الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البداية والنهاية/الجزء السادس/باب ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الكائنات المستقبلة في حياته وبعده»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 2:
|عنوان=[[البداية والنهاية]] – [[البداية والنهاية/الجزء السادس|الجزء السادس]]
|مؤلف=ابن كثير
|باب= باب ما أخبر به
|سابق= → [[../جوابه
|لاحق= [[../أما القرآن|أما القرآن]] ←
|ملاحظات=
}}
{{نثر}}
{{عنوان|باب ما أخبر به
وهذا باب عظيم لا يمكن استقصاء جميع ما فيه لكثرتها، ولكن نحن نشير إلى طرف منها، وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، وذلك منتزع من القرآن ومن الأحاديث.
سطر 16:
أما القرآن فقال تعالى في سورة " المزمل " وهي من أوائل ما نزل بمكة : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله [ المزمل : 20 ] . ومعلوم أن الجهاد لم يشرع إلا بالمدينة بعد الهجرة .
وقال تعالى في سورة " اقتربت " ، وهي مكية أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر [ القمر : 45 ، 44 ] . ووقع هذا يوم بدر ، وقد تلاها رسول الله
وقال تعالى : تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد قل هو [ سورة المسد ] . فأخبر أن عمه عبد العزى بن عبد المطلب الملقب بأبي لهب سيدخل النار هو وامرأته ، فقدر الله عز وجل ، أنهما ماتا على شركهما لم يسلما ، حتى ولا ظاهرا ، وهذا من دلائل النبوة الباهرة .
سطر 32:
وقال تعالى : لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا [ الفتح : 27 ] . فكان هذا الوعد في سنة الحديبية عام ست ، ووقع إنجازه في سنة سبع ، عام عمرة القضاء كما تقدم . وذكرنا هناك الحديث بطوله ، وفيه أن عمر قال : يا رسول الله ، ألم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال : " بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ " قال : لا . قال : " فإنك آتيه ومطوف به
وقال تعالى : وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم [ الأنفال : 7 ] . وهذا الوعد كان في وقعة بدر لما خرج رسول الله
وقال تعالى : يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم [ الأنفال : 70 ] . وهكذا وقع; فإن الله عوض من أسلم منهم بخير الدنيا والآخرة .
ومن ذلك ما ذكره البخاري ، أن العباس جاء إلى رسول الله
وقال تعالى : وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء الآية [ التوبة : 28 ] . وهكذا وقع; عوضهم الله عما كان يفد إليهم مع حجاج المشركين ، بما شرعه لهم; من قتال أهل الكتاب ، وضرب الجزية [ ص: 119 ] عليهم ، وسلب أموال من قتل منهم على كفره ، كما وقع بكفار أهل الشام من الروم ومجوس الفرس بالعراق وغيرها من البلدان التي انتشر الإسلام على أرجائها ، وحكم على مدائنها وفيفائها . قال تعالى : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
وقال تعالى : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس الآية [ التوبة : 95 ] . وهكذا وقع; لما رجع
وقال تعالى : وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ] الإسراء : 76 ] . وهكذا وقع; لما اشتوروا عليه ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه من بين أظهرهم ، ثم وقع الرأي على القتل ، فعند ذلك أمر الله رسوله
وقد قدمنا أنه عليه الصلاة والسلام جعل يشير لأصحابه قبل الوقعة إلى مصارع القتلى ، فما تعدى أحد منهم موضعه الذي أشار إليه صلوات الله وسلامه عليه .
وقال تعالى : الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ ص: 121 ] [ الروم : 1 - 6 ] . وهذا الوعد وقع كما أخبر به; وذلك أنه لما غلبت فارس الروم فرح المشركون ، واغتم بذلك المؤمنون; لأن النصارى أقرب إلى الإسلام من المجوس ، فأخبر الله رسوله
وقال تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد [ فصلت : 53 ] . وكذلك وقع; أظهر الله من آياته ودلائله في أنفس البشر وفي الآفاق; بما أوقعه من الناس بأعداء النبوة ومخالفي الشرع; ممن كذب به من أهل الكتابين والمجوس والمشركين ما دل ذوي البصائر والنهى على أن محمدا رسول الله حقا ، وأن ما جاء به من الوحي عن الله صدق ، وقد أوقع الله له في صدور أعدائه وقلوبهم رعبا ومهابة وخوفا ، كما ثبت عنه في " الصحيحين " أنه قال : [ ص: 122 ] " نصرت بالرعب مسيرة شهر وهذا من التأييد والنصر الذي آتاه الله ، عز وجل; وكان عدوه يخافه وبينه وبينه مسيرة شهر وقيل : كان إذا عزم على غزو قوم أرعبوا قبل مجيئه إليهم ووروده عليهم بشهر ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين
|