الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نونية القحطاني»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط استرجاع إلى آخر تعديل من قبل محمد عصام
وسم: استرجاع
سطر 5:
 
<center>
يا منزل الآيات والفرقان ... بيني وبينك حرمة القرآن
<big>
 
'''
اشرح به صدري لمعرفة الهدى ... واعصم به قلبي من الشيطان
# يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ * بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ
 
# اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى * وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ
يسر به أمري وأقض مآربي ... وأجر به جسدي من النيران
# يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي * وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ
 
# وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي * وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَصْلِحْ شَانِي
واحطط به وزري وأخلص نيتي ... واشدد به أزري وأصلح شاني
# وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي * وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ
 
# طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَصَفِّ سَرِيرَتِي * أَجْمِلْ بِهِ ذِكْرِي وَأَعْلِ مَكَانِي
واكشف به ضري وحقق توبتي ... واربح به بيعي بلا خسراني
# وَاقْطَعْ بِهِ طَمَعِي وَشَرِّفْ هِمَّتِي * كَثِّرْ بِهِ وَرَعِي وَأَحْيِ جَنَانِي
 
# أَسْهِرْ بِهِ لَيْلِي وَأَظْمِ جَوَارِحِي * أَسْبِلْ بِفَيْضِ دُمُوعِهَا أَجْفَانِي
طهر به قلبي وصف سريرتي ... أجمل به ذكري واعل مكاني
# اِمْزِجْهُ يَا رَبِّي بِلَحْمِي مَعْ دَمِي * وَاغْسِلْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الأَضْغَانِ
 
# أَنْتَ الَّذِي صَوَّرْتَنِي وَخَلَقْتَنِي * وَهَدَيْتَنِي لِشَرَائِعِ الإِيمَانِ
واقطع به طمعي وشرف همتي ... كثر به ورعي واحي جناني
# أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي وَرَحِمْتَنِي * وَجَعَلْتَ صَدْرِي وَاعِيَ الْقُرْآنِ
 
# أَنْتَ الَّذِي أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي * مِنْ غَيْرِ كَسْبِ يَدٍ وَلاَ دُكَّانِ
أسهر به ليلي وأظم جوارحي ... أسبل بفيض دموعها أجفاني
# وَجَبَرْتَنِي وَسَتَرْتَنِي وَنَصَرْتَنِي * وَغَمَرْتَنِي بِالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ
 
# أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَنِي وَحَبَوْتَنِي * وَهَدَيْتَنِي مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي ... واغسل به قلبي من الأضغاني
# وَزَرَعْتَ لِي بَيْنَ الْقُلُوبِ مَوَدَّةً * وَعَطَفْتَ مِنْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ
 
# وَنَشَرْتَ لِي في الْعَالَمِينَ مَحَاسِنًا * وَسَتَرْتَ عَنْ أَبْصَارِهِمْ عِصْيَانِي
أنت الذي صورتني وخلقتني ... وهديتني لشرائع الإيمان
# وَجَعَلْتَ ذِكْرِي في الْبَرِيَّةِ شَائِعًا * حَتَّى جَعَلْتَ جَمِيعَهُمْ إِخْوَانِي
 
# وَاللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي * لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
أنت الذي علمتني ورحمتني ... وجعلت صدري واعي القرآن
# وَلأَعْرَضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي * وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
 
# لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي * وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَانِي
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ... من غير كسب يد ولا دكان
# فَلَكَ الْمَحَامِدُ وَالْمَدَائِحُ كُلُّهَا * بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
 
# وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ * مَا لِي بَشُكْرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ
وجبرتني وسترتني ونصرتني ... وغمرتني بالفضل والإحسان
# فَوَحَقِّ حِكْمَتِكَ الَّتِي آتَيْتَنِي * حَتَّى شَدَدتَّ بِنُورِهَا بُرْهَانِي
 
# لَئِنِ اجْتَبَتْنِي مِنْ رِضَاكَ مَعُونَةٌ * حَتَّى تُقَوِّيَ أَيْدُهَا إِيمَانِي
أنت الذي آويتني وحبوتني ... وهديتني من حيرة الخذلان
# لأُسَبِّحَنَّكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً * وَلَتَخْدُمَنَّكَ في الدُّجَى أَرْكَانِي
 
# وَلأَذْكُرَنَّكَ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا * وَلأَشْكُرَنَّكَ سَائِرَ الأَحْيَانِ
وزرعت لي بين القلوب مودة ... والعطف منك برحمة وحنان
# وَلأَكْتُمَنَّ عَنِ الْبَرِيَّةِ خَلَّتِي * وَلأَشْكُوَنَّ إِلَيْكَ جَهْدَ زَمَانِي
 
# وَلأَقْصِدَنَّكَ في جَمِيعِ حَوَائِجِي * مِنْ دُونِ قَصْدِ فُلاَنَةٍ وَفُلاَنِ
ونشرت لي في العالمين محاسنا ... وسترت عن أبصارهم عصياني
# وَلأَحْسُمَنَّ عَنِ الأَنَامِ مَطَامِعِي * بِحُسَامِ يَأْسٍ لَمْ تَشُبْهُ بَنَانِي
 
# وَلأَجْعَلَنَّ رِضَاكَ أَكْبَرَ هِمَّتِي * وَلأَضْرِبَنَّ مِنَ الْهَوَى شَيْطَانِي
وجعلت ذكري في البرية شائعا ... حتى جعلت جميعهم إخواني
# وَلأَكْسُوَنَّ عُيُوبَ نَفْسِي بِالتُّقَى * وَلأَقْبِضَنَّ عَنِ الْفُجُورِ عِنَانِي
 
# وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا * وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِي
والله لو علموا قبيح سريرتي ... لأبى السلام علي من يلقاني
# وَلأَتْلُوَنَّ حُرُوفَ وَحْيِكَ في الدُّجَى * وَلأُحْرِقَنَّ بِنُورِهِ شَيْطَانِي
 
# أَنْتَ الَّذِي يَا رَبِّ قُلْتَ حُرُوفَهُ * وَوَصَفْتَهُ بِالْوَعْظِ وَالتِّبْيَانِ
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ... ولبؤت بعد كرامة بهوان
# وَنَظَمْتَهُ بِبَلاَغَةٍ أَزَلِيَّةٍ * تَكْيِيفُهَا يَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ
 
# وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ * مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ في أَزْمَانِ
لكن سترت معايبي ومثالبي ... وحلمت عن سقطي وعن طغياني
# فَاللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا * حَقًّا إِذَا مَا شَاءَ ذُو إِحْسَانِ
 
# نَادَى بِصَوْتٍ حِينَ كَلَّمَ عَبْدَهُ * مُوسَى فَأَسْمَعَهُ بِلاَ كِتْمَانِ
فلك المحامد والمدائح كلها ... بخواطري وجوارحي ولساني
# وَكَذَا يُنَادِي في الْقِيَامَةِ رَبُّنَا * جَهْرًا فَيَسْمَعُ صَوْتَهُ الثَّقَلاَنِ
 
# أَنْ يَا عِبَادِي أَنْصِتُوا لِي وَاسْمَعُوا * قَوْلَ الإِلَهِ الْمَالِكِ الدَّيَّانِ
ولقد مننت علي رب بأنعم ... مالي بشكر أقلهن يدان
# هَذَا حَدِيثُ نَبِيِّنَا عَنْ رَبِّهِ * صِدْقًا بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ بُهْتَانِ
 
# لَسْنَا نُشَبِّهُ صَوْتَهُ بِكَلاَمِنَا * إِذْ لَيْسَ يُدْرَكُ وَصْفُهُ بِعِيَانِ
فوحق حكمتك التي آتيتني ... حتى شددت بنورها برهاني
# لاَ تَحْصُرُ الأَوْهَامُ مَبْلَغَ ذَاتِهِ * أَبَدًا وَلاَ يَحْوِيهِ قُطْرُ مَكَانِ
 
# وَهُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ * مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نِسْيَانِ
لئن اجتبتني من رضاك معونة ... حتى تقوي أيدها إيماني
# مَنْ ذَا يُكَيِّفُ ذَاتَهُ وَصَفَاتِهِ * وَهُوَ الْقَدِيمُ مُكَوِّنُ الأَكْوَانِ
 
# سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * وَحَوَى جَمِيعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ
لأسبحنك بكرة وعشية ... ولتخدمنك في الدجى أركاني
# وَكَلاَمُهُ الْقُرْآنُ أَنْزَلَ آيَهُ * وَحْيًا عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ
 
# صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ خَيْرَ صَلاَتِهِ * مَا لاَحَ في فَلَكَيْهِمَا الْقَمَرَانِ
ولأذكرنك قائما أو قاعدا ... ولأشكرنك سائر الأحيان
# هُوَ جَاءَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ الَّذِي * لاَ تَعْتَرِيهِ نَوَائِبُ الْحَدَثَانِ
 
# تَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَحْيُهُ * بِشَهَادَةِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
ولأكتمن عن البرية خلتي ... ولاشكون إليك جهد زماني
# وَكَلاَمُ رَبِّي لاَ يَجِيءُ بِمِثْلِهِ * أَحَدٌ وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلاَنِ
 
# وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا * وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ
ولأقصدنك في جميع حوائجي ... من دون قصد فلانة وفلان
# مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ يُبَارِيَ نَظْمَهُ * وَيَرَاهُ مِثْلَ الشِّعْرِ وَالْهَذَيَانِ
 
# فَلْيَأْتِ مِنْهُ بِسُورَةٍ أَوْ آيَةٍ * فَإِذَا رَأَى النَّظْمَيْنِ يَشْتَبِهَانِ
ولأحسمن عن الأنام مطامعي ... بحسام يأس لم تشبه بناني
# فَلْيَنْفَرِدْ بِاسْمِ الأُلُوهَةِ وَلْيَكُنْ * رَبَّ الْبَرِيَّةِ وَلْيَقُلْ سُبْحَانِي
 
# فَإِذَا تَنَاقَضَ نَظْمُهُ فَلْيَلْبَسَنْ * ثَوْبَ النَّقِيصَةِ صَاغِرًا بِهَوَانِ
ولأجعلن رضاك أكبر همتي ... ولاضربن من الهوى شيطاني
# أَوْ فَلْيُقِرَّ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُ مَنْ * سَمَّاهُ في نَصِّ الْكِتَابِ مَثَانِي
 
# لاَ رَيْبَ فِيهِ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُهُ * وَبِدَايَةُ التَّنْزِيلِ في رَمَضَانِ
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى ... ولأقبضن عن الفجور عناني
# اللهُ فَصَّلَهُ وَأَحْكَمَ آيَهُ * وَتَلاَهُ تَنْزِيلاً بِلاَ أَلْحَانِ
 
# هُوَ قَوْلُهُ وَكَلاَمُهُ وَخِطَابُهُ * بِفَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ وَبَيَانِ
ولأمنعن النفس عن شهواتها ... ولأجعلن الزهد من أعواني
# هُوَ حُكْمُهُ هُوَ عِلْمُهُ هُوَ نُورُهُ * وَصِرَاطُهُ الْهَادِي إِلَى الرِّضْوَانِ
 
# جَمَعَ الْعُلُومَ دَقِيقَهَا وَجَلِيلَهَا * فَبِهِ يَصُولُ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي
ولأتلون حروف وحيك في الدجى ... ولأحرقن بنوره شيطاني
# كَلِمَاتُهُ مَنْظُومَةٌ وَحُرُوفُهُ * بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ وَحُسْنِ مَعَانِي
 
# قَصَصٌ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَصَّهُ * رَبِّي فَأَحْسَنَ أَيَّمَا إِحْسَانِ
أنت الذي يا رب قلت حروفه ... ووصفته بالوعظ والتبيان
# وَأَبَانَ فِيهِ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ * وَنَهَى عَنِ الآثَامِ وَالْعِصْيَانِ
 
# مَنْ قَالَ إِنَّ اللهَ خَالِقُ قَوْلِهِ * فَقَدِ اسْتَحَلَّ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ
ونظمته ببلاغة أزلية ... تكييفها يخفى على الأذهان
# مَنْ قَالَ فِيهِ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ * فَغَدًا يُجَرَّعُ مِنْ حَمِيمٍ آنِ
 
# مَنْ قَالَ إِنَّ حُرُوفَهُ مَخْلُوقَةٌ * فَالْعَنْهُ ثُمَّ اهْجُرْهُ كُلَّ أَوَانِ
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه ... من قبل خلق الخلق في أزمان
# لاَ تَلْقَ مُبْتَدِعًا وَلاَ مُتَزَنْدِقًا * إِلاَّ بِعَبْسَةِ مَالِكِ الْغَضْبَانِ
 
# وَالْوَقْفُ في الْقُرْآنِ خُبْثٌ بَاطِلٌ * وَخِدَاعُ كُلِّ مُذَبْذَبٍ حَيْرَانِ
فالله ربي لم يزل متكلما ... حقا إذا ما شاء ذو إحسان
# قُلْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلاَمُ إِلَهِنَا * وَاعْجَلْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي
 
# أَهْلُ الشَّرِيعَةِ أَيْقَنُوا بِنُزُولِهِ * وَالْقَائِلُونَ بِخَلْقِهِ شَكْلاَنِ
نادى بصوت حين كلم عبده ... موسى فأسمعه بلا كتمان
# وَتَجَنَّبِ اللَّفْظَيْنِ إِنَّ كِلَيْهِمَا * وَمَقَالَ جَهْمٍ عِنْدَنَا سِيَّانِ
 
# يَا أَيُّهَا السُّنِّيُّ خُذْ بِوَصِيَّتِي * وَاخْصُصْ بِذَلِكَ جُمْلَةَ الإِخْوَانِ
وكذا ينادي في القيامة ربنا ... جهرا فيسمع صوته الثقلان
# وَاقْبَلْ وَصِيَّةَ مُشْفِقٍ مُتَوَدِّدٍ * وَاسْمَعْ بِفَهْمٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ
 
# كُنْ في أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَوَسِّطًا * عَدْلاً بِلاَ نَقْصٍ وَلاَ رُجْحَانِ
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا ... قول الإله المالك الديان
# وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ رَبٌّ وَاحِدٌ * مُتَنَزِّهٌ عَنْ ثَالِثٍ أَوْ ثَانِ
 
# الأَوَّلُ الْمُبْدِي بِغَيْرِ بِدَايَةٍ * وَالآخِرُ الْمُفْنِي وَلَيْسَ بِفَانِ
هذا حديث نبينا عن ربه ... صدقا بلا كذب ولا بهتان
# وَكَلاَمُهُ صِفَةٌ لَهُ وَجَلاَلَةٌ * مِنْهُ بِلاَ أَمَدٍ وَلاَ حِدْثَانِ
 
# رُكْنُ الدِّيَانَةِ أَنْ تُصَدِّقَ بِالْقَضَا * لاَ خَيْرَ في بَيْتٍ بِلاَ أَرْكَانِ
لسنا نشبه صوته بكلامنا ... إذ ليس يدرك وصفه بعيان
# اللهُ قَدْ عَلِمَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَا * وَهُمَا وَمَنْزِلَتَاهُمَا ضِدَّانِ
 
# لاَ يَمْلِكُ الْعَبْدُ الضَّعِيفُ لِنَفْسِهِ * رُشْدًا وَلاَ يَقْدِرْ عَلَى خِذْلاَنِ
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته ... أبدا ولا يحويه قطر مكان
# سُبْحَانَ مَنْ يُجْرِي الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ * في الْخَلْقِ بِالأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ
 
# نَفَذَتْ مَشِيئَتُهُ بِسَابِقِ عِلْمِهِ * في خَلْقِهِ عَدْلاً بِلاَ عُدْوَانِ
وهو المحيط بكل شيء علمه ... من غير إغفال ولا نسيان
# وَالْكُلُّ في أُمِّ الْكِتَابِ مُسَطَّرٌ * مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نُقْصَانِ
 
# فَاقْصِدْ هُدِيتَ وَلاَ تَكُنْ مُتَغَالِيًا * إِنَّ الْقُدُورَ تَفُورُ بِالْغَلَيَانِ
من ذا يكيف ذاته وصفاته ... وهو القديم مكون الأكوان
# دِنْ بِالشَّرِيعَةِ وَالْكِتَابِ كِلَيْهِمَا * فَكِلاَهُمَا لِلدِّينِ وَاسِطَتَانِ
 
# وَكَذَا الشَّرِيعَةُ وَالْكِتَابُ كِلاَهُمَا * بِجَمِيعِ مَا تَأْتِيهِ مُحْتَفِظَانِ
سبحانه ملكا على العرش استوى ... وحوى جميع الملك والسلطان
# وَلِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظَانِ لِكُلِّ مَا * يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَيْهِ مَخْلُوقَانِ
 
# أُمِرَا بِكَتْبِ كَلاَمِهِ وَفِعَالِهِ * وَهُمَا لأَمْرِ اللهِ مُؤْتَمِرَانِ
وكلامه القرآن أنزل آيه ... وحيا على المبعوث من عدنان
# وَاللهُ صِدْقٌ وَعْدُهُ وَوَعِيدُهُ * مِمَّا يُعَايِنُ شَخْصَهُ الْعَيْنَانِ
 
# وَاللهُ أَكْبَرُ أَنْ تُحَدَّ صِفَاتُهُ * أَوْ أَنْ يُقَاسَ بِجُمْلَةِ الأَعْيَانِ
صلى عليه الله خير صلاته ... ما لاح في فلكيهما القمران
# وَحَيَاتُنَا في الْقَبْرِ بَعْدَ مَمَاتِنَا * حَقٌّ وَيَسْأَلُنَا بِهِ الْمَلَكَانِ
 
# وَالْقَبْرُ صَحَّ نَعِيمُهُ وَعَذَابُهُ * وَكِلاَهُمَا لِلنَّاسِ مُدَّخَرَانِ
هو جاء بالقرآن من عند الذي ... لا تعتريه نوائب الحدثان
# وَالْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَعْدٌ صَادِقٌ * بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ في الأَبْدَانِ
 
# وَصِرَاطُنَا حَقٌّ وَحَوْضُ نَبِيِّنَا * صِدْقٌ لَهُ عَدَدُ النُّجُومِ أَوَانِي
تنزيل رب العالمين ووحيه ... بشهادة الأحبار والرهبان
# يُسْقَى بِهَا السُّنِّيُّ أَعْذَبَ شَرْبَةٍ * وَيُذَادُ كُلُّ مُخَالِفٍ فَتَّانِ
 
# وَكَذَلِكَ الأَعْمَالُ يَوْمَئِذٍ تُرَى * مَوْضُوعَةً في كَِفَّةِ الْمِيزَانِ
وكلام ربي لا يجيء بمثله ... أحد ولو جمعت له الثقلان
# وَالْكُتْبُ يَوْمَئِذٍ تَطَايَرُ في الْوَرَى * بِشَمَائِلِ الأَيْدِي وَبِالأَيْمَانِ
 
# وَاللهُ يَوْمَئِذٍ يَجِيءُ لِعَرْضِنَا * مَعَ أَنَّهُ في كُلِّ وَقْتٍ دَانِ
وهو المصون من الأباطل كلها ... ومن الزيادة فيه والنقصان
# وَالأَشْعَرِيُّ يَقُولُ يَأْتِي أَمْرُهُ * وَيَعِيبُ وَصْفَ اللهِ بِالإِتْيَانِ
 
# وَاللهُ في الْقُرْآنِ أَخْبَرَ أَنَّهُ * يَأْتِي بِغَيْرِ تَنَقُّلٍ وَتَدَانِ
من كان يزعم أن يباري نظمه ... ويراه مثل الشعر والهذيان
# وَعَلَيْهِ عَرْضُ الْخَلْقِ يَوْمَ مَعَادِهِمْ * لِلْحُكْمِ كَيْ يَتَنَاصَفَ الْخَصْمَانِ
 
# وَاللهُ يَوْمَئِذٍ نَرَاهُ كَمَا نَرَى * قَمَرًا بَدَا لِلسِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ
فليأت منه بسورة أو آية ... فإذا رأى النظمين يشتبهان
# يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ * لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ
 
# يَوْمٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَوْلِهِ * وَتَشِيبُ فِيهِ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ
فلينفرد باسم الألوهية وليكن ... رب البرية وليقل سبحاني
# يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ شَرُّهُ * في الْخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
 
# وَالْجَنَّةُ الْعُلْيَا وَنَارُ جَهَنَّمٍ * دَارَانِ لِلْخَصْمَيْنِ دَائِمَتَانِ
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ... ثوب النقيصة صاغرا بهوان
# يَوْمٌ يَجِيءُ الْمُتَّقُونَ لِرَبِّهِمْ * وَفْدًا عَلَى نُجُبٍ مِنَ الْعِقْيَانِ
 
# وَيَجِيءُ فِيهِ الْمُجْرِمُونَ إِلَى لَظَى * يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْعَطْشَانِ
أو فليقر بأنه تنزيل من ... سماه في نص الكتاب مثاني
# وَدُخُولُ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ جَهَنَّمٍ * بِكَبَائِرِ الآثَامِ وَالطُّغْيَانِ
 
# وَاللهُ يَرْحَمُهُمْ بِصِحَّةِ عَقْدِهِمْ * وَيُبَدَّلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ
لا ريب فيه بأنه تنزيله ... وبداية التنزيل في رمضان
# وَشَفِيعُهُمْ عِنْدَ الْخُرُوجِ مُحَمَّدٌ * وَطُهُورُهُمْ في شَاطِئِ الْحَيَوَانِ
 
# حَتَّى إِذَا طَهُرُوا هُنَالِكَ أُدْخِلُوا * جَنَّاتِ عَدْنٍ وَهْيَ خَيْرُ جِنَانِ
الله فصله وأحكم آيه ... وتلاه تنزيلا بلا ألحان
# فَاللهُ يَجْمَعُنَا وَإِيَّاهُمْ بِهَا * مِنْ غَيْرِ تَعْذِيبٍ وَغَيْرِ هَوَانِ
 
# وَإِذَا دُعِيتَ إِلَى أَدَاءِ فَرِيضَةٍ * فَانْشَطْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي
هو قوله وكلامه وخطابه ... بفصاحة وبلاغة وبيان
# قُمْ بِالصَّلاَةِ الْخَمْسِ وَاعْرِفْ قَدْرَهَا * فَلَهُنَّ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ شَانِ
 
# لاَ تَمْنَعَنَّ زَكَاةَ مَالِكَ ظَالِمًا * فَصَلاَتُنَا وَزَكَاتُنَا أُخْتَانِ
هو حكمه هو علمه هو نوره ... وصراطه الهادي إلى الرضوان
# وَالوَِتْرُ بَعْدَ الْفَرْضِ آكَدُ سُنَّةٍ * وَالْجُمْعَةُ الزَّهْرَاءِ وَالْعِيدَانِ
 
# مَعَ كُلِّ بَرٍّ صَلِّهَا أَوْ فَاجِرٍ * مَا لَمْ يَكُنْ في دِينِهِ بِمُشَانِ
جمع العلوم دقيقها وجليلها ... فيه يصول العالم الرباني
# وَصِيَامُنَا رَمَضَانَ فَرْضٌ وَاجِبٌ * وَقِيَامُنَا الْمَسْنُونُ في رَمَضَانِ
 
# صَلَّى النَّبِيُّ بِهِ ثَلاَثًا رَغْبَةً * وَرَوَى الْجَمَاعَةُ أَنَّهَا ثِنْتَانِ
قصص على خير البرية قصة ... ربي فأحسن أيما إحسان
# إِنَّ التَّرَاوِحَ رَاحَةٌ في لَيْلِهِ * وَنَشَاطُ كُلِّ عُوَيْجِزٍ كَسْلاَنِ
 
# وَاللهِ مَا جَعَلَ التَّرَاوِحَ مُنْكَرًا * إِلاَّ الْمَجُوسُ وَشِيعَةُ الصُّلْبَانِ
وأبان فيه حلاله وحرامه ... ونهى عن الآثام والعصيان
# وَالْحَجُّ مْفْتَرَضٌ عَلَيْكَ وَشَرْطُهُ * أَمْنُ الطَّرِيقِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ
 
# كَبِّرْ هُدِيتَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا * وَاسْأَلْ لَهَا بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ
من قال إن الله خالق قوله ... فقد استحل عبادة الأوثان
# إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنَائِزِ عِنْدَنَا * فَرْضُ الْكِفَايَةِ لاَ عَلَى الأَعْيَانِ
 
# إِنَّ الأَهِلَّةَ لِلأَنَامِ مَوَاقِتٌ * وَبِهَا يَقُومُ حِسَابُ كُلِّ زَمَانِ
من قال فيه عبارة وحكاية ... فغدا يجرع من حميم آن
# لاَ تُفْطِرَنَّ وَلاَ تَصُمْ حَتَّى يَرَى * شَخْصَ الْهِلاَلِ مِنَ الْوَرَى إِثْنَانِ
 
# مُتَثَبِّتَانِ عَلَى الَّذِي يَرَيَانِهِ * حُرَّانِ في نَقْلَيْهِمَا ثِقَتَانِ
من قال إن حروفه مخلوقة ... فالعنه ثم اهجره كل أوان
# لاَ تَقْصِدَنَّ لِيَوْمِ شَكٍّ عَامِدًا * فَتَصُومَهُ وَتَقُولَ مِنْ رَمَضَانِ
 
# لاَ تَعْتَقِدْ دِينَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ * أَهْلُ الْمُحَالِ وَحِزْبَةُ الشَّيْطَانِ
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا ... إلا بعبسة مالك الغضبان
# جَعَلُوا الشُّهُورَ عَلَى قِيَاسِ حِسَابِهِمْ * وَلَرُبَّمَا كَمَلاَ لَنَا شَهْرَانِ
 
# وَلَرُبَّمَا نَقََصَ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ * وَافٍ وَأَوْفَى صَاحِبُ النُّقْصَانِ
والوقف في القرآن خبث باطل ... وخداع كل مذبذب حيران
# إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا * مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ
 
# مَدَحُوا النَّبِيَّ وَخَوَّنُوا أَصْحَابَهُ * وَرَمَوْهُمُ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ
قل غير مخلوق كلام إلهنا ... واعجل ولا تك في الإجابة واني
# حَبُّوا قَرَابَتَهُ وَسَبُّوا صَحْبَهُ * جَدَلاَنِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ
 
# فَكَأَنَّمَا آلُ النَّبِيِّ وَصَحْبُهُ * رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله ... والقائلون بخلقه شكلان
# فِئَتَانِ عَقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ * بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الْفِئَتَانِ
 
# فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ في سُبُلِ الْهُدَى * وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ
وتجنب اللفظين إن كليهما ... ومقال جهم عندنا سيان
# قُلْ إِنَّ خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ * وَأَجَلَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْكُثْبَانِ
 
# وَأَجَلَّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ * وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ الْعُمَرَانِ
يأيها السني خذ بوصيتي ... واخصص بذلك جملة الإخوان
# رَجُلاَنِ قَدْ خُلِقَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ * بِدَمِي وَنَفْسِي ذَانِكَ الرَّجُلاَنِ
 
# فَهُمَا اللَّذَانِ تَظَاهَرَا لِنَبِيِّنَا * في نَصْرِهِ وَهُمَا لَهُ صِهْرَانِ
واقبل وصية مشفق متودد ... واسمع بفهم حاضر يقظان
# بِنْتَاهُمَا أَسْنَى نِسَاءِ نَبِيِّنَا * وَهُمَا لَهُ بِالْوَحْيِ صَاحِبَتَانِ
 
# أَبَوَاهُمَا أَسْنَى صَحَابَةِ أَحْمَدٍ * يَا حَبَّذَا الأَبَوَانِ وَالْبِنْتَانِ
كن في أمورك كلها متوسطا ... عدلا بلا نقص ولا رجحان
# وَهُمَا وَزِيرَاهُ اللَّذَانِ هُمَا هُمَا * لِفَضَائِلِ الأَعْمَالِ مُسْتَبِقَانِ
 
# وَهُمَا لأَحْمَدَ نَاظِرَاهُ وَسَمْعُهُ * وَبِقُرْبِهِ في الْقَبْرِ مُضْطَجِعَانِ
واعلم بأن الله رب واحد ... متنزه عن ثالث أو ثان
# كَانَا عَلَى الإِسْلاَمِ أَشْفَقَ أَهْلِهِ * وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ جَبَلاَنِ
 
# أَصْفَاهُمَا أَقْوَاهُمَا أَخْشَاهُمَا * أَتْقَاهُمَا في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ
الأول المبدي بغير بداية ... والآخر المفني وليس بفان
# أَسْنَاهُمَا أَزْكَاهُمَا أَعْلاَهُمَا * أَوْفَاهُمَا في الْوَزْنِ وَالرُّجْحَانِ
 
# صِدِّيقُ أَحْمَدَ صَاحِبُ الْغَارِ الَّذِي * هُوَ في الْمَغَارَةِ وَالنَّبِيُّ اثْنَانِ
وكلامه صفة له وجلالة ... منه بلا أمد ولا حدثان
# أَعْنِي أَبَا بَكْرِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ * مِنْ شَرْعِنَا في فَضْلِهِ رَجُلاَنِ
 
# هُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَخَيْرُهُمْ * وَإِمَامُهُمْ حَقًّا بِلاَ بُطْلاَنِ
ركن الديانة أن تصدق بالقضا ... لا خير في بيت بلا أركان
# وَأَبُو الْمُطَهَّرِةِ الَّتِي تَنْزِيهُهَا * قَدْ جَاءَنَا في النُّورِ وَالْفُرْقَانِ
 
# أَكْرِمْ بِعَائِشَةَ الرِّضَا مِنْ حُرَّةٍ * بِكْرٍ مُطَهَّرَةِ الإِزَارِ حَصَانِ
الله قد علم السعادة والشقا ... وهما ومنزلتاهما ضدان
# هِيَ زَوْجُ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ وَبِكْرُهُ * وَعَرُوسُهُ مِنْ جُمْلَةِ النِّسْوَانِ
 
# هِيَ عِرْسُهُ هِيَ أُنْسُهُ هِيَ إِلْفُهُ * هِيَ حِبُّهُ صِدْقًا بِلاَ إِدْهَانِ
لا يملك العبد الضعيف لنفسه ... رشدا ولا يقدر على خذلان
# أَوَلَيْسَ وَالِدُهَا يُصَافِي بَعْلَهَا * وَهُمَا بِرُوحِ اللهِ مُؤْتَلِفَانِ
 
# لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحْمَدَ نَحْبَهُ * دَفَعَ الْخِلاَفَةَ لِلإِمَامِ الثَّانِي
سبحان من يجري الأمور بحكمة ... في الخلق بالأرزاق والحرمان
# أَعْنِي بِهِ الْفَارُوقَ فَرَّقَ عَنْوَةً * بِالسَّيْفِ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ
 
# هُوَ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ خَفَائِهِ * وَمَحَا الظَّلاَمَ وَبَاحَ بِالْكِتْمَانِ
نفذت مشيئته بسابق علمه ... في خلقه عدلا بلا عدوان
# وَمَضَى وَخَلَّى الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ * في الأَمْرِ فَاجْتَمَعُوا عَلَى عُثْمَانِ
 
# مَنْ كَانَ يَسْهَرُ لَيْلَهُ في رَكْعَةٍ * وِتْرًا فَيُكْمِلُ خَتْمَةَ الْقُرْآنِ
والكل في أم الكتاب مسطر ... من غير إغفال ولا نقصان
# وَلِيَ الْخِلاَفَةَ صِهْرُ أَحْمَدَ بَعْدَهُ * أَعْنِي عَلِيَّ الْعَالِمَ الرَّبَّانِي
 
# زَوْجَ الْبَتُولِ أَخَا الرَّسُولِ وَرُكْنَهُ * لَيْثَ الْحُرُوْبِ مُنَازِلَ الأَقْرَانِ
فاقصد هديت ولا تكن متغاليا ... إن القدور تفور بالغليان
# سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً * وَبَنَى الإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ
 
# وَاسْتَخْلَفَ الأَصْحَابَ كَيْ لاَ يَدَّعِي * مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ في النُّبُوَّةِ ثَانِي
دن بالشريعة والكتاب كليهما ... فكلاهما للدين واسطتان
# أَكْرِمْ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَبَعْلِهَا * وَبِمَنْ هُمَا لِمُحَمَّدٍ سِبْطَانِ
 
# غُصْنَانِ أَصْلُهُمَا بِرَوْضَةِ أَحْمَدٍ * للهِ دَرُّ الأَصْلِ وَالْغُصْنَانِ
وكذا الشريعة والكتاب كلاهما ... بجميع ما تأتيه محتفظان
# أَكْرِمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِهِمْ * وَسَعِيدِهِمْ وَبِعَابِدِ الرَّحْمَنِ
 
# وَأَبِي عُبَيْدَةَ ذِي الدِّيَانَةِ وَالتُّقَى * وَامْدَحْ جَمَاعَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ
ولكل عبد حافظان لكل ما ... يقع الجزاء عليه مخلوقان
# قُلْ خَيْرَ قَوْلٍ في صَحَابَةِ أَحْمَدٍ * وَامْدَحْ جَمِيعَ الآلِ وَالنِّسْوَانِ
 
# دَعْ مَا جَرَى بَيْنَ الصَّحَابَةِ في الْوَغَى * بِسُيُوفِهِمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
أمرا بكتب كلامه وفعاله ... وهما لأمر الله مؤتمران
# فَقَتِيلُهُمْ مِنْهُمْ وَقَاتِلُهُمْ لَهُمْ * وَكِلاَهُمَا في الْحَشْرِ مَرْحُومَانِ
 
# وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَنْزَعُ كُلَّ مَا * تَحْوِي صُدُورُهُمُ مِنَ الأَضْغَانِ
والله صدق وعده ووعيده ... مما يعاين شخصه العينان
# وَالْوَيْلُ لِلرَّكْبِ الَّذِيْنَ سَعَوا إِلَى * عُثْمَانَ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْعِصْيَانِ
 
# وَيْلٌ لِمَنْ قَتَلَ الْحُسَيْنَ فَإِنَّهُ * قَدْ بَاءَ مِنْ مَوْلاَهُ بِالْخُسْرَانِ
والله أكبر أن تحد صفاته ... أو أن يقاس بجملة الأعيان
# لَسْنَا نُكَفِّرُ مُسْلِمًا بِكَبِيرَةٍ * فَاللهُ ذُو عَفْوٍ وَذُو غُفْرَانِ
 
# لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ التَّوَارِخَ كُلَّ مَا * جَمَعَ الرُّوَاةُ وَخَطَّ كُلُّ بَنَانِ
وحياتنا في القبر بعد مماتنا ... حقا ويسألنا به الملكان
# اِرْوِ الْحَدِيثَ الْمُنْتَقَى عَنْ أَهْلِهِ * سِيمَا ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَسْنَانِ
 
# كَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْعَلاَءِ وَمَالِكٍ * وَاللَّيْثِ وَالزُّهْرِيِّ أَوْ سُفْيَانِ
والقبر صح نعيمه وعذابه ... وكلاهما للناس مدخران
# وَاحْفَظْ رِوَايَةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ * فَمَكَانُهُ فِيهَا أَجَلُّ مَكَانِ
 
# وَاحْفَظْ لأَهْلِ الْبَيْتِ وَاجِبَ حَقِّهِمْ * وَاعْرِفْ عَلِيًّا أَيَّمَا عِرْفَانِ
والبعث بعد الموت وعد صادق ... بإعادة الأرواح في الأبدان
# لاَ تَنْتَقِصْهُ وَلاَ تَزِدْ في قَدْرِهِ * فَعَلَيْهِ تَصْلَى النَّارَ طَائِفَتَانِ
 
# إِحْدَاهُمَا لاَ تَرْتَضِيهِ خَلِيفَةً * وَتَنُصُّهُ الأُخْرَى إِلَهًا ثَانِي
وصراطنا حق وحوض نبينا ... صدق له عدد النجوم أواني
# وَالْعَنْ زَنَادِقَةَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ * أَعْنَاقُهُمْ غُلَّتْ إِلَى الأَذْقَانِ
 
# جَحَدُوا الشَّرَائِعَ وَالنُّبُوَّةَ وَاقْتَدَوا * بِفَسَادِ مِلَّةِ صَاحِبِ الإِيوَانِ
يسقى بها السني أعذب شربة ... ويذاد كل مخالف فتان
# لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ * شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَمَا بُرْهَانِ
 
# لُعِنُوا كَمَا بَغَضُوا صَحَابَةَ أَحْمَدٍ * وَوِدَادُهُمْ فَرْضٌ عَلَى الإِنْسَانِ
وكذلك الأعمال يومئذ ترى ... موضوعة في كفة الميزان
# حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ سُنَّةٌ * أَلْقَى بِهَا رَبِي إِذَا أَحْيَانِي
 
# اِحْذَرْ عِقَابَ اللهِ وَارْجُ ثَوَابَهُ * حَتَّى تَكُونَ كَمَنْ لَهُ قَلْبَانِ
والكتب يومئذ تطاير في الورى ... بشمائل الأيدي وبالأيمان
# إِيمَانُنَا بِاللهِ بَيْنَ ثَلاَثَةٍ * عَمَلٍ وَقَوْلٍ وَاعْتِقَادِ جَنَانِ
 
# وَيَزِيدُ بِالتَّقْوَى وَيَنْقُصُ بِالرَّدَى * وَكِلاَهُمَا في الْقَلْبِ يَعْتَلِجَانِ
والله يومئذ يجيء لعرضنا ... مع أنه في كل وقت داني
# وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ * وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ
 
# فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا * إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي
والأشعري يقول يأتي أمره ... ويعيب وصف الله بالإتيان
# كُنْ طَالِبًا لِلْعِلْمِ وَاعْمَلْ صَالِحًا * فَهُمَا إِلَى سُبُلِ الْهُدَى سَبَبَانِ
 
# لاَ تَتَّبِعْ عِلْمَ النَّجُومِ فَإِنَّهُ * مُتَعَلِّقٌ بِزَخَارِفِ الْكُهَّانِ
والله في القرآن أخبر أنه ... يأتي بغير تنقل وتدان
# عِلْمُ النُّجُومِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ * في قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
 
# لَوْ كَانَ عِلْمٌ لِلْكَوَاكِبِ أَوْ قَضَا * لَمْ يَهْبِطِ الْمِرِّيخُ في السَّرَطَانِ
وعليه عرض الخلق يوم معادهم ... للحكم كي يتناصف الخصمان
# وَالشَّمْسُ في الْحَمْلِ الْمُضِيءِ سَرِيعَةٌ * وَهُبُوطُهَا في كَوْكَبِ الْمِيزَانِ
 
# وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ لِسِتَّةِ أَنْجُمٍ * لَكِنَّهَا وَالْبَدْرُ يَنْخَسِفَانِ
والله يومئذ نراه كما نرى ... قمرا بدا للست بعد ثمان
# وَلَرُبَّمَا اسْوَدَّا وَغَابَ ضِيَاهُمَا * وَهُمَا لِخَوْفِ اللهِ يَرْتَعِدَانِ
 
# اُرْدُدْ عَلَى مَنْ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمَا * وَيَظُنُّ أَنَّ كِلَيْهِمَا رَبَّانِ
يوم القيامة لو علمت بهوله ... لفررت من أهل ومن أوطان
# يَا مَنْ يُحِبُّ الْمُشْتَرِي وَعُطَارِدًا * وَيَظُنُّ أَنَّهُمَا لَهُ سَعْدَانِ
 
# لِمَ يَهْبِطَانِ وَيَعْلُوَانِ تَشَرُّفًا * وَبِوَهْجِ حَرِّ الشَّمْسِ يَحْتَرِقَانِ
يوم تشققت السماء لهوله ... وتشيب فيه مفارق الولدان
# أَتَخَافُ مِنْ زُحَلٍ وَتَرْجُو الْمُشْتَرِي * وَكِلاَهُمَا عَبْدَانِ مَمْلُوكَانِ
 
# وَاللهِ لَوْ مَلَكَا حَيَاةً أَوْ فَنَا * لَسَجَدتُّ نَحْوَهُمَا لِيَصْطَنِعَانِ
يوم عبوس قمطرير شره ... في الخلق منتشر عظيم الشان
# وَلِيَفْسِحَا في مُدَّتِي وَيُوَسِّعَا * رِزْقِي وَبِالإِحْسَانِ يَكْتَنِفَانِي
 
# بَلْ كُلُّ ذَلِكَ في يَدِ اللهِ الَّذِي * ذَلَّتْ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ الثَّقَلاَنِ
والجنة العليا ونار جهنم ... داران للخصمين دائمتان
# فَقَدِ اسْتَوَى زُحَلٌ وَنَجْمُ الْمُشْتَرِي * وَالرَّأْسُ وَالذَّنَبُ الْعَظِيمُ الشَّانِ
 
# وَالزُّهْرَةُ الْغَرَّاءُ مَعْ مِرِّيخِهَا * وَعُطَارِدُ الْوَقَّادُ مَعْ كَيْوَانِ
يوم يجيء المتقون لربهم ... وفدا على نجب من العقيان
# إِنْ قَابَلَتْ وَتَرَبَّعَتْ وَتَثَلَّثَتْ * وَتَسَدَّسَتْ وَتَلاَحَقَتْ بِقِرَانِ
 
# أَلَهَا دَلِيلُ سَعَادَةٍ أَوْ شِقْوَةٍ * لاَ وَالَّذِي بَرَأَ الْوَرَى وَبَرَانِي
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى ... يتلمظون تلمظ العطشان
# مَنْ قَالَ بِالتَّأْثِيرِ فَهْوُ مُعَطِّلٌ * لِلشَّرْعِ مُتَّبِعٌ لِقَوْلٍ ثَانِ
 
# إِنَّ النُّجُومَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ * فَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاقِدِ الدَّهْقَانِ
ودخول بعض المسلمين جهنما ... بكبائر الآثام والطغيان
# بَعْضُ النُّجُومِ خُلِقْنَ زِينَةَ لِلسَّمَا * كَالدُّرِّ فَوْقَ تَرَائِبِ النِّسْوَانِ
 
# وَكَوَاكِبٌ تَهْدِي الْمُسَافِرَ في السُّرَى * وَرُجُومُ كُلِّ مُثَابِرٍ شَيْطَانِ
والله يرحمهم بصحة عقدهم ... ويبدلوا من خوفهم بأمان
# لاَ يَعْلَمُ الإِنْسَانُ مَا يُقْضَى غَدًا * إِذْ كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا في شَانِ
 
# وَاللهُ يُمْطِرُنَا الْغُيُوثَ بِفَضْلِهِ * لاَ نَوْءَ عَوَّاءٍ وَلاَ دَبَرَانِ
وشفيعهم عند الخروج محمد ... وطهورهم في شاطئ الحيوان
# مَنْ قَالَ إِنَّ الْغَيْثَ جَاءَ بِهَنْعَةٍ * أَوْ صَرْفَةٍ أَوْ كَوْكَبِ الْمِيزَانِ
 
# فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا وَبُهْتَانًا وَلَمْ * يُنْزِلْ بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ سُلْطَانِ
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا ... جنات عدن وهي خير جنان
# وَكَذَا الطَّبِيعَةُ لِلشَّرِيعَةِ ضِدُّهَا * وَلَقَلَّمَا يَتَجَمَّعُ الضِّدَّانِ
 
# وَإِذَا طَلَبْتَ طَبَائِعًا مُسْتَسْلِمًا * فَاطْلُبْ شُوَاظَ النَّارِ في الْغُدْرَانِ
فالله يجمعنا وإياهم بها ... من غير تعذيب وغير هوان
# عِلْمُ الْفَلاَسِفَةِ الْغُوَاةِ طَبِيعَةٌ * وَمَعَادُ أَرْوَاحٍ بِلاَ أَبْدَانِ
 
# لَوْلاَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَهُمْ وَفِعَالُهَا * لَمْ يَمْشِ فَوْقَ الأَرْضِ مِنْ حَيَوَانِ
وإذا دعيت إلى أداء فريضة ... فانشط ولا تك في الإجابة واني
# وَالْبَحْرُ عُنْصُرُ كُلِّ مَاءٍ عِنْدَهُمْ * وَالشَّمْسُ أَوَّلُ عُنْصُرِ النِّيرَانِ
 
# وَالْغَيْثُ أَبْخِرَةٌ تَصَاعَدَ كُلَّمَا * دَامَتْ بِهَطْلِ الْوَابِلِ الْهَتَّانِ
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها ... فلهن عند الله أعظم شان
# وَالرَّعْدُ عِنْدَ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ * صَوْتُ اصْطِكَاكِ السُّحْبِ في الأَعْنَانِ
 
# وَالْبَرْقُ عِنْدَهُمُ شُوَاظٌ خَارِجٌ * بَيْنَ السَّحَابِ يُضِيءُ في الأَحْيَانِ
لا تمنعن زكاة مالك ظالما ... فصلاتنا وزكاتنا أختان
# كَذَبَ أَرِسْطَالِيسُهُمْ في قَوْلِهِ * هَذَا وَأَسْرَفَ أَيَّمَا هَذَيَانِ
 
# الْغَيْثُ يُفْرَغُ في السَّحَابِ مِنَ السَّمَا * وَيَكِيلُهُ مِيكَالُ بِالْمِيزَانِ
والوتر بعد الفرض آكد سنة ... والجمعة الزهراء والعيدان
# لاَ قَطْرَةٌ إِلاَّ وَيَنْزِلُ نَحْوَهَا * مَلَكٌ إِلَى الآكَامِ وَالْفَيَضَانِ
 
# وَالرَّعْدُ صَيْحَةُ مَالِكٍ وَهْوَ اسْمُهُ * يُزْجِي السَّحَابَ كَسَائِقِ الأَظْعَانِ
مع كل بر صلها أو فاجر ... ما لم يكن في دينه بمشان
# وَالْبَرْقُ شَوْظُ النَّارِ يَزْجُرُهَا بِهِ * زَجْرَ الْحُدَاةِ الْعِيسِ بِالْقُضْبَانِ
 
# أَفَكَانَ يَعْلَمُ ذَا أَرِسْطَالِيسُهُمْ * تَدْبِيرَ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الْجِهَتَانِ
وصيامنا رمضان فرض واجب ... وقيامنا المسنون في رمضان
# أَمْ غَابَ تَحْتَ الأَرْضَ أَمْ صَعَدَ السَّمَا * فَرَأَى بِهَا الْمَلَكُوتَ رَأْيَ عِيَانِ
 
# أَمْ كَانَ دَبَّرَ لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا * أَمْ كَانَ يَعْلَمُ كَيْفَ يَخْتَلِفَانِ
صلى النبي به ثلاثا رغبة ... وروى الجماعة أنها ثنتان
# أَمْ سَارَ بَطْلِيمُوسُ بَيْنَ نُجُومِهَا * حَتَّى رَأَى السَّيَّارَ وَالْمُتَوَانِي
 
# أَمْ كَانَ أَطْلَعَ شَمْسَهَا وَهِلاَلَهَا * أَمْ هَلْ تَبَصَّرَ كَيْفَ يَعْتَقِبَانِ
إن التراوح راحة في ليلة ... ونشاط كل عويجز كسلان
# أَمْ كَانَ أَرْسَلَ رِيحَهَا وَسَحَابَهَا * بِالْغَيْثِ يُهْمِلُ أَيَّمَا هَمَلاَنِ
 
# بَلْ كَانَ ذَلِكَ حِكْمَةَ اللهِ الَّذِي * بِقَضَائِهِ مُتَصَرَّفُ الأَزْمَانِ
والله ما جعل التراوح منكرا ... إلا المجوس وشيعة الصلبان
# لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الضَّوَارِبِ بِالْحَصَا * وَالزَّاجِرِينَ الطَّيْرَ بِالطَّيَرَانِ
 
# فَالْفِرْقَتَانِ كَذُوبَتَانِ عَلَى الْقَضَا * وَبِعِلْمِ غَيْبِ اللهِ جَاهِلَتَانِ
والحج مفترض عليك وشرطه ... أمن الطريق وصحة الأبدان
# كَذَبَ الْمُهَنْدِسُ وَالْمُنَجِّمُ مِثْلُهُ * فَهُمَا لِعِلْمِ اللهِ مُدَّعِيَانِ
 
# الأَرْضُ عِنْدَ كِلَيْهِمَا كُرَوِيَّةٌ * وَهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مُقْتَرِنَانِ
كبر هديت على الجنائز أربعا ... واسأل لها بالعفو والغفران
# وَالأَرْضُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى لَسَطِيحَةٌ * بِدَلِيلِ صِدْقٍ وَاضِحِ الْقُرْآنِ
 
# وَاللهُ صَيَّرَهَا فِرَاشًا لِلْوَرَى * وَبَنَى السَّمَاءَ بِأَحْسَنِ الْبُنْيَانِ
إن الصلاة على الجنائز عندنا ... فرض الكفاية لا على الأعيان
# وَاللهُ أَخْبَرَ أَنَّهَا مَسْطُوحَةٌ * وَأَبَانَ ذَلِكَ أَيَّمَا تِبْيَانِ
 
# أَأَحَاطَ بَالأَرْضِ الْمُحِيطَةِ عِلْمُهُمْ * أَمْ بِالْجِبَالِ الشُّمَّخِ الأَكْنَانِ
إن الأهلة للأنام مواقت ... وبها يقوم حساب كل زمان
# أَمْ يُخْبِرُونَ بِطُولِهَا وَبِعَرْضِهَا * أَمْ هَلْ هُمَا في الْقَدْرِ مُسْتَوِيَانِ
 
# أَمْ فَجَّرُوا أَنْهَارَهَا وَعُيُونَهَا * مَاءً بِهِ يُرْوَى صَدَى الْعَطْشَانِ
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى ... شخص الهلال من الورى إثنان
# أَمْ أَخْرَجُوا أَثْمَارَهَا وَنَبَاتَهَا * وَالنَّخْلَ ذَاتَ الطَّلْعِ وَالْقِنْوَانِ
 
# أَمْ هَلْ لَهُمْ عِلْمٌ بِعَدِّ ثِمَارِهَا * أَمْ بِاخْتِلاَفِ الطَّعْمِ وَالأَلْوَانِ
متثبتان على الذي يريانه ... حران في نقليهما ثقتان
# اللهُ أَحْكَمَ خَلْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ * صُنْعًا وَأَتْقَنَ أَيَّمَا إِتْقَانِ
 
# قُلْ لِلطَّبِيبِ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ * إِنَّ الطَّبِيعَةَ عِلْمُهَا بُرْهَانِ
لا تقصدن ليوم شك عامدا ... فتصومه وتقول من رمضان
# أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كُوْنِكَ نُطْفَةً * في الْبَطْنِ إِذْ مُشِجَتْ بِهِ الْمَاآنِ
 
# أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ عُدتَّ عُلَيْقَةً * في أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِينَ تَوَانِي
لا تعتقد دين الروافض إنهم ... أهل المحال وحزبة الشيطان
# أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَوْنِكَ مُضْغَةً * في أَرْبَعِينَ وَقَدْ مَضَى الْعَدَدَانِ
 
# أَتُرَى الطَّبِيْعَةَ صَوَّرَتْكَ مُصَوَّرًا * بِمَسَامِعٍ وَنَوَاظِرٍ وَبَنَانِ
جعلوا الشهور على قياس حسابهم ... ولربما كملا لنا شهران
# أَتُرَى الطَّبِيعَةَ أَخْرَجَتْكَ مُنَكَّسًا * مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ وَاهِيَ الأَرْكَانِ
 
# أَمْ فَجَّرَتْ لَكَ بِاللِّبَانِي ثَدْيَهَا * فَرَضَعْتَهَا حَتَّى مَضَى الْحَوْلاَنِ
ولربما نقص الذي هو عندهم ... واف وأوفى صاحب النقصان
# أَمْ صَيَّرَتْ في وَالِدَيْكَ مَحَبَّةً * فَهُمَا بِمَا يُرْضِيكَ مُغْتَبِطَانِ
 
# يَا فَيْلَسُوفُ لَقَدْ شُغِلْتَ عَنِ الْهُدَى * بِالْمَنْطِقِ الرُّومِيِّ وَالْيُونَانِي
إن الروافض شر من وطئ الحصى ... من كل إنس ناطق أو جان
# وَشَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ شِرْعَةٍ * دِينُ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْعَدْنَانِ
 
# هُوَ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَرْعُهُ * وَهُوَ الْقَدِيمُ وَسَيِّدُ الأَدْيَانِ
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ... ورموهم بالظلم والعدوان
# هُوَ دِينُ آدَمَ وَالْمَلاَئِكِ قَبْلَهُ * هُوَ دِينُ نُوحٍ صَاحِبِ الطُّوْفَانِ
 
# وَلَهُ دَعَا هُودُ النَّبِيُّ وَصَالِحٌ * وَهُمَا لِدِينِ اللهِ مُعْتَقِدَانِ
حبوا قرابته وسبوا صحبه ... جدلان عند الله منتقضان
# وَبِهِ أَتَى لُوطٌ وَصَاحِبُ مَدْيَنٍ * فَكِلاَهُمَا في الدِّينِ مُجْتَهِدَانِ
 
# هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَيْهِ مَعًا * وَبِهِ نَجَا مِنْ نَفْحَةِ النِّيرَانِ
فكأنما آل النبي وصحبه ... روح يضم جميعها جسدان
# وَبِهِ حَمَى اللهُ الذَّبِيحَ مِنَ الْبَلاَ * لَمَّا فَدَاهُ بِأَعْظَمِ الْقُرْبَانِ
 
# هُوَ دِينُ يَعْقُوبَ النَّبِيِّ وَيُونُسٍ * وَكِلاَهُمَا في اللهِ مُبْتَلَيَانِ
فئتان عقدهما شريعة أحمد ... بأبي وأمي ذانك الفئتان
# هُوَ دِينُ دَاوُودَ الْخَلِيفَةِ وَابْنِهِ * وَبِهِ أَذَلَّ لَهُ مُلُوكَ الْجَانِ
 
# هُوَ دِينُ يَحْيَى مَعْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ * نِعْمَ الصَّبِيُّ وَحَبَّذَا الشَّيْخَانِ
فئتان سالكتان في سبل الهدى ... وهما بدين الله قائمتان
# وَلَهُ دَعَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمٍ قَوْمَهُ * لَمْ يَدْعُهُمْ لِعِبَادَةِ الصُّلْبَانِ
 
# وَاللهُ أَنْطَقَهُ صَبِيًّا بِالْهُدَى * في الْمَهْدِ ثُمَّ سَمَا عَلَى الصِّبْيَانِ
قل إن خير الأنبياء محمد ... وأجل من يمشي على الكثبان
# وَكَمَالُ دِينِ اللهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ * صَلَّى عَلَيْهِ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ
 
# الطَّيِّبُ الزَّاكِي الَّذِي لَمْ يَجْتَمِعْ * يَوْمًا عَلَى زَلَلٍ لَهُ أَبَوَانِ
وأجل صحب الرسل صحب محمد ... وكذاك أفضل صحبه العمران
# الطَّاهِرُ النِّسْوَانِ وَالْوُلْدِ الَّذِي * مِنْ ظَهْرِهِ الزَّهْرَاءُ وَالْحَسَنَانِ
 
# وَأُولُو النُّبُوَّةِ وَالْهُدَى مَا مِنْهُمُ * أَحَدٌ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِي
رجلان قد خلقا لنصر محمد ... بدمي ونفسي ذانك الرجلان
# بَلْ مُسْلِمُونَ وَمُؤْمِنُونَ بِرَبِّهْمِ * حُنَفَاءُ في الإِسْرَارِ وَالإِعْلاَنِ
 
# وَلِمِلَّةِ الإِسْلاَمِ خَمْسُ عَقَائِدٍ * وَاللهُ أَنْطَقَنِي بِهَا وَهَدَانِي
فهما اللذان تظاهرا لنبينا ... في نصره وهما له صهران
# لاَ تَعْصِ رَبَّكَ قَائِلاً أَوْ فَاعِلاً * فَكِلاَهُمَا في الصُّحْفِ مَكْتُوبَانِ
 
# جَمِّلْ زَمَانَكَ بِالسُّكُوتِ فَإِنَّهُ * زَيْنُ الْحَلِيمِ وَسُتْرَةُ الْحَيْرَانِ
بنتاهما أسنى نساء نبينا ... وهما له بالوحي صاحبتان
# كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ إِنْ سَمِعْتَ بِفِتْنَةٍ * وَتَوَقَّ كُلَّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ
 
# أَدِّ الْفَرَائِضَ لاَ تَكُنْ مُتَوَانِيًا * فَتَكُونَ عِنْدَ اللهِ شَرَّ مُهَانِ
أبواهما أسنى صحابة أحمد ... يا حبذا الأبوان والبنتان
# أَدِمِ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ فَإِنَّهُ * مُرْضِي الإِلَهِ مُطَهِّرُ الأَسْنَانِ
 
# سَمِّ الإِلَهَ لَدَى الْوُضُوءِ بِنِيَّةٍ * ثُمَّ اسْتَعِذْ مِنْ فِتْنَةِ الْوَلْهَانِ
وهما وزيراه اللذان هما هما ... لفضائل الأعمال مستبقان
# فَأَسَاسُ أَعْمَالِ الْوَرَى نِيَّاتُهُمْ * وَعَلَى الأَسَاسِ قَوَاعِدُ الْبُنْيَانِ
 
# أَسْبِغْ وُضُوءَكَ لاَ تُفَرِّقْ شَمْلَهُ * فَالْفَوْرُ وَالإِسْبَاغُ مُفْتَرَضَانِ
وهما لأحمد ناظراه وسمعه ... وبقربه في القبر مضطجعان
# فَإِذَا انْتَشَقْتَ فَلاَ تُبَالِغْ جَيِّدًا * لَكِنَّهُ شَمٌّ بِلاَ إِمْعَانِ
 
# وَعَلَيْكَ فَرْضًا غَسْلُ وَجْهِكَ كُلِّهِ * وَالْمَاءُ مُتَّبِعٌ بِهِ الْجَفْنَانِ
كانا على الإسلام أشفق أهله ... وهما لدين محمد جبلان
# وَاغْسِلْ يَدَيْكَ إِلَى الْمَرَافِقِ مُسْبِغًا * فَكِلاَهُمَا في الْغَسْلِ مَدْخُولاَنِ
 
# وَامْسَحْ بِرَأْسِكَ كُلِّهِ مُسْتَوْفِيًا * وَالْمَاءُ مَمْسُوحٌ بِهِ الأُذُنَانِ
أصفاهما أقواهما أخشاهما ... أتقاهما في السر والإعلان
# وَكَذَا التَّمَضْمُضُ في وُضُوئِكَ سُنَّةٌ * بِالْمَاءِ ثُمَّ تَمُجُّهُ الشَّفَتَانِ
 
# وَالْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ غَسْلُ كِلَيْهِمَا * فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْعَظْمَانِ
أسناهما أزكاهما أعلاهما ... أوفاهما في الوزن والرجحان
# غَسْلُ الْيَدَيْنِ لَدَى الْوُضُوءِ نَظَافَةٌ * أَمَرَ النَّبِيُّ بِهَا عَلَى اسْتِحْسَانِ
 
# سِيمَا إِذَا مَا قُمْتَ في غَسَقِ الدُّجَى * وَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ نَوْمِكَ الْعَيْنَانِ
صديق أحمد صاحب الغار الذي ... هو في المغارة والنبي اثنان
# وَكَذَلِكَ الرِّجْلاَنِ غَسْلُهُمَا مَعًا * فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْكَعْبَانِ
 
# لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ * مِنْ رَأْيِهِمْ أَنْ تُمْسَحَ الرِّجْلاَنِ
أعني أبا بكر الذي لم يختلف ... من شرعنا في فضله رجلان
# يَتَأَوَّلُونَ قِرَاءَةً مَنْسُوخَةً * بِقِرَاءَةٍ وَهُمَا مُنَزَّلَتَانِ
 
# إِحْدَاهُمَا نَزَلَتْ لِتَنْسَخَ أُخْتَهَا * لَكِنْ هُمَا في الصُّحْفِ مُثْبَتَتَانِ
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم ... وإمامهم حقا بلا بطلان
# غَسَلَ النَّبِيُّ وَصَحْبُهُ أَقْدَامَهُمْ * لَمْ يَخْتَلِفْ في غَسْلِهِمْ رَجُلاَنِ
 
# وَالسُّنَّةُ الْبَيْضَاءُ عِنْدَ أُوْلِي النُّهَى * في الْحُكْمِ قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ
وأبو المطهرة التي تنزيهها ... قد جاءنا في النور والفرقان
# فَإِذَا اسْتَوَتْ رِجْلاَكَ في خُفَّيْهِمَا * وَهُمَا مِنَ الأَحْدَاثِ طَاهِرَتَانِ
 
# وَأَرَدتَّ تَجْدِيدَ الطَّهَارَةِ مُحْدِثًا * فَتَمَامُهَا أَنْ يُمْسَحَ الْخُفَّانِ
أكرم بعائشة الرضى من حرة ... بكر مطهرة الإزار حصان
# وَإِذَا أَرَدتَّ طَهَارَةً لِجَنَابَةٍ * فَلْتُخْلَعَا وَلْتُغْسَلِ الْقَدَمَانِ
 
# غُسْلُ الْجَنَابَةِ في الرِّقَابِ أَمَانَةٌ * فَأَدَاؤُهَا مِنْ أَكْمَلِ الإِيمَانِ
هي زوج خير الأنبياء وبكره ... وعروسه من جملة النسوان
# فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَبَادِرَنَّ بِغُسْلِهَا * لاَ خَيْرَ في مُتَثَبِّطٍ كَسْلاَنِ
 
# وَإِذَا اغْتَسَلْتَ فَكُنْ لِجِسْمِكَ دَالِكًا * حَتَّى يَعُمَّ جَمِيعَهُ الْكَفَّانِ
هي عرسه هي أنسه هي إلفه ... هي حبه صدقا بلا أدهان
# وَإِذَا عَدِمْتَ الْمَاءَ كُنْ مُتَيَمِّمًا * مِنْ طِيبِ تُرْبِ الأَرْضِ وَالْجُدْرَانِ
 
# مُتَيَمِّمًا صَلَّيْتَ أَوْ مُتَوَضِّئًا * فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مُجْزِيَتَانِ
أوليس والدها يصافي بعلها ... وهما بروح الله مؤتلفان
# وَالْغُسْلُ فَرْضٌ وَالتَّدَلُّكُ سُنَّةٌ * وَهُمَا بِمَذْهَبِ مَالِكٍ فَرْضَانِ
 
# وَالْمَاءُ مَا لَمْ تَسْتَحِلْ أَوْصَافُهُ * بِنَجَاسَةٍ أَوْ سَائِرِ الأَدْهَانِ
لما قضى صديق أحمد نحبه ... دفع الخلافة للإمام الثاني
# فَإِذَا صَفَى في لَوْنِهِ أَوْ طَعْمِهِ * مَعَ رِيحِهِ مِنْ جُمْلَةِ الأَضْغَانِ
 
# فَهُنَاكَ سُمِّيَ طَاهِرًا وَمُطَهِّرًا * هَذَانِ أَبْلَغُ وَصْفِهِ هَذَانِ
أعني به الفاروق فرق عنوة ... بالسيف بين الكفر والإيمان
# فَإِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَوْ طَعْمُهُ * مِنْ حَمْأَةِ الآبَارِ وَالْغُدْرَانِ
 
# جَازَ الْوُضُوءُ لَنَا بِهِ وَطُهُورُنَا * فَاسْمَعْ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ
هو أظهر الإسلام بعد خفائه ... ومحا الظلام وباح بالكتمان
# وَمَتَى تَمُتْ في الْمَاءِ نَفْسٌ لَمْ يَجُزْ * مِنْهُ الطُّهُورُ لِعِلَّةِ السَّيَلاَنِ
 
# إِلاَّ إِذَا كَانَ الْغَدِيرُ مُرَجْرِجًا * غَدَقًا بِلاَ كَيْلٍ وَلاَ مِيزَانِ
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم ... في الأمر فاجتمعوا على عثمان
# أَوْ كَانَتِ الْمَيْتَاتُ مِمَّا لَمْ تَسِلْ * وَالْمَا قَلِيلٌ طَابَ لِلْغُسْلاَنِ
 
# وَالْبَحْرُ أَجْمَعُهُ طَهُورٌ مَاؤُهُ * وَتَحِلُّ مَيْتَتُهُ مِنَ الْحِيتَانِ
من كان يسهر ليلة في ركعة ... وترا فيكمل ختمة القرآن
# إِيَّاكَ نَفْسَكَ وَالْعَدُوَّ وَكَيْدَهُ * فَكِلاَهُمَا لأَذَاكَ مُبْتَدِيَانِ
 
# وَاحْذَرْ وُضُوءَكَ مُفْرِطًا وَمُفَرِّطًا * فَكِلاَهُمَا في الْعِلْمِ مَحْذُورَانِ
ولي الخلافة صهر أحمد بعده ... أعني علي العالم الرباني
# فَقَلِيلُ مَائِكَ في وُضُوءِكَ خَدْعَةٌ * لِتَعُودَ صِحَّتُهُ إِلَى الْبُطْلاَنِ
 
# وَتَعُودَ مَغْسُولاَتُهُ مُمْسُوحَةً * فَاحْذَرْ غُرُورَ الْمَارِدِ الْخَوَّانِ
زوج البتول أخا الرسول وركنه ... ليث الحروب منازل الأقران
# وَكَثِيرُ مَائِكَ في وُضُوئِكَ بِدْعَةٌ * يَدْعُو إِلَى الْوَسْوَاسِ وَالْهَمَلاَنِ
 
# لاَ تُكْثِرَنَّ وَلاَ تُقَلِّلْ وَاقْتَصِدْ * فَالْقَصْدُ وَالتَّوْفِيقُ مُصْطَحِبَانِ
سبحان من جعل الخلافة رتبة ... وبنى الإمامة أيما بنيان
# وَإِذَا اسْتَطَبْتَ فَفِي الْحَدِيثِ ثَلاَثَةٌ * لَمْ يُجْزِنَا حَجَرٌ وَلاَ حَجَرَانِ
 
# مِنْ أَجْلِ أَنَّ لِكُلِّ مَخْرَجِ غَائِطٍ * شَرَجًا تَضُمُّ عَلَيْهِ نَاحِيَتَانِ
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي ... من بعد أحمد في النبوة ثاني
# وَإِذَا الأَذَى قَدْ جَازَ مَوْضِعَ عَادَةٍ * لَمْ يُجْزِ إِلاَّ الْمَاءُ بِالإِمْعَانِ
 
# نَقْضُ الْوُضُوءِ بِقُبْلَةٍ أَوْ لَمْسَةٍ * أَوْ طُولِ نَوْمٍ أَوْ بِمَسِّ خِتَانِ
أكرم بفاطمة البتول وبعلها ... وبمن هما لمحمد سبطان
# أَوْ بَوْلَةٍ أَوْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمَةٍ * أَوْ نَفْخَةٍ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ
 
# وَمِنَ الْمَذِيِّ أَوِ الْوَدِيِّ كِلَيْهِمَا * مِنْ حَيْثُ يَبْدُو الْبَوْلُ يَنْحَدِرَانِ
غصنان أصلهما بروضة أحمد ... لله در الأصل والغصنان
# وَلَرُبَّمَا نَفَخَ الْخَبِيثُ بِمَكْرِهِ * حَتَّى يَضُمَّ لِنَفْخِهِ الْفَخِذَانِ
 
# وَبَيَانُ ذَلِكَ صَوْتُهُ أَوْ رِيحُهُ * هَاتَانِ بَيِّنَتَانِ صَادِقَتَانِ
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم ... وسعيدهم وبعابد الرحمن
# وَالْغُسْلُ فَرْضٌ مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ * دَفْقِ الْمَنِيِّ وَحَيْضَةِ النِّسْوَانِ
 
# إِنْزَالِهِ في نَوْمَةٍ أَوْ يَقْظَةٍ * حَالاَنِ لِلتَّطْهِيرِ مُوجِبَتَانِ
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى ... وامدح جماعة بيعة الرضوان
# وَتَطَهُّرُ الزَّوْجَيْنِ فَرْضٌ وَاجِبٌ * عِنْدَ الْجِمَاعِ إِذَا الْتَقَى الْفَرْجَانِ
 
# فَكِلاَهُمَا إِنْ أَنْزَلاَ أَوْ أَكْسَلاَ * فَهُمَا بِحُكْمِ الشَّرْعِ يَغْتَسِلاَنِ
قل خير قول في صحابة أحمد ... وامدح جميع الآل والنسوان
# وَاغْسِلْ إِذَا أَمْذَيْتَ فَرْجَكَ كُلَّهُ * وَالأُنْثَيَانِ فَلَيْسَ يُفْتَرَضَانِ
 
# وَالْحَيْضُ وَالنُّفَسَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ * عِنْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِّ يَغْتَسِلاَنِ
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى ... بسيوفهم يوم التقى الجمعان
# وَإِذَا أَعَادَتْ بَعْدَ شَهْرَيْنِ الدِّمَا * تِلْكَ اسْتِحَاضَةُ بَعْدَ ذِي الشَّهْرَانِ
 
# فَلْتَغْتَسِلْ لِصَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا * وَالْمُسْتَحَاضَةُ دَهْرُهَا نِصْفَانِ
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم ... وكلاهما في الحشر مرحومان
# فَالنِّصْفُ تَتْرُكُ صَوْمَهَا وَصَلاَتَهَا * وَدَمُ الْمَحِيضِ وَغَيْرُهُ لَوْنَانِ
 
# وَإِذَا صَفَا مِنْهَا وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ * فَصَلاَتُهَا وَالصَّوْمُ مُفْتَرَضَانِ
والله يوم الحشر ينزع كل ما ... تحوي صدورهم من الأضغان
# تَقْضِي الصِّيَامَ وَلاَ تُعِيدُ صَلاَتَهَا * إِنَّ الصَّلاَةَ تَعُودُ كُلَّ زَمَانِ
 
# فَالشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ قَدْ حَكَمَا بِهِ * بَيْنَ النِّسَاءِ فَلَيْسَ يُطَّرَحَانِ
والويل للركب الذين سعوا إلى ... عثمان فاجتمعوا على العصيان
# وَمَتَى تَرَى النُّفَسَاءُ طُهْرًا تَغْتَسِلْ * أَوْ لاَ فَغَايَةُ طُهْرِهَا شَهْرَانِ
 
# مَسُّ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ مُحَرَّمٌ * حَرْثُ السِّبَاخِ خَسَارَةُ الْحِرْثَانِ
ويل لمن قتل الحسين فإنه ... قد باء من مولاه بالخسران
# لاَ تَلْقَ رَبَّكَ سَارِقًا أَوْ خَائِنًا * أَوْ شَارِبًا أَوْ ظَالِمًا أَوْ زَانِي
 
# قُلْ إِنَّ رَجْمَ الزَّانِيَيْنِ كِلَيْهِمَا * فَرْضٌ إِذَا زَنَيَا عَلَى الإِحْصَانِ
لسنا نكفر مسلما بكبيرة ... فالله ذو عفو وذو غفران
# وَالرَّجْمُ في الْقُرْآنِ فَرْضٌ لاَزِمٌ * لِلْمُحْصَنَيْنِ وَيُجْلَدُ الْبِكْرَانِ
 
# وَالْخَمْرُ يَحْرُمُ بَيْعُهَا وَشِرَاؤُهَا * سِيَّانِ ذَلِكَ عِنْدَنَا سِيَّانِ
لا تقبلن من التوارخ كلما ... جمع الرواة وخط كل بنان
# في الشَّرْعِ وَالْقُرْآنِ حُرِّمَ شُرْبُهَا * وَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُتَّبَعَانِ
 
# أَيْقِنْ بِأَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ كُلِّهَا * وَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصِيحَتِي وَبَيَانِي
ارو الحديث المنتقى عن أهله ... سيما ذوي الأحلام والأسنان
# كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ مِنْ مَكَانِ غُرُوبِهَا * وَخُرُوجِ دَجَّالٍ وَهَوْلِ دُخَانِ
 
# وَخُرُوجِ يِأْجُوجٍ وَمَأْجُوجٍ مَعًا * مِنْ كُلِّ صَقْعٍ شَاسِعٍ وَمَكَانِ
كابن المسيب والعلاء ومالك ... والليث والزهري أو سفيان
# وَنُزُولِ عِيسَى قَاتِلاً دَجَّالَهُمْ * يَقْضِي بِحُكْمِ الْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
 
# وَاذْكُرْ خُرُوجَ فَصِيلِ نَاقَةِ صَالِحٍ * يَسِمُ الْوَرَى بِالْكُفْرِ وَالإِيمَانِ
واحفظ رواية جعفر بن محمد ... فمكانه فيها أجل مكان
# وَالْوَحْيُ يُرْفَعُ وَالصَّلاَةُ مِنَ الْوَرَى * وَهُمَا لِعِقْدِ الدِّيْنِ وَاسِطَتَانِ
 
# صَلِّ الصَّلاَةَ الْخَمْسَ أَوَّلَ وَقْتِهَا * إِذْ كُلُّ وَاحِدَةٍ لَهَا وَقْتَانِ
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم ... واعرف عليا أيما عرفان
# قَصْرُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُسَافِرِ وَاجِبٌ * وَأَقَلُّ حَدِّ الْقَصْرِ مَرْحَلَتَانِ
 
# كِلْتَاهُمَا في أَصْلِ مَذْهَبِ مَالِكٍ * خَمْسُونَ مِيلاً نَقْصُهَا مِيلاَنِ
لا تنتقصه ولا تزد في قدره ... فعليه تصلى النار طائفتان
# وَإِذَا الْمُسَافِرُ غَابَ عَنْ أَبْيَاتِهِ * فَالْقَصْرُ وَالإِفْطَارُ مَفْعُولاَنِ
 
# وَصَلاَةُ مَغْرِبِ شَمْسِنَا وَصَبَاحِنَا * في الْحَضْرِ وَالأَسْفَارِ كَامِلَتَانِ
إحداهما لا ترتضيه خليفة ... وتنصه الأخرى آلها ثاني
# وَالشَّمْسُ حِينَ تَزُولُ مِنْ كَبِدِ السَّمَا * فَالظُّهْرُ ثُمَّ الْعَصْرُ وَاجِبَتَانِ
 
# وَالظُّهْرُ آخِرُ وَقْتِهَا مُتَعَلِّقٌ * بِالْعَصْرِ وَالْوَقْتَانِ مُشْتَبِكَانِ
والعن زنادقة الجهالة إنهم ... أعناقهم غلت إلى الأذقان
# لاَ تَلْتَفِتْ مَا دُمْتَ فِيهَا قَائِمًا * وَاخْشَعْ بِقَلْبٍ خَائِفٍ رَهْبَانِ
 
# وَكَذَا الصَّلاَةُ غُرُوبَ شَمْسِ نَهَارِنَا * وَعِشَاؤُنَا وَقْتَانِ مُتَّصِلاَنِ
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا ... بفساد ملة صاحب الإيوان
# وَالصُّبْحُ مُنْفَرِدٌ بِوَقْتٍ مُفْرَدٍ * لَكِنْ لَهَا وَقْتَانِ مَفْرُودَانِ
 
# فَجْرٌ وَإِسْفَارٌ وَبَيْنَ كِلَيْهِمَا * وَقْتٌ لِكُلِّ مُطَوِّلٍ مُتَوَانِ
لا تركنن إلى الروافض إنهم ... شتموا الصحابة دون ما برهان
# وَارْقُبْ طُلُوعَ الْفَجْرِ وَاسْتَيْقِنْ بِهِ * فَالْفَجْرُ عِنْدَ شُيُوخِنَا فَجْرَانِ
 
# فَجْرٌ كَذُوبٌ ثُمَّ فَجْرٌ صَادِقٌ * وَلَرُبَّمَا في الْعَيْنِ يَشْتَبِهَانِ
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد ... وودادهم فرض على الإنسان
# وَالظِّلُّ في الأَزْمَانِ مُخْتَلِفٌ كَمَا * زَمَنُ الشِّتَا وَالصَّيْفِ مُخْتَلِفَانِ
 
# فَاقْرَأْ إِذَا قَرَأَ الإِمَامُ مُخَافِتًا * وَاسْكُتْ إِذَا مَا كَانَ ذَا إِعْلاَنِ
حب الصحابة والقرابة سنة ... ألقى بها ربي إذا أحياني
# وَلِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ فَصَلِّهَا * قَبْلَ السَّلاَمِ وَبَعْدَهُ قَوْلاَنِ
 
# سُنَنُ الصَّلاَةِ مُبَيَّنَهْ وَفُرُوضُهَا * فَاسْأَلْ شُيُوخَ الْفِقْهِ وَالإِحْسَانِ
إحذر عقاب الله وارج ثوابه ... حتى تكون كمن له قلبان
# فَرْضُ الصَّلاَةِ رُكُوعُهَا وَسُجُودُهَا * مَا إِنْ تَخَالَفَ فِيهِمَا رَجُلاَنِ
 
# تَحْرِيمُهَا تَكْبِيرُهَا وَحَلاَلُهَا * تَسْلِيمُهَا وَكِلاَهُمَا فَرْضَانِ
إيماننا بالله بين ثلاثة ... عمل وقول واعتقاد جنان
# وَالْحَمْدُ فَرْضٌ في الصَّلاَةِ قِرَاتُهَا * آيَاتُهَا سَبْعٌ وَهُنَّ مَثَانِي
 
# في كُلِّ رَكْعَاتِ الصَّلاَةِ مُعَادَةٌ * فِيهَا بِبَسْمَلَةٍ فَخُذْ تِبْيَانِي
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى ... وكلاهما في القلب يعتلجان
# وَإِذَا نَسِيتَ قِرَاتَهَا في رَكْعَةٍ * فَاسْتَوْفِ رَكْعَتَهَا بِغَيْرِ تَوَانِ
 
# اِتْبَعْ إِمَامَكَ خَافِضًا أَوْ رَافِعًا * فَكِلاَهُمَا فِعْلاَنِ مَحْمُودَانِ
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ... والنفس داعية إلى الطغيان
# لاَ تَرْفَعَنْ قَبْلَ الإِمَامِ وَلاَ تَضَعْ * فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَذْمُومَانِ
 
# إِنَّ الشَّرِيعَةَ سُنَّةٌ وَفَرِيضَةٌ * وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ عِقْدَانِ
فاستحي من نظر الإله وقل لها ... إن الذي خلق الظلام يراني
# لَكِنْ أَذَانُ الصُّبْحِ عِنْدَ شُيُوخِنَا * مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَبَيَّنَ الْفَجْرَانِ
 
# هِيَ رُخْصَةٌ في الصُّبْحِ لاَ في غَيْرِهِ * مِنْ أَجْلِ يَقْظَةِ غَافِلٍ وَسْنَانِ
كن طالبا للعلم واعمل صالحا ... فهما إلى سبل الهدى سببان
# أَحْسِنْ صَلاَتَكَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا * بِتَطَمُّنٍ وَتَرَفُّقٍ وَتَدَانِ
 
# لاَ تَدْخُلَنَّ إِلَى صَلاَتِكَ حَاقِنًا * فَالإِحْتِقَانُ يُخِلُّ بِالأَرْكَانِ
لا تتبع علم النجوم فإنه ... متعلق بزخارف الكهان
# بَيِّتْ مِنَ اللَّيْلِ الصِّيَامَ بِنِيَّةٍ * مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَيَّزَ الْخَيْطَانِ
 
# يُجْزِيكَ في رَمَضَانَ نِيَّةُ لَيْلَةٍ * إِذْ لَيْسَ مُخْتَلِطًا بِعَقْدٍ ثَانِ
علم النجوم وعلم شرع محمد ... في قلب عبد ليس يجتمعان
# رَمَضَانُ شَهْرٌ كَامِلٌ في عَقْدِنَا * مَا حَلَّهُ يَوْمٌ وَلاَ يَوْمَانِ
 
# إِلاَّ الْمُسَافِرُ وَالْمَرِيضُ فَقَدْ أَتَى * تَأْخِيرُ صَوْمِهِمَا لِوَقْتٍ ثَانِ
لو كان علم للكواكب أو قضا ... لم يهبط المريخ في السرطان
# وَكَذَاكَ حَمْلٌ وَالرَّضَاعُ كِلاَهُمَا * في فِطْرِهِ لِنِسَائِنَا عُذْرَانِ
 
# عَجِّلْ بِفِطْرِكَ وَالسُّحُورُ مُؤَخَّرٌ * فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَرْغُوبَانِ
والشمس في الحمل المضيء سريعة ... وهبوطها في كوكب الميزان
# حَصِّنْ صِيَامَكَ بِالسُّكُوتِ عَنِ الْخَنَا * أَطْبِقْ عَلَى عَيْنَيْكَ بِالأَجْفَانِ
 
# لاَ تَمْشِ ذَا وَجْهَيْنِ مِنْ بَيْنِ الْوَرَى * شَرُّ الْبَرِيَّةِ مَنْ لَهُ وَجْهَانِ
والشمس محرقة لستة أنجم ... لكنها والبدر ينخسفان
# لاَ تَحْسُدَنْ أَحَدًا عَلَى نَعْمَائِهِ * إِنَّ الْحَسُودَ لِحُكْمِ رَبِّكَ شَانِي
 
# لاَ تَسْعَ بَيْنَ الصَّاحِبَيْنِ نَمِيمَةً * فَلأَجْلِهَا يَتَبَاغَضُ الْخِلاَّنِ
ولربما اسودا وغاب ضياهما ... وهما لخوف الله يرتعدان
# وَالْعَيْنُ حَقٌّ غَيْرُ سَابِقَةٍ لِمَا * يُقْضَى مِنَ الأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ
 
# وَالسِّحْرُ كُفْرٌ فِعْلُهُ لاَ عِلْمُهُ * مِنْ هَهُنَا يَتَفَرَّقُ الْحُكْمَانِ
أردد على من يطمئن إليهما ... ويظن أن كليهما ربان
# وَالْقَتْلُ حَدُّ السَّاحِرِينَ إِذَا هُمُ * عَمِلُوا بِهِ لِلْكُفْرِ وَالطُّغْيَانِ
 
# وَتَحَرَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ * فَرْضٌ عَلَيْكَ وَطَاعَةَ السُّلْطَانِ
يا من يحب المشتري وعطاردا ... ويظن أنهما له سعدان
# لاَ تَخْرُجَنَّ عَلَى الإِمَامِ مُحَارِبًا * وَلَوَ انَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْحُبْشَانِ
 
# وَمَتَى أُمِرْتَ بِبِدْعَةٍ أَوْ زَلَّةٍ * فَاهْرُبْ بِدِينِكَ آخِرَ الْبُلْدَانِ
لم يهبطان ويعلوان تشرفا ... وبوهج حر الشمس يحترقان
# الدِّينُ رَأْسُ الْمَالِ فَاسْتَمْسِكْ بِهِ * فَضَيَاعُهُ مِنْ أَعْظَمِ الْخُسْرَانِ
 
# لاَ تَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَدَيْكَ بِرِيبَةٍ * لَوْ كُنْتَ في النُّسَّاكِ مِثْلَ بَنَانِ
أتخاف من زحل وترجو المشتري ... وكلاهما عبدان مملوكان
# إِنَّ الرِّجَالَ النَّاظِرِينَ إِلَى النِّسَا * مِثْلُ الْكِلاَبِ تَطُوفُ بِاللُّحْمَانِ
 
# إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا * أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ
والله لو ملكا حياة أو فنا ... لسجدت نحوهما ليصطنعان
# لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ النِّسَاءِ مَوَدَّةً * فَقُلُوبُهُنَّ سَرِيعَةُ الْمَيَلاَنِ
 
# لاَ تَتْرُكَنْ أَحَدًا بِأَهْلِكَ خَالِيًا * فَعَلَى النِّسَاءِ تَقَاتَلَ الأَخَوَانِ
وليفسحا في مدتي ويوسعا ... رزقي وبالإحسان يكتنفاني
# وَاغْضُضْ جُفُونَكَ عَنْ مُلاَحَظَةِ النِّسَا * وَمَحَاسِنِ الأَحْدَاثِ وَالصِّبْيَانِ
 
# لاَ تَجْعَلَنَّ طَلاَقَ أَهْلِكَ عُرْضَةً * إِنَّ الطَّلاَقَ لأَخْبَثُ الأَيْمَانِ
بل كل ذلك في يد الله الذي ... ذلت لعزة وجهه الثقلان
# إِنَّ الطَّلاَقَ مَعَ الْعِتَاقِ كِلاَهُمَا * قَسَمَانِ عِنْدَ اللهِ مَمْقُوتَانِ
 
# وَاحْفِرْ لِسِرِّكَ في فُُؤَادِكَ مَلْحَدًا * وَادْفِنْهُ في الأَحْشَاءِ أَيَّ دِفَانِ
فقد استوى زحل ونجم المشتري ... والرأس والذنب العظيم الشان
# إِنَّ الصَّدِيقَ مَعَ الْعَدُوِّ كِلاَهُمَا * في السِّرِّ عِنْدَ أُولِي النُّهَى شَكْلاَنِ
 
# لاَ يَبْدُ مِنْكَ إِلَى صَدِيقِكَ زَلَّةٌ * وَاجْعَلْ فَُؤَادَكَ أَوْثَقَ الْخِلاَّنِ
والزهرة الغراء مع مريخها ... وعطارد الوقاد مع كيوان
# لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الذُّنُوبِ صِغَارَهَا * فَالْقَطْرُ مِنْهُ تَدَفُّقُ الْخِلْجَانِ
 
# وَإِذَا نَذَرْتَ فَكُنْ بِنَذْرِكَ مُوفِيًا * فَالنَّذْرُ مِثْلُ الْعَهْدِ مَسْئُولاَنِ
إن قابلت وتربعت وتثلثت ... وتسدست وتلاحقت بقران
# لاَ تُشْغَلَنَّ بِعَيْبِ غَيْرِكَ غَافِلاً * عَنْ عَيْبِ نَفْسِكَ إِنَّهُ عَيْبَانِ
 
# لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِدَالِ مُخَاصِمًا * إِنَّ الْجِدَالَ يُخِلُّ بِالأَدْيَانِ
ألها دليل سعادة أو شقوة ... لا والذي برأى الورى وبراني
# وَاحْذَرْ مُجَادَلَةَ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا * تَدْعُو إِلَى الشَّحْنَاءِ وَالشَّنَآنِ
 
# وَإِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَى الْجِدَالِ وَلَمْ تَجِدْ * لَكَ مَهْرَبًا وَتَلاَقَتِ الصَّفَّانِ
من قال بالتأثير فهو معطل ... للشرع متبع لقول ثان
# فَاجْعَلْ كِتَابَ اللهِ دِرْعًا سَابِغًا * وَالشَّرْعَ سَيْفَكَ وَابْدُ في الْمَيْدَانِ
 
# وَالسُّنَّةَ الْبَيْضَاءَ دُونَكَ جُنَّةً * وَارْكَبْ جَوَادَ الْعَزْمِ في الْجَوَلاَنِ
إن النجوم على ثلاثة أوجه ... فاسمع مقال الناقد الدهقان
# وَاثْبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ أَلْوِيَةِ الْهُدَى * فَالصَّبْرُ أَوْثَقُ عُدَّةِ الإِنْسَانِ
 
# وَاطْعَنْ بِرُمْحِ الْحَقِّ كُلَّ مُعَانِدٍ * للهِ دَرُّ الْفَارِسِ الطَّعَّانِ
بعض النجوم خلقن زينة للسما ... كالدر فوق ترائب النسوان
# وَاحْمِلْ بِسَيْفِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخْلِصٍ * مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ
 
# وَاحْذَرْ بِجُهْدِكَ مَكْرَ خَصْمِكَ إِنَّهُ * كَالثَّعْلَبِ الْبَرِّيِّ في الرَّوَغَانِ
وكواكب تهدي المسافر في السرى ... ورجوم كل مثابر شيطان
# أَصْلُ الْجِدَالِ مِنَ السُّؤَالِ وَفَرْعُهُ * حُسْنُ الْجَوَابِ بِأَحْسَنِ التِّبْيَانِ
 
# لاَ تَلْتَفِتْ عِنْدَ السُّؤَالِ وَلاَ تُعِدْ * لَفْظَ السُّؤَالِ كِلاَهُمَا عَيْبَانِ
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا ... إذ كل يوم ربنا في شأن
# وَإِذَا غَلَبْتَ الْخَصْمَ لاَ تَهْزَأْ بِهِ * فَالْعُجْبُ يُخْمِدُ جَمْرَةَ الإِحْسَانِ
 
# فَلَرُبَّمَا انْهَزَمَ الْمُحَارِبُ عَامِدًا * ثُمَّ انْثَنَى فَسَطَا عَلَى الْفُرْسَانِ
والله يمطرنا الغيوث بفضله ... لا نوء عواء ولا دبران
# وَاسْكُتْ إِذَا وَقَعَ الْخُصُومُ وَقَعْقَعُوا * فَلَرُبَّمَا أَلْقَوْكَ في بَحْرَانِ
 
# وَلَرُبَّمَا ضَحِكَ الْخُصُومُ لِدَهْشَةٍ * فَاثْبُتْ وَلاَ تَنْكَلْ عَنِ الْبُرْهَانِ
من قال إن الغيث جاء بهنعة ... أو صرفة أو كوكب الميزان
# فَإِذَا أَطَالُوا في الْكَلاَمِ فَقُلْ لَهُمْ * إِنَّ الْبَلاَغَةَ لُجِّمَتْ بِبَيَانِ
 
# لاَ تَغْضَبَنَّ إِذَا سُئِلْتَ وَلاَ تَصِحْ * فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَذْمُومَانِ
فقد افترا إثما وبهتانا ولم ... ينزل به الرحمن من سلطان
# وَإِذَا انْقَلَبْتَ عَنِ السُّؤَالِ مُجَاوِبًا * فَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُنْقَطِعَانِ
 
# وَاحْذَرْ مُنَاظَرَةً بِمَجْلِسِ خِيفَةٍ * حَتَّى تُبَدَّلَ خِيفَةً بِأَمَانِ
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها ... ولقل ما يتجمع الضدان
# نَاظِرْ أَدِيبًا مُنْصِفًا لَكَ عَاقِلاً * وَانْصِفْهُ أَنْتَ بِحَسْبِ مَا تَرَيَانِ
 
# وَيَكُونُ بَيْنَكُمَا حَكِيمٌ حَاكِمًا * عَدْلاً إِذَا جِئْتَاهُ تَحْتَكِمَانِ
وإذا طلبت طبائعا مستسلما ... فاطلب شواظ النار في الغدران
# كُنْ طُولَ دَهْرِكَ سَاكِتًا مُتَوَاضِعًا * فَهُمَا لِكُلِّ فَضِيلَةٍ بَابَانِ
 
# وَاخْلَعْ رِدَاءَ الْكِبْرِ عَنْكَ فَإِنَّهُ * لاَ يَسْتَقِلُّ بِحَمْلِهِ الْكَتِفَانِ
علم الفلاسفة الغواة طبيعة ... ومعاد أرواح بلا أبدان
# كُنْ فَاعِلاً لِلْخَيْرِ قَوَّالاً لَهُ * فَالْقَوْلُ مِثْلُ الْفِعْلِ مُقْتَرِنَانِ
 
# مِنْ غَوْثِ مَلْهُوفٍ وَشِبْعَةِ جَائِعٍ * وِدِثَارِ عُرْيَانٍ وَفِدْيَةِ عَانِ
لولا الطبيعة عندهم وفعالها ... لم يمش فوق الأرض من حيوان
# فَإِذَا عَمِلْتَ الْخَيْرَ لاَ تَمْنُنْ بِهِ * لاَ خَيْرَ في مُتَمَدِّحٍ مَنَّانِ
 
# اُشْكُرْ عَلَى النَّعْمَاءِ وَاصْبِرْ لِلْبَلاَ * فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَمْدُوحَانِ
والبحر عنصر كل ماء عندهم ... والشمس أول عنصر النيران
# لاَ تَشْكُوَنَّ بِعِلَّةٍ أَوْ قِلَّةٍ * فَهُمَا لِعِرْضِ الْمَرْءِ فَاضِحَتَانِ
 
# صُنْ حُرَّ وَجْهِكَ بِالْقَنَاعَةِ إِنَّمَا * صَوْنُ الْوُجُوهِ مُرُوءَةُ الْفِتْيَانِ
والغيث أبخرة تصاعد كلما ... دامت بهطل الوابل الهتان
# بِاللهِ ثِقْ وَلَهُ أَنِبْ وَبِهِ اسْتَعِنْ * فَإِذَا فَعَلْتَ فَأَنْتَ خَيْرُ مُعَانِ
 
# وَإِذَا عَصَيْتَ فَتُبْ لِرَبِّكَ مُسْرِعًا * حَذَرَ الْمَمَاتِ وَلاَ تَقُلْ لَمْ يَانِ
والرعد عند الفيلسوف بزعمه ... صوت اصطكاك السحب في الأعنان
# وَإِذَا ابْتُلِيتَ بِعُسْرَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا * فَالْعُسْرُ فَرْدٌ بَعْدَهُ يُسْرَانِ
 
# لاَ تَحْشُ بَطْنَكَ بِالطَّعَامِ تَسَمُّنًا * فَجُسُومُ أَهْلِ الْعِلْمِ غَيْرُ سِمَانِ
والبرق عندهم شواظ خارج ... بين السحاب يضيء في الأحيان
# لاَ تَتَّبِعْ شَهَوَاتِ نَفْسِكَ مُسْرِفًا * فَاللهُ يُبْغِضُ عَابِدًا شَهْوَانِي
 
# أَقْلِلْ طَعَامَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ * نَفْعُ الْجُسُومِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ
كذب أرسطاليسهم في قوله ... هذا وأسرف أيما هذيان
# وَامْلِكْ هَوَاكَ بِضَبْطِ بَطْنِكَ إِنَّهُ * شَرُّ الرِّجَالِ الْعَاجِزُ الْبَطْنَانِي
 
# وَمَنِ اسْتَذَلَّ لِفَرْجِهِ وَلِبَطْنِهِ * فَهُمَا لَهُ مَعَ ذَا الْهَوَى بَطْنَانِ
الغيث يفرغ في السحاب من السما ... ويكيله ميكال بالميزان
# حِصْنُ التَّدَاوِيِّ الْمَجَاعَةُ وَالظَّمَا * وَهُمَا لِفَكِّ نُفُوسِنَا قَيْدَانِ
 
# أَظْمِئْ نَهَارَكَ تُرْوَ في دَارِ الْعُلاَ * يَوْمًا يَطُولُ تَلَهُّفُ الْعَطْشَانِ
لا قطرة إلا وينزل نحوها ... ملك إلى الآكام والفيضان
# حُسْنُ الْغِذَاءِ يَنُوبُ عَنْ شُرْبِ الدَّوَا * سِيمَا مَعَ التَّقْلِيلِ وَالإِدْمَانِ
 
# إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ الشَّدِيدَ عَلَى الدَّوَا * فَلَرُبَّمَا أَفْضَى إِلَى الْخِذْلاَنِ
والرعد صيحة مالك وهو اسمه ... يزجي السحاب كسائق الأظعان
# دَبِّرْ دَوَاءَكَ قَبْلَ شُرْبِكَ وَلْيَكُنْ * مُتَآلِفَ الأَجْزَاءِ وَالأَوْزَانِ
 
# وَتَدَاوَ بِالْعَسَلِ الْمُصَفَّى وَاحْتَجِمْ * فَهُمَا لِدَائِكَ كُلِّهِ بُرْآنِ
والبرق شوظ النار يزجرها به ... زجر الحداة العيس بالقضبان
# لاَ تَدْخُلِ الْحَمَامَ شَبْعَانَ الْحَشَا * لاَ خَيْرَ في الْحَمَّامِ لِلشَّبْعَانِ
 
# وَالنَّوْمُ فَوْقَ السَّطْحِ مِنْ تَحْتِ السَّمَا * يُفْنِي وَيُذْهِبُ نُضْرَةَ الأَبْدَانِ
أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم ... تدبير ما انفردت به الجهتان
# لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِمَاعِ فَإِنَّهُ * يَكْسُو الْوُجُوهَ بِحُلَّةِ الْيَرَقَانِ
 
# أُحْذِرْكَ مِنْ نَفَسِ الْعَجُوزِ وَبُضْعِهَا * فَهُمَا لِجِسْمِ ضَجِيعِهَا سُقْمَانِ
أم غاب تحت الأرض أم صعد السما ... فرأى بها الملكوت رأي عيان
# عَانِقْ مِنَ النِّسْوَانِ كُلَّ فَتِيَّةٍ * أَنْفَاسُهَا كَرَوَائِحِ الرَّيْحَانِ
 
# لاَ خَيْرَ في صُوَرِ الْمَعَازِفِ كُلِّهَا * وَالرَّقْصِ وَالإِيقَاعِ في الْقُضْبَانِ
أم كان دبر ليلها ونهارها ... أم كان يعلم كيف يختلفان
# إِنَّ التَّقِيَّ لِرَبِّهِ مُتَنَزِّهٌ * عَنْ صَوْتِ أَوْتَارٍ وَسَمْعِ أَغَانِي
 
# وَتِلاَوَةُ الْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ التُّقَى * سِيمَا بِحُسْنِ شَجًا وَحُسْنِ بَيَانِ
أم سار بطلموس بين نجومها ... حتى رأى السيار والمتواني
# أَشْهَى وَأَوْفَى لِلنُّفُوسِ حَلاَوَةً * مِنْ صَوْتِ مِزْمَارٍ وَنَقْرِ مَثَانِ
 
# وَحَنِينُهُ في اللَّيْلِ أَطْيَبُ مَسْمَعٍ * مِنْ نَغْمَةِ النَّايَاتِ وَالْعِيدَانِ
أم كان أطلع شمسها وهلالها ... أم هل تبصر كيف يعتقبان
# أَعْرِضْ عَنِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ زَاهِدًا * فَالزُّهْدُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى زُهْدَانِ
 
# زُهْدٌ عَنِ الدُّنْيَا وَزُهْدٌ في الثَّنَا * طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى لَهُ الزُّهْدَانِ
أم كان أرسل ريحها وسحابها ... بالغيث يهمل أيما هملان
# لاَ تَنْتَهِبْ مَالَ الْيَتَامَى ظَالِمًا * وَدَعِ الرِّبَا فَكِلاَهُمَا فِسْقَانِ
 
# وَاحْفَظْ لِجَارِكَ حَقَّهُ وَذِمَامَهُ * وَلِكُلِّ جَارٍ مُسْلِمٍ حَقَّانِ
بل كان ذلك حكمة الله الذي ... بقضائه متصرف الأزمان
# وَاضْحَكْ لِضَيْفِكَ حِينَ يُنْزِلُ رَحْلَهُ * إِنَّ الْكَرِيمَ يُسَرُّ بِالضِّيفَانِ
 
# وَاصِلْ ذَوِي الأَرْحَامِ مِنْكَ وَإِنْ جَفَوا * فَوِصَالُهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْهِجْرَانِ
لا تستمع قول الضوارب بالحصا ... والزاجرين الطير بالطيران
# وَاصْدُقْ وَلاَ تَحْلِفْ بِرَبِّكَ كَاذِبًا * وَتَحَرَّ في كَفَّارَةِ الأَيْمَانِ
 
# وَتَوَقَّ أَيْمَانَ الْغَمُوسِ فَإنِّهَا * تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ الْحِيطَانِ
فالفرقتان كذوبتان على القضا ... وبعلم غيب الله جاهلتان
# حَدُّ النِّكَاحِ مِنَ الْحَرَائِرِ أَرْبَعٌ * فَاطْلُبْ ذَوَاتِ الدِّينِ وَالإِحْصَانِ
 
# لاَ تَنْكِحَنَّ مُحِدَّةً في عِدَّةٍ * فَنِكَاحُهَا وَزِنَاؤُهَا شِبْهَانِ
كذب المهندس والمنجم مثله ... فهما لعلم الله مدعيان
# عِدَدُ النِّسَاءِ لَهَا فَرَائِضُ أَرْبَعٌ * لَكِنْ يَضُمُّ جَمِيعَهَا أَصْلاَنِ
 
# تَطْلِيقُ زَوْجٍ دَاخِلٍ أَوْ مَوْتُهِ * قَبْلَ الدُّخُولِ وَبَعْدَهُ سِيَّانِ
الأرض عند كليهما كروية ... وهما بهذا القول مقترنان
# وَحُدُودُهُنَّ عَلَى ثَلاَثَةٍ أَقْرُءٍ * أَوْ أَشْهُرٍ وَكِلاَهُمَا جِسْرَانِ
 
# وَكَذَاكَ عِدَّةُ مَنْ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا * سَبْعُونَ يَوْمًا بَعْدَهَا شَهْرَانِ
والأرض عند أولي النهى لسطيحة ... بدليل صدق واضح القرآن
# عِدَدُ الْحَوَامِلِ مِنْ طَلاَقٍ أَوْ فَنَا * وَضْعُ الأَجِنَّةِ صَارِخًا أَوْ فَانِي
 
# وَكَذَاكَ حُكْمُ السِّقْطِ في إِسْقَاطِهِ * حُكْمُ التَّمَامِ كِلاَهُمَا وَضْعَانِ
والله صيرها فراشا للورى ... وبنى السماء بأحسن البنيان
# مَنْ لَمْ تَحِضْ أَوْ مَنْ تَقَلَّصَ حَيْضُهَا * قَدْ صَحَّ في كِلْتَيْهِمَا الْعَدَدَانِ
 
# كِلْتَاهُمَا تَبْقَى ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ * حُكْمَاهُمَا في النَّصِّ مُسْتَوِيَانِ
والله أخبر أنها مسطوحة ... وأبان ذلك أيما تبيان
# عِدَدُ الْجَوَارِ مِنَ الطَّلاَقِ بِحَيْضَةٍ * وَمِنَ الْوَفَاةِ الْخَمْسُ وَالشَّهْرَانِ
 
# فَبِطَلْقَتَيْنِ تَبِينُ مِنْ زَوْجٍ لَهَا * لاَ رَدَّ إِلاَّ بَعْدَ زَوْجٍ ثَانِي
أأحاط بالأرض المحيطة علمهم ... أم بالجبال الشمخ الأكنان
# وَكَذَا الْحَرَائِرُ فَالثَّلاَثُ تَبِينُهَا * فَيُحِلُّ تِلْكَ وَهَذِهِ زَوْجَانِ
 
# فَلْتَنْكِحَا زَوْجَيْهِمَا عَنْ غِبْطَةٍ * وَرِضًا بِلاَ دَلْسٍ وَلاَ عِصْيَانِ
أم يخبرون بطولها وبعرضها ... أم هل هما في القدر مستويان
# حَتَّى إِذَا امْتَزَجَ النِّكَاحُ بِدَلْسَةٍ * فَهُمَا مَعَ الزَّوْجَيْنِ زَانِيَتَانِ
 
# إِيَّاكَ وَالتَّيْسَ الْمُحَلِّلَ إِنَّهُ * وَالْمُسْتَحِلُّ لِرَدِّهَا تَيْسَانِ
أم فجروا أنهارها وعيونها ... ماء به يروى صدى العطشان
# لَعَنَ النَّبِيُّ مُحِلِّلاً وَمُحَلَّلاً * فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مَلْعُونَانِ
 
# لاَ تَضْرِبَنْ أَمَةً وَلاَ عَبْدًا جَنَى * فَكِلاَهُمَا بِيَدَيْكَ مَأْسُورَانِ
أم أخرجوا أثمارها ونباتها ... والنخل ذات الطلع والقنوان
# أَعْرِضْ عَنِ النِّسْوَانِ جُهْدَكَ وَانْتَدِبْ * لِعِنَاقِ خَيْرَاتٍ هُنَاكَ حِسَانِ
 
# في جَنَّةٍ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا * مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ بِهَا زَوْجَانِ
أم هل لهم علم بعد ثمارها ... أم باختلاف الطعم والألوان
# أَنْهَارُهَا تَجْرِي لَهُمْ مِنْ تَحْتِهِمْ * مَحْفُوفَةً بِالنَّخْلِ وَالرُّمَّانِ
 
# غُرُفَاتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ * وَقُصُورُهَا مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ
الله أحكم خلق ذلك كله ... صنعا وأتقن أيما إتقان
# قُصِرَتْ بِهَا لِلْمُتَّقِينَ كَوَاعِبًا * شُبِّهْنَ بِالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ
 
# بِيضُ الْوُجُوهِ شُعُورُهُنَّ حَوَالِكٌ * حُمْرُ الْخُدُودِ عَوَاتِقُ الأَجْفَانِ
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه ... إن الطبيعة علمها برهان
# فُلْجُ الثُّغُورِ إِذَا ابْتَسَمْنَ ضَوَاحِكًا * هِيفُ الْخُصُورِ نَوَاعِمُ الأَبْدَانِ
 
# خُضْرُ الثِّيَابِ ثُدِيُّهُنَّ نَوَاهِدٌ * صُفْرُ الْحُلِيِّ عَوَاطِرُ الأَرْدَانِ
أين الطبيعة عند كونك نطفة ... في البطن إذ مشجت به الماآن
# طُوبَى لِقَوْمٍ هُنَّ أَزْوَاجٌ لَهُمْ * في دَارِ عَدْنٍ في مَحَلِّ أَمَانِ
 
# يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذٍ شُرْبُهَا * بِأَنَامِلِ الْخُدَّامِ وَالْوِلْدَانِ
أين الطبيعة حين عدت عليقة ... في أربعين وأربعين تواني
# لَوْ تَنْظُرِ الْحَوْرَاءَ عِنْدَ وَلِيِّهَا * وَهُمَا فُوَيْقَ الْفُرْشِ مُتَّكِئَانِ
 
# يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ في أَيْدِيهِمَا * وَهُمَا بِلَذَّةِ شُرْبِهَا فَرِحَانِ
أين الطبيعة عند كونك مضغة ... في أربعين وقد مضى العددان
# وَلَرُبَّمَا تَسْقِيهِ كَأْسًا ثَانِيًا * وَكِلاَهُمَا بِرُضَابِهَا حُلْوَانِ
 
# يَتَحَدَّثَانِ عَلَى الأَرَائِكِ خَلْوَةً * وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلاَنِ
أترى الطبيعة صورتك مصورا ... بمسامع ونواظر وبنان
# أَكْرِمْ بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَأَهْلِهَا * إِخْوَانُ صِدْقٍ أَيُّمَا إِخْوَانِ
 
# جِيرَانُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحِزْبُهُ * أَكْرِمْ بِهِمْ في صَفْوَةِ الْجِيرَانِ
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا ... من بطن أمك واهي الأركان
# هُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَوْنَهُ * وَالْمُقْلَتَانِ إِلَيْهِ نَاظِرَتَانِ
 
# وَعَلَيْهِمُ فِيهِا مَلاَبِسُ سُنْدُسٍ * وَعَلَى الْمَفَارِقِ أَحْسَنُ التِّيجَانِ
أم فجرت لك باللبان ثديها ... فرضعتها حتى مضى الحولان
# تِيجَانُهُمْ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ * أَوْ فِضَّةٍ مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ
 
# وَخَوَاتِمٌ مِنْ عَسْجَدٍ وَأَسَاوِرٌ * مِنْ فِضَّةٍ كُسِيَتْ بِهَا الزَّنْدَانِ
أم صيرت في والديك محبة ... فهما بما يرضيك مغتبطان
# وَطَعَامُهُمْ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ نَاعِمٍ * كَالْبُخْتِ يُطْعَمُ سَائِرُ الأَلْوَانِ
 
# وَصِحَافُهُمْ ذَهَبٌ وَدُرٌّ فَائِقٌ * سَبْعُونَ أَلْفًا فَوْقَ أَلْفِ خِوَانِ
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى ... بالمنطق الرومي واليوناني
# إِنْ كُنْتَ مُشْتَاقًا لَهَا كَلِفًا بِهَا * شَوْقَ الْغَرِيبِ لِرُؤْيَةِ الأَوْطَانِ
 
# كُنْ مُحْسِنًا فِيمَا اسْتَطَعْتَ فَرُبَّمَا * تُجْزَى عَنِ الإِحْسَانِ بِالإِحْسَانِ
وشريعة الإسلام أفضل شرعة ... دين النبي الصادق العدنان
# وَاعْمَلْ لِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَطِيبِهَا * فَنَعِيمُهَا يَبْقَى وَلَيْسَ بِفَانِ
 
# أَدِمِ الصِّيَامَ مَعَ الْقِيَامِ تَعَبُّدًا * فَكِلاَهُمَا عَمَلاَنِ مَقْبُولاَنِ
هو دين رب العالمين وشرعه ... وهو القديم وسيد الأديان
# قُمْ في الدُّجَى وَاتْلُ الْكِتَابَ وَلاَ تَنَمْ * إِلاَّ كَنَوْمَةِ حَائِرٍ وَلْهَانِ
 
# فَلَرُبَّمَا تَأْتِي الْمَنِيَّةُ بَغْتَةً * فَتُسَاقُ مِنْ فُرُشٍ إِلَى الأَكْفَانِ
هو دين آدم والملائك قبله ... هو دين نوح صاحب الطوفان
# يَا حَبَّذَا عَيْنَانِ في غَسَقِ الدُّجَى * مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ
 
# لاَ تَقْذِفَنَّ الْمُحْصَنَاتِ وَلاَ تَقُلْ * مَا لَيْسَ تَعْلَمُهُ مِنَ الْبُهْتَانِ
وله دعا هود النبي وصالح ... وهما لدين الله معتقدان
# لاَ تَدْخُلَنَّ بُيُوتَ قَوْمٍ حُضَّرٍ * إِلاَّ بِنَحْنَحَةٍ أَوِ اسْتِئْذَانِ
 
# لاَ تَجْزَعَنَّ إِذَا دَهَتْكَ مُصِيبَةٌ * إِنَّ الصَّبُورَ ثَوَابُهُ ضِعْفَانِ
وبه أتى لوط وصاحب مدين ... فكلاهما في الدين مجتهدان
# فَإِذَا ابْتُلِيتَ بِنَكْبَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا * اللهُ حَسْبِي وَحْدَهُ وَكَفَانِي
 
# وَعَلَيْكَ بِالْفِقْهِ الْمُبَيِّنِ شَرْعَنَا * وَفَرَائِضِ الْمِيرَاثِ وَالْقُرْآنِ
هو دين إبراهيم وابنيه معا ... وبه نجا من نفحة النيران
# عِلْمُ الْحِسَابِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ * عِلْمَانِ مَطْلُوبَانِ مُتَّبَعَانِ
 
# لَوْلاَ الْفَرَائِضُ ضَاعَ مِيرَاثُ الْوَرَى * وَجَرَى خِصَامُ الْوُلْدِ وَالشِّيبَانِ
وبه حمى الله الذبيح من البلا ... لما فداه بأعظم القربان
# لَوْلاَ الْحِسَابُ وَضَرْبُهُ وَكُسُورُهُ * لَمْ يَنْقَسِمْ سَهْمٌ وَلاَ سَهْمَانِ
 
# لاَ تَلْتَمِسْ عِلْمَ الْكَلاَمِ فَإِنَّهُ * يَدْعُو إِلَى التَّعْطِيلِ وَالْهَيَمَانِ
هو دين يعقوب النبي ويونس ... وكلاهما في الله مبتليان
# لاَ يَصْحَبُ الْبِدْعِيَّ إِلاَّ مِثْلُهُ * تَحْتَ الدُّخَانِ تَأَجُّجُ النِّيرَانِ
 
# عِلْمُ الْكَلاَمِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ * يَتَغَايَرَانِ وَلَيَسْ يَشْتَبِهَانِ
هو دين داود الخليفة وابنه ... وبه أذل له ملوك الجان
# أَخَذُوا الْكَلاَمَ عَنِ الْفَلاَسِفَةِ الأُلَى * جَحَدُوا الشَّرَائِعَ غِرَّةً وَأَمَانِ
 
# حَمَلُوا الأُمُورَ عَلَى قِيَاسِ عُقُولِهِمْ * فَتَبَلَّدُوا كَتَبَلُّدِ الْحَيْرَانِ
هو دين يحيى مع أبيه وأمه ... نعم الصبي وحبذا الشيخان
# مُرْجِيُّهُمْ يُزْرِي عَلَى قَدَرِيِّهِمْ * وَالْفِرْقَتَانِ لَدَيَّ كَافِرَتَانِ
 
# وَيَسَبُّ مُخَتَارِيُّهُمْ دَوْرِيَّهُمْ * وَالْقَرْمَطِيُّ مُلاَعِنُ الرُّفْضَانِ
وله دعا عيسى بن مريم قومه ... لم يدعهم لعبادة الصلبان
# وَيَعِيبُ كَرَّامِيُّهُمْ وَهْبِيَّهُمْ * وَكِلاَهُمَا يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبَانِ
 
# لِحِجَاجِهِمْ شُبَهٌ تُخَالُ وَرَوْنَقٌ * مِثْلُ السَّرَابِ يَلُوحُ لِلظَّمْآنِ
والله أنطقه صبيا بالهدى ... في المهد ثم سما على الصبيان
# دَعْ أَشْعَرِيَّهُمُ وَمُعْتَزِلِيَّهُمْ * يَتَنَاقَرُونَ تَنَاقُرَ الْغِرْبَانِ
 
# كُلٌّ يَقِيسُ بِعَقْلِهِ سُبُلَ الْهُدَى * وَيَتِيهُ تَيْهَ الْوَالِهِ الْهَيْمَانِ
وكمال دين الله شرع محمد ... صلى عليه منزل القرآن
# فَاللهُ يَجْزِيهِمْ بِمَا هُمْ أَهْلُهُ * وَلَهُ الثَّنَا مِنْ قَوْلِهِمْ بَرَّانِي
 
# مَنْ قَاسَ شَرْعَ مُحَمَّدٍ في عَقْلِهِ * قَذَفَتْ بِهِ الأَهْوَاءُ في غَدْرَانِ
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع ... يوما على زلل له ابوان
# لاَ تَفْتَكِرْ في ذَاتِ رَبِّكَ وَاعْتَبِرْ * فِيمَا بِهِ يَتَصَرَّفُ الْمَلَوَانِ
 
# وَاللهُ رَبِّي مَا تُكَيَّفُ ذَاتُهُ * بِخَوَاطِرِ الأَوْهَامِ وَالأَذْهَانِ
الطاهر النسوان والولد الذي ... من ظهره الزهراء والحسنان
# أَمْرِرْ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ * مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلاَ هَذَيَانِ
 
# هُوَ مَذْهَبُ الزُّهْرِي وَوَافَقَ مَالِكٌ * وَكِلاَهُمَا في شَرْعِنَا عَلَمَانِ
وأولو النبوة والهدى ما منهم ... أحد يهودي ولا نصراني
# للهِ وَجْهٌ لاَ يُحَدُّ بِصُورَةٍ * وَلِرَبِّنَا عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ
 
# وَلَهُ يَدَانِ كَمَا يَقُولُ إِلَهُنَا * وَيَمِينُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَيْمَانِ
بل مسلمون ومؤمنون بربهم ... حنفاء في الإسرار والإعلان
# كِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ وَصْفُهَا * وَهُمَا عَلَى الثَّقَلَيْنِ مُنْفِقَتَانِ
 
# كُرْسِيُّهُ وَسِعَ السَّمَواتِ الْعُلَى * وَالأَرْضَ وَهْوَ يَعْمُّهُ الْقَدَمَانِ
ولملة الإسلام خمس عقائد ... والله أنطقني بها وهداني
# وَاللهُ يَضْحَكُ لاَ كَضِحْكِ عَبِيدِهْ * وَالْكَيْفُ مُمْتَنِعٌ عَلَى الرَّحْمَنِ
 
# وَاللهُ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ * لِسَمَائِهِ الدُّنْيَا بِلاَ كِتْمَانِ
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا ... فكلاهما في الصحف مكتوبان
# فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُجِيبَهُ * فَأَنَا الْقَرِيبُ أُجِيبُ مَنْ نَادَانِي
 
# حَاشَا الإِلَهَ بِأَنْ تُكَيَّفَ ذَاتُهُ * فَالْكَيْفُ وَالتَّمْثِيلُ مُنْتَفِيَانِ
جمل زمانك بالسكوت فإنه ... زين الحليم وسترة الحيران
# وَالأَصْلُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ * شَيْءٌ تَعَالَى الرَّبُّ ذُو الإِحْسَانِ
 
# وَحَدِيثُهُ الْقُرْآنُ وَهْوَ كَلاَمُهُ * صَوْتٌ وَحَرْفٌ لَيْسَ يَفْتَرِقَانِ
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة ... وتوق كل منافق فتان
# لَسْنَا نُشَبِّهُ رَبَّنَا بِعِبَادِهِ * رَبٌّ وَعَبْدٌ كَيْفَ يَشْتَبِهَانِ
 
# فَالصَّوْتُ لَيْسَ بِمُوجِبٍ تَجْسِيمَهُ * إِذْ كَانَتِ الصِّفَتَانِ تَخْتَلِفَانِ
أد الفرائض لا تكن متوانيا ... فتكون عند الله شر مهان
# حَرَكَاتُ أَلْسُنِنَا وَصَوْتُ حُلُوقِنَا * مَخْلُوقَةٌ وَجَمِيعُ ذَلِكَ فَانِي
 
# وَكَمَا يَقُولُ اللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ * حَيًّا وَلَيْسَ كَسَائِرِ الْحَيَوَانِ
أدم السواك مع الوضوء فإنه ... مرضى الإله مطهر الأسنان
# وَحَيَاةُ رَبِّي لَمْ تَزَلْ صِفَةً لَهُ * سُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ ذِي الشَّانِ
 
# وَكَذَاكَ صَوْتُ إِلَهِنَا وَنِدَاؤُهُ * حَقًّا أَتَى في مُحْكَمِ الْقُرْآنِ
سم الإله لدى الوضوء بنية ... ثم استعذ من فتنة الولهان
# وَحَيَاتُنَا بِحَرَارَةٍ وَبُرُودَةٍ * وَاللهُ لاَ يُعْزَى لَهُ هَذَانِ
 
# وَقِوَامُهَا بِرُطُوبَةٍ وَيُبُوسَةٍ * ضِدَّانِ أَزْوَاجٌ هُمَا ضِدَّانِ
فأساس أعمال الورى نياتهم ... وعلى الأساس قواعد البنيان
# سُبْحَانَ رَبِّي عَنْ صِفَاتِ عِبَادِهِ * أَوْ أَنْ يَكُونَ مُرَكَّبًا جَسَدَانِ
 
# إِنِّي أَقُولُ فَأَنْصِتُوا لِمَقَالَتِي * يَا مَعْشَرَ الْخُلَطَاءِ وَالإِخْوَانِ
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله ... فالفور والإسباغ مفترضان
# إِنَّ الَّذِي هُوَ في الْمَصَاحِفِ مُثْبَتٌ * بِأَنَامِلِ الأَشْيَاخِ وَالشُّبَّانِ
 
# هُوَ قَوْلُ رَبِّي آيُهُ وَحُرُوفُهُ * وَمِدَادُنَا وَالرَّقُّ مَخْلُوقَانِ
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا ... لكنه شم بلا إمعان
# مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ ضِدَّ مَقَالَتِي * فَالْعَنْهُ كُلَّ إِقَامَةٍ وَأَذَانِ
 
# هُوَ في الْمَصَاحِفِ وَالصُّدُورِ حَقِيقَةً * أَيْقِنْ بِذَلِكَ أَيَّمَا إِيقَانِ
وعليك فرضا غسل وجهك كله ... والماء متبع به الجفنان
# وَكَذَا الْحُرُوفُ الْمُسْتَقِرُّ حِسَابُهَا * عِشْرُونَ حَرْفًا بَعْدَهُنَّ ثَمَانِي
 
# هِيَ مِنْ كَلاَمِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ * حَقًّا وَهُنَّ أُصُولُ كُلِّ بَيَانِ
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا ... فكلاهما في الغسل مدخولان
# حَاءٌ وَمِيمٌ قَوْلُ رَبِّي وَحْدَهُ * مِنْ غَيْرِ أَنْصَارٍ وَلاَ أَعْوَانِ
 
# مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ مَا قَدْ قَالَهُ * عَبْدُ الْجَلِيلِ وَشِيعَةُ اللِّحْيَانِ
وامسح برأسك كله مستوفيا ... والماء ممسوح به الأذنان
# فَقَدِ افْتَرَى كَذِبًا وَإِثْمًا وَاقْتَدَى * بِكِلاَبِ كَلْبِ مَعَرَّةِ النُّعْمَانِ
 
# خَالَطتُّهُمْ حِينًا فَلَوْ عَاشَرْتُهُمْ * لَضَرَبْتُهُمْ بِصَوَارِمِي وَلِسَانِي
وكذا التمضمض في وضوئك سنة ... بالماء ثم تمجه الشفتان
# تَعِسَ الْعَمِيُّ أَبُو الْعَلاَءِ فَإِنَّهُ * قَدْ كَانَ مَجْمُوعًا لَهُ الْعَمَيَانِ
 
# وَلَقَدْ نَظَمْتُ قَصِيدَتَيْنِ بِهَجْوِهِ * أَبْيَاتُ كُلِّ قَصِيدَةٍ مِئَتَانِ
والوجه والكفان غسل كليهما ... فرض ويدخل فيهما العظمان
# وَالآنَ أَهْجُو الأَشْعَرِيَّ وَحِزْبَهُ * وَأُذِيعُ مَا كَتَمُوا مِنَ الْبُهْتَانِ
 
# يَا مَعْشَرَ الْمُتَكَلِّمِينَ عَدَوْتُمُ * عُدْوَانَ أَهْلِ السَّبْتِ في الْْحِيتَانِ
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة ... أمر النبي بها على استحسان
# كَفَّرْتُمُ أَهْلَ الشَّرِيعَةِ وَالْهُدَى * وَطَعَنْتُمُ بِالْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ
 
# فَلأَنْصُرَنَّ الْحَقَّ حَتَّى أَنَّنِي * أَسْطُو عَلَى سَادَاتِكُمْ بِطِعَانِي
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى ... واستيقظت من نومك العينان
# اللهُ صَيَّرَنِي عَصَا مُوسَى لَكُمْ * حَتَّى تَلَقَّفَ إِفْكَكُمْ ثُعْبَانِي
 
# بِأَدِلَّةِ الْقُرْآنِ أُبْطِلُ سِحْرَكُمْ * وَبِهِ أُزَلْزِلُ كُلَّ مَنْ لاَقَانِي
وكذلك الرجلان غسلهما معا ... فرض ويدخل فيهما الكعبان
# هُوَ مَلْجَئِي هُوَ مَدْرَئِي هُوَ مُنْجِنِي * مِنْ كَيْدِ كُلِّ مُنَافِقٍ خَوَّانِ
 
# إِنْ حَلَّ مَذْهَبُكُمْ بِأَرْضٍ أَجْدَبَتْ * أَوْ أَصْبَحَتْ قَفْرًا بِلاَ عُمْرَانِ
لا تستمع قول الروافض إنهم ... من رأيهم أن تمسح الرجلان
# وَاللهُ صَيَّرَنِي عَلَيْكُمْ نِقْمَةً * وَلِهَتْكِ سِتْرِ جَمِيعِكُمْ أَبْقَانِي
 
# أَنَ في حُلُوْقِ جَمِيعِهِمْ عُودُ الْحَشَا * أَعْيَى أَطِبَّتَكُمْ غُمُوضُ مَكَانِي
يتأولون قراءة منسوخة ... بقراءة وهما منزلتان
# أَنَ حَيَّةُ الْوَادِي أَنَا أَسَدُ الشَّرَى * أَنَ مُرْهَفٌ مَاضِي الْغِرَارِ يَمَانِي
 
# بَيْنَ ابْنِ حَنْبَلَ وَابْنِ إِسْمَاعِيلِكُمْ * سَخَطٌ يُذِيقُكُمُ الْحَمِيمَ الآنِ
إحداهما نزلت لتنسخ أختها ... لكن هما في الصحف مثبتتان
# دَارَيْتُمُ عِلْمَ الْكَلاَمِ تَشَزُّرًا * وَالْفِقْهُ لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِ يَدَانِ
 
# الْفِقْهُ مُفْتَقِرٌ لِخَمْسِ دَعَائِمٍ * لَمْ يَجْتَمِعْ مِنْهَا لَكُمْ ثِنْتَانِ
غسل النبي وصحبه أقدامهم ... لم يختلف في غسلهم رجلان
# حِلْمٌ وَإِتْبَاعٌ لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ * وَتُقًى وَكَفُّ أَذًى وَفَهْمُ مَعَانِ
 
# آثَرْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى أَدْيَانِكُمْ * لاَ خَيْرَ في دُنْيَا بِلاَ أَدْيَانِ
والسنة البيضاء عند أولي النهى ... في الحكم قاضية على القرآن
# وَفَتَحْتُمُ أَفْوَاهَكُمْ وَبُطُونَكُمْ * فَبَلَعْتُمُ الدُّنْيَا بِغَيْرِ تَوَانِ
 
# كَذَّبْتُمُ أَقْوَالَكُمْ بِفِعَالِكُمْ * وَحَمَلْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى الأَدْيَانِ
فإذا استوت رجلاك في خفيهما ... وهما من الأحداث طاهرتان
# قُرَّاؤُكُمْ قَدْ أَشْبَهُوا فُقَهَاءَكُمْ * فِئَتَانِ لِلرَّحْمَنِ عَاصِيَتَانِ
 
# يَتَكَالَبَانِ عَلَى الْحَرَامِ وَأَهْلِهِ * فِعْلَ الْكِلاَبِ بِجِيفَةِ اللُّحْمَانِ
وأردت تجديد الطهارة محدثا ... فتمامها أن يمسح الخفان
# يَا أَشْعَرِيَّةُ هَلْ شَعَرْتُمْ أَنَّنِي * رَمَدُ الْعُيُونِ وَحِكَّةُ الأَجْفَانِ
 
# أَنَ في كُبُودِ الأَشْعَرِيَّةِ قَرْحَةٌ * أَرْبُو فَأَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَشْنَانِي
وإذا أردت طهارة لجنابة ... فلتخلعا ولتغسل القدمان
# وَلَقَدْ بَرَزْتُ إِلَى كِبَارِ شُيُوخِكُمْ * فَصَرَفْتُ مِنْهُمْ كُلَّ مَنْ نَاوَانِي
 
# وَقَلَبْتُ أَرْضَ حِجَاجِهِمْ وَنَثَرْتُهَا * فَوَجَدتُّهَا قَوْلاً بِلاَ بُرْهَانِ
غسل الجنابة في الرقاب أمانة ... فأداءها من أكمل الإيمان
# وَاللهُ أَيَّدَنِي وَثَبَّتَ حُجَّتِي * وَاللهُ مِنْ شُبُهَاتِهِمْ نَجَّانِي
 
# وَالْحَمْدُ للهِ الْمُهَيْمِنِ دَائِمًا * حَمْدًا يُلَقِّحُ فِطْنَتِي وَجَنَانِي
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها ... لا خير في متثبط كسلان
# أَحَسِبْتُمُ يَا أَشْعَرِيَّةُ أَنَّنِي * مِمَّنْ يُقَعْقِعُ خَلْفَهُ بِشِنَانِ
 
# أَفَتُسْتَرُ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ بِالسُّهَا * أَمْ هَلْ يُقَاسُ الْبَحْرُ بِالْخُلْجَانِ
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا ... حتى يعم جميعه الكفان
# عَمْرِي لَقَدْ فَتَّشْتُكُمْ فَوَجَدتُّكُمْ * حُمُرًا بِلاَ عِنَنٍ وَلاَ أَرْسَانِ
 
# أَحْضَرْتُكُمْ وَحَشَرْتُكُمْ وَقَصَدتُّكُمْ * وَكَسَرْتُكُمْ كَسْرًا بِلاَ جُبْرَانِ
وإذا عدمت الماء فكن متيمما ... من طيب ترب الأرض والجدران
# أَزَعَمْتُمُ أَنَّ الْقَرَانَ عِبَارَةٌ * فَهُمَا كَمَا تَحْكُونَ قُرْآنَانِ
 
# إِيمَانُ جِبْرِيلٍ وَإِيمَانُ الَّذِي * رَكِبَ الْمَعَاصِي عِنْدَكُمْ سِيَّانِ
متيمما صليت أو متوضئا ... فكلاهما في الشرع مجزيتان
# هَذَا الْجُوَيْهِرُ وَالْعُرَيْضُ بِزَعْمِكُمْ * أَهُمَا لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى أَصْلاَنِ
 
# مَنْ عَاشَ في الدُّنْيَا وَلَمْ يَعْرِفْهُمَا * وَأَقَرَّ بِالإِسْلاَمِ وَالْفُرْقَانِ
والغسل فرض والتدلك سنة ... وهما بمذهب مالك فرضان
# أَفَمُسْلِمٌ هُوَ عِنْدَكُمْ أَمْ كَافِرٌ * أَمْ عَاقِلٌ أَمْ جَاهِلٌ أَمْ وَانِي
 
# عَطَّلْتُمُ السَّبْعَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى * وَالْعَرْشَ أَخْلَيْتُمْ مِنَ الرَّحْمَنِ
والماء ما لم تستحل أوصافه ... بنجاسة أو سائر الأدهان
# وَزَعَمْتُمُ أَنَّ الْبَلاَغَ لأَحْمَدٍ * في آيَةٍ مِنْ جُمْلَةِ الْقُرْآنِ
 
# هَذِي الشَّقَاشِقُ وَالْمَخَارِفُ وَالْهَوَى * وَالْمَذْهَبُ الْمُسْتَحْدَثُ الشَّيْطَانِي
فإذا صفى في لونه أو طعمه ... مع ريحه من جملة الأضغان
# سَمَّيْتُمُ عِلْمَ الأُصُولِ ضِلاَلَةً * كَاسْمِ النَّبِيذِ لِخَمْرَةِ الأَدْنَانِ
 
# وَنَعَتْ مَحَارِمُكُمْ عَلَى أَمْثَالِكُمْ * وَاللهُ عَنْهَا صَانَنِي وَحَمَانِي
فهناك سمي طاهرا ومطهرا ... هذان أبلغ وصفه هذان
# إِنِّي اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ شَرْعِ مُحَمَّدٍ * وَعَضَضْتُهُ بِنَوَاجِذِ الأَسْنَانِ
 
# أَشَعَرْتُمُ يَا أَشْعَرِيَّةُ أَنَّنِي * طُوفَانُ بَحْرٍ أَيُّمَا طُوفَانِ
فإذا صفى في لونه أو طعمه ... من حمأة الآبار والغاران
# أَنَ هَمُّكُمْ أَنَ غَمُّكُمْ أَنَ سُقْمُكُمْ * أَنَ سُمُّكُمْ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ
 
# أَذْهَبْتُمُ نُورَ الْقُرَانِ وَحُسْنَهُ * مِنْ كُلِّ قَلْبٍ وَالِهٍ لَهْفَانِ
جاز الوضوء لنا به وطهورنا ... فاسمع بقلب حاضر يقظان
# فَوَحَقِّ جَبَّارٍ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * مِنْ غَيْرِ تَمْثِيلٍ كَقَوْلِ الْجَانِي
 
# وَوَحَقِّ مَنْ خَتَمَ الرِّسَالَةَ وَالْهُدَى * بِمُحَمَّدٍ فَزَهَا بِهِ الْحَرَمَانِ
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز ... منه الطهور لعلة السيلان
# لأُقَطِّعَنَّ بِمِعْوَلِي أَعْرَاضَكُمْ * مَا دَامَ يَصْحَبُ مُهْجَتِي جُثْمَانِي
 
# وَلأَهْجُوَنَّكُمُ وَأَثْلِبُ حِزْبَكُمْ * حَتَّى تُغَيِّبَ جُثَّتِي أَكْفَانِي
إلا إذا كان الغدير مرجرجا ... غدقا بلا كيل ولا ميزان
# وَلأَهْتِكَنَّ بِمَنْطِقِي أَسْتَارَكُمْ * حَتَّى أُبَلِّغَ قَاصِيًا أَوْ دَانِي
 
# وَلأَهْجُوَنَّ صَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ * غَيْظًا لِمَنْ قَدْ سَبَّنِي وَهَجَانِي
أو كانت الميتات مما لم تسل ... والما قليل طاب للغسلان
# وَلأُنْزِلَنَّ بِكُمْ أَلِيمَ صَوَاعِقِي * وَلَتُحْرِقَنَّ كُبُودَكُمْ نِيرَانِي
 
# وَلأَقْطَعَنَّ بِسَيْفِ حَقِّي زُورَكُمْ * وَلَيُخْمِدَنَّ شُوَاظَكُمْ طُوْفَانِي
والبحر اجمعه طهور ماءه ... وتحل ميتته من الحيتان
# وَلأَقْصِدَنَّ اللهَ في خِذْلاَنِكُمْ * وَلَيَمْنَعَنَّ جَمِيعَكُمْ خِذْلاَنِي
 
# وَلأَحْمِلَنَّ عَلَى عُتَاةِ طُغَاتِكُمْ * حَمْلَ الأُسُودِ عَلَى قَطِيعِ الضَّانِ
إياك نفسك والعدو وكيده ... فكلاهما لأذاك مبتديان
# وَلأَرْمِيَنَّكُمُ بِصَخْرِ مَجَانِقِي * حَتَّى يَهِدَّ عُتُوَّكُمْ سُلْطَانِي
 
# وَلأَكْتُبَنَّ إِلَى الْبِلاَدِ بِسَبِّكُمْ * فَيَسِيرَ سَيْرَ الْبُزْلِ بِالرُّكْبَانِ
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا ... فكلاهما في العلم محذوران
# وَلأُدْحِضَنَّ بِحُجَّتِي شُبُهَاتِكُمْ * حَتَّى يُغَطِّيَ جَهْلَكُمْ عِرْفَانِي
 
# وَلأَغْضَبَنَّ لِقَوْلِ رَبِّي فِيكُمُ * غَضَبَ النُّمُورِ وَجُمْلَةِ الْعِقْبَانِ
فقليل مائك في وضوئك خدعة ... لتعود صحته إلى البطلان
# وَلأَضْرِبَنَّكُمُ بِصَارِمِ مِقْوَلِي * ضَرْبًا يُزَعْزِعُ أَنْفُسَ الشُّجْعَانِ
 
# وَلأَسْعَطَنَّ مِنَ الْفُضُولِ أُنُوفَكُمْ * سَعْطًا يُعَطَّسُ مِنْهُ كُلُّ جَبَانِ
وتعود مغسولاته ممسوحة ... فاحذر غرور المارد الخوان
# إِنِّي بِحَمْدِ اللهِ عِنْدَ قِتَالِكُمْ * لَمُحَكَّمٌ في الْحَرْبِ ثَبْتُ جَنَانِ
 
# وَإِذَا ضَرَبْتُ فَلاَ تَخِيبُ مَضَارِبِي * وَإِذَا طَعَنْتُ فَلاَ يَرُوغُ طِعَانِي
وكثير مائك في وضوئك بدعة ... يدعو إلى الوسواس والهملان
# وَإِذَا حَمَلْتُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْكُمُ * مَزَّقْتُهَا بِلَوَامِعِ الْبُرْهَانِ
 
# الشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ أَكْبَرُ عُدَّتِي * فَهُمَا لِقَطْعِ حِجَاجِكُمْ سَيْفَانِ
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد ... فالقصد والتوفيق مصطحبان
# ثَقُلاَ عَلَى أَبْدَانِكُمْ وَرُؤُوسِكُمْ * فَهُمَا لِكَسْرِ رُؤُوسِكُمْ حَجَرَانِ
 
# إِنْ أَنْتُمُ سَالَمْتُمُ سُولِمْتُمُ * وَسَلِمْتُمُ مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة ... لم يجزنا حجر ولا حجران
# وَلَئِنْ أَبَيْتُمْ وَاعْتَدَيْتُمْ في الْهَوَى * فَنِضَالُكُمْ في ذِمَّتِي وَضَمَانِي
 
# يَا أَشْعَرِيَّةُ يَا أَسَافِلَةَ الْوَرَى * يَا عُمْيُ يَا صُمٌّ بِلاَ آذَانِ
من أجل أن لكل مخرج غائط ... شرجا تضم عليه ناحيتان
# إِنِّي لأُبْغِضُكُمْ وَأُبْغِضُ حِزْبَكُمْ * بُغْضًا أَقَلُّ قَلِيلِهِ أَضْغَانِي
 
# لَوْ كُنْتُ أَعْمَى الْمُقْلَتَيْنِ لَسَرَّنِي * كَيْلاَ يَرَى إِنْسَانَكُمْ إِنْسَانِي
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة ... لم يجز إلا الماء بالإمعان
# تَغْلِي قُلُوبُكُمُ عَلَيَّ بِحَرِّهَا * حَنَقًا وَغَيْظًا أَيَّمَا غَلَيَانِ
 
# مُوتُوا بِغَيْظِكُمُ وَمُوتُوا حَسْرَةً * وَأَسًى عَلَيَّ وَعَضُّو كُلَّ بَنَانِ
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة ... أو طول نوم أو بمس ختان
# قَدْ عِشْتُ مَسْرُورًا وَمِتُّ مُخَفَّرًا * وَلَقِيتُ رَبِّي سَرَّنِي وَرَعَانِي
 
# وَأَبَاحَنِي جَنَّاتِ عَدْنٍ آمِنًا * وَمِنَ الْجَحِيمِ بِفَضْلِهِ عَافَانِي
أو بوله أو غائط أو نومة ... أو نفخة في السر والإعلان
# وَلَقِيتُ أَحْمَدَ في الْجِنَانِ وَصَحْبَهُ * وَالْكُلُّ عِنْدَ لِقَائِهِمْ أَدْنَانِي
 
# لَمْ أَدَّخِرْ عَمَلاً لِرَبِّيَ صَالِحًا * لَكِنْ بِإِسْخَاطِي لَكُمْ أَرْضَانِي
ومن المذي أو الودي كلاهما ... من حيث يبدو البول ينحدران
# أَنَ تَمْرَةُ الأَحْبَابِ حَنْظَلَةُ الْعِدَا * أَنَ غُصَّةٌ في حَلْقِ مَنْ عَادَانِي
 
# وَأَنَا الْمُحِبُّ لأَهْلِ سُنَّةِ أَحْمَدٍ * وَأَنَا الأَدِيبُ الشَّاعِرُ الْقَحْطَانِي
ولربما نفخ الخبيث بمكره ... حتى يضم لنفخة الفخذان
# سَلْ عَنْ بَنِي قَحْطَانَ كَيْفَ فِعَالُهُمْ * يَوْمَ الْهِيَاجِ إِذَا الْتَقَى الزَّحْفَانِ
 
# سَلْ كَيْفَ نَثْرُهُمُ الْكَلاَمَ وَنَظْمُهُمْ * وَهُمَا لَهُمْ سَيْفَانِ مَسْلُولاَنِ
وبيان ذلك صوته أو ريحه ... هاتان بينتان صادقتان
# نَصَرُوا بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ سُلَّقٍ * مِثْلِ الأَسِنَّةِ شُرِّعَتْ لِطِعَانِ
 
# سَلْ عَنْهُمُ عِنْدَ الْجِدَالِ إِذَا الْتَقَى * مِنْهُمْ وَمِنْ أَضْدَادِهِمْ خَصْمَانِ
والغسل فرض من ثلاثة أوجه ... دفق المنى وحيضة النسوان
# نَحْنُ الْمُلُوكُ بَنُو الْمُلُوكِ وِرَاثَةً * أُسْدُ الْهِيَاجِ وَأَبْحُرُ الإِحْسَانِ
 
# لاَ قَوْمُنَا بُخَلاَ وَلاَ بِأَذِلَّةٍ * عِنْدَ الْحُرُوبِ وَلاَ النِّسَا بِزَوَانِي
إنزاله في نومه أو يقظة ... حالان للتطهير موجبتان
# يَا أَشْعَرِيَّةُ يَا جَمِيعُ مَنِ ادَّعَى * بِدَعًا وَأَهْوَاءً بِلاَ بُرْهَانِ
 
# جَاءَتْكُمُ سُنِّيَّةٌ مَأْمُونَةٌ * مِنْ شَاعِرٍ ذَرِبِ اللِّسَانِ مُعَانِ
وتطهر الزوجين فرض واجب ... عند الجماع إذا التقى الفرجان
# خَرَزَ الْقَوَافِي بِالْمَدَائِحِ وَالْهِجَا * فَكَأَنَّ جُمْلَتَهَا لَدَيَّ عَوَانِي
 
# يَهْوِي فَصِيحُ الْقَوْلِ مِنْ لَهَوَاتِهِ * كَالصَّخْرِ يَهْبِطُ مِنْ ذُرَى كَهْلاَنِ
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا ... فهما بحكم الشرع يغتسلان
# إِنِّي قَصَدتُّ جَمِيعَكُمْ بِقَصِيدَةٍ * هَتَكَتْ سُتُورَكُمُ عَلَى الْبُلْدَانِ
 
# هِيَ لِلرَّوَافِضِ دِرَّةٌ عُمَرِيَّةٌ * تَرَكَتْ رُؤُوسَهُمُ بِلاَ آذَانِ
واغسل إذا أمذيت فرجك كله ... والانثيان فليس يفترضان
# هِيَ لِلْمُنَجِّمِ وَالطَّبِيبِ مَنِيَّةٌ * فَكِلاَهُمَا مُلْقَانِ مُخْتَلِفَانِ
 
# هِيَ في رُؤُوسِ الْمَارِقِيْنَ شَقِيقَةٌ * ضُرِبَتْ لِفَرْطِ صُدَاعِهَا الصُّدْغَانِ
والحيض والنفساء أصل واحد ... عند انقطاع الدم يغتسلان
# هِيَ في قُلُوبِ الأَشْعَرِيَّةِ كُلِّهِمْ * صَابٌ وَفي الأَجْسَادِ كَالسَّعْدَانِ
 
# لَكِنْ لأَهْلِ الْحَقِّ شَهْدٌ صَافِيًا * أَوْ تَمْرُ يَثْرِبَ ذَلِكَ الصَّيْحَانِي
وإذا أعادت بعد شهرين الدما ... تلك استحاضة بعد ذي الشهران
# وَأَنَا الَّذِي حَبَّرْتُهَا وَجَعَلْتُهَا * مَنْظُومَةً كَقَلاَئِدِ الْمَرْجَانِ
 
# وَنَصَرْتُ أَهْلَ الْحَقِّ مَبْلَغَ طَاقَتِي * وَصَفَعْتُ كُلَّ مُخَالِفٍ صَفْعَانِ
فلتغتسل لصلاتها وصيامها ... والمستحاضة دهرها نصفان
# مَعَ أَنَّهَا جَمَعَتْ عُلُومًا جَمَّةً * مِمَّا يَضِيقُ لِشَرْحِهَا دِيوَانِي
 
# أَبْيَاتُهَا مِثْلُ الْحَدَائِقِ تُجْتَنَى * سَمْعًا وَلَيْسَ يَمَلُّهُنَّ الْجَانِي
فالنصف تترك صومها وصلاتها ... ودم المحيض وغيره لونان
# وَكَأَنَّ رَسْمَ سُطُورِهَا في طِرْسِهَا * وَشْيٌ تُنَمِّقُهُ أَكُفُّ غَوَانِي
 
# وَاللهَ أَسْأَلُهُ قَبُولَ قَصِيدَتِي * مِنِّي وَأَشْكُرُهُ لِمَا أَوْلاَنِي
وإذا صفا منها واشرق لونه ... فصلاتها والصوم مفترضان
# صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ * مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى الأَغْصَانِ
 
# وَعَلَى جَمِيعِ بَنَاتِهِ وَنِسَائِهِ * وَعَلَى جَمِيعِ الصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها ... إن الصلاة تعود كل زمان
# بِاللهِ قُولُوا كُلَّمَا أَنْشَدتُّمُ * رَحِمَ الإِلَهُ صَدَاكَ يَا قَحْطَانِي'''
 
</big>
فالشرع والقرآن قد حكما به ... بين النساء فليس يطرحان
 
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل ... أو لا فغاية طهرها شهران
 
مس النساء على الرجال محرم ... حرث السباخ خسارة الحرثان
 
لا تلق ربك سارقا أو خائنا ... أو شاربا أو ظالما أو زاني
 
قل إن رجم الزانيين كليهما ... فرض إذا زنيا على الإحصان
 
والرجم في القرآن فرض لازم ... للمحصنين ويجلد البكران
 
والخمر يحرم بيعها وشراؤها ... سيان ذلك عندنا سيان
 
في الشرع والقرآن حرم شربها ... وكلاهما لا شك متبعان
 
أيقن بأشراط القيامة كلها ... واسمع هديت نصيحتي وبياني
 
كالشمس تطلع من مكان غروبها ... وخروج دجال وهول دخان
 
وخروج يأجوج ومأجوج معا ... من كل صقع شاسع ومكان
 
ونزول عيسى قاتلا دجالهم ... يقضي بحكم العدل والإحسان
 
واذكر خروج فصيل ناقة صالح ... يسم الورى بالكفر والإيمان
 
والوحي يرفع والصلاة من الورى ... وهما لعقد الدين واسطتان
 
صل الصلاة الخمس أول وقتها ... إذ كل واحدة لها وقتان
 
قصر الصلاة على المسافر واجب ... وأقل حد القصر مرحلتان
 
كلتاهما في أصل مذهب مالك ... خمسون ميلا نقصها ميلان
 
وإذا المسافر غاب عن أبياته ... فالقصر والإفطار مفعولان
 
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا ... في الحضر والأسفار كاملتان
 
والشمس حين تزول من كبد السما ... فالظهر ثم العصر واجبتان
 
والظهر آخر وقتها متعلق ... بالعصر والوقتان مشتبكان
 
لا تلتفت ما دمت فيها قائما ... واخشع بقلب خائف رهبان
 
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا ... وعشائنا وقتان متصلان
 
والصبح منفرد بوقت مفرد ... لكن لها وقتان مفرودان
 
فجر وإسفار وبين كليهما ... وقت لكل مطول متوان
 
وارقب طلوع الفجر واستيقن به ... فالفجر عند شيوخنا فجران
 
فجر كذوب ثم فجر صادق ... ولربما في العين يشتبهان
 
والظل في الأزمان مختلف كما ... زمن الشتا والصيف مختلفان
 
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا ... واسكت إذا ما كان ذا إعلان
 
ولكل سهو سجدتان فصلها ... قبل السلام وبعده قولان
 
سنن الصلاة مبينة وفروضها ... فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
 
فرض الصلاة ركوعها وسجودها ... ما إن تخالف فيهما رجلان
 
تحريمها تكبيرها وحلالها ... تسليمها وكلاهما فرضان
 
والحمد فرض في الصلاة قراتها ... آياتها سبع وهن تبياني
 
في كل ركعات الصلاة معادة ... فيها ببسملة فخذ مثاني
 
وإذا نسيت قراتها في ركعة ... فاستوف ركعتها بغير توان
 
اتبع إمامك خافضا أو رافعا ... فكلاهما فعلان محمودان
 
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع ... فكلاهما أمران مذمومان
 
إن الشريعة سنة وفريضة ... وهما لدين محمد عقدان
 
لكن آذان الصبح عند شيوخنا ... من قبل أن يتبين الفجران
 
هي رخصة في الصبح لا في غيرها ... من أجل يقظة غافل وسنان
 
أحسن صلاتك راكعا ساجدا ... بتطمن وترفق وتدان
 
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا ... فالإحتقان يخل بالأركان
 
بيت من الليل الصيام بنية ... من قبل أن يتميز الخيطان
 
يجزيك في رمضان نية ليلة ... إذ ليس مختلطا بعقد ثان
 
رمضان شهر كامل في عقدنا ... ما حله يوم ولا يومان
 
إلا المسافر والمريض فقد أتى ... تأخير صومهما لوقت ثان
 
وكذاك حمل والرضاع كلاهما ... في فطره لنسائنا عذران
 
عجل بفطرك والسحور مؤخر ... فكلاهما أمران مرغوبان
 
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا ... أطبق على عينيك بالأجفان
 
لا تمش ذا وجهين من بين الورى ... شر البرية من له وجهان
 
لا تحسدن أحدا على نعمائه ... إن الحسود لحكم ربك شان
 
لا تسع بين الصاحبين نميمة ... فلأجلها يتباغض الخلان
 
والعين حق غير سابقة لما ... يقضى من الأرزاق والحرمان
 
والسحر كفر فعله لا علمه ... من ههنا يتفرق الحكمان
 
والقتل حد الساحرين إذا هم ... عملوا به للكفى والطغيان
 
وتحر بر الوالدين فإنه ... فرض عليك وطاعة السلطان
 
لا تخرجن على الأمام محاربا ... ولو أنه رجل من الحبشان
 
ومتى أمرت ببدعة أو زلة ... فاهرب بدينك آخر البلدان
 
الدين رأس المال فاستمسك به ... فضياعه من أعظم الخسران
 
لا تخل بامرأة لديك بريبة ... لو كنت في النساك مثل بنان
 
إن الرجال الناظرين إلى النسا ... مثل الكلاب تطوف باللحمان
 
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها ... أكلت بلا عوض ولا أثمان
 
لا تقبلن من النساء مودة ... فقلوبهن سريعة الميلان
 
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا ... فعلى النساء تقاتل الأخوان
 
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ... ومحاسن الأحداث والصبيان
 
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة ... إن الطلاق لأخبث الأيمان
 
إن الطلاق مع العتاق كلاهما ... قسمان عند الله ممقوتان
 
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا ... وادفنه في الاحشاء أي دفان
 
إن الصديق مع العدو كلاهما ... في السر عند أولى النهى شكلان
 
لا يبدو منك إلى صديقك زلة ... واجعل فؤادك أوثق الخلان
 
لا تحقرن من الذنوب صغارها ... والقطر منه تدفق الخلجان
 
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا ... فالنذر مثل العهد مسئولان
 
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا ... عن عيب نفسك إنه عيبان
 
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما ... إن الجدال يخل بالأديان
 
واحذر مجادلة الرجال فإنها ... تدعو إلى الشحناء والشنآن
 
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد ... لك مهربا وتلاقت الصفان
 
فاجعل كتاب الله درعا سابغا ... والشرع سيفك وابد في الميدان
 
والسنة البيضاء دونك جنة ... واركب جواد العزم في الجولان
 
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى ... فالصبر أوثق عدة الإنسان
 
واطعن برمح الحق كل معاند ... لله در الفارس الطعان
 
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص ... متجرد لله غير جبان
 
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه ... كالثعلب البري في الروغان
 
أصل الجدال من السؤال وفرعه ... حسن الجواب بأحسن التبيان
 
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد ... لفظ السؤال كلاهما عيبان
 
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به ... فالعجب يخمد جمرة الإحسان
 
فلربما انهزم المحارب عامدا ... ثم انثنى قسطا على الفرسان
 
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا ... فلربما ألقوك في بحران
 
ولربما ضحك الخضوم لدهشة ... فاثبت ولا تنكل عن البرهان
 
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم ... إن البلاغة لجمت ببيان
 
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح ... فكلاهما خلقان مذمومان
 
واحذر مناظرة بمجلس خيفة ... حتى تبدل خيفة بأمان
 
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا ... وانصفه أنت بحسب ما تريان
 
ويكون بينكما حكيم حاكما ... عدلا إذا جئتاه تحتكمان
 
كن طول دهرك ماكنا متواضعا ... فهما لكل فضيلة بابان
 
واخلع رداء الكبر عنك فإنه ... لا يستقل بحمله الكتفان
 
كن فاعلا للخير قوالا له ... فالقول مثل الفعل مقترنان
 
من غوث ملهوف وشبعة جائع ... ودثار عريان وفدية عان
 
فإذا عملت الخير لا تمنن به ... لا خير في متمدح منان
 
أشكر على النعماء واصبر للبلا ... فكلاهما خلقان ممدوحان
 
لا تشكون بعلة أو قلة ... فهما لعرض المرء فاضحتان
 
صن حر وجهك بالقناعة إنما ... صون الوجوه مروءة الفتيان
 
بالله ثق وله أنب وبه استعن ... فإذا فعلت فأنت خير معان
 
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا ... حذر الممات ولا تقل لم يان
 
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها ... فالعسر فرد بعده يسران
 
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا ... فجسوم أهل العلم غير سمان
 
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا ... فالله يبغض عابدا شهواني
 
اقلل طعامك ما استطعت فإنه ... نفع الجسوم وصحة الأبدان
 
واملك هواك بضبط بطنك إنه ... شر الرجال العاجز البطنان
 
ومن استذل لفرجه ولبطنه ... فهما له مع ذا الهوى بطنان
 
حصن التداوي المجاعة والظما ... وهما لفك نفوسنا قيدان
 
أظمئ نهارك ترو في دار العلا ... يوما يطول تلهف العطشان
 
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا ... سيما مع التقليل والإدمان
 
إياك والغضب الشديد على الدوا ... فلربما أفضى إلى الخذلان
 
دبر دواءك قبل شربك وليكن ... متألف الأجزاء والأوزان
 
وتداو بالعسل المصفى واحتجم ... فهما لدائك كله برءان
 
لا تدخل الحمام شبعان الحشا ... لا خير في الحمام للشبعان
 
والنوم فوق السطح من تحت السما ... يفني ويذهب نضرة الأبدان
 
لا تفن عمرك في الجماع فإنه ... يكسو الوجوه بحلة اليرقان
 
أحذرك من نفس العجوز وبضعها ... فهما لجسم ضجيعها سقمان
 
عانق من النسوان كل فتية ... أنفاسها كروائح الريحان
 
لا خير في صور المعازف كلها ... والرقص والإيقاع في القضبان
 
إن التقي لربه متنزه ... عن صوت أوتار وسمع أغان
 
وتلاوة القرآن من أهل التقى ... سيما بحسن شجا وحسن بيان
 
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة ... من صوت مزمار ونقر مثان
 
وحنينه في الليل أطيب مسمع ... من نغمة النايات والعيدان
 
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا ... فالزهد عند أولي النهى زهدان
 
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا ... طوبى لمن أمسى له الزهدان
 
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ... ودع الربا فكلاهما فسقان
 
واحفظ لجارك حقه وذمامه ... ولكل جار مسلم حقان
 
واضحك لضيفك حين ينزل رحله ... إن الكريم يسر بالضيفان
 
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا ... فوصالهم خير من الهجران
 
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا ... وتحر في كفارة الإيمان
 
وتوق أيمان الغموس فإنها ... تدع الديار بلاقع الحيطان
 
حد النكاح من الحرائر أربع ... فاطلب ذوات الدين والإحصان
 
لا تنكحن محدة في عدة ... فنكاحها وزناؤها شبهان
 
عدد النساء لها فرائض أربع ... لكن يضم جميعها أصلان
 
تطليق زوج داخل أو موته ... قبل الدخول وبعده سيان
 
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ ... أو أشهر وكلاهما جسران
 
وكذاك عدة من توفي زوجها ... سبعون يوما بعدها شهران
 
عدد الحوامل من طلاق أو فنا ... وضع الأجنة صارخا أو فاني
 
وكذاك حكم السقط في إسقاطه ... حكم التمام كلاهما وضعان
 
من لم تحض أو من تقلص حيضها ... قد صح في كلتيهما العددان
 
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر ... حكماهما في النص مستويان
 
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ... ومن الوفاة الخمس والشهران
 
فبطلقتين تبين من زوج لها ... لا رد إلا بعد زوج ثاني
 
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها ... فيحل تلك وهذه زوجان
 
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ... ورضا بلا دلس ولا عصيان
 
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة ... فهما مع الزوجين زانيتان
 
إياك والتيس المحلل إنه ... والمستحل لردها تيسان
 
لعن النبي محللا ومحللا ... فكلاهما في الشرع ملعونان
 
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى ... فكلاهما بيديك مأسوران
 
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب ... لعناق خيرات هناك حسان
 
في جنة طابت وطاب نعيمها ... من كل فاكهة بها زوجان
 
أنهارها تجري لهم من تحتهم ... محفوفة بالنخل والرمان
 
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد ... وقصورها من خالص العقيان
 
قصرت بها للمتقين كواعبا ... شبهن بالياقوت والمرجان
 
بيض الوجوه شعورهن حوالك ... حمر الخدود عواتق الأجفان
 
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا ... هيف الخصور نواعم الأبدان
 
خضر الثياب ثديهن نواهد ... صفر الحلي عواطر الأردان
 
طوبى لقوم هن أزواج لهم ... في دار عدن في محل أمان
 
يسقون من خمر لذيذ شربها ... بأنامل الخدام والولدان
 
لو تنظر الحوراء عند وليها ... وهما فويق الفرش متكئان
 
يتنازعان الكأس في أيديهما ... وهما بلذة شربها فرحان
 
ولربما تسقيه كأسا ثانيا ... وكلاهما برضابها حلوان
 
يتحدثان على الأرائك خلوة ... وهما بثوب الوصل مشتملان
 
أكرم بجنات النعيم وأهلها ... إخوان صدق أيما إخوان
 
جيران رب العالمين وحزبه ... أكرم بهم في صفوة الجيران
 
هم يسمعون كلامه ويرونه ... والمقلتان إليه ناظرتان
 
وعليهم فيهما ملابس سندس ... وعلى المفارق أحسن التيجان
 
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد ... أو فضة من خالص العقيان
 
وخواتم من عسجد وأساور ... من فضة كسيت بها الزندان
 
وطعامهم من لحم طير ناعم ... كالبخت يطعم سائر الألوان
 
وصحافهم ذهب ودر فائق ... سبعون الفا فوق ألف خوان
 
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها ... شوق الغريب لرؤية الأوطان
 
كن محسنا فيما استطعت فربما ... تجزى عن الإحسان بالإحسان
 
واعمل لجنات النعيم وطيبها ... فنعيمها يبقى وليس بفان
 
آدم الصيام مع القيام تعبدا ... فكلاهما عملان مقبولان
 
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم ... إلا كنومة حائر ولهان
 
فلربما تأتي المنية بغتة ... فتساق من فرش إلى الأكفان
 
يا حبذا عينان في غسق الدجى ... من خشية الرحمن باكيتان
 
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ... ما ليس تعلمه من البهتان
 
لا تدخلن بيوت قوم حضر ... إلا بنحنحة أو استئذان
 
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة ... إن الصبور ثوابه ضعفان
 
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها ... الله حسبي وحده وكفاني
 
وعليك بالفقه المبين شرعنا ... وفرائض الميراث والقرآن
 
علم الحساب وعلم شرع محمد ... علمان مطلوبان متبعان
 
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى ... وجرى خصام الولد والشيبان
 
لولا الحساب وضربه وكسوره ... لم ينقسم سهم ولا سهمان
 
لا تلتمس علم الكلام فإنه ... يدعو إلى التعطيل والهيمان
 
لا يصحب البدعي إلا مثله ... تحت الدخان تأجج النيران
 
علم الكلام وعلم شرع محمد ... يتغايران وليس يشتبهان
 
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى ... جحدوا الشرائع غرة وأمان
 
حملوا الأمور على قياس عقولهم ... فتبلدوا كتبلد الحيران
 
مرجيهم يزري على قدريهم ... والفرقتان لدي كافرتان
 
ويسب مختاريهم دوريهم ... والقرمطي ملاعن الرفضان
 
ويعيب كراميهم وهبيهم ... وكلاهما يروي عن ابن أبان
 
لحجاجهم شبه تخال ورونق ... مثل السراب يلوح للظمآن
 
دع أشعريهم ومعتزليهم ... يتناقرون تناقر الغربان
 
كل يقيس بعقله سبل الهدى ... ويتيه تيه الواله الهيمان
 
فالله يجزيهم بما هم أهله ... وله الثنا من قولهم براني
 
من قاس شرع محمد في عقله ... قذفت به الأهواء في غدران
 
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر ... فيما به يتصرف الملوان
 
والله ربي ما تكيف ذاته ... بخواطر الأوهام والأذهان
 
أمرر أحاديث الصفات كما أتت ... من غير تأويل ولا هذيان
 
هو مذهب الزهري ووافق مالك ... وكلاهما في شرعنا علمان
 
لله وجه لا يحد بصورة ... ولربنا عينان ناظرتان
 
وله يدان كما يقول إلهنا ... ويمينه جلت عن الإيمان
 
كلتا يدي ربي يمين وصفها ... وهما على الثقلين منفقتان
 
كرسيه وسع السموات العلا ... والأرض وهو يعمه القدمان
 
والله يضحك لا كضحك عبيده ... والكيف ممتنع على الرحمن
 
والله ينزل كل آخر ليلة ... لسمائه الدنيا بلا كتمان
 
فيقول هل من سائل فأجيبه ... فأنا القريب أجيب من ناداني
 
حاشا الإله بأن تكيف ذاته ... فالكيف والتمثيل منتفيان
 
والأصل أن الله ليس كمثله ... شيء تعالى الرب ذو الإحسان
 
وحديثه القرآن وهو كلامه ... صوت وحرف ليس يفترقان
 
لسنا نشبه ربنا بعباده ... رب وعبد كيف يشتبهان
 
فالصوت ليس بموجب تجسيمه ... إذ كانت الصفتان تختلفان
 
حركات السننا وصوت حلوقنا ... مخلوقة وجميع ذلك فإني
 
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا ... وليس كسائر الحيوان
 
وحياة ربي لم تزل صفة له ... سبحانه من كامل ذي الشان
 
وكذاك صوت الهنا ونداؤه ... حقا أتى في محكم القرآن
 
وحياتنا بحرارة وبرودة ... والله لا يعزى له هذان
 
وقوامها برطوبة ويبوسة ... ضدان أزواج هما ضدان
 
سبحان ربي عن صفات عباده ... أو أن يكون مركبا جسداني
 
أني أقول فأنصتوا لمقالتي ... يا معشر الخلطاء والأخوان
 
إن الذي هو في المصاحف مثبت ... بأنامل الأشياخ والشبان
 
هو قول ربي آية وحروفه ... ومدادنا والرق مخلوقان
 
من قال في القرآن ضد مقالتي ... فالعنه كل إقامة وأذان
 
هو في المصاحف والصدور حقيقة ... ايقن بذلك أيما ايقان
 
وكذا الحروف المستقر حسابها ... عشرون حرفا بعدهن ثماني
 
هي من كلام الله جل جلاله ... حقا وهن أصول كل بيان
 
حاء وميم قول ربي وحده ... من غير أنصار ولا أعوان
 
من قال في القران ما قد قاله ... عبد الجليل وشيعة اللحيان
 
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى ... بكلاب كلب معرة النعمان
 
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم ... لضربتهم بصوارمي ولساني
 
تعس العمي أبو العلاء فانه ... قد كان مجموعا له العميان
 
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه ... أبيات كل قصيدة مئتان
 
والآن أهجو الاشعري وحزبه ... وأذيع ما كتموا من البهتان
 
يا معشر المتكلمين عدوتم ... عدوان أهل السبت في الحيتان
 
كفرتم أهل الشريعة والهدى ... وطعنتم بالبغي والعدوان
 
فلأنصرن الحق حتى أنني ... آسطو على ساداتكم بطعاني
 
الله صيرني عصا موسى لكم ... حتى تلقف افككم ثعباني
 
بأدلة القرآن ابطل سحركم ... وبه ازلزل كل من لاقاني
 
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني ... من كيد كل منافق خوان
 
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت ... أو أصبحت قفرا بلا عمران
 
والله صيرني عليكم نقمة ... ولهتك ستر جميعكم أبقاني
 
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا ... اعيى أطبتكم غموض مكاني
 
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى ... أنا مرهف ماضي الغرار يماني
 
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم ... سخط يذيقكم الحميم الآن
 
داريتم علم الكلام تشزرا ... والفقه ليس لكم عليه يدان
 
الفقه مفتقر لخمس دعائم ... لم يجتمع منها لكم ثنتان
 
حلم وإتباع لسنة أحمد ... وتقى وكف أذى وفهم معان
 
أثرتم الدنيا على أديانكم ... لا خير في دنيا بلا أديان
 
وفتحتم أفواهكم وبطونكم ... فبلغتم الدنيا بغير توان
 
كذبتم أقوالكم بفعالكم ... وحملتم الدنيا على الأديان
 
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم ... فئتان للرحمن عاصيتان
 
يتكالبان على الحرام وأهله ... فعل الكلاب بجيفة اللحمان
 
يا اشعرية هل شعرتم أنني ... رمد العيون وحكة الأجفان
 
أنا في كبود الأشعرية قرحة ... أربو فأقتل كل من يشناني
 
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم ... فصرفت منهم كل من ناواني
 
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها ... فوجدتها قولا بلا برهان
 
والله أيدني وثبت حجتي ... والله من شبهاتهم نجاني
 
والحمد لله المهيمن دائما ... حمدا يلقح فطنتي وجناني
 
أحسبتم يا أشعرية إنني ... ممن يقعقع خلفه بشنان
 
أفتستر الشمس المضيئة بالسها ... أم هل يقاس البحر بالخلجان
 
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم ... حمرا بلا عن ولا أرسان
 
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم ... وكسرتكم كسرا بلا جبران
 
أزعمتم أن القرآن عبارة ... فهما كما تحكون قرآنان
 
إيمان جبريل وإيما الذي ... ركب المعاصي عندكم سيان
 
هذا الجويهر والعريض بزعمكم ... أهما لمعرفة الهدى أصلان
 
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما ... وأقر بالإسلام والفرقان
 
أفمسلم هو عندكم أم كافر ... أم عاقل أم جاهل أم واني
 
عطلتم السبع السموات العلا ... والعرش اخليتم من الرحمن
 
وزعمتم أن البلاغ لأحمد ... في آية من جملة القرآن
 
هذي الشقاسق والمخارف والهوى ... والمذهب المستحدث الشيطاني
 
سميتم علم الأصول ضلالة ... كاسم النبيذ لخمرة الأدنان
 
ونعت محارمكم على أمثالكم ... والله عنها صانني وحماني
 
أني اعتصمت بجبل شرع محمد ... وعضضته بنواجذ الأسنان
 
اشعرتم يا اشعرية أنني ... طوفان بحر أيما طوفان
 
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم ... أنا سمكم في السر والإعلان
 
أذهبتم نور القرآن وحسنه ... من كل قلب واله لهفان
 
فوحق جبار على العرش استوى ... من غير تمثيل كقول الجاني
 
ووحق من ختم الرسالة والهدى ... بمحمد فزها به الحرمان
 
لأقطعن بمعولي أعراضكم ... ما دام يصحب مهجتي جثماني
 
ولأهجونكم واثلب حزبكم ... حتى تغيب جثتي أكفاني
 
ولأهتكن بمنطقي أستاركم ... حتى أبلغ قاصيا أو داني
 
ولأهجون صغيركم وكبيركم ... غيظا لمن قد سبني وهجاني
 
ولأنزلن إليكم بصواعقي ... ولتحرقن كبودكم نيراني
 
ولأقطعن بسيف حقي زوركم ... وليخمدن شواظكم طوفاني
 
ولأقصدن الله في خذلانكم ... وليمنعن جميعكم خذلاني
 
ولأحملن على عتاة طغاتكم ... حمل الأسود على قطيع الضان
 
ولأرمينكم بصخر مجانقي ... حتى يهد عتوكم سلطاني
 
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم ... فيسير سير البزل بالركبان
 
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم ... حتى يغطي جهلكم عرفاني
 
ولأغضبن لقول ربي فيكم ... غضب النمور وجملة العقبان
 
ولأضربنكم بصارم مقولي ... ضربا يزعزع أنفس الشجعان
 
ولأسعطن من الفضول أنوفكم ... سعطا يعطس منه كل جبان
 
إني بحمد الله عند قتالكم ... لمحكم في الحرب ثبت جنان
 
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي ... وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
 
وإذا حملت على الكتيبة منكم ... مزقتها بلوامع البرهان
 
الشرع والقرآن أكبر عدتي ... فهما لقطع حجاجكم سيفان
 
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم ... فهما لكسر رؤوسكم حجران
 
إن أنتم سالمتم سولمتم ... وسلمتم من حيرة الخذلان
 
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى ... فنضالكم في ذمتي وضماني
 
يا اشعرية يا اسافلة الورى ... يا عمي يا صم بلا آذان
 
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم ... بغضا أقل قليله أضغاني
 
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني ... كيلا يرى إنسانكم إنساني
 
تغلي قلوبكم علي بحرها ... حنقا وغيظا أيما غليان
 
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة ... وأسا علي وعضوا كل بنان
 
قد عشت مسرورا ومت مخفرا ... ولقيت ربي سرني ورعاني
 
وأباحني جنات عدن آمنا ... ومن الجحيم بفضله عافاني
 
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه ... والكل عند لقائهم أدناني
 
لم أدخر عملا لربي صالحا ... لكن بإسخاطي لكم أرضاني
 
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا ... أنا غصة في حلق من عاداني
 
وأنا المحب لأهل سنة أحمد ... وأنا الأديب الشاعر القحطاني
 
سل عن بني قحطان كيف فعالهم ... يوم الهياج إذا التقى الزحفان
 
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهم ... وها لهم سيفان مسلولان
 
نصروا بألسنة حداد سلق ... مثل الأسنة شرعت لطعان
 
سل عنهم عند الجدال إذا التقى ... منهم ومن أضدادهم خصمان
 
نحن الملوك بنو الملوك وراثة ... أسد الحروب ولا النسا بزوان
 
يا أشعرية يا جميع من أدعى ... بدعا وأهواء بلا برهان
 
جاءتكم سنية مأمونة ... من شاعر ذرب اللسان معان
 
خرز القوافي بالمدائح والهجا ... فكأن جملتها لدي عواني
 
يهوي فصيح القول من لهواته ... كالصخر يهبط من ذرى كهلان
 
إني قصدت جميعكم بقصيدة ... هتكت ستوركم على البلدان
 
هي للروافض درة عمرية ... تركت رؤوسهم بلا آذان
 
هي للمنجم والطبيب منية ... فكلاهما ملقان مختلفان
 
هي في رؤوس المارقين شقيقة ... ضربت لفرط صداعها الصدغان
 
هي في قلوب الأشعرية كلهم ... صاب وفي الأجساد كالسعدان
 
لكن لأهل الحق شهد صافيا ... أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
 
وأنا الذي حبرتها وجعلتها ... منظومة كقلائد المرجان
 
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي ... وصفعت كل مخالف صفعان
 
مع أنها جمعت علوما جمة ... مما يضيق لشرحها ديواني
 
أبياتها مثل الحدائق تجتنى ... سمعا وليس يملهن الجاني
 
وكأن رسم سطورها في طرسها ... وشي تنمقه أكف غواني
 
والله أسأله قبول قصيدتي ... مني وأشكره لما أولاني
 
صلى الإله على النبي محمد ... ما ناح قمري على الأغصان
 
وعلى جميع بناته ونسائه ... وعلى جميع الصحب والإخوان
 
بالله قولوا كلما أنشدتم ... رحم الإله صداك يا قحطاني
</center>
 
[[تصنيف:قصائد]]