الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:صفحة مختارة/الحالية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تحديث
تحديث
سطر 1:
<center><big>'''من [[بديع الزمان الهمذاني - المقامة الناجمية|المقامة الناجمية]]، ل[[مؤلف:بديع الزمان الهمذاني|بديع الزمان الهمذاني]].'''</big></center>
<center><big>فقرة من سيرة الرسول محمد {{صل}}: اليتيم.</big></center>
 
<center><big>'''من [[تاريخ الإسلام/الجزء الأول]]، [[مؤلف:الذهبي|للذهبي]].'''</big></center>
 
<big>
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: بِتُّ ذَاتَ لَيْلةٍ في كَتِيبَةِ فَضْلٍ مِنْ رُفَقَائِي، فَتَذَاكَرْنَا الفَصَاحَةَ، وَمَا وَدَّعْنَا الحَدِيثَ حَتَّى قُرِعَ عَلَيْنَا البَابُ، فَقُلْتُ: مَنِ المُنْتَابُ؟ فَقَالَ: وَفْدُ الَّليْلِ وَبَرِيدُهُ، وَفَلُّ الجُوعِ وَطَرِيدُهُ، وَغَرِيبٌ نِضْوُهُ طَلِيحُ وَعَيْشُهُ تَبْرِيحٌ، وَمِنْ دُونِ فَرْخَيْهِ مَهَامِهُ فِيحٌ، وَضَيْفٌ ظِلُّهُ خَفِيفٌ، وَضَالَّتُهُ رَغِيفُ، فَهَلْ مِنْكُمْ مُضِيفٌ؟ فَتَبَادَرْنَا إِلى فَتْحِ البَابِ وَأَنَخْنَا رَاحِلَتَهُ، وَجَمَعْنَا رُحْلَتَهُ، وَقُلْنَا: دَارَكَ أَتَيْتَ، وَأَهْلَكَ وَافَيْتَ، وَهَلُّمَّ البَيْتَ، وَضَحِكْنَا إِلَيْهِ، وَرَحَّبْنَا بِهِ، وَأَرَيْنَاهُ ضَالَّتَهُ، وَسَاعَدْنَاهُ حَتَّى شَبِعَ، وَحَادَثْنَاهُ حَتَّى أَنِسَ، وَقُلْنَا: مَنِ الطَّالِعُ بِمَشْرِقِهِ، الفَاتِنُ بِمَنْطِقِهِ؟؟ فَقَالَ:لاَ يَعْرِفُ العُودَ كَالعَاجِمِ، وَأَنَا المَعْرُوفُ بِالنَّاجِمِ، عَاَشْرتُ الدَّهْرَ لأَخْبُرَهُ، فَعَصَرْتُ أَعْصُرَهُ، وَحَلَبْتُ أَشْطُرَهُ، وَجَرَّبْتُ النَّاسَ لأَعْرِفَهُمْ، فَعَرَفْتُ مِنْهُمْ غَثَّهُمْ وَسَمينَهُمْ، وَالغُرْبَةَ لأَذُوقَهَا، فَما لَمَحَتْني أَرْضٌ إِلاَّ فَقَأْتُ عَيْنَهَا، وَلا انْتَظَمَتْ رُفْقَةٌ إِلاَّ وَلَجْتُ بَيْنَها، فَأَنَا في الشَّرْقِ أُذْكَرُ، وفي الغَرْبِ لا أُنْكَرُ، فَما مَلِكٌ إِلاَّ وَطِئْتُ بِساطَهُ، وَلا خَطْبٌ إِلاَّ خَرَقْتُ سِمَاطِهُ، وَمَا سَكَنَتْ حَرْبٌ إِلاَّ وَكُنْتُ فِيها سَفِيراً، َقْد جَرَّبَنِي الدَّهْرُ فِي زَمَنَي رَخَائِهِ وَبُوسِهِ، وَلَقِيَنِي بِوَجْهِي بِشْرِهِ وَعُبُوسِهِ. فَمَا بُحْتُ لِبُوسِهِ إِلاَّ بِلَبُوسِهِ:
وتوفي عبد الله ابوه وللنبي {{صل}} ثمانية وعشرون شهرا. وقيل: أقل من ذلك. وقيل: وهو حمل.
{{قصيدة|وَإِنْ كَاَنَ صَرْفُ الدَّهْرِ قِدْماً أَضَرَّ|بِي وَحَمَّلَنِي مِنْ رَيْبِهِ مَا يُحَمِّلُ}}
توفي بالمدينة غريبا وكان قدمها ليمتار تمرا وقيل: بل مر بها مريضا راجعا من الشام فروى محمد بن كعب القرظي وغيره: أن عبد الله ابن عبد المطلب خرج إلى الشام إلى غزة في عير تحمل تجارات فلما قفلوا مروا بالمدينة وعبد الله مريض فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار فأقام عندهم مريضا مدة شهر فبلغ ذلك عبد المطلب فبعث إليه الحارث وهو أكبر ولده ؛ فوجده قد مات ؛ ودفن في دار النابغة أحد بني النجار ؛ والنبي {{صل}} يومئذ حمل على الصحيح. وعاش عبد الله خمسا وعشرين سنة. قال الواقدي: وذلك أثبت الأقاويل في سنه ووفاته. وترك عبد الله من الميراث أم أيمن وخمسة أجمال وغنما فورث ذلك النبي {{صل}}. وتوفيت أمه آمنة بالأبواء وهي راجعة به - {{صل}} - إلى مكة من زيارة أخوال أبيه بن عدي بن النجار وهو يومئذ ابن ست سنين ومائة يوم. وقيل: ابن أربع سنين. فلما ماتت ودفنت حملته أم أيمن مولاته إلى مكة إلى جده فكان في كفالته إلى أن توفي جده وللنبي {{صل}} - ثمان سنين فأوصى به إلى عمه أبي طالب. قال عمرو بن عون: أنبا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية فإذا رجل يطوف بالبيت ويرتجز يقول
{{قصيدة|فَقَدْ جَاءَ بِالإِحْسَانِ حَيْثُ أَحَلَّنِي|مَحَلَّةَ صِدْقٍ لَيْسَ عَنْهَا مُـحَـوَّلُ}}
(رب رد إلي راكبي محمدا..... يا رب ردة واصطنع عندي يدا). قلت: من هذا؟ قال عبد المطلب ذهب إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها وقد احتبس عليه فما برحت حتى جاء محمد - {{صل}} - وجاء الإبل فقال: يا بني لقد حزنت عليك حزنا ؛ لا تفارقني أبدا. وقال خارجة بن مصعب عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده أن حيدة بن معاوية اعتمر في الجاهلية فذكر نحوا من حديث كندير عن أبيه.
قُلْنَا: لا فُضَّ فُوكَ، واللهِ أَنْتَ وَأَبْوكَ، مَا يَحْرُمُ السُّكُوتُ إِلاَّ عَلَيْكَ، وَلا يَحِلُّ النُّطْقُ إِلاَّ لَكَ، فَمِنْ أَيْنَ طَلَعْتَ؟ وَأَيَْ تَغْرُبُ؟ وَمَا الَّذِي يَحْدُو أَمَلَكَ أَمَامَكَ، وَيَسُوقُ غَرَضَكَ قُدَّامَكَ؟؟ قَالَ: أَمَّا الوَطَنُ فَاليَمَنُ، وَأَمَّا الوَطَرُ فَالمَطَرُ، وَأَمَّا السَّائِقُ فَالضُّرُّ، وَالْعَيْشُ المُرُّ، قُلْنَا: فَلَوْ أَقَمْتَ بِهَذَا المَكَانِ لَقَاسَمْنَاكَ العُمْرَ فَمَا دُونَهُ، وَلَصَادَفْتَ مِنَ الأَمْطَارِ ما يُزْرَعُ، وَمِنَ الأَنْوَاءِ ما يُكْرَع، قَالَ: مَا أَخْتَارُ عَلَيْكُمْ صَحْباً، وَلَقَدْ وَجَدْتُ فِنَاءَكُمْ رَحْباً، وَلَكِنَّ أَمْطَارَكُمْ مَاءٌ وَالمَاءُ لا يُرْوِي العِطَاشَ، قُلْنَا فَأَيُّ الأَمْطَارِ يُرْوِيكَ? قَالَ: مَطَرٌ خَلفيٌّ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
{{قصيدة|سِجِسْتَانَ أَيَّتُـهَـا الـرَّاحِـلَةْ|وَبَحْراً يَؤُّمُّ المُنَى سَاحِـلَـهْ}}
{{قصيدة|سَتَقْصِدُ أَرْجان إِنْ زُرْتَـهـا|بِوَاحِـدَةٍ مَـائَةٍ كَـامِــلَةْ}}
{{قصيدة|وَفَضْلُ الأَمِيرِ عَلَى ابْنِ العَمِيدِ|كَفَضْلِ قُرَيْشٌ عَلَى بَاهِـلَةْ}}
</big>