغير قدَّام قُدَّيْدمة وتصغير وراء وُرَيِّئة وقدَّام خمسة أحرف لأن الدال مشدَّدة‏مشدَّدة: فأسقطوا الألف لأنها زائدة ولئلا يُصغر اسم على خمسة أحرف‏أحرف.
أبو حاتم قال‏قال: يقال أمٌّ بيِّنة الأمومة‏الأمومة: وعمٌّ بين العُمومة‏العُمومة.
ويقال‏ويقال: مَأموم إِذ شُج أم رأسه‏رأسه.
ورجل مَمُوم‏مَمُوم: إذأ أصابه المُوم‏المُوم.
وقال المازنيّ‏المازنيّ.
يقال في حَسب الرجل أُرْفة ووَصمة وابنة وكذلك يقال للعصا إذا كان فيها عيب‏عيب.
ويقال‏ويقال: قذِيَت عينهُ إذا أصاجها الرَّمد‏الرَّمد.
وقد يقال في التقديم والتأخير مثلُ قول الشاعر‏الشاعر: شَرَّ يوميها وأغواه لها رَكِبتْ عَنْز بحِدْج حَملاَ يريد‏يريد: ركبت عَنْز " بحِدْج جملا في شرِّ يوميها‏يوميها: نصب لأنه ظرف‏ظرف.
وقد يُسمى الشيء باسم الشيء إذا جاوره‏جاوره.
قال الفرزدق‏الفرزدق: أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ قوله‏قوله: لنا قَمراها‏قَمراها: يريد الشمس والقمر‏والقمر.
وكذلك قولُ الناس في العُمرين‏العُمرين: أبي بكر وعمر‏وعمر.
الرِّياشي‏الرِّياشي: يقال أخذ قِضِّتها وكُعْبتها إذا أخذ عُذرتها‏عُذرتها.
قال أبو عُبيدة‏عُبيدة: المَعيون الذي ليس له منظر ولا مخبر والمَعين - الذي قد أصيب بالعين‏بالعين.
والمعين‏والمعين: الماء الظاهر‏الظاهر.
أبو عُبيدة قال‏قال: سمعت رُؤبة يقول‏يقول: أباريق يريد على الريق‏الريق.
الأصمعي قال‏قال: لقي أبو عمرو بن العلاء عيسى بن عمر‏عمر.
فقال له‏له: كيف رَحْلك قال‏قال: ما تزداد إلا مثَالة قال‏قال: فما هذه المَعيوراء التي تَرْكض يريد ما هذه الحمير التي تَركب‏تَركب.
قال الأصمعي‏الأصمعي: إنما يُقال‏يُقال: اقرأ عليه السلام‏السلام.
وأنشد‏وأنشد: اقرأ على عَصْر الشَّباب تحية وإذا لقيتَ دداً فَقطْنى من دَدِ وقال الفرزدق‏الفرزدق: وما سبق القيسيُّ من ضَعف عَقله ولكن طَفَت عَلْماء قُلْفة خالدِ " أراد‏أراد: على الماء فحذف "‏‏.
وهذا آخر كتاب سيبويه‏سيبويه.
وقال بعض الورَّاقين‏الورَّاقين: رأيتُ يا حمَّاد في الصَّيد أرانباً تؤخذ بالأيْدِي إن ذَوي النَّحو لهم أنفسٌ مَعروفة بالمَكْر والكيد يَضرب عبد الله زيداً وما يُريد عبد الله من زيد وأنشد أبو زيد الأنصاري‏الأنصاري: يا قرطَ قُرْطَ حُيَيّ لا أبالكمُ ياقُرطُ إنّي عليكم خائفٌ حَذرُ قُلتُمٍ له اهجُ تَميماً لا أبا لكم في فَم قائِل هذا التُّرابُ والحَجَر فإن بيتَ تميم ذو سمعتَ به بيتٌ به رَأست في عِزِّها مُضر ذو هنا في مكان الذي لا يتغيّر عن حاله في جميع الإعراب‏الإعراب.
وهذه لغة طيء تجعل ذو في مكان الذي‏الذي.
حُبًّ المُدَامة ذو سمعتَ به لم يُبق فيّ لغيرها فَضلاَ وبعضُ العرب يقول‏يقول: لا أباك في مكان لا أبا لك " ولأن أبا لك " مضاف‏مضاف.
لذلك بقيت الألف ولو كانت غير مُعربة لقلت‏لقلت: لا أبَ لك بغير ألف‏ألف: وليس في الإضافة شيء يُشبه هذا لأنه حالَ بين المُضاف والمضاف إليه وقال الشاعر‏الشاعر: أبالموت الذي لا بدُ أني مًلاقٍ لا أباكِ تُخَوِّفينِي وقال آخر‏آخر: وقد مات شَمَّاح ومات مُزَرِّد وأَيّ كريم لا أباكِ يُخلَّدُ وأنشد الفرَّاء لابن مالك العُقيليّ‏العُقيليّ: إذا أنا لم أُومَن عليك ولم يَكُن لقاؤُك إلا من وراءُ وراءُ هذا مثل قولهم‏قولهم: بين بين‏بين.
وقال محمود الوراق‏الوراق: مزَج للصدودُ وصالهنّ فكان أمراً بَيْنَ بَيْنَ وقال الفرزدق‏الفرزدق: وإذا الرّجال رأوا يزيدَ رأيتهم خُضُعَ الرِّقاب نواكسَ الأبصارِ قال أبو العبّاس محمد بن يزيد النَّحويّ‏النَّحويّ: في هذا البيت شيء مُسْتطرف عند أهل النَّحو‏النَّحو.
وذلك أنه جمع فاعل على فواعل وإذا كان هكَذا لم يكن بين المُذكر والمُؤنث فَرْق لأنك تقول‏تقول: ضاربة وضوارب ولا يقال في المذكر فواعل إلا في موضعين وذلك قولهم‏قولهم: فوارس وهوالك ولكنّه اضطر في الشّعر فأخرجه عن الأصل ولولا الضرورة ما جاز له‏له.
وقال أبو غَسَّان " رَفيع بن سَلَمة " تلميِذ أبي عُبيدة " المعروف بدَمَاذ يخاطب أبا عثمان النحويَّ المازنيّ "‏‏: تَفكَّرْتُ في النَّحو حتى مَلِل تُ وأَتعبتُ نفسي له والبَدنْ وأتعبْت بَكْراً وأصحابَه بكلّ المَسائل في كلّ فَن سِوَى أنَّ باباً عليه العَفا ءُ لِلْفاء ياليتَهُ لم يَكُن فكنتُ بظاهره عالماً وكنتُ بباطِنه ذا فَطَن وللواو بابٌ إلى جَنْبه من المَقْت أحسبُهُ قد لُعن إذا قلتُ هاتُوا لما يُقا ل لستُ بآتيك أو تَأتين " أَجِيبُوا لما قِيلَ هذا كذا على النَّصب قالُوا لإضمارِ أن وما إنْ رأيتُ لها مَوْضعاً فأَعْرفَ ما قِيلَ إلاّ بفن
===باب في الغريب والتقعيب===
دخل أبو عَلْقمة على أَعْينَ الطبيب فقال‏فقال: أصلحك الله أَكلتُ من لحوم هذه الجَوازل وطَسِئْت طَسْأَة فأصابني وَجَعٌ بين الوابلة ودأية العُنق فلم يزل يَنْمو ويَرْبُو حتى خالَطَ الخِلْب والشَّراسيف فهل عندك دواء قال‏قال: نعم خذ خَرْبَقاً وسلفقاً وشِبْرقاً فزَهْزِقه " وزَقْزقه " و اغسله بماء ذَوْب واشربه فقال له أبو عَلقمة‏عَلقمة: لم أفهمكَ فقال‏فقال: ما أفهمتُك إلاَّ كما أَفهمتني‏أَفهمتني.
وقال له مرّة أُخرى‏أُخرى: إني أجد مَعْمعة وقَرْقرة فقال‏فقال: أمّا معمعة فلا أعرفها وأما القرقرة‏القرقرة: فضُراط لم يَنْضَج‏يَنْضَج.
وقال أبو الأسوَد الدّؤلي لأبي عَلْقمة‏عَلْقمة: ما حال ابنك قال‏قال: أخذته الحمَّى فطَبَختْه طبخاً ورَضَخته رَضْخاً " وفَتَخته فَتْخاً " فتركته فَرْخاً قال‏قال: فما فعلت زوجتُه التي كانت تُشارّه وتُهارّه وُتمارّه وتزارّه قال‏قال: طَلَّقها‏طَلَّقها.
فتزوَّجت بعده فَحَظِيت وبظَيت فقال له‏له: قد عَرفنا " حَظِيت " فما " بظَيت " قال‏قال: حرف من الغريب لم يَبْلغك فقال‏فقال: يابن أخي كل حَرْف لا يعرفه عمُّك فاستره كما تَستر السِّنور خُرْأها‏خُرْأها.
ودعا أبو عَلْقمة بحَجَّام يَحْجِمهُ فقال له‏له: أنْقِ غَسْلَ المحاجم واشدُد قصب المَلازم وأرْهف ظُبات المشَارِط وأسْرع الوضْع وَعجِّل النَّزع ولْيكُن شَرْطُكم وَخْزا ومَصَّك نَهْزا ولا تَرُدَّن آتياَ ولا تُكْرِهن آبياً‏آبياً.
فوضع الحجّام مَحاجمه في جُونته ومضى عنه‏عنه.
وسَمِع أعرابيّ أبا المَكْنون النَّحوي " في حَلْقته " وهو يقول في دعاء الاستسقاء‏الاستسقاء: اللهم ربنا وإلهنا ومولانا فصلِّ على محمد نبيّنا " اللهم " ومن أراد بنا سُوءا فأحِطْ ذلك السوء به كإِحاطة القلائد بأعناق الولائد ثم أَرْسخه على هامَتِه كرسُوخ السِّجِّيل على هام أصحاب الفيل اللهم اسقنا غَيْثاً مُغيثا " مَرِيئا " مَرِيعا مُجلْجلا مُسْحَنفرا " هَزِجا " سَحَّا سفُوحا طَبَقا غَدقا مُثْعَنْجرا ناقعا لعامَّتنا وغيرَ ضار لخاصَّتنا‏لخاصَّتنا.
فقال الأعرابيّ‏الأعرابيّ: يا خليفة نوح هذا الطًّوفان وربِّ الكعبة دعني حتى آوي إلى جَبَل يَعْصمني من الماء‏الماء.
وسَمعه مرة أخرى يقول في يوم برد‏برد: إن هذا يوم بلّة عَصبْصب بارد هِلَّوْف فارتعد الأعرابي وقال‏وقال: والله هذا مما يَزيدني بردا‏بردا.
وخطب أبو بكر المَنْكور فأغرب في خُطبته وتقَعَّر في كلامه وعند أصل المِنبر رجلٌ من أهل الكوفة يقال له حَنش فقال لرجل إلى جَنبه‏جَنبه: إني لأبغض الخطيب يكون فَصيحاً بليغاً مًتَقعِّراً‏مًتَقعِّراً.
وسمعه أبو بكر المنكور الخطيبُ‏الخطيبُ.
فقال له‏له: ما أحوجك يا حنش إلى مُدَحْرج مَفْتول لي الجلاز لَدْن المَهزّة عظيم الثّمرة تُؤخذ به من مَغْرِز العنق إلى عَجْب الذًنب " فتُعلَى به " فتَكْثُر له وقال حبيب الطائي‏الطائي: فما لك بالغريب يدٌ ولكن تَعاطيكَ الغَرِيبَ من الغَرِيبِ أمَا لو أن جهلك عاد عِلْما إذاً لرسختَ في عِلْم الغُيوب ومن قولنا نَمدح رجلا باستسهال اللفظ وحُسن الكلام‏الكلام: قَولٌ كأن فَرِيدَه لسِحْر على ذهن الَّلبيب لا يَشمئز على اللّسا نِ ولا يَشِذّ عن القُلوب لم يَغْلُ في شَنِع الًّلغا تِ ولا توَحّش بالغريب سَيف تَقَلّد مثْلَهُ عَطْفَ القَضيب على القَضيب هذا تُجَذّ بهِ الرِّقَا بُ وَذا تُجَذّ به الخُطُوب
===باب في تكليف الرجل ما ليس من طبعه===
قالوا‏قالوا: ليس الفِقْه بالتفقُه ولا الفَصاحة بالتفصُّح لأنه لا يَزيد مُتَزيّد في كلامه إلا لنَقْص يَجده في نَفْسه‏نَفْسه.
ومما اتفقت عليه العربُ والعجمُ قولهم‏قولهم: الطَّبع أمْلك‏أمْلك.
وقال حَفْص بنُ النُّعمان‏النُّعمان: المَرْء يَصْنع نَفْسه فمتى ما تَبْلًهُ يَنْزع إلى العِرْق‏العِرْق.
يأيها المُتحلَي غيرَ شيمته ومِن شَمَائله التَّبديلُ والمَلَقُ ارْجع إلى خِيمك المَعروف دَيْدَنُة إنَّ التخلّق يأتي دُونه الخُلُق وقال آخر‏آخر: وَمَن يَبتدع ما ليس مِن خِيم نَفْسه يَدَعْه ويَغْلِبه على النَّفس خِيمُها وقال آخر‏آخر: كلُّ امرىءٍ راجِعٌ يوماً لِشِيمَته وإنْ تَخَلًقَ أخلاقاً إلى حِين وقال الخرَيمي‏الخرَيمي: يُلاَم أبو الفَضل في جُوده وهَلْ يَمْلِك البَحرُ أَلاّ يَفِيضَا وقال أبو الأسود الدُّؤلي‏الدُّؤلي: ولائمةٍ لامَتكَ يا فَيْضُ في النَّدَى فقُلْتُ لها هل يَقْدَح اللَّوْمُ في البَحْرِ أَرَادَتْ لتَثْني الفَيْضَ عن عادة النَّدَى ومَن ذا الذي يَثْنى السحابَ عن القَطْرِ وقالَ حَبيب‏حَبيب: تَعَوَّد بَسْط الكفِّ حتى لَوَ انه ثَناها لِقَبْضٍ لم تُجبْه أَنامِلُه وقال آخر‏آخر: وقالوا‏وقالوا: إن مَلِكاً من ملوك فارس كان له وزير حازم مُجرِّب فكان يُصْدِر عن رأيه ويَتعرف اليُمْن في مَشُورته ثم إنّه هَلَكَ ذلك الملكُ وقام بعده ولدٌ له مُعجَب بنفسه مًستبدٌّ برأيه " فلم يُنزل ذلك الوزيرَ منزلته ولا آهْتَبل رأيَه " ومَشورته فَقيل له‏له: إن أباك كان لا يَقِطع أمراً دونه فقال‏فقال: كان يَغْلَط فيه وسأمتحنه بنَفْسي‏بنَفْسي.
فأرسل إليه فقال له‏له: أيّهما أغْلبُ على الرجل‏الرجل: الأدبُ أو الطبيعة فقال له الوزير‏الوزير: الطبيعةً أغلبُ لأنها أصلٌ والأدب فَرْعٌ وكلّ فَرْع يَرْجع إلى أصله‏أصله.
فدعا " الملكُ " بسُفرته فلما وُضعت أقبلت سَنانيرُ بأَيديها الشَّمعُ فوقفت حول السُّفرة فقال للوزير‏للوزير: اعتبر خَطَأَكَ وضَعْفَ مَذْهبك متى كان أبو هذه السنانير شَمَّاعاً‏شَمَّاعاً.
فسكت عنه الوزير وقال‏وقال: أَمْهلني في الجواب إلى الليلة المُقبلة فقال‏فقال: ذلك لك‏لك.
فخَرج الوزيرُ فدعا بغُلام له فقال‏فقال: التمسْ لي فأْراً واربطه في خَيط وجئْني به فأتاه به الغلامُ فعقده في سَبَنِيَّة وطرحه في كُمّه ثم راح من الغد إلى الملك فلما حضرت سُفرته أقبلت السنانير بالشَّمع حتى حَفّت بها فحلّ الوزيرُ الفأرَ من سَبنيَّته ثم ألقاه إليها فاستبقت السنانيرُ إليه ورَمت الشمعَ حتى كاد البيتُ يضطرم عليهم ناراً‏ناراً.
فقال الوزيرُ‏الوزيرُ: كيف رأيتَ غَلَبة الطَّبيعة على الأدب ورُجوعَ الفَرْع إلى أصله قال‏قال: صدقت ورجع إلى ما كان أبوه عليه معه فإنما مَدار كل شيء على طبعه والتكلُّف مَذْموم من كل وجه‏وجه.
قال الله " تبارك وتعالى " لنبيّه {{صل}}: قل يا محمد‏محمد: " ومَا أَنَا مِنَ المُتَكلِّفين "‏‏.
وقالوا‏وقالوا: من تَطبّعِ بغير طبعه نَزَعَتْه العادةُ حتى تردَّه إلى طَبْعه كما أنّ الماءَ إذا أَسْخَنته ثم تركته " ساعة " عاد إلى طَبعه من البرودة والشجرةَ المُرّة لو طليتها بالعسل لا تُثمر إلا مُرًّا‏مُرًّا.
===باب في ترك المشاراة والمماراة===
دخل السّائبِ بن صَيْفيّ على النبي {{صل}} فقال‏فقال: أَتعرفني يا رسول اللهّ قال‏قال: وكيف لا أعرف شريكي في الجاهليَّة الذي كان لا يُشارى ولا يُمارى‏يُمارى.
وقال ابن المُقفَّع‏المُقفَّع: المُشاراة والمُماراة يُفْسدان الصَّداقة القديمة ويَحُلان العقدة الوثيقة وأيسر ما فيها أنهما ذَرِيعة إلى المُنافسة والمُغالبة‏والمُغالبة.
وقال عبدُ الرحمن بنُ أبي ليْلى‏ليْلى: لا تُمارِ أخاك فإمّا أن تُغْضِبه وإما أن تَكْذِبه‏تَكْذِبه.
وقال الشاعر‏الشاعر: فإيَّاك إيَّاك المِرَاءَ فإنه إلى السَّبّ دَعّاءٌ وللصَّرْم جالبُ وقال عبد الله بن عَبّاس‏عَبّاس: لا تُمار فقيهاً ولا سَفيهاً فإنّ الفقيهَ يَغلبك والسفيه يُؤذيك‏يُؤذيك.
وقال {{صل}}: سِبَاب المُؤمن فُسوق وقِتاله كُفْر‏كُفْر.
===باب في سوء الأدب===
دخل عُرْوة بن مَسعود الثَقفيّ على النبي {{صل}} فجعل يُحدَثه ويُشير بيده إليه حتى تَمسّ لحيته والمُغيرة بن شُعبة واقفٌ على رأس رسول الله {{صل}} بيده السيفُ فقال له‏له: اقبض يدك عن لِحْيَة رسول الله {{صل}} قبل أن لا ترجع إليك‏إليك.
فَقبض عُروة يده‏يده.
وعُروة هذا " هو " عظيم القريتين الذي قالت " فيه " قريش‏قريش: لَولا نُزِّل هذا القرآنُ على رجُل من القَرْيتين عظيم‏عظيم.
ويقال إنه الوليد بن المغيرة المخزوميّ‏المخزوميّ.
ولما قَدِم وفدُ تميم على النبي {{صل}} ناداه رجل " منهم " من وراء الجدار‏الجدار: يا محمد اخرج إلينا‏إلينا.
فأنزل الله تعالى‏تعالى: " إنّ الذينَ يُنَادُونَكَ مِن ورَاء الحُجُراتِ أكثرُهم لا يَعْقِلُون "‏‏.
وفي قراءة ابن مسعود‏مسعود: " بنو تميمٍ أكثرُهم لا يَعْقلون "‏‏.
وأنزل الله في ذلك‏ذلك: " لا تَجْعَلوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَينَكم كدُعاء بَعْضكم بَعْضاً "‏‏.
ونظر أبو بكر " الصدِّيق رضي الله عنه إلى " رجل يَبيع ثَوْباً فقال له‏له: أتبيع الثوبَ قال‏قال: لا عافاك اللهّ قال‏قال: لقد علمتم لو تتعلّمون‏تتعلّمون! قل‏قل: لا وعافاك الله‏الله.
وخطب الحسن في دَم‏دَم.
فأجابه صاحب الدم فقال‏فقال: قد وضعتُ ذلك الدم لله ولوُجوهكم‏ولوُجوهكم.
قال له الحسن‏الحسن: ألا قلت‏قلت: قد وضعتُ ذلك لله خالصاً وذكر إعرابيّ رجلاً بسوء الأدب فقال‏فقال: إن حدّثتَه سابقَك إلى ذلك الحديث وإن تركتَه أخذ في لمن الدِّيار بقُنَة الحِجْرِ فأنشدها حتى أتى على آخرها‏آخرها.
فقال له المهديُّ‏المهديُّ: ذَهب والله مَن كان يقول هذا فقال له‏له: كما ذَهب والله من يُقال فيه‏فيه.
فاستجهله واستَحمقَه‏واستَحمقَه.
ولما رَفع قُطْرُبٌ النحوي كتابه في القران إلى المأمون أمرَ له بجائزة وأذن له‏له.
فلما دخل عليه قال‏قال: قد كانت عِدَةُ أمير المؤمنين أرفع من جائزته‏جائزته.
فغَضب المأمون وهَمَّ به‏به.
فقال له سهل بن هارون‏هارون: يا أمير المؤمنين‏المؤمنين: إنه لم يَقُل بذات نَفْسه وإنما غَلب عليه الحَصرَ‏الحَصرَ.
ألا تراه كيف يَرْشَح جبينُه ويكْسِر أصابعه فَسَكَن غضبُ المأمون واستجهله واستحمقه وكان الحسنُ اللؤلئيّ ليلةً عند المؤمون بالرقَّة وهو يُسامره إذ نَعَس المأمونً والحسن يُحَدِّثه فقال له‏له: نَعَست يا أمير المؤمنين‏المؤمنين.
فانتبه فقال‏فقال: سُوقيٌ وربِّ الكعبة يا غلام خُذ بيده‏بيده.
ودخل أبو النًجْم على هشام بن عبد الملك بأرْجوزته التي أوّلها‏أوّلها: الحمد لله الوَهُوب المُجْزِل وهي من أجود شِعْره‏شِعْره.
" فاستحسنها هشام وأصغى إليها " فلما أتى على قوله‏قوله: والشمسُ في الجوِّ كعَيْن الأحْول غَضب هشام وكان أحولَ فأَمر بصفْع قَفاه وإخراجه‏وإخراجه.
ودخل كُثَيِّر عَزّة على يَزيد بن عبد الملك فبينا هو يُحدِّثه إذ قال‏قال: يا أمير المؤمنين ما معنى قول إذا الأرْطَى تَوَسَّد أبرديْه خُدُودُ جوازيء بالرمْل عِينِ فقال له يزيد‏يزيد: وماذا على أمير المؤمنين ألا يعرفَ ما قال هذا الإعرابيّ الجِلْف مثلُك واستحمقه وأمر بإخْراجه‏بإخْراجه.
ودخل كُثَيِّر عَزّة على عبد العزيز بن مَرْوَان فأنشده مِدحَته التي يقول فيها‏فيها: وأنتَ فلا تُفْقَدْ ولا زال مِنْكًم إمامٌ يُحيَّا في حِجَاب مُسَدَّنِ أشَمُّ منَ الغادين في كُلِّ حُلَّة يَميسون في صَبْغ من العَصب مُتْقن لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحَواشي يَطَوْنَها بأقدامِهم في الحَضرميّ المُلَسَّن فاستَحْسنَها وقال له‏له: سَلْ حاجَتك فقال‏فقال: تُولَيني مكانَ ابن رُمَّانة كاتبك فقال له‏له: ويلك‏ويلك! ذا كاتبٌ وأنت شاعر فكيف تَقوم مَقامه وتَسُد مَسدَّه فلما خرج من عنده ندم وقال‏وقال: عَجِبتُ لأخذِي خَطَة العَجْز بعدما تَبَينَّ من عبد العزيز قَبُولُها لئن عاد عبدُ العزيز بمثْلها وأَمْكنني منها إذاً لا أقولها ووقف الأحنف بنُ قيس ومحمدٌ بن الأشعث بباب معاوية فأذِن للأحنف ثم لمحمد بن الأشعث فأسرع محمدٌ في مشْيته حتى دَخل قبل الأحنف‏الأحنف.
فلما رآه مُعاوية قال له‏له: والله إنِّي ما أذنتُ له قبلَك وأنا أريد أن تَدْخل قبلَه وإنّا كما نَلى أمورَكم كذلك نلى أدبكم ولا يزيد مُتَزَيِّد في أمره إلا لنقْص يجده في نَفْسِه‏نَفْسِه.
وقال عبدُ الملك بن مروان‏مروان: ثلاثة لا يَنبغي للعاقل أن يَستخِفَّ بهم‏بهم: العُلماء والسُّلطان والإخْوان‏والإخْوان.
فمن اْستخفَّ بالعُلماء أفْسد دينَه ومَن استخفَّ بالسُّلطان أفسد دُنياه ومن استخفَّ بالإخوان أفسد مرُوءته‏مرُوءته.
وقال أبو الزِّناد‏الزِّناد: كنتُ كاتباً لعُمر بن عبد العزيز فكان يكتب إلى عبد الحميد عامله على المدينة في المَظالم فيُراجعه فيها فكتَب " إليه "‏‏: إنه يُخيَّل إلي أَنِّي لو كتبتُ إليك أن تُعطِي رجلاً شاةٍ لكتبتَ إليّ‏إليّ: أضأنا أم مَعزاً ولو كتبتُ إليك بأحدهما لكتبتَ إليَّ‏إليَّ: أذكراً أم أنثى ولو كتبتُ إليك بأحدهما لكتبت‏لكتبت: أصغيراً أم كبيراً فإذا كتبتُ إليك في مَظْلمة " فنَفِّذ أمري " ولا تراجعني فيها‏فيها.
وكتب أبو جعفر إلى سَلْم بن قُتيبة يأمره بهَدْم دور مَن خَرج مع إبراهيم " بن عبد الله " وعَقْر نخلهم فكتب إليه‏إليه: بأيّ ذلك تَبدأ بالدُّور أو بالنّخل فكتب إليه أبو جعفر‏جعفر: إنِّي لو أمرتك بإفساد تَمرهم لكتبتَ‏لكتبتَ: بأيّ ذلك نبدأ بالصَّيْحاني أم بالبَرْنِيّ وعَزله وولّى محمد بن سليمان‏سليمان.
" ولمحمود الورّاق‏الورّاق: كم قد رأيتَ مَساءةً من حيثُ تَطْمع أن تُسَرّا ولربما طَلب الفَتى لأخيه مَنْفعة فَضَرا " ودخل عَدِيّ بن أرْطأة على شرَيح القاضي فقال له‏له: أين أنت أصلحك الله قال‏قال: بينك وبين الحائط قال‏قال: اسمع منِّي قال‏قال: قُلْ نَسمع قال‏قال: إني رَجل من أهل الشام قال‏قال: مكان سَحيق قال‏قال: وتزوّجتُ عندكم قال‏قال: بالرِّفاء والبَنين قال‏قال: وأردتُ أن أرحِّلها قال‏قال: الرَّجلُ أحقُّ بأهله قال‏قال: وشرَطتُ لها دارها قال‏قال: الشَرْط أَمْلك قال‏قال: فاحكم الآن بيننا قال‏قال: قد فعلتُ قال‏قال: فعلى مَن حكمتَ قال‏قال: على ابن أمّك قال‏قال: بشهادة من قال بشهادة ابن أخت خالتك - أراد شُريح إقرارَه على نفسه بالشَّرْطِ - وكان شِريح صاحب تعريض عويص‏عويص.
ودخل شريك بنُ عبد الله على إسماعيل وهو يتَبخَر بعود فقال للخادم‏للخادم: جئنا بعود لأبي عبد الله‏الله.
فجاء بِبَربط فقال له إسماعيل‏إسماعيل: اكْسِرْه " ويلك "‏‏! وقال لشَريك‏لشَريك: أخَذُوا البارحةَ في الحرس رجلاً ومعه هذا البَرْبط‏البَرْبط.
وقال بعض الشعراء في عيّ الخادم‏الخادم: وَمَتَى أدْعها بكأْسٍ من الما ء أتَتْني بصَحْفَة وزبِيبِ وقال حَبيبٌ في بني تَغْلِب من أهل الجَزِيرة يَصفُهم بالجفاء وقِلَةِ الأدب مع كرم النُّفوس‏النُّفوس: لا رِقَّةُ الحَضَرِ اللَّطيف غَذَتْهمُ وتَباعدُوا عن فِطْنة الأعْراب فإذا كشفتَهمُ وجدتَ لديهمُ كَرَم النُّفوس وقِلَّة الآدابَ وكان فَتًى يُجالسُ الشَّعْبيّ وكان كثيرَ الصَّمت فالتفت إلى الشَّعبيّ فقال له‏له: إني لأجد في قَفاي حِكِّة أفتأمُرني بالحِجامة فقال الشَعبِيُّ‏الشَعبِيُّ: الحمدُ لله الذي حوَلنا من الفِقْه إلى الحِجامة‏الحِجامة.
" قال‏قال: وأتى أحمدَ بن الخَصيب بعضُ المتظلّمين يوماً فأخرج رِجْلَه من الرِّكاب فَركله بها‏بها.
فقال فيه قلْ للخليفَةِ يابن عَمِّ محمدٍ اشْكُل وزيرَك إنَّه رَكَّالُ " وبعثَ رجلٌ من التّجار وكيلاً له إلى رَجل من الأشراف يَقْتضيه مالاً عليه فَرَجَع إليه مَضروباَ فقال له‏له: ويلك‏ويلك! مالك قال‏قال: سَبك فسببته فضَرَبَني‏فضَرَبَني.
قال‏قال: وما قال لك قال قال‏قال: أدخَل الله هَنَ الحِمار في حِرِ أمَ مَن أرسلك قال‏قال: دَعْني مِن افترائه عليّ وسَبّه لي وأخبرني كيف جعلتَ أنتَ لأيْرِ الحِمار من الحُرْمة ما لمِ تجعله لِحِر أمّ مَن أرسلك هلا قلتَ‏قلتَ: أيْر الحِمار في هَنِ أم مَن أرْسلك
 
{{العقد الفريد/الجزء الثاني}}