الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سير أعلام النبلاء/الجزء السابع»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
صفحة جديدة: {{رأسية | عنوان = سير أعلام النبلاء | مؤلف = الذهبي | باب = الجزء السابع | سابق = | لاحق = }} [[تصنيف:س...
 
Obayd (نقاش | مساهمات)
مؤقتة
سطر 1:
===معمر بن راشد===
{{رأسية
معمر بن راشد ع
| عنوان = [[سير أعلام النبلاء]]
| مؤلف = الذهبي
| باب = الجزء السابع
| سابق =
| لاحق =
}}
 
الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي مولاهم البصري نزيل اليمن مولده سنة خمس أو ست وتسعين وشهد جنازة الحسن البصري وطلب العلم وهو حدث
 
حدث عن قتادة و[[الزهري]] وعمرو بن دينار وهمام بن منبه وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن زياد القرشي وعمار بن أبي عمار المكي وعبد الله بن طاووس ومطر الوراق وعبد الله أخي الزهري والجعد أبي عثمان وسماك بن الفضل وإسماعيل بن أمية وعبد الكريم الجزري وعاصم الأحول وثابت البناني وعاصم بن أبي النجود ويحيى بن أبي كثير ومنصور بن المعتمر وسليمان الأعمش وزيد بن أسلم وأيوب السختياني وزياد بن علاقة ومحمد بن المنكدر وطبقتهم
[[تصنيف:سير أعلام النبلاء|7]]
 
وكان من أوعية العلم مع الصدق والتحري والورع والجلالة وحسن التصنيف حدث عنه أيوب وأبو إسحاق وعمرو بن دينار وطائفة من شيوخه وسعيد بن أبي عروبة والسفيانان و[[ابن المبارك]] ويزيد بن زريع وغندر وابن علية وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وهشام بن يوسف قاضي صنعاء وأبو سفيان محمد بن حميد ومروان بن معاوية ورباح بن زيد ومحمد بن عمرو الواقدي وعبد الرزاق بن همام ومحمد بن كثير الصنعانيان ومحمد بن ثور وخلق سواهم وآخر أصحابه موتا محمد بن كثير بقي إلى آخر سنة ست عشرة ومئتين
 
قال أحمد بن ثابت عن عبد الرزاق عن معمر قال خرجت وأنا غلام إلى جنازة الحسن وطلبت العلم سنة مات الحسن قال البخاري وقال محمد بن كثير عن معمر قال سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري يعقوب بن شيبة حدثني جعفر بن محمد حدثنا ابن عائشة حدثني عبد الواحد بن زياد قلت لمعمر كيف سمعت من ابن شهاب قال كنت مملوكا لقوم من طاحية فأرسلوني ببز أبيعة فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا والناس حوله يعرضون عليه العلم فعرضت عليه معهم قال أبو أحمد الحاكم روى عن معمر شعبة والثوري أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق قال معمر جئت الزهري بالرصافة فجعل يلقي علي وقال هشام بن يوسف عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث. [[النسائي]] في الكنى أنبأنا علي بن سعيد سمعت أحمد يقول ما أضم أحدا إلى معمر إلا وجدت معمر أطلب للحديث منه هو أول من رحل إلى اليمن حنبل سمعت عليا يقول نظرت في الأصول من الحديث فإذا هي عند ستة ممن مضى من أهل الزهري المدينة ومن أهل مكة عمرو بن دينار ومن أهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير ومن أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش ثم نظرت فإذا حديث هؤلاء الستة يصير إلى أحد عشر رجلا سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وشعبة والثوري وابن جريج وأبي عوانة ومالك وابن عيينة وهشيم ومعمر بن راشد و[[الأوزاعي]] قال أبو حفص الفلاس معمر من أصدق الناس سمعت يزيد بن زريع سمعت أيوب قبل الطاعون يقول حدثني معمر وقال ابن عيينة قال لي ابن أبي عروبة روينا عن معمركم فشرفناه وقال الحميدي قيل لا بن عيينة أهذا الحديث مما حفظت عن معمر قال نعم رحم الله أبا عروة عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو قال كنت بالبصرة مع أيوب ومعنا معمر في مسجد فأتى رجل فسأل أيوب عن رجل افترى على رجل فحلف بصدقة ماله لا يدعة حتى يأخذ منه الحد قال فطلب إليه فيه وطلبت إليه أمه فيه فجعل أيوب يومىء إلى معمر ويقول هذا يفتيك عن اليمين قال فلما أكثر عليه قال معمر سمعت ابن طاووس عن أبيه أنه يرخص في تركه قال أيوب وأنا سمعت عطاء يرخص في تركه قال عبيد الله بن عمرو الرقي كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة فقدم علينا مزاملا لمعمر بن راشد قدم معمر يزور أمه قال عبد الرزاق قيل للثوري ما منعك من الزهري قال قلة الدراهم وقد كفانا معمر قال الواقدي كنت أكون مع معمر ومعنا الثوري فنخرج من عند أبي عروة فنحدث عنه أحمد في مسنده قال حدثنا عبد الرزاق قال قال ابن جريج إن معمرا شرب من العلم بأنقع قال ابن قتيبة الأنقع جمع نقع وهو ها هنا ما يستنقع قال أحمد بن عبد الله العجلي معمرثقة رجل صالح بصري سكن صنعاء وتزوج بها ورحل إليه [[سفيان الثوري]] قال يحيى بن معين قال هشام بن يوسف أقام معمر عندنا عشرين سنة ما رأينا له كتابا يعني كان يحدثهم من حفظه قال ابن معين بلغني أن أيوب شيع معمرا وصنع له سفرة سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق سمعت [[ابن المبارك]] يقول إني لأكتب الحديث من معمر وقد سمعته من غيره قال وما يحملك على ذلك قال أما سمعت قول الراجز قد عرفنا خيركم من شركم وقال عبد الرزاق قال لي مالك نعم الرجل كان معمر لولا روايته التفسير عن قتاد قلت يظهر على مالك الإمام إعراض عن التفسير لانقطاع أسانيد ذلك فقلما روى منه وقد وقع لنا جزء لطيف من التفسير منقول عن ذلك قال علي سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول اثان إذا كتب حديثهما هكذا رأيت فيه وإذا أنتقيتهما كانت حسانا معمر وحماد بن سلمة محمد بن أحمد المقدمي حدثنا أبي سمعت علي بن المديني يقول جمع لمعمر من الإسناد مالم يجمع لأحد من أصحابه أيوب وقتادة بالبصرة وأبو إسحاق والأعمش بالكوفة والزهري وعمرو بن دينار بالحجاز ويحيى بن أبي كثير الرمادي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر قال حدثت يحيى بن أبي كثير بأحاديث فقال اكتب حديث كذا وكذا فقلت أما تكره أن تكتب العلم يا أبا نصر فقال اكتبه لي فإن لم تكن كتبت فقد ضيعت أو قال عجزت قال محمد بن عوف الحمصي حدثنا محمد بن رجاء أنبأنا عبد الرزاق سمعت ابن جريج يقول عليكم بهذا الرجل يعني معمرا فإنه لم يبق في زمانه أعلم منه قال أحمد العجلي لما دخل معمر صنعاء كرهوا أن يخرج من ين أظهرهم فقال لهم رجل قيدوه قال فزوجوه وقال الفضل بن زياد سمعت [[أحمد بن حنبل]] يقول لست تضم معمرا إلى أحد إلا وجدته فوقه قال عثمان بن سعيد قلت لابن معين ابن عيينة أحب إليك أو معمر قال معمر قلت فمعمر أم صالح بن كيسان قال معمر إلى أحب وصالح ثقة قلت فمعمر أبو يونس قال معمر قلت فمعمر أو مالك قال مالك قلت له إن بعض الناس يقولون ابن عيينة أثبت الناس في الزهري فقال إنما يقول ذلك من سمع منه وأي شيء كان سفيان إنما كان غليما يعني أمام الزهري قال المفضل الغلابي سمعت يحيى يقدم مالكا على أصحاب الزهري ثم معمرا ثم يونس وكان القطان يقدم ابن عيينة على معمر عثمان بن أبي شيبة سألت يحيى القطان من أثبت في الزهري قال مالك ثم ابن عيينة ثم معمر وقال الذهلي قلت لابن المديني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أحب إليك أم معمر عن همام عن أبي هريرة قال محمد أشهر وهذا أقوى وقال ابن أبي خيثمة سمعت ابن معين يقول إذا حدثك معمر عن العراقيين فخافة إلا عن بن طاووس والزهري فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة والبصرة فله وما عمل في حديث الأعمش شيئا وحديثه عن ثابت وعاصم وهشام بن عروة مضطرب كثير الأوهام يعقوب الفسوي حدثنا زيد بن المبارك عن محمد بن ثور عن معمر قال سقطت مني صحيفة الأعمش فإنما أتذكر حديثه وأحدث من حفظي وقال يعقوب بن شيبة حدثنا أحمد بن العباس سمعت يحيى بن معين يقول سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة فأرسلت إليها أختها بدانجوج فعلم بذلك معمر بعد ما أكل فقام فتقيأ أحمد بن شبويه حدثنا عبد الرزاق قال أكل معمر من عند أهله فاكهة ثم سأل فقيل هدية من فلانة النواحة فقام فتقيأ وبعث إليه معن والي اليمن بذهب فردة وقال لأهله إن علم بهذا غيرنا لم يجتمع رأسي ورأسك أبدا قال مؤمل بن يهاب قال عبد الرزاق كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث قال عبد الرزاق ما نعلم أحدا عف عن هذا المال إلا الثوري ومعمرا وبلغنا أن سفيان الثوري قال مرة حدثنا أبو عروة عن أبي الخطاب عن أبي حمزة فذكر حديثا فقل من فطن له وإنما هو معمر عن قتادة عن أنس ومع كون معمر ثقة ثبتا فله أوهام لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمه فإنه لم يكن معه كتبه فحدث عن حفظه فوقع للبصريين عنه أغاليط وحديث هشام وعبد الرزاق عنه أصح لأنهم أخذوا عنه من كتبه والله أعلم أخبرنا محمد بن جوهر المقرئ أنبأنا يوسف بن خليل أنبأنا مسعود الصالحاني ح وأنبأنا أحمد بن سلامة عن مسعود أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} من أطلع على قوم في بيتهم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه وبه عن معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي {{صل}} لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه وبه عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} العين حق ونهى عن الوشم وبه عن معمر عن همام سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله {{صل}} إن الله لا ينظر إلى المسبل يعني إزاره وبه عن معمر عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي {{صل}} قال إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فأصنع ما شئت أخبرنا الحسن بن علي أنبأنا سالم بن صصرى أنبأنا أبو الفتح بن شاتيل أنبأنا الحسين بن علي أنبأنا عبد الله بن عبد الجبار أنبأنا إسماعيل ابن محمد أنبأنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن [[بن سيرين]] قال لما بعث معاوية بيعة ابنه يزيد إلى المدينة كتب إليهم إنه ليس عليكم أمير فمن أحب أن يقدم علي فليفعل قال فخرج عمرو وعمارة ابنا حزم فدخل عليه عمرو فقال يا معاوية إنه قد كان لمن قبلك بنون فلم يصنعوا كما صنعت وإنما ابنك فتى من فتيان قريش فنال منه فبكى معاوية ثم عرق فأروح فقال إنما أنت رجل قلت برأيك بالغا ما بلغ وإنما هو ابني وأبناؤهم فابني أحب إلي من أبنائهم ارفع حاجتك قال مالي حاجة فلقيه أخوه عمارة فأخبره الخبر فقال عمارة إنا لله ألهذا جئنا نضرب أكبادها من المدينة قال فأته قال فإنه ليكلمه إذ جاء رسول معاوية إلى عمارة أرفع حاجتك وحاجة أخيك قال ففعل فقضاها لم يقع لنا حديث معمر أعلى من مثل هذا وحديثه وافر في الكتب الستة وفي مسند أحمد ومعاجم الطبراني ووقإع لي من جامعة الجزء الأول والثاني والثالث قال الفسوي في تاريخه سمعت زيد بن المبارك الصنعاني يقول مات معمر في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومئة كذا قال بل قال إبراهيم بن خالد الصنعاني فيما رواه عن ابن راهوية مات معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومئة فصليت عليه وكذا ورخه في سنة ثلاث أحمد وأبو عبيد وشباب والفلاس وقال أحمد بن أبي خيثمة سمعت أحمد وابن معين يقولان مات سنة أربع وخمسين وكذا أرخ الهيثم بن عدي وعلي بن المديني فالله أعلم قال أحمد بن حنبل عاش ثمانيا وخمسين سنة قرأت على علي بن محمد الفقيه أخبركم محمد بن إبراهيم وقرأت على أحمد بن عبد الرحمن أخبركم البهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا شهدة الكاتبة أنبأنا أبو عبد الله بن طلحة أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا إسماعيل الصغار أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبان عن بعضهم قال من سلم على سبعة فهو كعتق رقبة وبه أنبأنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن أعلم الناس ما سمعت من رسول الله {{صل}} فجمعهم فقال إني سمعت رسول الله يقول تعلموا القرآن فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثرو به الحديث وبه أنبأنا معمر عن همام بن منبه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله {{صل}} ليسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير وبه عن معمر عن قتادة قال كان نقش خاتم موسى أسد بين رجلين وكان نقش خاتم أبي عبيدة الخمس لله وكان نقش خاتم أنس كركي له رأسان وبه عن معمر أن عبد الله بن عقيل أخرج خاتما زعم أن النبي {{صل}} كان يتختم به فيه تمثال أسد فرأيت بعض القوم غسله بالماء ثم شربه إسناده مرسل أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن أنبأنا أبو محمد بن قدامة أنبأنأ أبو الفتح بن البطي أنبأنا علي بن محمد بن الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا إسماعيل الصفار أنبأنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبي إسحاق ْعن أبي عبيدة عن [[ابن مسعود]] أن رجلا مر برجل وهو ساجد فوطىء على رقبته فقال ويحك أتطأ على رقبتي وأنا ساجدا لا والله لا يغفر الله لك هذا أبدأ فقال الله أيتألى علي فإني قد غفرت له وبه أنبأنا معمر عن رجل من قريش رفع الحديث قال يقول الله إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون في والذين يعمرون مساجدي والذين يستغفرون بالأسحار أولئك الذين إذا أردت بخلقي عذابي ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي قال أبو محمد بن حميد المعمري قال معمر لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نية ثم رزقنا الله النية من بعد وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر قال كان يقال إن الرجل يطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون الله قلت نعم يطلبه أولا والحامل له حب العلم وحب إزالة الجهل عنه وحب الوظائف ونحو ذلك ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه ولا صدق النية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة ومن قصد التكثر بعلمه ويزري على نفسه فإن تكثر بعلمه أو قال أنا أعلم من فلان فبعدا له قال هشام بن يوسف القاضي عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث وسمع منها سماعا نحوا من ثلاثين حديثا قال أحمد بن زهير سمعت ابن معين يقول لما دخل الثوري اليمن أتاه معمر يسلم عليه فحدث يوما بحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل أن النبي {{صل}} ضحى بكبشين وهو حديث يخطىء ابن عقيل فيه فقال له سفيان يا أبا عروة تعست فغضب معمر من ذاك فما أتى سفيان فما أتاه حتى خرج ولا سلم عليه ومات في سنة ثلاث وخمسين أسامة بن زيد الليثي وأبان بن صمعة وثور بن يزيد والحسن بن عمارة وفطر بن خليفة وهشام بن الغاز
 
===صالح بن علي بن عبد الله بن عباس===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
صالح بن علي ابن حبر الأمة [[عبد الله بن عباس]] بن عبد المطلب الأمير الشريف أبو عبد الملك الهاشمي العباسي عم المنصور أحد الأبطال المذكورين هو الذي افتتح مصر وانتدب لحرب مروان الحمار فجهز جيشا في طلبه فأدركوه ببوصير قرية من أعمال مصر فبيتوه فقاتل المسكين حتى قتل وولي صالح نيابة دمشق وله عدة أولاد كبراء حدث عن أبيه روى عنه ابناه إسماعيل وعبد الملك وقد عمل المصاف مع الروم بدابق وعليهم الطاغية قسطنطين بن أليون وكانوا مئة ألف فهزمهم صالح وقتل وأسر وسبى وأنشأ مدينة أذنة من الثغور وولي الشام بعده ابنه الفضل توفي سنة إحدى وخمسين أو اثنتين وخمسين وله نحو من ستين سنة
 
===أبو العميس===
أبو العميس ع عتبة بن عبد الله بن عتبة ابن صاحب رسول الله {{صل}} عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي أخو المحدث المسعودي عبد الرحمن يروي عن الشعبي وابن أبي مليكة وقيس بن مسلم وعون بن أبي جحفية وطائفة وعنه [[وكيع]] وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون وثقه [[أحمد بن حنبل]] وكان من جله العلماء عباس الدوري حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو العميس عن القاسم يعني ابن عبد الرحمن قال مد الفرات فجاء برمانة مثل البعير فتحدث الناس أنها من الجنة توفي في حدود سنة خمسين ومئة ويقع حديثه عاليا في جزء الجابري
 
===عبد الحميد بن جعفر===
عبد الحميد بن جعفر م 4 ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري المديني الإمام المحدث الثقة أبو سعد حدث عن أبيه ونافع ومحمد بن عمر بن عطاء وسعيد المقبري وعم أبيه عمر بن الحكم ويزيد بن أبي حبيب وجماعة وعنه يحيى القطان وابن وهب وأبو أسامة وأبو عاصم والواقدي وبكر بن بكار وآخرون قال [[أحمد بن حنبل]] ليس به بأس وكذا قال [[النسائي]] وكان [[سفيان الثوري]] ينقم عليه خروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن وكان من فقهاء المدينة قال ابن المديني سمعت يحيى يقول كان سفيان يحمل على عبد الحميد فكلمته فيه فقلت ما شأنه ثم قال يحيى ما أدري ما شأنه وشأنه ونقل عباس عن ابن معين قال كان يحيى بن سعيد يضعف عبد الحميد بن جعفر وقد روى عنه قال ابن معين كان عبد الحميد ثقة يرمي بالقدر قلت قد لطخ بالقدر جماعة وحديثهم في الصحيحين أو أحدهما لأنهم موصفون بالصدق والإتقان مات عبد الحميد في سنة ثلاث وخمسين ومئة احتج به الجماعة سوى البخاري وهو حسن الحديث
 
===إبراهيم بن نافع===
إبراهيم بن نافع ع الإمام المحدث الحافظ أبو إسحاق المخزومي المكي حدث عن عطاء بن أبي رباح ومسلم بن يناق وابن طاووس وابن عبد الله بن أبي نجيح روى عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وزيد بن الحباب وأبو نعيم وخلاد ابن يحيى وأبو حذيفة موسى بن مسعود وآخرون قال [[سفيان بن عيينة]] كان حافظا وقال عبد الرحمن بن مهدي هو أوثق شيخ كان بمكة قلت توفي في حدود سنة ستين ومئة أو بعدها
 
===سعيد بن أبي أيوب===
سعيد بن أبي أيوب ع الإمام الحافظ الثقة أبو يحيى المصري الفقيه الخزاعي مولاهم واسم والده مقلاص ولد سعيد سنة مئة وحدث عن أبي عقيل زهرة بن معبد ويزيد بن أبي حبيب وجعفر ابن ربيعة وعقيل بن خالد وعبد الرحيم بن ميمون وكعب بن علقمة وطبقتهم وكان من أوعية العلم حدث عنه ابن جريج وهو أكبر منه و[[ابن المبارك]] وعبد الله بن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وروح بن صلاح وطائفة وثقه يحيى بن معين وغيره توفي سنة إحدى وستين ومئة
 
===أبو أيوب المورياني===
أبو أيوب المورياني وزير المنصور سليمان بن أبي سليمان الخوزي تمكن من المنصور تمكنا لا مزيد عليه وكان أول كاتبا للأمير سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة وكان المنصور ينوب عن هذا الأمير في بعض كور فارس فيما نقله ابن خلكان فصادره وضربه فلما صارت الخلافة إلى المنصور قتله وكان المورياني قد دافع عند سليمان كثيرا عن المنصور فاستوزره ثم غضب عليه ونسبه إلى أخذ الأموال وأضمر له فكان كلما هم به دخل أبو أيوب وقد دهن حاجبيه بدهن مسحور فسار في السنة العامة دهن أبي أيوب ثم إنه أستأصله وعذبه وأخذ منه أموالا عظيمة وكذلك الدنيا الدنية قريبة الرزية مات في سنة أربع وخمسين ومئة وكان من دهاة العالم وله مشاركة قوية في الأدب والفلسفة والحساب والكيمياء والسحر والنجوم ولكنه ليس بفقيه وكان سمحا جوادا متمولا
 
===بشار بن برد===
بشار بن برد شاعر العصر أبو معاذ البصري الضرير بلغ شعره الفائق نحوا من ثلاثة عشر ألف بيت نزل بغداد ومدح الكبراء وهو من موالي بني عقيل ويلقب بالمرعث للبسه في الصغر رعاثا وهي الحلق واحدها رعثة وولد أعمى قال أبو تمام هو أشعر الناس والسيد الحميري في وقتهما وهو القائل
 
أنا والله أشتهي سحر عيني * ك وأخشى مصارع العشاق
 
وله
 
هل تعلمين وراء منزلة * تدني إليك فإن الحب أقصاني
 
قلت أتهم بالزندقة فضربه المهدي سبعين سوطا ليقر فمات منها وقيل كان يفضل النار وينتصر لإبليس هلك سنة سبع وستين ومئة وبلغ التسعين
 
===أبو الغصن===
أبو الغصن د س هو الشيخ العالم الصادق المعمر بقية المشيخة أبو الغصن ثابت ابن قيس الغفاري مولاهم المدني عداده في صغار التابعين يروي عن أنس بن مالك و[[سعيد بن المسيب]] ونافع بن جبير وخارجة بن زيد الفقيه وأبي سعيد كيسان المقبري والقدماء ورأى جابر بن عبد الله فيما أعترف به أبو حاتم حدث عنه معن بن عيسى و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وبشر بن عمر الزهراني والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وجماعة وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النوادر وقال يحيى بن معين و[[النسائي]] ليس به بأس وقال ابن معين أيضا في رواية عباس هو صالح ليس حديثه بذاك وروى أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى ضعيف قال ابن حبان هو من موالي عثمان بن عفان وكان قليل الحديث كثير الوهم فيما يروي لا يحتج بخبره إذا لم يتابعه غيره عليه وقال ابن عدي يكتب حديثه قال ابن سعد عاش ثابت بن قيس مئة خمس سنين ومات سنة ثمان وستين ومئة
 
===يونس بن إبي إسحاق===
يونس بن إبي إسحاق م 4 عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي محدث الكوفة أبو إسرائيل وابن محدثها ووالد الحافظين [[../إسرائيل بن يونس|إسرائيل]] وعيسى وأخو إسحاق وعم [[../يوسف بن إسحاق|يوسف بن إسحاق]] كان أحد العلماء الصادقين. يعد في صغار التابعين.
 
حدث عن أنس بن مالك وناجية بن كعب والشعبي ومجاهد وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى الأشعري وهلال بن خباب ووالده أبي إسحاق وجماعة وعنه ابنه عيسى و[[ابن المبارك]] ويحيى بن سعيد القطان و[[وكيع]] وابن مهدي ويحيى بن آدم ومحمد بن يوسف الفريابي وقبيصة وعلي بن محمد المدائني وخلق كثير وهو من بيت العلم والحفظ قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] لم يكن به بأس وقال أبو حاتم صدوق لا يحتج به وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال يحيى القطان كانت فيه غفلة وقال أحمد حديثه مضطرب وقال سلم بن قتيبة قدمت من الكوفة فقال لي شعبة من لقيت قلت لقيت يونس بن أبي إسحاق قال ما حدثك فأخبرته فسكت ساعة وقلت له قال حدثنا بكر بن ماعز قال فلم يقل لك حدثنا ابن مسعود قال ابن المديني سمعت يحيى يذكر يونس بن أبي إسحاق فقال كانت فيه غفلة كانت منه سجية كان يقول حدثني أبي سمعت عدي بن حاتم اتقوا النار ولو بشق تمرة ثم قال وهذا سفيان وشعبة يقولان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل عن عدي بن حاتم قلت ابناه أتقن منه وهو حسن الحديث قالوا توفي سنة تسع وخمسين ومئة
 
===يوسف بن إسحاق===
يوسف بن إسحاق ع ابن الإمام أبي إسحاق السبيعي روى عن أبيه عن جده وروى عن الشعبي ومحمد بن المنكدر وجده روى عنه ابنا عمه إسرائيل وعيسى وولده إبراهيم بن يوسف و[[سفيان بن عيينة]] قال ابن عيينة لم يكن في ولد أبي إسحاق أحفظ منه قلت منهم من ينسبه إلى جده فيقول يوسف بن أبي إسحاق توفي سنة سبع وخمسين ومئة بالكوفة
 
===أبو عامر الخزاز===
أبو عامر الخزاز م 4 الإمام المحدث صالح بن رستم المزني مولاهم البصري حدث عن [[الحسن البصري]] و[[عكرمة]] وابن أبي مليكة ويحيى بن أبي كثير وجماعة وعنه يحيى القطان وابن مهدي وأبو داود وسعيد بن عامر الضبعي وعثمان بن عمر بن فارس وأبو نعيم وعدة قال [[أبو داود]] السجستاني ثقة وقال ابن عدي عندي لا بأس به قد روى عنه يحيى بن سعيد وقال يحيى بن معين ضعيف وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال أبو بكر الأثرم سمعت أحمد يقول هو صالح الحديث قلت قد احتج به مسلم توفي سنة بضع وخمسين ومئة
 
===مصعب===
مصعب د ت ق ابن ثابت بن الخليفة عبد الله بن الزبير بن العوام القدوة الإمام أبو عبد الله الأسدي الزبيري المدني حدث عن أبيه وعطاء بن أبي رباح ونافع العمري ومحمد بن المنكدر حدث عنه ابنه عبد الله والي اليمن وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز الدراوردي ومحمد بن عمر الواقدي وعبد الرزاق وجماعة قال نافلته الزبير في كتاب النسب أمه كلبية اشتراها أبوه من سكينة بنت الحسين بمئة ناقة فحدثني عمي مصعب أن جده كان من أعبد أهل زمانه صام هو وأخوه نافع من عمرهما خمسين سنة وحدثني يحيى بن مسكين قال ما رأيت أحدا قط أكثر صلاة من مصعب بن ثابت كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة ويصوم الدهر وقالت عنه أسماء بنت مصعب كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وقال مصعب بن عثمان وخالد بن وضاح كان مصعب بن ثابت يصوم الدهر ويصلي في اليوم والليلة ألف ركعة يبس من العبادة وكان من أبلغ أهل زمانه قال [[أحمد بن حنبل]] ضعيف وقال [[النسائي]] وغيره ليس بالقوي وقال أبو حاتم لا يحتج به وروى معاوية بن صالح عن يحيى ليس بشيء وقال ابن حبان منكر الحديث استحق لذلك مجانبة حديثه روى الدراوردي عنه عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا وخير المجالس أوسعها قال ابن حبان مات سنة سبع وخمسين ومئة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة
 
===فطر بن خليفة===
فطر بن خليفة 4 خ مقرونا الشيخ العالم المحدث الصدوق أبو بكر الكوفي المخزومي مولى عمرو بن حريث رضي الله عنه الحناط حدث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وأبي وائل وطاووس ومجاهد وأبي الضحى ووالده وطائفة حدث عنه السفيانان وأبو أسامة ويحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى وبكر بن بكار والفرياني وقبيصة ويحيى بن سعيد القطان وعدة وثقه [[أحمد بن حنبل]] وقال مرة كان فطر عند يحيى بن سعيد ثقة لكنه خشبي مفرط وقال أحمد العجلي ثقة حسن الحديث فيه تشيع يسير وقال ابن سعد ثقة إن شاء الله منهم من يستضعفه له سن ولقاء وكان لا يدع أحدا يكتب عنده وعن أبي بكر بن عياش قال ما تركت الرواية عن فطر إلا بسوء مذهبه وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن فطر فقال ثقة صالح الحديث حديثه حديث رجل كيس إلاأنه يتشيع وقال أحمد بن يونس تركته عمدا وكان يتشيع وكنت أمر به بالكناسة في أصحاب الطعام وكان أعرج فأمر وأدعه مثل الكلب العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن علي قال حدثت عن جرير قال كان الأعمش ومنصور ومغيرة يشربون فإذا أخذوا في رؤوسهم سخروا بفطر بن خليفة قال يحيى القطان كان فطر يقول سمعت سمعت والمسعودي أحفظ منه العقيلي حدثنا محمد بن عيسى حدثنا عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا فطر عن عطاء قال رسول الله {{صل}} من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب فقلت ليحيى ابن سعيد أقال حدثنا عطاء قال وما ينتفع بقول حدثنا عطاء ولم يسمع منه سمعته يقول حدثنا أبو خالد الوالبي قال الفلاس ثم قدم علينا يزيد ابن هارون فحدثنا فطر عن أبي خالد الوالبي نفسه ثم قال العقيلي حدثنا محمد حدثنا صالح حدثنا علي قال قلت ليحيى في حديث فطر خرج علي وهم قيام فقال يحيى إنما هو فقال لي حدثنا أبو خالد الوالبي قلت ليحيى إنهم يدخلون بينهما زائدة وابن نشيط قال يحيى فإنه أيضا قد قال لي حدثنا أبو الطفيل في حصى الجمار ثم أدخل بعد ذلك بينهما رجلا فيما بلغني قلت ليحيى فتعتمد على قوله حدثنا فلان قال حدثنا فلان موصول قال لا قلت كانت منه سجية قال نعم قال غير واحد مات فطر بن خليفة سنة ثلاث وخمسين ومئة وقيل مات سنة خمس وخمسين وما يبعد أن يكون لقي المشايخ المذكورين لكنه ليس بذاك المتقن مع ما فيه من بدعة ومن أجل ذلك قرنه البخاري بآخر وحديثه من قبيل الحسن قال عباد بن يعقوب في كتاب المناقب له أنبأنا أبو عبد الرحمن الأصباغي وغيره عن جعفر الأحمر قال دخلنا على فطر بن خليفة وهو مغمى عليه فأفاق فقال يا عبد الله ما يسرني أن مكان كل شعرة في جسدي لسان يسبح الله بحبي أهل البيت
 
===ابن إسحاق===
ابن إسحاق 4 محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وقيل ابن كوثان العلامة الحافظ الأخباري أبو بكر وقيل أبو عبد الله القرشي المطلبي مولاهم المدني صاحب السيرة النبوية وكان جده يسار من سبي عين التمر في دولة خليفة رسول الله {{صل}} وكان مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه ولد ابن إسحاق سنة ثمانين ورأي أنس بن مالك بالمدينة وسعيد بن المسيب وحدث عن أبيه وعمه موسى بن يسار وعن أبان بن عثمان فيما قيل وعن بشير بن يسار وسعيد بن أبي هند وسعيد المقبري وأبي سفيان طلحة ابن نافع وعباس بن سهل بن سعد وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو ابن شعيب ومحمد بن إبراهيم التيمي وأبي جعفر الباقر ومكحول الهذلي ونافع العمري وأبي سلمة بن عبد الرحمن إن صح وفاطمة بنت المنذر بن الزبير ومعبد بن كعب بن مالك والزهري والقاسم بن محمد فيما قيل وعكرمة بن خالد المخزومي وسعد بن إبراهيم وسعيد بن عبيد ابن السباق وعاصم بن عمرو بن قتادة وصدقة بن يسار والصلت بن عبد الله ابن نوفل بن الحارث الهاشمي وعبادة بن الوليد بن عبادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي وعبد الرحمن بن القاسم وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ومحمد بن أبي أمامة بن سهل ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ومحمد بن عمرو بن عطاء ومحمد بن المنكدر ومحمد بن يحيى بن حبان ونبيه بن وهب ويزيد بن أبي حبيب ويعقوب بن عتبة وأبي عبيدة بن محمد بن عمار ومحمد بن الزبير الحنظلي وسليمان بن سحيم وابن طاووس وخلق كثير إلى أن ينزل إلى صالح بن كيسان ومحمد بن السائب الكلبي وروح بن القاسم وشعبة وطائفة وهو أول من دون العلم بالمدينة وذلك قبل مالك وذويه وكان في العلم بحرا عجاجا ولكنه ليس بالمجود كما ينبغي حدث عنه يزيد بن أبي حبيب شيخه ويحيى بن سعيد الأنصاري وهما من التابعين وفاقا وشعبة والثوري والحمادان وأبو عوانة وهشيم ويزيد بن زريع وأبو شهاب الحناط ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وموسى بن أعين وجرير بن حازم وجرير بن عبد الحميد وابن عون وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وهما أكبر منه و[[سفيان بن عيينة]] وجرير ابن عبد الحميد وحفص بن غياث وعبدة بن سليمان وأبو خالد الأحمر وابن إدريس وابن نمير وزياد البكائي وسلمة الأبرش وسعدان بن يحيى وعبد الأعلى السامي ومحمد بن سلمة الحراني وابن فضيل وابن أبي عدي ومحمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون ويونس بن بكير ويعلى ابن عبيد وأخوه محمد بن عبيد وعبد الرحمن بن مغراء ويحيى بن سعيد الأموي وأبو تميلة يحيى بن واضح وأحمد بن خالد الوهبي وأمم سواهم يشق استقصاؤهم ويبعد إحصاؤهم قال مصعب الزبيري يسار مولى قيس بن مخرمة من سبي عين التمر وهو أول سبي دخل المدينة من العراق وروى سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق قال رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء والصبيان يشتدون ويقولون هذا رجل من أصحاب رسول الله {{صل}} لا يموت حتى يلقى الدجال محمد بن حميد عن جرير قال رأيت ابن إسحاق يخضب بالسواد قال المفضل الغلابي سألت يحيى بن معين عن ابن إسحاق فقال كان ثقة حسن الحديث فقلت إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب فقال إنه لقديم وروى عباس عن يحيى قال قد سمع أبان بن عثمان ومن عطاء ومن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومن القاسم قال وسمع من مكحول ومن عبد الرحمن بن الأسود قال ابن المديني عن سفيان عن الزهري قال لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا عنى ابن إسحاق قال علي بن المديني مدار حديث رسول الله {{صل}} ستة فذكرهم ثم قال فصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم محمد بن إسحاق وقال نعيم بن حماد عن سفيان قال رأيت الزهري أتاه محمد بن إسحاق فاستبطأه فقال له أين كنت قال وهل يصل إليك أحد مع حاجبك قال فدعا حاجبه فقال له لا تحجبه إذا جاء وقال قال سفيان قال أبو بكر الهذلي سمعت الزهري يقول لا يزال بالمدينة علم جم ما دام فيهم ابن إسحاق وقال علي عن ابن عيينة قال ابن شهاب وسئل عن مغازيه فقال هذا أعلم الناس بها يعني ابن إسحاق وروى حرملة عن الشافعي قال من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق وقال ابن أبي خيثمة سألت يحيى بن معين عن ابن إسحاق فقال قال عاصم بن عمر بن قتادة لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق ابن أبي خيثمة حدثنا هارون بن معروف سمعت أبا معاوية يقول كان ابن إسحاق من أحفظ الناس فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر فاستودعها عند ابن إسحاق قال احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي قال الخليلي قال ابن إدريس الحافظ كيف لا يكون ابن إسحاق ثقة وقد سمع من الأعرج ويروي عنه ثم يروي عن أبي الزناد عنه ثم يروي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عنه ثم قال الخليلي روى عن ابن إسحاق من أستاذيه الزهري وصالح بن كيسان وعقيل ويونس وقال ابن أبي ذئب عن ابن شهاب قال ورأى ابن إسحاق مقبلا لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول النفيلي عن عبد الله بن فائد قال كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن قلت قد كان في المغازي علامة قال الميموني حدثنا أبو عبد الله بحديث استحسنه عن ابن إسحاق فقلت يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق فتبسم إلى متعجبا ابن المديني سمعت سفيان وسئل عن ابن إسحاق لم لم يرو أهل المدينة عنه فقال جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا فقلت له كان ابن إسحاق يجالس فاطمة بنت المنذر فقال أخبرني أنها حدثته وأنه دخل عليها قال محمد بن الذهبي هو صادق في ذلك بلا ريب وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت هشام بن عروة يقول تحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر والله إن رآها قط قلت هشام صادق في يمينه فما رآها ولا زعم الرجل أنه رآها بل ذكر أنها حدثته وقد سمعنا من عدة نسوة وما رأيتهن وكذلك روى عدة من التابعين عن عائشة وما رأوا لها صورة أبدا قال عبد الله بن أحمد فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال ولم ينكر هشام لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له يعني ولم يعلم قال الأثرم سألت أبا عبد الله عن ابن إسحاق فقال هو حسن الحديث ثم قال وقال مالك وذكره فقال دجال من الدجاجلة قال الخطيب ذكر بعضهم أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة قلت كلا ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك وهو مثاب على ذلك وأن أخطأ اجتهاده رحمة الله علية ثم قال الخطيب أنبأنا البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي حدثنا محمد بن علي الإيادي حدثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن محمد البغدادي حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال قال لي مالك هشام بن عروة كذاب قال أحمد وهو الأثرم إن شاء الله فسألت يحيى بن معين فقال عسى أراد في الكلام أما في الحديث فثقة وهو من الرواة عنه قال وقال إبراهيم بن المنذر حدثني عبد الله بن نافع قال كان ابن أبي ذئب وابن الماجشون وابن أبي حازم وابن إسحاق يتكلمون في مالك وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق كان يقول ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه قال الخطيب أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور وأما حكاية ابن فليح عنه في هشام بن عروة فليست بالمحفوظة وراويها عن ابن المنذر لا يعرف قلت فهي مردودة وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات بن إسحاق غير واحد من العلماء لأشياء منها تشيعة ونسب إلى القدر ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه وقال البخاري رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق وذكر عن سفيان أنه ما رأى أحدا يتهمه قال وقال إبراهيم بن المنذر حدثنا عمر بن عثمان أن الزهري كان تلقف المغازي من ابن إسحاق فيما يحدثه عن عاصم بن عمر والذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يتبين وكان إسماعيل بن أبي أويس من أتبع من رأينا لمالك أخرج إلى كتب ابن إسحاق عن أبيه في المغازي وغيرها فانتخبت منها كثيرا قال وقال لي إبراهيم بن حمزة كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحوا من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي قلت يعني بتكرار طرق الأحاديث فأما المتون الأحكامية التي رواها فما تبلغ عشر ذلك وذكر البخاري هنا فصلا حسنا عن رجاله وإبراهيم بن سعد وصالح ابن كيسان فقد أكثرا عن ابن إسحاق قال البخاري ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء واحد ولا يتهمه في الأمور كلها قال وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح نهاني مالك عن شيخين من قريش وقد أكثر عنهما في الموطأ وهما ممن يحتج بهما ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي وكلام الشعبي في عكرمة وفيمن كان قبلهم وتناول بعضهم في العرض والنفس ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة والكلام في هذا كثير قلت لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة وقد علم أن كثيرا من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة وارتفع مالك وصار كالنجم فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه فإنه يعد منكرا هذا الذي عندي في حاله والله أعلم قال يونس بن بكير سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق أمير المحدثين لحفظه وقال علي بن عبد الله نظرت في كتب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين ويمكن أن يكونا صحيحين وقال بعض الأئمة الذي يذكر عن هشام بن عروة من قوله كيف يدخل على امرأتي لو صح هذا من هشام لجاز أن تكتب إليه فإن أهل المدينة يرون الكتاب جائزا لأن النبي {{صل}} كتب لأمير السرية كتابا فقال له لا تقرأه تبلغ موضع وكذا وكذا فلما بلغه قرأه وعمل به وكذلك الخلفاء والأئمة يفضون بكتاب بعضهم إلى بعض وجائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب في غيبة زوجها قلت ذاك الظن بهما كما أخذ خلق من التابعين عن الصحابيات مع جواز أن يكون دخل عليها ورآها وهو صبي فحفظ عنها مع احتمال أن يكون أخذ عنها حين كبرت وعجزت وكذا ينبغي فإنها أكبر من هشام بأزيد من عشر سنين فقد سمعت من جدتها أسماء ولما روت لابن إسحاق كان لها قريب من ستين سنة قال أبو زرعة الدمشقي ابن إسحاق رجل قد اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه منهم سفيان وشعبة وابن عيينة والحمادان و[[ابن المبارك]] وإبراهيم بن سعد وروى عنه من القدماء يزيد بن أبي حبيب وقد أختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا مع مدح ابن شهاب له وقد ذاكرت دحيما قول مالك فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه أتهم بالقدر وقال أبو إسحاق الجوزجاني ابن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمي بغير نوع من البدع وقال سعيد بن داود الزبيري عن عبد العزيز الدراوردي كنا في مجلس ابن إسحاق نتعلم فأغفى إغفاءة فقال إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار أخرجه فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه قال فذهب به إلى السلطان فجلد قال الزبيري من أجل القدر وقال أبو العباس بن عقدة حدثنا موسى بن هارون بن إسحاق سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول كان ابن إسحاق يرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه وقال يعقوب بن شيبة سمعت ابن نمير وذكر ابن إسحاق فقال إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة قال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ سمعت محمد بن إسماعيل يقول محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد وقال سليمان بن إسحاق الجلاب سألت إبراهيم الحربي تكلم أحد في ابن إسحاق فقال أما [[سفيان بن عيينة]] فكان يقول يعني عن الزهري لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام يعني ابن إسحاق ولكن حدثني مصعب قال كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث وقال يعقوب بن شيبة سألت عليا كيف حديث ابن إسحاق عندك صحيح فقال نعم حديثه عندي صحيح قلت فكلام مالك فيه قال مالك لم يجالسه ولم يعرفه وأي شيء حدث به بن إسحاق بالمدينة قلت فهشام بن عروة قد تكلم فيه فقال علي الذي قال هشام ليس بحجة لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها إن حديثه ليتبين فيه الصدق يروي مرة حدثني أبو الزناد ومرة ذكر أبو الزناد ويروي عن رجل عمن سمع منه يقول حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمير صوم يوم عرفة وهو من أروى الناس عن أبي النضر ويقول حدثني الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع وهو من أروى الناس عن عمرو قال يعقوب الفسوي قال علي لم أجد لأبن إسحاق إلا حديثين منكرين نافع عن ابن عمر عن النبي {{صل}} إذا نفس أحدكم يوم الجمعة والزهري عن عروة عن زيد بن خالد إذا مس أحدكم فرجه هذان لم يروهما عن أحد والباقون يقول ذكر فلان ولكن هذا فيه حدثنا وقال يعقوب الفسوي أيضا سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء وكان ملازما لعلي قال سمعت عليا يقول وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه [[أبو داود]] سمعت أحمد يقول كان ابن إسحاق يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه قلت هذا الفعل سائغ فهذا الصحيح للبخاري فيه تعليق كثير وقال أحمد بن إسحاق أحب الي من موسى بن عبيدة قلت موسى ضعفوه وقال أحمد كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال حدثني وإذا لم يكن قال قال وقال أحمد قدم ابن إسحاق بغداد فكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وعن غيره وقال ليس هو بحجة قال أبو العباس بن عقدة سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول ويخرجه في المسند وما رأيته أبقى حديثه قط قيل له يحتج به قال لم يكن يحتج به في السنن وقال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت [[أحمد بن حنبل]] فقلت إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله قال لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا قال وأما علي بن المديني فكان يثني عليه ويقدمه وروى محمد بن عثمان العبسي عن علي هو صالح وسط وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى ليس به بأس وقال مرة ليس بذاك وسمعت يحيى مرة أخرى يقول هو عندي سقيم ليس بقوي وقال الميموني سمعت يحيى بن معين يقول ابن إسحاق ضعيف وروى المفضل الغلابي عن ابن معين هو ثبت في الحديث وروى أبو زرعة النصري عن يحيى ثقة وليس بحجة إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك وذكر جماعة وقال يعقوب السدوسي قلت ليحيى في نفسك من صدقة شيء قال لا هو صدوق وروى عباس بن محمد عن يحيى ثقة وليس بحجة وقال العجلي مدني ثقة وقال [[النسائي]] وغيره ليس بالقوي وقال أبو زرعة هو صدوق وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال النفيلي حدثنا عبد الله بن فائد قال كنا إذا جلسنا إلى ابن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه فيه أبو عبد الله المحاملي حدثنا العباس بن يزيد البحراني حدثنا بن عيينة سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث أحمد الأبار حدثنا إسماعيل بن عبيد الحراني حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة قال لو سود أحد في الحديث لسود ابن إسحاق وقال ابن سعد كان ثقة ومنهم من يتكلم فيه وكان خرج من المدينة قديما فأتى الجزيرة والكوفة والري وبغداد فأقام بها حتى مات في سنة 151
 
قال أبو سعيد بن يونس قدم ابن إسحاق الإسكندرية سنة خمس عشرة ومئة وروى عن جماعة من أهل مصر منهم عبيد الله بن المغيرة ويزيد بن أبي حبيب وثمامة بن شفي وعبيد الله بن أبي جعفر والقاسم بن قرمان والسكن بن أبي كريمة روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت روى عنه من أهل مصر الأكابر منهم يزيد بن أبي حبيب وقيس بن أبي يزيد قال ابن سعد كان ابن إسحاق أول من جمع مغازي رسول الله {{صل}} وخرج من المدينة قديما فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد وكان مع العباس بن محمد بالجزيرة وأتى أبا جعفر بالحيرة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب وسمع منه أهل الري فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة وقال ابن عدي ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله {{صل}} ومبعثه ومبتدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق بها ثم من بعده صنفها قوم آخرون فلم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها وقد فتشت أحاديثه كثيرا فلم أجد من أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف وربما أخطأ أو يهم في الشيء بعد الشيء كما يخطىء غيره ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة وهو لا بأس به العقيلي حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا سليمان بن داود حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا وهيب سمعت هشام بن عروة يقول ابن إسحاق كذاب عباس العنبري سمعت أبا الوليد حدثني وهيب قال سألت مالكا عن محمد بن إسحاق فقال وقال واتهمه العقيلي حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم حدثنا أحمد بن منصور زاج حدثني أحمد بن زهير سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول كان يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك يجرحان محمد بن إسحاق أبو داود الطيالسي عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح قال كنت عند يحيى بن سعيد الأنصاري فقيل له إن أهل العراق يرون عن ابن إسحاق فقال يحيى تروون العلم عن محمد بن إسحاق تروون العلم عن محمد بن إسحاق العقيلي حدثني الفضل بن جعفر حدثنا عبد الملك بن محمد حدثني سليمان بن داود قال لي يحيى القطان أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب قلت وما يدريك قال قال لي وهيب فقلت لوهيب ما يدريك قال قال لي مالك بن أنس فقلت لمالك وما يدريك فقال قال لي هشام ابن عروة قلت لهشام وما يدريك قال حدث عن امرأتي فاطمة بنت المنذر ودخلت علي وهي ابنة تسع سنين وما رآها حتى لقيت الله قلت معاذ الله أن يكون يحيى وهؤلاء بدا منهم هذا بناء على أصل فاسد واه ولكن هذه الخرافة من صنعة سليمان وهو الشاذكوني لا صبحه الله بخير فإنه مع تقدمه في الحفظ متهم عندهم بالكذب وانظر كيف قد سلسل الحكاية ويبين لك بطلانها أن فاطمة بنت المنذر لما كانت بنت تسع سنين لم يكن زوجها هشام خلق بعد فهي أكبر منه بنيف عشرة سنة وأسند منه فإنها روت كما ذكرنا عن أسماء بنت أبي بكر وصح أن ابن إسحاق سمع منها وما عرف بذلك هشام أفبمثل هذا القول الواهي يكذب الصادق كلا والله نعوذ بالله من الهوى والمكابرة ولكن صدق القاضي أبو يوسف إذ يقول من تتبع غريب الحديث كذب وهذا من أكبر ذنوب ابن إسحاق فإنه يكتب عن كل أحد ولا يتورع سامحه الله وعن يحيى بن سعيد قلت لهشام ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر قال أهو كان يصل إليها قلت ويحتمل أن تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة فدخل عليها وما علم هشام بأنها خالة له أو عمة يحيى بن أدم حدثنا ابن إدريس قال كنت عند مالك فقال له رجل إن محمد بن إسحاق يقول اعرضوا علي علم مالك فإني بيطارة فقال مالك انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علم مالك قال ابن إدريس فما رأيت أحدا جمع الدجالين قبله أخبرنا ابن الخلال أنبأنا جعفر أنبأنا السلفي أنبأنا ابن ماك أنبأنا الخليلي سمعت جدي والقاسم بن علقمة سمعنا ابن أبي حاتم سمعت مسلم بن الحجاج حدثنا ابن راهوية سمعت يحيى بن آدم سمعت ابن إدريس يقول كنت عند مالك فقال رجل كنت بالري عند أبي عبيد الله وزير المهدي فقال ابن إسحاق هاتوا اعرضوا علي علوم مالك فإني أنا بيطارها فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول هذا قال ابن إدريس لم أسمع بجمع الدجال إلا منه وبه إلى ابن حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا إبن إدريس بنحوها فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول هكذا نحن نفيناه من المدينة وقال هارون بن معروف سمعت أبا معاوية يقول كان ابن إسحاق أحفظ الناس وكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء واستودعها ابن إسحاق يقول احفظها عني فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي وعن ابن إدريس الحافظ قال كيف لا يكون محمد بن إسحاق ثقة وقد سمع من الأعرج ثم يروي عن أبي الزناد عنه ثم يروي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عنه وقال ابن المديني إنه ليبين في حديثه الصدق يقول مرة حدثني أبو الزناد ومرة ذكر أبو الزناد ويقول حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر وهو من أروى الناس عن أبي النضر ويقول حدثني الحسن ابن دينار عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع وهو من أروى الناس عن عمرو ولم أجد له سوى حديثين منكرين نافع عن ابن عمر في النعاس يوم الجمعة والزهري عن عروة عن زيد بن خالد من مس فرجه قال الهيثم بن خلف حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو داود حدثني من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق حدث بكذا وكذا عن فاطمة فقال كذب الخبيث ابن المديني قال سفيان رأيت ابن إسحاق في مسجد الخيف فاستحييت أن يراني معه أحد فقال أنا أرصد ابن خصيفة أبغي أن أسأله عما حدثني عنه ثم قال ابن عيينة اتهموه بالقدر أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة قال ما رويت عن ابن إسحاق إلا باضطرار الفلاس سمعت يحيى يقول قال رجل لابن إسحاق كيف حديث شرحبيل بن سعد فقال وأخذ يحدث عن شرحبيل ثم قال الفلاس العجب من رجل يحدث عن أهل الكتاب ويرغب عن شرحبيل ثم قال الفلاس من رجل يحدث عن أهل الكتاب ويرغب عن شرحبيل وقد حدث عنه يحيى بن سعيد وعاصم الأحول ومطر وأبو معشر المديني الفلاس سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله إلى أين تذهب قال أذهب إلى وهب بن جرير اكتب السيرة قال يكتب كذبا كثيرا قلت كان وهب يرويها عن أبيه عن ابن إسحاق وأشار يحيى القطان إلى ما في السيرة من الواهي من الشعر ومن بعض الأثار المنقطعة المنكرة فلو حذف منها ذلك لحسنت وثم أحاديث جمة في الصحاح والمسانيد مما يتعلق بالسيرة والمغازي ينبغي أن تضم إليها وترتب وقد فعل غالب هذا الإمام أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة له قال علي بن عبد الله كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن إسحاق شيئا كان يضعفه وقال يحيى بن معين لم يسمع ابن إسحاق من طلحة بن نافع شيئا ابن المديني سمعت يحيى يقول قال إنسان للأعمش إن ابن إسحاق حدثنا عن ابن الأسود عن أبيه بكذا وكذا فقال كذب ابن إسحاق وكذب ابن الأسود حدثني عمارة بكذا وكذا قال علي وسمعت يحيى يقول الحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق يعني سواء وأشعث بن سوار دونهما وقال تركت ابن إسحاق متعمدا إبراهيم الحزامي عن ابن أبي فديك قال رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب قلت هذا يشنع به على ابن إسحاق ولا ريب أنه حمل ألوانا عن الذمة مترخصا بقوله {{صل}} حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج أبو جعفر العقيلي حدثني أسلم بن سهل حدثني محمد بن عمرو بن عون حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال قال أبي سمعت مالكا يقول يا أهل العراق من يغت عليكم بعد محمد بن إسحاق العقيلي حدثني الخضر بن داود حدثنا أحمد بن محمد قلت لأبي عبد الله ما تقول في ابن إسحاق قال هو كثير التدليس جدا قلت فإذا قال أخبرني وحدثني فهو ثقة قال هو يقول أخبرني فيخالف فقيل لأبي عبد الله روى عنه يحيى بن سعيد فقال لا كالمنكر لذلك ثم قال كان يحيى بن سعيد لا يستخف من هو أكبر من محمد بن إسحاق بندار سمعت معاذا يقول رأيت ابن إسحاق عليه إزار رقيق متخلق وخصيته مدلاة بندار سمعت ابن أبي عدي يقول كان ابن إسحاق يلعب بالديوك قال الهيثم بن عدي والمدائني محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وكان خيار لقيس بن مخرمة قال أبو الحسن الدارقطني ابن إسحاق لا يحتج به وقال الحسن بن علي الحلواني سمعت يزيد بن هارون يقول لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين أخبرنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه في كتابه أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا محمد بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن ربح بن سليمان البزاز حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خرج علينا رسول الله {{صل}} في صلاة الظهر أو العصر شك يزيد وهو حامل أمامة بنت أبي العاص فإذا أراد أن يركع وضعها ثم ركع فإذا قام حملها فلم يزل يفعل ذلك حتى قضى صلاته فهذا أعلى ما يقع لنا من حديث ابن إسحاق قال عمرو بن علي وإبراهيم نفطويه وغيرهما مات ابن إسحاق سنة خمسين ومئة وقال الهيثم بن عدي وأحمد بن خالد الوهبي وغيرهما مات سنة إحدى وخمسين ومئة وقال علي بن المديني ويحيى بن معين وزكريا الساجي وغيرهم سنة اثنتين وخمسين ومئة وقال شباب توفي سنة اثنتين أو ثلاث روى له مسلم في المتابعات واستشهد به البخاري وأخرج أرباب السنن له والوهبي هو خاتمة أصحابه مات سنة خمس عشرة ومئتين
 
===إبراهيم بن محمد===
إبراهيم بن محمد ع ابن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي أحمد أئمة الدين ومن ثبت العلم وجده المنتشر هو أخو مسروق أحد الأعلام حدث عن أبيه وطائفة أحاديثه يسيرة حدث عنه شعبة و[[سفيان الثوري]] وأبو عوانة وجماعة قال جعفر الأحمر كان من أفضل من رأيناه بالكوفة في زمانه قلت كان ذا تأله ودين وثقه وتزهد روى له الجماعه وهو قديم الوفاة وكان ينبغي أن يذكرفي الطبقة الماضية رحمه الله ولم أر له شيئا عن أحد من الصحابة
 
===حبيب بن الشهيد===
حبيب بن الشهيد ع
 
الإمام الحجة أبو محمد ويقال أبو شهيد البصري مولى قريبة
 
أرسل عن الزبير بن العوام وأنس بن مالك وروى عن [[الحسن البصري]] وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وابن أبي مليكة وجماعة حدث عنه ابنه إبراهيم وإسماعيل بن علية ويحيى القطان وأبو أسامة وروح بن عبادة ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعدد كثير وكان من كبار العلماء له نحو من مئه حديث ذكره [[أحمد بن حنبل]] فقال ثقة مأمون أرخه بعضهم فقال مات سنة خمس وأربعين ومئة وعاش ستا وستين سنة
 
===حبيب بن الشهيد التجيبي===
أما حبيب بن الشهيد التجيبي أبو مرزوق المصري فحدث عن حنش بن عبد الله الصنعاني ووفد على عمر بن عبد العزيز روى عنه يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسالم بن غيلان وكان يفقه أهل طرابلس الغرب وثقه العجلي توفي سنة تسع ومئة لم يفرق البخاري ولا ابن أبي حاتم بينه وبين [[../حبيب بن الشهيد|صاحب الترجمة]] مولى قريبة
 
===صدقة بن يزيد الخراساني===
صدقة بن يزيد الخراساني ثم الدمشقي نزيل بيت المقدس حدث عن قتادة ويحيى بن أبي كثير وحماد بن أبي سليمان والعلاء بن عبد الرحمن الحرقي وأحوص بن حكيم وبنت واثلة بن الأسقع وطائفة حدث عنه الوليد بن مسلم وضمرة وابن شابور ورواد ابن الجراح وآخرون
 
وثقه أبو زرعة النصري وقال أبو حاتم صالح وقال الفسوي حسن الحديث وقال عباس سمعت يحيى يقول صدقه بن يزيد الدمشقي صالح الحديث وقال [[أحمد بن حنبل]] و[[النسائي]] وغيرهما ضعيف وقال ابن عدي هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق قلت لعله أضعف من السمين ولا شيء له في الكتب ومن أنكر ما رأيت له في ترجمته في تاريخ دمشق داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن صدقة بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال تراءوا الهلال فقالوا ما أحسن ما أبينه فقال رسول الله {{صل}} كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر لا يبصره منكم إلا البصير توفي هذا سنة نيف وخمسين ومئة
 
===محمد بن أبي حفصة===
محمد بن أبي حفصة خ م س الإمام المحدث أبو سلمة بن ميسرة المدني نزيل البصرة حدث عن أبي جمرة الضبعي والزهري وقتادة وابن جدعان وطائفة وعنه [[سفيان الثوري]] وحماد بن زيد و[[ابن المبارك]] وروح بن عبادة وأبو معاوية الضرير وهو قديم الموت توفي في حدود الخمسين ومئة وثقه يحيى بن معين مرة ثم توقف وقال ليس بالقوي وقال يحيى القطان ضعيف وكذا قال [[النسائي]] مع كونه روى له في سننه وروى له الشيخان في المتابعات ما أظن أن واحدا منهما جعله حجة وقد قال ابن عدي هو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم قال ابن المديني قلت ليحيى بن سعيد حملت عن محمد بن أبي حفصة قال نعم كتبت حديثه كله ثم رميت به بعد ذلك ثم قال هو نحو صالح بن أبي الأخضر قلت بالجهد أن يعد حديثه حسنا وليس هو بالمكثر وقال العقيلي حدثنا محمد حدثنا صالح علي سمعت معاذ ابن معاذ قال كتبت عنه قلت لمعاذ لم قال لأني رأيته يأتي أشعث ابن عبد الملك فإذا قمنا جلس إلى صبيان فأملوها عليه فقلت لمعاذ بن أبي حفصة أورده العقيلي في محمد بن ميسرة
 
===هشام بن الغاز===
هشام بن الغاز 4 ابن ربيعة الجرشي الدمشقي الإمام المقرئ المحدث أبو العباس وقيل أبو ربيعة وقيل أبو عبد الله روى عن أنس بن مالك إن صح وعن عطاء بن أبي رباح وعمرو ابن شعيب ومكحول وعبادة بن نسي و[[الزهري]] ونافع وطائفة وتلا على يحيى الذماري حدث عنه ابنه عبد الوهاب و[[ابن المبارك]] و[[وكيع]] والوليد وعيسى بن يونس وشبابة وإسحاق بن سليمان الرازي وأبو المغيرة الخولاني ويحيى بن يمان وعدة قال [[أحمد بن حنبل]] صالح الحديث وروى عباس عن يحيى ليس به بأس وقال محمد بن عبد الله بن عمار شامي ثقة وقال ابن خراش كان من خيار الناس وقال الفسوي سألت دحيما عنه فقال ما أحسن استقامته في الحديث قال أبو مسهر كان هشام بن الغاز على بيت المال لأبي جعفر يقال مات في سنة ست وخمسين وقال يحيى بن معين مات سنة ثلاث وخمسين ومئة
 
===أبان بن صمعة===
أبان بن صمعة س ق م الأنصاري البصري من كبار المحدثين قيل هو والد عتبة الغلام المشهور بالزهد حدث عن والدته عن عائشة وعن [[عكرمة]] وأبي الوازع جابر بن عمرو وجماعة حدث عنه يحيى القطان وأبو عاصم النبيل ومحمدبن عبد الله الأنصاري وسهل بن يوسف وآخرون وثقه يحيى بن معين وغيره وقد تغير بأخرة وقال أحمد صالح الحديث وقال يحيى القطان تغير وقال ابن مهدي لقيته وقد اختلط البتة وقال ابن عدي إنما عيب عليه اختلاطه لما كبر ولم ينسب إلى الضعف لأن مقدار ما يرويه مستقيم ثم ساق له ابن عدي حديثا واحدا من طريق سهل بن يوسف حدثنا أبان بن صمعة عن أبي الوازع عن أبي برزةأن النبي {{صل}} قال له أعزل عن طريق المسلمين تفرد به سهل وهو حسن غريب وقد روى مسلم لأبان متابعة مات في سنة ثلاث وخمسين ومئة
 
===عتبة بن أبان البصري===
عتبة الغلام الزاهد الخاشع الخائف عتبة بن أبان البصري كان يشبه في حزنه بالحسن البصري قال رياح القيسي بات عندي فسمعته يقول في سجوده اللهم احشر عتبة من حواصل الطير وبطون السباع وقال مخلد بن الحسين جاءنا عتبة الغلام غازيا وقال رأيت أني أتي المصيصة في النوم وأغزو فأستشهد قال فأعطاه رجل فرسه وسلاحه وقال إني عليل فاغز عني فلقوا الروم فكان أول من استشهد قال سلمة الفراء كان عتبة الغلام من نساك أهل البصرة يصوم الدهر ويأوي السواحل والجبانة قال أبو عمر البصري كان رأس مال عتبة فلسا يشتري به خوصا يعمله ويبيعه بثلاثة فلوس فيتصدق بفلس ويتعشى بفلس وفلس رأس ماله وقيل نازعته نفسه لحما فماطلها سبع سنين وعنه قال لا يعجبني رجل ألا يحترف وذكر مخلد بن الحسين عتبة الغلام وصاحبه يحيى الواسطي فقال كأنما ربتهم الأنبياء وعن عتبة قال من عرف الله أحبه ومن أحبه أطاعه وعنه قال إنما أبكي على تقصيري قال مسلم بن إبراهيم رأيت عتبة وكان يقال إن الطير تجيبه وقيل لما غزا قال لا تفتحوا بيتي فلما قتل فتحوه فوجدوا قبرا محفورا وغل حديد
 
===الوليد بن كثير===
الوليد بن كثير ع المخزومي مولاهم المدني الحافظ حدث عن بشير بن يسار وسعيد بن أبي هند ومحمد بن كعب القرظي وإبراهيم بن عبد الله بن حنين والأعرج وعمرو بن شعيب وسعيد المقبري ومعبد بن كعب بن مالك وأخيه محمد وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ومحمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام ومحمد بن عمرو بن عطاء ومحمد بن عمرو بن حلحلة وعدة حدث عنه إبراهيم بن سعد و[[سفيان بن عيينة]] وأبو أسامة وابن أبي فديك ومحمد بن عمر الواقدي وجماعة وكان أخباريا علامة ثقة بصيرا بالمغازي قال [[أبو داود]] ثقة إلا أنه إباضي وقال [[سفيان بن عيينة]] كان صدوقا وقال محمد بن سعد ليس بذاك وذكره العقيلي في كتابه فقال حدثني أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا محمد بن عبيد التبان قال سمعني أبي وأنا أقول حدثنا عيسى بن يونس عن الوليد بن كثير فقال يا بني تدري من الوليد بن كثير كان والله قدريا وهو مولى لبني مخزوم وإنما يأتي أهل العراق بلدنا فلا يبالون عمن أخذوا قال ابن سعد مات سنة إحدى وخمسين ومئة
 
===ابن أبي مريم===
ابن أبي مريم د ت ق الإمام المحدث القدوة الرباني أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الحمصي شيخ أهل حمص ولد في دولة عبد الملك وفي حياة أبي أمامة وحدث عن خالد بن معدان وراشد بن سعد وبلال بن أبي الدرداء ومكحول وأبي راشد الحبراني وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير وحبيب بن عبيد ومحمد بن زياد وخلق كثير روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية و[[ابن المبارك]] والوليد وأبو اليمان وعلي بن عياش وأبو المغيرة وآخرون قال أبو اليمان اسمه بكر والظاهر أن اسمه كنيته ضعفه [[أحمد بن حنبل]] وغيره من قبل حفظه وقال أبو إسحاق الجوزجاني هو متماسك وقال ابن عدي أحاديثه صالحة ولا يحتج به قال ابن حبان هو رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم ويفحش حتى استحق الترك ولم أسمع أحدا من أصحابنا يذكر له اسما قال يزيد بن هارون كان من العباد المجتهدين وقال بقية قال لنا رجل في قرية أبي بكر بن أبي مريم وهي كثيرة الزيتون مافي هذه القرية من شجرة إلا وقد قام أبو بكر إليها ليلته جمعاء وقيل كان في خديه أثر من الدموع رحمه الله عليه قال يزيد بن عبد ربه توفي سنة ست وخمسين ومئة يقع من عواليه في جزء ابن عرفة ومعجم الطبراني ولا يبلغ حديثه رتبة الحسن
 
===أشعب الطمع===
أشعب الطمع ابن جبير المدني يعرف بابن أم حميد ومن يضرب بطمعه المثل
 
روى قليلا عن [[عكرمة]] وسالم وأبان بن عثمان وعنه معدي بن سليمان وأبو عاصم النبيل وكان صاحب مزاح وتطفيل ومع ذلك كذب عليه
 
قال الأصمعي عبث به صبيان فقال ويحكم اذهبوا سالم يفرق تمرا فعدوا فعدا معهم وقال لعله حق
 
ويقال وفد على الوليد بن يزيد وقال عثمان بن فايد حدثنا أشعب مولى عثمان بن عفان عن عبد الله ابن جعفر رأيت النبي {{صل}} يتختم في يمينه. عثمان ضعف. وقال أبو عاصم حدثنا أشعب حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال لله على عبده نعمتان، وسكت أشعب فقال اذكرهما قال واحدة نسيها عكرمة والأخرى أنا.
 
قيل إن أشعب خال الأصمعي وعن سالم أنه قال لأشعب إني أرى الشيطان ليتمثل على صورتك وكان رآه بكرة وأطعمه هريسة ثم بعد ساعتين رآه مصفرا عاصبا رأسه بيده قصبة قد تحامل إلى دار عبد الله بن عمرو بن عثمان
 
قال الزبير قيل لأشعب نزوجك قال ابغوني امرأة أتجشى في وجهها تشبع وتأكل فخذ جرادة تنتخم وقيل أسلمته أمه عند بزاز ثم قالت له ما تعلمت قال نصف الشغل تعلمت النشر وبقي الطي وقيل شوى رجل دجاجة ثم ردها فسخنت ثم ردها فقال أشعب هذه من آل فرعون " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " وقيل لقي دينارا فاشترى به قطيفة ثم نادى يا من ضاع منه قطيفة ويقال دعاه رجل فقال أنا خبير بكثرة جموعك قال لا أدعو أحدا فجاء إذ طلع صبي فقال أشعب أين الشرط قال يا أبا العلاء هو ابني وفيه عشر خصال أحدها أنه لم يأكل مع ضيف قال كفى التسع لك أدخله. وعنه قال أتتني جاريتي بدينار فجعلته تحت المصلى ثم جاءت بعد أيام تطلبه فقلت خذي ما ولد فوجدت معه درهما فأخذت الولد ثم عادت بعد جمعة وقد أخذته فبكت فقلت مات النوبة في النفاس فولولت فقلت صدقت بالولادة ولا تصدقين بالموت قال أبو عاصم أوقفني ابن جريج على أشعب فقال ما بلغ من طمعك قال ما زفت امرأة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلي وعن أبي عاصم أن اشعب مر بمن يعمل طبقا فقال وسعه لعلهم يهدون لنا فيه ومررت يوما فإذا هو ورائي قلت ما بك قال رأيت قلنسوتك مائلة فقلت لعلها تقع فآخذها قال فأعطيته إياها قال أبو عبد الرحمن المقرئ قال أشعب ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء وقيل إنه كان يجيد الغناء يقال مات سنة أربع وخمسين ومئة
 
===حجاج بن أرطاة===
حجاج بن أرطاة 4 م ابن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب الإمام العلامة مفتي الكوفة مع الإمام أبي حنيفة والقاضي بن أبي ليلى أبو أرطأة النخعي الكوفي الفقيه أحد الأعلام ولد في حياة أنس بن مالك وغيره من صغار الصحابة وروى عن [[عكرمة]] وعطاء والحكم ونافع ومكحول وجبلة بن سحيم و[[الزهري]] وقتادة والقاسم بن أبي بزة وعمرو بن شعيب وابن المنكدر وزيد بن جبير الطائي وعطية العوفي والمنهال بن عمرو وأبي مطر ورياح بن عبيدة وأبي إسحاق وسماك وعون بن أبي جحيفة وخلق سواهم وكان من بحور العلم تكلم فيه لبأو في ولتدليسه ولنقص قليل في حفظه ولم يترك حدث عنه منصور بن المعتمر وهو من شيوخه وقيس بن سعد وابن إسحاق وشعبة وهم من أقرانه والحمادان والثوري وشريك وزياد البكائي وعباد بن العوام والمحاربي وهشيم ومعتمر وغندر ويزيد بن هارون وعبد الله بن نمير وخلق كثير قال [[سفيان بن عيينة]] سمعت ابن أبي نجيح يقول ما جاءنا منكم مثله يعني حجاج ابن أرطاة وقال حفص بن غياث قال لنا [[سفيان الثوري]] يوما من تأتون قلنا الحجاج بن أرطأة قال عليكم به فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه وقال حماد بن زيد حجاج بن أرطاة أقهر عندنا بحديثه من سفيان وقال ابن حميد الرازي عن جرير رأيت الحجاج يخضب بالسواد وقال أحمد العجلي كان فقيها أحد مفتي الكوفة وكان فيه تيه فكان يقول أهلكني حب الشرف ولي قضاء البصرة وكان جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال كان يرسل عن يحيى بن أبي كثير ولم يسمع منه شيئا ويرسل عن مكحول ولم يسمع منه وإنما بعيبون منه التدليس روى نحوا من ست مئة حديث قال ويقال إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه فلما قام من عنده قال حجاج يرى بني ثور أنا نحفل به لا نبالي جاءنا أو لم يجئنا وكان حجاج تياها وكان قد ولي الشرطة ويقال عن حماد بن زيد قال قدم علينا حماد بن أبي سليمان وحجاج بن أرطاة فكان الزحام على حجاج أكثر وكان حجاج راوية عن عطاء سمع منه وروى أبو طالب عن [[أحمد بن حنبل]] كان من الحفاظ قيل فلم ليس هو عند الناس بذاك قال لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين قال هو صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب يعني فيسقط العرزمي وروى ابن المدني عن يحيى بن سعيد قال الحجاج بن أرطاة وابن إسحاق عندي سواء تركت الحجاج عمدا ولم أكتب عنه حديثا قط وقال أبو زرعة صدوق مدلس وقال أبو حاتم صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه فإذا قال حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه ولا يحتج بحديثه لم يسمع من الزهري ولا من هشام بن عروة ولا من [[عكرمة]] قال هشيم قال لي حجاج بن أرطاء صف لي الزهري فإني لم أره وقال [[ابن المبارك]] كان الحجاج يدلس فكان يحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي والعرزمي متروك وقال حماد بن زيد حدثنا جرير بن حازم حدثنا قيس بن سعد عن الحجاج بن أرطاة فلبثنا ما شاء الله ثم قدم علينا الحجاج ابن ثلاثين أو إحدى وثلاثين سنة فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حماد بن أبي سليمان ورأيت عنده مطر الوراق وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم يقولون يا أبا أرطاة ما تقول في كذا يا أبا أرطاة ما تقول في كذا قال هشيم بن بشير سمعت الحجاج يقول استفتيت وأنا ابن ست عشرة سنة وقال حفص بن غياث سمعت حجاجا يقول ما خاصمت أحدا قط ولا جلست إلى قوم يختصمون وروى عباس عن يحيى بن معين قال سمع من مكحول وفي بعض حديثه يقول سمعت مكحولا وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال عبد الرحمن بن خراش كان حافظا للحديث وكان مدلسا وقال ابن عدي إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وغيره وربما أخطأ في بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا وهو ممن يكتب حديثه وقال يعقوب بن شيبه واهي الحديث في حديثه اضطراب كثير وهو صدوق وكان أحد الفقهاء قال أبو بكر الخطيب الحجاج أحد العلماء بالحديث والحفاظ له وقال خليفة بن خياط مات بالري قلت وقد روى عن الشعبي حديثا واحدا قال يحيى بن يعلي المحاربي أمرنا زائدة أن نترك حديث الحجاج بن أرطاة وقال أحمد بن حنبل سمعت يحيى بن سعيد يذكر أن حجاج بن أرطاة لم ير الزهري وكان سيىء الرأي فيه جدا ما رأيته أسوأ رأيا في أحد منه في حجاج وابن إسحاق وليث وهمام لا نستطيع أن نراجعه فيهم وقال أبو الحسن الدارقطني وغيره لا يحتج بحجاج قلت قد يترخص [[الترمذي]] ويصحح لابن أرطاة وليس بجيد قال معمر بن سليمان تسألونا عن حديث حجاج بن أرطاة وعبد الله ابن بشر الرقي عندنا أفضل منه قال عثمان بن سعيد عن ابن معين حجاج في قتادة صالح وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قال حجاج ابن أرطاة لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة قلت لعن الله هذه المروءة ما هي إلا الحمق والكبر كيلا يزاحمه السوقة وكذلك تجد رؤساء وعلماء يصلون في جماعة في غير صف أو تبسط له سجادة كبيرة حتى لا يلتصق به مسلم فإنا لله قال الأصمعي أول من ارتشي بالبصرة من القضاة حجاج بن أرطاة وقال يوسف بن واقد رأيت حجاج بن أرطاة عليه سواد وهو مخضوب بالسواد وقال عبد الله بن إدريس كنت أرى الحجاج بن أرطاة يفلي ثيابه ثم خرج إلى المهدي ثم قدم معه أربعون راحلة عليها أحمالها قال حفص بن غياث سمعت حجاج بن أرطاة يقول ما خاصمت أحدا ولا جادلته قال [[أحمد بن حنبل]] كان حجاج يدلس فإذا قيل له من حدثك يقول لا تقولوا هذا قولوا من ذكرت وروى عن الزهري ولم يره قال شعبة أكتبوا عن حجاج وابن إسحاق فإنهما حافظان عمرو بن علي المقدمي عن حجاج عن مكحول عن ابن محيريز سألت فضالة بن عبيد أرأيت تعليق اليد في العنق من السنة قال نعم أتي رسول الله {{صل}} بسارق فأمر به فقطع ثم أمر بيده فعلقت في عنقة قال ابن حبان كان حجاج صلفا خرج مع المهدي إلى خراسان فولاه القضاء قال ومات منصرفة من الري سنة خمس وأربعين ومئة تركه [[ابن المبارك]] ويحيى القطان وعبد الرحمن وابن معين وأحمد كذا قال ابن حبان وهذا ليس بجيد وقد قدمنا عبارات هؤلاء في حجاج نعود به تعالى من التهورد في وزن العلماء قال ابن حبان سمعت محمد بن الليث الوراق سمعت محمد بن نصر سمعت إساق الحنظلي عن عيسى بن يونس قال كان حجاج بن أرطاة لا يحضر الجماعة فقيل له في ذلك فقال أحضر مسجدكم حتى يزاحمني فيه الحمالون والبقالون ونقل غير واحد أن الحجاج بن أرطاة قيل له ارتفع إلى صدر المجلس فقال أنا صدر حيث كنت وكان يقول أهلكني حب الشرف وقد طول ابن حبان وابن عدي ترجمته قال [[النسائي]] ذكر المدلسين الحسن قتادة حجاج بن أرطاة حميد سليمان التيمي يونس بن عبيد يحيى بن أبي كثير أبو إسحاق الحكم بن عتيبة مغيرة إسماعيل بن أبي خالد أبو الزبير ابن أبي نجيح ابن جريج ابن أبي عروبة هشيم [[سفيان بن عيينة]] وزدت أنا الأعمش مكحول بقية بن الوليد الوليد بن مسلم وآخرون وكان آخر من حدث عن حجاج عبد الرزاق بن همام قال الهيثم بن عدي مات الحجاج بن أرطاة بخراسان مع المهدي وفي ذهني أنه إلى سنة تسع وأربعين ومئة وقد مر قول ابن حبان في ذلك
 
____فصل____
 
في طبقة حجاج جماعة باسمه فتراهم يجيؤون في الإسناد فيقع الاشتباه بالاشتراك في الاسم
 
'''حجاج بن أبي عثمان الصواف''' خ م بصري ثقة مشهور توفي سنة ثلاث وأربعين ومئة روى عنه الحمادان والقطان وخلق وأقدم ما عنده الحسن ومنهم
 
'''حجاج بن أبي زينب الواسطي''' م د س ق صدوق يروي عن أبي عثمان النهدي روى عنه هشيم ويزيد وحديثه حسن فقد لين ولكن روى له مسلم مات في حدود أربعين ومئة
 
ومنهم '''حجاج بن حجاج الباهلي''' البصري الأحول خ م له عن أنس قليلا وعن قتادة وأبي الزبير وعنه إبراهيم بن طهمان روايته ويزيد بن زريع وطائفة وهو حجة وقد خلطه الحافظ عبد الغني بحجاج الأسود فوهم قال ابن خزيمة حجاج بن حجاج أحد حفاظ أصحاب قتادة قلت مات قبل الأربعين ومئة
 
ومنهم '''حجاج الأسود''' القسملي ويقال له حجاج زق العسل وهو حجاج بن أبي زياد حدث عن شهر وأبي نضرة وجماعة بصري صدوق روى عنه جعفر بن سليمان وعيسى بن يونس وروح وكان من الصلحاء وثقه ابن معين مات سنة بضع وأربعين ومئة
 
ومنهم '''حجاج بن حسان القيسي''' بصري لا بأس به عن أنس وأبي مجلز وعكرمة وينزل إلى مقاتل بن حبان وعنه يحيى القطان ويزيد ومسلم بن إبراهيم وعدة بقي إلى نحو الستين ومئة له في مراسيل أبي داود عن مقاتل قال عليه السلام إن جاء رجل فلم يجد أحدا فليحتلج رجلا من الصف فليقم معه فما أعظم أجر المختلج قلت ما ذا بمرسل بل معضل
 
ومنهم '''حجاج بن دينار الواسطي''' د ت ق له عن الحكم بن عتيبة والباقر وطائفة وعنه إسرائيل وأبن فضيل ومحمد بن بشر وآخرون حسن الحال مات قبل الخمسين ومئة
 
ومنهم '''حجاج بن فرافقصة الباهلي''' العابد د س له عن [[بن سيرين]] وعطاء وينزل إلى عقيل ونحوه وعنه الثوري ومعتمر ويوسف بن يعقوب الضبعي روى له [[النسائي]] حديثه وسط توفي سنة نيف وأربعين ومئة
 
فهؤلاء السبعة كانوا بالعراق في عصر حجاج بن أرطاة ذكرناهم للتمييز وثم جماعة كانوا في زمانهم بأسمائهم ولكنهم ليسوا بالمشهورين والله أعلم
 
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنبأنا عبد الصمد بن محمد حضورا أنبأنا علي بن المسلم أنبأنا ابن طلاب أنبأنا ابن جميع أنبأنا أحمد بن محمد هو ابن الأعرابي حدثنا سعدان بن نصر حدثنا معمر بن سليمان حدثنا الحجاج يعني ابن أرطاة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب قال شهد رسول الله {{صل}} صلاة الفجر فقال أشهد الصلاة فلان قالوا نعم وفلان وفلان قالوا لا فقال ما من صلاةأثقل على المنافقين من صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ثم قال صلاة الرجل مع الرجلين خير من صلاة الرجل مع الرجل فما كثر فهو أحب إلى الله غز وجل أخبرنا طائفة إجازة سمعوا عمر بن طبرزد أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا ابن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن مسلمة حدثنا يزيد ابن هارون أنبأنا الحجاج يعني ابن أرطاة عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد عن علي رضي الله عنه نهينا عن خاتم الذهب وعن القسي وعن الميثرة وبه حدثنا الحجاج عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي مثله
 
===حريز بن عثمان===
حريز بن عثمان خ 4 الحافظ العالم المتقن أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي
 
محدث حمص من بقايا التابعين الصغار سمع من عبد الله بن بشر رضي الله عنه وخالد بن معدان وراشد ابن سعد وعبد الرحمن بن ميسرة وحبيب بن عبيد وعدة حدث عنه بقية بن الوليد ويحيى القطان ويزيد بن هارون وحجاج الأعور وأبو اليمان الحكم بن نافع وعلي بن عياش وآدم بن أبي إياس وأبو المغيرة ويحيى بن صالح وعلي بن الجعد وخلق سواهم حدث بالشام وبالعراق وحديثه نحو المئتين ويرمي بالنصب وقد قال أبو حاتم لا يصح عندي ما يقال في رأيه ولا أعلم بالشام أحدا أثبت منه وقال [[أحمد بن حنبل]] حريز ثقة ثقة ثقة لم يكن يرى القدر وقال أبو اليمان كان ينال من رجل ثم ترك ذلك وروي عن علي بن عياش عن حريز أنه قال أأنا أشتم عليا والله ما شتمته وجاء عنه أنه قال لا أحبه لأنه قتل من قومي يوم صفين جماعة وقال أحمد بن سليمان الرهاوي حدثنا يزيد قال كان حريز يقول لنا إمامنا ولكن إمامكن يعني معاوية وعليا رضي الله عنهما قال عمران بن أبان سمعت حريزا يقول لا أحبه قتل آبائي وقال شبابة سمعت رجلا قال لحريز بن عثمان بلغني أنك لا تترحم على علي قال أسكت رحمة الله مئة مرة وقال علي بن عياش سمعت حريز بن عثمان يقول والله ما سببت عليا قط قلت هذا الشيخ كان أورع من ذلك وقد قال معاذ بن معاذ لا أعلم أني رأيت شاميا أفضل من حريز وقال يحيى بن معين وجماعة ثقة قال علي بن عياش جمعنا حديث حريز في دفتر نحوا من مئتي حديث فأتيناه به فتعجب وقال هذا كله عني وقال أبو بكر بن أبي داود سمعت معاوية بن عبد الرحمن الرحبي يقول سمعت حريز بن عثمان يقول لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعدواتك وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه توفي حريز بن عثمان سنة ثلاث وستين ومئة وله نيف وتسعون سنة وحديثه عال من ثلاثيات البخاري رواه عن عصام بن خالد عنه وقال يزيد بن عبد ربه ومولده سنة ثمانين
 
===الحسين بن مطير===
الحسين بن مطير مولي بن أسد شاعر محسن بديع القول أدرك الدولتين الأموية والعباسية وبقي حتى مدح المهدي وهو القاتل فيه
 
أضحت يمينك من جود مصورة * لا بل يمينك منها صورة الجود
 
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة * ومن بنانك يجري الماء في العود
 
وله يرثي معن بن زائدة
 
ألما بمعن ثم قولا لقبره * سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا
 
فيا قبر معن كيف واريت جوده * وقد كان منه البر والبحر مترعا
 
ولكن حويت الجود والجود ميت * ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا
 
وما كان إلا الجود صورة وجهة * فعاش ربيعا ثم ولى فودعا
 
فلما مضى معن مضى الجود والندى * وأصبح عرنين المكارم أجدعا
 
===المنصور===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
المنصور الخليفة أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي المنصور وأمه سلامة البربرية
 
ولد في سنة خمس وتسعين أو نحوها ضرب في الأفاق ورأى البلاد وطلب العلم قيل كان في صباه يلقب بمدرك التراب وكان أسمر طويلا نحيفا مهيبا خفيف العارضين معرق الوجه رحب الجبهة كأن عينيه لسانان ناطقان تخالطة أبهة الملك بزي النساك تقبله القلوب وتتعبه العيون أقنى الأنف بين القنا يخضب بالسواد وكان فحل بن العباس هيبة وشجاعة ورأيا وحزما ودهاء وجبروتا وكان جماعا للمال حريصا تاركا للهو واللعب كامل العقل بعيد الغور حسن المشاركة في الفقه والأدب والعلم أباد جماعة كبارا حتى توطد له الملك ودانت له الأمم على ظلم فيه وقوة نفس ولكنه يرجع إلى صحة إسلام وتدين في الجملة وتصون وصلاة وخير مع فصاحة وبلاغة وجلالة وقد ولي بليدة من فارس لعاملها سليمان ابن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة ثم عزله وضربه وصادره فلما استخلف قتله وكان يلقب أبا الدوانيق لتدنيقه ومحاسبته الصناع لما أنشأ بغداد وكان يبذل الأموال في الكوائن المخوفة ولا سيما لما خرج عليه محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة وأخوه إبراهيم بالبصرة
 
قال أبو إسحاق الثعالبي على شهرة المنصور بالبخل ذكر محمد بن سلام أنه لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف ألف درهم دارت بها الصكاك وثبتت في الدواوين فإنه أعطى في يوم واحد كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف وقيل إنه خلف يوم موته في بيوت الأموال تسع مئة ألف ألف درهم ونيف
 
زهير بن معاوية حدثنا ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير سمع ابن عباس يقول منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي إسناده جيد روي إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبيه عن جده أن اباه قال قال لنا المنصور رأيت كأن رسول الله {{صل}} عممني بعمامة كورها ثلاثة وعشرون وقال خذها وأوصاني بأمته وعن المنصور قال الملوك أربعة معاوية وعبد الملك وهشام بن عبد الملك وأنا حج المنصور مرات منها في خلافته مرتين وفي الثالثة مات ببئر ميمون قبل أن يدخل مكة أبو العيناء حدثنا الأصمعي أن المنصور صعد المنبر فشرع فقام رجل فقال يا أمير المؤمنين اذكر من أنت في ذكره فقال مرحبا لقد ذكرت جليلا وخوفت عظيما وأعود بالله أن أكون ممن إذ قيل له أتق الله أخذته العزة بالإثم والموعظة منا بدت ومن عندنا خرجت وأنت يا قاتلها فأحلف بالله ما الله أردت إنما أردت أن يقال قام فقال فعوقب فصبر فأهون بها من قائلها واهتبلها من الله ويلك إني قد غفرتها وعاد إلى خطبته كأنما يقرأ من كتاب قال مبارك الطبري حدثنا أبو عبيد الله الوزير سمع المنصور يقول الخليفة لا يصلحه إلا التقوى والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة والرعية لا يصلحها إلا العدل وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه وقيل إن عمرو بن عبيد وعظ المنصور فأبكاه وكان يهاب عمرا ويكرمه وكان أمر له بمال فرده وقيل إن عبد الصمد عمه قال يا أمير المؤمنين لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو قال لأن بني أمية لم تبل رممهم وآل علي لم تغمد سيوفهم ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة ولا تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو وقيل دخل عليه هشام بن عروة فقال اقض ديني قال وكم هو قال مئة ألف قال وأنت في فقهك وفضلك تأخذ مئة ألف ليس عندك قضاؤها قال شب فتيان لي فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر علي أمرهم واتخذت لهم منازل وأولمت عليهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين قال فردد عليه مئة ألف استكثارا لها ثم قال قد أمرنا لك بعشرة آلاف قال فأعطني ما تعطي وأنت طيب النفس فقد سمعت أبي يحدث عن النبي {{صل}} قال من أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى قال فإني طيب النفس بها فأهوى ليقبل يده فمنعه وقال إنا تكرمك عنها وتكرمها عن غيرك وعن الربيع الحاجب قال درنا في الخزائن بعد موت المنصور أنا والمهدي فرأينا في بيت أربعمئة حب مسدده الرؤوس فيها أكباد مملحة معدة للحصار وقيل رأت جارية للمنصور قميصه مرقوعا فكلمته فقال
 
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق وجيب قميصه مرقوع
 
وعن المدائني أن المنصور لما احتضر قال اللهم إني قد ارتكبت عظائم جرأة مني عليك وقط أطعتك في أحب الأشياء إليك شهادة إن لا إله إلا الله منا منك لا منا عليك ثم مات وقيل رأى ما يدل على قرب موته فسار للحج وقبل مات مبطونا وعاش أربعا وسنتين سنة قال الصولي دفن بين الحجون وبئر ميمون في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومئة قال عباد بن كثير لسفيان قلت لأبي جعفر أتؤمن بالله قال نعم قلت حدثني عن الأموال التي اصطفيتموها من بني أمية فلئن صارت إليكم ظلما وغصبا فما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا ولئن كانت لبني أمية لقد أخذتم مالا يحل لكم إذا دعيت غدا بنو أمية بالعدل جاؤوا بعمر بن عبد العزيز وإذا دعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد فكن أنت ذاك الأحد فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة قال ما أجد أعوانا قلت عونك علي بلا مرزئة أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق آتيك بالأوزاعي وآتيك بالثوري وأنا أبلغك عن العامة فقال حتى أستكمل بناء بغداد وأوجه خلفك فقال له سفيان ولم ذكرتني له قال والله ما أردت إلا النصح قال سفيان ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف يكون فتنة عليهم وعلى الأمة لقال نوبخت المجوسي سجنت بالأهواز فرأيت المنصور وقد سجن يعني وهو شاب قال فرأيت من هيبته وجلالته وحسنه مالم أره أحد فقلت وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة فقال لا ولكني من عرب المدينة قال فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته فقال أبو جعفر قلت وحق المجوسية لتملكن قال وما يدريك قلت هو كما أقول لك وساق قصة وقال كان المنصور يصغي إلى أقوال المنجمين وينفقون عليه وهذا من هناته مع فضيلته وقد خرج عليه في أول ولايته عمه عبد الله بن علي فرماه بنظيره أبي مسلم صاحب الدولة وقال لا أبالي أيهما أصيب فانهزم عمه وتلاشى امره ثم فسد ما بينه وبين أبي مسلم فلم يزل يتحيل عليه حتى استأصله وتمكن ثم خرج عليه ابنا عبد الله بن حسن وكاد أن تزول دولته واستعد للهرب ثم قتلا في أربعين يوما وألقى عصاه واستقر وكان حاكما على ممالك الإسلام بأسرهاسوى جزيرة الأندلس وكان ينظر في حقير المال ويثمره ويجتهد بحيث إنه خلف في الأموال من النقدين أربعة عشر ألف ألف دينار فيما قيل وستمئة ألف ألف درهم وكان كثيرا ما يتشبه بالثلاثة في سياسته وحدمه وهم معاوية وعبد الملك وهشام وقيل إنه أحسن شغبا عند قتلة أبا مسلم فخرج بعد أن فرق الأموال وشغلهم برأسه فصعد المنبر وقال أيها الناس لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ولا تسروا غش الأئمة يظهر الله ذلك على فلتات الألسنة وسقطات الأفعال فإن من نازعنا عروة قميص الإمامة أوطأناه ما في هذا الغمد وإن أبا مسلم بايعنا على أنه إن نكث بيعتنا فقد أباح دمه لنا ثم نكث فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره ولم يمنعنا رعاية حقه من إقامة الحق عليه فلا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم في ضياء الحق ولو علم بحقيقة حال أبي مسلم لعنفنا على إمهاله من أنكر منا قتله والسلام
 
===حمزة بن حبيب===
حمزة بن حبيب م 4 ابن عمارة بن إسماعيل الإمام القوة شيخ القراءة أبو عمارة التيمي مولاهم الكوفي الزيات مولى عكرمة بن ربعي تلا عليه حمران بن أعين والأعمش وابن أبي ليلى وطائفة وحدث عن عدي بن ثابت والحكم وعمرو بن مرة وحبيب بن أبي ثابت وطلحة بن مصرف ومنصور وعدة ولم أجد له شيئا عن الشعبي وعنه أخذ القرآن عدد كثير كسليم بن عيسى والكسائي وعابد بن أبي عابد والحسن بن عطية وعبد الله بن صالح العجلي وحدث عنه الثوري وشريك وجرير وابن فضيل ويحيى بن آدم وبكر بن بكار وحسين الجعفي وقبيصة وخلق وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ثم يجلب منها الجبن والجوز وكان إماما قيما لكتاب الله قانتا لله ثخين الورع رفيع الذكر عالما بالحديث والفرائض أصله فارسي قال الثوري ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر قال أسود بن سالم سألت الكسائي عن الهمز والإدغام ألكم فيه إمام قال نعم حمزة كان يهز ويكسر وهو إمام لو رأيته لقرت عينك من نسكه قال حسين الجعفي ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه قال ابن فضيل ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث ألا تسألوني عن الدر قراءة حمزة قلت كره طائفة من العلماء قراءة حمزة لما فيها من السكت وفرط المد واتباع الرسم والإضجاع وأشياء ثم استقر اليوم الاتفاق على قبولها وبعض كان حمزة لا يراه بلغنا أن رجلا قال له يا أبا عمارة رأيت رجلا من أصحابك همز حتى انقطع زره فقال لم آمرهم بهذا كله وعنه قال إن لهذا التحقيق حدا ينتهي إليه ثم يكون قبيحا وعنه إنما الهمزة رياضة فإذا حسنها سلها روى أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال حمزة ثقة وقال [[النسائي]] وغيره ليس به بأس وقال الساجي صدوق سيىء الحفظ وقيل إن الأعمش رأى حمزة الزيات مقبلا فقال " وبشر المخبتين " الحج 34
 
قد سقت أخبار الإمام حمزة في طبقات القراء وفي التاريخ الكبير بأطول من هذا وحديثه لا ينحط عن رتبة الحسن توفي سنة ثمان وخمسين ومئة وله ثمان وسبعون سنة فيما بلغنا والصحيح وفاته في سنة ست وخمسين ومئة رحمه الله ظهر له نحو من ثمانين حديثا وكان من الأئمة العاملين
 
===عبد الله بن شوذب===
عبد الله بن شوذب 4 البلخي ثم البصري الإمام العالم أبو عبد الرحمن نزيل بيت المقدس حدث عن [[الحسن البصري]] و[[بن سيرين]] ومكحول ومطر الوراق وأبي التياح وجماعة وعنه [[ابن المبارك]] وضمرة بن ربيعة والوليد بن مزيد العذري وأيوب بن سويد ومحمد بن كثير المصيصي وعدة وثقه [[أحمد بن حنبل]] وغيره قال أبو عمير بن النحاس حدثنا كثير بن الوليد قال كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة وروى ضمرة عن ابن شوذب سمعت مكحولا يقول لقد ذل من لا سفيه له ونقل ضمرة أن معاش ابن شوذب كان من كسب غلمان له في السوق وكان يقول مولدي في سنة ست وثمانين قال أبو عامر العقدي سمعت الثوري يقول كان ابن شوذب عندنا ونحن نعده من ثقات مشايخنا وقال يحيى بن معين كان ثقة قال ابن عساكر هو خراساني سكن البصرة ثم أنتقل إلى الشام فسكن بيت المقدس قال ضمرة توفي ابن شوذب في سنة ست وخمسين ومئة قلت عاش سبعين سنة
 
===المسعودي===
المسعودي 4 الفقيه العلامة المحدث عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن صاحب رسول الله {{صل}} عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي أخو أبي العميس ولد في خلافة عبد الملك بن مروان بعد الثمانين وحدث عن عون بن عبد الله بن عتبة وسعيد بن أبي بردة وزياد بن علاقة وعلقمة بن مرثد وعلي بن الأقمر وعمرو بن مرة وعبد الجبار بن وائل وأبي بكر بن حزم قاضي المدينة ويزيد الفقير وعدة حدث عنه [[ابن المبارك]] و[[سفيان بن عيينة]] و[[عبد الرحمن بن مهدي]] ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وأبو المغيرة الخولاني وطلق بن غنام وأبو داود الطيالسي وأبو عبد الرحمن المقرئ وأبو نعيم وآخرون وخاتمتهم علي بن الجعد وكان فقيها كبيرا ورئيسا نبيلا يخدم الدولة وله صورة قال أبو نعيم رأيته في قباء أسود وشاشية وفي وسطه خنجر وبين كتفيه كتابة بأبيض " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " فتوقف أناس في الأخذ عنه لذلك وقال الهيثم بن جميل رأيته في وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع مكتوب عليها محمد با منصور قال أحمد بن حنبل هو ثقة وسماع أبي النضر وعاصم بن علي وهؤلاء منه بعدما اختلط إلا أنهم احتملوا السماع منه وروى عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين ثقة وقال علي بن المديني ثقة قد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة وعن سلمة قال محمد بن عبد الله بن نمير المسعودي ثقة اختلط بأخره وقال [[النسائي]] ليس به بأس وعن مسعر قال ما أعلم أحدا أعلم بعلم [[ابن مسعود]] من المسعودي قال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة أو سنتين قال وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة صدوق وقال يحيى القطان رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه وقال معاذ بن معاذ رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين ومئة يطالع الكتاب يعني أنه قد تغير حفظه وقال أبو قتيبة كتبت عنه سنة ثلاث وخمسين وهو صحيح ورأيته سنة سبع والذر يدخل في أذنه وأبو داود يكتب عنه فقلت له أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي قلت هو في وزن ابن إسحاق وحديثه في حد الحسن قال أبو عبيد القاسم وجماعة توفي المسعودي في سنة ستين ومئة
 
===قرة بن خالد===
قرة بن خالد ع الحافظ الحجة أبو خالد ويقال أبو محمد السدوسي البصري حدث عن محمد بن سيرين والحسن ويزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي رجاء العطاردي ومعاوية بن قرة وحميد بن هلال وسيار أبي الحكم وعمرو بن دينار وقتادة والضحاك وعدة حدث عنه يحيى القطان وبشر بن المفضل وابن مهدي ومعاذ بن معاذ وخالد بن الحارث وحرمي بن عمارة وأبو عامر العقدي وأبو عاصم وحجاج بن منهال وعثمان بن عمر بن فارس ومسلم بن إبراهيم والأنصاري وأبو نعيم وخلق وحدث عنه من القدماء شعبة بن الحجاج قال علي بن المديني له نحو مئة حديث وقال علي سمعت يحيى ابن سعيد ذكره فقال كان قرة عندنا من أثبت شيوخنا وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن قرة وعمران بن حدير فقال ما منهما إلا ثقة وروى إسحاق الكوسج عن يحيى بن معين ثقة وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن قرة وجرير بن حازم فقال قرة أحب إلي قرة ثبت عندي قال وسئل أبو مسعود الرازي قرة أثبت عندك أو حسين المعلم قال قرة أثبت وقال أبو عبيد سمعت أبا داود ذكر قرة بن خالد فرفع من شأنه وقال [[النسائي]] ثقة قيل مات قرة سنة أربع وخمسين سنة أخبرنا أحمد بن هبه الله بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد الهروي أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي حدثنا محمد بن أيوب البجلي أنبأنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة بن خالد حدثنا محمد عن أبي هريرة قال رسول الله {{صل}} لو آمن بي عشرة من اليهود ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم متفق عليه من حديث قرة رواه البخاري، عن مسلم مثله
 
===معن بن زائدة===
معن بن زائدة أمير العرب أبو الوليد الشيباني أحد أبطال الإسلام وعين الأجواد كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة فلما تملك آل العباس اختفى معن مدة والطلب عليه حثيث فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور وحمي القتال وحار المنصور في أمره ظهر معن وقاتل الريوندية فكان النصر على يده وهو مقنع في الحديد فقال المنصور ويحك من تكون فكشف لثامه وقال أنا طلبتك معن فسر به وقدمه وعظمه ثم ولاه اليمن وغيرها قال بعضهم دخل معن على المنصور فقال كبرت سنك يا معن قال في طاعتك قال إنك لتتجلد قال لأعدائك قال وإن فيك لبقية قال هي لك يا أمير المؤمنين ولمعن أخبار في السخاء وفي البأس والشجاعة وله نظم جيد ثم ولي سجستان وثبت عليه خوارج وهو يحتجم فقتلوه فقتلهم ابن أخيه يزيد ابن مزيد الأمير في سنة اثنتين وخمسين ومئة وقيل سنة ثمان وخمسين
 
===جرير بن حازم===
جرير بن حازم ع ابن زيد بن عبد الله بن شجاع الإمام الحافظ الثقة المعمر أبو النضر الأزدي ثم العتكي البصري حدث عن الحسن و[[بن سيرين]] وأبي رجاء العطاردي وهو أكبر شيخ له وحديثه عنه في الصحيحين ونافع مولى ابن عمر وأبي فزارة العبسي وعطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة وسالم بن عبد الله وطاووس وحميد بن هلال وعمه جرير بن يزيد وزبيد اليامي وأبي إسحاق وزيد بن أسلم وجميل بن مرة وثابت وأيوب والزبير بن الحريث والزبير بن سعيد الهاشمي وسهيل بن أبي صالح وأسماء بن عبيد الضبعي وإبراهيم بن يزيد الثاني المصري القاضي وثات بمثلثه ثم مثناة قبيل من حمير وحرملة بن عمران المصري وحميد الطويل وحنظلة السدوسي والأعمش وعبد الله بن عبيد بن عمير وعبد الله بن ملاذ الأشعري وعبد الرحمن بن عبد الله السراج وعدي بن عدي الكندي وغيلان بن جرير وقتادة وقيس بن سعد وكلثوم بن جبر ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ومنصور بن زاذان والنعمان بن راشد ويزيد بن رومان ويعلى بن حكيم ويونس بن يزيد وجماعة من أقرانه ويحيى بن أيوب المصري وهو أصغر منه وقيل إنه روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة والمحفوظ أنه رأى جنازته بمكة ورأيت غير واحد يعد جريرا في صغار التابعين حدثنا علي أنه سمع من أبي الطفيل خاتمة الصحابة وهو خاتمة من لحق أبا الطفيل وكان من أوعية العلم حدث عنه ولده وهب بن جرير الحافظ وأيوب السختياني والأعمش وهشام بن حسان ويزيد بن أبي حبيب وهم من شيوخه والثوري والليث بن سعد وطائفة من أقرانه وقبل إن ابن عون روى عنه وممن روى عنه ابن وهب ويحيى القطان و[[ابن المبارك]] وابن مهدي ويحيى بن آدم ومسلم بن إبراهيم ومحمد بن عرعرة وعارم أبو النعمان وأبو عاصم وأبو سلمة المنقري ويزيد بن هارون وشيبان وهدبة وأبو النصر التمار وأمم سواهم قال أبو نوح قراد قال لي شعبة عليك بجرير بن حازم فاسمع منه وروى محمود بن غيلان عن وهب قال كان شعبة يأتي أبي فسأله عن أحاديث الأعمش فإذا حدثه قال هكذا والله سمعته من الأعمش ابن المديني قلت ليحيى إيما أحب إليك أبو الأشهب أو جرير بن حازم قال ما أقربهما ولكن جرير كان أكثرهما وهما قلت اغتفرت أوهامه في سعة ما روى وقد ارتحل في الكهولة إلى مصر وحمل الكثير وحدث بها وقال [[عبد الرحمن بن مهدي]] جرير أثبت عندي من قرة بن خالد وقال أحمد بن زهير عن يحيى بن معين هو أمثل من أبي هلال وكان صاحب كتاب وروى عثمان بن سعيد عن يحيى ثقة وروى عباس عن يحيى هو أحسن حديثا من ابن أبي الأشهب وأسند وقال العجلي بصري ثقة وقال أبو حاتم صدوق صالح قدم هو والسري بن يحيى مصر وهو أحسن حديثا من السري والسري أحلى منه وقال [[النسائي]] وغيره ليس به بأس قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت يحيى بن معين عن جرير بن حازم فقال ليس به بأس فقلت إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير فقال هو عن قتادة ضعيف وروى يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد عن وهب بن جرير قال قرأ أبي على أبي عمرو بن العلاء فقال أنت أفصح من معد قال سليم بن منصور بن عمار عن أبي نصر التمار قال كان جرير بن حازم يحدث فإذا جاءه أنسان لا يشتهي أن يحدثه ضرب بيده إلى ضرسه وقال أوه قال ابن عدي جرير من أجلة أهل البصرة ورفعائهم اشترى والد حماد بن زيد وأعتقه فحماد مولى جرير قال وقد حدث عن جرير من الكبار أيوب السختياني والليث بن سعد نسخة طويلة قال وهو من ثقات المسلمين حدث عنه الأئمة أيوب وابن عون والثوري وحماد بن زيد والليث ويحيى بن أيوب وابن لهيعة وهو مستقيم الحديث إلا في روايته عن قتادة فإنه يروي عنه أشياء لا يرويها غيره وقال أبو بكر الخطيب حدث عنه يزيد بن أبي حبيب وشيبان بن فروخ وبين وفاتيهما مئة وثمان وسنين قال أبو نصر الكلاباذي حكى عن جرير ابنه وهب قال مات أنس سنة تسعين ولي خمس سنين ومات جرير سنة سبعين ومئة وروى أحمد بن سنان القطان عن عبد الرحمن بن مهدي قال اختلط جرير بن حازم وكان له أولاد أصحاب حديث فلما أحسوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه شيئا قال أبو حاتم الرازي تغير قبل موته بسنة قال أبو سلمة التبوذكي ما رأيت حماد بن سلمة يكاد يعظم أحدا تعظيمه لجرير بن حازم أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا الفتح بن عبد السلام أنبأنا هبة الله بن الحسين أنبأنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي إملاء حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر رضي الله عنه بالجابية فقال قام فينا رسول الله {{صل}} فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم... الحديث وأخبرنا أحمد بن هبه الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا أبو سعيد الكنجروذي أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا شيبان وعلي بن حمزة البصري قالا حدثنا جرير بن عبد الملك ولفظ شيبان سمعت عبد الملك بن عمير عن جابر ابن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال قام رسول الله {{صل}} مقامي فيكم اليوم فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم وأخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الغسولي قالا أنبأنا موسى ابن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا حسين بن عرفة حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطب عمر الناس بالجابية فقال إن رسول الله {{صل}} قام في مثل مقامي هذا فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ومن كان منكم تسره حسنته وتسوؤه سيئته فهو مؤمن هذا حديث صحيح اتفق الجريران على روايته عن عبد الملك بن عمير أخرجه [[النسائي]] والقزويني من طريق جرير بن عبد الحميد فوقع لنا بدلا عاليا وأخرجه النسائي من حديث ابن حازم فقال حدثنا عبد الله ابن الصباح عن عبد الأعلى السامي عن هشام بن حسان عن جرير بن حازم فوقع لنا عاليا جدا قال الأثرم سمعت أبا عبد الله ذكر قول حماد بن زيد كان جرير أحفظنا ثم نظر إلى أبو عبد الله فتبسم وقال ولكنه بأخرة فقلت يحفظ عن يحيى عن عمرة عن عائشة قالت أصبحت أنا وحفصة صائمتين فأنكره وقال من وراءه قلت جرير قال جرير كان يحدث بالتوهم قلت أكان يحدثهم بالتوهم بمصر خاصة أو غيرها قال في غيرها وفيها وقال أبو عبد الله أشياء يسندها عن قتادة باطل قلت قدمت جريرا وإن كانت وفاته تأخرت والخطب يسير في مثل هذا
 
===حسين بن واقد===
حسين بن واقد م 4 الإمام الكبير قاضي مرو وشيخها أبو عبد الله القرشي مولى الأمير عبد الله بن عامر بن كريز حدث عن [[عكرمة]] وابن بريدة ويزيد النحوي ومحمد بن زياد وعبد الملك بن عمير وجماعة وعنه ابنه علي بن الحسين والفضل السناني وزيد بن الحباب وعلي بن الحسن بن شقيق وآخرون قال [[النسائي]] ليس به بأس وقال أحمد في بعض حديثه نكرة وقال ابن معين ثقة وقيل كان يحمل الحاجة من السوق وله جلالة وفضل بمرو ورد عنه أنه قال قرأت على الأعمش فقال لي ما قرأ علي أحدا أقرأ منك قلت من مناكيره حديث عن النبي {{صل}} وددت أن عندنا خبزة بيضاء من حنطة سمراء ملبقة بسمن ولبن فهذا على شرط مسلم وله عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس مات سنة سبع وخمسين ومئة وقيل سنة تسع وخمسين
 
===عباد بن منصور===
عباد بن منصور 4 الإمام القاضي أبو سلمة الناجي البصري عن [[عكرمة]] والقاسم وعطاء وأبي الضحى وعدة وعنه يحيى القطان ويزيد بن هارون والنضر بن شميل وروح وأبو عاصم وآخرون قال [[أبو داود]] ولي قضاء البصرة خمس سنين وكان يأخذ دقيق الأرز في إزاره كل عشية وقال أبو حاتم ضعيف يكتب حديثه وقال ابن معين هو وعباد بن كثير وعباد بن راشد ليس حديثهم بالقوي وقال ابن حبان قدري داعية كل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عنه فدلسها عن عكرمة مات عباد على بطن أهله سنة اثنتين وخمسين ومئة
 
===عباد بن كثير===
عباد بن كثير د ق الثقفي البصري العابد نزيل مكة عن يحيى بن أبي كثير وثابت وأبي عمران الجوني وأبي الزبير وعدة وعنه إبراهيم بن أدهم وأبو نعيم ومحمد الفريابي وآخرون قال البخاري تركوه وقال ابن معين ليس بشيء وقال ابن أبي رزمة ما أدري من رأيت أفضل منه فإذا جاء الحديث فليس منها في شيء قلت هو راوي خبر الغيبة أشد من الزنى رواه عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر مرفوعا
 
===عباد بن كثير الرملي===
أما عباد بن كثير الرملي ق فآخر شامي يروي عن عروة بن رويم وحوشب وعنه زيد بن أبي الزرقاء ويحيى بن يحيى ويحيى بن معين ووثقه هو وإبن المديني وقال البخاري فيه نظر قلت لعله أضعف من البصري
 
===الأوزاعي===
الأوزاعي ع عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد شيخ الإسلام وعالم أهل الشام أبو عمرو الأوزاعي كان يسكن بمحلة الأوزاع وهي العقيبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق ثم تحول إلى بيروت مرابطا بها إلى أن مات وقيل كان مولده ببعلبك
 
حدث عن عطاء بن أبي رباح وأبي جعفر الباقر وعمرو بن شعيب ومكحول وقتادة والقاسم بن مخيمرة وربيعة بن يزيد القصير وبلال بن سعد و[[الزهري]] وعبدة بن أبي لبابة ويحيى بن أبي كثير وأبي كثير السحيمي اليمامي وحسان بن عطية وإسماعيل بن عبيد بن أبي المهاجر ومطعم بن المقدام وعمير بن هانىء العنسي ويونس بن ميسرة ومحمد بن إبراهيم التيمي وعبد الله بن عامر اليحصبي وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة والحارث بن يزيد الحضرمي وحفص بن عنان وسالم ابن عبد الله المحاربي وسليمان بن حبيب المحاربي وشداد أبي عمار وعبد الله بن عبيد بن عمير وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الواحد بن قيس وأبي النجاشي عطاء بن صهيب وعطاء الخراساني وعكرمة بن خالد وعلقمة بن مرثد ومحمد بن سيرين وابن المنكدر وميمون بن مهران ونافع مولى ابن عمر والوليد بن هشام وخلق كثير من التابعين وغيرهم وكان مولده في حياة الصحابة روى عنه ابن شهاب الزهري ويحيى بن أبي كثير وهما من شيوخه وشعبة والثوري ويونس بن يزيد وعبد الله بن العلاء بن زبر ومالك وسعيد بن عبد العزيز و[[ابن المبارك]] وأبو إسحاق الفزاري وإسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة القاضي وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم والمعافى بن عمران ومحمد بن شعيب وشعيب بن إسحاق ويحيى القطان وعيسى بن يونس والهقل بن زياد ومحمد بن يوسف الفريابي وأبو المغيرة الحمصي وأبو عاصم النبيل ومحمد بن كثير المصيصي وعمرو بن عبد الواحد ويحيى البابلتي والوليد بن مزيد العذري وخلق كثير قال محمد بن سعد الأوزاع بطن من همدان وهو من أنفسهم وكان ثقة قال وولد سنة ثمان وثمانين وكان خيرا فاضلا مأمونا كثير العلم والحديث والفقه حجة توفي سنة سبع وخمسين ومئة وأما البخاري فقال لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم قال الهيثم بن خارجة سمعت أصحابنا يقولون ليس هو من الأوزاع هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحا إنما كان ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس قال ضمرة بن ربيعة الأوزاع اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق سمي بذلك لأنه سكنه بقايا من قبائل شتى والأوزاع الفرق تقول وزعته أي فرقته قال أبو زرعة الدمشقي اسم الأوزاعي عبد العزيز بن عمرو بن أبي عمرو فسمى نفسه عبد الرحمن وكان أصله من سبي السند نزل في الأوزاع فغلب عليه ذلك وكان فقيه أهل الشام وكانت صنعته الكتابة والترسل ورسائله تؤثر قال أبو مسهر وطائفته ولد سنة ثمان وثمانين ضمرة سمعت الأوزاعي يقول كنت محتلما أو شبيها بالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز وشذ محمد بن شعيب عن الأوزاعي فقال مولدي سنة ثلاث وتسعين فهذا خطأ قال الوليد بن مزيد مولده ببعلبك ومنشؤه بالكرك قرية بالبقاع ثم نقلته أمه إلى بيروت قال العباس بن الوليد فما رأيت أبي يتعجب من شيء في الدنيا تعجبه من الأوزاعي فكان يقول سبحانك تفعل ما تشاء كان الأوزاعي يتيما فقيرا في حجر أمه تنقله من بلد إلى بلد وقد جرى حكمك فيه أن بلغته حيث رأيته يا بني عجزت الملوك أن تؤدب نفسها وأولادها أدب الأوزاعي في نفسه ما سمعت منه كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ولا رأيته ضاحكا قط حتى يقهقه ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي أترى في المجلس قلب لم يبك الفسوي سمعت العباس بن الوليد بن مزيد عن شيوخهم قالوا قال الأوزاعي مات أبي وأنا صغير فذهبت العب مع الغلمان فمر بنا فلان وذكر شيخا جليلا من العرب ففر الصبيان حين رأوه وثبت أنا فقال ابن من أنت فأخبرته فقال يا ابن أخي يرحم الله أباك فذهب بي إلى بيته فكنت معه حتى بلغت فألحقني في الديوان وضرب علينا بعثا إلى اليمامة فلما قدمناها ودخلنا مسجد الجامع وخرجنا قال لي رجل من أصحابنا رأيت يحيى بن أبي كثير معجبا بك يقول ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب قال فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابا أو ثلاثة عشر فاحترق كله
 
ابن زبر حدثنا الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أيوب بن سويد عن أبيه أن الأوزاعي خرج في بعث اليمامة فأتى مسجدها فصلى وكان يحيى بن أبي كثير قريبا منه فجعل ينظر إلى صلاته فأعجبته ثم إنه جلس إليه وسأله عن بلده وغير ذلك فترك الأوزاعي الديوان وأقام عنده مدة يكتب عنه فقال له ينبغي لك أن تبادر البصرة لعلك تدرك الحسن و[[بن سيرين]] فتأخذ عنهما فانطلق إليهما فوجد الحسن قد مات وابن سيرين حي فأخبرنا الأوزاعي أنه دخل عليه فعاده ومكث أياما ومات ولم يسمع منه قال كان به البطن قال محمد بن عبد الرحمن السلمي رأيت الأوزاعي فوق الربعة خفيف اللحم به سمرة يخضب بالحناء محمد بن كثير عن الأوزاعي قال خرجت أريد الحسن ومحمدا فوجدت الحسن قد مات ووجدت ابن سيرين مريضا قال عبد الرزاق أول من صنف ابن جريج وصنف الأوزاعي أبو مسهر حدثني الهقل قال أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها قال إسماعيل بن عياش سمعت الناس في سنة أربعين ومئة يقولون الأوزاعي هو عالم أهل الأوزاعي اليوم عالم الأمة أخبرنا أبو مسهر حدثنا سعيد قال الأوزاعي هو عالم أهل الشام وسمعت محمد بن شعيب يقول قلت لأمية بن يزيد أين الأوزاعي من مكحول قال هو عندنا أرفع من مكحول قلت بلا ريب هو أوسع دائرة في العلم من مكحول محمد بن شعيب قال ثم قال أمية كان قد جمع العبادة والعلم والقول بالحق قال العباس بن الوليد البيروتي حدثني رجل من ولد الأحنف ابن قيس قال بلغ الثوري وهو بمكة مقدم الأزواعي فخرج حتى لقيه بذي طوى فلما لقيه حل رسن البعير من القطار فوضعه على رقبته فجعل يتخلل به فإذا مر بجماعة قال الطريق للشيخ روى نحوها المحدث سليمان بن أحمد الواسطي حدثنا عثمان بن عاصم وروى شبيها بها إسحاق بن عباد الختلي عن أبيه أن الثوري بنحوها قال [[أحمد بن حنبل]] دخل [[سفيان الثوري]] والأوزاعي على مالك فلما خرجا قال أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح للإمامة والآخر يصلح للإمامة يعني الأوزاعي للإمامة مسلمة بن ثابت عن مالك قال الأوزاعي إمام يقتدى به الشاذكوني سمعت ابن عيينة يقول كان الأوزاعي والثوري بمنى فقال الأوزاعي للثوري لم لا ترفع يدك في خفض الركوع ورفعه فقال حدثنا يزيد بن أبي زياد فقال الأوزاعي روى لك الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي {{صل}} وتعارضني بيزيد رجل ضعيف الحديث وحديثه مخالف للسنة فاحمر وجه سفيان فقال الأوزاعي كأنك كرهت ما قلت قال نعم فقال قم بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق قال فتبسم سفيان لما رآه قد احتد
 
علي بن بكار سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري فأما الأوزاعي فكان رجل عامة وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي يريد الخلافة
 
قال علي بن بكار لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها أبا إسحاق الفزاري قال الخريبي كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه وعن نعيم بن حماد عن [[ابن المبارك]] قال لو قيل لي اختر لهذه الأمة لاخترت سفيان الثوري والأوزاعي ولو قيل لي اختر أحدهما لاخترت الأوزاعي لأنه أرفق الرجلين وكذا قال في هذا المعنى أبو أسامة قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] إنما الناس في زمانهم أربعة حماد بن زيد بالبصرة والثوري بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام قال أحمد بن حنبل حديث الأوزاعي عن يحيى مضطرب
 
الربيع المرادي سمعت الشافعي يقول ما رأيت رجلا أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي
 
قال إبراهيم الحربي سألت أحمد بن حنبل ما تقول في مالك قال حديث صحيح ورأي ضعيف قلت فالأوزاعي قال حديث ضعيف ورأي ضعيف قلت فالشافعي قال حديث صحيح ورأي صحيح قلت ففلان قال لا رأي ولا حديث قلت يريد أن الأوزاعي حديثه ضعيف من كونه يحتج بالمقاطيع وبمراسيل أهل الشام وفي ذلك ضعف لا أن الإمام في نفسه ضعيف
 
قال الوليد بن مسلم رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ويخبرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفاضوا في ذكر الله والتفقه في دينه عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال دفع إلى الزهري صحيفة فقال اروها عني ودفع إلى يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال اروها عني فقال ابن ذكوان حدثنا الوليد قال قال الأوزاعي نعمل بها ولا نحدث بها يعني الصحيفة قال الوليد كان الأوزاعي يقول كان هذا العلم كريما يتلاقاه الرجال بينهم فلما دخل في الكتب دخل فيه غير أهله وروى مثلها [[ابن المبارك]] عن الأوزاعي ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل ولا سيما في ذلك العصر حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم بخلاف الرواية من كتاب محرر محمد بن عوف حدثنا بن عمار سمعت الوليد يقول احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر قنداقا فأتاه رجل بنسخها فقال يا أبا عمرو هذه نسخه كتابك وإصلاحك بيدك فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا وقال بشر بن بكر التنيسي قيل للأوزاعي يا أبا عمرو الرجل يسمع الحديث عن النبي {{صل}} فيه لحن أيقيمه على عربيته قال نعم إن رسول الله {{صل}} لا يتكلم إلا بعربي
 
قال الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول لا بأس بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث
 
منصور بن أبي مزاحم عن أبي عبيد الله كاتب [[المنصور]] قال كانت ترد على المنصور كتب من الأوزاعي نتعجب منها ويعجز كتابه عنها فكانت تنسخ في دفاتر وتوضع بين يدي المنصور فيكثر النظر فيها استحسانا لألفاظها فقال لسليمان بن مجالد وكان من أحظى كتابه عنده ينبغي أن تجيب الأوزاعي عن كتبه جوابا تاما قال والله يا أمير المؤمنين ما أحسن ذلك وإنما أرد عليه ما أحسن وإن له نظما في الكتب لا أظن أحدا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق قلت كان الأوزاعي مع براعته في العلم وتقدمه في العمل كما ترى رأسا في الترسل رحمه الله
 
الوليد بن مزيد سئل الأوزاعي عن الخشوع في الصلاة قال غض البصر وخفض الجناح ولين القلب وهو الحزن الخوف قال وسئل الأوزاعي عن إمام ترك سجدة ساهيا حتى قام وتفرق الناس قال يسجد كل إنسان منهم سجدة وهم متفرقون وسمعت الأوزاعي يقول وسألته من الأبله قال العمي عن الشر البصير بالخير
 
سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد سمعت الأوزاعي يقول ما أخطأت يد الحاصد أو جنت يد القاطف فليس لصاحب الزرع عليه سبيل إنما هو للمارة وابن السبيل روى أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال ولي الأوزاعي القضاء ليزيد بن الوليد فجلس مجلسا ثم استعفى فأعفي وولي يزيد بن أبي ليلى الغساني فلم يزل حتى قتل بالغوطة قال إسحاق بن راهوية إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك على أمر فهو سنة قلت بل السنة ما سنه النبي {{صل}} والخلفاء الراشدون من بعده والإجماع هو ما أجمعت عليه علماء الأمة قديما وحديثا إجماعا ظنيا أو سكوتيا فمن شذ عن هذا الإجماع من التابعين أو تابعيهم لقول باجتهاده احتمل له فأما من خالف الثلاثة المذكورين من كبار الأئمة فلا يسمى مخالفا للإجماع ولا للسنة وإنما مراد إسحاق أنهم إذا اجتمعوا على مسألة فهو حق غالبا كما نقول اليوم لا يكاد يوجد الحق فيما اتفق أئمة الاجتهاد الأربعة على خلافه مع اعترافنا بأن اتفاقهم على مسألة لا يكون إجماع الأمة ونهاب أن نجزم في مسألة اتفقوا عليها بأن الحق في خلافها
 
ومن غرائب ما انفرد به الأوزاعي أن الفخذ ليست في الحمام عورة وأنها في المسجد عورة وله مسائل كثيرة حسنة ينفرد بها وهي موجودة في الكتب الكبار وكان له مذهب مستقل مشهور عمل به فقهاء الشام مدة وفقهاء الأندلس ثم فني
 
سليمان بن عبد الرحمن قال قال عقبة بن علقمة البيروتي أرادوا الأوزاعي على القضاء فامتنع وأبى فتركوه
 
وقال الأوزاعي من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير ومن عرف أن منطقة من عمله قل كلامه
 
أبو صالح كاتب الليث عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في موعظته: أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فإنكم في دار الثواء فيها قليل وأنتم مرتحلون وخلائف بعد القرون الذين استقالوا من الدنيا زهرتها كانوا أطول منكم أعمارا وأجد أجساما وأعظم آثارا فجددوا الجبال وجابوا الصخور ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد وأجسام كالعماد فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم وعفت آثارهم وأخوت منازلهم وأنست ذكرهم فما تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزا كانوا بلهو الأمل آمنين ولميقات يوم غافلين ولصباح قوم نادمين ثم إنكم قد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه وزوال نعمه ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وعبرة لمن يخشى وأصبحتم في أجل منقوص ودنيا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاوة فلم يبق منه إلا حمة شر وصبابة كدر وأهاويل غير وأرسال فتن ورذالة خلف
 
الحكم بن موسى حدثنا الوليد بن مسلم قال ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت رسول الله في المنام والأوزاعي إلى جنبه فقلت يا رسول الله عمن أحمل العلم قال عن هذا وأشار إلى الأوزاعي قلت كان الأوزاعي كبير الشأن قال عمرو بن أبي سلمة التنيسي حدثنا الأوزاعي قال رأيت كأن ملكين عرجا بي وأوقفاني بين يدي رب العزة فقال لي أنت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف فقلت بعزتك أنت أعلم قال فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني رواها عبد الله بن أحمد عن الحسن بن عبد العزيز عنه العباس بن الوليد البيروتي حدثنا عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب قال جلست إلى شيخ في الجامع فقال أنا ميت يوم كذا وكذا فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به يتفلى في الصحن فقال ما أخذتم السرير يعني النعش خذوه قبل أن تسبقوا إليه قلت ما تقول رحمك الله قال هو الذي أقول لك رأيت في المنام كأن طائرا وقع على ركن من أركان هذه القبة فسمعته يقول فلان قدري وفلان كذا وعثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل وعبد الرحمن الأوزاعي خير من يمشي على الأرض وأنت ميت يوم كذا وكذا قال فما جاءت الظهر حتى مات وأخرج بجنازته قال الوليد بن مزيد كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي قال مروان الطاطري قال الأوزاعي من أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة صفوان بن صالح قال كان الوليد بن مسلم يقول ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي محمد بن سماعة الرملي سمعت ضمرة بن ربيعة يقول حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومئة فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط كان يصلي فإذا غلبه النوم استند إلى القتب وعن سلمة بن سلام قال نزل الأوزاعي على أبي ففرشنا له فراشا فأصبح على حاله ونزعت خفية فإذا هو مبطن بثعلب قال إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا بشر بن المنذر قال رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع ابن زبر حدثنا إسحاق بن خالد سمعت أبا مسهر يقول ما رئي الأوزاعي باكيا قط ولا ضاحكا حتى تبدو نواجده وإنما كان يتبسم أحيانا كما روي في الحديث وكان يحيى الليل صلاة وقرآنا وبكاء وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصلاه فنجده رطبا من دموعه في الليل أبو مسهر حدثني محمد بن الأوزاعي قال قال لي أبي يا بني لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك أن نهون عليهم العباس بن الوليد حدثنا أبي سمعت الأوزاعي يقول عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم قال بقية بن الوليد قال لي الأوزاعي يا بقية لا تذكر أحدا من أصحاب نبيك إلا بخير يا بقية العلم ما جاء عن أصحاب محمد {{صل}} وما لم يجيء عنهم فليس بعلم قال بقية والوليد بن مزيد قال الأوزاعي لا يجتمع حب علي وعثمان رضي الله عنهما إلا في قلب مؤمن كتب إلى القاضي عبد الواسع الشافعي وعدة عن أبي الفتح المندائي أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا جدي في كتاب الأسماء والصفات له أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا محمد بن علي الجوهري ببغداد حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته قال الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل محمد بن الصباح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي قال كتب إلى قتادة من البصرة إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة قلت قوله كتب إلي وفي بعض حديثه يقول كتب إلي قتادة هو على المجاز فإن قتادة ولد أكمه وإنما أمر من يكتب إلى الأوزاعي ويتفرع على هذا أن رواية ذلك عن الأعمى إنما وقعت بواسطة من كتب ولم يسم في الحديث ففي ذلك انقطاع بين خيثمة بن سليمان حدثنا العباس بن الوليد سمعت أبي سمعت الأوزاعي يقول جئت إلى بيروت أرابط فيها فلقيت سوداء عند المقابر فقلت لها يا سوداء اين العمارة قالت أنت في العمارة وإن أردت الخراب فبين يديك أحمد بن عبد الواحد بن عبود حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال وقع عندنا رجل من جراد ببيروت وكان عندنا رجل له فضل فحدث أنه رأى رجلا راكبا فذكر من عظم الجرادة وعظم الرجل قال وعليه خفان أحمران طويلان وهو يقول الدنيا باطلة وباطل ما فيها ويومىء بيده حيثما أومأ انساب الجراد إلى ذلك الموضع رواها علي بن زيد الفرائضي عن محمد بن كثير سمعت الأوزاعي أنه هو الذي رأى ذلك ابن ذكوان حدثنا ابن أبي السائب عن أبيه قال حدثنا الأوزاعي يقول مكحول ما أحرص ابن أبي مالك على القضاء فقال لقد كنت ممن سدد لي رأيى قال أبو زرعة أريد على القضاء في أيام يزيد الناقص فامتنع يعني الأوزاعي جلس لهم مجلسا واحدا قال الأوزاعي من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه أبو يعقوب الأذرعي حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الغمر الطبراني حدثنا هاشم بن مرثد سمعت أحمد بن الغمر قال لما جلت المحنة التي نزلت بالأوزاعي لما نزل عبد الله بن علي حماة بعث إليه فأشخص قال فنزل على ثور بن يزيد الحمصي قال الأوزاعي فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صلاة العشاء الآخرة إلى أن طلع الفجر وأنا ساكت ما أجابه بحرف فلما انفجر الفجر صليت ثم أتيت حماة فأدخلت على عبد الله بن علي فقال يا أوزاعي أيعد مقامنا هذا ومسيرنا رباطا فقلت جاءت الآثار عن النبي {{صل}} أنه قال من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ثم ساق القصة يعقوب بن شيبة حدثنا أبو عبد الملك بن الفارسي وهو عبد الرحمن ابن عبد العزيز حدثنا الفريابي حدثنا الأوزاعي قال لما فرغ عبد الله بن علي يعني عم السفاح من قتل بني أمية بعث إلي وكان قتل يومئذ نيفا وسبعين منهم بالكافركوبات فدخلت عليه فقال ما تقول في دماء بني أمية فحدت فقال قد علمت من حيث حدت فأجب قال وما لقيت مفوها مثله فقلت كان لهم عليك عهد قال فاجعلني وإياهم ولا عهد ما تقول في دمائهم قلت حرام لقول رسول الله {{صل}} لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث الحديث فقال ولم ويلك وقال أليست الخلافة وصية من رسول الله قاتل عليها علي رضي الله عنه بصفين قلت لو كانت وصية ما رضي بالحكمين فنكس رأسه ونكست فأطلت ثم قلت البول فأشار بيده اذهب فقمت فجعلت لا أخطو خطوة إلا قلت إن رأسي يقع عندها سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد القارىء حدثنا الأوزاعي قال بعث عبد الله بن علي إلي فاشتد ذلك علي وقدمت فدخلت والناس سماطان فقال ما تقول في مخرجنا وما نحن فيه قلت أصلح الله الأمير قد كان بيني وبين داود بن علي مودة قال لتخبرني فتفكرت ثم قلت لأصدقنه واستبسلت للموت ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث الأعمال وبيده قضيت ينكت به ثم قال يا عبد الرحمن ما تقول في قتل أهل هذا البيت قلت حدثني محمد ابن مروان عن مطرف بن الشخير عن عائشة عن النبي {{صل}} قال لا يحل قتل المسلم إلا في ثلاث وساق الحديث فقال أخبرني عن الخلافة وصية لنا من رسول الله {{صل}} فقلت لو كانت وصية من رسول الله {{صل}} ما ترك علي رضي الله عنه أحدا يتقدمه قال فما تقول في أموال بني أمية قلت إن كانت لهم حلالا فهي عليك حرام وإن كانت عليهم حراما فهي عليك أحرم فأمرني فأخرجت قلت قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا سفاكا للدماء صعب المراس ومع هذا فالإمام الأزواعي يصدعه بمر الحق كما ترى لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ويقلبون لهم الباطل حقا قاتلهم الله أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق خيثمة حدثنا الحوطي حدثنا أبو الأسوار محمد بن عمر التنوخي قال كتب المنصور إلى الأوزاعي أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه فاكتب إلي بما رأيت فيه المصلحة مما أحببت فكتب إليه أما بعد فليك بتقوى الله وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق وأعلم أن قرابتك من رسول الله {{صل}} لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ولا طاعته إلا وجوبا قال محمد بن شعيب سمعت الأوزاعي يقول من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام وعن الأوزاعي قال ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع رواها بقية عن معمر بن غريب عنه الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول إن المؤمن يقول قليلا ويعمل كثيرا وإن المنافق يتكلم كثيرا ويعمل قليلا قال بشر بن المنذر قاضي المصيصة رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع وقال الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول كان يقال ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات العباس بن الوليد بن مزيد حدثني محمد بن عبد الرحمن السلمي حدثني محمد بن الأوزاعي قال لي أبي يا بني أحدثك بشيء لا تحدث به ما عشت رأيت كأنه وقف بي على باب الجنة فأخذ بمصراعي الباب فزال عن موضعه فإذا رسول الله {{صل}} ومعه أبو بكر وعمر يعالجون رده فردوه فزال ثم أعادوه قال فقال لي رسول الله {{صل}} يا عبد الرحمن ألا تمسك معنا فجئت حتى أمسك معهم حتى ردوه قال أحمد بن علي الأبار حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا الحواري بن أبي الحواري قال دخل الأوزاعي على أبي جعفر فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد فأجابه أبو جعفر فلما خرج الأوزاعي قالوا له فقال لم يحرم فيه محرم ولا كفن فيه ميت ولم يزين فيه عروس عبد الحميد بن بكار حدثنا ابن أبي العشرين سمعت أميرا كان بالساحل يقول وقد دفنا الأوزاعي ونحن عند القبر رحمك الله أبا عمرو فلقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني قال محمد بن عبيد الطنافسي كنت عند [[سفيان الثوري]] فجاءه رجل فقال رأيت كأن ريحانة من المغرب رفعت قال إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي فكتبوا ذلك فوجد كذلك في ذلك اليوم قال عباس الدوري سمعت يحيى يقول مات الأوزاعي في الحمام
 
أحمد بن عيسى المصري حدثني خيران ابن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قال دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عليه الباب وذهب ثم جاء ففتح فوجد الأوزاعي ميتا مستقبل القبلة ابن زبر حدثنا إسحاق بن خالد حدثنا أبو مسهر قال بلغنا موت الأوزاعي وأن أمرأته اغلقت عليه باب الحمام غير متعمدة فمات فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة ولم يخلف سوى ستة دنانير فضلت من عطائه وكان قد اكتتب رحمه الله في ديوان الساحل العباس بن الوليد بن مزيد سمعت عقبة بن علقمة قال سبب موت الأوزاعي أنه أختضب ودخل الحمام الذي في منزله وأدخلت معه امرأته كانونا فيه فحم لئلا يصيبه البرد وأغلقت عليه من برا فلما هاج الفحم ضعفت نفسه وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه فألقى نفسه فوجدناه موسدا ذراعه إلى القبلة قال العباس بن الوليد وحدثني سالم بن المنذر قال لما سمعت الضجة بوفاة الأوزاعي خرجت فأول من رأيت نصرانيا قد ذر على رأسه الرماد فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون له ذلك وخرجنا في جنازته أربعة أمم فحمله المسلمون وخرجت اليهود في ناحية والنصاري في ناحية والقبط في ناحية قال ابن المديني مات الأوزاعي سنة إحدى وخمسين ومئة قلت هذا خطأ وقال هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم في سنة ست وخمسين فوهم هشام لأن صفوان بن صالح روى عن الوليد هو وغيره والوليد بن مزيد ويحيى القطان وأبو مسهر وعدة قالوا مات سنة سبع وخمسين ومئة وزاد بعضهم فقال في صفر وفيها مات قال ابن أبي الدنيا حدثني أبو جعفر الأدمي قال قال يزيد بن مذعور رأيت الأوزاعي في منامي فقلت دلني على درجة أتقرب بها إلى الله فقال ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء ومن بعدها درجة المحزونين ترجمة الأوزاعي في تاريخ الحافظ ابن عساكر في أربعة كرارس وهو أول من دون العلم بالشام وبلغنا أنه كان يعتم بعمامة مدورة بلا عذبة رحمه الله تعالى الحاكم حدثنا أبو بكر الإسماعيلي إملاء أنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان أنبأنا أبو نشيط محمد بن هارون حدثنا الفريابي قال اجتمع الثوري والأوزاعي وعباد بن كثير بمكة فقال الثوري للأوزاعي حدثنا يا أبا عمرو حديثك مع عبد الله بن علي قال نعم لما قدم الشام وقتل بني أمية جلس يوما على سريره وعبأ أصحابه أربعة أصناف صنف معهم السيوف المسللة وصنف معهم الجزرة أظنها الأطبار وصنف معهم الأعمدة وصنف معهم الكافر كوب ثم بعث إلي فلما صرت بالباب أنزلوني وأخذ اثنان بعضدي وأدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني مقاما يسمع كلام فسلمت فقال أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قلت نعم أصلح الله الأمير قال ما تقول في دماء بني أمية فسألة مسألة رجل يريد أن يقتل رجلا فقلت قد كان بينك وبينهم عهود فقال ويحك اجعلني وإياهم لا عهد بيننا فأجهشت نفسي وكرهت القتل فذكرت مقامي بين يدي الله عز وجل فلفظتها فقلت دماؤهم عليك حرام فغضب وانتفخت عيناه وأوداجه فقال لي ويحك ولم قلت قال رسول الله لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث ثيب زان ونفس بنفس وتارك لدينه قال ويحك أوليس الأمر لنا ديانة قلت وكيف ذاك قال أليس كان رسول الله {{صل}} كان أوصى إلى علي قلت لو أوصى إليه ما حكم الحكمين فسكت وقد اجتمع غضبا فجعلت أتوقع رأسي تقع بين يدي فقال بيده هكذا أومأ أن أخرجوه فخرجت فركبت دابتي فلما سرت غير بعيد إذا فارس يتلوني فنزلت إلى الأرض فقلت قد بعث ليأخذ رأسي أصلي ركعتين فكبرت فجاء وأنا قائم أصلي فسلم وقال إن الأمير قد بعث إليك بهذه الدنانير فخذها فأخذتها ففرقتها قبل أن أدخل منزلي فقال سفيان ولم أردك أن تحيد حين قال لك ما قال الوليد بن مزيد سمع الأوزاعي يقول لا ينبغي للإمام أن يخص نفسه بشيء من الدعاء فإن فعل فقد خانهم
 
العباس بن الوليد حدثني عباس بن نجيح الدمشقي حدثني عون بن حكيم قال حججت مع الأوزاعي فلما أتى المدينة وأتى المسجد بلغ مالكا مقدمه فأتاه فسلم عليه فلما صليا الظهر تذاكرا أبواب العلم فلم يذكربابا إلا ذهب عليه الأوزاعي فيه ثم صلوا العصر فتذاكرا كل يذهب عليه الأوزاعي فيما يأخذان فيه حتى اصفرت الشمس أو قرب اصفرارها ناظره مالك في باب المكاتبة والمذبر العباس بن الوليد حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال كنا عند أبي إسحاق الفزاري فذكر الأوزاعي فقال ذاك رجل كان شأنه عجبا كان يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر فيرد والله الجواب كما هو في الأثر لا يقدم منه ولا يؤخر الوليد بن مسلم سمعت صدقة بن عبد الله يقول ما رأيت أحدا أحلم ولا أكمل ولا أحمل فيه حمل من الأوزاعي العباس بن الوليد سمعت أبا مسهر يقول كان الأوزاعي يقول ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي سمعت أبي يقول لعيسى بن يونس أيهما أفضل الأوزاعي أو سفيان فقال وأين أنت من سفيان قلت يا أبا عمرو ذهبت بك العراقية الأوزاعي فقهه وفضله وعلمه فغضب وقال أتراني أؤثر على الحق شيئا سمعت الأوزاعي يقول ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق وتبرأنا منه وأخذ علينا بذلك الطلاق والعناق وأيمان البيعة قال فلما عقلت أمري سألت مكحولا ويحيى بن أبي كثير وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن عبيد بن عمير فقال ليس عليك شيء إنما أنت مكره فلم تقر عيني حتى فارقت نسائي وأعتقت رقيقي وخرجت من مالي وكفرت أيماني فأخبرني سفيان كان يفعل ذلك العباس بن الوليد حدثنا أبو عبد الله بن فلان سمعت الأوزاعي يقول نتجنب من قول أهل العراق خمسا ومن قول أهل الحجاز خمسا من قول أهل العراق شرب المسكر والأكل عند الفجر في رمضان ولا جمعة إلا في سبعة أمصار وتأخير العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثااله والفرار يوم الزحف ومن قول أهل الحجاز استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر والمتعة بالنساء والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد وإتيان النساء في أدبارهن
 
عن سعيد بن سالم صاحب الأوزاعي قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طرائف فقالل له إن شئت قبلت منك ولم تسمع مني حرفا وإن شئت فضم هديتك واسمع قال الوليد بن مسلم قلت لسعيد بن عبد العزيز من أدركت من التابعين كان يبكر إلى الجمعة قال ما رأيت أبا عمرو قلت بلى قال فإنه قد كفا من قبله فاقتد به فلنعم المقتدى موسى بن أعين قال الأوزاعي كنا نضحك ونمزح فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم قال الوليد بن مزيد رأيت الأوزاعي يعتم فلا يرخي لها شيئا ذكر بعض الحفاظ أن حديث الأوزاعي نحو الألف يعني المسند أما المرسل والموقوف فألوف وهو في الشاميين نظير معمر لليمانيين ونظير الثوري للكوفيين ونظير مالك للمدنيين ونظير الليث للمصريين ونظير حماد بن سلمة للبصريين أخبرنا أحمد بن إسحاق القرافي بها أنبأنا المبارك بن أبي الجود ببغداد أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي أنبأنا الشيخ أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن رشيد حدثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي حدثني أنس بن مالك قال قدم على رسول الله {{صل}} ثمانية نفر من عكل فاجتووا المدينة فأمرهم رسول الله {{صل}} أن يأتوا إبل الصدفة فيشربوا من ألبانها وأبوالها فأتوها فقتلوا رعاتها واستاقوا الإبل فبعث رسول الله {{صل}} في طلبهم قافة فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم لم يحسمهم أخرجه البخاري عن رجل عن شعيب أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي أنبأنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي الدمشقي أنبأنا جدي أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء الفقيه حدثنا محمد بن الفضل الفراء بمصر أنبأنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين السندي حدثنا فهد بن سليمان حدثنا محمد بن كثير سمعت الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله {{صل}} لأبي بكر وعمر هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والأخرين إلا النبيين والمرسلين. هذا حديث حسن اللفظ لولا لين في محمد بن كثير المصيصي لصحح أخرجه [[الترمذي]] وحسنه عن الحسن بن الصباح عن ابن كثير وأخرجه الحافظ الضياء في المختارة عن هذا الأسدي
 
===عكرمة بن عمار===
عكرمة بن عمار م 4 الحافظ الإمام أبو عمار المجلي البصري ثم اليمامي من حملة الحجة وأوعية الصدق حدث عن عطاء بن أبي رباح وأبي كثير السحيمي والقاسم بن محمد وأبي زميل سماك بن الوليد وضمضم بن جوس وطاووس بن كيسان ومكحول ونافع ويحيى بن أبي كثير وأبي النجاشي عطاء بن صهيب وطائفة وينزل إلى هشام بن حسان ونحوه مع أنه قد لقي صحابيا وهو الهرماس بن زياد فعداده إذا في التابعين الصغار
 
حدث عنه ابن أبي عروبة وشعبة والثوري و[[ابن المبارك]] ويحيى ابن أبي زائدة ويحيى بن سعيد وابن مهدي و[[وكيع]] وزيد بن الحباب وروح بن عبادة وبشر بن عمر وعبد الصمد وعمر بن يونس اليمامي والنضر بن محمد الجرشي وأبو النضر هاشم بن القاسم وأبو عامر العقدي وأبو علي الحنفي وأبو الوليد الطيالسي وأبو عاصم وعبد الرزاق ويزيد ابن عبد الله اليمامي وأبو حذيفة النهدي وعبد الله بن بكار وعاصم بن علي وعبد الله بن رجاء والحسن بن سوار وشاذ بن فياض وعمرو بن مرزوق وخلق كثير قال المفضل بن غسان سألت رجلا من أهل اليمامة عن عكرمة فقال هو ابن عمار بن عقبة بن حبيب بن شهاب بن ذياب بن الحارث بن خمصانة بن الأسعد بن جذيمة بن سعد بن عجل وروى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين هو ثقة وروى أحمد بن زهير عن يحيى صدوق ليس به بأس وروى أبو حاتم عن يحيى كان أميا وكان حافظا وروى عثمان بن سعيد عن يحيى هوأحب إلى أيوب ابن عتبة وقال علي بن المديني أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير ليست بذاك مناكير كان يحيى بن سعيد يضعفها وقال أيضا كان يحيى يضعف رواية أهل اليمامة مثل عكرمة بن عمار وضربه وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن المديني قال كان عكرمة بن عمار عند أصحابنا ثقة ثبتا وقال أحمد العجلي ثقة يروي عنه النضر بن محمد ألف حديث وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال عكرمة بن عمار مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير ومضطرب الحديث في غير إياس بن سلمة كان حديثه عن إياس صالحا وقال أو زرعة الدمشقي سمعت أحمد يضعف رواية أيوب بن عتبة وعكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير وقال عكرمة أوثقهما قال الفضل بن زياد سألت أحمد هل كان باليمامة أحد يقدم على عكرمة بن عمار مثل أيوب بن عتبة وملازم بن عمرو وهؤلاء فقال عكرمة فوق هؤلاء أو نحو هذا ثم قال قد روى عنه شعبة أحاديث وروى الغلابي عن ابن معين ثبت وقال البخاري مضطرب في يحيى بن أبي كثير ولم يكن عنده كتاب وقال [[أبو داود]] هو ثقة وفي حديثه عن يحيى اضطراب كان أحمد بن حنبل يقدم عليه ملازم بن عمرو قال وأعلامهم في يحيى هشام الدستوائي والأوزاعي وقال [[النسائي]] ليس به بأس إلا في حديثه عن ابن أبي كثير وقال أبو حاتم صدوق ربما وهم في حديثه وربما دلس وفي حديثه عن يحيى بعض الأغاليط وقال زكريا الساجي صدوق روى عنه شعبة ويحيى القطان ووثقه أحمد وابن معين إلا أن يحيى القطان ضعفه في يحيى بن أبي كثير وقدم ملازما عليه وقال محمد بن عبد الله بن عمار عكرمة بعدعمار ثقة عندهم روى عنه ابن مهدي ما سمعت فيه إلا خيرا وقال صالح بن محمد كان ينفرد بأحاديث طوال لم يشركه فيها أحد وقدم البصرة فاجتمع إليه الناس فقال ألا أراني فقيها وأنا لا أشعر قال وعكرمة صدوق إلا أن في حديثه شيئا روى عنه الناس وقال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ عكرمة بن عمار ثقة روى عنه [[سفيان الثوري]] وذكره بالفصل وكان كثير الغلط ينفرد عن أناس بأشياء لا يشاركه فيها أحد وقال ابن خراش كان صدوقا وفي حديثه نكرة وقال الإمام الدارقطني ثقة وقال ابن عدي مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة وقال عاصم بن علي كان مستجاب الدعوة قلت استشهد به البخاري ولم يحتج به واحتج به مسلم يسيرا وأكثر له من الشواهد قال الحاكم أبو عبد الله أكثر مسلم الأستشهاد بعكرمة بن عمار قلت قد ساق له مسلم في الأصول حديثا منكرا وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان من النبي {{صل}} قال عباس بن عبد العظيم سمعت علي بن عبد الله يحدث عن عبد الرحمن أنه كان مع سفيان عند عكرمة بن عمار قال فجاء يكتب عنده فقلت يا أبا عبد الله هات حتى أكتب قال لا تعجلن قلت خذ الكتاب فسل عنه قال ولا تعجل نوقفه على كل حديث على السماع قال عبد الرحمن وكان خط سفيان خط سوء وقال عباس بن عبد العظيم أيضا سمعت سليمان بن حرب يقول قدم علينا عكرمة بن عمار بن اليمامة فرأيته فوق سطح يخاصم أهل القدر قال معاذ بن معاذ سمعت عكرمة بن عمار يقول للناس أحرج على رجل يرى القدر إلا قام فخرج عني فإني لا أحدثه قال خليفة وابن معين مات سنة تسع وخمسين ومئة زاد يحيى في رجب وقع لي حديثه عاليا أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبه الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد سنة ثمان وعشرين وخمس مئة أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الله بن بكار حدثنا عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال رأيت رسول الله يوم العيد الأضحى يخطب على بعير هذا حديث عال قوي الإسناد صار به عكرمة بن عمار تابعيا
 
===ابن أبي ذئب===
ابن أبي ذئب ع محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب واسم أبي ذئب هشام بن شعبة الإمام شيخ الإسلام أبو الحارث القرشي العامري المدني الفقيه سمع [[عكرمة]] وشرحبيل بن سعد وسعيدا المقبري ونافعا العمري وأسيد بن أسد البراد وصالحا مولى التوأمة وشعبة مولى ابن عباس وخاله الحارث بن عبد الرحمن القرشي ومسلم بن جندب وابن شهاب الزهري والقاسم بن عباس ومحمد بن قيس وإسحاق بن يزيد الهذلي والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وسعيد بن سمعان وعثمان بن عبد الله ابن سراقة ومحمد بن المنكدر ويزيد بن عبد الله بن قسيط وخلقا سواهم وكان من أوعية العلم ثقة فاضلا قوالا بالحق مهيبا حدث عنه [[ابن المبارك]] ويحيى بن سعيد القطان وابن أبي فديك وشبابه بن سوار وأبو علي الحنفي وحجاج بن محمد وأبو نعيم و[[وكيع]] وآدم بن أبي إياس والقعنبي وأسد بن موسى وعاصم بن علي وأحمد بن يونس اليربوعي وعلي بن الجعد وابن وهب والمقرئ وخلق كثير قال [[أحمد بن حنبل]] كان يشبه بسعيد بن المسيب فقيل لأحمد خلف مثله قال لا ثم قال كان أفضل من مالك إلا أن مالكا رحمه الله أشد تنقية للرجال منه قلت وهو أقدم لقيا للكبار من مالك ولكن مالكا أوسع دائرة في العلم والفتيا والحديث والإتقان منه بكثير قال محمد بن عمر الواقدي ولد سنة ثمانين وكان من أورع الناس وأودعهم ورمي بالقدر وما كان قدريا لقد كان يتقي قولهم ويعيبه ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا وإن مرض عاده فكانوا يتهمون بالقدر لهذا وشبهه قلت كان حقه أن يكفهر في وجوههم ولعله كان حسن الظن بالناس ثم قال الواقدي تلميذه وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد أخبرني أخوه قال كان أخي يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشى الخبر والزيت وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف قال وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب وكان يروح إلى الجمعة باكرا فيصلي إلى أن يخرج الإمام ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها وكان لا يغير شيبه ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن لزم بيته إلى أن قتل محمد وكان أمير المدينة الحسن بن زيد يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير وقد دخل مرة على والي المدينة فكلمه وهو عبد الصمد بن علي عم المنصور فكلمه في شيء فقال عبد الصمد بن علي إني لأراك مرائيا فأخذ عودا وقال من أرائي فوالله للناس عندي أهون من هذا ولما ولي المدينة جعفر بن سليمان بعث إلى ابن أبي ذئب بمئة دينار فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير فلبسه عمره وقدم به عليهم بغداد فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار يعني الدولة فلما رجع مات بالكوفة رحمه الله نقل هذا كله ابن سعد في الطبقات عن الواقدي والواقدي وإن كان لا نزاع في ضعفه فهو صادق اللسان كبير القدر وفي مسند الشافعي سماعنا أخبرني أبو حنيفة بن سماك حدثني ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي شريح أن رسول الله {{صل}} قال من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إن أحب أخذ العقل وإن أحب فلة القود قلت لابن أبي ذئب أتأخذ بهذا فضرب صدري وصاح كثيرا ونال مني وقال أحدثك عن رسول الله {{صل}} وتقول تأخذ به نعم آخذ به وذلك الفرض علي وعلى كل من سمعه إن الله اختار محمدا {{صل}} من الناس فهداهم به وعلى يديه فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين لا مخرج لمسلم من ذلك قال أحمد بن حنبل بلغ بن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال أحمد هو أورع وأقول بالحق من مالك قلت لو كان ورعا كما ينبغي لما قال هذا الكلام القبيح في حق إمام عظيم فمالك إنما لم يعمل بظاهر الحديث لأنه رآه منسوخا وقبل عمل به وحمل قوله حتى يتفرقا على التلفظ بالإيجاب والقبول فمالك في هذا الحديث وفي كل حديث له أجر ولا بد فإن أصاب ازداد أجرا آخر وإنما يرى السيف على من أخطأ في اجتهاده الحرورية وبكل حال فكلام الأقران بعضهم في بعض لا يعول على كثير منه فلا نقصت جلالة مالك بقول ابن أبي ذئب فيه ولا ضعف العلماء ابن أبي ذئب بمقالته هذه بل هما عالما المدينة في زمانهما رضي الله عنهما ولم يسندها الإمام أحمد فلعلها لم تصح كتب إلى مؤمل البالسي وغيره أن أبا اليمن الكندي أخبرهم أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد الصيرفي حدثنا الأصم حدثنا عباس الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول بن أبي ذئب سمع [[عكرمة]] وبه قال الخطيب أنبأنا الجوهري أنبأنا المرزباني حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا أبو العيناء قال لما حج المهدي دخل مسجد رسول الله {{صل}} فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب فقال له المسيب بن زهير قم هذا أمير المؤمنين فقال إنما يقوم الناس لرب العالمين فقال المهدي دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي وبه قال أبو العيناء وقال ابن أبي ذئب للمنصور قد هلك الناس فلو أعنتهم من الفيء فقال ويلك لولا ما سددت من الثغور لكنت تؤتى في منزلك فتذبح فقال ابن أبي ذئب قد سد الثغور وأعطى الناس من هو خير منك عمر رضي الله عنه فنكس المنصور رأسه والسيف بيد المسيب ثم قال هذا خير أهل الحجاز قال [[أحمد بن حنبل]] ابن أبي ذئب ثقة قد دخل على أبي جعفر المنصور فلم يهله أن قال له الحق وقال الظلم ببابك فاش وأبو جعفر أبو حعفر قال مصعب الزبيري كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة وقال البغوي حدثنا هارون بن سفيان قال قال أبو نعيم حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن أبي ذئب ومالك بن أنس فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة فقال له ما تقول في الحسن بن زيد بن حسن يعني أمير المدينة فقال إنه ليتحرى العدل فقال له ما تقول في مرتين فقال ورب هذه البنية إنك لجائر قال فأخذ الربيع الحاجب بلحيته فقال له أبو جعفر كف يا ابن اللخناء ثم أمر لابن أبي ذئب بثلاث مئة دينار قال محمد بن المسيب الأرغياني سمعت يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث بن سعد وابن أبي ذئب قلت أما فوات الليث فنعم وأما ابن أبي ذئب فما فرط في الارتحال إليه لأنه مات وللشافعي تسعة أعوام علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول كان ابن أبي ذئب عسرا أعسر أهل الدنيا إن كان معك الكتاب قال اقرأه وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ فقلت ليحيى كيف كنت تصنع فيه قال كنت أتحفظها وأكتبها وقال أبو إسحاق الجوزجاني قلت لأحمد بن حنبل فابن أبي ذئب سماعه من الزهري أعرض هو قال لا يبالي كيف كان قلت كان يلينه في الزهري بهذه المقالة فإنه ليس بالمجود في الزهري قال أحمد بن علي الأبار سألت مصعبا عن ابن أبي ذئب فقال معاذ والله أن يكون قدريا إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر وضربوهم ونفوهم فجاء منهم قوم إلى ابن أبي ذئب فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب فقبل هو قدري لأجل ذلك لقد حدثني من أثق به ما تكلم فيه قط وجاء عن أحمد بن حنبل أنه سئل عنه فوثقه ولم يرضه في الزهري وقال الفضل بن زياد سئل أحمد بن حنبل ايما أعجب إليك ابن عجلان أو ابن أبي ذئب فقال ما فيهما إلا ثقة قدم ابن أبي ذئب بغداد فحملوا عنه العلم وأجازه المهدي بذهب جيد ثم رد إلى بلاده فأدركه الأجل بالكوفة غريبا وذاك في سنة تسع وخمسين ومئة قال البغوي سمعت أحمد بن حنبل يقول كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا قوالا بالحق يشبه بسعيد بن المسيب وكان قليل الحديث أخبرنا أبو الحسن بن البخاري وغيره كتابه قالوا أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد الخطيب أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة عن النبي {{صل}} قال يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكه العرب ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعدها أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه وبه أنبأنا ابن أبي ذئب عن شعبة هو مولى ابن عباس قال دخل المسور بن مخرمة على ابن عباس وعليه ثوب إستبرق فقال ما هذا يا أبا العباس قال وما هو قال هذا الإستبرق قال ما علمت به ولا أظن رسول الله {{صل}} نهى عنه حين نهى إلا للتجبر والتكبر ولسنا بحمد الله كذلك قال فما هذه الطيور في الكانون يعني تصاوير قال ألا ترى كيف أحرقناها بالنار فلما خرج المسور قال انزعوا هذا الثوب عني واقطعوا رأس هذه التماثيل والطيور
 
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو القاسم بن صصرى أنبأنا أبو المكارم عبد الواحد بن محمد الأزدي أنبأنا أبو الفضل عبد الكريم المؤمل الكفرطابي قراءة عليه وأنا حاضر أنبأنا عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي أنبأنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف حدثنا أبو بكر أحمد بن علي القاضي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله {{صل}} يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه قال الدارقطني كان ابن أبي ذئب صنف موطأ فلم يخرج ابن أبي مريم عن يحيى بن معين قال ابن أبي ذئب ثقة وكل من روى عنه ابن أبي ذئب فثقة إلا أبا جابر البياضي وكل من روى عنه مالك ثقة إلا عبد الكريم أبا أمية وقال يعقوب بن شيبة أخذه عن الزهري عرض والعرض عند جميع من أدركنا صحيح وسمعت أحمد ويحيى يتناظران في ابن أبي ذئب وعبد الله بن جعفر المخرمي فقدم أحمد المخرمي فقال يحيى المخرمي شيخ وأيش عنده وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرمي تقديما كثيرا متفاوتا فذكرت هذا لعلي فوافق يحيى وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال هي مقاربة وهي عرض وقال الواقدي كان من أورع الناس وأفضلهم وكانوا يرمونه بالقدر وما كان قدريا أخبرني أخوه قال كان يصوم يوما ويفطر يوما فقدم رجل فجعل يسأله عن رجفة الشام فأقبل يحدثه ويستمع له وكان ذلك اليوم إفطاره فقلت له قم تغد قال دعه اليوم فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات وكان شديد الحال وكان من رجال الناس صرامة وكان يتشبب في حذاثته حتى كبر وطلب الحديث وقال لو طلبت وأنا صغير كنت أدركت المشايخ ففرطت فيهم كنت أتهاون وكان يحفظ الحديث لم يكن له كتاب قال حماد بن خالد كان يشبه بابن المسيب وما كان هو ومالك في موضع عند سلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت قال عثمان الدارمي قلت ليحيى ما حال ابن أبي ذئب في الزهري فقال ابن أبي ذئب ثقة قلت هو ثقة مرضي وقد قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة سألت عليا عنه فقال كان عندنا ثقة وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري وسئل عنه أحمد فوثقه ولم يرضه في الزهري قال ابن أبي فديك مات سنة ثمان وخمسين ومئة وقال أبو نعيم وطائفة مات سنة تسع وخمسين وقال الواقدي اشتكى بالكوفة وبها مات
 
أخبرنا أحمد بن هبه الله عن عبد المعز أنبأنا تميم أنبأنا أبو سعد أنبأنا ابن حمدان أنبأنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد حدثنا ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد هدي رسول الله {{صل}} فيبعث بها ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم صحيح عال قيل ألف ابن أبي ذئب كتابا كبيرا في السنن
 
===هشام الدستوائي===
هشام الدستوائي ع هو الحافظ الحجة الإمام الصادق أبو بكر هشام بن أبي عبد الله سنبر البصري الربعي مولاهم صاحب الثياب الدستوائية كان يتجر في القماش الذي يجلب من دستوا ولذا قيل له صاحب الدستوائي ودستوا بليدة من أعمال الأهواز حدث عن يحيى بن أبي كثير وقتادة والقاسم بن أبي بزة وحماد الفقيه وشعيب بن الحبحاب والقاسم بن عوف ومطر الوراق وعاصم بن بهدلة وعامر الأحول وعبد الله بن أبي نجيح ويونس الإسكاف وأبي الزبير وأبي عصام البصري وعلي بن الحكم وأيوب وبديل بن ميسرة وينزل إلى أن يروي عن معمر بن راشد حدث عنه ابناه معاذ وعبد الله وشعبة و[[ابن المبارك]] ويزيد بن زريع وعبد الوارث وابن علية ويحيى القطان و[[وكيع]] وغندر ومحمد ابن أبي عدي وبشر بن المفضل وإسحاق الأزرق وخالد بن الحارث و[[عبد الرحمن بن مهدي]] ويزيد بن هارون وأبو داود وأبو عامر العقدي وعبد الصمد بن عبد الوارث ومكي بن إبراهيم وأبو عمر الحوضي وشاذ ابن فياض وعفان وأبو نعيم ومعاذ بن فضالة وأبو سلمة التبوذكي ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد وخلق كثير قال يزيد بن زريع سمعت أيوب يأمرنا بهشام بن أبي عبد الله ويحث على الأخذ عنه أمية بن خالد سمعت شعبة يقول ما من الناس أحد أقول إنه طلب الحديث يريد به الله إلا هشام صاحب الدستوائي وكان يقول ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا ثم قال شعبة إذا كان هشام يقول هذا فكيف نحن محمد بن عمار بن الحارث الرازي عن علي بن الجعد سمع شعبة يقول كان هشام الدستوائي أحفظ مني عن قتادة وقال ابن معين قال شعبة هشام أعلم بحديث قتادة مني وأكثر مجالسه له مني معلى بن منصور سألت ابن علية عن حفاظ البصرة فذكر هشاما الدستوائي
 
أبو هشام الرفاعي عن وكيع قال حدثنا هشام الدستوائي وكان ثبتا وقال ابن معين كان يحيى القطان إذا سمع الحديث من هشام الدستوائي لا يبالي أن لا يسمعه من غيره أبو حاتم عن أبي غسان التستري سمعت أبا داود الطيالسي يقول كان هشام الدستوائي أمير المؤمنين وقال أبو حاتم ما رأيت أبا نعيم يحث على أحد إلا على هشام الدستوائي قال أبو حاتم وسألت أحمد بن حنبل عن [[الأوزاعي]] والدستوائي أيهما أثبت في يحيى بن الدستوائي أيهما أثبت في يحيى بن أبي كثير فقال الدستوائي لا تسأل عنه أحدا ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه مثله عسى أما أثبت منه فلا صالح بن أحمد قال أبي أكثر من في يحيى بن أبي كثير بالبصرة هشام الدستوائي وقال علي بن المديني هو ثبت وقال أبو حاتم سألت عليا من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير قال هشام الدستوائي ثم حسين المعلم والأوزاعي وحجاج الصواف وأراه ذكر علي بن المبارك فإذا سمعت عن هشام عن يحيى فلا ترد بدلا قال العجلي هشام بصري ثقة ثبت في الحديث كان أروى الناس عن ثلاثة قتادة وحماد بن أبي سليم ويحيى بن أبي كثير كان يقول بالقدر ولم يكن يدعو إليه وقال ابن سعد هشام الدستوائي مولى بني سدوس كان ثقة ثبتا في الحديث حجة إلا أنه يرى القدر وقال ابن أبي حاتم سألت أبي وأبا زرعة من أحب إليكما من أصحاب يحيى بن أبي كثير قالا هشام قلت لهما والأوزاعي قالا بعده وزادني أبو زرعة لأن الأوزاعي ذهبت كتبه وأثبت أصحاب قتادة هشام وسعيد وروى محمد بن سعد عن عبيد الله العيشي قال كان هشام الدستوائي إذا فقد السراج من بيته يتململ على فراشه فكانت امرأته تأتيه بالسراج فقالت له في ذلك فقال إني إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر وقال شاذ بن فياض بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه فكانت مفتوحة وهو لا يكاد يبصر بها وعن هشام قال عجبت للعالم كيف يضحك وكان يقول ليتنا ننجو لا علينا ولا لنا قال عون بن عمارة سمعت هشاما الدستوائي يقول والله ما أستطيع أن أقول أني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل قلت والله ولا أنا فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا وصاروا أئمة يقتدى بهم وطلبه قوم منهم أولا لا لله وحصلوه ثم استفاقوا وحاسبوا أنفسهم فجرهم العلم إلى الأخلاص في أثناء الطريق كما قال مجاهد وغيره طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله النية بعد وبعضهم يقول طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله فهذا أيضا حسن ثم نشروه بنية صالحة وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا قال عليه السلام من غزا ينوي عقالا فله ما نوى وترى هذا الضرب لم يستضيؤوا بنور العلم ولا لهم وقع في النفوس ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل وإنما العالم من يخشى الله تعالى وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب فظلموا وتركوا التقيد بالعلم وركبوا الكبائر والفواحش فتبا لهم فما هؤلاء بعلماء وبعضهم لم يتق الله في علمه بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار وبعضهم أجترأ على الله ووضع الأحاديث فهتكه الله وذهب علمه وصار زاده إلى النار وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا وتضلعوا منه في الجملة فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم أنتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أوهموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله لأنهم ما رأوا شيخا يفتدى به في العلم فصاروا همجا رعاعا غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمنة يخزنها وينطر فيها يوما ما فيصحف ما يورده ولا يقرره فنسأل الله النجاة والعفو كما قال بعضهم ما أنا عالم ولا رأيت عالما وقد كان هشام بن أبي عبد الله من الأئمة لولا ما شاب علمه بالقدر قال الحافظ محمد بن البرقي قلت ليحيى بن معين أرأيت من يرمى بالقدر يكتب حديثه قال نعم قد كان قتادة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وعبد الوارث وذكر جماعة يقولون بالقدر وهم ثقات يكتب حديثهم ما لم يدعوا إلى شيء
 
قلت هذه مسألة كبيرة وهي القدري والمعتزلي والجهمي والرافضي إذا علم صدقه في الحديث وتقواه ولم يكن داعيا إلى بدعته فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته والعمل بحديثه وترددوا في الداعية هل يؤخذ عنه فذهب كثير من الحفاظ إلى تجنب حديثه وهجرانه وقال بعضهم إذا علمنا صدقة وكان داعية ووجدنا عنده سنة تفرد بها فكيف يسوع لنا تلك السنة فجميع تصرفات أئمة الحديث تؤذن بأن المبتدع إذا لم تبح بدعته خروجه من دائرة الإسلام ولم تبح دمه فإن قبول ما رواه سائغ وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي والذي أتضح لي منها أن من دخل في بدعة ولم يعد من رؤوسها ولا أمعن فيها يقبل حديثه كما مثل الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم
 
قال معاذ بن هشام مكث أبي يعني عاش ثمانيا وسبعين سنة قلت فهذا يدل على أنه أسن من أبي حنيفة وشعبة وأنه ولد في حياة جابر بن عبد الله وطائفة من الصحابة قال أبو الحسن الميموني حدثنا [[أحمد بن حنبل]] عن عبد الصمد بن عبد الوارث قال مات هشام بن أبي عبد الله سنة اثنن وخمسين ومئة كان بينه وبين قتادة سبع سنين يعني في المولد وقال زيد بن الحباب دخلت عليه سنة ثلاث وخمسين ومئة ومات بعد ذلك بأيام وقال أبو الوليد وعمرو الفلاس مات سنة أربع وخمسين قلت حديثه في الدواوين كلها إلا الموطأ أخبرنا الأئمة يحيى بن أبي منصور وعبد الرحمن بن محمد والمسلم بن محمد وعلي بن أحمد وأحمد بن عبد السلام إجازة أنبأنا عمرو بن محمد أنبأنا هبه الله بن الحصين أنبأنا محمد بن غيلان أنبأنا محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن شداد المسمعي حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله {{صل}} سمعته يقول إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويظهر الزنى ويشرب الخمر وتقل الرجال وتكثر النساء حتى تكون في الخمسين امرأة القيم الواحد أخرجه [[البخاري]] عن مسلم بن إبراهيم وحفص بن عمرو عن هشام الدستوائي نحوه
 
===حماد عجرد===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
حماد عجرد الشاعر المفلق أبو عمرو حماد بن عمر بن يونس بن كليب السوائي مولاهم الواسطي أو الكوفي نادم الوليد بن يزيد ثم قدم بغداد زمن المهدي وبينه وبين بشار بن برد مزاح وهجاء فاحش وكان قليل الدين ماجنا أتهم بالزندقة وهو القائل
 
فأقسمت لو أصبحت في قبضة الهوى * لأقصرت عن لومي وأطنبت في عذري
 
ولكن بلائي منك أنك ناصح * وأنك لا تدري بأنك لا تدري
 
مات سنة إحدى وستين ومئة قتله محمد بن سليمان أمير البصرة على الزندقة وقيل بل مات في سفر فالله أعلم ويقال هلك سنة خمس وخمسين ومئة وقيل بعد ذلك
 
===حماد الراوية===
حماد الراوية هو العلامة الأخباري أبو القاسم حماد بن سابور بن مبارك الشيباني مولاهم كان مكينا ونديما للوليد بن عبد الملك وكان أحد الأذكياء رواية لأيام الناس والشعر والنسب طال عمره وأخذ عنه المهدي وتوفي سنة ست وخمسين ومئة وهو في عشر التسعين وكان قليل النحو ربما لحن وقيل مات في دولة المهدي نحو الستين ومئة وقيل إن الوليد بن يزيد سأله لم سميت الراوية قال لأني أروي لكل شاعر تعرفه ولكل شاعر نعترف أنك يا أمير المؤمنين لا تعرفه وأنشدك على كل حرف من حروف المعجم مئة قصيدة للجاهلية فيقال إنه وكل به من يستنشده حتى سرد ألفين وتسعمئة قصيدة فأمر له بمئة ألف درهم وقيل إن هشام بن عبد الملك أعطاه مئة ألف
 
===معاوية بن صالح===
معاوية بن صالح م 4 ابن حدير بن سعيد بن سعد بن فهر الإمام الحافظ الثقة قاضي الأندلس أبو عمرو وأبو عبد الرحمن الحضرمي الشامي الحمصي أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن المنادي أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا رزق الله التميمي أنبأنا علي بن محمد المعدل أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا محمد ابن إسماعيل السلمي حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن يحيى ابن سعيد عن عمرة عن عائشة أنها قيل لها ماذا كان يعمل رسول الله {{صل}} في بيته قالت كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه هذا حديث صالح الإسناد أخرجه أبو عيسى [[الترمذي]] في كتاب الشمائل عن أبي إسماعيل السلمي بلديه فوافقناه يعلو معاوية من شرط مسلم أخبرنا علي بن محمد الفقيه وإسماعيل بن عبد الرحمن ومحمد بن مشرف قالوا أنبأنا الحسن بن يحيى المخزومي أنبأنا عبد الله بن رفاعة أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا عبد الرحمن بن عمرو أنبأنا أبو الطاهر أحمد ابن محمد المديني حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عامر بن حشيب عن خالد بن معدان عن أبي أمامة سمع النبي {{صل}} يقول عند انقضاء الطعام الحمد لله حمدا كثير طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه أخرجه [[النسائي]] عن يونس ولد في حياة طائفة من الصحابة وفي دولة عبد الملك بن مروان في حدود الثمانين من الهجرة وحدث عن راشد بن سعد وأبي الزاهرية حدير بن كريب ومكحول وأبي مريم الأنصاري ونعيم بن زياد الأنماري ويونس بن سيف ويحيى بن جابر الطائي وعامر بن جشيب وضمرة بن حبيب وسليم بن عامر وأزهر بن سعيد الحرازي وحاتم بن حريث وحبيب بن عبيد وربيعة ابن يزيد القصير وزياد بن أبي سودة والسفر بن نسير وعبد الله بن أبي قيس وصالح بن جبير الأزدني [الأردني؟؟] وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وعبد القاهر أبي عبد الله وعبد الوهاب بن بخت وعمير بن هانىء والعلاء بن الحارث وكثير بن الحارث والقاسم أبي عبد الرحمن الدمشقي ويحيى بن سعيد الأنصاري وخلق سواهم وكان من أوعية العلم حدث عنه [[سفيان الثوري]] والليث ورشد بن ابن سعد وابن وهب ومعن بن عيسى و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وحماد بن خالد الخياط وبشر بن السري وزيد بن الحباب وأبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن يحيى البرلسي والواقدي وعبد الله بن صالح كاتب الليث وهانىء بن المتوكل وآخرون وفر من الشام مع المروانية فدخل معهم الأندلس فلما استولى عليها عبد الرحمن بن معاوية الداخل ولاه قضاء ممالكه ثم إنه في آخر عمره حج وحدث بالحجاز وغيرها قال [[أحمد بن حنبل]] خرج من حمص قديما وكان ثقة وروى جعفر ابن أبي عثمان الطيالسي عن يحيى بن معين ثقة وروى أحمد بن زهير عن يحيى صالح وأما عباس الدوري فروى عن يحيى ليس برضي كان يحيى بن سعيد لا يرضاه وقال علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد عن معاوية بن صالح فقال ما كنا نأخذ عنه ذلك الزمان ولا حرفا وقال علي أيضا كان عبد الرحمن يوثقه أبو صالح الفراء أنبأنا أبو إسحاق الفزاري بحديث عن معاوية بن صالح ثم قال أبو إسحاق ما كان بأهل أن يروى عنه قلت أضنه يشير إلى مداخلته للدوله ابن أبي مريم سمعت خالي موسى بن سلمة قال أتيت معاوية بن صالح لأكتب عنه فرأيت أراه قال الملاهي فقلت ما هذا قال شيء نهديه إلى صاحب الأندلس قال فتركته ولم أكتب عنه وقال العجلي والنسائي ثقة وقال أبو زرعة ثقة محدث وقال أبو حاتم صالح الحديث حسن الحديث ولا يحتج به وقال يحيى بن صالح الوحاظي خرج عن حمص سنة خمس وعشرين ومئة قال [[أبو داود]] وحج سنة خمس وخمسين ففيها لقيه عبد الرحمن بن مهدي وسفيان بمكة وقال محمد بن سعد كان ثقة كثير الحديث وكان قاضيا لهم بالأندلس حج من دهره حجة واحدة ومر بالمدينة فلقيه من لقيه وقال يزيد بن عبد ربه خرج من حمص سنة خمس وعشرين وهو شاب فصار إلى المغرب فولي قضاءهم وقال أبو صالح مر بنا معاوية حاجا سنة أربع وخمسين فكتب عنه الثوري وأهل مصر وأهل المدينة قال أحمد بن حنبل عن ابن مهدي كنا بمكة نتذاكر الحديث فبينا نحن كذلك إذا إنسان قد دخل فيما بيننا يسمع حديثنا فقلت من أنت قال أنا معاوية بن صالح فاحتوشناه أبو زرعة الدمشقي سمعت عبد الله بن صالح يقول قدم علينا معاوية ابن صالح فجالس الليث فحدثه فقال الليث يا عبد الله ائت الشيخ فاكتب ما يملي عليك فأتيته وكان يمليها علي ثم نصير إلى الليث نقرؤها عليه فسمعتها من معاوية بن صالح مرتين قال ابن عدي حدثت عن حميد بن زنجويه قال قلت لعلي بن المديني إنك تطلب الغرائب فائت عبد الله بن صالح واكتب كتاب معاوية ابن صالح تستفيد مئتي حديث قال يعقوب بن شيبة منهم من يقول معاوية بن صالح وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف ومنهم من يضعفه وقال ابن خراش صدوق وقال الليث بن عبدة قال يحيى بن معين كان عبد الرحمن بن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زبره يحيى بن سعيد وقال أيش هذه الأحاديث وكان عبد الرحمن لا يبالي عمن روى ويحيى ثقة في حديثه وقال ابن عدي لمعاوية بن صالح عند ابن وهب كتاب وعند أبي صالح عنه كتاب وعند ابن مهدي ومعن عنه أحاديث وحدث عنه الليث وبشر بن السري وثقات الناس وما أرى بحديثه بأسا وهو عندي صدوق إلا أنه يقع في حديثه أفرادات وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال أبو سعيد بن يونس قدم معاوية مصر وذهب إلى الأندلس فلما دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأندلس وملكها أتصل به فأرسله إلى الشام في بعض أمره فلما رجع إليه من الشام ولاه قضاء الجماعة بالأندلس إلى أن قال وتوفي سنة ثمان وخمسين ومئة أخبرني بذلك بكر بن أحمد الشعراني عن أحمد بن محمد بن عيسى مصنف تاريخ حمص وله عقب بالأندلس إلى الأن وقال أبو صالح كاتب الليث وغيره كذلك في تاريخ وفاته إنها سنة ثمان وقال الرمادي في تاريخه حدثنا عبد الله بن صالح قال قدم علينا معاوية بن صالح سنة سبع وخمسين فسمعنا منه فحج ثم رجع في سنة ثمان من الحج فسمعنا منه
 
===مسعر===
مسعر ع مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث الإمام الثبت شيخ العراق أبو سلمة الهلالي الكوفي الأحول الحافظ من أسنان شعبة روى عن عدي بن ثابت وعمرو بن مرة والحكم بن عتيبة وثابت ابن عبيد وقتادة بن دعامة وسعد بن إبراهيم وزياد بن علاقة وسعيد بن أبي بردة وعبد الله بن عبد الله بن جبر وقيس بن مسلم وأبي بكر بن عمارة ابن رويبة ووبرة بن عبد الرحمن المسلي وإبراهيم بن محمد بن المنتشر وأبي إسحاق السبيعي وحبيب بن أبي ثابت وزيد العمى وعبيد الله بن القبطية ومحارب بن دثار وعلي ن الأقمر ومعبد بن خالد ويزيد الفقير وعمير بن سعد صاحب علي رضي الله عنه وخلق وقد روى عن جماعة أساميهم محمد منهم ابن أبي ليلى ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وروى عن محمد بن جحادة ومحمد بن سوقة ومحمد بن مسلم ابن شهاب ومحمد بن المنكدر ومحمد بن عبيد الله الثقفي ومحمد بن زيد العمري ومحمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن خالد الضبي ومحمد بن جابر اليمامي ومحمد بن عبد الله ابن الزبيري ومحمد بن الأزهر روى عنه [[سفيان بن عيينة]] ويحيى القطان وسليمان التيمي أحد شيوخه وابن نمير وشعيب بن حرب والخريبي و[[وكيع]] وأبو أحمد الزبيري ومحمد بن عبيد ويزيد بن هارون و[[ابن المبارك]] ومحمد بن بشر ويحيى بن آدم وخلاد بن يحيى وعبد الله بن محمد بن المغيرة وثابت بن محمد العابد وخلق سواهم قال محمد بن بشر العبدي كان عند مسعر ألف حديث فكتبتها سوى عشرة وقال يحيى بن سعيد ما رأيت أحدا أثبت من مسعر وقال [[أحمد بن حنبل]] الثقة كشعبة ومسعر وقال وكيع شك مسعر كيقين غيره وقال هشام بن عروة ما قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب وذاك الرؤاسي مسعر وروى عن الحسن بن عمارة قال إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أهل الجنة لقليل قال سفيان بن عيينة قالوا للأعمش إن مسعرا يشك في حديثه قال شكه كيقين غيره وعن خالد بن عمرو قال رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من السجود وكان إذا نظر إليك حسبت أنه ينظر إلى الحائط من شدة حؤولته وروى ابن عيينة عن مسعر قال دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين فقلت يا أمير المؤمنين نحن لك والد وأنت لنا ولد وكانت جدته أم الفضل هلالية يعني والده ابن عباس فقال لي تقربت إلي بأحب أمهاتي إلي ولو كان الناس كلهم مثلك لمشيت معهم في الطريق قال أبو مسهر حدثنا الحكم بن هشام حدثنا مسعر قال دعاني أبو جعفر ليوليني فقلت إن أهلي يقولون لا نرضى اشتراءك لنا في شيء بدرهمين وأنت توليني أصلحك الله إن لنا قرابة وحقا قال فأعفاه قال سعد بن عباد حدثنا محمد بن مسعر قال كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن وقال سفيان بن عيينة سمعت مسعرا يقول من أبغضني جعله الله محدثا وقال مسعر من صبر على الخل والبقل لم يستعبد وقال مرة لرجل رأى عليه ثيابا جيدة ليس هذا من آلة طلب الحديث وكان طالب حديث قال سفيان بن عيينة قال معن ما رأيت مسعرا في يوم إلا وهو أفضل من اليوم الذي كان بالأمس وقال محمد بن سعد كان لمسعر أم عابدة فكان يخدمها وكان مرجئا فمات فلم يشهده [[سفيان الثوري]] والحسن ابن صالح
 
قال يحيى بن معين لم يرحل مسعر في حديث قط قلت نعم عامة حديثه عن أهل بلده إلا قتادة فكأنه ارتحل إليه قال شعبة بن الحجاج كنا نسمي مسعرا المصحف يعني من إتقانه وقالوا مرة لمسعر من أفضل من رأيت فقال عمرو بن مرة وقال أبو معمر القطيعي قيل لسفيان بن عيينة من أفضل من رأيت قال مسعر وقال شعبة مسعر للكوفيين كابن عون عند البصريين وقال إسحاق بن أبي إسرائيل سمعت ابن السماك سمعت مسعرا يقول من طلب الحديث لنفسه فقد اكتفى ومن طلبه للناس فليبالغ قال ابن عيينة سمعت مسعرا يقول وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فتكسرت وعن يعلى بن عبيد قال كان مسعر قد جمع العلم والورع وروي عن عبد الله بن داود الخريبي قال ما من أحد إلا وقد أخذ عليه إلا مسعر
 
ومما كان مسعر ينشده له أو لغيره
 
نهارك يا مغرور سهو وغفلة * وليلك نوم والردى لك لازم
 
وتتعب فيما سوف تكره غبه * كذلك في الدنيا تعيش البهائم
 
قال يحيى بن سعيد القطان ما رأيت مثل مسعر كان من أثبت الناس وقال سفيان الثوري كنا إذا اختلفنا في شيء أتينا مسعرا قال أبو أسامة سمعت مسعرا يقول إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون قلت هذه مسألة مختلف فيها هل طلب العلم أفضل أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر فأما من كان مخلصا لله في طلب العلم وذهنه جيد فالعلم أولى ولكن مع حظ من صلاة وتعبد فإن رأيته مجدا في طلب العلم لاحظ له في القربات فهذا كسلان مهين وليس هو بصادق في حسن نيته وأما من كان طلبه الحديث والفقه غية ومحبة نفسانية فالعبادة في حقه أفضل بل ما بينهما أفعل تفضيل وهذا تقسيم في الجملة فقل والله من رأيته مخلصا في طلب العلم دعنا من هذا كله فليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف من حيز طلب العلم ب بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية وأخذ عن شيخ لا يعي وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم أو لرضيع يبكي أو لفقيه يتحدث مع حدث أو آخر ينسخ وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس والقارىء إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء سواء تصحف عليه الاسم أو اختبط المتن أو كان من الموضوعات فالعلم عن هؤلاء بمعزل والعمل لا أكاد أداه بل أرى امورا سيئة نسأل الله العفو
 
قال ابن السماك رأيت مسعرا في النوم فقلت أي العمل وجدت أنفع قال ذكر الله وقال قبيصة كان مسعر لأن ينزع ضرسه أحب إليه من أن يسأل عن حديث وروي عن زيد بن الحباب وغيره أن مسعرا قال الإيمان قول وعمل وروى معتمر بن سليمان عن أبي مخزوم ذكره عن مسعر بن كدام قال التكذيب بالقدر أبو جاد الزندقة قرأت على إسحاق بن طارق أخبرك يوسف بن خليل أنبأنا أحمد بن محمد التيمي أنبأنا أبو علي المقرئ أنبأنا أبو نعيم قال روى مسعر من جماعة اسمهم محمد محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن مسلم الزهري ومحمد بن سوقة ومحمد بن جحادة ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ومحمد بن المنكدر ومحمد بن عبيد الله الثقفي ومحمد بن قيس بن مخرمة ومحمد ابن خالد الضبي ومحمد بن جابر اليمامي ومحمد بن عبد الله الزبيري ومحمد بن الأزهر وبه قال أبو نعيم وحدثنا القاضي أبو أحمد حدثنا محمد بن إبراهيم ابن شبيب حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا مسعر عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال مكتوب في التوراة سورة الملك من قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب وهي المانعة تمنع من عذاب القبر إذا أتي من قبل رأسه قال له رأسه قبلك عني فقد كان يقرأ بي وفي سورة الملك وإذا أتي من قبل بطنه قال له بطنه قبلك عني فقد كان وعى في سورة الملك وإذا أتي من قبل رجليه قالت له رجلاه قبلك عني فقد كان يقوم بي بسورة الملك وهي كذاك مكتوب في التوراة تابعه علي بن مسهر عن مسعر قال جعفر بن عون سمعت مسعرا ينشد
 
ومشيد دارا ليسكن داره * سكن القبور وداره لم تسكن
 
قال جعفر بن عون سمعت مسعرا يوصي ولده كلاما
 
إني منحتك يا كدام نصيحتي * فاسمع مقال أب عليك شفيق
 
أما المزاحة والمراء فدعهما * خلقان لا أرضاهما لصديق
 
إني بلوتهما فلم أحمدهما * لمجاور جارا ولا لرفيق
 
والجهل يزري بالفتى في قومه * وعروقه في الناس أي عروق
 
وهذان البيتان أظنهما لابن المبارك
 
من كان ملتمسا جليسا صالحا * فليأت حلقة مسعربن كدام
 
فيها السكينة والوقار وأهلها * أهل العفاف وعليه الأقوام
 
ومن عالي حديثه أخبرنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة قالوا أنبأنا عمر بن محمد المؤدب أنبأنا هبه الله بن محمد أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن سليمان حدثنا عبيد الله بن موسى وثابت الزاهد وخلاد بن يحيى قالوا حدثنا مسعر عن محارب بن دثار عن جابر قال دخلت المسجد فإذا رسول الله {{صل}} قأعد فقال قم فصل ركعتين وبه أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس حدثنا نائل بن نجيح حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ بن جبل قال أشهد أن عمر في الجنة لأن ما رأى رسول الله {{صل}} فهو حق فإن رسول الله {{صل}} قال دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا فقلت لمن هذا قال لعمر فأردت أن أدخله فذكرت غيره عمره فقال عمر يا رسول الله أعليك أغار أخبرنا أحمد بن إسحاق بن المؤيد الزاهد أنبأنا الفتح بن عبد السلام ببغداد أنبأنا هبة الله بن الحسين أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور حدثنا عيسى بن علي إملاء سنة تسع وثمانين وثلاثمئة قال قرىء على أبي قاسم البغوي وأنا أسمع قيل له حدثكم عبد الله بن عون الخراز حدثنا محمد ابن بشر عن مسعر عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي {{صل}} قام حتى تورمت قدماه اختلف على مسعر في إسناده كما سترى وبه إلى عيسى بن علي حدثنا إسماعيل بن عباس الوراق حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو قتادة الحراني عن مسعر عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال كان النبي {{صل}} يقوم حتى تفطر قدماه فقيل له أليس قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الصوري ومحمد بن علي السلمي قالا أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبه الله بن صصري أنبأنا أبو القاسم الأسدي وأبو يعلى بن الحبوبي وأنبأنا أبو المعالي القرافي أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد أنبأنا أبو العشائر محمد بن خليل وأنبأنا علي بن محمد وأحمد بن مؤمن وعمر بن عبد المنعم بن القواس وعبد المنعم بن عبد الطيف قالوا أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي أنبأنا أبو يعلى ابن الحبوبي قالوا ثلاثتهم أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي أنبأنا إبراهيم بن أبي ثابت حدثنا سعدان بن نضر المخرمي حدثنا عبد الله بن واقد عن سفيان أبو مسعر عن ابن الأقمر عن أبي جحيفة قال كان النبي {{صل}} يقوم حتى تفطر قدماه الحديث تفرد به عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني هكذا وحديث محمد بن بشر العبدي عن مسعر علة له وقد رواه خلاد بن يحيى وجماعة عن مسعر فقال عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة وهذا أصح الأقوال والله أعلم
 
الفلاس سمعت ابن المهدي حدثنا أبو خلدة فقال له [[أحمد بن حنبل]] كان ثقة فقال كان مؤدبا وكان خيارا الثقة شعبة ومسعر أبو زرعة الرازي سمعت أبا نعيم يقول مسعر أثبت ثم سفيان ثم شعبة وقال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا نعيم يقول كان مسعر شكاكا في حديثه وليس يخطىء في شيء من حديثه إلا في حديث واحد وقال العجلي كوفي ثقة ثبت كان الأعمش يقول شيطان مسعر يستضعفه يشككه في الحديث كان يقول الشعر وقال يحيى وأحمد ثقة وقال ابن عمار حجة من بالكوفة مثله وقال أبو حاتم مسعر أتقن من سفيان وأجود حديثا وأعلى إسنادا وهو أتقن من حماد بن زيد وقال [[أبو داود]] روى مسعر عن مئة لم يرو عنهم سفيان محمد بن عمار الرازي سمعت أبا نعيم سمعت الثوري يقول الإيمان يزيد وينقص قلت ما تقول أنت يا أبا نعيم فزورني وقال أقول يقول سفيان ولقد مات مسعر وكان من خيارهم وسفيان وشريك شاهدان فما حضرا جنازته توفي في رجب سنة خمس وخمسين ومئة
 
===مالك بن مغول===
مالك بن مغول ع ابن عاصم بن غزية بن خرشة الإمام الثقة المحدث أبو عبد الله البجلي الكوفي حدث عن الشعبي وعبد الله بن بريدة ونافع العمري وعطاء بن أبي رباح وطلحة بن مصرف والحكم وعون بن أبي جحيفة وقيس بن مسلم وعبد الرحمن بن الأسود وأبي إسحاق ومحمد بن سوقة وسماك وزبيد اليامي وخلق وعنه أبو إسحاق شيخه وشعبة والثوري ومسعر وإسماعيل بن زكريا وابن عيينة و[[ابن المبارك]] وشعيب بن حرب وابن نمير وعبيد الله الأشجعي و[[وكيع]] وأبو معاوية ويحيى بن سعيد وأبو علي الحنفي وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم وقبيصة ومحمد بن سابق و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وخلاد بن يحيى وعمرو بن مرزوق ومحمد بن يوسف الفريابي وخلق سواهم قال أحمد ثقة ثبت في الحديث وقال ابن معين وأبو حاتم وجماعة ثقة وقال العجلي رجل صالح مبرز في الفضل وقال أحمد سمعت ابن عيينة يقول قال رجل لمالك بن مغول اتق الله فوضع خده بالأرض قلت كان من سادة العلماء قال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة توفي سنة تسع وخمسين ومئة وقال محمد بن سعد سنة ثمان وخمسين قال الخطيب حدث عنه أبو إسحاق السبيعي والربيع بن يحيى الأشناني وبين وفاتهما سبع أو ثمان وتسعون سنة وحديثه يكون نحوا من مئة حديث أخبرنا أبو سعيد بيبرس المجدي بحلب أنبأنا أبو البركات عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن إسماعيل ببغداد أنبأنا عبيد الله بن شاتيل أنبأنا أبو سعد بن خشيش أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر النجاد قال قرىء على عبد الملك بن محمد وأنا أسمع حدثنا عاصم أنبأنا مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله {{صل}} وهو محرم أخرجه [[البخاري]] ومسلم و[[النسائي]] من حديث إسرائيل وأخيه يوسف عن أبي إسحاق ومن حديث عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول كلاهما عن عبد الرحمن نحوه أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم وعمر بن محمد العمري وهذبة بنت علي قالوا أنبأنا عبد الله بن عمر أنبأنا عبد الأول بن عيسى أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا عبد الله بن حموية أنبأنا عيسى بن عمر حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا مالك بن مغول قال لي الشعبي ما حدثوك هؤلاء عن النبي {{صل}} فخذه وما قالوه برأيهم فألقه في الحش
 
===عبد الرحمن بن يزيد===
عبد الرحمن بن يزيد ع ابن جابر الإمام الحافظ فقيه الشام مع [[الأوزاعي]] أبو عتبة الأزدي الدمشقي الداراني ولد في خلافة عبد الملك بن مروان ورأى الكبار ورأى بعض الصحابة فيما أرى وحدث عن أبي سلام الأسود وأبي الأشعث الصنعاني ومكحول وعبد الله بن عامر اليحصبي وابن شهاب الزهري وأبي كبشة السلولي وعطية بن قيس وخلق حدث عنه ولده عبد الله والوليد بن مسلم و[[ابن المبارك]] وعمر بن عبد الواحد ومحمد بن شابور وأيوب بن سويد وحسين الجعفي وخلق سواهم وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم وقد لحقه أبو مسهر ورآه لكن ما سمع منه وبلغنا أن المنصور استقدمه إلى بغداد فوفد عليه روى الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال كنت أرتدف خلف أبي في أيام الوليد فقدم علينا سليمان بن يسار فدعاه أبي إلى الحمام وصنع له طعاما وكنت آتي المقاسيم أيام هشام بن عبد الملك وروى صدفة بن خالد عن ابن جابر قال قال خالد بن اللجلاج لمكحول سل هذا عما كان وعما لم يكن يعني ابن جابر قال [[أحمد بن حنبل]] ابن جابر ليس به بأس وقال الوليد سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول لا تكتبوا العلم إلا ممن يعرف بطلب الحديث قال أبو عبيد وخليفة بن خياط توفي سنة ثلاث وخمسين ومئة وقال أبو مسهر وجماعة مات سنة أربع وخمسين
 
===عبد الرحمن بن يزيد السلمي===
فأما [[../مالك بن مغول|رفيقه]] وسميه عبد الرحمن بن يزيد ابن تميم السلمي الدمشقي صاحب مكحول فضعفه الجماعة وكلاهما قد قدم العراق وحدث بها وقد سمع أبو أسامة من هذا السلمي واعتقد أنه ابن جابر فوهم وقد سقت ترجمة السلمي في التاريخ الكبير وفي ميزان الاعتدال وقد روى أيضا عن الزهري وبلال بن سعد وإسماعيل بن عبيد الله ومطعم بن المقدام وطائفة حدث عنه ولداه خالد وحسن والوليد بن مسلم وأبو أسامة وأبو المغيرة الخولاني وغيرهم قال ابن أبي داود قدم هو وثور وبرد بن سنان ومحمد بن راشد وابن ثوبان إلى العراق فروا من القتل كانوا قدرية قلت وتوفي ابن تميم سنة بضع وخمسين ومئة
 
===عبد الواحد بن زيد===
عبد الواحد بن زيد الزاهد القدوة شيخ العباد أبو عبيدة البصري حدث عن الحسن وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن راشد وعبادة ابن نسي وعدة وعنه محمد بن السماك و[[وكيع]] وزيد بن الحباب وأبو سليمان الداراني ومسلم بن إبراهيم وآخرون وحديثه من قبيل الواهي عندهم قال [[البخاري]] تركوه وقال [[النسائي]] متروك الحديث وقال ابن حبان كان ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عن الإتقان فكثرت المناكير في حديثه قال ابن أبي الحواري قال لي أبو سليمان أصاب عبد الواحد الفالج فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء فكان إذا أراد الوضوء انطلق وإذا رجع إلى سريره فلج وعنه قال علكيم بالخبر والملح فإنه يذيب شحم الكلى ويزيد في اليقين قال معاذ بن زياد سمعت عبد الواحد بن زيد غير مرة يقول ما يسرني أن لي جميع ما حوته البصرة بفلسين وعن رجل قال وعظ عبد الواحد فنادى رجل كف فقد كشفت قناع قلبي فما التفت ومر في الموعظة فحشرج الرجل ومات فشهدت جنازته وقال مسمع بن عاصم شهدت عبد الواحد يعظ فمات في المجلس أربعة وعن حصين الوزان قال لو قسم بث عبد الواحد على أهل البصرة لوسعهم وكان يقوم إلى محرابه كأنه رجل مخاطب وعن محمد بن عبد الله الخزاعي قال صلى عبد الواحد بن زيد الصبح بوضوء العتمة أربعين سنة قلت فارق عمرو بن عبيد لاعتزاله وقال بصحة الأكتساب وقد نسب إلى شيء من القدر ولم يشهر بل نصب نفسه للكلام في مذاهب النساك وتبعه خلق وقد كان ثابت البناني ومالك بن دينار يعظان أيضا ولكنهما كانا من أهل السنة وكان عبد الواحد صاحب فنون داخلا في معاني المحبة والخصوص قد بقي عليه شيء من رؤية الاكتساب وفي ذلك شيء من أصول أهل القدر فان عندهم لا نجاة إلا بعمل فأما أهل السنة فيحضون على الاجتهاد في العمل وليس به النجاة وحده دون رحمة الله وكان عبد الواحد لا يطلق إن الله يضل العباد تنزيها له وهذه بدعة وفي الجملة عبد الواحد من كبار العباد والكمال عزيز وقد سقت من أخباره في تاريخ الإسلام ولكن ابن عوف ومسعر وهؤلاء أرفع وأجل ومات بعد الخمسين ومئة ويقال إلى سنة سبع وسبعين ومئة وهذا بعيد جدا وإنما المتأخر إلى هذا التاريخ الحافظ عبد الواحد بن زياد البصري
 
===عاصم بن محمد بن زيد===
عاصم بن محمد ع ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري المدني الفقيه أحد الأخوة حدث عن أبيه وعن محمد بن كعب القرظي وعن أخيه واقد حدث عنه أبو نعيم وأبو الوليد وعلي بن الجعد وأحمد بن يونس وإسماعيل بن أبي أويس وآخرون وثقه أبو حاتم وغيره واحتج به أرباب الصحاح فلا يعرج على قول القائل كل من اسمه عاصم ففيه ضعف توفي سنة بضع وسنين ومئة
 
===عاصم بن عمر العمري===
أما [[../عاصم بن محمد بن زيد|قرابته]] عاصم بن عمر أخو عبيد الله بن عمر العمري الحافظ فله رواية عن عبد الله بن دينار وجماعة وعنه ابن وهب وإسماعيل بن أبي أويس وجماعة ضعفه أحمد وغيره وقال يحيى بن معين ليس بشيء. ذكرناه تمييزا
 
===عباد بن راشد===
عباد بن راشد د س ق بصري صدوق إمام روى عن الحسن وقتادة وسعيد بن أبي خيرة وعنه ابن مهدي وأبو داود وأبو نعيم ومسلم بن إبراهيم وعفان وآخرون قال أحمد ثقة صالح وقال ابن معين ليس بالقوي وقال أبو حاتم وغيره صالح الحديث وأنكر أبو حاتم على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء وقد خرج له [[البخاري]] مقرونا بآخر أما [[أبو داود]] فضعفه وقال [[النسائي]] ليس بالقوي قلت بقي إلى نحو الستين ومئة وهو أقوى من عباد بن منصور
 
===عبد الرحمن بن شريح===
عبد الرحمن بن شريح ع الإمام القدوة الرباني أبو شريح المعافري الإسكندراني العابد حدث عن أبي قبيل المعافري وموسى بن وردان وأبي هانىء حميد ابن هانىء وأبي الزبير المكي وجماعة وعنه [[ابن المبارك]] وابن وهب والمقرئ وعبد الله بن صالح وهانىء بن المتوكل وآخرون وكان متألها زاهدا مقبلا على شأنه وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم لا بأس به قال هانىء بن المتوكل حدثني محمد بن عبادة المعافري قال كنا عند أبي شريح رحمه الله فكثرت المسائل فقال قد درنت قلوبكم فقوموا إلى خالد بن حميد المهري استقلوا قلوبكم وتعلموا هذه الرغائب والرقائق فإنها تجدد العبادة وتورت الزهادة وتجر الصداقة وأقلوا المسائل فإنها هي غير ما نزل تقسي القلب وتورث العداوة قلت صدق والله فما الظن إذا كان مسائل الأصول ولوازم الكلام في معارضه النص فكيف إذا كانت من تشكيكات المنطق وقواعد الحكمة ودين الاوائل فكيف إذا كانت من حقائق الاتحادية وزندقة السبعينية ومرق الباطنية فواغربتاه ويا قلة ناصراه آمنت بالله ولا قوة إلا بالله
 
مات أبو شريح في شعبان سنة سبع وستين ومئة وكان من أبناء السبعين ومن العلماء العاملين وما هو بأخ لحيوة بن شريح المذكور إلا في التقوى والعلم
 
===عبد العزيز بن أبي رواد===
عبد العزيز بن أبي رواد 4 شيخ الحرم واسم أبيه ميمون وقيل أيمن بن بدر مولى الأمير المهلب بن أبي صفرة الأزدي المكي أحد الأئمة العباد وله جماعةاخوة حدث عن سالم بن عبد الله والضحاك بن مزاحم و[[عكرمة]] ونافع العمري وجماعة وليس هو بالكثير للحديث حدث عنه ولده فقيه مكة عبد المجيد بن أبي رواد وحسين الجعفي ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وعبد الرزاق ومكي بن إبراهيم و[[ابن المبارك]] وآخرون قال ابن المبارك كان من أعبد الناس وقال يوسف بن أسباط مكث ابن أبي رواد أربعين سنة لم يرفع طرفه إلى السماء فبينا هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بأصبعه فالتفت فقال قد علمت أنها طعنة جبار قال شقيق البلخي ذهب بصر عبد العزيز عشرين سنة ولم يعلم به أهله ولا ولده وعن [[سفيان بن عيينة]] قال كان ابن أبي رواد من أحلم الناس فلما لزمه أصحاب الحديث قال تركوني كأني كلب هرار قال أبو عبد الرحمن المقرئ ما رأيت أحدا قط أصبر على طول القيام من عبد العزيز بن أبي رواد خلاد بن يحيى حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال كان يقال من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس قال عبد الصمد بن يزيد مردويه حدثنا ابن عيينة أن عبد العزيز بن أبي رواد قال لأخ له أقرضنا خمسة آلاف درهم إلى الموسم فسر التاجر وحملها إليه فلما جنه الليل قال ما صنعت يا ابن أبي رواد شيخ كبير وأنا كذلك ما أدري ما يحدث بنا فلا يعرف له ولدي حقه لئن أصبحت لآتينه ولأحاللنه فلما أصبح أتاه فأخبره فقال اللهم أعطه أفضل ما نوى ودعا له وقال إن كنت إنما تشاورني فإنما استقرضناه على الله فكلما اغتممنا به كفر الله به عنا فإذا جعلتنا في حل كأنه يسقط ذلك فكره التاجر أن يخالفه فما أتى الموسم حتى مات الرجل فأتى أولاده وقال مال أبينا يا أبا عد الرحمن فقال لهم لم يتهيأ ولكن الميعاد بيننا الموسم الآتي فقاموا من عنده فلما كان الموسم الآتي لم يتهيأ المال فقالوا أيش أهون عليك من الخشوع وتذهب بأموال الناس فرفع رأسه فقال رحم الله أباكم قد كان يخاف هذا وشبهه ولكن الأجل بيننا الموسم الآتي وإلا فأنتم في حل مما قلتم قال فبينا هو ذات يوم خلف المقام إذ ورد عليه غلام كان قد هرب له إلى الهند بعشرة آلاف درهم فأخبره أنه اتجر وأن معه من التجارة ما لا يحصى قال سفيان فسمعته يقول لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف يا عبد المجيد احمل العشرة آلاف إليهم خمسة لهم وخمسة للإخاء الذي بيننا وبين أبيهم وقال العبد من يقبض ما معي فقال يا بني أنت حر لوجه الله وما معك فلك قال عبد العزيز سألت عطاء بن أبي رباح عن قوم يشهدون على الناس بالشرك فأنكر ذلك قال عبد العزيز اللهم ما لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فأغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك وعن عبد العزيز وسئل ما أفضل العبادة قال طول الحزن قلت كان ابن أبي رواد كثير المحاسن لكن مرجىء قال مؤمل بن إسماعيل مات عبد العزيز فجيء بجنازته فوضعت عند باب الصفا وجاء [[سفيان الثوري]] فقال الناس جاء سفيان جاء سفيان فجاء حتى خرق الصفوف وجاوز الجنازة ولم يصل عليها لأنه كان يرى الإرجاء فقيل لسفيان فقال والله إني لأرى الصلاة على من هو دونه عندي ولكن أردت أن أري الناس أنه مات على بدعة يحيى بن سليم سمعت ابن أبي رواد يسأل هشام بن حسان في الطواف ما كان الحسن يقول في الإيمان قال كان يقول قول وعمل قال فما كان [[بن سيرين]] يقول قال كان يقول آمنا بالله وملائكته فقال عبد العزيز كان ابن سيرين وكان ابن سيرين فقال هشام بين أبو عبد الرحمن الإرجاء بين أبو عبد الرحمن الإرجاء قال ابن عيينة غبت عن مكة فجئت فتلقاني الثوري فقال لي يا ابن عيينة عبد العزيز بن أبي رواد يفتي المسلمين قلت وفعل قال نعم قال عبد الرزاق كنت جالسا مع الثوري فمر عبد العزيز بن أبي رواد فقال الثوري أما إنه كان شابا أفقه منه شيخا وقال أبو عاصم جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد فدق عليه بابه وقال أين الضال قال [[أحمد بن حنبل]] كان مرجئا رجلا صالحا وليس هو في التثبيت كغيره وقال أبو حاتم صدوق وقال ابن حبان روي عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة وكان يحدث بها توهما لا تعمدا قلت الشأن في صحة إسنادها إلى عبد العزيز فلعلها قد أدخلت عليه توفي في سنة تسع وخمسين ومئة وله أخوان عثمان روى له [[البخاري]] في صحيحه وجبلة
 
===شعيب بن أبي حمزة===
شعيب بن أبي حمزة ع الإمام الثقة المتقن الحافظ أبو بشر الأموي مولاهم الحمصي الكاتب واسم أبيه دينار سمع الزهري فأكثر ونافعا وعكرمة بن خالد ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وأبا الزناد وأبا طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وعبد الوهاب ابن بخت وعدة وعنه ابنه بشر وبقية والوليد بن مسلم ومحمد بن حمير وأبو حيوة شريح بن يزيد وأبو اليمان وعلي بن عياش وآخرون وكان بديع الكتابة وافر المهابة سمعه محمد بن حمير يقول رافقت الزهري إلى مكة فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعا قال أبو داود أبوه دينار مولى زياد وقال عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين فشعيب في الزهري قال هو مثل يونس وعقيل كتب عن الزهري إملاء للسلطان كان كاتبا قلت يعني بالسلطان هشام بن عبد الملك قال عبد الله بن أحمد سألت أبي كيف سماع شعيب من [[الزهري]] قال حديثه يشبه حديث الإملاء ثم قال أبي الشأن فيمن سمع من شعيب كان رجلا ضيقا في الحديث قلت كيف سماع أبي اليمان منه قال كان يقول أنبأنا شعيب قلت فسماع ابنه بشر قال كان يقول حدثني أبي قلت فسماع بقية قال شيء يسير ثم قال ولما حضرته الوفاة جمع جماعة بقية وابنه فقال هذه كتبي أرووها عني قال أبو زرعة الدمشقي حدثني [[أحمد بن حنبل]] قال رأيت كتب شعيب فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة ورفع أحمد من ذكره قلت فأين هو من يونس قال فوقه قلت فأين هو من عقيل قال فوقه قلت فأين هو من الزبيدي قال مثله قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول كان شعيب بن أبي حمزة قليل السقط وقال الأثرم قال أحمد نظرت في كتب شعيب كان ابنه يخرجها إلى فإذا بها من الحسن والصحة مالا يقدر فيما أرى بعض الشباب أن يكتب مثلها صحة وشكلا ونحو ذا قال المفضل الغلابي كان عند شعيب عن الزهري نحو ألف وسبعمئة حديث وقال عباس عن يحيى بن معين أثبتهم في الزهري مالك ومعمر وعقيل ويونس وشعيب بن أبي حمزة وابن عيينة قال علي بن عياش كان شعيب بن أبي حمزة عندنا من كبار الناس وكنت أنا وعثمان بن سعيد بن كثير من ألزم الناس له وكان ضنينا بالحديث كان يعدنا المجلس فنقيم نقتضيه إياه فإذا فعل فإنما كتابه بيده ما يأخذه أحد وكان من صنف آخر في العبادة وكان من كتاب هشام على نفقاته وكان الزهري معهم بالرصافة وسمعته يقول لبقية يا أبا محمد قد مجلت يدي من العمل قال أبو زرعة قلت لعلي ما كان يعمل قال كانت له أرض يعالجها بيده فلما حضرته الوفاة قال اعرضوا علي كتبي فعرض عليه كتاب نافع وأي الزناد روى أبو زرعة الدمشقي عن دحيم قال شعيب ثقة ثبت يشبه حديثه حديث عقيل ثم قال والزبيدي فوقه قال أبو زرعة قال لنا علي بن عياش قيل لشعيب يا أبا بشر ما بشر لا يحضر معنا قال شغله الطب قال يعقوب الفسوي في تاريخه حدثني سليمان بن الكوفي قال قلت لأبي اليمان مالي أسمعك إذا ذكرت صفوان بن عمرو تقول حدثنا صفوان بن عمرو تقول حدثنا صفوان وإذا ذكرت أبا بكر بن أبي مريم تقول حدثنا أبو بكر وإذا ذكرت شعيب بن أبي حمزة قلت أخبرنا شعيب فغضب فلما سكن قال لي مرض شعيب مرضه الذي مات فيه فأتاه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ومحمد بن حمير في رجال من أهل حمص أنا أصغرهم فقالوا كنا نحب أن نكتب عنك وكنت تمنعنا فدعا بقفه له فقال ما في هذه إلا ما سمعته من الزهري وكتبته وصححته فلم يخرج من يدي فإن أحببتم فاكتبوها قالوا فنقول ماذا قال تقولون أنبأنا شعيب وأخبرنا شعيب وإن أحببتم أن تكتبوها عن ابني فقد قرأتها عليه قال أبو زرعة الدمشقي حدثنا أبو اليمان قال دخلنا على شعيب حتى احتضر فقال هذه كتبي فمن أراد أن يأخذها فليأخذها ومن أراد أن يعرض فليعرض ومن أراد أن يسمع فليسمعها من ابني فإنه سمعها مني قلت فهذا يدلك على أن عامة ما يرويه أبو اليمان عنه بالإجازة ويعبر عن ذلك بأخبرنا وروايات أبي اليمان عنه ثابتة في الصحيحين وذلك بصيغة أخبرنا ومن روى شيئا من العلم بالإجازة عن مثل شعيب بن أبي حمزة في إتقان كتبه وضبطه فذلك حجة عند المحققين مع اشتراط أن يكون الراوي بالإجازة ثقة ثبتا أيضا فمتى فقد ضبط الكتاب المجاز وإتقانه وتحريره أو إتقان المجيز أو المجاز له انحط المروي عن رتبة الاحتجاج به ومتى فقدت الصفات كلها لم تصح الرواية عند الجمهور وشعيب رحمه الله فقد كانت كتبه نهاية في الحسن والإتقان والإعراب وعرف هو ما يجيز ولمن أجاز بل رواية كتبه بالوجادة كاف في الحجة وفي رواية أبي اليمان عنه بذلك دليل على إطلاق أخبرنا في الإجازة كما يتعاناه فضلاء المحدثين بالمغرب وهو ضرب من التدليس فإنه يوهم أنه بالسماع والله أعلم قال يزيد بن عبد ربه مات شعيب سنة اثنتين وستين ومئة وقال يحيى الوحاظي وغيره مات سنة ثلاث وستين قلت مات قبل حريز بن عثمان بسنة وعند ابن طبرزد نسخة لبشر بن شعيب عن أبيه أخبرنا جماعة كتابة قالوا أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا علي ابن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر قال كان الآخر من أمر رسول الله {{صل}} ترك الوضوء مما مست النار
 
أخبرنا ابن الفراء ومحمد بن علي قالا أنبأنا ابن أبي لقمة أنبأنا الخضر بن عيدان أنبأنا علي بن محمد أنبأنا أبو نصر بن هارون حدثنا خيثمة حدثنا محمد بن عوف حدثنا عثمان بن سعيد أنبأنا شعيب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله {{صل}} الخيل معقود في نواصيها الخير
 
===حرب بن ميمون البصري===
حرب بن ميمون م ت الإمام المحدث أبو الخطاب الأنصاري الأنسي مولاهم البصري وهو حرب الأكبر حدث عن مولاه النضر بن أنس وعطاء بن أبي رباح وأيوب السختياني وجماعة وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث وحبان بن هلال والحسين بن حفص الذكواني ويونس المؤدب وبدل بن المحبر وعبد الله بن رجاء وآخرون وثقه علي بن المديني ولينه غيره واحتج به مسلم قال يحيى بن معين صالح وقال أبو زرعة الرازي لين وقال [[البخاري]] قال سليمان بن حرب كان أكذب الخلق قلت هذه عجلة ومجازفة أو لعله عني آخر لا أعرفه
 
===حرب بن ميمون===
حرب بن ميمون صاحب الأغمية فشيخ صالح عابد ليس بحجة يروي عن عوف وخالد الحذاء
 
روى عنه نصر بن علي الجهضمي وجماعة. هو من أقران [[وكيع]]
 
===حرب بن أبي العالية===
وأما حرب بن أبي العالية الشيخ المحدث أبو معاذ البصري فروى عن [[الحسن البصري]] وأبي الزبير وعنه أبو الوليد وبدل بن المحبر وقتيبة بن سعيد ولوين وجماعة اختلف رأي يحيى بن معين فيه ولينه أحمد قليلا وخرج له مسلم وأبو عبد الرحمن حديثا واحدا وكان الفلاس يقول هو حرب بن مهران
 
===حرب بن شداد===
حرب بن شداد خ م د ت س الإمام الثقة الحافظ أو الخطاب البشكري البصري حدث عن شهر بن حوشب و[[الحسن البصري]] ويحيى بن أبي كثير وطائفة وعنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو داود وعمرو بن مرزوق وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الله بن رجاء فقد اشترك جماعة في الرواية عن هذا وعن حرب بن ميمون المذكور وثقه [[أحمد بن حنبل]] وغيره وقال الفلاس كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه قلت هذا من تعنت يحيى في الرجال وله اجتهاده فلقد كان حجة في نقد الرواة مات حرب بن شداد في سنة إحدى وستين ومئة
 
===خالد بن أبي عثمان===
خالد بن أبي عثمان ابن عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أبو أمية البصري من جلة العلماء روى عن عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وثمامة بن عبد الله وطائفة حدث عنه شعبة مع تقدمه وابن مهدي وأبو داود وأبو الوليد الطيالسي وأبو سلمة القبودكي وعفان ومحمد بن عبد الله الأنصاري وآخرون قال عنه عبد الصمد التنوري قال ولدت أنا وعمر بن عبد العزيز في شهر واحد وقال ابن معين وغيره ثقة وقال أبو حاتم لا بأس بحديثه قلت أظنه عاش مئة عام
 
===خليد بن دعلج===
خليد بن دعلج أبو حلبس ويقال أبو عبيد وأبو عمرو وأبو عمر السدوسي محدث بصري ضعيف نزل الموصل ثم سكن بيت المقدس وحدث بدمشق وغيرها عن الحسن و[[بن سيرين]] وعطاء بن أبي رباح ومعاوية بن قرة وثابت البناني وقتادة روى عنه الوليد بن مسلم وبقية وموسى بن داود وأبو الجماهر محمد بن عثمان وأبو نوبة الحلبي وأبو جعفر النفيلي ومنبه بن عثمان ضعفه أحمد ويحيى وقال أبو حاتم ليس بالمتين في الحديث هو صالح وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقال الدارقطني متروك وقال ابن عدي عامة حديثه ما توبع عليه وقال ابن حبان كان كثير الخطأ مات بحران سنة ست وستين ومئة النفيلي حدثنا خليد عن ابن سيرين قال ذهب العلم وبقيت منه بقية في أوعية سوء عمرو بن حفص العسقلاني حدثنا خليد عن قتادة " يزيد في الخلق ما يشاء فاطر قال الملاحة في العينين ويروى عن علي بن معمر عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس رفعه من أكل القثاء بلحم وقي الجذام هذا كذب وأرخ النفيلي موت خليد كما تقدم
 
===مجاعة بن الزبير===
مجاعة ابن الزبير البصري أحد العلماء العاملين حدث عن الحسن و[[بن سيرين]] وقتادة وأبي الزبير وجماعة روى عنه شعبة والنضر بن شميل وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الله بن رشيد وآخرون قال حاضر بن مطهر السدوسي حدثنا أبو عبيدة مجاعة بن الزبير الأزدي وذكره شعبة مرة فأثنى عليه وقال الصوام القوام وقال ابن عدي هو ممن يحتمل ويكتب حديثه وقال الدارقطني ضعيف
 
قلت وقع لنا جزء من حديثه عن قتادة وغيره وقد ركب على مجاعة منام حمزة الزيات وأنه سمعه منه وذلك اختلاق
 
===محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري===
ابن أخي [[الزهري]] ع الإمام العالم الثقة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني حدث عن عمه كثيرا وعن أبيه وعنه معن بن عيسى والواقدي ويعقوب بن إبراهيم بن سعد والقعني وآخرون وثقه [[أبو داود]] وقال ابن معين ليس بالقوي قلت تفرد عن عمه بثلاثة أحاديث تستغرب وكان له ثروة ودنيا قتله ابنه وغلمانه لأجل ماله ثم ظفروا بالغلمان فقتلوا به وذلك في سنة سبع وخمسين ومئة رحمه الله
 
===المغيرة بن زياد===
المغيرة بن زياد 4 الإمام العالم محدث الجزيرة أبو هاشم الموصلي رأى أنس بن مالك فيما قيل وحدث عن [[عكرمة]] وعطاء بن أبي رباح ونافع العمري وعبادة بن نسي وعنه الثوري والمعافى بن عمران و[[وكيع]] والخريبي وأبو عاصم وعمر بن أيوب وآخرون قال [[أبو داود]] صالح الحديث ووثقه جماعة وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال أحمد ضعيف كل حديث رفعه منكر وروى عباس وأحمد بن زهير عن يحيى ثقة وأما الحاكم فزلق وقال لم يختلفوا في تركه قلت توفي سنة اثنتين وخمسين ومئة
 
===وهيب بن الورد===
وهيب ابن الورد أخو عبد الجبار بن الورد العابد الرباني أبو أمية ويقال أبو عثمان المكي مولى بني مخزوم ويقال اسمه عبد الوهاب له عن تابعي لقي عائشة وعن حميد الأعرج وعمر بن محمد بن المنكدر وعنه بشر بن منصور السلمي و[[ابن المبارك]] وعبد الرزاق وإدريس ابن محمد الروذي وآخرون قال ابن إدريس ما رأيت أعبد منه وقال ابن المبارك قيل لوهيب يجد طعم العبادة من يعصي قال ولا من يهم بالمعصية وعن الثوري أنه قال قوموا إلى الطبيب يعني وهيبا وقيل إنه حلف أن لا يضحك حتى تعلمه الملائكة بمنزلته إذا احتضر قال ابن معين ثقة وقال [[النسائي]] ليس به بأس قيل مات سنة ثلاث وخمسين ومئة
 
===عيسى بن عمر الهمداني===
عيسى بن عمر ت س الإمام المقرئ العابد أبو عمر الهمداني الكوفي عرف بالهمداني وإنما هو من موالي بني أسد أخذ القراءة عرضا على طلحة بن مصرف وعاصم بن بهدلة والأعمش تلا عليه الكسائي وعبيد الله بن موسى وعبد الرحمن بن أبي حماد ومت بن عبد الرحمن وغيرهم وقد حدث عن عطاء بن أبي رباح وحماد الفقيه وعمرو بن مرة حدث عنه [[ابن المبارك]] و[[وكيع]] وأبو نعيم والفريابي وخلاد بن يحيى وخلق وثقه ابن معين وغيره وكان مقرئ الكوفة في زمانه بعد حمزة ومعه قال الثوري ما بها أقرأ منه قال مطين مات سنة ست وخمسين ومئة
 
===عيسى بن عمر الثقفي===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
عيسى بن عمر العلامة إمام النحو أبو عمر الثقفي البصري روى عن الحسن وعون بن عبد الله بن عتبة وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وعاصم الجحدري وطائفة أخذ عنه الأصمعي وشجاع البلخي وعلي بن نصر الجهضمي وهارون الأعور والخليل بن أحمد وعبيد بن عقيل والعباس بن بكار وولاؤه لبني مخزوم نزل في ثقيف فاشتهر بهم وكان صاحب فصاحة وتقعر وتشدق في خطابه وكان صديقا لأبي عمرو بن العلاء وقد أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن أبي إسحاق وابن كثير المكي وصنف في النحو كتابي الإكمال والجامع وكان صاحب افتخار بنفسه قال مرة لأبي عمرو أنا أفصح من معد بن عدنان قال يحيى بن معين هو بصري ثقة أرخ القفطي وابن خلكان موته في سنة تسع وأربعين ومئة وأراه وهما فإن سيبويه جالسه وأخذ عنه ولعله بقي إلى بعد الستين ومئة
 
===عوانة بن الحكم===
عوانة بن الحكم ابن عياض بن وزر الكلبي العلامة الأخباري أبو الحكم الكوفي الضرير أحد الفصحاء له كتاب التاريخ وكتاب سير معاوية وبني أمية وغير ذلك يروي عنه هشام بن الكلبي وغيره وكان صدوقا في نقله قال محمد بن إسحاق النديم توفي سنة سبع وأربعين ومئة
 
===مقاتل===
مقاتل كبير المفسرين أبو الحسن مقاتل بن سليمان البلخي يروي على ضعفه البين عن مجاهد والضحك وابن بريدة وعطاء و[[بن سيرين]] وعمرو بن شعيب وشرحبيل بن سعد والمقبرني و[[الزهري]] وعدة وعنه سعد بن الصلت وبقية وعبد الرزاق وحرمي بن عمارة وشبابة والوليد بن مزيد وخلق آخرهم علي بن الجعد قال [[ابن المبارك]] وأحسن ما أحسن تفسيره لو كان ثقة قيل إن المنصور ألح عليه ذباب فطلب مقاتلا فسأله لم خلق الله الذباب قال ليذل به الجبارين قال ابن عيينة قلت لمقاتل زعموا أنك لم تسمع من الضحاك قال كان يغلق علي وعليه باب فقلت في نفسي أجل باب المدينة وقيل إنه قال سلوني عما دون العرش فقالوا أين امعاء النملة فسكت وسألوه لم حج آدم من حلق رأسه فقال لا أدري قال [[وكيع]] كان كذابا وعن أبي حنيفة قال أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه مات مقاتل سنة نيف وخمسين ومئة قال [[البخاري]] مقاتل لا شيء البتة قلت أجمعوا على تركه
 
===شعبة===
شعبة ع ابن الحجاج بن الورد الإمام الحافظ أمير المؤمنين في الحديث أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم الواسطي عالم أهل البصرة وشيخها سكن البصرة من الصغر ورأى الحسن وأخذ عنه مسائل وحدث عن أنس بن سيرين وإسماعيل بن رجاء وسلمة بن كهيل وجامع بن شداد وسعيد بن أبي سعيد المقبري وجبلة بن سحيم والحكم ابن عتيبة وعمرو بن مرة وزبيد بن الحارث اليامي وقتادة بن دعامة ومعاوية بن قرة وأبي جمرة الضبعي وعمرو بن دينار ويحيى بن أبي كثير وعبيد بن الحسن وعدي بن ثابت وطلحة بن مصرف والمنهال بن عمرو وسعيد بن أبي بردة وسماك بن الوليد وأيوب السختياني ومنصور بن المعتمر وخلق كثير سواهم ورأى ناجية بن كعب شيخ أبي إسحاق السبيعي وكان من أوعية العلم لا يتقدمه أحد في الحديث في زمانه وهو من نظراء [[الأوزاعي]] ومعمر والثوري في الكثرة قال علي بن المديني له نحو من ألفي حديث قلت ما أظنه إلا يروي أكثر من ذلك بكثير قيل ولد سنة ثمانين في دولة عبد الملك بن مروان وقال أبو زيد الهروي ولد سنة اثنتين وثمانين روى عنه عالم عظيم وانتشر حديثه في الأفاق
 
حدث عنه أيوب السختياني وسعيد الجريري ومنصور بن المعتمر ومطر الوراق ومنصور بن زادان وهؤلاء هم أحد شيوخه وابن إسحاق وأبان بن تغلب و[[سفيان الثوري]] وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم ابن سعيد وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري وزائدة بن قدامة وزهير بن معاوية وعلي بن حمزة الكسائي وعبد السلام بن حرب وإسماعيل بن علية وعبد الله بن المبارك وعباد بن عباد وعباد بن العوام وعبد الأعلى ابن عبد الأعلى السامي وعبيد الله الأشجعي ومحمد بن جعفر غندر وعبدة ابن سليمان وأبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية الضرير ومحمد بن سواء ومحمد بن فضيل ومحمد بن يزيد الواسطي وأحمد بن بشير وبشر بن المفضل وخالد بن الحارث وخالد بن عبد الله الطحان وبشر بن السري وبشر بن منصور وبقية بن الوليد والحمادان وزافر بن سليمان وأبو خالد الأحمر و[[سفيان بن عيينة]] وشريك القاضي وعبد الله بن إدريس وعبد الله ابن داود الخريبي ويحيى بن سعيد القطان و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو عبيدة عبد الواحد الحداد وعبد الرحمن بن محمد المحاربي وعلي بن عاصم وعيسى بن يونس ومعتمر بن سليمان ومعاذ بن معاذ ومعاذ بن هشام وأبو عبيدة معمر بن المثنى ومعاوية بن هشام القصار ومصعب بن سلام ومصعب بن المقدام والمعافى بن عمران ومسكين بن بكير ومخلد بن يزيد وورقاء و[[وكيع]] وهشيم والنضر بن شميل و[[هارون الرشيد]] ويحيى بن أبي زائدة ويحيى بن سليم ويحيى بن حمزة القاضي ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون ويونس بن بكير والقاضي أبو يوسفي ويعقوب الحضرمي وأبو داود الطيالسي ومحمد بن أبي عدي وآدم بن أبي إياس وأمية بن خالد ومحمد بن عرعرة وأسود بن عامر وأسد بن موسى وعفان وأبو جابر محمد بن عبد الملك وأبو عامر عبد الملك العقدي ومحمد بن كثير العبدي وسليمان بن حرب والقعني وأبو الوليد الطيالسي وبكر بن بكار وبدل بن المحبر وبهز بن أسد والحسن بن موسى الأشيب وحفص بن عمر الحوضي وحجاج بن محمد وحجاج بن نصير وحجاج بن منهال والحكم بن عبد الله أبو النعمان وحرمي بن عمارة وحبان بن هلال وحسان بن حسان البصري وخلف بن الوليد ووهب بن جرير وروح بن عبادة والربيع بن يحيى الأشناني ومسلم بن إبراهيم وسعد بن الربيع أبو زيد الهروي وسعيد بن أوس أبو زيد اللغوي وشغيث بن محرز وشاذ بن فياض وأبو عاصم النبيل وعبد الله بن خيران وأبو عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن عثمان عبدان وعبد الله بن رجاء الغداني وعبد الله بن أبي بكر العتكي وعبيد الله بن موسى وعبد الملك الأصمعي وعبد السلام بن مطهر وعثمان بن عمر بن فارس وعلي بن قادم وعلي بن حفص المدائني وعمرو بن حكام وعمرو بن عاصم الكلابي وعمرو بن مرزوق وعاصم بن علي وعصام بن يوسف البلخي وأبو نعيم الملائي وقرة بن حبيب وموسى بن إسماعيل التبوذكي شيئا يسيرا وموسى بن مسعود النهدي ومظفر بن مدرك الحافظ ويحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير ويحيى بن كثير أبو غسان ويحيى بن عبد ربه وعلي ابن الجعد وشيبان بن فروخ حكاية وأمم سواهم ذكرت عامتهم في تاريخ الإسلام استفدت أسماءهم من خط الحافظ أبي عبد الله بن مندة فإنه سود كتاب الرواة عن شعبة وخرج لكثير منهم ومن جلالته قد روى مالك الإمام عن رجل عنه وهذا قل أن عمله مالك
 
قال أبو حاتم البستي حدثنا الهيثم بن خلف والحسين بن عبد الله القطان قالا حدثنا إسحاق بن موسى حدثنا معن القزاز عن مالك عن ابن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال بعث عمر إلى [[ابن مسعود]] وأبي الدرداء وأبي مسعود الأنصاري فقال ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله {{صل}} فحبسهم بالمدينة حتى استشهد وكان أبو بسطام إماما ثبتا حجة ناقدا جهبذا صالحا زاهدا قانعا بالقوت رأسا في العلم والعمل منقطع القرين وهو أول من جرح وعدل أخذ عنه هذا الشأن يحيى بن سعيد القطان وابن مهدي وطائفة وكان [[سفيان الثوري]] يخضع له ويجله ويقول شعبة أمير المؤمنين في الحديث وقال الشافعي لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق قال أبو عبد الله الحاكم شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرف الحديث رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمي وسمع من أربع مئة شيخ من التابعين قال وحدث عنه من شيوخه منصور والأعمش وأيوب وداود ابن أبي هند وسعد بن إبراهيم يعني قاضي المدينة قال حماد بن زيد إذا خالفني شعبة في حديث صرت إليه وقال أبو داود الطيالسي سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث وسمع منه غندر سبعة آلاف قلت يعني بالآثار والمقاطيع قال أبو قطن لي شعبة إلى أبي حنيفة يحدثني فأتيته فقال كيف أبو بسطام قلت بخير قال نعم حشو المصر هو
 
أحمد بن زهير حدثنا [[أحمد بن حنبل]] حدثنا عبد الرحمن عن شعبة سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول كلما نعق بهم ناعق اتبعوه قال وحدثنا أحمد حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة رأيت الحسن قام إلى الصلاة وقال لا بد لهؤلاء الناس من وزعة قرأت على أحمد بن محمد الحافظ بمصر وأحمد بن عبد الرحمن العلوي بدمشق قالا أنبأنا عبد الله بن عمر أنبأنا عبد الأول بن عيسى أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوشنجي في سنة سبع وسبعين وأربع مئة أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري بهراة أنبأنا أبو القاسم البغوي سنة سبع عشرة وثلاث مئة حدثني أحمد بن زهير حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثني صالح بن سليمان قال كان شعبة مولى للأزد ومولده ومنشؤه بواسط وعلمه كوفي كان له ابن يقال له سعد وكان له أخوان بشار وحماد وكانا يعالجان الصرف وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث ويلكم ألزموا السوق فإنما أنا عيال على أخوي قال وما أكل شعبة من كسبه درهما قط وبه قال البغوي حدثني جدي أحمد بن منيع سمعت أبا قطن يقول ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي وحدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه سمعت أبا الوليد سمعت شعبة يقول إذا كان عندي دقيق وقصب ما أبالي ما فاتني من الدنيا
 
حدثني عباس بن محمد حدثني فراد أبو نوح قال رأى علي شعبة قميصا فقال بكم اشتريت هذا فقلت بثمانية دراهم فقال لي ويحك أما تتقي الله ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة كان خيرا لك قلت يا أبا بسطام إنا مع قوم نتجمل لهم قال أيش نتجمل لهم حدثنا علي بن سهل النسائي حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد قال قال أيوب الأن يقدم عليكم رجل من أهل واسط يقال له شعبة هو فارس في الحديث فإذا قدم فخذوا عنه قال حماد فلما قدم أخذنا عنه حدثني عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا وليد بن حماد سمعت عبد الله بن إدريس قال ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان وشعبة حدثنا ابن زنجويه حدثنا عبد الرزاق عن أبي أسامة قال وافقنا من شعبة طيب نفس فقلنا له حدثنا ولا تحدثنا إلا عن ثقة فقال قوموا حدثنا عبد الله بن عمر القواريري سمعت يحيى بن سعيد يقول قال لي شعبة كل من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد حدثنا ابن زنجويه حدثنا يعقوب الحضرمي قال قال سفيان شعبة أمير المؤمنين في الحديث وروى عن [[عبد الرحمن بن مهدي]] عن سفيان نحوه حدثنا ابن شبويه حدثنا عبدان بن عثمان عن أبيه قال قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه بضعة عشر درهما حدثنا أبو بكر الأعين حدثنا قراد أنه سمع شعبة يقول كل شيء ليس في الحديث سمعت فهو خل وبقل
 
حدثنا أبو بكر الأعين حدثنا محمد بن جعفر المدائني عن ورقاء قلت لشعبة لم تركت حديث أبي الزبير قال رأيته يزن فاسترجح في الميزان فتركته حدثنا علي بن سهل حدثنا عفان سمعت شعبة يقول لولا حوائج لنا إليكم ما جلست لكم قال عفان كان حوائجه يسأل لجيرانه الفقراء وسمعت شعبة يقول من ذهبنا إلى أبيه فأكرمنا فجاءنا ابنه أكرمناه ومن أتيناه فأهاننا أتانا ابنه أهناه حدثنا عمر بن شبة حدثنا عفان قال قال يحيى بن سعيد ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة قال أبو بحر البكراوي ما رأيت أحدا أعبد لله من شعبة لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمة واسود قال حمزة بن زياد الطوسي سمعت شعبة وكان ألثغ قد يبس جلده من العبادة يقول لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة وقال عمر بن هارون كان شعبة يصوم الدهر كله ذكر شيخنا أبو الحجاج في تهذيبه لشعبة ثلاث مئة شيخ سماهم
 
قال أحمد بن حنبل شعبة أثبت من الأعمش في الحكم وشعبة أحسن حديثا من الثوري قد روى عن ثلاثين كوفيا لم يلقهم سفيان قال وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن
 
قال عبد السلام بن مطهر ما رأيت أحدا أمعن في العبادة من شعبة رحمه الله
 
قال أبو نعيم سمعت شعبة يقول لأن أزني أحب إلى من أن أدلس وقال سليمان بن حرب حدثنا شعبة يوما بحديث الصادق المصدوق وأحاديث نحوه فقال رجل من القدرية يا أبا بسطام ألا تحدثنا نحن أيضا بشيء فذكر حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} كل مولود يولد على الفطرة الحديث قال يحيى القطان كان شعبة من أرق الناس يعطي السائل ما أمكنه وقال أبو قطن كانت ثياب شعبة كالتراب وكان كثير الصلاة سخيا وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال كان شعبة إذا حك جسمه أنتثر منه التراب وكان سخيا كثير الصلاة قال أبو داود الطيالسي كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي قال بكم أخذته قال بثلاثة دنانير قال شعبة فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها ثم دفعها إليه قال النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة وبإسنادي الماضي إلى البغوي حدثنا علي بن الجعد قال قدم شعبة بغداد مرتين أيام المنصور وأيام المهدي كتبت عنه فيهما جميعا وقال أبو العباس السراج حدثنا محمد بن عمرو سمعت أصحابنا يقولون وهب المهدي لشعبه ثلاثين ألف درهم فقسمها وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها قال أبو بكر الخطيب قدم شعبة في شأن أخيه كان حبسه أبو جعفر كان اشترى طعاما فخسر ستة آلاف دينار هو وشركاؤه يعني فكلم فيه شعبة أبا جعفر قال الأصمعي لم نر قط أعلم من شعبة بالشعر قال لي كنت ألزم الطرماح فمررت يوما بالحكم بن عتيبة وهو يحدث فأعجبني الحديث وقلت هذا أحسن من الشعر فمن يومئذ طلبت الحديث قال أبو داود سمعت شعبة يقول لولا الشعر لجئتكم بالشعبي يعني أنه كان في حياة الشعبي مقبلا على طلب الشعر قال علي بن نصر الجهضمي قال شعبة كان قتادة يسألني عن الشعر فقلت له أنشدك بيتا وتحدثني حديثا وعن [[عبد الرحمن بن مهدي]] قال ما رأيت أحدا أكثر تقشفا من شعبة وقال يحيى بن معين شعبة إمام المتقين وقال أبو زيد الأنصاري هل العلماء إلا شعبة من شعبة قال سلم بن قتيبة أتيت سفيان الثوري فقال ما فعل أستاذنا شعبة وقال يحيى بن سعيد لا يعدل شعبة عندي أحد ابن مهدي سمعت شعبة يقول إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون قال أبو قطن سمعت شعبة بن الحجاج يقول ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث وعنه قال وددت أني وقاد حمام وأني لم أعرف الحديث قلت كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم يخاف من مثل هذا ويود أن ينجو كفافا قال عفان كان شعبة من العباد قال سعدبن شعبة أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها قلت وهذا قد فعله غير واحد بالغسل وبالحرق وبالدفن خوفا من أن تقع في يد إنسان واه يزيد فيها أو يغيرها روى أبو عبيدة الحداد عن شعبة قال لم يسمع حميد الطويل من أنس سوى أربعة وعشرين حديثا والباقي سمعها وثبته فيها ثابت البناني يعني فكان يحذف ثابتا ويدلسها فيقول عن أنس ما أعتقد إلا أنه سمع من أنس أضعاف ذلك فإنه مكثر عنه بحيث أنه له في الكتب السته أزيد من مئة حديث قال علي بن المديني شعبة أحفظ للمشايخ وسفيان أحفظ للأبواب قال أبو داود قال لي شعبة في صدري أربع مئة حديث لأني الزبير والله لا حدثت عنه قال القطان كان شعبة أمر في الأحاديث الطوال من سفيان قال علي بن المديني قيل ليحيى بن سعيد إن عبد الله بن إدريس وأبا خالد بن عمار يزعمان أن شعبة أملي عليهما فأنكر ذلك وقال قال لى شعبة ما أمليت على أحد من الناس ببغداد إلا على ابن زريع أكرهني عليه وقال إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها ثم قال له يحيى لو أردته على الإملاء لأملى علي وما أملى وأنا حاضر قط ولقد جاءه خارجة ابن مصعب وهو شيخ وليس عنده غيري فأخرج رقيعة فنفر شعبة فقال له إنما هي أطراف فسكن عبد الوهاب بن نجدة قال لي بقية كان شعبة يملي علي وذاك أنه قال لي اكتب لي حديث بحير بن سعيد فكتبتها له فقلت له كيف يحل لك أن تكتب ولا يحل لنا أن نكتب عنك فقال لي اكتب فكتب أكتب عنه القواريري حدثنا يزيد بن زريع قال أملى علينا شعبة هذه المسائل من كتابه يعني مسائل الحكم وحماد وكان يوما قاعدا يسبح بكرة فرأى قوما بكروا فأخذوا أمكنة لقوم يجيؤون بعدهم ورأى قوما يجيؤون فقام من مكانه فجلس في آخرهم ابن المديني حدثنا يحيى القطان قال هؤلاء شيوخ سعبة من الكوفة لم يلقهم سفيان عدي بن ثابت طلحة بن مصرف المنهال بن عمرو إسماعيل بن رجاء عبيد بن الحسن الحكم عبد الملك بن ميسرة يحيى أبو عمرو البهراني علي بن مدرك سماك بن الوليد سعيد بن أبي بردة عبد الله بن جبر محل بن خليفة أبو السفر سعيد الهمداني ناجية بن كعب قال [[وكيع]] قال شعبة رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق يلعب بالشطرنج فتركته فلم أكتب عنه ومنهم العلاء بن بدر وحيان البارقي وعبد الله بن أبي المجالد وسمى جماعة رواها أحمد بن أبي خيثمة ثم زاد أناسا الوليد بن العيزار يحيى ابن الحصين نعيم بن أبي هند حبيب بن الزبير سعيد بن عمرو بن سعيد ابن العاص قال عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا شعبة قال رأيت الحسن قام إلى الصلاة فتكابوا عليه فقال لا بد لهؤلاء الناس من وزعة وكان يقعد عند المنارة العتيقة في آخر المسجد وقد صالح ابن سليمان كانت في شعبة تمتمة قال أبو عبد الرحمن المقرئ سمعت شعبة يقول من كذب الإنسان مرتين يقول ليس بشيء إلا شويء ليس بشيء قال عبد الرحمن بن مهدي قال شعبة كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال سمعت أو حدثنا تحفظته وإلا تركته قال أحمد بن حنبل كان غلط شعبة في الأسماء قال الشافعي كان شعبة يجيء إلى الرجل يعني الذي ليس أهلا للحديث فيقول لا تحدث وإلا استعديت عليك السلطان
 
أبو زيد الهروي عن شعبة سبعة آلاف حديث وسمع عنه غندر مثلها أغربت عليه ألف حديث وأغرب هو علي ألفا قال شعبة وقفوهم تصدقوا أو تكذبوا سمعه منه أبو عبيدة الحداد قال مسلم بن إبراهيم كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى أو يضمن له قال أبو عاصم كنا عند شعبة وقد أقبل على رجل خراساني فقيل له تقبل على هذا وتدعنا قال وما يؤمنني أن معه خنجرا يشق بطني قال ابن أبي الدنيا حدثنا خالد بن خداش حدثني حريش ابن أخت جرير بن حازم قال رأيت شعبة في النوم فقلت أي الأعمال وجدت أشد عليك قال التجوز في الرجال قال عبيد بن يعيش سمعت يونس بن بكير سمعت شعبة يقول أكتم علي محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث وقال شعبة قلت ليونس بن عبيد سمع الحسن من أبي هريرة قال لا ولا حرف قال أبو داود عن شعبة قال كان أيوب يمشي إلى مسجد بني ضبيعة يسألني عن الحديث فحدثته يوما بحديث قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن امرأة أرادت الحج فقال أيوب هاتوا إسنادا مثل هذا قال يحيى بن سعيد قال شعبة أتى إلي ابن عون وسليمان التيمي يعزياني بأمي فقال سليمان حدثنا أبو نضرة فقال ابن عون قد رأيت أبا نضرة قال سليمان فما رأيت عفان حدثنا حماد بن سلمة قال جاء شعبة إلى حميد فسأله عن حديث لأنس فحدثه به فقال له شعبة سمعته من أنس قال فيما أحسب فقال شعبة بيده هكذا وأشار بأصابعه لا أريده ثم ولى فلما ذهب قال حميد سمعته من أنس كذا وكذا مرة ولكن أحببت أن أفسده عليه ورواه أحمد عن عفان وفيه ولكن شدد علي فأحببت أن أشدد عليه روى سلم بن قتيبة عن شعبة قال قلت لمشاش سمع الضحاك من ابن عباس قال ما راه قط وروى هشيم عن شعبة قال خذوا عن أهل الشرف فإنهم لا يكذبون قال وكيع قال شعبة فلان عن فلان مثله لا يجزىء وقال [[سفيان الثوري]] يجزىء عثمان بن جبلة عن شعبة قال أي شيء ألذ من أن تلقى شيخا في فيء ريح قد لقي الناس وأنت تستثيره وتستخرج منه العلم قد خلوت به قال عفان كان شعبة يخضب بالحمرة لم يقع لي بالاتصال من حديث شعبة بعلو سوى أربعة أحاديث منها ثلاثة في المئة الشريحية قرأت على عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد أخبركما موسى ابن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء أنبأنا علي بن أحمد بن البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة وشيبان عن قتادة سمعت أنس بن مالك يقول صليت خلف النبي {{صل}} وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يجهز ببسم الله الرحمن الرحيم هذا حديث ثابت ما عليه غبار وقتادة فحافظ يؤدي الحديث بحروفه أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وأبو العباس أحمد بن محمد ومحمد بن يوسف وأبو بكر ابن خطيب بيت الأبار وآخرون قالوا أنبأنا أبو المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي أنبأنا عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأنا عبد الله بن محمد المنيعي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن محمد بن المنكدر سمعت جابرا يقول استأذنت على النبي {{صل}} فقال من هذا فقلت أنا فقال أنا أنا كأنه كرهه أخرجه [[البخاري]] عن أبي الوليد عن شعبة بن الحجاج فوقع بدلا عاليا قال أبو زرعة مقاتلا هو ابن محمد يقول سمعت وكيعا يقول إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة درجات في الجنة بذبة عن رسول الله {{صل}}
 
الكديمي حدثنا يعقوب الحضرمي قال حدثنا شعبة الخير أبو بسطام الضخم عن الضخام وروى محمد بن عبد الله الرقاشي عن حماد بن زيد أنه كان إذا حدث عن شعبة قال
 
حدثنا الضخم عن الضخام * شعبة الخير أبو بسطام
 
الكديمي عن وهب بن جرير قال كلم أبي شعبة في أبان بن أبي عياش وسلم العلوي في الكف عنهما فأجابه في سلم ثم بدا له وقال أبو الوليد قال لي حماد بن زيد قال إذا خالفني شعبة في حديث صوت إلى قوله قلت كيف يا أبا إسماعيل قال إن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث عشرين مرة وأنا ارضى أن أسمعه مرة وروي عن عبد القدوس بن محمد الحبحابي سمعت أبي يقول لما مات شعبة أريته بعد سبعة أيام وهو آخذ بيد مسعر وعليهما قميصا نور فقلت يا أبا بسطام ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال بصدقي في رواية الحديث ونشري له وأدائي الأمانة فيه ثم أنشأ يقول
 
حباني إلهي في الجنان بقبة * لها ألف باب من لجين وجوهر
 
شرابي رحيق في الجنان وحليتي * من الذهب الإبريز والتاج أزهر
 
ونقلي لثام الحور والله خصني * بقصر عقيق تربة القصر عنبر
 
وقال لي الرحمن يا شعبة الذي * تبحر في جمع العلوم فأكثر
 
تنعم بقربي إنني عنك راضي * وعن عبدي القوام بالليل مسعر
 
كفى مسعرا عزا بأن سيزورني * فأكشف حجبي ثم أدنيه ينظر
 
في أبيات الأصم حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثنا أبو زيد الهروي سمعت شعبة يقول لأن أقع من السماء فأنقطع أحب إلى من أن أدلس القواريري سمعت يحيى القطان يحدث عن شعبة قال من الناس من عقله معه ومن الناس من عقله بفنائه ومنهم من لا عقل له فأما الذي عقله معه فالذي يبصر ما يخرج منه قبل أن يتكلم وأما الذي عقله بفنائه فالذي وذكر كلمة قال مكي بن إبراهيم سئل شعبة عن ابن عون فقال سمن وعسل قيل فما تقول في هشام بن حسان فقال خل وزيت قيل فما تقول في أبي بكر الهذلي قال دعني لا أقيء به ابن عيينة سمعت شعبة يقول من طلب الحديث أفلس بعت طست أمي بسبعة دناينر
 
أبو حاتم السجستاني حدثنا ألأصمعي قال كان شعبة إذا جاء بالحديث الحسن صاح أوه أفرق من جودته سريج بن يونس حدثنا هشيم قال دخلت المسجد فإذا شعبة جالس وحده فجلست إليه فرفع رجله فركلني وقال أنت طلبت منصورا ثم لم تجده في الإسطوانات فحينئذ جئت إلي وقال أبو الوليد سألت شعبة عن حديث فقال والله لا حدثتك به قلت ولم قال لأني لم أسمعه إلا مرة الطيالسي عن شعبة ما رأيت بالكوفة مثل زبيد بن الحارث قال أمية ابن خالد قلت لشعبة إن أبا شيبة حدثنا عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن صفين شهدها من أهل بدر سبعون رجلا قال كذاب أبو شيبة لقد ذاكرت الحكم فما وجدنا أحدا أشهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت قلت قد شهدها عمار بن ياسر والإمام علي أيضا الأصم حدثنا الصاغاني قال قال شعيب بن حرب سمعت شعبة يقول لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون العبدي وقال بشر بن عمر الزهراني سمعت شعبة يقول لأن أخر من السماء أو من فوق هذا القصر أحب إلي من أن أقول قال الحكم لشيء لم أسمعه منه قلت هذا والله الورع قال نعيم بن حماد سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قلت لشعبة من الذين تترك الرواية عنهم قال إذا أكثر عن المعروفين من الرواية مالا يعرف أو أكثر الغلط أو تمادى في غلط مجتمع عليه ولم يتهم نفسه عند اجتماعهم على خلافه أو رجل متهم بكذب وسائر الناس فارو عنهم عبيد بن يعيش حدثنا يونس بن بكير سمع شعبة يقول محمد بن إسحاق إمير المؤمنين في الحديث وأكتم الفضل بن محمد الشعراني سمعت سليمان بن حرب سمعت حماد ابن زيد يقول رأيت شعبة قد لبب أبان بن أبي عياش يقول استعدي عليك إلى السلطان فإنك تكذب على رسول الله {{صل}} قال فبصر بي فقال يا أبا إسماعيل قال فأتيته فما زلت أطلب إليه حتى خلصته وقال سعيد بن دكين الكلبي سمعت شعبة يقول ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي ابن المديني سمعت عبد الرحمن يقول قال لي شعبة كتبت عن أبي المهزم خمسين حديثا فما رويت عنه شيئا قلت هو يزيد بن سفيان هالك الحاكم حدثنا علي بن حمشاد حدثنا عثمان بن سعيد الواسطي حدثنا إسماعيل بن عمار عن عمران بن أبان قال لما قدم هشيم البصرة فقال شعبة إن حدثكم عن عيسى بن مريم فصدقوه واكتبوا عنه فمال الناس إلى هشيم وتركوا شعبة فمر به بعض أصحابه فقال يا أبا بسطام مالك أين الناس قال أنا صنعت بنفسي ألقيت بنفسي في غبار الجص قال سلم بن قتيبة ربما سمعت شعبة يقول لأصحاب الحديث يا قوم إنكم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن وقال أبوداود قال لي شعبة عليك بورقاء فإنك لا تلقىمثله حتى ترجع عنى في الخير روى إسماعيل بن أبي كريمه عن يزيد بن هارون قال كان شعبة يقول لا تكتبوا الحديث إلا عن غني وكان هو فقيرا كان يعوله بنو أخيه وروى لبيد بن أبي لبيد السرخسي عن النضر بن شميل سمعت شعبة يقول تعالوا نغتاب في الله يريد الكلام في الشيوخ يحيى بن معين قال حجاج الأعور كتب لي سليمان بن مجالد إلى شعبة فأتيته فكنت أسأله حديث حماد عن إبراهيم فكان يحدثني ولا يدع أحدا يكتب عنده فكنت أسأله ثم أقول البول البول فقال هذا والله ياطل إنما تريد أن تتذكر الأبواب أبو جعفر الدارمي سمعت النضر بن شميل يقول أو قيل له قال شعبة أتيت أبا الزبير وفخذه مكشوف فقلت له غط فخذك قال ما بأس بذلك فلذلك لم أرو عنه فقال النضر أنا سمعته يقول أتيت أبا الزبير وكانت به حاجة شديدة فتذممت أن أسأله إذ لم يكن عندي ما اعطيه قلت أخذ عنه بمكة وعن عمرو بن دينار عبيد الله بن جرير بن جبلة سمعت سعد بن شعبة يقول أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها وكان أبي إذا اجتمعت عنده كتب من الناس أرسلني بها إلى البارجاه فأدفعها في الطين قال محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا أمية بن خالد قلت لشعبة مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان قال تركت حديثه قلت تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدعه قال قلت إنه حسن الحديث قال من حسنه فررت قال القطان قال شعبة لو جاء عبد الملك بن أبي سليمان بحديث مثله لترك حديثه يعني حديثه عن عطاء عن جابر الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا روى عن شعبة قال سميت ابني سعدا فما سعد ولا أفلح قال سهل بن صالح حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال قال لي سفيان الثوري أنت أمير المؤمنين في الحديث وقال أبو حاتم ين حبان أنبأنا السراج سمعت الدارمي سمعت النضر بن شميل يقول كان سليمان بن المغيرة يقول شعبة سيد المحدثين وروى ثقة عن أبي داود سمع شعبة يقول أنا عبد لمن عنده حديثان ابن حبان حدثنا مكحول حدثنا النضر بن سلمة حدثنا مؤمل بن إسماعيل سمعت شعبة يقول كل حديث ليس فيه حدثنا فهو مثل الرجل في فلاة معه بعير بلا خطام سعدويه حدثنا أشعت أبو الربيع السمان قال لي شعبة لزمت السوق فأفلحت ولزمت أنا الحديث فأفلست قال أبو نوح قراد سمعت شعبة يقول إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان فارحمه وإن كان في كمك شيء فأطعمه قال يحيى بن أبي طالب سمعت أبا داود يقول كنت يوما بباب شعبة وكان المسجد ملأ فخرج شعبة فاتكأ علي وقال يا سليمان ترى هؤلاء كلهم يخرجون محدثين قلت لا قال صدقت ولا خمسة يكتب أحدهم في صغره ثم إذا كبر تركه أو يشتغل بالفساد قال ثم نظرت بعد ذلك فما خرج منهم خمسة عن شعيب بن حرب سمع شعبة يقول اختلفت إلى عمرو بن دينار خمس مئة مرة وما سمعت منه إلا مئة حديث الجهضمي حدثنا الأصمعي قال كنا عند شعبة فجعل يسمع إذا حدث صوت الألواح فقال الماء تمطر قالوا لا ثم عاد للحديث فسمع مثل ذلك فقال المطر قالوا لا ثم عاد فسمع مثل ذلك قال والله لا أحدث اليوم إلا أعمى فمكث ما شاء الله فقام أعور فقال يا أبا بسطام تخبرني أنا قال أبو الوليد سمعت شعبة يقول كنت آتي قتادة فأسأله عن حديثين فيحدثني ثم يقول أزيدك فأقول لا حتى أحفظهما وأتقنهما أبو بكر بن شاذان البغدادي حدثنا علي بن محمد السواق حدثنا جعفر بن مكرم الدقاق حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال خرجت أنا وهشيم ألى مكة فلما قدمنا الكوفة رآني هشيم مع أبي إسحاق فقال من هذا قلت شاعر السبيع فلما خرجنا جعلت أقول حدثنا أبو إسحاق قال وإين رأيته قلت هو الذي قلت لك شاعر السبيع فلما قدمنا مكة مررت به وهو قاعد مع [[الزهري]] فقلت أبا معاوية من هذا قال شرطي لبني أمية فلما قفلنا جعل يقول حدثنا الزهري فقلت وأين رأيته قال الذي رأيته معي قلت أراني الكتاب فأخرجه فخرقته المبرد حدثنا يزيد بن محمد المهلبي حدثني الأصمعي سمعت شعبة يقول ما أعلم أحد فتش الحديث كتفتيشي وقفت على أن ثلاثة أرباعه كذب قال [[ابن المبارك]] كنت عند سفيان إذ جاءه موت شعبة فقال مات الحديث قلت سمى شيخنا المزي في [[التهذيب]] لشعبة ثلاث مئة شيخ وامرأة وهي شميسة العتكية ومن أصغر شيوخه بقية وابن علية صاحباه قال الإمام أحمد كان شعبة أمه وحده في هذا الشأن وقال عبد السلام ابن مظهر ما رأيت أحدا أمعن في العبادة من شعبة اتفقوا على وفاة شعبة سنة ستين ومئة بالبصرة فقيل مات في أولها والله أعلم وقال خليفة في الطبقات له شعبة مولى الأشاقر من الأزد يكنى أبا بسطام مات في رجب سنة ستين ومئة مات هو وجدي في شهر آخر الترجمة سردها علي ابن عبد الهادي الحافظ في سنة 733
 
ومن غرائب شعبة ما أنبأنا أحمد بن سلامة وابن البخاري عن أبي المكارم اللبان أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أخبرني أبو الجودي سمعت سعيد بن المهاجر يحدث عن المقدام بن معدي كرب أن النبي {{صل}} ما من رجل ضاف قوما فأصبح محروما إلا كان على كل مسلم نصرة حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعة وماله رواه أبو داود عن مسدد عن يحيى عن شعبة وسعيد شامي لا يعرف وأما أبو الجودي فاسمه الحارث بن عمير شامي أخبرنا أبو الفهم بن أحمد السلمي أنبأنا أبو محمد بن قدامة وأنبأنا سنقر بن عبد الله الزيني أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف قالا أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا محمد بن أبي نصر الحافظ أنبأنا علي بن بقاء الوراق أنبأنا أبو الفتح أحمد بن عمر الجهازي حدثنا أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا أبو حفص الفلاس حدثنا أبو داود قال كنا عند شعبة نكتب ما يملي فسأل سائل فقال شعبة تصدقوا فلم يتصدق أحد فقال تصدقوا فإن أبا إسحاق حدثني عن عبد الله بن معقل عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله {{صل}} أتقوا النار ولو بشق تمرة قال فلم يتصدق أحد فقال تصدقوا فإن عمرو بن مرة حدثني عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله {{صل}} أتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة فلم يتصدق أحد فقال تصدقوا فإن مجلا الضبي حدثني عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله {{صل}} واستتروا من النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة فلم يتصدق أحد فقال قوموا عني فوالله لأحدثتكم ثلاثة أشهر ثم دخل منزله فأخرج عجينا فأعطاه السائل فقال خذ هذا فإنه طعامنا اليوم محمد بن عبد الرحمن بن سهم حدثنا بقية سمعت شعبة يقول إني لأذاكر بالحديث يفوتني فأمض وقال مظفر بن مبدرك ذكروا لشعبة حديثا لم يسمعه فجعل يقول واحزناه
 
===خالد بن برمك===
خالد بن برمك الوزير الكبير أبو العباس الفارسي جد الوزير جعفر بن الوزير يحيى البرمكي العراقي قال الصولي كان يتهم بدين المجوس وكان يختلف إلى محمد بن علي الإمام ثم ابنه إبراهيم ابن الإمام وقال أبو القاسم بن عساكر وزر خالد للسفاح بعد حفص الخلال حكى عنه ابنه يحيى ثم إنه وزر للمنصور سنة وأشهرا ثم ولاه إمره بلاد فارس واستوزر بعده أبا أيوب المورياني قلت كان هذا الإنسان من أفراد الرجال رئاسة ودهاء وحزما وخلفه في ذلك أولاده مات في سنة خمس وستين ومئة عن خمس وسبعين سنة
 
===سفيان===
سفيان ع ابن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي ابن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور ابن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وكذا نسبه ابن أبي الدنيا عن محمد بن خلف التيمي غير أنه أسقط منه منقذا والحارث وزاد بعد مسروق حمزة والباقي سواء وكذلك ذكر نسبه الهيثم بن عدي وابن سعد وأنه من ثور طابخة وبعضهم قال هو من ثور همدان وليس بشيء
 
هو شيخ الإسلام إمام الحفاظ سيد العلماء العاملين في زمانه أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف كتاب الجامع ولد سنة سبع وتسعين اتفاقا وطلب العلم وهو حدث بأعتناء والده المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري وكان والده من أصحاب الشعبي وخيثمة بن عبد ثقات الكوفيين وعداده في صغار التابعين روى له الجماعة الستة في دواوينهم وحدث عنه أولاده سفيان الإمام وعمر ومبارك وشعبة بن الحجاج وزائدة وأبو الأحوص وأبو عوانة وعمر بن عبيد الطنافسي وآخرون ومات سنة ست وعشرين ومئة معجم شيوخ أبي عبد الله إبراهيم بن عبد الأعلى وإبراهيم بن عقبة وإبراهيم بن محمد بن المنتشر وإبراهيم بن مهاجر وإبراهيم بن ميسرة وإبراهيم بن مزيد الخوزي وأجلح بن عبد الله وآدم بن سليمان وأسامة بن زيد وإسرائيل أبو موسى وأسلم المنقري وإسماعيل بن إبراهيم المخزومي وإسماعيل السدي وإسماعيل بن كثير والأسود بن قيس وأشعث بن أبي الشعثاء والأغر بن الصباح وأفلت بن خليفة وإياد ابن لقيط وأيوب السختياني وأيوب بن موسى والبختري بن المختار وبرد ابن سنان وبرد بن عبد الله بن أبي بردة وبشير أبو إسماعيل وبشير صاحب ابن الزبير وبكير بن عطاء وبهز بن حكيم وبنان بن بشر وتوبة العنبري وثابت بن عبيد وأبو المقدام ثابت بن هرمز وثور بن يزيد وثوير ابن أبي فاختة وجابر الجعفي وجامع بن أبي راشد وجامع بن شداد وجبلة بن سحيم وجعفر بن برقان وجعفر الصادق وجعفر بن ميمون وحبيب بن أبي ثابت وهو من كبار شيوخه وحبيب بن الشهيد وحبيب بن أبي عمرة وحجاج بن فرافصة والحسن بن عبيد الله والحسن بن عمرو الفقيمي وحصين بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير وحكيم بن الديلم وحماد بن أبي سليمان وحمران بن أ وحميد بن قيس وحميد الطويل وحنظلة بن أبي سفيان وخالد بن سلمة الفأفاء وخالد الحذاء وخصيف ابن عبد الرحمن وأبو الجحاف داود بن أبي عوف وداود بن أبي هند وراشد بن كيسان ورباح بن أبي معروف والربيع بن أنس والربيع بن صبيح وربيعة الرأي والركين بن الربيع وزيد اليامي والزبير بن عدي وزياد بن إسماعيل وزياد بن علاقة وهو من كبار مشيخته وزيد بن أسلم وزيد بن جبير وزيد العمي وسالم الأفطس وسالم أبو النضر وسعد بن إبراهيم وسعد بن إسحاق بن كعب وسعيد الجريري وأبو سنان سعيد بن سنان الشيباني الصغير وأبوه سعيد وسلم العلوي وأبو حازم سلمة بن دينار وسلمة بن كهيل وهو من كبارهم وسلمة بن نبيط وسليمان الأعمش وسليمان التيمي وسماك وسمي وسهيل وشبيب بن غرقدة وشريك بن أبي نمر وشعبة بن الحجاج وذلك في [[النسائي]] وصالح بن صالح بن حي وصالح مولى التوأمة وصفوان بن سليم والضحاك بن عثمان وأبي سنان ضرار بن مرة وطارق بن عبد الرحمن وطريف أبو سفيان السعدي وطعمة بن غيلان وطلحة بن يحيى وعاصم بن أبي النجود وعاصم بن عبيد الله وعاصم بن كليب وعصم الأحول وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن جابر البصري وعبد الله بن حسن بن حسن وعبد الله بن دينار وأبو الزناد عبد الله وعبد الله بن الربيع بن خيثم وعبد الله بن السائب الكوفي وعبد الله بن سعيد المقبري وعبد الله بن شبرمة وعبد الله بن شداد الأعرج وعبد الله بن طاووس وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين وعبد الله بن عثمان بن خيثم وعبد الله بن عطاء وعبد الله بن عون وعبد الله بن عيسى وعبد الله بن أبي لبيد وعبد الله بن محمد بن عقيل وعبد الله بن أبي نجيج وعبد الأعلى بن عامر وعبد الرحمن بن ثروان وعبد الرحمن بن الحارث وعبد الرحمن بن زياد ابن أنعم وعبد الرحمن بن عابس وعبد الرحمن بن الأصبهاني وعبد الرحمن ابن علقمة وعبد الرحمن بن القاسم وعبد العزيز بن رفيع وعبد الكريم بن مالك وعبد الكريم أبو أمية وعبد الملك بن أبي بشير وعبد الملك بن أبي سليمان وابن جريج وعبد الملك بن عمير وعبدة بن أبي لبابة وعبيد الله ابن أبي زياد وعبيد الله بن عمر وعبيد بن الحسن وعبيد بن مهران المكتب وعبيد الصيد وعثمان بن الحرب وعثمان بن حكيم وأبو حصين عثمان بن عاصم وأبو اليقظان عثمان بن عمير وعثمان بن المغيرة وعثمان البتي وعطاء بن السائب وعكرمة بن عمار وعلقمة بن مرثد وعلي بن الأقمر وعلي بن بذيمة وعلي بن زيد بن جدعان وعمار الدهني وعمارة ابن القعقاع وعمرو بن سعيد بن أبي حسين وعمر بن محمد بن زيد وعمر ابن يعلى وعمر بن دينار وعمرو بن عامر الأنصاري وعمرو بن قيس الملائي وعمرو بن مرة وهو من قدماء شيوخه وعمرو بن ميمون بن مهران وعمرو بن يحيى بن عمارة وعمران بن مسلم الثقفي وعمران بن مسلم الجعفي وعمران البارقي وعمران القصير وعمير بن عبد الله الخثعمي وعون بن أبي جحيفة والعلاء بن خالد والعلاء بن عبد الرحمن والعلاء بن عبد الكريم وعياش العامري وعيسى بن عبد الرحمن وعيسى بن أبي عزة وعيسى بن موسى الحرشي وغالب أبو الهذيل وغيلان بن جامع وفرات القزاز وفراس بن يحيى وفضيل بن غزوان وفضيل بن مرزوق وفطر بن خليفة وقابوس بن أبي ظبيان وأبو هاشم القاسم بن كثير وقيس بن مسلم وهو من قدمائهم وقيس بن وهب وكليب بن وائل وليث بن أبي سليم ومحارب بن دثار وابن إسحاق ومحمد بن أبي أيوب الثقفي ومحمدبن أبي بكر بن حزم ومحمد بن أبي حفصة ومحمد بن راشد المكحولي ومحمد بن الزبير الحنظلي ومحمد ابن سعيد الطائفي ومحمد بن طارق المكي وابن أبي ذئب وابن أبي ليلى ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ومحمد بن عجلان ومحمد ابن عقبة ومحمد بن عمر بن علي ومحمد بن عمرو بن علقمة وأبو الزبير محمد بن مسلم ومحمد بن المنكدر وهو من كبارهم ومخارق الأحمسي والمختار بن فلفل ومخول بن راشد ومزاحم بن زفر ومصعب ابن محمد بن شرحبيل ومطرف بن طريف ومعاويةبن إسحاق بن طلحة ومعاوية بن صالح ومعبد بن خالد ومعمر بن راشد ومغيرة بن مقسم ومغيرة بن النعمان والمقدام بن شريح ومنصور بن حيان ومنصور بن صفية ومنصور بن المعتمر وموسى بن أبي عائشة وموسى بن عبيدة وموسى بن عقبة وميسرة بن حبيب وميسرة الأشجعي وأبو حمزة ميمون الأعور ونسير بن ذعلوق ونهشل بن مجمع ونوح بن أبي بلال وهارون ابن عنترة وهشام بن إسحاق وهشام بن حسان وهشام بن عائد وهشام ابن عروة وهشام بن أبي يعلى وواصل الأحدب ووبر بن أبي دليلة وورقاء بن إياس والوليد بن قيس السكوني ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن هنىء بن عروة ويزيد ابن أبي زياد ويزيد بن يزيد بن جابر ويعلى بن عطاء ويونس بن عبيد وأبو إسحاق السبيعي وأبو إسحاق الشيباني وأبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم وأبو جعفر الفراء وأبو حنان الكلبي وأبو الجويرية الجرمي وأبو حيان التيمي وأبو خالد الدالاني وأبو روق الهمداني وأبو السوداء النهدي وأبو شهاب الحناط الكبير موسى وأبو عقيل مولى عمر بن الخطاب وأبو فروة الهمداني وأبو مالك الأشجعي وأبو هارون العبدي وأبو هاشم الرماني وأبو يحيى القتات وأبو يعفور العبدي ويقال إن عدد شيوخة ست مئة شيخ وكبارهم الذين حدثوه عن أبي هريرة وجرير بن عبد الله وابن عباس وأمثالهم وقد قرأ الختمة عرضا على حمزة الزيات أربع مرات وأما الرواة عنه فخلق فذكر أبو الفرج بن الجوزي أنهم أكثر من عشرين ألفا وهذا مدفوع ممنوع فإن بلغوا ألفا فبالجهد وما علمت أحدا من الحفاظ روى عنه عدد أكثر من مالك وبلغوا بالمجاهيل وبالكذابين ألفا وأربع مئة حدث عنه من القدماء من مشيخته وغيرهم خلق منهم الأعمش وأبان بن تغلب وابن عجلان وخصيف وابن جريج وجعفر الصادق وجعفر بن برقان وأبو حنيفة و[[الأوزاعي]] ومعاوية بن صالح وابن أبي ذئب ومسعر وشعبة ومعمر وكلهم ماتوا قبله وإبراهيم بن سعد وأبو إسحاق الفزاري وأحمد بن يونس اليربوعي وأحوص بن جواب وأسباط ابن محمد وإسحاق الأزرق وابن علية وأمية بن خالد وبشر بن السري وبشر بن منصور وبكر بن الشرود وبكير بن شهاب وثابت بن محمد العابد وثعلبة بن سهيل وجرير بن عبد الحميد وجعفر بن عون والحارث بن منصور الواسطي والحسن بن محمد بن عثمان والحسين بن حفص وحصين بن نمير وحفص بن غياث وأبو أسامة وحماد بن دليل وحماد بن عيسى الجهني وحميد بن حماد وخالد بن الحارث وخالد بن عمرو القرشي وخلف بن تمبم وخلاد بن يحيى ودبيس الملائي وروح ابن عبادة وزهير بن معاوية وزيد بن أبي الزرقاء وزيد بن الحباب وسفيان ابن عقبة و[[سفيان بن عيينة]] وأبو داود الطيالسي وسهل بن هاشم البيروتي وأبو الأحوص سلام وشعيب بن إسحاق وشعيب بن حرب وأبو عاصم وضمرة وعباد السماك وعبثر بن القاسم وعبد الله الخريبي وعبد الله بن رجاء المكي لا الغداني وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن نمير وعبد الله بن الوليد العدني و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وعبد الرحيم بن سليمان وعبد الرزاق وعبد الملك بن الذماري وعبدة بن سليمان وعبيد الله الأشجعي وعبيد الله بن عمرو الرقي وعبيد الله بن موسى وعبيد بن سعيد الأموي أخ ليحيى وعلي بن أبي بكر الإسفذني وعلي بن الجعدي خاتمة أصحابه الأثبات وعلي بن حفص المدائني وعلي بن قادم وعمرو بن محمد العنقزي وعيسى بن يونس وأبو الهذيل غسان بن عمر العجلي وأبو نعيم والفضل السيناني وفضيل ابن عياض والقاسم بن الحكم والقاسم بن يزيد الجرمي وقبيصة ومالك ومبارك بن سعيد أخوه ومحمد بن بشر ومحمد بن الحسن الأسدي ومحمد بن عبد الوهاب القناد ومحمد بن كثير العبدي ومصعب ابن ماهان ومصعب بن المقدام وأبو همام محمد بن محبب ومحمد بن يوسف الفريابي ومخلد بن يزيد ومعاذ بن معاذ ومعاوية بن هشام ومعلى ابن عبد الرحمن الواسطي ومهران بن أبي عمر وأبو خليفة موسى بن مسعود ومؤمل بن إسماعيل ونائل بن نجيح والنعمان بن عبد السلام وهارون بن المغيرة و[[وكيع بن الجراح]] والوليد بن مسلم ويحيى بن آدم ويحيى بن القطان ويحيى بن سليم الطائفي ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ويحيى بن يمان ويزيد بن أبي حكيم ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون ويعلى بن عبيد ويوسف بن أسباط ويونس بن أبي يعفور وأبو أحمد الزبيري وأبو بكر الحنفي وأبو داود الحفري وأبو سفيان المعمري وأبو عامر العقدي وأمم سواهم قال يحيى بن أيوب العابد حدثنا أبو المثنى قال سمعتهم بمرو يقولون قد جاء الثوري قد جاء الثوري فخرجت أنظر إليه فإذا هو غلام قد بقل وجهه قلت كان ينوه بذكره في صغره من أجل فرط ذكائه وحفظه وحدث وهو شاب قال عبد الرزاق وغيره عن سفيان قال ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني قلت أجل إسناد للعراقيين سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمه عن عبد الله وقال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم ويحيى بن معين وغيرهم سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث وقال [[ابن المبارك]] كتبت عن ألف ومئة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان وعن أيوب السختياني قال ما لقيت كوفيا أفضل على سفيان وقال البراء بن رتيم سمعت يونس بن عبيد يقول ما رأيت أفضل من سفيان فقيل له فقد رأيت سعيد بن جبير وإبراهيم وعطاء ومجاهدا وتقول هذا قال هو ما أقول ما رأيت أفضل من سفيان وقال ابن المهدي ما رأت عيناي أفضل من أربعة أو مثل أربعة ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ولا أشد تقشفا من شعبة ولا أعقل من مالك ولا أنصح للأمة من ابن المبارك وروى وكيع عن شعبة قال سفيان أحفظ مني وقال عبد العزيز بن أبي رزمة قال رجل لشعبة خالفك سفيان فقال دمعتني وقال ابن مهدي كان وهيب يقدم سفيان في الحفظ على مالك وقال يحيى القطان ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعدله أحد عندي وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان وقال عباس الدوري رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان أحدا في زمانه في الفقه والحديث والزهد وكل شيء ابن شودب سمعت أيوب السختياني يقول ما قدم علينا من الكوفة أحد أفضل من سفيان الثوري وقال ابن مهدي رأى أبو إسحاق السبيعي سفيان الثوري مقبلا فقال " وآتيناه الحكم صبيا "
 
وروي من وجوه عن يونس بن عبيد قال ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان سفيان بن وكيع حدثنا أبو يحيى الحماني سمع أبا خنيفه يقول لو كان سفيان الثوري في التابعين لكان فيهم له شأن وعن أبي حنيفة قال لو حضر علقمة والأسود لاحتاجا إلى سفيان وروى ضمرة عن المثنى بن الصباح قال سفيان عالم الأمة وعابدها أبو داود الحفري عن ابن أبي ذئب قال ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري وقال أبو قطن عن شعبة ساد سفيان الناس بالورع والعلم يعقوب الحضرمي سمعت شعبة يقول سفيان أمير المؤمنين في الحديث وعن ابن عيينة قال ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري نعيم بن حماد عن أبو وهب قال ما رأيت مثل سفيان الثوري وعن ابن المبارك قال ما نعت لي أحد فرأيته إلا وجدته دون نعته إلا سفيان الثوري وقال [[أحمد بن حنبل]] قال لي ابن عيينة لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت علي بن الحسين بن شقيق عن عبد الله قال ما أعلم على الأرض أعلم بن سفيان وعن حفص بن غياب قال ما أدركنا مثل سفيان ولا أنفع من مجالسته وقال أبو معاوية ما رأيت قط أحفظ لحديث الأعمش من الثوري كان يأتي فيذاكرني بحديث الأعمش فما رأيت أحدا أعلم منه بها وقال محمد بن عبد الله بن عمار سمعت يحيى بن سعيد يقول سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش وقال محمد بن زنبور سمعت الفضيل يقول كان سفيان والله أعلم من أبي حنيفة وقال ابن راهوية سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] ذكر سفيان وشعبة ومالكا وابن المبارك فقال أعلمهم بالعلم سفيان وقال أبو بكر بن أبي شيبة سمعت يحيى القطان يقول ما رأيت أحدا أحفظ من سفيان ثم شعبة وقال بشرالحافي كان الثوري عندنا إمام الناس وعنه قال سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما قال ابن معين لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش ومنصور وأبي إسحاق من الثوري وعن أبي إسحاق الفزاري قال ما رأيت مثل الثوري وقال أبو بكر بن عياش إني لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم في عيني وقال ورقاء وجماعة لم ير سفيان الثوري مثل نفسه وعن شعيب بن حرب قال إني لأحسب أنه يجاء غدا بسفيان حجة من الله على خلفه يقول لهم لم تدركوا نبيكم قد رأيتم سفيان قال أبو عبيدة الأجري سمعت أبو داود يقول ليس يخلتف سفيان وشعبة في شيء إلا بظفر به سفيان خالفه في أكثر من خمسين حديثا القول فيها قول سفيان وعن يحيى بن نصر بن حاجب عن ورقاء قال لم ير الثوري مثل نفسه قال ابن عيينة أصحاب الحديث ثلاثة ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه قال علي بن المديني لا أعلم سفيان صحف في شيء سقط إلا في اسم امرأة أبي عبيدة كان يقول حفينة الصواب بجيم وروى المروذي عن أحمد بن حنبل قال أتدري من الإمام الإمام سفيان الثوري لا يتقدمه أحد في قلبي قال الخريبي ما رأيت أفقه من سفيان وعن ابن عيينة جالست عبد الرحمن بن القاسم وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم فما رأيت فيهم مثل سفيان قال أبو قطن قال لي شعبة إن سفيان ساد الناس بالورع والعلم وقال قبيصة ما جلست مع سفيان مجلسا إلا ذكرت الموت ما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه وروى عبد الله بن خبيق عن يوسف بن أسباط قال لي سفيان بعد العشاء ناولني المطهرة أتوضأ فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده فبقي مفكرا ونمت ثم قمت وقت الفجر فإذا المطهرة في يده كما هي فقلت هذا الفجر قد طلع فقال لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الأخرة حتى الساعة وقال يوسف بن أسباط سئل الثوري عن مسألة وهو يشتري شيئا فقال دعني فإن قلبي عند درهمي وروى موسى بن العلاء عن حذيفة المرعشي قال قال سفيان لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس وقال رواد بن الجراح سمعت الثوري يقول كان المال فيما مضى يكره فأما اليوم فهو ترس المؤمن وقال عبد الله بن محمد الباهلي جاء رجل إلى الثوري يشاوره في الحج قال لا تصحب من يكرم عليك فإن ساويته في النفقة أضربك وإن تفضل عليك استذلك ونظر إليه رجل وفي يده دنانير فقال يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير قال اسكت فلولاها لتمندل بنا الملوك قال قد كان سفيان رأسا في الزهد والتأله والخوف رأسا في الحفظ رأسا في معرفة الآثار رأسا في الفقه لا يخاف في الله لومة لائم من أئمة الدين واغتفر غير مسألة اجتهد فيها وفيه تشيع يسيركان يثلث بعلي وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ ويقال رجع عن كل ذلك وكان ينكر على الملوك ولا يرى الخروج أصلا وكان يدلس في روايته ورما دلس عن الضعفاء وكان سفيان بن عيينة مدلسا لكن ما عرف له تدليس عن ضعيف أحمد حدثنا موسى بن داود سمعت سفيان يقول سنة ثمان وخمسين ومئة لي إحدى وستون سنة وكيع ولد سفيان سنة ثمان وتسعين ومات وله ثلاث وستون سنة سفيان بن وكيع حدثنا أبي قال مات سفيان وله مئة دينار بضاعة فأوصى إلى عمار بن سيف في كتبه فأحرقها ولم يعقب سفيان كان له ابن فمات قبله فجعل كل شيء له لأخته وولدها ولم يورث أخاه المبارك شيئا وتوفي المبارك سنة ثمانين ومئة قال ابن معين بلغني أن شريكا والثوري وإسرائيل وفضيل بن عياض وغيرهم من فقهاء الكوفة ولدوا بخراسان كان يبعث بآبائهم في البعوث ويتسرى بعضهم ويتزوج بعضهم فلما قفلوا نقلوهم إلى الكوفة ومسروق جد الثوري شهد الجمل مع علي أبو العيناء عن عبد الله بن خبيق قال يوسف بن أسباط كان سفيان إذا أخذ في ذكر الأخرة يبول الدم عبد الرحمن بن مهدي سمعت سفيان يقول ما بلغني عن رسول الله {{صل}} حديث قط إلا عملت به ولو مرة حاتم بن الوليد الكرماني سمعت يحيى بن أبي بكير يقول قيل لسفيان الثوري إلى متى تطلب الحديث قال وأي خير أنه فيه خير من الحديث فأصبر إليه أن الحديث خير علوم الدنيا يحيى القطان سمعت سفيان يقول إن أقبح الرعبة أن يطلب الدنيا بعمل الآخرة وقال عبد الرزاق دعا الثوري بطعام ولحم فأكله ثم دعا بتمر وزبد فأكله ثم قام وقال أحسن إلى الزنجي وكده أبو هشام الرفاعي سمعت يحيى بن يمان عن سفيان قال إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه فلا أفعل فأبول دما ابن مهدي كنا مع الثوري جلوسا بمكة فوثب وقال النهار يعمل عمله وعن سفيان ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذل له أحمد بن يونس سمعت الثوري مالا أحصيه يقول اللهم سلم سلم اللهم سلمنا وارزقنا العافية في الدنيا والآخرة قال يحيى بن يمان قال سفيان ما شيء أبعض إلى من صحبة قارىء ولا شيء أحب إلي من صحبة فتى أبو هشام حدثنا وكيع سمعت سفيان يقول ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن ولكنه قصر الأمل وارتقاب الموت يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول المال داء هذه الأمة والعالم طبيب هذه الأمة فإذا جر العالم الداء إلى نفسه فمتى يبرىء الناس وعن سفيان قال ما نعلم شيئا أفضل من طلب العلم بنية الخريبي عن سفيان قال أحذر سخط الله في ثلاث احذر أن تقصر فيما أمرك واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك وأن تطلب شيئا من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك قال خالد بن نزار الأيلي قال سفيان الزهد زهدان زهد فريضة وزهد نافلة فالفرض أن تدع الفخر والكبر والعلو والرياء والسمعة والتزين للناس وأما زهد النافلة فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال فإذا تركت شيئا من ذلك صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله وقيل إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده فحول وجهه إلى الحائط ولم يرد السلام فقال عبد الصمد يا سيف أظن أبا عبد الله نائما قال أحسب ذلك أصلحك الله فقال سفيان لا تكذب لست بنائم فقال عبد الصمد يا أبا عبد الله لك حاجة قال نعم ثلاث حوائج لا تعود إلى ثانية ولا تشهد جنازتي ولا تترحم علي فخجل عبد الصمد وقام فلما خرج قال والله لقد هممت أن لا أخرج إلا ورأسه معه قال يوسف ابن أسباط قال سفيان زينوا العلم والحديث بأنفسكم ولا تتزينوا به قال محمد بن سعد طلب سفيان فخرج إلى مكة فنفذ المهدي إلى محمد بن إبراهيم وهو على مكة في طلبه فأعلم سفيان بذلك وقال له محمد إن كنت تريد إتيان القوم فاظهر حتى أبعث بك إليهم وإلا فتوار قال فتوارى سفيان وطلبه محمد وأمر مناديا فنادى بمكة من جاء بسفيان فله كذا وكذا فلم يزل متواريا بمكة لا يظهر لأهل العلم ومن لا يخافه وعن أبي شهاب الحناط قال بعثت أخت سفيان بجراب معي إلى سفيان وهو بمكة فيه كعك وخشكنان فقدمت فسألت عنه فقيل لي ربما قعد عند الكعبة مما يلي الحناطين فأتيته فوجدته مستلقيا فسلمت عليه فلم يسائلني تلك المساءلة ولم يسلم علي كما كنت أعرفه فقلت إن أختك بعثت معي بجراب فاستوى جالسا وقال عجل بها فكلمته في ذلك فقال يا أبا شهاب لا تلمني فلي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا فعذرته قال ابن سعد فلما خاف من الطلب بمكة خرج إلى البصرة ونزل قرب منزل يحيى بن سعيد ثم حوله إلى جواره وفتح بينه وبينه بابا فكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة يسلمون عليه ويسمعون منه أتاه جرير بن حازم ومبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وأتاه [[عبد الرحمن بن مهدي]] فلزمه وكان أبو عوانة يسلم على سفيان بمكة فلم يرد عليه فكلم في ذلك فقال لا أعرفه ولما عرف سفيان أنه اشتهر مكانه ومقامه قال ليحيى حولني فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور فلم يزل فيه فكلمه حماد بن زيد في تنحية عن السلطان وقال هذا فعل أهل البدع وما يخاف منهم فأجمع سفيان وحماد على أن يقدما بغداد وكتب سفيان إلى المهدي وإلى يعقوب بن داود الوزير فبدأ بنفسه فقيل إنهم يغضبون من هذا فبدأ بهم فقيل إنهم يغضبون من هذا فبدأ بهم وأتاه جواب كتابه بما يحب من التقريب والكرامة والسمع منه والطاعة فكان على الخروج إليه فحم ومرض وحضر الموت فجزع فقال له مرحوم بن عبد العزيز ما هذا الجزع فإنك تقدم على الرب الذي كنت تعبده فسكن وقال انظروا من هنا من أصحابنا الكوفيين فأرسلوا إلى عبادان فقدم عليه جماعة وأوصى ثم مات وأخرجت جنازته على أهل البصرة فجأة فشهده الخلق وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر وكان رجلا صالحا ونزل في حفرته هو وخالد بن الحارث أبو هشام الرفاعي حدثنا وكيع قال دخل عمر بن حوشب الوالي على سفيان فسلم عليه فأعرض عنه فقال يا سفيان نحن والله أنفع للناس منك نحن أصحاب الديات وأصحاب الحمالات وأصحاب حوائج الناس والإصلاح بينهم وأنت رجل نفسك فأقبل عليه سفيان فجعل يحادثه ثم قام فقال سفيان لقد ثقل علي حين دخل ولقد غمني قيامه من عندي حين قام قال عبد الرزاق ما رأيت أحدا أحفظ لما عنده من الثوري قيل له ما منعك أن ترحل إلى [[الزهري]] قال لم تكن دراهم قال يحيى القطان سفيان الثوري فوق مالك في كل شيء رواها ابن المديني عنه قال ابن مهدي قال لي سفيان لو كانت كتبي عندي لأفدتك علما كتبي عند عجوز بالنيل الكديمي حدثنا أبو حذيفة سمعت سفيان يقول كنا نأتي أبا إسحاق الهمداني وفي عنق إسرائيل يعني حفيده طوق من ذهب ابن المديني قال كان [[ابن المبارك]] يقول إذا اجتمع هذان على شيء فداك قوي يعني سفيان وأبا حنيفة علي بن مسهر عن سفيان قال حفاظ الناس أربعة يحيى بن سعيد الأنصاري وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان وعاصم الأحول قلت فالأعمش فأبى أن يجعله معهم أحمد بن بونس سمعت زائدة وذكر عنده سفيان فقال ذاك أفقه أهل الدنيا وكيع عن شعبة قال سفيان أحفظ مني ابن حميد سمعت مهران الرازي يقول كتبت عن سفيان الثوري أصنافه فضاع مني كتاب الديات فذكرت ذلك له فقال إذا وجدتني خاليا فاذكر لي حتى أمله عليك فحج فلما دخل مكة طاف بالبيت وسعى ثم اضطجع فذكرته فجعل يملي علي الكتاب بابا في إثر باب حتى أملاه جميعه من حفظه قال الزعفراني سمعت أحمد بن حنبل يسأل عفان أيهما أكثر غلطا سفيان أو شعبة قال شعبة بكثير فقال أحمد في أسماء الرجال عبد الرزاق سمعت سفيان يقول سلوني عن علم القرآن والمناسك فإني عالم بهما أبو قدامة سمعت يحيى بن سعيد يقول ما كتبت عن سفيان عن الأعمش أحب إلى مما كتبته عن الأعمش إبراهيم بن أبي الليث سمعت الأشجعي يقول سمعت من الثوري ثلاثين ألف حديث قال يحيى القطان مات ابن أبي خالد وأنا بالكوفة فجلس إلى جنبي سفيان ننتظر الجنازة فقال يا يحيى خذ حتى أحدثك عن إسماعيل بعشرة أحاديث لم تسمع منها بشيء فحدثني بعشرة وكنت بمكة وبها [[الأوزاعي]] فلقيني سفيان الثوري على الصفا فقال يا يحيى خرج الأوزاعي الليلة قلت نعم فقال اجلس لا تبرح حتى أحدثك عنه بعشرة لم تسمع منها بشيء قلت وأي شيء سمعت أنا منه فلم يدعني حتى حدثني عنه بعشرة أحاديث لم أسمع منها بواحد قال الأشجعي سمعت سفيان يقول لو هم رجل أن يكذب في الحديث وهو في بيت في جوف بيت لأظهر الله عليه عن ابن مهدي قال ما رأيت رجلا أعرف بالحديث من الثوري القواريري قال يحيى القطان بات عندي سفيان الثوري فحدثته بحديثين أحدهما عن عمرو بن عبيد فقام يصلي فرفعت المصلى فإذا هو قد كتبهما عني أبو مسهر عن عيسى بن يونس قال دخل سفيان الثوري على محمد ابن سعيد بن أبي قيس الأزدي فاحتبس عنده ثم خرج إلينا فقال إنه كذاب قال أبو مسهر قتله أبو جعفر في الزندقة أبو العباس الدغولي حدثنا محمد بن مشكان حدثنا عبد الرزاق قال قال ابن المبارك كنت أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول ما بقي من علمه شيء إلا وقد سمعته ثم أقعد عنده مجلسا آخر فيحدث فأقول ما سمعت من علمه شيئا الفلاس سمعت سفيان بن زياد يقول ليحيى بن سعيد القطان في حديث يا أبا سعيد قد خالفك أربعة قلت من قال زائدة وشريك وأبو الأحوص وإسرائيل فقال يحيى لو كان أربعة آلاف مثل هؤلاء كان سفيان أثبت منهم عبد الرزاق سمعت الأوزاعي يقول لو قيل اختر لهذه الأمة رجلا يقوم فيها بكتاب الله وسنة نبيه لاخترت لهم سفيان الثوري أبو همام حدثنا المبارك بن سعيد قال رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستقيه ويقول يا سفيان أتيتنا صغيرا وأتيناك كبيرا عباس عن ابن المعين قال ليس أحدا في حديث الثوري يشبه هؤلاء ابن المبارك ويحيى بن سعيد و[[وكيع]] وعبد الرحمن ثم قال والأشجعي ثقة مأمون قال وبعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى وأبو أحمد الزبيري وأبو حذيفة وقبيصة ومعاوية بن هشام والفريابي قلت فأبو داود الحفري قال أبو داود رجل صالح قال الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم يقول كان في الناس رؤساء كان سفيان الثوري رأسا في الحديث وأبو حنيفة رأسا في القباس والكسائي رأسا في القراء فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون قلت كان بعد طبقة هؤلاء رؤوس فكان [[عبد الرحمن بن مهدي]] رأسا في الحديث وأبو عبيدة معمر رأسا في اللغة و[[الشافعي]] رأسا في الفقه و[[يحيى الزبيري]] رأسا في القراءات ومعروف الكرخي رأسا في الزهد ثم كان بعدهم [[ابن المديني]] رأسا في الحديث وعلله و[[أحمد بن حنبل]] رأسا في الفقه والسنة وأبو عمر الدوري رأسا في القراءات و[[ابن الأعرابي]] رأسا في اللغة والسري السقطي رأسا في الزهد
 
ويمكن أن نذكر في كل طبقة بعد ذلك أئمة على هذا النمط إلى زماننا فرأس المحدثين اليوم أبو الحجاج القضاعي [[المزي]] ورأس الفقهاء القاضي شرف الدين البارزي ورأس المقرئين جماعة ورأس العربية أبو حيان الأندلس ورأس العباد الشيخ علي الواسطي ففي الناس بقايا خير ولله الحمد
 
عن ابن مهدي قال نزل عندنا سفيان وقد كنا ننام أكثر الليل فلما نزل عندنا ما كنا ننام إلا أقله ولما مرض بالبطن كنت أخدمه وأدع الجماعة فسألته فقال خدمة مسلم ساعة أفضل من صلاة الجماعة فقلت ممن سمعت هذا قال حدثني عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال لأن أخدم رجلا من المسلمين على علة يوما واحدا أحب إلي من صلاة الجماعة ستين عاما لم يفتني فيها التكبيرة الأولى قال فضج سفيان لما طالت علته فقال يا موت يا موت ثم قال لا أتمناه ولا أدعو به فلما احتضر بكى وجزع فقلت له يا أبا عبد الله ما هذا البكاء قال يا عبد الرحمن لشدة ما نزل بي من الموت الموت والله شديد فمسسته فإذا هو يقول روح المؤمنين تخرج رشحا فأنا أرجو ثم قال الله أرحم من الوالدة الشفيقة الرفيقة إنه جواد كريم وكيف لي أن أحب لقاءه وأنا أكره الموت فبكيت حتى كدت أن أختنق أخفي بكائي عنه وجعل يقول أوه أوه من الموت قال عبد الرحمن فما سمعته يقول أوه ولا يئن إلا عند ذهاب عقله ثم قال مرحبا برسول ربي ثم أغمي عليه ثم أسكت حتى أحدث ثم أغمي عليه فظننت أنه قد قضى ثم أفاق فقال يا عبد الرحمن اذهب إلى حماد بن سلمة فأدعه لي فإني أحب أن يحضرني وقال لقني قول لا اله إلا الله فجعلت ألقنه قال وجاء حماد مسرعا حافيا ما عليه إلا إزار فدخل وقد أغمي عليه فقيل بن عينيه وقال بارك الله فيك يا أبا عبد الله ففتح عينيه ثم قال أي أخي مرحبا ثم قال يا حماد خذ حذرك واحذر هذا المصرع وذكر فضلا طويلا ضعف بصري أنا عن قراءته رواه الحاكم عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي من أصل كتابه حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني حدثنا محمد بن حسان السمتي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي فذكره وهذا إسناد مظلم ومن جملة ذلك أن السلطان دخل على سفيان وقبل بين عينيه ثم قال دعوني أكفنه فقلنا له إنه أوصى أن يكفن في ثيابه التي كانت عليه فكفنه السلطان بعد ذلك بكفن بستين دينارا وقيل قوم بثمانين دينارا محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق قال بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة وقال إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه فجاء النجارون ونصبوا الخشب ونودي عليه فإذا رأسه في حجر الفضيل ابن عياض ورجلاه في حجر ابن عيينة فقيل له يا أبا عبد الله اتق الله لا نشمت بنا الأعداء فتقدم إلى الأستار ثم أخذه وقال برئت منه إن دخلها أبو جعفر قال فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة فأخبر بذلك سفيان فلم يقل شيئا هذه كرامة ثابتة سمعها الحاكم من أبي بكر محمد بن جعفر المزكي سمعت السراج عنه الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هانىء سمعت الفضل الشعراني سمعت القواريري سمعت يحيى القطان يقول رأيت سفيان الثوري في المنام مكتوب بين كتفيه بغير سواد " فسيكفيكهم الله "
 
عباس الدوري سمعت يحيى بن معين سمعت ابن عيينة عن سفيان الثوري قال ما تريد إلى شيء إذا بلغت منه الغاية تمنيت أن تنفلت منه كفافا أبو قدامة السرخسي سمعت [[أحمد بن حنبل]] يقول كان سفيان الثوري إذا قيل له إنه رؤي في المنام يقول أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات قال أبو بكر بن عياش كان سفيان ينكر على من يقول العبادات ليست من الإيمان وعلى من يقدم أبي بكر وعمر أحدا من الصحابة إلا أنه كان يقدم عليا على عثمان رواها الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق أنبأنا الحسن بن علي بن زياد حدثنا يحيى بن معين سمع أبا بكر محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق سمعت مالكا و[[الأوزاعي]] وابن جريج والثوري ومعمرا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص الحاكم حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي حدثنا جعفر الفريابي حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي حدثنا أبي سمعت سفيان يقول إن قوما يقولون لا نقول لأبي بكر وعمر إلا خيرا ولكن علي أولى بالخلافة منهما فمن قال ذلك فقد خطأ أبا بكر وعمر وعليا والمهاجرين والأنصار ولا أدري ترتفع مع هذا أعمالهم إلى السماء أبو سعيد الأشج سمعت ابن إدريس يقول ما رأيت بالكوفة رجلا أتبع للسنة ولا أود أني في مسلاخه من سفيان الثوري وعن زيد بن الحباب قال خرج سفيان إلى أيوب وابن عون فترك التشنيع وقال حفص بن غياث قلت لسفيان يا أبا عبد الله إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه قال إن مر على بابك فلا تكن فيه في شيء حتى يجتمع الناس عليه مؤمل بن إسماعل عن سفيان قال تركني الروافض وأنا أبغض أن أذكر فضائل علي الحاكم سمعت أبا الوليد حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هارون ابن زياد المصيصي سمعت الفريابي سمعت سفيان ورجل يسأله عن من يشتم أبا بكر فقال كافر بالله العظيم قال نصلي عليه قال لا ولا كرامة قال فزاحمه الناس حتى حالوا بيني وبينه فقلت للذي قريبا منه ما قال قلنا هو يقول لا اله إلا الله ما نصنع به قال لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في قبره عباس الدوري حدثني عبد العزيز بن أبان سمعت الثوري يقول من قدم على أبي بكر وعمرا أحدا فقد أزرى على اثنى عشر ألفا من أصحاب رسول الله {{صل}} توفي رسول الله وهو عنهم راض عباس حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الرزاق سمعت الثوري يقول امسح عليهما ما تعلقتا بالقدم وإن تخرقا قال وكذلك خفاف المهاجرين والأنصار مخرقة مشققة مشايخ حدث عنهم الثوري وحدثوا هم عنه محمد بن عجلان محمد بن إسحاق ابن أبي ذئب عبد الله بن المبارك أبو إسحاق الفزاري المعتمر بن سليمان سلمة الأبرش إبراهيم بن أدهم أبان بن تغلب حمزة الزيات جعفر الصادق حماد بن سلمة الحسن بن صالح بن حي خارجة بن مصعب خصيف بن عبد الرحمن سليمان الأعمش أبو الأحوص سلام بن سليم [[سفيان بن عيينة]] شعبة بن الحجاج شريك القاضي الأوزاعي أبو بكر بن عياش ابن جريج فضيل بن عياض أبو حنيفة [[وكيع ابن الجراح]] سمى هؤلاء الحاكم وروى سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن الثوري وروى عن الثوري قال أحب أن يكون صاحب العلم في كفاية فإن الآفات إليه إسرع والألسنة إليه أسرع قال زائدة كان سفيان أفقه الناس وقال ابن المبارك ما أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان وعن ابن عيينة ما رأى سفيان مثل نفسه قال إبراهيم بن محمد الشافعي قلت لابن المبارك رأيت مثل سفيان الثوري فقال وهل رأى هو مثل نفسه وقال الخريبي ما رأيت محدثا أفضل من الثوري وقال يحيى بن سعيد ما كتبت عن سفيان عن الأعمش أحب إلي مما كتبت عن الأعمش وقال أبو أسامة من حدثك أنه رأى بعينه مثل سفيان فلا تصدقه وقال شريك نرى أن سفيان حجة لله على عباده قال أبو الأحوص سمعت سفيان يقول وددت أني أنجو من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي وقال أبو أسامة سمعت سفيان يقول ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل به الرجل قلت يقول هذا مع قوله للخريبي ليس شيء أنفع للناس من الحديث وقال أبو داود سمعت الثوري يقول ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث وعن سفيان قال وددت أني قرأت القرآن ووقفت عنده لم أتجاوزه إلى غيره وعن سفيان قال من يزدد علما يزدد وجعا ولو لم أعلم كان أيسر لحزني وعنه قال وددت أن علمي نسخ من صدري ألست أريد أن أسأل غدا عن كل حديث رويته أيش أردت به قال يحيى القطان كان الثوري قد غلبت عليه شهوة الحديث ما أخاف عليه إلا من حبه للحديث قلت حب ذات الحديث والعمل به لله مطلوب من زاد المعاد وحب روايته وعواليه والتكثر بمعرفته مذموم مخوف فهو الذي خاف منه سفيان والقطان وأهل المراقبة فإن كثيرا من ذلك وبال على المحدث وروى موسى بن عبد الرحمن بن مهدي أنه سمع أباه يقول رأيت الثوري في النوم فقلت ما وجدت أفضل قال الحديث وقال الفريابي سمعتة يقول ما عمل أفضل من الحديث إذا صحت النية فيه وقال ضمرة كان سفيان ربما حدث بعسقلان يبتدئهم يقول انفجرت العيون يعجب من نفسه مهنا بن يحيى حدثنا عبد الرزاق قال صاحب لنا لسفيان حدثنا كما سمعت فقال لا والله لا سبيل إليه ما هو إلا المعاني وقال زيد بن الحباب سمعت سفيان يقول إن قلت إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني أحمد بن سنان حدثنا ابن مهدي قال كنا نكون عند سفيان فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترىء أن نكلمه فنعرض بذكر الحديث فيذهب ذلك الخشوع فإنما هو حدثنا حدثنا قال عبد الرزاق رأيت سفيان بصنعاء يملي على صبي ويستملي له وعن سفيان لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم سيأتي بقية هذا الفصل الفريابي عن سفيان قال دخلت على المهدي فقلت بلغني أن عمر رضي الله عنه أتفق في حجته اثني عشر دينارا وأنت فيما أنت فيه فغضب وقال تريد أن أكون مثل هذا الذي أنت فيه قلت إن لم يكن مثل ما أنا فيه ففي دون ما أنت فيه فقال وزيره جاءتنا كتبك فأنفذتها فقلت ما كتبت إليك شيئا قط الخريبي عن سفيان قال ما أنفقت درهما في بناء وقال يحيى بن يمان عن سفيان لو أن البهائم تعقل من الموت ما تعقلون ما أكلتم منها سمينا ثم قال ابن يمان ما رأيت مثل سفيان أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها قال أبو أحمد الزبيري كنت في مسجد الخيف مع سفيان والمنادي ينادي من جاء بسفيان فله عشرة آلاف وقيل إنه لأجل الطلب هرب إلى اليمن فسرق شيء فاتهموا سفيان قال فأتوا بي معن بن زائد وكان قد كتب إليه في طلبي فقيل له هذا قد سرق منا فقال لم سرقت متاعهم قلت ما سرقت شيئا فقال لهم تنحوا لأسائله ثم أقبل علي قال ما اسمك قلت عبد الله بن عبد الرحمن فقال نشدتك الله لما أنتسبت قلت أنا سفيان بن سعيد بن مسروق قال الثوري قلت الثوري قال أنت بغية أمير المؤمنين قلت أجل فأطرق ساعة ثم قال ما شئت فأقم ومتى شئت فارحل فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها قرأتها على إسحاق بن طارق أنبأنا ابن خليل أنبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أبو علي المقرئ أنبأنا أبو نعيم أنبأنا أبو الشيخ حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيبة سمعت صالح بن معاذ البصري سمعت عبد الرحمن بن مهدي سمعت سفيان فذكرها وكيع عن سفيان قال ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي مرة علي ومرة لي الخريبي عن سفيان سنستدرجهم قال نسبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر
 
أبو إسحاق الفزاري عن سفيان قال البكاء عشرة أجزاء جزء لله وتسعة لغير الله فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير قال خلف بن تميم سمعت سفيان يقول من أحب أفخاذ النساء لم يفلح وقال عبد الرحمن رسته سمعت ابن مهدي يقول بات سفيان عندي فجعل يبكي فقيل له فقال لذنوبي عندي أهون من ذا ورفع شيئا من الأرض إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت وعن سفيان السلامة في أن لا تحب أن تعرف وروى رسته عن ابن مهدي قال قدم سفيان البصرة والسلطان يطلبه فصار إلى بستان فأجر نفسه لحفظ ثماره فمر به بعض العشارين فقال من أنت يا شيخ قال من أهل الكوفة قال أرطب البصرة أحلى أم رطب الكوفة قال لم أذق رطب البصرة قال ما أكذبك البر والفاجر والكلاب يأكلون الرطب الساعة ورجع إلى العامل فأخبره ليعجبه فقال ثكلتك أمك أدركه فإن كنت صادقا فإنه سفيان الثوري فخذه لنتقرب به إلى أمير المؤمنين فرجع في طلبه فما قدر عليه قال شجاع بن الوليد كنت أحج مع سفيان فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهبا وراجعا وعن سفيان أنه ذهب إلى خراسان في حق له فأجر نفسه من جمالين وقال إبراهيم بن أعين كنت مع سفيان والأوزاعي فدخل علينا عبد الصمد بن علي وهو أمير مكة وسفيان يتوضأ وأنا أصب عليه كأنه بطأه وهو يقول لا تنظروا إلي أنا مبتلى فجاء عبد الصمد فسلم فقال له سفيان من أنت فقال أنا عبد الصمد فقال كيف أنت اتق الله اتق الله وإذا كبرت فأسمع قال يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول إني لأرى المنكر فلا أتكلم فأبول أكدم دما قلت مع جلالة سفيان كان يبيح النبيذ الذي كثيره مسكر أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن اللبان أنبأنا الحداد أنأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا الأبار حدثنا عبد الملك الميموني سمعت يعلى بن عبيد يقول قال سفيان إني لآتي الدعوة ما أشتهي النبيذ فأشربه لكي يراني الناس المحاربي سمعت الثوري يقول للغلام إذا رآه في الصف الأول احتلمت فإن قال لا قال تأخر يوسف بن أشباط سمعت الثوري يقول ليس شيء أقطع لظهرإبليس من قول لا إله إلا الله عن سفيان وسئل ما الزهد قال سقوط المنزلة وعنه قال إني لألقى الرجل أبغضه فيقول كيف أصبحت فيلين له قلبي فكيف بمن آكل طعامهم وكيع عن سفيان لو أن اليقين ثبت في القلب لطار فرحا أو حزنا أو شوقا إلى الجنة أو خوفا من النار قال قتيبة لولا سفيان لمات الورع ابن المبارك قال لي سفيان إياك والشهرة فما أتيت أحدا إلا وقد نهى عن الشهرة وعن الفريابي قال أتى سفيان بيت المقدس فأقام ثلاثة أيام ورابط بعسقلان أربعين يوما وصحبته إلى مكة أحمد بن يونس سمعت سفيان يقول ما رأيت للإنسان خيرا من أن يدخل جحرا قال عطاء بن مسلم قال لي الثوري إذا كنت بالشام فاذكر مناقب علي وإذا كنت بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر وعنه من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه وعنه من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبهم قلت أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة قال محمد بن مسلم الطائفي إذا رأيت عراقيا فتعوذ من شره وإذا رأيت سفيان فسل الله الجنة وعن الأصمعي أن الثوري أوصى أن تدفن كتبه وكان ندم على أشياء كتبها عن قوم عبد الله بن خبيق حدثنا الهيثم بن جميل عن مفضل بن مهلهل قال حججت مع سفيان فوافينا بمكة الأوزاعي فاجتمعنا في دار وكان على الموسم عبد الصمد بن علي فدق داق الباب قلنا من ذا قال الأمير فقام الثوري فدخل المخرج وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له من أنت أيها الشيخ قال أنا الأوزاعي قال حياك الله بالسلام أما إم كتبك كانت تأتينا فنقضي حوائجك ما فعل سفيان قال فقلت دخل المخرج قال فدخل الأوزاعي في إثره فقال إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك فخرج سفيان مقطبا فقال سلام عليكم كيف أنتم فقال له عبد الصمد أتيت أكتب عنك هذه المناسك قال أولا أدلك على ما هو أنفع لك منها قال وما هو قال تدع ما أنت فيه قال وكيف أصنع بأمير المؤمنين قال إن أردت كفاك الله أبا جعفر فقال له الأوزاعي يا أبا عبد الله إن هؤلاء ليس يرضون منك إلا بالإعظام لهم فقال يا أبا عمرو إنا لسنا نقدر أن نضربهم وإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى قال مفصل فالتفت إلى الأوزاعي فقال لي قم بنا من ها هنا فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا وإن هذا ما يبالي يوسف بن أسباط سمعت سفيان يقول ما رأيت الزهد في شيء أقل منه في الرئاسة ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة حامى عليها وعادي عبد الله بن خبيق حدثنا عبيد بن جناد حدثنا عطاء بن مسلم قال لما استخلف المهدي بعث إلى سفيان فلما دخل عليه خلع خاتمه فرمى به إليه وقال يا أبا عبد الله هذا خاتمي فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة فأخذ الخاتم بيده وقال تأذن في الكلام يا أمير المؤمنين قلت لعطاء قال له يا أمير المؤمنين قال نعم قال أتكلم على أني آمن قال نعم قال لا تبعث إلي حتى آتيك ولا تعطني حتى أسألك قال فغضب وهم به فقال له كاتبه أليس قد آمنته قال بلى فلما خرج حف به أصحابه فقالوا ما منعك وقد أمرك أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة فاستصغر عقولهم وخرج هاربا إلى البصرة وعن سفيان قال ليس أخاف إهانتهم إنما أخاف كرامتهم فلا أرى سيئتهم سيئة لم أر للسلطان مثلا إلا مثلا ضرب على لسان الثعلب قال عرفت للكلب نيفا وسبعين دستانا ليس منها دستان خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني محمد بن يوسف الفريابي سمعت سفيان يقول أدخلت على أبي جعفر بمنى فقلت له أتق الله فإنما أنزلت في هذه المنزلة وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار وأبناؤهم يموتون جوعا حج عمر فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا وكان ينزل تحت الشجر فقال أتريد أن أكون مثلك قلت لا ولكن دون ما أنت فيه وفوق ما أنا فيه قال أخرج قال عصام بن يزيد لما أراد سفيان أن يوجهني إلى المهدي قلت له إني غلام جبلي لعلي أسقط بشيء فأفضحك قال يا ناعس ترى هؤلاء الذين يجيؤوني لو قلت لأحدهم لظن أني قد أسديت إليه معروفا ولكن قد رضيت بك قل ما تعلم ولا تقل ما لا تعلم قال فلما رجعت قلت لأي شيء تهرب منه وهو يقول لو جاء لخرجت معه إلى السوق فأمرنا ونهينا فقال يا ناعس حتى يعمل بما يعلم فإذا فعل لم يسعنا إلا أن نذهب فنعلمه مالا يعلم قال عصام فكتب معي سفيان إلى المهدي وإلى وزيره أبي عبيد الله قال وأدخلت عليه فجرى كلامي فقال لو جاءنا أبو عبد الله لوضعنا أيدينا في يده وأرتدينا بردا واتزرنا بآخر وخرجنا إلى السوق وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فإذا توارى عنا مثل أبي عبد الله لقد جاءني قراؤكم الذين هم قراؤكم فأمروني ونهوني ووعظوني وبكوا والله لي وتباكيت لهم ثم لم يفجأني من أحدهم إلا أن أخرج من كمه رقعة أن افعل بي كذا وأفعل بي كذا ففعلت ومقتهم قال وإنما كتب إليه لأنه طال مهربه أن يعطيه الأمان فأتيته فقدمت عليه البصرة بالأمان ثم مرض ومات أبو نعيم حدثنا الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول أملى علي سفيان كتابه إلى المهدي فقال اكتب من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الله فقلت إذا كتبت هذا لم يقرأه قال اكتب كما تريد فكتبت ثم قال اكتب فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو تبارك وتعالى وهو للحمد أهل وهو على كل شيء قدير فقلت من كان يكتب هذا الصدر قال حدثني منصور عن إبراهيم أنه كان يكتبه وعن إبراهيم الفراء قال كتب سفيان إلى المهدي مع عصام جبر طردتني وشردتني وخوفتني والله بيني وبينك وأرجو أن يخير الله لي قبل مرجوع الكتاب فرجع الكتاب وقد مات أخبرنا إسحاق الأسدي أنبأنا ابن خليل أنبأنا أبو المكارم التيمي أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا ابن حيان حدثنا الحسن بن هارون حدثنا الحسن بن شاذان النيسابوري حدثني محمد بن مسعود عن سفيان قال أدخلت على المهدي بمنى فسلمت عليه بالأمرة فقال أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا فالحمد لله الذي جاء بك فارفع إلينا حاجتك فقلت قد ملأت الأرض ظلما وجورا فأتق الله وليكن منك في ذلك عبرة فطأطأ رأسه ثم قال أرأيت إن لم أستطع دفعه قال تخليه وغيرك فطأطأ رأسه ثم قال ارفع إلينا حاجتك قلت أبناء المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان بالباب فأتق الله وأوصل إليهم حقوقهم فطأطأ رأسه فقال أبو عبيد الله أيها الرجل ارفع إلينا حاجتك قلت وما أرفع حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال حج عمر فقال لخازنه كم أنفقت قال بضعة عشر درهما وإني أرى ها هنا أمورا لا تطيقها الجبال وبه قال أبو نعيم حدثنا سعد بن محمد الناقد حدثنا محمد بن عثمان حدثنا ابن نمير حدثنا أبي لقيني الثوري بمكة فأخذ بيدي وسلم علي ثم انطلق إلى منزله فإذا عبد الصمد قاعد على بابه ينتظره وكان والي مكة فلما رآه قال ما أعلم في المسلمين أحدا أغش لهم منك فقال سفيان كنت فيما هو أوجب علي من إتيانك إنه كان يتهيأ للصلاة فأخبره عبد الصمد أنه قد جاءه قوم فأخبروه أنهم قد رأوا الهلال هلال ذي الحجة فأمره أن يأمر من يصعد الجبال ثم يؤذن الناس بذلك ويده في يدي وترك عبد الصمد قاعدا على الباب فأخرج إلى سفرة فيها فضلة من طعام خبر مكسر وجبن فأكلنا قال فأخذه عبد الصمد فذهب به إلى المهدي وهو بمنى فلما رآه صاح بأعلى صوته ما هذه الفساطيط ما هذه السرادقات قال عطاء الخفاف ما لقيت سفيان إلا باكيا فقلت ما شأنك قال أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقيا قال ابن مهدي جر أمير المؤمنين سفيان إلى الفضاء فتحامق عليه ليخلص نفسه منه فلما علم أنه يتحامق أرسله وهرب هو وذكر الحكاية رواها محمد بن إسحاق بن الوليد عن عبد الله أخي رسته عنه ابن المبارك عن سفيان قال ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة قال ابن وهب رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع حتى نودي بالعشاء وبه قال أبو نعيم حدثنا الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عارم قال أتيت أبا منصور أعوده فقال لي بات سفيان في هذا البيت وكان هنا بلبل لابني فقال ما بال هذا محبوسا لو خلي عنه قلت هو لابني وهو يهبه لك قال لا ولكن أعطيه دينارا قال فأخذه فخلى عنه فكان يذهب ويرعى فيجىء بالعشي فيكون في ناحية البيت فلما مات سفيان تبع جنازته فكان يضطرب على قبره ثم اختلف بعد ذلك ليالي إلى قبره فكان ربما بات عليه وربما رجع إلى البيت ثم وجدوه ميتا عند قبره فدفن عنده أبو منصور هو بسر من منصور السليمي كان سفيان مختفيا عنده بالبصرة بعد أن خرج من دار عبد الرحمن بن مهدي قاله الطبراني وفي غير حكاية أن سفيان كان يقبل هدية بعض الناس ويثيب عليها وعن ابن مهدي قال ما كنت أقدر أن انظر إلى سفيان استحياء وهيبه منه وقال إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال لنا الثوري وسئل قال لها عندي أول نومة تنام ما شاءت لا أمنعها فإذا استيقظت فلا أقبلها والله الحسين بن عون سمعت يحيى القطان يقول ما رأيت رجلا أفضل من سفيان لولا الحديث كان يصلي ما بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فإذا سمع مذاكرة الحديث ترك الصلاة وجاء وقال خلف بن إسماعيل قلت لسفيان إذا أخذت في الحديث نشطت وأنكرنك وإذا كنت في غير الحديث كأنك ميت فقال أما علمت أن الكلام فتنه قال مهران الرازي رأيت الثوري إذا خلع ثيابه طواها وقال إذا طويت رجعت إليها نفسها وقيل التقى سفيان والفضيل فتذاكرا فبكيا فقال سفيان إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة فقال له فضيل لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤمأ أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي وتزينت لك فعبدتني وعبدتك فبكى سفيان حتى علاء نحيبه ثم قال أحييتني أحياك الله أبو سعيد الأشج سمعت أبا عبد الرحمن الحارثي يقول دفن سفيان كتبه فكنت أعينه عليها فقلت يا أبا عبد الله وفي الركاز الخمس فقال خذ ما شئت فعزلت منها شيئا كان يحدثني منه عن يعلى بن عبيد قال سفيان لو كان معكم من يرفع حديثكم إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء قلنا لا قال فإن معكم من يرفع الحديث وعن سفيان الزاهد في الدنيا هو الزهد في الناس وأول ذلك زهدك في نفسك عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش حدثنا زيد بن أبي الزرقاء سمعت الثوري يقول خرجت حاجا أنا وشيبان الراعي مشاة فلما صرنا ببعض الطريق إذا نحن بأسد قد عارضنا فصاح به شيبان فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب فأخذ شيبان بأذنه فعركها فقلت ما هذه الشهرة لي قال وأي شهرة ترى يا ثوري لولا كراهية الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلا على ظهره الحسن بن علي الحلواني سألت محمد بن عبيد أكان لسفيان امرأة قال نعم رأيت ابنا له بعثت به أمه إليه فجاء فجلس بين يديه فقال سفيان ليت أني دعيت لجنازتك قلت لمحمد فما لبث حتى دفنه قال نعم وعن سفيان من سر بالدنيا نزع خوف الآخرة من قلبه. وعنه " وملكا كبيرا " قال استئذان الملائكة عليهم
 
الفريابي سمعت الأوزاعي وسفيان يقولان لما ألقي دانيال في الحب مع السباع قال إلهي بالعار والخزي الذي أصبنا سلطت علينا من لا يعرفك وقال الخريبي جلست إلى إبراهيم بن أدهم فكأنه عاب على سفيان ترك الغزو وقال هذا الأوزاعي يغزو وهو أسن منه فقلت البهيم ما كان يعني سفيان في ترك الغزو قال كان يقول إنهم يضيعون الفرائض قال حفص بن غياث كنا نتعزى عن الدنيا بمجلس سفيان خلف بن تميم سمعت سفيان يقول وجدت قلبي يصلح بين مكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب صوب وعباء وعن وكيع قال قالت أم سفيان لسفيان اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمعزلي فإذا كتبت عدة عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلا تتعن قال الأوزاعي لم يبق من يجتمع عليه العامة بالرضى والصحة إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة يعني سفيان قال وكيع كان سفيان بحرا وقال ابن أبي ذئب ما رأيت رجلا بالعراق يشبه ثوريكم هذا وقال ابن إدريس ما رأيت بالكوفة من أود أني في مسلاخه إلا سفيان
 
قال الفريابي زارني ابن المبارك فقال أخرج إلى حديث الثوري فأخرجته إليه فجعل يبكي حتى أخضل لحيته وقال رحمه الله ما أرى أني أرى مثله أبدا وقال زائدة سفيان أفقه أهل الدنيا قال زيد بن أبي الزرقاء كان المعافى يعظ الثوري يقول يا أبا عبد الله ما هذا المزاح ليس هذا من فعل العلماء وسفيان يقبل منه روى ضمرة عن سفيان قال يثغر الغلام لسبع ويحتلم بعد سبع ثم ينتهي طوله بعد سبع ثم يتكامل عقله بعد سبع ثم هي التجارب قال أبو أسامة مرض سفيان فذهبت بمئة إلى الطبيب فقال هذا بول راهب هذا رجل قد فتت الحزن كبده ما له دواء قال ضمرة سمعت مالكا يقول إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري وكان سفيان يقول مالك ليس له حفظ قلت هذا يقوله سفيان لقوة حافظته بكثرة حديثه ورحلته إلى الآفاق وأما مالك فله إتقان وفقه لا يدرك شأوه فيه وله حفظ تام فرضي الله عنهما وقال أبو حاتم الرازي سفيان فقيه حافظ زاهد إمام هو أحفظ من شعبة وقال أبو زرعة سفيان أحفظ من شعبة في الإسناد والمتن قال عبد المؤمن النسفي سألت صالح بن محمد جزرة عن سفيان ومالك فقال سفيان ليس يتقدمه عندي أحد وهو أحفظ وأكثر حديثا ولكن كان مالك ينتقي الرجال وسفيان أحفظ من شعبة وأكثر حديثا يبلغ حديثه ثلاثين ألفا وشعبة نحو عشرة آلاف أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد الكنجروذي أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد أنبأنا محمد بن أيوب أنبأنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان الثوري حدثني المغيرة ابن النعمان حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله {{صل}} إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " ألا وإن أول من يكسى إبراهيم عليه السلام يوم القيامة ألا وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " إلى قوله " العزيز الحكيم " أخرجه [[البخاري]] عن ابن كثير
 
قرأت على أحمد بن هبة الله في سنة ثلاث وتسعين عن عبد المعز بن محمد أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو يعلى الصابوني أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي حدثنا محمد بن أيوب أنبأنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال قال أبي بن كعب قال لي رسول الله {{صل}} أمرت أن أقرئك سورة قال قلت يا رسول الله وسميت لك قال نعم قلت لأبي فرحت بذلك قال وما يمنعني وهو يقول " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا "
 
قال ابن مهدي كان لسفيان درس من الحديث يعني يدرس حديثه وقال علي بن ثابت الجزري سمعت سفيان يقول طلبت العلم فلم يكن لي نية ثم رزقني الله النية وعن يحيى بن يمان عن سفيان قال إني لأمر بالحائك فأسد أذني مخافة أن أحفظ مايقول قال القطان وعبد الرحمن ما رأينا أحفظ من سفيان قال أبو عبيدة بن أبي السفر حدثنا عبد الله بن محمد المفلوج سمعت يحيى بن يمان سمعت الثوري يقول ما أحدث من كل عشرة بواحد ثم قال يحيى قد كتبت عنه عشرين ألفا وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا قال أبو نعيم سمعت سفيان يقول الإيمان يزيد وينقص هارون بن أبي هارون العبدي حدثنا حيان بن موسى حدثنا ابن المبارك سمع سفيان يقول من زعم أن " قل هو الله أحد " الإخلاص مخلوق فقد كفر بالله وقال زيد بن الحباب كان سفيان يفضل عليا على عثمان وعن عثام بن علي سمعت الثوري يقول لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال وقال ابن المبارك عن سفيان استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء وقال مؤمل بن إسماعيل لم يصل سفيان على ابن أبي رواد للإرجاء وقال شعيب بن حرب قال سفيان لا ينفعك ما كتبت حتى يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من الجهر وقال وكيع عن سفيان في الحديث ما يعد له شيء لمن أراد به الله وعنه ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم فإنه مسؤول عنه عبد الصمد بن حسان سمعت سفيان يقول الإسناد سلاح المؤمن فمن لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل قبيصة سمعت سفيان يقول الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض وقال يحيى بن يمان قيل لسفيان ليست لهم نية يعني أصحاب الحديث قال طلبهم له نية لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم وقال الخريبي سمعت سفيان يقول ليس شيء أنفع للناس من الحديث وقال معدان الذي يقول فيه ابن المبارك هو من الأبدال سألت الثوري عن قوله " وهو معكم أينما كنتم " الحديد قال علمه وسئل سفيان عن أحاديث الصفات فقال أمروها كما جاءت وقال أبو نعيم عنه وددت أني أفلت من الحديث كفافا وقال أبو أسامة قال سفيان وددت أن يدي قطعت ولم أطلب حديثا قال محمد بن عبد الله بن نمير قول سفيان ما أخاف على نفسي غير الحديث قال لأنه كان يحدث عن الضعفاء قلت ولأنه كان يدلس عنهم وكان يخاف من الشهوة وعدم النية في بعض الأحايين
 
قال أبو نعيم كان سفيان يخضب قليلا إذا دخل الحمام وقال قبيصة كان سفيان مزاحا كنت أتأخر خلفه مخافة أن يحيرني بمزاحه وروى الفسوي عن عيسى بن محمد أن سفيان كان يضحك حتى يستلقي ويمد رجليه قال زيد بن أبي الزرقاء كان سفيان يقول لأصحاب الحديث تقدموا يا معشر الضعفاء وقال يحيى بن يمان سمعت سفيان يقول لرجل ادن مني لو كنت غنيا ما أدنيتك وقال محمد بن عبد الوهاب ما رأيت الأمير والغني أذل منه في مجلس سفيان قال ابن مهدي يزعمون أن سفيان كان يشرب النبيذ أشهد لقد وصف له دواء فقلت نأتيك بنبيذ فقال لا ائتني بعسل وماء قال خلف بن تميم رأيت الثوري بمكة وقد كثروا عليه فقال إنا لله أخاف أن يكون الله قد ضيع هذه الأمة حيث احتاج الناس إلى مثلي وسمعته يقول لولا أن أستذل لسكنت بين قوم لا يعرفوني ونقل غير واحد أن سفيان كان مستكينا في لباسه عليه ثياب رثة قال أحمد بن عبد الله العجلي آجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة فأمروه يعمل لهم جبزه فلم تجيء جيدة فضربه الجمال فلما قدموا مكة دخل الجمال فإذا سفيان قد اجتمع حوله الناس فسأل فقالوا هذا سفيان الثوري فلما انقض عنه الناس تقدم الجمال إليه وقال لم نعرفك يا أبا عبد الله قال من يفسد طعام الناس يصيبه أكثر من ذلك قلت هذه حكاية مرسلة وكيف اختفى طول الطريق أمر سفيان فلعلها في أيام شبابه وروى يحيى بن يمان عن سفيان اصحب من شئت ثم أغضبه ثم دس إليه من يسأله عنك وقال قبيصة عن سفيان كثرة الإخوان من سخافة الدين وعن سفيان أقل من معرفة الناس تقل غيبتك قال قبيصة كان سفيان إذا نظرت إليه كأنه راهب فإذا أخذ في الحديث أنكرته قلت قد كان لحق سفيان خوف مزعج إلى الغاية قال ابن مهدي كنا نكون عنده فكأنما وقف للحساب وسمعه عثام بن علي يقول لقد خفت الله خوفا عجبا لي كيف لا أموت ولكن لي أجل وددت أنه خفف عني من الخوف أخاف أن يذهب عقلي وقال حماد بن دليل سمعت الثوري يقول إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه وقال ابن مهدي كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة ينهض مرعوبا ينادي النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات وقال أبو نعيم كان سفيان إذا ذكر الموت لم ينتفع به أياما وقال يوسف بن أسباط كان سفيان يبول الدم من طول حزنه وفكرته قال عبد الرزاق لما قدم سفيان علينا طبخت له قدر سكباج فأكل ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل ثم قال يا عبد الرزاق اعلف الحمار وكده ثم قام يصلي حتى الصباح وقال أحمد بن يونس حدثنا علي بن الفضيل رأيت الثوري ساجدا فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه وعن مؤمل بن إسماعيل قال أقام سفيان بمكة سنة فما فتر من العبادة سوى من بعد العصر إلى المغرب كان يجلس مع أصحاب الحديث وذلك عبادة وعن ابن مهدي كنت لا أستطيع سماع قراءة سفيان من كثرة بكائه وقال مؤمل دخلت على سفيان وهو يأكل طباهج ببيض فكلمته في ذلك فقال لم آمركم أن لا تأكلوا طيبا اكتسبوا طيبا وكلوا وقال أحمد بن يونس أكلت عند سفيان خشكنانج فقال هذا أهدي لنا وقال عبد الرزاق أكل سفيان مرة تمرا بزبد ثم قام يصلي حتى زالت الشمس وقيل إنه سار إلى اليمن بأربعة آلاف مضاربة فأنفق الربح وعن يحيى بن المتوكل قال سفيان إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء لأنه ربما رآهم يعصون فلا ينكر ويلقاهم ببشر وقال فضيل عن سفيان إذا رأيت الرجل محببا إلى جيرانه فأعلم أنه مداهن وقال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ما رأيت أحدا أصفق وجها في ذات الله من سفيان وعن سفيان قال إن هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة فاتركوا لهم الدنيا قال عبد الرزاق سمعت الثوري يقول لوهيب ورب هذه البنية إني لأحب الموت وعن ابن المهدي قال مرض سفيان بالبطن فتوضأ تلك الليلة ستين مرة حتى إذا عاين الأمر نزل عن فراشه فوضع خده بالأرض وقال يا عبد الرحمن ما أشد الموت ولما مات غمضته وجاء الناس في جوف الليل وعلموا وقال عبد الرحمن كان سفيان يتمنى الموت ليسلم من هؤلاء فلما مرض كرهه وقال لي اقرأ علي " يس " فإنه يقال يخفف عن المريض فقرأت فما فرغت حتى طفىء وقيل أخرج بجنازته على أهل البصرة بغتة فشهده الخلق وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكوفي بوصية من سفيان لصلاحه قال ابن المديني أقام سفيان في أختفائه نحو سنة وقال يحيى القطان مات في أول سنة إحدى وستين ومئة قلت الصحيح موته في شعبان سنة إحدى كذلك أرخه الواقدي ووهم خليفة فقال مات سنة اثنتين وستين قال يوسف بن أسباط رأيت الثوري في النوم فقلت أي الأعمال وجدت أفضل قال القرآن فقلت الحديث فولى وجهه وقال بكر بن خلف حدثنا مؤمل قال رأيت سفيان في المنام فقلت يا أبا عبد الله ما وجدت أنفع قال الحديث وقال سعير بن الخمس رأيت سفيان في المنام يطير من نخلة إلى نخلة وهو يقرأ " الحمد لله الذي صدقنا وعده " وقال أبو أسامة لقيت يزيد بن إبراهيم صبيحة الليلة التي مات فيها سفيان فقال لي قيل لي الليلة في منامي مات أمير المؤمنين فقلت للذي يقول في المنام مات سفيان الثوري قال نعم وقال مصعب بن المقدام رأيت النبي {{صل}} في النوم أخذا بيد سفيان الثوري وهو يجزيه خيرا وقال أبو سعيد الأشج حدثنا إبراهيم بن أعين قال رأيت سفيان بن سعيد فقلت ما صنعت قال أنا مع السفرة الكرام البررة.
 
تمت الترجمة والحمد لله
 
===عمران القطان===
عمران القطان 4 الإمام المحدث أبو العوام عمران بن داور العمي البصري القطان حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وبكر بن عبد الله وقتادة وأبي جمرة الضبعي وجماعة روى عنه أبو عاصم و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو داود الطيالسي وعمرو بن عاصم وعبد الله بن رجاء الغداني وآخرون قال يزيد بن زريع كان عمران القطان حروريا يرى السيف وقال [[أحمد بن حنبل]] أرجو أن يكون صالح الحديث وقال ابن عدي يكتب حديثه وقال [[النسائي]] ضعيف الحديث وقال [[أبو داود]] ضعيف أفتى في أيام خروج إبراهيم بن عبد الله بن حسن بفتوى شديدة فيها سفك الدماء وروى عنه عفان ووثقه وقال ابن معين ليس بشيء كان يرى الخروج ولم يكن داعية وقد ذكره يحيى بن سعيد القطان يوما فأحسن الثناء عليه وذكر أنه كان بينه وبينه شركة مات في حدود الستين ومئة رحمه الله
 
قلت خرجوا له في السنن الأربعة
 
===مبارك بن فضالة===
مبارك بن فضالة د ت ق خت ابن أبي أمية الحافظ المحدث الصادق الإمام أبو فضالة القرشي العدوي مولى عمر بن الخطاب من كبار علماء البصرة وله من الإخوة عبد الرحمن وعبيد الرحمن ومفضل ولد في أيام الصحابة قال عثمان بن الهيثم حدثنا مبارك بن فضالة قال رأيت أنسا تقدم فصلى بجماعة في مسجد وصحب الحسن وحدثه عنه فأكثر وعن بكر بن عبد الله المزني وثابت وابن المنكدر وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن زيد وعبد ربه بن سعيد وطائفة وينزل إلى عبيد الله بن عمر العمري حدث عنه يحيى بن أبي زائدة ووكيع ويزيد بن هارون وأبو النضر وأبو داود وأبو الوليد وعفان وعمرو بن منصور وشبابة وحبان ابن هلال ومصعب بن المقدام وعثمان بن الهيثم وسعيد بن سليمان ومسلم بن إبراهيم وأبو نعيم وأبو سلمة وكامل بن طلحة وعلي بن الجعد وسليمان بن حرب وعبد الله بن خيران وهدبة بن خالد وخلق سواهم قال بهز بن أسد أنبأنا مبارك أنه جالس الحسن ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة وقال حجاج الأعور سألت شعبة عن مبارك بن فضالة والربيع بن صبيح فقال مبارك أحب إلي وروى عفان عن حماد بن سلمة قال كان مبارك بن فضالة يجالسنا عند زياد الأعلم فما كان من مسند فإلى مبارك وما كان من فتيا فإلى زياد وقال وهيب رأيت مباركا يجالس يونس بن عبيد فيحدث في حلقته ويونس يسمع وقال عفان كان مبارك ثقة وكان من النساك وكان وكان وقال أبو حفص الفلاس كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه وقال أبو حاتم كان عفان يطري مبارك بن فضالة قال الفلاس أيضا سمعت يحيى بن سعيد يحسن الثناء على مبارك بن فضالة وقال أبو طالب عن [[أحمد بن حنبل]] كان مبارك بن فضالة يرفع حديثا كثيرا ويقول في غير حديث عن [[الحسن البصري]] حدثنا عمران وحدثنا ابن مغفل وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك وقال عبد الله بن أحمد سئل أبي عن مبارك والربيع بن صبيح فقال ما أقربهما وعن مبارك وأشعث فقال ما أقربهما كان المبارك يدلس وروى المروذي عن أحمد قال ما روى مبارك عن الحسن يحتج به وقال عبد الله بن أحمد سألت ابن معين عن مبارك بن فضالة فقال ضعيف الحديث هو مثل الربيع بن صبيح في الضعف وقال عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن الربيع فقال ليس به بأس فقلت هو أحب إليك أو المبارك بن فضالة فقال ما أقربهما وقال أحمد بن أبي خيثمة سئل يحيى عن المبارك فقال ضعيف وسمعته مرة أخرى يقول ثقة وروى معاوية بن صالح عن يحيى ليس به بأس وروى مفضل الغلابي عن يحيى قال صالح وروى حنبل وآخر عن ابن المديني عن يحيى بن سعيد قال كنا كتبنا عن مبارك بن فضالة في ذلك الزمان حديث الحسن عن علي إذا سماها فهي طالق قال يحيى ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه حدثنا وقال ابن المديني هو وسط وقال العجلي لا بأس به وقال أبو زرعة الرازي يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة وقال أبو حاتم هو أحب إلي من الربيع بن صبيح وقال ابن أبي حاتم اختلفت الرواية عن يحيى بن معين فيه قال محمد بن عمر بن علي بن مقدم عن محمد بن عرعرة قال جاء شعبة إلى مبارك بن فضالة فسأله عن حديث نصر بن راشد عن جابر أن النبي {{صل}} نهى أن يجصص القبر أو يبنى عليه
 
عمرو بن العباس الباهلي عن ابن مهدي حللنا حبوة الثوري لما أردنا غسله فإذا في حبوته رقاع يسأل مبارك بن فضالة حديث كذا وقال أبو داود كان مبارك شديد التدليس وإذا قال حدثنا فهو ثبت وقال [[النسائي]] أيضا ضعيف قلت هو حسن الحديث ولم يذكره ابن حبان في الضعفاء وكان من أوعية العلم قال محمد بن سعد توفي سنة خمس وستين ومئة وكان فيه ضعف وكان عفان يرفعه ويوثقه وقال حجاج بن محمد وخليفة بن خياط مات سنة أربع وستين ومئة استشهد به [[البخاري]] في الصحيح ويقع لي من عواليه كما مر في أخبار الحسن ويقع في الجعديات فمن ذلك أنبأنا مبارك عن الحسن أخبرني عمران بن حصين أن رجلا أعتق ستة الحديث
 
وأنبأنا مبارك عن الحسن عن عبد الله بن مغفل عن النبي {{صل}} لا تصلوا في أغطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين قيل حديثه نحو المئتين
 
===زياد بن سعد===
زياد بن سعد ع الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن الخراساني المجاور بمكة وكان شريكا لابن جريج ثم نزل قرية عك من بلاد اليمن وحدث عن عمرو بن دينار وابن شهاب وعمرو بن مسلم الجندي وغيرهم روى عنه رفاقه ابن جريج ومالك و[[سفيان بن عيينة]] وأبو معاوية الضرير وآخرون وثقه [[النسائي]] وغيره قال سفيان بن عيينة كان عالما بحديث [[الزهري]] وقال النسائي ثقة ثبت قلت مات كهلا وموته قريب من موت ابن جريج
 
===أبو الأشهب===
أبو الأشهب ع هو الإمام الحجة جعفر بن حيان العطاردي البصري الخراز الضرير من بقايا المشيخة حدث عن أبي الجوزاء الربعي و[[الحسن البصري]] وبكر بن عبد الله المزني وأبي رجاء العطاردي وأبي نضرة العبدي وعبد الرحمن بن طرفة ومحمد بن واسع وطائفة
 
حدث عنه خلق كثير منهم [[ابن المبارك]] ويحيى القطان وأبو الوليد وعاصم بن علي وأبو نصر التمار وعلي بن الجعد وأبو سلمة المنقري وشيبان بن فروخ وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم وغيرهما وهو من بابة جرير بن حازم في الثقة والصدق قيل إنه ولد سنة سبعين فقد أدرك نيفا وعشرين سنة على هذا من أيام أنس بن مالك وهو معه بالبصرة فالعجب كيف لم يسمع منه وقد رأى طاووسا محرما ونقل أبو عمرو الداني أنه قرأ القرآن على أبي رجاء العطاردي وقال حماد بن زيد إنه لم يلحق أبا الجوزاء كذا قال مات في سلخ شعبان سنة خمس وستين ومئة ووهم من قال سنة اثنتين وستين أنبأنا الفخر علي أنبأنا ابن طبرزذ أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن هرازمرد أنبأنا بن حبابة حدثنا البغوي حدثنا علي بن الجعد أخبرني أبو الأشهب عن أبي نضرة قال مر رسول الله {{صل}} بوادي ثمود فقال أسرعوا السير فإن هذا واد ملعون هذا مرسل جيد
 
===الربيع بن صبيح===
الربيع بن صبيح ت ق البصري العابد الإمام مولى بن سعد من أعيان مشايخ البصرة
 
حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وعطاء بن أبي رباح وثابت البناني وجماعة وعنه وكيع وابن مهدي وأبو داود الطيالسي وعلي بن الجعد وأبو الوليد وآخرون روى عباس عن ابن معين ثقة وقال أحمد لا بأس به وذكره شعبة فقال هو عندي من سادات المسلمين قلت كان كبير الشأن إلا أن [[النسائي]] ضعفه وقال حجاج سألت شعبة عن مبارك والربيع بن صبيح فقال مبارك أحب إلي وقال علي جهدت بيحيى بن سعيد أن يحدثني بحديث عن الربيع ابن صبيح فأبى علي وقال أبو الوليد كان يدلس قال ابن حبان كنيته أبو جعفر حدث عنه الثوري و[[ابن المبارك]] ووكيع وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم كان يشبه بيته بالليل بالنحل إلا أن الحديث لم يكن من صناعته فكان يهم كثيرا توفي بالسند سنة ستين ومئة محمود بن غيلان حدثنا أبو داود قال شعبة لقد بلغ الربيع بن صبيح في مصرنا هذا ما لا يبلغه الأحنف بن قيس قال أبو داود يعني في الارتفاع قال أبو محمد الرامهرمزي أول من صنف وبوب فيما أعلم الربيع بن صبيح بالبصرة ثم ابن أبي عروبة قلت توفي غازيا بأرض الهند وله في الجعديات قال علي حدثنا الربيع عن الحسن قال ليس الفرار من الزحف من الكبائر إنما كان ذاك يوم بدر قال عباس سألت ابن معين عن الربيع والمبارك فقال ما أقربهما لا بأس بهما قال محمد بن سلام الجمحي قال الوثيق بن يوسف الثقفي ما رأيت رجلا أسود من الربيع بن صبيح وقال علي بن المديني كان الربيع بن صبيح إنما يقول سمعت الحسن سألت الحسن قال يحيى بن سعيد كتبت عنه حديثا عن أبي نضرة في الصرف هو أحسنها كلها وحديث عطاء عن جابر في الحج بطوله عن [[عكرمة]] قلت له ما حدث عنه بشيء قال لا قال غسان بن المفضل الغلابي سمعت من يذكر أن الربيع بن صبيح كان بالأهواز ومعه صاحب له فتعرضت لهما امرأة فبكى الشيخ قال له صاحبه ما يبكيك قال إنها لم تطمع في شيخين إلا وقد رأت شيوخا قبلنا يتابعونها فلذا أبكي قال يحيى بن معين كانت وقعة بارنل سنة ستين ومئة وفيها مات الربيع بين صبيح رحمه الله
 
===الربيع بن مسلم===
الربيع بن مسلم م د س الإمام الثقة أبو بكر القرشي الجمحي مولاهم البصري حدث عن [[الحسن البصري]] ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة وغيرهما حدث عنه يحيى بن سعيد القطان وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وطالوت بن عباد وعدة وحفيده شيخ مسلم عبد الرحمن بن بكر بن الربيع وثقه أبو حاتم الرازي وما لينه أحد واحتج به مسلم توفي سنة سبع وستين ومئة
 
===القاسم بن الفضل===
القاسم بن الفضل م 4 الإمام المحدث أبو المغيرة الأزدي الحداني البصري كان ينزل في بني حدان فعرف بهم ولد في خلافة الوليد حدث عن محمد بن سيرين وأبي نضرة وثمامة بن حزن القشيري ومعاوية بن قرة والنضر بن شيبان وأبي جعفر محمد بن علي وسعيد بن المهلب ونافع العمري وطائفة حدث عنه [[ابن المبارك]] وأبو داود وحيان بن علي وعلي بن الجعد وشيبان بن فروخ و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو نصر التمار وخلق سواهم وقال ابن مهدي هو من مشايخنا الثقات وقال علي بن المديني ذكرته ليحيى بن سعيد فأثنى عليه قلت لم يصب العقيلي في ذكره القاسم في الضعفاء وما زاد على أن قال حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا القاسم عن أبي نضرة عن أبي سعيد بينما راع يرعى غنما أخذ الذئب شاة فخلصها الراعي فقال الذئب ألا تتقي الله قلت صححه [[الترمذي]] ورفعه توفي الحداني في سنة سبع وستين ومئة وقيل سنة ثمان وقع لي من عواليه في منتقى المخلصيات
 
===يزيد بن إبراهيم التستري===
يزيد بن إبراهيم ع التستري الإمام الثقة أبو سعيد البصري مولى بني تميم ولد في خلافة عبد الملك في آخرها أظن وحدث عن محمد بن سيرين والحسن وعطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وأبي الزبير وقتادة وأيوب وطائفة وعنه [[ابن المبارك]] ووكيع وابن مهدي ويزيد بن هارون وأبو داود وأبو أسامة وأبو الوليد ومسلم بن إبراهيم ومحمد بن سنان العوقي وعفان وأبو سلمة التبوذكي وعلي بن الجعد وهدبة بن خالد وحجاج بن منهال وأبو عمر الحوضي وشيبان بن فروخ وخلق سواهم وثقه أحمد وغيره وقال يحيى بن معين هو أثبت من جرير بن حازم وهو ثقة وقال أبو الوليد هو أثبت عندنا من هشام بن حسان وقال محمود بن غيلان عن وكيع ثقة ثقة وقال أبو حاتم ثقة من أوسط أصحاب الحسن و[[بن سيرين]] وقال ابن سعد كان ثقة ثبتا كان عفان يرفع أمره وكان ينزل في باهلة وقال بن عدي أنكرت أحاديث رواها عن قتادة عن أنس وهو ممن يكتب حديثه ولا بأس به وأرجو أن يكون صدوقا قال علي بن المديني هو ثبت في الحسن وابن سيرين وقد وثقه أبو حاتم وأبو زرعة و[[النسائي]] وغيرهم وروى علي عن يحيى بن سعيد قال يزيد بن إبراهيم عن قتادة ليس بذاك قال أبو الوليد توفي سنة إحدى وستين ومئة وقال الفلاس سنة اثنتين وقال حفيده أبو محمد بن سعيد مات جدي سنة ثلاث وستين ومئة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره قالوا أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس حدثنا يعقوب الحضرمي حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن أبي هارون الغنوي عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال الشهداء يوم القيامة بفناء العرش في قباب ورياض بين يدي الله تعالى أخبرنا عمر بن محمد المذهب وجماعة قالوا أنبأنا عبد الله بن عمر أنبأنا أبو الوقت أنبأنا جمال الإسلام أنبأنا ابن حموية أنبأنا عيسى ابن عمر حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا حجاج بن منهال حدثنا يزيد بن إبراهيم أنبأني الحسن قال ترك الجدة وابنها حي وفي الجعديات عدة أحاديث عالية ليزيد عن ابن سيرين وطائفة الطبقة السابقة
 
===سليمان بن كثير العبدي===
سليمان بن كثير ع العبدي البصري الحافظ إمام مشهور ثقة حدث عن [[الزهري]] وعمرو بن دينار وحصين بن عبد الرحمن روى عنه أخوه محمد بن كثير وابن مهدي وحبان وعفان وأبو سلمة وسعيد بن سليمان الواسطي وآخرون قال [[النسائي]] لا بأس به يكنى أبا داود وحديثه عن الزهري فيه شيء وقال يحيى بن معين ضعيف الحديث وقال الذهلي سكن البصرة وما روى عن الزهري فإنه قد اضطرب في أشياء وهو في غير الزهري أثبت وقال لعقيلي سليمان بن كثير الواسطي كذا نسبه وقال مضطرب الحديث وروى عن حصين وحميد الطويل أحاديث لا يتابع عليها منها حدثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن كثير حدثنا سليمان بن كثير حدثنا حميد الطويل عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك عن ضباعة بنت الزبير أنها أتت النبي {{صل}} فأمرها أن تشترط وهذا جاء عن ابن عباس وجابر وعائشة بأسانيد صالحة قلت والإسناد المذكور أيضا مع غرابته صالح وسليمان حسن الحديث مخرج له في الصحاح وليس هو بالمكثر مات في سنة ثلاث وستين ومئة
 
===محمد بن مطرف===
محمد بن مطرف ع ابن داود الإمام المحدث الحجة أبو غسان المدني ولد قبل المئة وروى عن محمد بن المنكدر وحسان بن عطية وأبي حازم الأعرج وصفوان بن سليم وطائفة حدث عنه [[سفيان الثوري]] وهو من شيوخه وابن وهب وآدم بن أبي إياس وسعيد بن أبي مريم وعلي بن عياش وعلي بن الجعد وآخرون وله وفادة على المهدي فحدث ببغداد وثقه [[أحمد بن حنبل]] وغيره قال أبو بكر الخطيب قيل إنه من موالي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال نزل عسقلان قلت ما ظفرت له بوفاة وكأنه توفي سنة بضع وستين ومئة أخبرنا ابن قدامة في كتابه وطائفة قالوا أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا هبة الله بن الحصين أنبأنا محمد بن محمد أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا علي ابن عياش حدثنا محمد بن مطرف عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن عائشة عن النبي {{صل}} قال طهور كل أديم دباغه
 
===همام بن يحيى===
همام بن يحيى ع ابن دينار الإمام الحافظ الصدوق الحجة أبو بكر وأبو عبد الله العوذي المحلمي البصري وبنو عوذ بطن من الأزد وهو من مواليهم وكان أبوه قصابا بالبصرة ولد بعد الثمانين وحدث عن الحسن وأنس بن سيرين وعطاء بن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر ويحيى بن أبي كثير وأبي جمرة الضبعي وأبي عمران الجوني وأبي التياح وثابت البناني وعلي بن زيد وقتادة وزيد بن أسلم وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وابن جحادة وشقيق أبي ليث ومطر الوراق وخلق وينزل إلى زياد بن سعد وإلى [[سفيان بن عيينة]] وذلك في أبي داود و[[النسائي]] حدث عنه [[سفيان الثوري]] مع تقدمه و[[ابن المبارك]] وابن علية ووكيع ويزيد و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو علي الحنفي والمقرئ وعبد الله بن رجاء الغداني وأبو نعيم ومحمد بن سنان العوقي وأبو الوليد الطيالسي وعفان وعمرو بن عاصم وحبان بن هلال وحجاج بن منهال وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وعلي بن الجعد وأبو سلمة التبوذكي وشيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وسهل بن بكار ومحمد بن كثير العبدي وأبو عمر الحوضي وخلق سواهم أخبرنا ابن عساكر أنبأنا أبو روح أنبأنا تميم أنبأنا أبو سعد أنبأنا أبو عمرو الحيري أنبأنا أبو يعلى حدثنا هدبة حدثنا همام حدثنا أبو جمرة الضبعي عن أبي بكر عن أبيه أن رسول الله {{صل}} قال من صلى البردين دخل الجنة
 
روى عمر بن شبة عن عفان قال كان يحيى بن سعيد يعترض على همام في كثير من حديثه فلما قدم معاذ بن هشام نظرنا في كتبه فوجدناه يوافق هماما في كثير مما كان يحيى ينكره فكف يحيى بعد عنه وقال يزيد بن هارون كان همام قويا في الحديث وروى صالح بن [[أحمد بن حنبل]] عن أبيه قال همام ثبت في كل المشايخ وقال الأثرم قلت لأبي عبد الله همام أيش تقول فيه فقال كان عبد الرحمن يرضاه أحمد بن حنبل عن ابن مهدي قال همام عندي في الصدق مثل ابن أبي عروبة ثم قال أحمد همام ثقة وهو أثبت من أبان في يحيى بن أبي كثير وقال ابن معين كان يحيى بن سعيد يروي عن أبان العطار ولا يروي عن همام وكان همام أفضل عندنا وروى الحسين بن الحسن الرازي عن ابن معين ثقة صالح وهو في قتادة أحب إلي من حماد بن سلمة وروى أحمد بن زهير عن يحيى قال همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة همام ثم أبو عوانة ثم أبان ثم حماد بن سلمة وقال علي بن المديني في أصحاب قتادة كان هشام أرواهم عنه وكان سعيد أعلمهم به وكان شعبة أعلمهم بما سمع قتادة وما لم يسمع ولم يكن همام عندي بدون القوم في قتادة ولم يكن ليحيى بن سعيد رأي فيه وكان عبد الرحمن حسن الرأي فيه عمر بن شبة حدثنا الفلاس قال حدث ابن أبي عدي عن ابن أبي عروبة عن قتادة بحديث فأنكره يحيى بن سعيد وقال لم يصنع ابن أبي عروبة شيئا فقال عفان وكان حاضرا حدثنا همام عن قتادة فسكت يحيى فعجبنا من يحيى حيث يحدثه ابن أبي عدي عن سعيد فينكره وحيث حدثه عفان عن همام فسكت قلت هذا يدل على أن يحيى تغير رأيه بأخرة في همام أو أنه لما رأى اتفاقهما على حديث اطمأن أبو الوليد وحبان أن هماما قال إني لأستحيي من الله أن أنظر في الكتاب وأحفظ الحديث لكي أحدث الناس وقال أحمد بن أبي خيثمة قال ابن مهدي ظلم يحيى بن سعيد هماما لم يكن له به علم ولم يجالسه فقال فيه قال محمد بن عبد الله بن عمار سمعت يحيى القطان يقول ألا تعجب من عبد الرحمن يقول من فاته شعبة سمع من همام وكان يحيى لا يعبأ بهمام وقام أحمد قال ابن مهدي ذكر يحيى بن سعيد عاصم بن سعيد الذي روى عنه قتادة فقال يحيى كأنه يحمل على همام قد أدخل بين قتادة وبين سعيد قال فجعل عبد الرحمن يضحك قال إبراهيم بن عرعرة ليحيى حدثنا عفان حدثنا همام فقال له اسكت ويحك قال عمرو بن علي الأثبات من أصحاب قتادة سعيد وهشام وشعبة وهمام وقال ابن عدي أخبرني إسحاق بن يوسف أظنه عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال شهد يحيى بن سعيد في حداثته شهادة وكان همام على العدالة يعني فلم يعدل يحيى فتكلم فيه يحيى لهذا قال عبد الله بن المبارك همام ثبت في قتادة وقال محمد بن المنهال سمعت يزيد بن زريع يقول همام حفظه رديء وكتابه صالح وقال ابن سعد ثقة ربما غلط وقال أبو زرعة لا بأس بهمام وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عن همام وأبان قال همام أحب إلي ما حدث من كتابه وإذا حدث من حفظه تقاربا في الحفظ والغلط وقال أيضا سألت أبي عن همام فقال ثقة صدوق في حفظه شيء وهو في قتادة أحب إلي من حماد بن سلمة وأبان قال عفان عن همام إذا رأيتم في حديثي لحنا فقوموه فإن قتادة كان لا يلحن قال الحافظ عبد الله بن عدي وهمام أشهر وأصدق من أن يذكر له حديث وأحاديثه مستقيمة عن قتادة وهو مقدم في يحيى بن أبي كثير وقع لنا حديث همام عاليا في صفة النفاق للفريابي وقد أوردته في أماكن وهمام ممن جاوز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح روى [[البخاري]] عن محمد بن محبوب وفاته في سنة ثلاث وستين ومئة وقال ابن حبان مات في رمضان سنة أربع وستين وقال شريح بن النعمان قدمت البصرة سنة أربع أو خمس وستين شك فقيل لي مات همام منذ جمعة أو جمعتين أخبرنا محمد بن المطهر أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا أبو سعد أنبأنا بن حمدان أنبأنا أبو يعلى حدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيدالخدري أن النبي {{صل}} نهى عن الشرب قائما أو نحو ذاك رواه مسلم عن هدبة بن خالد
 
===أبو مخنف===
أبو مخنف لوط بن يحيى الكوفي صاحب تصانيف وتواريخ روى عن جابر الجعفي ومجالد بن سعيد وصقعب بن زهير وطائفة من المجهولين وعنه عبد الرحمن بن مغراء وعلي بن محمد المدائني قال يحيى بن معين ليس بثقة وقال أبو حاتم متروك الحديث وقال الدارقطني أخباري ضعيف قلت توفي سنة سبع وخمسين ومئة وهو من بابة سيف بن عمر التميمي صاحب الردة وعبد الله بن عياش المنتوف وعوانة بن الحكم
 
===سفيان بن حسين===
سفيان بن حسين 4 ابن الحسن الحافظ الصدوق أبو محمد الواسطي حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين والحكم بن عتيبة و[[الزهري]] وإياس بن معاوية روى عنه شعبة وهشيم وعباد بن العوام ويزيد بن هارون وعمر ابن عبد الله بن رزين وجماعة وقد وثقه جماعة في سوى ما يرويه عن الزهري فإنه يضطرب فيه ويأتي بما ينكر روى عباس عن ابن معين قال ليس به بأس وليس من أكابر أصحاب الزهري وروى أحمد بن أبي خيثمة عن ابن معين ثقة كان يؤدب المهدي وحديثه عن الزهري فقط ليس بذاك إنما سمع منه بالموسم وقال أبو حاتم صالح الحديث ولا يحتج به هو نحو محمد بن إسحاق وقال ابن حبان الإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري والاحتجاج بما روى عن غيره وذاك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه فكان يأتي بها على التوهم قلت توفي في خلافة أبي جعفر سنة نيف وخمسين ومئة ووقع له نحو ثلاث مئة حديث
 
===صالح بن أبي الأخضر===
صالح بن أبي الأخضر محدث مشهور من أهل اليمامة سكن البصرة وحدث عن ابن أبي مليكة ونافع العمري وابن المنكدر و[[الزهري]]
 
وعنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وروح وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وجماعة ضعفه ابن معين وقال [[البخاري]] لين وقال أبو زرعة ضعيف الحديث كان عنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعا فلا يعرف هذا من هذا قلت توفي قبل شعبة
 
===سعيد بن بشير===
سعيد بن بشير 4 الإمام المحدث الصدوق الحافظ أبو عبد الرحمن الأزدي مولاهم البصري نزيل دمشق وقيل دمشقي رحل به أبوه إلى البصرة حدث عن قتادة وعمرو بن دينار و[[الزهري]] وأبي الزبير وعنه الوليد بن مسلم وأبو مسهر وأسد بن موسى وأبو الجماهر ويحيى الوحاظي ومحمد بن بكار بن بلال وخلق
 
قال أبو مسهر لم يكن في بلدنا أحد أحفظ منه وهو منكر الحديث وقال أبو حاتم محله الصدق سألت أحمد بن صالح كيف هذه الكثرة له عن قتادة قال كان أبوه شريكا لأبي عروبة فأقدم ابنه سعيدا البصرة فبقي يطلب مع سعيد بن أبي عروبة وقال ابن سعد كان قدريا وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي وقال بقية سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال ذاك صدوق اللسان وقال مروان الطاطري سمعت ابن عيينة يقول حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظا وقال دحيم يوثقونه كان حافظا وأما ابن مهدي فروى عنه ثم ترك وقال أبو زرعة لا يحتج به ومحله الصدق وقال [[البخاري]] يتكلمون في حفظه وقال ابن معين و[[النسائي]] ضعيف وقال أبو الجماهر ما كان قدريا معاذ الله مات سنة ثمان وستين ومئة قاله أبو الجماهر ومحمد بن بكار وقال هشام بن عمار سنة تسع
 
===ثابت بن يزيد البصري===
ثابت بن يزيد ع الحافظ المتقن الإمام أبو زيد البصري الأحول حدث عن عاصم الأحول وهلال بن خباب وحميد وطبقتهم من صغار التابعين حدث عنه أبو داود الطيالسي وعفان وعارم وأبو سلمة التبوذكي وجماعة مات في الكهوله فلم يشتهر وهو من نظراء وهيب وأقرانه قال أبو حاتم ثقة وقال [[النسائي]] ليس به بأس قلت توفي في سنة تسع وستين ومئة بالبصرة
 
===ثابت بن يزيد الأودي===
أما ثابت بن يزيد أبو السري الأودي فكوفي قديم ضعفوه يروي عن عمرو بن ميمون الأودي قال عبد الله بن إدريس ليس بذاك وقال [[أحمد بن حنبل]] حدثنا عنه يحيى بن سعيد وقال علي سألت يحيى عنه فقال وسط إنما أتيته مرة فأملى علي قلت وروى عنه شريك فقال عن ثابت أبي السري الزعفراني
 
===المقنع===
المقنع هو عطاء المقنع الساحر العجمي الذي أدعى الربوبية من طريق المناسخ وربط الناس بالخوارق والأحوال الشيطانية والإخبار عن بعض المغيبات حتى ضل به خلائق من الصم والبكم وادعى أن الله تحول إلى صورة آدم ولذلك أمر الملائكة بالسجود له وأنه تحول إلى صورة نوح ثم إبراهيم وإلى حكماء الأوائل ثم إلى صورة [[../أبو مسلم الخرساني|أبي مسلم]] صاحب الدعوة ثم إليه فعبدوه وحاربوا دونه مع ما شاهدوا من قبح صورته وسماجة وجهه المشوه
 
كان أعور قصيرا ألكن اتخذ وجها من الذهب ومن ثم قالوا المقنع ومما أضلهم به من المخاريق قمر ثان يرونه في السماء حتى كان يراه المسافرون من مسيرة شهرين وفي ذلك يقول أبو العلاء بن سليمان
 
أفق أيها البدر المقنع رأسه * ضلال وغي مثل بدر المقنع
 
ولابن سناء الملك
 
إليك فما بدر المقنع طالعا * بأسحر من الحاظ بدري المعمم
 
ولما استفحل البلاء بهذا الخبيث تجهز الجيش إلى حربه وحاصروه في قلعته بطرف خراسان وقيل بما وراء النهر أنتدب لحربه متولى خراسان معاذ بن مسلم وجبريل الأمير وليث مولى المهدي والقلعة هي من أعمال كش وطال الحصار نحو عامين فلما أحس الملعون بالهلاك مص سما وسقى حظاياه السم فماتوا وأخذت القلعة وقطع رأسه وبعثوا به على قناة إلى المهدي في سنة ثلاث وستين فوافاه بحلب وهو يجهز العساكر لغزو الروم مع ولده [[هارون الرشيد]] فكانت غزوة عظمى
 
===ابن علاثة===
ابن علاثة د س ق قاضي الخلافة أبو اليسير محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي الجزري عن عبدة بن أبي لبابة وعبد الكريم بن مالك وخصيف و[[الأوزاعي]] وعدة وعنه [[ابن المبارك]] ووكيع وحرمي بن حفص وعبد العزيز الأويسي وعمرو بن الحصين ولي القضاء للمهدي قال ابن سعد ثقة إن شاء الله حراني ولي معه القضاء عافية وقال ابن معين ثقة وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال أبو زرعة صالح الحديث وقال [[البخاري]] في حفظه نظر وقال الأزدي حديثه يدل على كذبه مات ابن علاثة سنة ثمان وستين ومئة ويقال له قاضي الجن قيل حكم بينهم وبين الإنس في ماء بئر فحكم للجن أن يستقوا بالليل فكان من استقى بعد المغرب جاءه الرجم
 
===الماجشون===
الماجشون ع عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ميمون وقيل دينار الإمام المفتي الكبير أبو عبد الله وأبو الأصبغ التيمي مولاهم المدني الفقيه والد المفتي [[عبد الملك بن الماجشون]] صاحب مالك وابن عم يوسف بن يعقوب
 
الماجشون سكن مدة ببغداد وحدث عن الزهري وابن المنكدر ووهب بن كيسان وهلال بن أبي ميمونة وعمه يعقوب بن أبي سلمة وسهيل بن أبي صالح وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن الفضل الهاشمي وعبد الله ابن دينار وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وسعد بن إبراهيم وعمرو بن يحيى بن عمارة وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة وعمر بن حسين وعدة من علماء بلده ولم يكن بالمكثر من الحديث لكنه فقيه النفس فصيح كبير الشأن حدث عنه إبراهيم بن طهمان وزهير بن معاوية والليث بن سعد ووكيع وابن مهدي وشبابة وابن وهب وأبو داود وأبو عامر العقدي ويحيى بن حسان وعمرو بن الهيثم أبو قطن وهاشم بن القاسم وحجين ابن المثنى وأسد بن موسى وأحمد بن يونس وإسماعيل بن أبي أويس وحجاج بن منهال وبشر بن الوليد الكندي وسعدويه الواسطي وعبد الله ابن صالح العجلي وعبد الله بن صالح الجهني الكاتب وعلي بن الجعد وغسان بن الربيع وأبو سلمة التبوذكي وأبو الوليد الطيالسي وخلق سواهم ونقل ابن أبي خيثمة أن أصله من أصبهان نزل المدينة فكان يلقى الناس فيقول جوني جوني قال وسئل [[أحمد بن حنبل]] كيف لقب بالماجشون قال تعلق من الفارسية بكلمة وكان إذا لقي الرجل يقول شوني شوني فلقب الماجشون وقال إبراهيم الحربي الماجشون فارسي وإنما سمي الماجشون لأن وجنتيه كانتا حمراوين فسمي بذلك وهو الخمر فعربه أهل المدينة وقيل أصل الكلمة الماهكون فهو وولده يعرفون بذلك وقال غيره هذا اللقب عليه وعلى أهل بيته قال علي بن الحسين بن حيان وجدت في كتاب جدي بخطه قيل لأبي بكر حدثنا ابن معين عبد العزيز بن الماجشون هو مثل الليث وإبراهيم بن سعد قال لا هو دونهما إنما كان رجلا يقول بالقدر والكلام ثم تركه وأقبل إلى السنة ولم يكن من شأنه الحديث فلما قدم بغداد كتبوا عنه فكان بعد يقول جعلني أهل بغداد محدثا وكان صدوقا ثقة يعني لم يكن من فرسان الحديث كما كان شعبة ومالك وروى أبو داود عن أبي الوليد قال كان يصلح للوزارة وقال أبو حاتم و[[النسائي]] وجماعة ثقة وروى أحمد بن سنان عن عبد الرحمن قال قال بشر بن السري لم يسمع ابن أبي ذئب ولا الماجشون من [[الزهري]] قال ابن سنان معناه عندي أنه عرض أبو الطاهر بن السرح عن ابن وهب قال حججت سنة ثمان وأربعين ومئة وصائح يصيح لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة قال عمرو بن خالد الحراني حج أبو جعفر المنصور فشيعه المهدي فلما أراد الوداع قال يا بني استهدني قال استهديك رجلا عاقلا فأهدى له عبد العزيز بن أبي سلمة قال محمد بن سعد كان عبد العزيز ثقة كثير الحديث وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة قدم بغداد وأقام بها إلى أن توفي سنة أربع وستين ومئة وصلى عليه المهدي وكذا أرخه جماعة وأما ابن حبان فقال مات سنة ست وستين ومئة قال وكان فقيها ورعا متابعا لمذاهب أهل الحرمين مفرعا على أصولهم ذابا عنهم أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن يحيى بن أسعد أنبأنا عبد القادر بن محمد أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا أبو بكر بن بخيت أنبأنا عمر بن محمد الجوهري حدثنا أبو بكر الأثرم حدثنا عبد الله بن صالح عن عبد العزيز بن الماجشون أنه سئل عما جحدت به الجهمية فقال أما بعد فقد فهمت ما سألت عنه فيما تتابعت الجهمية في صفة الرب العظيم الذي فاتت عظمته الوصف والتقدير وكلت الألسن عن تفسير صفته وانحسرت العقول دون معرفة قدره فلما تجد العقول مساغا فرجعت خاسئة حسيره وإنما أمروا بالنظر والتفكر فيما خلق وإنما يقال كيف لمن لم يكن مرة ثم كان أما من لا يحول ولم يزل وليس له مثل فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو والدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها من تحقيق صفة أصغر خلقه لا يكاد يراه صغرا يحول ويزول ولا يرى له بصر ولا سمع فاعرف غناك عن تكليف صفة مالم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها فأما من جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكليفا فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران ولم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " فقال لا يرى يوم القيامة وذكر فصلا طويلا في إقرار الصفات وإمرارها وترك التعرض لها وقيل إنه نظر مرة في شيء من سلب الصفات لبعضهم فقال هذا الكلام هدم بلا بناء وصفة بلا معنى وذكر عبد الملك بن الماجشون الفقيه أن المهدي أجاز أباه بعشرة آلاف دينار وقال أحمد بن كامل له كتب مصنفة رواها عنه ابن وهب
 
===ابن ثوبان===
ابن ثوبان د ت ق الشيخ العالم الزاهد المحدث أبو عبد الله عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان العنسي الدمشقي ولد في حدود سنة ثمانين وحدث عن خالد بن معدان وشهر بن حوشب وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وزياد بن أبي سودة المقدسي ونافع العمري وعمرو بن دينار وعدة حدث عنه الوليد بن مسلم وبقية بن الوليد وبشر بن المفضل والفريابي وعاصم بن علي وعبد الله بن صالح العجلي وعلي بن الجعد وعدة وثقه دحيم وأبو حاتم وقال صالح جزرة قدري صدوق وقال [[النسائي]] وغيره ليس بالقوي وقال يحيى بن معين ليس به بأس ولينه مرة وقد قال النسائي ليس بثقة وقال [[أحمد بن حنبل]] أحاديثه مناكير وقال ابن عدي يكتب حديثه على ضعفه وقال [[أبو داود]] كان فيه سلامة وكان مجاب الدعوة
 
أحمد بن كثير البغدادي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال أغلظ ابن ثوبان لأمير المؤمنين المهدي فاستشاط وقال والله لو كان المنصور حيا ما أقالك قال لا تقل ذاك فوالله لو كشف لك عنه حتى تخبر بما لقي ما جلست مجسلك هذا قال الوليد بن مزيد لما كانت السنة التي تناثرت النجوم خرجنا ليلا إلى الصحراء مع [[الأوزاعي]] وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال فسل عبد الرحمن سيفه وقال إن الله قد جد فجدوا قال فجعلوا يسبونه ويؤذونه فقال الأوزاعي عبد الرحمن قد رفع عنه القلم يعني جن قلت كان فيه خارجية قال الوليد بن مزيد كتب الأوزاعي إليه أما بعد قد كنت عالما بخاصة منزلتي من أبيك فرأيت أن صلتي إياه وتعاهدي إياك بالنصح في أول ما بلغني عنك في الجمعة والصلوات فمررت بك فوعظتك فأجبتني بما ليس لك فيه حجة ولا عذر في موعظة طويلة تدل على أنه لا يرى جمعة خلف ولاة الجور كمذهب الخوارج فنصيحة الأوزاعي وذاك النفس الذي جبه به المهدي دال على قوته وحدته الله يرحمه عاش تسعين سنة ومات في سنة خمس وستين ومئة كان من أسنان ابن زبر وقد تتبع الطبراني أحاديثه فجاءت في كراس تام ولم يكن بالمكثر ولا هو بالحجة بل صالح الحديث
 
===صدقة بن عبد الله===
صدقة بن عبد الله ت س ق الإمام العالم المحدث أبو معاوية الدمشقي السمين ولد في إمرة الوليد أو قبل ذلك وحدث عن القاسم أبي عبد الرحمن ومحمد بن المنكدر ويحيى بن يحيى الغساني والعلاء بن الحارث وأبي وهب عبيد الله الكلاعي ونصر بن علقمة وهشام بن عروة والأعمش وعدة وينزل إلى الرواية عن [[الأوزاعي]] كان من كبار العلماء حدث عنه سعيد بن عبد العزيز رفيقه والوليد ابن مسلم ووكيع الفريابي وعلي بن عياش ويحيى البابلتي وعبد الله بن يزيد القارىء وجماعة ووهم ابن عساكر فعد في الرواة عنه موسى بن عامر المري فقد سقط بينهما الوليد وقيل يكنى أبا محمد قال الدارقطني ضعيف وكناه مسلم أبا معاوية وقال منكر الحديث وقال أبو حاتم نظرت في مصنفات صدقة السمين عند عبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ وسألت دحيما عنه فقال محله الصدق غير أنه كان يشوبه القدر وقد حدثنا بكتب عن ابن جريج وابن أبي عروبة وكتب عن الأوزاعي ألفا وخمس مئة حديث وقال عمرو بن عبد الواحد حدثنا صدقة بن عبد الله قال قدمت الكوفة فأتيت الأعمش فإذا رجل غليظ ممتنع فجعلت أتعجرف عليه تعجرف أهل الشام فقال من أين تكون قلت من دمشق قال وما أقدمك قلت جئت لأسمع منك ومن مثلك الخبر فقال وبالكوفة جئت تسمع أما إنك لا تلقى فيها إلا كذابا حتى تخرج منها قال عمرو بن أبي سلمة سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول جاءني الأوزاعي فقال من حدثك بكذا قلت الثقة عندك وعندي صدقة بن عبد الله قال العقيلي حدثنا عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول صدق السمين شامي يروي عنه الوليد بن مسلم ليس بشيء ضعيف الحديث أحاديثه مناكير ليس يسوى حديثه شيئا وما كان من حديثه مرسل عن مكحول فهو أسهل وهو ضعيف جدا وروى عباس بن يحيى بن معين ضعيف وقال محمد بن أبي السري ضعيف قلت هو ممن يجوز حديثه ولا يحتج به وقد طحنه أبو حاتم بن حبان فقال كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا ابن أبي السري حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن موسى بن يسار عن نافع عن ابن عمر عن النبي {{صل}} قال في العسل العشر في كل عشر قرب قربة ثم قال ابن حبان ويروي عن ابن المنكدر عن جابر نسخة موضوعة يشهد لها بالوضع من كان مبتدئا فكيف المتبحر قال الوليد بن مسلم مات صدقة بن عبد الله سنة ست وستين ومئة وقد طولته في الميزان وكان عنده حديث كثير ولم يكن بالمتقن
 
===عبيد الله بن إياد===
عبيد الله بن إياد م ت س ابن لقيط المحدث أبو السليل السدوسي الكوفي حدث عن أبيه وعن كليب بن وائل حدث عنه [[ابن المبارك]] و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى وأحمد بن عبد الله بن يونس وجعفر بن حميد وكان عريف قومه وثقه يحيى بن معين وغيره واحتج به مسلم وغيره وهو قوي الحديث قال ابن قانع بعض روايته صحيفة قلت توفي سنة تسع وستين ومئة
 
===جويرية بن أسماء===
جويرية بن أسماء خ م د س ابن عبيد المحدث الثقة أبو مخارق وقيل أبو مخراق وهو أشبه الضبعي البصري حدث عن نافع العمري وابن شهاب الزهري وعن رفيقه مالك بن أنس حدث عنه ابن أخيه عبد الله بن محمد بن أسماء وابن أخيه سعيد بن عامر الضبعي وأبو الوليد الطيالسي وحجاج بن منهال ومسدد وعدة قال أحمد ويحيى ليس به بأس قلت توفي في سنة ثلاث وسبعين ومئة وحديثه محتج به في الصحاح
 
===معقل بن عبيد الله===
معقل بن عبيد الله م د س الجزري المحدث الإمام أبو عبد الله مولى بني عبس حدث عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وميمون بن مهران ونافع و[[الزهري]] وأبي الزبير المكي وزيد بن أبي أنيسة وعدة حدث عنه أبو نعيم والفريابي والحسن بن محمد بن أعين وسعيد ابن حفص النفيلي وأبو جعفر النفيلي وآخرون
 
اختلف قول يحيى بن معين فيه وقد احتج به مسلم وقال [[أحمد بن حنبل]] صالح الحديث وقال [[النسائي]] ليس به بأس وروى معاوية بن صالح عن يحيى ضعيف ذكر أبو عوانة أو غيره أنه توفي سنة ست وستين ومئة وما عرفت له شيئا منكرا فأذكره وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن والله الموفق
 
===أيوب بن عتبة===
أيوب بن عتبة ق اليمامي الفقيه أبو يحيى قاضي اليمامة لين من قبل حفظه يروي عن عطاء بن أبي رباح وإياس بن سلمة ويحيى بن أبي كثير حدث عنه الأسود شاذان وآدم بن أبي إياس وعاصم بن علي وأحمد بن عبد الله بن يونس وسعيد بن سليمان الواسطي وعلي بن الجعد وآخرون نزل البصرة قال الفلاس سيء الحفظ وقال [[البخاري]] هو عندهم لين وروى عباس عن يحيى سيء الحفظ ومرة قال ضعيف وقال ابن حبان يروي عن يحيى بن أبي كثير وقيس بن طلق حدث عنه [[ابن المبارك]] ووكيع يخطىء كثيرا ويهم شديدا حتى فحش الخطأ منه مات سنة ستين ومئة حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا عنبسة بن عبد الواحد حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله {{صل}} يقول إذا نام أحدكم وفي نفسه أن يصلي من الليل فليضع قبضة من تراب عنده فإذا أنتبه فليقبض بيمينه ثم ليحصب عن شماله ثم قال ابن حبان هذا باطل وأخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عباس سأل حبشي فقال فضلتم علينا يا رسول الله بالصور أفرأيت إن آمنت بك أكائن معك قال نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة مسيرة ألف عام وذكر الحديث إلى أن قال فاستبكى الحبشي حتى مات فلقد رأيت رسول الله {{صل}} يدليه في حفرته بيده قال ابن حبان وهذا باطل وفي الجعديات بإسنادي إلى البغوي حدثني عباس سمعت يحيى يقول أيوب بن عتبة ليس بالقوي وحدثنا علي بن الجعد أنبأنا أيوب بن عتبة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط سمعت أبا هريرة يقول وأومأ باصبعه إلى أذنه قال رسول الله {{صل}} أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم حدثنا علي أنبأنا أيوب بن عتبة حدثنا طيلسة بن علي قال أتيت ابن عمر عشية عرفة فسألته عن الكبائر فقال سمعت رسول الله {{صل}} يقول هن تسع قلت وما هن قال الإشراك بالله وقذف المحصنة وقتل النفس المؤمنة والفرار من الزحف والسحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين المسلمين والإلحاد بالحرم وقيل إن أيوب بن جابر بقي إلى سنة سبعين ومئة وقال بعض الأئمة أكثر عن يحيى بن أبي كثير وكتابه عنه صحيح
 
===محمد بن جعفر المدني===
محمد بن جعفر ع ابن أبي كثير الأنصاري مولاهم المدني الحافظ أخو إسماعيل بن جعفر وكثير بن جعفر ويحيى بن جعفر ويعقوب بن جعفر فأشهرهم محمد وإسماعيل يروي عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن وزيد بن أسلم وشريك بن أبي نمر وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وعدة حدث عنه خالد بن مخلد وسعيد بن أبي مريم وعيسى بن ميناء قالون وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسحاق بن محمد الفروي وغيرهم وثقه يحيى بن معين وغيره توفي مع سليمان بن بلال في حدود سنة سبعين ومئة من أبناء الستين وهو من طبقة ابن علية وأنس بن عياض وإنما قدمته عن قرنائه إلى هنا لقدم وفاته والله أعلم ولم يقع لنا حديثه عاليا إلا من نمط ما في [[صحيح البخاري]]
 
===الأخفش الكبير===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
الأخفش الكبير شيخ العربية أبو الخطاب البصري يقال اسمه عبد الحميد ابن عبد المجيد تخرج به سيبويه وحمل عنه النحو لولا سيبويه لما اشتهر وأخذ عنه أيضا عيسى بن عمر النحوي وأبو عبيدة معمر بن المثنى وغيرهما وله اشياء غريبة ينفرد بنقلها عن العرب ولم أقع له بوفاة فأما [[الأخفش الأوسط]] تلميذ سيبويه و[[الأخفش الأصغر]] فسيأتيان
 
===ابن الغسيل===
ابن الغسيل خ م د ق عبد الرحمن بن سليمان ابن صاحب النبي {{صل}} [[عبد الله بن حنظلة]] ابن الراهب الأنصاري الأوسي المدني
 
الفقيه المحدث أبو سليمان وقيل لجدهم حنظلة الغسيل لأنه لما استشهد يوم أحد كان جنبا فغسلته الملائكة رأى عبد الرحمن من الصحابة سهل بن سعد الساعدي وحدث عن [[عكرمة]] وأسيد بن علي بن عبيد والمنذر بن أبي أسيد الساعدي وأخيه الزبير وعباس بن سهل وعاصم بن عمر بن قتادة وطائفة حدث عنه وكيع وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم وأبو الوليد الطيالسي ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأحمد بن يعقوب المسعودي وإبراهيم بن أبي الوزير ومحمد بن عبد الواهب وجبارة بن المغلس وعدة وثقه أبو زرعة والدارقطني وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وروى عثمان الدارمي عن يحيى صويلح توفي عبد الرحمن سنة إحدى وسبعين ومئة وقد جاوز التسعين أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنبأنا موسى ابن عبد القادر أنبأنا سعيد بن البناء أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي حدثنا أبو عبد الرحمن بن الغسيل عن أسيد بن علي بن عبيد عن أبيه عن أبي أسيد وكان بدريا قال كنت عند النبي {{صل}} جالسا فجاء رجل من الأنصار فقال ؟؟
 
===عثمان البري===
عثمان البري ت العلامة المفتي فقيه البصرة أبو سلمة عثمان بن مقسم الكندي مولاهم البصري البري يروي عن يحيى بن أبي كثير وسعيد المقبري ونافع وقتادة وأبي إسحاق وحماد بن أبي سليمان وفرقد السبخي ومنصور بن المعتمر وطائفة وكان ممن صنف العلم ودونه حدث عنه [[سفيان الثوري]] وأبو داود الطيالسي وأبو عاصم وسلم ابن قتيبة ويحيى بن سلام وشيبان بن فروخ وآخرون تركه [[ابن المبارك]] والقطان وكان قليل الحديث يزن ببدعه وقال ابن معين ليس بشيء وقال [[النسائي]] متروك وقال شعبة أفادني عثمان البري عن قتادة حديثا فسألت قتادة فما عرفه فجعل عثمان يقول بل أنت حدثتني فيقول لا فقال قتادة هذا يخبرني عني أن لي عليه ثلاث مئة درهم قال مؤمل بن إسماعيل سمعت عثمان البري يقول كذب أبو هريرة وقال عفان سمعت عثمان البري ينكر الميزان وقال محمد بن كثير سمعته يقول ليس بميزان إنما هو العدل وقال عفان كان قدريا ويغلط وفي كتابه الصواب فلا يرجع إليه وكان يروي عشرين حديثا وحدثني ثقة أنه سأله عن " تبت " في أم الكتاب فقال لم تكن وإنما في الكتاب ت ب ت قلت روى له [[الترمذي]] حديثا من طريق زيد بن الحباب عن أبي سلمه الكندي عن فرقد السبخي فهو البري
 
===خارجة بن مصعب===
خارجة بن مصعب ت ق ابن خارجة الإمام العالم المحدث شيخ خراسان مع إبراهيم بن طهمان أبو الحجاج الضبعي السرخسي ارتحل وأخذ عن عمرو بن دينار وزيد بن أسلم وبكير بن الأشج وعبد الملك بن عمير وأيوب السختياني وشريك بن أبي نمر وعمرو بن يحيى المازني ويونس بن عبيد وطبقتهم حدث عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وعيسى بن موسى غنجار ووكيع وحفص بن عبد الله النيسابوري ويحيى بن يحيى ويزيد بن صالح الفراء ونعيم بن حماد وجماعة روى مسلم عن يحيى ابن يحيى قال هو مستقيم الحديث عندنا ولم ننكر من حديثه إلا ما كان يدلس عن غياث فإنا كنا نعرف تلك الأحاديث وقال الحاكم هو في نفسه ثقة يعني ما هو بمتهم وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال ابن عدي يغلط ولا يتعمد وقال عباس عن يحيى ليس بثقة وقال عبد الله بن أحمد نهاني أبي أن أكتب أحاديثه وقال محمد بن سعد ترك الناس حديثه وأتقوه وقال [[النسائي]] متروك الحديث وقال الجوزجاني يرمى بالإرجاء وروى محمد بن عبد الوهاب الفراء قال كان خارجة يطعم أصحاب الحديث ويزري على من لا يأكل قال ولده مصعب توفي أبي سنة ثمان وستين ومئة وله ثمان وسبعون سنة أخبرتنا زينب الكندية عن زينب الشعرية أنبأنا إسماعيل بن أبي القاسم أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا بشر بن أحمد أنبأنا داود بن الحسين سنة 293 حدثنا يحيى بن يحيى أنبأنا خارجة عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة أنه سأل ابن عباس فقال إني أغزو المغرب فنجد لهم أسقية من جلود الميتة قال ما أدري إلا أن رسول الله {{صل}} قال كل إهاب دبغ فقد طهر
 
===المخرمي===
المخرمي م 4 الإمام المحدث العلامة أبو محمد عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن ابن صاحب النبي {{صل}} المسور بن مخرمة الزهري المخرمي المدني حدث عن أبيه وعمة أبيه أم بكر بنت المسور وسعد بن إبراهيم القاضي وسعيد المقبري وعثمان الأخنسي ويزيد بن عبد الله وإسماعيل بن محمد بن سعد حدث عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] ومحمد بن عمر الواقدي وخالد ابن مخلد ويحيى الحماني ويحيى بن يحيى التميمي وعدة وكان فقيها مفتيا بصيرا بالمغازي وثقه [[أحمد بن حنبل]] وغيره وقال يحيى بن معين صدوق وليس بثبت وجاء عن أحمد أنه رجحه على ابن أبي ذئب فقال يعقوب بن شيبة في مسند العباس سمعت أحمد بن حنبل ويحيى تناظرا في المخرمي وابن أبي ذئب فجعل أحمد يقدم المخرمي وقدم ابن معين عليه ابن أبي ذئب وقال المخرمي شويخ وأي شيء عنده وقيل كان قصيرا جدا له فضل وشرف ومروءة وله هفوة نهض مع محمد بن عبد الله بن حسن وظنه المهدي ثم إنه ندم فيما بعد وقال لا غرني أحد بعده وقد أسرف ابن حبان وبالغ فقال يروي عن سعيد المقبري وسهيل ابن أبي صالح وكان كثير الوهم في الأخبار حتى روى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فإذا سمعها من حديث صناعته شهد أنها مقلوبة فاستحق الترك قلت كيف يترك وقد احتج مثل الجماعة به سوى [[البخاري]] ووثقه مثل أحمد مات في سنة سبعين ومئة
 
أما سمية وعصريه المحدث '''عبد الله بن جعفر بن نجيح''' والد علي بن المديني فواه
 
===ابن أبي سبرة===
ابن أبي سبرة ق الفقيه الكبير قاضي العراق أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم وكان جد أبيه أبو سبرة بدريا من السابقين المهاجرين ابن أبي رهم بن عبد العزى القرشي ثم العامري توفي زمن عثمان رضي الله عنهما وكانت أمه برة عمة رسول الله {{صل}} وأخوه لأمه أبا سلمة المخزومي رضي الله عنه وما علمته روى شيئا حدث أبو بكر بن أبي سبرة عن عطاء بن أبي رباح والأعرج وزيد ابن أسلم وهشام بن عروة وشريك بن أبي نمر وطائفة وهو ضعيف الحديث من قبل حفظه حدث عنه ابن جريج مع تقدمه وأبو عاصم النبيل ومحمد بن عمر الواقدي وعبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني وآخرون قال أبو داود كان مفتي أهل المدينة وروى معن عن مالك قال لي أبو جعفر المنصور يا مالك من بقي بالمدينة من المشيخة قلت ابن أبي ذئب وابن أبي سبرة وابن أبي سلمة الماجشون وقال الواقدي سمعت ابن أبي سبرة يقول قال لي ابن جريج اكتب لي أحاديث من حديثك جيادا فكتبت له ألف حديث ثم دفعتها إليه ما قرأها علي ولا قرأتها عليه قال [[أحمد بن حنبل]] قال لي الحجاج قال لي ابن أبي سبرة عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام قال علي بن المديني هو عندي مثل إبراهيم بن أبي يحيى وروى عباس عن ابن معين قال ليس حديثه بشيء قدم ها هنا فاجتمع عليه الناس فقال عندي سبعون ألف حديث إن أخذتم عني كما أخذ عني ابن جريج وإلا فلا وقال [[البخاري]] ضعيف الحديث وقال [[النسائي]] متروك وروى عبد الله وصالح ابنا أحمد عن أبيهما قال كان يضع الحديث قلت يقال اسمه محمد وقيل عبد الله قال مصعب الزبيري كان من علماء قريش ولاه المنصور القضاء وكان خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن وكان على صدقات أسد وطيء فقدم على محمد بأربعة وعشرين ألف دينار فلما قتل محمد أسر ابن أبي سبرة وسجن ثم استعمل المنصور جعفر بن سليمان على المدينة وقال له إن بيننا وبين ابن أبي سبرة رحما وقد أساء وأحسن فأطلقه وأحسن جواره وكان الإحسان عند عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة بعدما شخص عنها عيسى بن موسى ومعه العسكر فعاثوا بالمدينة وأفسدوا فوثب على الحارثي سودان المدينة والرعاع فقتلوا جنده وطردوهم ونهبوا متاع الحارثي فخرج حتى نزل ببئر المطلب يريد العراق فكسر السودان السجن وأخرجوا ابن أبي سبرة حتى أجلسوه على المنبر وأرادوا كسر قيده فقال ليس على ذا فوت دعوني حتى أتكلم فتكلم في أسفل المنبر وحذرهم الفتنة وذكرهم ما كانوا فيه ووصف عفو المنصور عنهم وأمرهم بالطاعة فأقبل الناس على كلامه وتجمع القرشيون فخرجوا إلى عبد الله ابن الربيع فضمنوا له ما ذهب له ولجنده وكان قد تأمر على السودان وثيق الزنجي فأمسك وقيد وأتى ابن الربيع ثم رجع ابن أبي سبرة إلى الحبس حتى قدم جعفر بن سليمان فأطلقه وأكرمه ثم صار إلى المنصور فولاه القضاء قال ابن عدي عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في جملة من يضع الحديث قال ابن سعد ولي القضاء لموسى الهادي إذ هو ولي عهد ثم ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله وعاش ستين سنة فلما مات استقضي بعده القاضي أبو يوسف قال وتوفي ببغداد سنة اثنتين وستين ومئة وكذا ورخ موته جماعة وفي طبقات أبي إسحاق سنة اثنتين وسبعين وهو وهم
 
===أبو بكر النهشلي===
أبو بكر النهشلي م ت س ق الكوفي من علماء الكوفة في اسمه أقوال ولا يعرف إلا بكنيته حدث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري وعبد الرحمن بن الأسود النخعي وحبيب بن أبي ثابت وزياد بن علاقة وطائفة حدث عنه ابن مهدي وبهز بن أسد وعون بن سلام ويحيى بن عبد الحميد وجبارة بن المغلس وآخرون وثقه أحمد وابن معين وهو الذي يقول فيه وكيع حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي القطاف وأصح ما قيل في اسمه عبد الله وقد تكلم فيه ابن حبان فقال كان شيخا صالحا فاضلا غلب عليه التقشف حتى صار يهم ولا يعلم ويخطىء ولا يفهم فبطل الاحتجاج به قلت بل هو صدوق احتج به مسلم وغيره قال أحمد بن يونس كان أبو بكر النهشلي صالحا يثب للصلاة في مرضه ولا يقدر فيقال له فيقول أبادر طي الصحيفة قالوا توفي النهشلي سنة ست وستين ومئة رحمه الله
 
===عبد الله بن عياش===
عبد الله بن عياش م س ابن عباس الإمام العالم الصدوق أبو حفص القتباني المصري
 
حدث عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي عشانة المعافري ويزيد بن أبي حبيب ووالده وجماعة وعنه ابن وهب وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقرئ وآخرون احتج به مسلم و[[النسائي]] وقال أبو حاتم صدوق ليس بالمتين وقال أيضا هو قريب من ابن لهيعة وقال [[أبو داود]] والنسائي ضعيف قلت حديثه في عداد الحسن توفي في سنة سبعين ومئة وقول أبي حاتم هو قريب من ابن لهيعة تصليح لحال ابن لهيعة إذ يقارب في الوزن بشيخ خرج له مسلم ولا ريب أنه أوثق من ابن لهيعة وأن ابن لهيعة أعلم بكثير منه
 
===عبد الحميد بن بهرام===
عبد الحميد بن بهرام ت ق الفزاري المدائني المحدث صاحب شهر بن حوشب روى عن شهر نسخة حسنة وعن عاصم الأحول حدث عنه [[ابن المبارك]] وروح بن عبادة والفريابي وعلي بن عياش وأبو صالح الكاتب وسعدويه ومحمد بن بكار بن الريان ومنصور ابن أبي مزاحم وآخرون قال [[أحمد بن حنبل]] حديثه عن شهر مقارب وهي سبعون حديثا كان يحفظها كأنها سورة وقال أبو حاتم أحاديثه عن شهر صحاح وقال [[أبو داود]] وغيره ثقة وكذا وثقه يحيى بن معين وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال محمد بن مثنى ما سمعت يحيى ولا ابن مهدي يحدثان عنه شيئا قط وقال علي بن حفص المدائني سمعت شعبة يقول نعم الشيخ عبد الحميد بن بهرام لكن لا تكتبوا عنه فإنه يروي عن شهر قلت كان سماعه من شهر في سنة ثمان وتسعين وكان موته قبل السبعين ومئة
 
===الربيع بن يونس===
الربيع بن يونس الوزير الحاجب الكبير أبو الفضل الأموي من موالي عثمان رضي الله عنه حجب للمنصور ثم وزر له بعد أبي أيوب المورياني وكان من نبلاء الرجال وألبائهم وفضلائهم قال له المنصور ما أطيب الدنيا لولا الموت قال يا أمير المؤمنين ما طابت إلا بالموت قال وكيف قال لولا الموت لم تقعد هذا المقعد يقال إن الهادي سمه وقيل مرض ثمانية أيام ومات قال الطبري توفي سنة تسع وستين ومئة وقيل في أول سنة سبعين وعمل حجابة الرشيد ابنه الفضل بن الربيع
 
===نافع بن أبي نعيم===
نافع ابن أبي نعيم الإمام حبر القرآن أبو رويم ويقال أبو الحسن ويقال أبو نعيم ويقال أبو محمد ويقال أبو عبد الله بن عبد الرحمن مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة عم رسول الله {{صل}} وقيل حليف العباس أخي حمزة أصله أصبهاني ولد في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين وجود كتاب الله على عدة من التابعين بحيث إن موسى بن طارق حكى عنه قال قرأت على سبعين من التابعين قلت قد اشتهرت تلاوته على خمسة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج صاحب أبي هريرة وأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد العشرة وشيبة بن نصاح ومسلم بن جندب الهذلي ويزيد بن رومان وحمل هؤلاء عن أصحاب أبي بن كعب وزيد بن ثابت كما أوضحناه في طبقات القراء وصح أن الخمسة تلوا على مقرئ المدينة عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي صاحب إبي وقيل إنهم قرؤوا على أبي هريرة أيضا وعلى ابن عباس وفيه احتمال وقيل إن مسلم بن جندب قرأ على حكيم بن حزام وابن عمر قال الهذلي في كامله كان نافع معمرا أخذ القرآن على الناس في سنة خمس وتسعين كذا قال الهذلي وبالجهد أن يكون نافع في ذلك الحين يتلقن ويتردد إلى من يحفظه وإنما تصدر للإقراء بعد ذلك بزمان طويل ولعله أقرأ في حدود سنة عشرين ومئة مع وجود أكبر مشايخه قال مالك رحمه الله نافع إمام الناس في القراءة وقال سعيد بن منصور سمعت مالكا يقول قراءة نافع سنة وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال أدركت عدة من التابعين فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة وروى أن نافعا كان إذا تكلم توجد من فيه ريح مسك فسئل عنه قال رأيت النبي {{صل}} في النوم تفل في في وقال الليث بن سعد حججت سنة ثلاث عشرة ومئة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع بن أبي نعيم قلت لا ريب أن الرجل رأس في حياة مشايخه وقد حدث أيضا عن نافع مولى ابن عمر والأعرج وعامر بن عبد الله بن الزبير وأبي الزناد وما هو من فرسان الحديث تلا عليه إسماعيل بن جعفر وإسحاق بن محمد المسيبي وعثمان بن سعيد ورش وعيسى قالون وروى عنه القعني وسعيد بن أبي مريم وخالد بن مخلد ومروان ابن محمد الطاطري وإسماعيل بن أبي أويس وثقه ابن معين وقال أبو حاتم صدوق وقال [[النسائي]] ليس به بأس ولينه [[أحمد بن حنبل]] أعني في الحديث أما في الحروف فحجة بالاتفاق وقيل كان أسود اللون وكان طيب الخلق يباسط أصحابه قال ابن عدي في الكامل له نسخه عن الأعرج نحو من مئة حديث وله نسخة أخرى عن أبي الزناد وله من التفاريق قدرخمسين حديثا ولم أر له شيئا منكرا قلت ينبغي أن يعد حديثه حسنا وباقي أخباره في طبقات القراء وممن قرأ على هذا الإمام مالك الإمام توفي سنة تسع وسنتين ومئة قبل مالك بعشر سنين
 
===محمد بن طلحة===
محمد بن طلحة خ م د ت ق ابن مصرف اليامي الكوفي المحدث أحد الثقات يروي عن أبيه وسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة وزبيد بن الحارث اليامي وعدة حدث عنه [[عبد الرحمن بن مهدي]] وأسد بن موسى وحسان بن حسان البصري وعون بن سلام وجبارة بن المغلس وجماعة قال أبو زرعة صدوق وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال أحمد صالح الحديث ثقة لا يكاد يقول حدثنا يعني إنما يعنعن وقال يحيى بن معين كان يقال يتقى حديث ثلاثة فليح ومحمد ابن طلحة وأيوب بن عتبة رواها عبد الله بن أحمد عنه قال فقلت له ممن سمعت هذا قال من أبي كامل مظفر بن مدرك قال وسمعت أبا كامل يذكر محمد بن طلحة فقال كان يقول ما أذكر أبي إلا شبه الحلم وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن معين هو صالح الحديث وروى عباس عن يحيى ليس بشيء قلت توفي سنة سبع وستين ومئة ويجيء حديثه من أداني مراتب الصحيح ومن أجود الحسن وبهذا يظهر لك أن الصحيحين فيهما الصحيح وما هو أصح منه وإن شئت قلت فيهما الصحيح الذي لا نزاع فيه والصحيح الذي هو حسن وبهذا يظهر لك أن الحسن قسم داخل في الصحيح وأن الحديث النبوي قسمان ليس إلا صحيح وهو على مراتب وضعيف وهو على مراتب والله أعلم
 
===عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم===
عبد الله بن عمر 4 م تبعا ابن حفص بن عاصم ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
 
المحدث الإمام الصدوق أبو عبد الرحمن القرشي العدوي العمري المدني أخو عالم المدينة عبيد الله بن عمر وأخويه عاصم وأبي بكر ولد في أيام سهل بن سعد وأنس بن مالك وحدث عن نافع العمري وسعيد المقبري ووهب بن كيسان والزهري وأبي الزبير وأخيه عبيدالله بن عمر وجماعة حدث عنه وكيع وابن وهب وسعيد بن أبي مريم والقعنبي وإسحاق بن محمد الفروي وأبو جعفر النفيلي وأبو نعيم وعبد العزيز الأويسي وأبو مصعب الزهري وعدد كثير وكان عالما عاملا خيرا حسن الحديث قال [[أحمد بن حنبل]] لا بأس به وقال يحيى بن معين صويلح وكان يحيى القطان لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه وقال ابن المديني ضعيف قال أحمد كان رجلا صالحا وكان يسأل في حياة أخيه عن الحديث فيقول أما وأبو عثمان حي فلا ثم قال أحمد كان يزيد في الأسانيد ويخالف وقال [[النسائي]] ليس بالقوي وقال ابن حبان له عن نافع عن ابن عمر مرفوعا من أتى عرافا... وبه كان {{صل}} إذا توضأ خلل لحيته وبه أن أهل قباء كانوا يجمعون وبه مرفوعا لا يحرم الحلال الحرام وله غير ذلك قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به قلت توفي على الصحيح في سنة إحدى وسبعين ومئة وحديثه يتردد فيه الناقد أما إن تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إن شاء الله
 
===فضيل بن مرزوق===
فضيل بن مرزوق 4 م تبعا المحدث أبو عبد الرحمن العنزي مولاهم الكوفي الأغر حدث عن عدي بن ثابت وأبي سلمة الجهني وعطيه العوفي وشقيق بن عقبة وعدة وقيل إنه روى عن أبي حازم الأشجعي صاحب أبي هريرة حدث عنه وكيع ويزيد وأبو أسامة ويحيى بن آدم وأبو نعيم وعلي بن الجعد وسعيد بن سليمان الواسطي وآخرون وثقه [[سفيان بن عيينة]] ويحيى بن معين وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وجاء عن يحيى أنه ضعفه وقال [[النسائي]] ضعيف وقال الحاكم عيب على مسلم إخراجه في صحيحه قلت ما ذكره في الضعفاء [[البخاري]] ولا العقيلي ولا الدولابي وحديثه في عداد الحسن إنشاء الله وهو شيعي قال ابن حبان منكر الحديث جدا قلت إنما يروي له مسلم في المتابعات وقيل كان يأتي عن عطية ببلايا وقد قال ابن حبان أيضا هو ممن أستخير الله فيه قلت كان يتأله قال الهيثم بن جميل جاء فضيل بن مرزوق وكان من أئمة الهدى زهدا وفضلا إلى الحسن بن حي فأخبره أنه ليس عنده شيء فأخرج له ستة دراهم وقال ليس معي غيرها قال سبحان الله ليس عندك غيرها وأنا آخذها فأبى ابن حي إلا أن يأخذها فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة قلت توفي قبل سنة سبعين ومئة
 
===محمد بن راشد===
محمد بن راشد 4 المكحولي الدمشقي المحدث نزيل البصرة حدث عن مكحول وإليه ينسب فأحسبه ابن مولاه وعن عبدة بن أبي لبابة وليث بن أبي رقية وأبي وهب عبيد الله الكلاعي وسليمان بن موسى وجماعة حدث عنه سفيان وشعبة وماتا قبله وبقية و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وعبد الرزاق وحبان بن هلال وعارم وحفص بن عمر الحوضي وبشر بن الوليد وعلي بن الجعد وشيبان بن فروخ وجماعة خاتمتهم عبد الله بن معاوية الجمحي وثقه الإمام أحمد وقال أبو حاتم صدوق وقال [[النسائي]] وغيره ليس بالقوي وقال الدارقطني يعتبر به وقال أبو أحمد بن عدي ليس بحديثه بأس إذا حدث عنه ثقة فحديثه مستقيم وكناه [[البخاري]] والنسائي أبا يحيى قال عبد الرزاق ما رأيت رجلا أورع منه عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال قال أبو النضر كنت أوصي شعبة بالرصافة فدخل محمد بن راشد فقال لي شعبة أما كتبت عنه أما إنه صدوق ولكنه شيعي قدري وقال الفلاس قدري محمود بن غيلان عن أبي النضر عن شعبة قال لي لا تكتب عن محمد بن راشد فإنه معتزلي رافضي وقال أبو مسهر لم يكن ثقة كان يصحف قال الجوزجاني يشتمل على غير بدعة وكان متحريا للصدق وعن أبي مسهر كان يرى السيف فلم أكتب عنه قال أبو زرعة الدمشقي مات بعد سنة ستين ومئة
 
===هشام بن سعد===
هشام بن سعد م 4 الإمام المحدث الصادق أبو عباد القرشي مولاهم المدني الخشاب يتيم زيد بن أسلم
 
حدث عن سعيد المقبري ونافع العمري وعمرو بن شعيب ونعيم المجمر وابن شهاب وزيد بن أسلم وهو مكثر عنه بصير بحديثه حدث عنه وكيع وابن وهب وابن أبي فديك وأبو عامر العقدي والقعنبي وعبد الله بن نافع وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون قال عباس عن ابن معين فيه ضعف وقال أحمد لم يكن بالحافظ وقال أبو حاتم هو وابن إسحاق عندي سواء وقال أحمد كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه وقال [[أبو داود]] هو ثقة أثبت الناس في زيد بن أسلم وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فقال هو كذا وكذا وروى معاوية بن صالح عن ابن معين ليس بذاك القوي وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه وتقعر ابن حبان كعوائده وذكر أنه يروي عن سعيد بن المسيب كذا في النسخة ثم قال كان ممن ينقل الإسناد وهو لا يفهم ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم فلما كثر مخالفته للأثبات فيما يرويه عن الثقات بطل الاحتجاج به وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه أن النبي {{صل}} قال إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة قلت احتج به مسلم واستشهد به [[البخاري]] ومات في حدود سنة ستين ومئة
 
===أبو جعفر الرازي===
أبو جعفر الرازي 4 عيسى بن ماهان عالم الري يقال إنه ولد بالبصرة وكان يتجر إلى الري ويقيم به ولد في حدود التسعين في حياة بقايا الصحابة
 
حدث عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وقتادة والربيع بن أنس وجماعة
 
حدث عنه ابنه عبد الله وأبو أحمد الزبيري وعبد الله بن داود الخريبي وعبيد الله بن موسى وخلف بن الوليد ويحيى بن أبي بكير وعلي بن الجعد وعدة
 
قال يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم ثقة صدوق وقال [[أحمد بن حنبل]] و[[النسائي]] وغيرهما ليس بالقوي وقال أبو زرعة يهم كثيرا وقال ابن المديني هو عيسى بن أبي عيسى ثقة كان يخلط وقال مرة يكتب حديثه إلا أنه يخطىء وقال حنبل عن أحمد صالح الحديث وروى عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه هو نحو موسى بن عبيدة وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن المديني قال كان عندنا ثقة وقال عمرو بن علي فيه ضعف وقال الساجي صدوق ليس بمتقن قال عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي سمعت أبا جعفر يقول لم أكتب عن الزهري لأنه كان يخضب بالسواد ثم قال الدشتكي زامل أبو جعفر الرازي المهدي ولبس السواد قلت زامل المهدي إلى مكة ومما تفرد به حديث القنوت قال ابن حبان أصله من مرو أنتقل إلى الري كان ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير قلت توفي في حدود سنة ستين ومئة أنبأني علي بن أحمد وطائفة قالوا أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد أنبأنا ابن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي أنبأنا أبو جعفر الرازي عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلىء شعرا وبه أخبرنا أبو جعفر الرازي عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال إذا رفع رأسه من آخر سجدة ثم أحدث فقد تمت صلاته أخبرنا أبو جعفر عن قتادة قال رسول الله {{صل}} إن أعظم الناس خطبا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل
 
===فتح الموصلي===
فتح الموصلي زاهد زمانه فتح بن محمد بن وشاح الأزدي الموصلي أحد الأولياء له عن عطاء بن أبي رباح وعنه المعافى بن عمران ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي وغيرهما وله أحوال ومقامات وقدم راسخ في التقوى عن المعافى قال لم أر أعقل منه قيل كان يوقد في أتون بعدما كان يصيد السمك فشغلته سمكة عن الجماعة فتركه وقد بعث إليه المعافى بألف فردها وأخذ منها درهما واحدا مع فقر أهله وقيل كان لا ينام إلا قاعدا وكان بكاء خوافا متهجدا قيل أتاه متولي الموصل فخرج ابنه وقال هو نائم فصاح ما أنا نائما ما لي ولك قال هذه عشرة آلاف خذها فأبى توفي سنة سبعين ومئة وقيل سنة خمس وستين وهذا هو فتح الموصلي الكبير
 
أما الصغير فمن أقران بشر الحافي
 
===ابن زبر===
ابن زبر خ 4 الإمام المحدث رئيس دمشق أبو زبر عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي الدمشقي حدث عن القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز ومكحول وبسر بن عبيد الله وعبد الله بن عامر المقرئ ونافع العمري وأبي سلام ممطور والزهري وبلال بن سعد وطائفة وعنه ولده إبراهيم والوليد بن مسلم وابن شابور وزيد بن الحباب وشبابة وأبو مسهر ومروان بن محمد وعمرو بن أبي سلمة وأبو المغيرة الخولاني وآخرون وثقه يحيى بن معين وقال دحيم كان ثقة من أشراف أهل البلد وقال [[أحمد بن حنبل]] مقارب الحديث وقال ابن سعد كان ثقة إن شاء الله وقال [[أبو داود]] والدارقطني ثقة وكناه مسلم وجماعة أبا زبر وقال [[البخاري]] كنيته أبو عبد الرحمن قال ابنه ولد أبي في سنة خمس وسبعين ومات سنة خمس وستين ومئة وقيل مات سنة أربع كتب إلي ابن أبي عمر وطائفة سمعوا أبا حفص المؤدب أنبأنا أبو القاسم الشيباني أنبأنا محمد بن محمد أنبأنا أبو بكر البزار حدثنا عبد الله ابن روح حدثنا شبابة حدثنا أبو زبر حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت أهللت مع رسول الله {{صل}} بعمرة في حجته. ومن طبقته [[عبد الله بن العلاء بن خالد]]
 
===عبد الله بن العلاء بن خالد===
عبد الله بن العلاء بن خالد بصري صدوق نزل الري يروي عن الزهري وأشعث الحمراني وعنه زافر بن سليمان وهشام بن عبيد الله وجماعة قال أبو حاتم صالح
 
===فليح بن سليمان===
فليح بن سليمان ع ابن أبي المغيرة واسم جده رافع أو نافع بن حنين الخزاعي ويقال الأسلمي المدني الحافظ أحد أئمة الأثر من موالي آل زيد بن الخطاب واسم فليح عبد الملك وقد غلب عليه اللقب حتى جهل الاسم ولد في آخر أيام الصحابة وهو أسن من مالك بقليل حدث عن ضمرة بن سعيد وسعيد بن الحارث الأنصاري ونافع والزهري ونعيم المجمر وعامر بن عبد الله بن الزبير وهلال بن أبي ميمونة وعباس بن سهل بن سعد وربيعة الرأي وصالح بن عجلان وأبي طوالة وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وأبي حازم الأعرج وعثمان ابن عبد الرحمن التيمي وسالم أبي النضر وزيد بن أسلم وأيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة وعدة وعنه [[ابن المبارك]] وابن وهب وأبو داود الطيالسي ويونس بن محمد المؤدب وأبو عامر العقدي وأبو تميلة المروزي وزيد بن الحباب وعثمان بن عمر بن فارس والهيثم بن جميل وشريح بن النعمان ومحمد ابن سنان العوقي والمعافى بن سليمان ومحمد بن أبان الواسطي ومحمد بن بكار بن الريان ومحمد بن جعفر الوركاني ويحيى الوحاظي وأبو الربيع الزهراني وخلق كثير وروى عنه من شيوخه زيد بن أبي أنيسة وزياد بن سعد وهو أكبر منه وحديثه في الأصول الستة استقلالا ومتابعة وغيره أقوى منه روى عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين ضعيف ما أقربه من أبي أويس وروى عباس عن يحيى ليس بقوي ولا يحتج به هو دون الدراوردي والدراوردي أثبت منه وقال أبو حاتم ليس بالقوي وقال أبو داود بلغني عن يحيى بن معين أنه كان يقشعر من أحاديث فليح بن سليمان وقال أبو حاتم سمعت معاوية بن صالح سمعت يحيى بن معين يقول فليح بن سليمان ليس بثقة ولا ابنه ثم قال أبو حاتم كان ابن معين يحمل على محمد بن فليح وروى عبد الله بن [[أحمد بن حنبل]] عن يحيى بن معين قال ثلاثة يتقى حديثهم محمد بن طلحة بن مصرف وأيوب بن عتبة وفليح بن سليمان قلت ليحيى ممن سمعت هذا قال من مظفر بن مدرك كنت آخذ عنه هذا الشأن وقال أبو داود لا يحتج بفليح وقال زكريا الساجي يهم وإن كان من أهل الصدق وقال أبو عبيد الآجري قلت لأبي داود قال يحيى بن معين عاصم بن عبيد الله وابن عقيل وفليح لا يحتج بحديثهم قال صدق وقال [[النسائي]] فليح ضعيف وقال مرة ليس بالقوي وقال ابن عدي هذا عندي لا بأس به وقد اعتمده [[البخاري]] في صحاحه وله أحاديث صالحة روى عن نافع عن ابن عمر نسخة ويروي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة أحاديث ويروي عن سائر الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب وقد روى عنه زيد بن أبي أنيسة قلت لم يرحل في الحديث ومن أفراده عن ابن طوالة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يستعمله إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة رواه [[أبو داود]]. قال الدارقطني يختلفون في فليح ولا بأس به وقال الساجي أصعب ما رمي به ما ذكر عن ابن معين عن أبي كامل قال كنا نتهمه لأنه كان يتناول من الصحابة وقال سعيد بن منصور مات سنة ثمان وستين ومئة أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن المطهر التميمي بسفح قاسيون سنة أربع وتسعين عن عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا فليح عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنا أبا بكر بعثه في الحجة التي أمره رسول الله {{صل}} قبل حجة الوداع في يوم النحر في رهط يؤذن في الناس أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان صحيح غريب أخرجه البخاري عن أبي الربيع فوافقناه بعلو
 
===إسرائيل بن يونس===
إسرائيل ع إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الحافظ الإمام الحجة أبو يوسف الهمداني السبيعي الكوفي أكثر عن جده وروى أيضا عن زياد بن علاقة وآدم بن علي وآدم ابن سليمان أبي يحيى وإسماعيل السدي وعاصم بن بهدلة وعبد الكريم الجزري وإبراهيم بن عبد الأعلى وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وأشعث ابن أبي الشعثاء وثوير بن أبي فاختة وسعد أبي مجاهد الطائي وسعيد بن مسروق وسماك بن حرب وعامر بن شقيق بن جمرة الأسدي وعبد العزيز ابن رفيع وعثمان بن عاصم ومخارق الأحمسي ومنصور بن المعتمر وخلق كثير وكان من أوعية الحديث ومن مشايخ الإسلام كأبيه وجده وأخيه عيسى حدث عنه أخوه وحجاج الأعور وأحمد بن خالد الوهبي وآدم بن أبي إياس وعبد الرزاق ومحمد بن سابق وشبابة وإسحاق بن منصور السلولي وأحمد بن يونس وحسين بن محمد المروذي وعبد الله بن رجاء وأبو نعيم ومحمد بن كثير العبدي وأبو غسان النهدي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبو سلمة التبوذكي ويحيى بن أبي كثير ووكيع ويحيى ابن آدم وعلي بن الجعد ومعاوية بن عمرو الأزدي وأبو الوليد الطيالسي وخلق كثير روى هارون بن حاتم عن دبيس بن حميد أن مولد إسرائيل سنة مئة روى [[عبد الرحمن بن مهدي]] عن عيسى بن يونس قال قال لي إسرائيل كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن ابن المديني عن يحيى بن سعيد قال إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش وروى حرب الكرماني عن أحمد قال كان ثقة وجعل يعجب من حفظه وأما صالح ابن أحمد فروى عن أبيه قال إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بأخرة وقال أبو طالب سئل أحمد أيما أثبت شريك أو إسرائيل قال إسرائيل كان يؤدي ما سمع كان أثبت من شريك قلت من أحب إليك يونس أو إسرائيل ابنه في أبي إسحاق قال إسرائيل لأنه صاحب كتاب وقال الفضل بن زياد قلت لأبي عبد الله من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق قال يونس وقال [[أبو داود]] قلت لأحمد بن حنبل إسرائيل إذا انفرد بحديث يحتج به قال إسرائيل ثبت الحديث كان يحيى يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات قال روى عنه مناكير ثم قال أحمد ما حدث عنه يحيى ابن سعيد بشيء قال أحمد وإسرائيل إذا حدث من كتابه لا يغادر ويحفظ من كتابه وفي رواية عن أحمد قال شريك أضبط من إسرائيل في أي إسحاق وروى عباس عن يحيى بن معين قال كان القطان لا يحدث عن إسرائيل ولا عن شريك وقال ابن معين قال يحيى بن آدم كنا نكتب عند إسرائيل من حفظه قال يحيى كان إسرائيل لا يحفظ ثم حفظ بعد يعني أنه درس كتابه وقال يحيى إسرائيل أثبت في أبي إسحاق من شيبان وروى أحمد بن زهير وغيره عن يحيى بن معين ثقة وقال العجلي ثقة وقال أبو حاتم الرازي ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق وقال يعقوب بن شبية صدوق وليس بالقوي وقال مرة في حديثه لين قال أحمد بن دواد الحداني سمعت عيسى بن يونس يقول كان أصحابنا سفيان وشريك وعد قوما إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيؤون إلى أبي فيقول اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني وأتقن لها مني وهو كان قائد جده وروى محمد بن عبد الله بن أبي الثلج عن شبابة قلت ليونس أمل علي حديث أبيك قال اكتب عن إسرائيل فإن أبي أمله عليه الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي عن خلف بن تميم سمعت أبا الأحوص إن شاء الله ذكر عن أبي إسحاق قال ما ترك لنا إسرائيل كوة ولا سفطا إلا دحسها كتبا محمد بن الحسين الحنيني سمعت أبا نعيم سئل أيما أثبت إسرائيل أو أبو عوانة قال إسرائيل وقال [[النسائي]] ليس به بأس قلت قد أثنى على إسرائيل الجمهور واحتج به الشيخان وكان حافظا وصاحب كتاب ومعرفة وروى محمد بن أحمد بن البراء عن علي بن المديني إسرائيل ضعيف قلت مشى علي خلف أستاذه يحيى بن سعيد وقفى أثرهما أبو محمد [[ابن حزم]] وقال ضعيف وعمد إلى أحاديثه التي في الصحيحين فردها ولم يحتج بها فلا يلتفت إلى ذلك بل هو ثقة نعم ليس هو في التثبت كسفيان وشعبة ولعله يقاربهما في حديث جده فإنه لازمه صباحا ومساء عشرة أعوام وكان عبد الرحمن بن مهدي يروي عنه ويقويه ولم يصنع يحيى ابن سعيد شيئا في تركه الرواية عنه وروايته عن مجالد
 
وروى عباس عن يحيى بن معين قال زكريا بن أبي زائدة وزهير وإسرائيل حديثهم في أبي إسحاق قريب من السواء وإنما أصحاب أبي إسحاق سفيان وشعبة قال عباس الدوري حدثنا حجين بن المثنى قال قدم إسرائيل بغداد فاجتمع عليه الناس فأقعد فوق مكان مرتفع فقام رجل معه دفتر فجعل يسأله منه ولا ينظر فيه الناس فلما أقام إسرائيل قعد ذاك الرجل فأملاه على الناس وقد كان [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري قلت هذا أنا إليه أميل مما تقدم فإن إسرائيل كان عكاز جده وكان مع علمه وحفظه ذا صلاح وخشوع رحمه الله وأخوه عيسى أتقن منه وأعلم وأعبد رضي الله عنهما وقد طول أبو أحمد بن عدي الترجمة وسرد له عدة أحاديث غرائب وبلغنا عن شقيق البلخي قال أخذت الخشوع عن إسرائيل كنا حوله لا يعرف من عن يمينه ولا من عن شماله من تفكره في الآخرة فعلمت أنه رجل صالح وقال علي بن المديني قال يحيى القطان إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش فقيل ليحيى إن إسرائيل روى عن إبراهيم بن مهاجر ثلاث مئة وعن أبي يحيى القتات ثلاث مئة فقال لم يؤت منه أتي منهما جميعا قلت يشير إلى لين ابن مهاجر والقتات ومن غرائب إسرائيل روى أحمد في مسنده حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن عمر أنه قال لا وأبي فقال رسول الله {{صل}} مه إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك رواته ثقات ومن عواليه أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا حدثنا عبد الله بن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن [[ابن مسعود]] قال أقرأني رسول الله {{صل}} إني أنا الرزاق ذو القوة المتين وهذا حديث غريب قال أبو نعيم الملائي وقعنب بن المحرر مات إسرائيل سنة ستين ومئة وقال ابن سعد وشباب العصفري مات سنة اثنتين وستين ومئة وقال مطين مات سنة إحدى
 
===الحسن بن صالح===
الحسن بن صالح م 4 ابن صالح بن حي واسم حي حيان بن شفي بن هني بن رافع الإمام الكبير أحد الأعلام أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي الفقيه العابد أخو الإمام علي بن صالح وأما [[البخاري]] فنسبه فقال الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حيان وقال أبو أحمد بن عدي الحسن بن صالح بن صالح بن حي بن مسلم ابن حيان قلت هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة قال وكيع ولد سنة مئة روى عن أبيه وسلمة بن كهيل وعبد الله بن دينار وعلي بن الأقمر وسماك بن حرب وإسماعيل السدي وبيان بن بشر وعاصم بن بهدلة وعبد الله بن محمد بن عقيل وأبي إسحاق السبيعي وعاصم الأحول وبكير بن عامر وقيس بن مسلم وليث بن أبي سليم ومنصور بن المعتمر وجابر الجعفي وسهيل بن أبي صالح وعطاء بن السائب وعدة وينزل إلى شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهو صحيح الحديث روى عنه [[ابن المبارك]] ووكيع ومصعب بن المقدام وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى وأسود بن عامر وإسحاق بن منصور السلولي وقبيصة بن عقبة ويحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير وأبو غسان النهدي وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وخلق سواهم أخبرنا عبد الرحمن بن أبي عمر الفقيه كتابة أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا أحمد بن الحسن أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أحمد بن جعفر المالكي حدثنا إسحاق الحربي حدثنا أبو نعيم حدثنا الحسن بن صالح عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أن النبي {{صل}} قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي قال يحيى القطان كان [[سفيان الثوري]] سيىء الرأي في الحسن بن حي وقال زكريا الساجي عن أحمد بن محمد البغدادي قال المزي شيخنا أظنه أبا بكر الأثرم سمعت أبا نعيم يقول دخل الثوري يوم الجمعة من الباب القبلي فإذا الحسن بن صالح يصلي فقال نعوذ بالله من خشوع النفاق وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى وقال العلاء بن عمرو الحنفي عن زافر بن سليمان أردت الحج فقال لي الحسن بن صالح إن لقيت أبا عبد الله سفيان الثوري بمكة فأقره مني السلام وقل أنا على الأمر الأول فلقيت سفيان في الطواف فقلت إن أخاك الحسن بن صالح يقرأ عليك السلام ويقول أنا على الأمر الأول قال فما بال الجمعة قلت كان يترك الجمعة ولا يراها خلف أئمة الجور بزعمه عبيد بن يعيش عن خلاد بن يزيد قال جاءني سفيان فقال الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة ثم قام فذهب أبو سعيد الأشج سمعت ابن إدريس ما أنا وابن حي لا يرى جمعة ولا جهادا محمد بن غيلان عن أبي نعيم قال ذكر الحسن بن صالح عند الثوري فقال ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد {{صل}} قال يوسف بن أسباط كان الحسن بن حي يرى السيف وقال الخريبي شهدت حسن بن صالح وأخاه وشريك معهم فاجتمعوا إليه إلى الصباح في السيف بشر بن الحارث وذكر له أبو بكر عبد الرحمن بن عفان الصوفي فقال سمعت حفص بن غياث يقول هؤلاء يرون السيف أحسبه عنى ابن حي وأصحابه ثم قال بشر هات من لم ير السيف من أهل زمانك كلهم إلا قليل ولا يرون الصلاة أيضا ثم قال كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه قال وكانوا يرون السيف قال أبو صالح الفراء حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن فقال ذاك يشبه أستاذه يعني الحسن بن حي فقلت ليوسف أما تخاف أن تكون هذه غيبة فقال لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبا معمر يقول كنا عند وكيع فكان إذا حدث عن حسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب فقال ما لكم لا تكتبون حديث حسن فقال له أخي بيده هكذا يعني أنه كان يرى السيف فسكت وكيع وقال جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى سمعت جدي يقول كنت أقرأ على علي بن صالح فلما بلغت إلى قوله " فلا تعجل عليهم " سقط الحسن يخور كما يخور الثور فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ورش عليه الماء وأسنده إليه أبو سعيد الأشج سمعت ابن إدريس وذكر له صعق الحسن بن صالح فقال تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن قال أبو أسامة أتيت حسن بن صالح فجعل أصحابه يقولون لا إله إلا الله لا إله إلا الله فقلت ما لي كفرت قال لا ولكن ينقمون عليك صحبة مالك بن مغول وزائدة قلت وأنت تقول هذا لا جلست إليك أبدا محمد بن إسماعيل الأصبهاني عن علي بن الجعد قال كنت مع زائدة في طريق مكة فقال لنا يوما أيكم يحفظ عن مغيرة عن إبراهيم أنه توضأ بكوز الحب مرتين قال فلو قلت حدثنا شريك أو سفيان كنت قد استرحت ولكن قلت حدثنا الحسن بن صالح عن مغيرة قال الحسن ابن صالح أيضا لا حدثتك بحديث أبدا أبو أسامة سمعت زائدة يقول ابن حي قد استصلب منذ زمان وما نجد أحدا يصلبه وقال خلف بن تميم كان زائد يستتيب من أتى حسن بن صالح وقال أحمد بن يونس اليربوعي لو لم يولد الحسن بن صالح كان خيرا له يترك الجمعة ويرى السيف جالسته عشرين سنة ما رأيته رفع رأسه إلى السماء ولا ذكر الدنيا قال محمد بن المثنى ما سمعت يحيى بن سعيد ولا عبد الرحمن حدثا عن الحسن بن صالح بشيء قط ولا عن علي بن صالح وقال الفلاس سألت عبد الرحمن عن حديث من حديث الحسن بن صالح فأبى أن يحدثني به وقد كان يحدث عنه ثلاثة أحاديث ثم تركه قال وذكره يحيى بن سعيد فقال لم يكن بالسكة وروى علي بن حرب الطائي عن أبيه قال قلت لعبد الله بن داود الخريبي إنك لكثير الحديث عن ابن حي قال أفضى به ذمام أصحاب الحديث لم يكن بشيء وقال نصر بن علي الجهضمي كنت عند الخريبي وعند أبي أحمد الزبيري فجعل أبو أحمد يفخم الحسن بن صالح فقال الخريبي متعت بك نحن أعلم بحسن منك إن حسنا كان معجبا والمعجب الأحمق أبو عبيدة بن أبي السفر حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم سمعت رشيدا الخباز وكان عبدا صالحا وقد رآه أبو عبيدة قال خرجت مع مولاي إلى مكة فجاورنا فلما كان ذات يوم جاء إنسان فقال لسفيان يا أبا عبد الله قدم اليوم حسن وعلي ابنا صالح قال وأين هما قال في الطواف قال إذا مرا فأرنيهما فمر أحدهما فقلت هذا علي ومر الآخر فقلت هذا حسن فقال أما الأول فصاحب آخرة وأما الآخر فصاحب سيف لا يملأ جوفه شيء قال فيقوم إليه رجل ممن كان معنا فأخبر عليا ثم مضى مولاي إلى علي يسلم عليه وجاء سفيان يسلم عليه فقال له علي يا أبا عبد الله ما حملك على أن ذكرت أخي أمس بما ذكرته ما يؤمنك أن تبلغ هذه الكلمة ابن أبي جعفر فيبعث إليه فيقتله قال فنظرت إلى سفيان وهو يقول أستغفر الله وجادتا عيناه الحميدي عن سفيان حدثنا صالح بن حي وكان خيرا من ابنيه وكان علي خيرهما قال محمد بن علي الوراق سألت [[أحمد بن حنبل]] عن الحسن بن صالح كيف حديثه فقال ثقة وأخوه ثقة ولكنه قدم موته وروى علي بن الحسن الهسنجاني عن أحمد بن حنبل قال الحسن ابن صالح صحيح الرواية يتفقه صائن لنفسه في الحديث والورع وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه هو أثبت من شريك وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى ثقة وروى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى ثقة مأمون وروى أحمد بن أبي مريم عن يحيى ثقة مستقيم الحديث وروى عباس عن يحيى يكتب رأي الحسن بن صالح والأوزاعي هؤلاء ثقات وروى عثمان بن سعيد عن يحيى قال ابنا صالح ثقتان مأمونان وقال أبو زرعة اجتمع في حسن إتقان وفقه وعبادة وزهد وقال أبو حاتم ثقة حافظ متقن وقال [[النسائي]] ثقة الساجي عن أحمد بن محمد عن أحمد بن حنبل قال وكيع حدثنا الحسن قيل من الحسن قال الحسن بن صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير أو شبهته بسعيد بن جبير قلت بينهما قدر مشترك وهو العلم والعبادة والخروج على الظلمة تدينا أحمد بن أبي الحواري سمعت وكيعا يقول لا يبالي من رأى الحسن ابن صالح ألا يرى الربيع بن خيثم أحمد بن عثمان الأودي عن أبي يزيد عبد الرحمن بن مصعب المعني قال صحبت السادة [[سفيان الثوري]] وصحبت ابني حي عليا والحسن وصحبت وهيب بن الورد وقال يحيى بن أبي بكير قلت للحسن بن صالح صف لنا غسل الميت فما قدر عليه من البكاء وعن عبدة بن سليمان قال إني أرى الله يستحي أن يعذب الحسن ابن صالح وقال أبو نعيم حدثنا الحسن بن صالح وما كان دون الثوري في الورع والقوة الحنيني سمعت أبا غسان يقول الحسن بن صالح خير من شريك من هنا إلى خراسان قال محمد بن عبد الله بن نمير كان أبو نعيم يقول ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شيء غير الحسن بن صالح وقال أحمد بن يونس سأل الحسن بن صالح رجلا عن شيء فقال لا أدري فقال الآن حين دريت وقال ابن أبي الحواري عن عبد الرحيم بن مطرف كان الحسن بن صالح إذا أراد أن يعظ أحدا كتب في ألواحه ثم ناوله وقال محمد بن زياد الرازي عن أبي نعيم سمعت الحسن بن صالح يقول فتشت الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان وقال علي بن المنذر الطريفي عن أبي نعيم قال كتبت عن ثمان مئة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح قال ابن عدي للحسن بن صالح قوم يحدثون عنه بنسخ فعند سلمة ابن عبد الملك العوصي عنه نسخة وعند أبي غسان النهدي عنه وعند يحيى بن فضيل عنه نسخة إلى أن قال ولم أجد له حديثا منكرا مجاوز المقدار وهو عندي من أهل الصدق قلت ما له رواية في [[صحيح البخاري]] بل ذكره في الشهادات وكان من أئمة الاجتهاد وقد قال وكيع كان الحسن بن صالح وأخوه وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء فكل واحد يقوم ثلثا فماتت أمهما فأقتسما الليل ثم مات علي فقام الحسن الليل كله وعن أبي سليمان الداراني قال ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح قام ليلة ب " عم يتساءلون " النبأ فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر وقال الحسن بن صالح ربما أصبحت وما معي درهم وكأن الدنيا قد حيزت لي وعن الحسن بن صالح قال إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا من الشر وعنه أنه باع مرة جارية فقال إنها تنخمت عندنا مرة دما قال وكيع حسن بن صالح عندي إمام فقيل له إنه لا يترحم على عثمان فقال أفتترحم أنت على الحجاج قلت لا بارك الله في هذا المثال ومراده أن ترك الترحم سكوت والساكت لا ينسب إليه قول ولكن من سكت عن ترحم مثل الشهيد أمير المؤمنين عثمان فإن فيه شيئا من تشيع فمن نطق فيه بغض وتنقص وهو شيعي جلد يؤدب وإن ترقى إلى الشيخين بذم فهو رافضي خبيث وكذا من تعرض للإمام علي بذم فهو ناصبي يعزر فإن كفره فهو خارجي مارق بل سبيلنا أن نستغفر للكل ونحبهم ونكف عما شجر بينهم
 
قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا إسحاق بن جبلة قال دخل الحسن بن صالح يوما السوق وأنا معه فرأى هذا يخيط وهذا يصبغ فبكى وقال أنظر إليهم يتعللون حتى يأتيهم الموت وروى عن الحسن بن صالح أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه قال حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي كنت عند إبني صالح ورجل يقرأ " لا يحزنهم الفزع الأكبر " فالتفت علي إلى أخيه الحسن وقد اخضر واصفر فقال يا حسن إنها أفزاع فوق أفزاع ورأيت الحسن أراد أن يصيح ثم جمع ثوبه فعض عليه حتى سكن عنه وقد ذبل فمه واخضار واصفار أحمد بن عمران بن جعفر البغدادي حدثنا يحيى بن آدم قال قال الحسن بن صالح قال لي أخي وكنت أصلي يا أخي أسقني قال فلما قضيت صلاتي أتيته بماء فقال قد شربت الساعة قلت من سقاك وليس في الغرفة غيري وغيرك قال أتاني الساعة جبريل بماء فسقاني وقال أنت وأخوك وأمك مع الذين أنعم الله عليهم وخرجت نفسه قلت كان يرى الحسن الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم ولكن ما قاتل أبدا وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق قال عبد الله بن داود الخريبي ترك الحسن بن صالح الجمعة فجاء فلان فجعل يناظره ليلة إلى الصباح فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم وإلى الخروج عليهم وهذا مشهور عن الحسن بن صالح ودفع الله عنه أن يؤخذ فيقتل بدينه وعبادته قال [[البخاري]] قال أبو نعيم مات الحسن بن صالح سنة تسع وستين ومئة قلت عاش تسعا وستين سنة وكان هو وأخوه [[../علي بن صالح بن حي|علي]] توأما
 
===علي بن صالح بن حي===
علي بن صالح بن حي م 4 الإمام القدوة الكبير أبو الحسن حدث عن سلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وسماك بن حرب وعدة وكان طلبه للعلم هو وأخوه معا ومات كهلا قبل [[../الحسن بن صالح|أخيه]] بمدة حدث عنه أخوه الحسن ووكيع وعبيد الله بن موسى وعبد الله بن داود وأبو نعيم وخالد بن مخلد القطواني وإسماعيل بن عمرو البجلي وآخرون ولم يشتهر حديثه لقدم موته وثقه [[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن معين كما قدمنا في سيرة أخيه قال عبد الله بن موسى سمعت الحسن بن صالح يقول لما احتضر أخي رفع بصره ثم قال " مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " ثم خرجت نفسه فنظرنا فإذا ثقب في جنبه قد وصل إلى جوفه وما علم به أحد قلت وكانا مقرئين مجودين للأداء تلا علي على عاصم ثم على حمزة وتصدر للإقراء فقرأ عليه عبيد الله بن موسى وغيره ولعلي حديث واحد في [[صحيح مسلم]] في حسن الخلق مات سنة أربع وخمسين ومئة ولم يدخل هذا في رأي أخيه من ترك جمعه ولا غيره وأما قول محمد بن مثنى الزمن ما رأيت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يحدث عن علي بن صالح بشيء فهذا لا يدل على ضعفه بل لم يدرك عبد الرحمن عليا فيما أظن
 
===صالح بن صالح===
فأما [[../علي بن صالح بن حي|أبوهما]] صالح بن صالح ع فصدوق موثق من أصحاب الشعبي وثقه [[النسائي]] وغيره وحديثه في الكتب الستة مات قبل الأعمش وقد قال فيه أحمد بن عبد الله العجلي ليس بقوي
 
===صالح بن حيان القرشي===
فأما [[../صالح بن صالح|سميه]] صالح بن حيان القرشي الكوفي أيضا فقد يشتبه بصالح بن حين وليس هو به بل هذا يروي عن ابن بريدة وأبي وائل ونافع وسويد بن غفلة وعدة روى عنه علي بن مسهر وعبدة بن سليمان وطائفة وهو واه قال ابن عدي عامة ما يرويه غير محفوظ وقال يحيى بن معين ضعيف وقال [[البخاري]] فيه نظر وقال [[النسائي]] ليس بثقة وقد كان شيخنا [[ابن تيمية|أبو العباس]] اعتمد في كتاب [[الصارم المسلول]] له على حديث لصالح بن حيان هذا وقواه وتم عليه الوهم في ذلك رواه حجاج بن الشاعر وهو حافظ عن الحافظ زكريا بن عدي عن علي بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال كان حي من بني ليث على ميلين من المدينة وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه فأتاهم وعليه حلة فقال إن رسول الله {{صل}} كساني هذه وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم ثم انطلق فنزل على المرأة التي كان خطبها فأرسل القوم إلى رسول الله فقال كذب عدو الله ثم أرسل رجلا فقال إن وجدته حيا وما أراك تجده حيا فاضرب عنقه وإن وجدته ميتا فأحرقه فجاء فوجده قد لدغته أفعى فمات فحرقه فذلك قول النبي {{صل}} من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وساقه شيخنا من طريق أبي القاسم البغوي عن يحيى الحماني عن علي بن مسهر وهذا حديث منكر ولم يأت به سوى صالح بن حيان القرشي هذا الضعيف
 
===أبو دلامة===
{{سير أعلام النبلاء/شعراء}}
 
أبو دلامة الشاعر النديم صاحب النوادر زند بن الجون وكان أسود من الموالي حضر جنازة حمادة زوجة المنصور فقال له المنصور ما أعددت لهذه الحفرة قال حمادة يا أمير المؤمنين فأضحكه توفي أبو دلامة سنة إحدى وستين ومئة ويقال عاش إلى أوائل دولة الرشيد وقيل إنه دخل على المهدي إذ قدم من الري يهنئه فقال
 
إني حلفت لئن رأيتك سالما * بقرى العراق وأنت ذو وفر
 
لتصلين على النبي محمد * ولتملأن دراهما حجري
 
فقال أما الأولى فنعم قال إنهما كلمتان فلا يفرق بينهما فضحك وملأ حجره دراهم
 
===زائدة===
زائدة ع ابن قدامة الإمام الثبت الحافظ أبو الصلت الثقفي الكوفي
 
حدث عن زياد بن علاقة وعاصم بن أبي النجود وسماك بن حرب وأبي إسحاق السبيعي وشبيب بن غرقدة وأبي طوالة وأبي الزناد ومنصور بن المعتمر وحصين وبيان بن بشر وإسماعيل السدي وسليمان التيمي وعاصم بن كليب والمختار بن فلفل وموسى بن أبي عائشة وعطاء بن السائب وعبد الله بن محمد بن عقيل وخلق كثير وعنه [[ابن المبارك]] أبو أسامة و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو داود ويحيى بن أبي بكير ومصعب بن المقدام ومعاوية بن عمرو الأزدي وحسين بن علي الجعفي وأبو نعيم ومحمد بن سابق وخلف بن تميم وطلق بن غنام وأبو الوليد الطيالسي وأحمد بن عبد الله بن يونس وخلق سواهم قال عثمان بن زائدة الرازي قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان من ترى أن أسمع منه قال عليك بزائدة بن قدامة و[[سفيان بن عيينة]] وقال أبو أسامة حدثنا زائدة وكان من أصدق الناس وأبرهم وقال أبو داود حدثنا زائدة وكان لا يحدث قدريا ولا صاحب بدعة يعرفه وروى صالح بن علي الهاشمي عن [[أحمد بن حنبل]] المتثبتون في الحديث أربعة سفيان وشعبة وزهير وزائدة وروى أحمد بن الحسن الترمذي عن أحمد بن حنبل قال إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبال أن لا تسمعه عن غيرهما إلا حديث أبي إسحاق وقال أبو زرعة صدوق من أهل العلم وقال أبو حاتم ثقة صاحب سنة هو أحب إلي من أبي عوانة وأحفظ من شريك وأبي بكر بن عياش قال وكان غرض حديثه على [[سفيان الثوري]] قال أحمد العجلي ثقة صاحب سنة لا يحدث أحدا حتى يسأل عنه فإن كان صاحب سنة حدثه وإلا لم يحدثه وكان قد عرض حديثه على سفيان وروى عنه سفيان قلت وقد كان صنف حديثه وألف في القراءات وفي التفسير والزهد قال أحمد بن يونس رأيت زهير بن معاوية جاء إلى زائدة فكلمه في رجل يحدثه فقال أمن أهل السنة هو قال ما أعرفه ببدعة فقال من أهل السنة هو فقال زهير متى كان الناس هكذا فقال زائدة متى كان الناس يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قال [[النسائي]] وغيره ثقة وقال مطين مات في أرض الروم عام غزا الحسن بن قحطبة سنة ستين أو إحدى وستين ومئة قلت مات في أول سنة إحدى قرأت على أحمد بن هبه الله بن تاج الأمناء أخبركم أبو روح عبد المعز ابن محمد أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو يعلى الصابوني أنبأنا عبد الله بن محمد الرازي حدثنا محمد بن أيوب بن الضريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي ليلى عن معاذ قال جاء رجل فقال يا رسول الله رجل لقي امرأة فصنع بها ما يصنع الرجل بأمرأته إلا أنه لم يجامعها قال فأنزل الله تعالى " أقم الصلاة طرفي النهار " الآية فقال له توضأ وصل قلت يا رسول الله هذا له خاصة أو للناس عامة قال للناس أو للمسلمين عامة أخرجه [[الترمذي]] والنسائي من حديث زائدة وعلته أن شعبة رواه عن عبد الملك فأرسله لم يذكر معاذا وعبد الرحمن ما أدرك معاذا
 
===إبراهيم بن طهمان===
إبراهيم بن طهمان ع ابن شعبة الإمام عالم خراسان أبو سعيد الهروي نزيل نيسابور ثم حرم الله تعالى ولد في آخر زمان الصحابة الصغار وارتحل في طلب العلم فحمل عن آدم بن علي وثابت البناني وعبد العزيز بن رفيع وسماك بن حرب وأبي حصين ومحمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة ومنصور بن المعتمر وأبي جمرة الضبعي وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير وعاصم ابن بهدلة وعاصم بن سليمان وحسين المعلم وعطاء بن أبي مسلم الخراساني وعبد العزيز بن صهيب ومطر الوراق ويحيى بن سعيد وخلق سواهم وعنه صفوان بن سليم شيخه وأبو حنيفة ومحمد بن جعفر بن أبي كثير و[[ابن المبارك]] وحفص بن عبد الله السلمي وأبو عامر العقدي وعمر ابن عبد الله بن رزين و[[عبد الرحمن بن مهدي]] ومحمد بن سابق ومعن القزاز ويحيى بن أبي بكير ويحيى بن الضريس وأبو حذيفة النهدي وعبد الرحمن بن سلام الجمحي ومحمد بن سنان العوقي وأمم سواهم وثقه ابن المبارك وأحمد وأبو حاتم وغيرهم وقال عبد الله بن أحمد عن يحيى بن معين لا بأس به وقال أبو حاتم أيضا حسن الحديث صدوق وقال عثمان بن سعيد لم يزل الأئمة يشتهون حديثه ويرغبون فيه ويوثقونه وقال [[أبو داود]] ثقة من أهل سرخس خرج يريد الحج فقدم نيسابور فوجدهم على قول جهم فقال الإقامة على هؤلاء أفضل من الحج فأقام فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء وقال صالح محمد جزرة ثقة حسن الحديث يميل شيئا إلى الإرجاء في الإيمان حبب الله حديثه إلى الناس جيد الرواية قال إسحاق بن راهويه كان صحيح الحديث كثير السماع ما كان بخراسان أكثر حديثا منه وهو ثقة وقال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي سمعت [[سفيان بن عيينة]] يقول ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد قلت له فإبراهيم بن طهمان قال كان ذاك مرجئا ثم قال أبو الصلت لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث أن الإيمان قول بلا عمل وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران ردا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب وسمعت وكيعا يقول سمعت الثوري يقول في آخر أمره نحن نرجو لجميع أهل الكبائر الذين يدينون ديننا ويصلون صلاتنا وإن عملوا أي عمل قال وكان شديدا على الجهمية قال يحيى بن أكثم كان إبراهيم من أنبل الناس بخراسان والعراق والحجاز وأوثقهم وأوسعهم علما
 
قال حفص بن عبد الله سمعت إبراهيم بن طهمان يقول والله الذي لا إله إلا هو لقد رأى محمد ربه وقال حماد بن قيراط سمعت إبراهيم بن طهمان يقول الجهمية والفدرية كفار وقال أبو حاتم شيخان بخراسان مرجئان أبو حمزة السكري وإبراهيم بن طهمان وهما ثقتان وقال أبو زرعة كنت عند أحمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فجلس وقال لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ وقال أحمد كان مرجئا شديدا على الجهمية قال غسان أخو مالك بن سليمان كنا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إلى القرية فكان لا يرضى منا حتى يطعمنا وكان شيخا واسع القلب وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ أنبأني علي بن البخاري أنبأنا أبو اليمن الكندي عام ست مئة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا محمد بن عمر بن بكير حدثنا الحسين بن أحمد الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين سمعت إسحاق بن محمد بن بورجه يقول قال مالك بن سليمان كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة يأخذ في كل وقت وكان يسخو به فسئل مرة في مجلس الخليفة فقال لا أدري قالوا له تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة فقال إنما آخذ على ما أحسن ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال علي ولا يفنى مالا أحسن فأعجب أمير المؤمنين جوابه وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته قلت شذ الحافظ محمد بن عبد الله بن عمار فقال إبراهيم بن طهمان ضعيف مضطرب الحديث وقال الدارقطني وغيره ثقة إنما تكلموا فيه للإجاء وقال الجوزجاني فاضل يرمى بالإرجاء وكذلك أشار السليماني إلى تليينه وقال أنكروا عليه حديثه عن أبي الزبير عن جابر في رفع اليدين وحديثه عن شعبة عن قتادة في سدرة المنتهى وقال [[أحمد بن حنبل]] هو صحيح الحديث مقارب قلت له ما ينفرد به ولا ينحط حديثه عن درجة الحسن أخبرنا جماعة في كتابهم أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا ابن عبد الباقي وأحمد بن محمد بن ملوك قالا أنبأنا القاضي أبو الطيب الطبري أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد بجرجان حدثنا أبو خليفة الجمحي حدثنا عبد الرحمن بن سلام حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الهمذاني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله {{صل}} من ذكرت عنده فليصل علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا
 
روي عن مالك بن سليمان الهروي مات سنة ثلاث وستين ومئة إبراهيم بن طهمان وقيل سنة ثمان أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن المنادي أنبأنا العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي في رجب سنة عشرين وست مئة أنبأنا محمد بن عبد الباقي وقرأت على ست الأهل بنت علوان أنبأنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرتنا فخر النساء شهدة قالا أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي أنبأنا علي بن محمد المعدل أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا محمد بن سنان العوقي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بذيل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد هذا حديث صالح السند ولم يخرجوه في الكتب الستة وأخبرناه سنقر القضائي أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف أنبأنا عبد الحق اليوسفي أنبأنا علي بن محمد العلاف أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن يونس بن مبارك الأحول حدثنا محمد بن سنان بهذا لكنه قال متى كنت أخبرنا محمد بن أبي عصرون أنبأنا أبو روح إجازة أنبأنا تميم أنبأنا أبو سعد أنبأنا أبو عمرو الحيري أنبأنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن سلام حدثان إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال لما مات أبو طالب أتيت رسول الله {{صل}} فقلت إن عمك الشيخ الضال مات قال اذهب فواره ولا تحدث شيئا حتى تأتيني ففعلت الذي أمرني به ثم أتيته فقال لي اغتسل وعلمني دعوات هي أحب إلي من حمر النعم
 
===أبو حمزة السكري===
أبو حمزة السكري ع الحافظ الإمام الحجة محمد بن ميمون المروزي عالم مرو حدث عن زياد بن علاقة وعبد العزيز بن رفيع وأبي إسحاق ومنصور بن المعتمر وعاصم بن بهدلة وعاصم الأحول وسليمان الأعمش وعبد الكريم الجزري وعبد الملك بن عمير وجابر الجعفي ومطرف بن طريف وعدة وعنه [[ابن المبارك]] وأبو تميلة والفضل السيناني وعتاب بن زياد وعلي بن الحسن بن شقيق وعبدان بن عثمان وسلام بن واقد والفضل بن خالد البلخي النحوي وآخرون خاتمتهم نعيم بن حماد الحافظ قال أحمد ما بحديثه عندي بأس هو أحب إلي من حسين بن واقد وقال عباس الدوري كان أبو حمزة من الثقات وكان إذا مرض عنده من قد رحل إليه ينظر إلى ما يحتاج إليه من الكفاية فيأمر بالقيام به ولم يكن يبيع السكر وإنما سمي السكري لحلاوة كلامه وروى ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال روى أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ وذكره بصلاح كان إذا مرض الرجل من جيرانه تصدق بمثل نفقة المريض لما صرف عنه من العلة وقال [[النسائي]] وقال ابن راهويه عن حفص بن حميد سمع ابن المبارك يقول أبو حمزة صاحب حديث أو كما قال وحسين بن واقد ليس بحافظ ولا يترك حديثه سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك قال السكري وإبراهيم بن طهمان صحيحا الكتاب وقال إبراهيم بن رستم قال أبو حمزة اختلفت إلى إبراهيم الصائغ نيفا وعشرين سنة ما علم أحد من أهل بيتي أين ذهبت ولا من أين جئت قلت لأن إبراهيم الصائغ كان في السجن سجن المسودة ولا يذهب أحد إليه إلا مختفيا وقال يحيى بن أكثم بلغني عن ابن المبارك أنه سئل عن الأتباع فقال الأتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة قال علي بن الحسين بن شقيق سئل عبد الله عن الأئمة الذين يفتدى بهم فذكر أبا بكر وعمر حتى أنتهى إلى أبي حمزة وأبو حمزة يومئذ حي قال العباس بن مصعب المروزي كان أبو حمزة مستجاب الدعوة أحمد بن عبد الله بن حكيم عن معاذ بن خالد سمعت أبا حمزة السكري يقول ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف وروى إبراهيم الحربي عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال أراد جار لأبي حمزة السكري أن يبيع داره فقيل له بكم قال بألفي ثمن الدار وبألفين جوار أبي حمزة فبلغ ذلك أبا حمزة فوجه إليه بأربعة آلاف وقال لا تبع دارك قال علي بن الحسن بن شقيق وعبد العزيز بن أبي رزمة مات أبو حمزة سنة سبع وستين ومئة قال آخر سنة ثمان والأول أصح
 
===إبراهيم بن أدهم بن منصور===
إبراهيم بن أدهم ابن منصور بن يزيد بن جابر القدوة الإمام العارف سيد الزهاد أبو إسحق العجلي وقيل التميمي الخراساني البلخي نزيل الشام مولده في حدود المئة حدث عن أبيه ومحمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة وأبي إسحاق السبيعي ومنصور بن المعتمر ومالك بن دينار وأبي جعفر محمد بن علي وسليمان الأعمش وابن عجلان ومقاتل بن حيان حدث عنه رفيقه [[سفيان الثوري]] وشقيق البلخي وبقية بن الوليد وضمرة بن ربيعة ومحمد بن حمير وخلف بن تميم ومحمد بن يوسف الفريابي وإبراهيم بن بشار الخراساني خادمه وسهل بن هاشم وعتبة بن السكن وحكى عنه [[الأوزاعي]] وأبو إسحاق الفزاري قال [[البخاري]] قال لي قتيبة إبراهيم بن أدهم تميمي يروي عن منصور قال ويقال له العجلي وقال ابن معين هو من بني عجل وذكر المفضل الغلابي أنه هرب من أبي مسلم صاحب الدعوة قال [[النسائي]] هو ثقة مأمون أحد الزهاد وعن الفضل بن موسى قال حج والد إبراهيم بن أدهم وزوجته فولدت له إبراهيم بمكة وعن يونس البلخي قال كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا " اتق الله عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عن دابته ورفض الدنيا وفي رسالة القشيري قال هو من كورة بلخ من أبناء الملوك أثار ثعلبا أو أرنبا فهتف به هاتف ألهذا خلقت أم بهذا أمرت فنزل وصادف راعيا لأبيه فأخذ عباءته وأعطاه فرسه وما معه ودخل البادية وصحب الثوري و[[الفضيل بن عياض]] ودخل الشام وكان يأكل من الحصاد وحفظ البساتين ورأى في البادية رجلا علمه الاسم الأعظم فدعا به فرأى الخضر وقال إنما علمك أخي داود رواها علي بن محمد المصري الواعظ حدثنا أبو سعيد الخراز حدثنا إبراهيم بن بشار حدثني إبراهيم بن أدهم بذلك لما سألته عن بدء أمره ورويت عن ابن بشار بإسناد آخر وزاد قال فسألت بعض المشايخ عن الحلال فقال عليكم بالشام فصرت إلى المصيصة فعملت بها أياما ثم قيل لي عليك بطرسوس فإن بها المباحات فبينا أنا على باب البحر اكتراني رجل أنطر بستانه فمكثت مدة قال المسيب بن واضح حدثنا أبو عتبة الخواص سمعت إبراهيم بن أدهم يقول من أراد التوبة فليخرج من المظالم وليدع مخالطة الناس وإلا لم ينل ما يريد قال خلف بن تميم سمعت إبراهيم يقول رآني ابن عجلان فاستقبل القبلة ساجدا وقال سجدت لله شكرا حين رأيتك قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] قلت لابن المبارك إبراهيم بن أدهم ممن سمع قال قد سمع من الناس وله فضل في نفسه صاحب سرائر وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من الخير ولا أكل مع قوم قط إلا كان آخر من يرفع يده أبو نعيم سمعت سفيان يقول كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل ولوكان في الصحابة لكان رجلا فاضلا قال بشر الحافي ما أعرف عالما إلا وقد أكل بدينه إلا وهيب بن الورد وإبراهيم بن أدهم ويوسف بن أسباط وسلم الخواص قال شقيق بن إبراهيم قلت لإبراهيم بن أدهم تركت خراسان قال ما تهنأت بالعيش إلا في الشام أفر بديني من شاهق إلى شاهق فمن رآني يقول موسوس ومن رآني يقول جمال يا شقيق ما نبل عندنا من نبل بالجهاد ولا بالحج بل كان يعقل ما يدخل بطنه قال خلف بن تميم سألت إبراهيم منذ كم قدمت الشام قال منذ أربع وعشرين سنة ما جئت لرباط ولا لجهاد جئت لأشبع من خبز الحلال وعن إبراهيم قال الزهد فرض وهو الزهد في الحرام وزهد سلامة وهو الزهد في الشبهات وزهد فضل وهو الزهد في الحلال
 
يحيى بن عثمان البغدادي حدثنا بقية قال دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه فأتيته فجلس فوضع رجله اليسرى تحت أليته ونصب اليمنى ووضع مرفقه عليها ثم قال هذه جلسة رسول الله {{صل}} كان يجلس جلسة العبد خذوا بسم الله فلما أكلنا قلت لرفيقه أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته قال كنا صياما فلم يكن لنا ما نفطر عليه فأصبحنا فقلت هل لك يا أبا إسحاق أن نأتي الرستن فنكري أنفسنا مع الحصادين قال نعم قال فاكتراني رجل بدرهم فقلت وصاحبي قال لا حاجة لي فيه أراه ضعيفا فما زلت به حتى اكتراه بثلثين فاشتريت من كرائي حاجتي وتصدقت بالباقي فقربت إليه الزاد فبكى وقال أما نحن فاستوفينا أجورنا فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا فغضبت فقال أتضمن لي أنا وفيناه فأخذت الطعام فتصدقت به وبالإسناد عن بقية قال كنا مع إبراهيم في البحر فهاجت ريح واضطربت السفينة وبكوا فقلنا يا أبا إسحاق ما ترى فقال يا حي حين لا حي ويا حي قبل كل حي ويا حي بعد كل حي يا حي يا قيوم يا محسن يا مجمل قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك فهدأت السفينة من ساعته ضمرة سمعت ابن ادهم قال أخاف أن لا أؤجر في تركي أطايب الطعام لأني لا أشتهيه وكان إذا جلس على طعام طيب قدم إلى أصحابه وقنع بالخبز والزيتون محمد بن ميمون المكي حدثنا [[سفيان بن عيينة]] قال قيل لإبراهيم ابن أدم لو تزوجت قال لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت عن خلف بن تميم قال دخل إبراهيم الجبل واشترى فأسا فقطع حطبا وباعه واشترى ناطفا وقدمه إلى أصحابه فأكلوا فقال يباسطهم كأنكم تأكلون في رهن عصام بن رواد بن الجراح حدثنا أبي قال كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم فأتاه رجل بباكورة فنظر حوله هل يرى ما يكافئه فنظر إلى سرجي فقال خذ ذاك السرج فأخذه فسررت حين نزل مالي بمنزلة ماله قال علي بن بكار كان إبراهيم من بني عجل كريم الحسب وإذا حصد ارتجز وقال * اتخذ الله صاحبا ودع الناس جانبا * وكان يلبس فروا بلا قميص وفي الصيف شقتين بأربعة دراهم إزار ورداء ويصوم في الحضر والسفر ولا ينام الليل وكان يتفكر ويقبض أصحابه أجرته فلا يمسها بيده ويقول كلوا بها شهواتكم وكان ينطر وكان يطحن بيد واحدة مدين من قمح قال أبو يوسف الغسولي دعا [[الأوزاعي]] إبراهيم بن أدهم فقصر في الأكل فقال لم قصرت قال رأيتك قصرت في الطعام بشر الحافي حدثنا يحيى بن يمان قال كان سفيان إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم تحرز من الكلام [[عبد الرحمن بن مهدي]] عن طالوت سمعت إبراهيم بن أدهم يقول ما صدق الله عبد أحب الشهرة قلت علامة المخلص الذي قد يحب شهرة ولا يشعر بها أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد ولا يبرىء نفسه بل يعترف ويقول رحم الله من أهدى إلي عيوبي ولا يكن معجبا بنفسه لا يشعر بعيوبها بل لا يشعر أنه لا يشعر فإن هذا داء مزمن عصام بن رواد سمعت عيسى بن حازم النيسابوري يقول كنا بمكة مع إبراهيم بن أدهم فنظر إلى أبي قبيس فقال لو أن مؤمنا مستكمل الإيمان يهز الجبل لتحرك فتحرك أبو قبيس فقال اسكن ليس إياك أردت قال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن منصور حدثنا الحارث بن النعمان قال كان إبراهيم بن أدهم يجتني الرطب من شجر البلوط وعن مكي بن إبراهيم قال قيل لابن أدهم ما تبلغ من كرامة المؤمن قال أن يقول للجبل تحرك فيتحرك قال فتحرك الجبل فقال ما إياك عنيت وعن إبراهيم بن أدهم قال كل ملك لا يكون عادلا فهو واللص سواء وكل عالم لا يكون تقيا فهو والذئب سواء وكل من ذل لغير الله فهو والكلب سواء أخبرنا أحمد بن إبراهيم الجلودي وغيره أن عبد الله بن اللتي أخبرهم قال أنبأنا جعفر بن المتوكل أنبأنا أبو الحسن بن العلاف حدثنا الحمامي حدثنا جعفر الخلدي حدثني إبراهيم بن نصر حدثنا إبراهيم بن بشار سمعت إبراهيم بن أدهم يقول وأي دين لو كان له رجال من طلب العلم لله كان الخمول أحب إليه من التطاول والله ما الحياة بثقة فيرجى نومها ولا المنية بعذر فيؤمن عذرها ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ومن طلب التوبة بالتواني ومن العيش الباقي بالعيش الفاني وبه قال ابن بشار أمسينا مع إبراهيم ليلة ليس لنا ما نفطر عليه فقال يا ابن بشار ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة ولا حج ولا صدقة ولا صلة رحم لا تغتنم فرزق الله سيأتيك نحن والله الملوك الأغنياء تعجلنا الراحة لا نبالي على أي حال كنا إذا أطعنا الله ثم قام إلى صلاته وقمت إلى صلاتي فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير فوضعه فقال كل يا مغموم فدخل سائل فأعطاه ثلاثة أرغفة مع تمر وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين وكنت معه فأتينا على قبر مسنم فترحم عليه وقال هذا قبر حميد ابن جابر أمير هذه المدن كلها كان غارقا في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها بلغني أنه سر ذات يوم بشيء ونام فرأى رجلا بيده كتاب ففتحه فإذا هو كتاب بالذهب لا تؤثرن فانيا على باق ولا تغترن بملكك فإن ما أنت فيه جسيم لولا أنه عديم وهو ملك لولا أن بعده هلك وفرح وسرور لولا أنه غرور وهو يوم لو كان يوثق له بعد فسارع إلى أمر الله فإن الله قال " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فخرج من ملكه وقصد هذا الجبل فعبد الله فيه حتى مات وروي أن إبراهيم بن أدهم حصد ليلة ما يحصده عشرة فأخذ أجرته دينارا أنبأنا أحمد بن سلامة عن عبد الرحيم بن محمد أنبأنا الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا السراج سمعت إبراهيم بن بشار يقول قلت لإبراهيم بن أدهم كيف كان بدء أمرك قال غير ذا أولى بك قال قلت أخبرني لعل الله أن ينفعنا به يوما قال كان أبي من الملوك المياسير وحبب إلينا الصيد فركبت فثار أرنب أو ثعلب فحركت فرسي فسمعت نداء من ورائي ليس لذا خلقت ولا بذا أمرت فوقفت أنظر يمنة يمنة ويسرة فلم أر أحدا فقلت لعن الله إبليس ثم حركت فرسي فأسمع نداء أجهر من ذلك يا إبراهيم ليس لذا خلقت ولا بذا أمرت فوقفت أنظر فلا أرى أحدا فقلت لعن الله إبليس فأسمع نداء من قربوس سرجي بذاك فقلت أنبهت أنبهت جاءني نذير والله لا عصيت الله بعد يومي ما عصمني الله فرجعت إلى أهلي فخليت فرسي ثم جئت إلى رعاة لأبي فأخذت جبة كساء وألقيت ثيابي إليه ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما فلم يصف لي منها الحلال فقيل لي عليك بالشام فذكر حكاية نطارته الرمان وقال الخادم له أنت تأكل فاكهتنا ولا تعرف الحلو من الحامض قلت والله ما ذقتها فقال أتراك لو أنك إبراهيم بن أدهم فانصرف فلما كان من الغد ذكر صفتي في المسجد فعرفني بعض الناس فجاء الخادم ومعه عنق من الناس فاختفيت خلف الشجر والناس داخلون فاختلطت معهم وأنا هارب قد سقت أخبار إبراهيم في تاريخي أزيد مما هنا وأخباره في تاريخ دمشق وفي الحلية وتآليف لابن جوصا وأخباره التي رواها ابن اللتي وأشياء وثقه الدارقطني وتوفي سنة اثنتين وستين ومئة وقبره يزار وترجمته في تاريخ دمشق في ثلاثة وثلاثين ورقة
 
===معاوية بن سلام===
معاوية بن سلام ع ابن الإمام أبي سلام ممطور الحبشي العربي الشامي حدث عن أبيه وأخيه زيد وقيل إنه أدرك جده وروى أيضا عن الزهري ويحيى بن أبي كثير حدث عنه أبو مسهر ومروان بن محمد الطاطري ويحيى بن حسان ويحيى الوحاظي ويحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن بشر الحريري وأبو توبة الحلبي وجماعة كان يكون بحمص وبدمشق وثقه [[النسائي]] وغيره وكان من أئمة الدين قال يحيى بن معين أعده محدث أهل الشام في زمانه وروينا في نسخة أبي مسهر قال حدثنا معاوية بن سلام سمعت جدي أبا سلام فذكر حديثا مرسلا قال أبو مسهر قلت له لمن ولاؤك فغضب يعني أنه عربي وقال [[أحمد بن حنبل]] ثقة وقيل إن يحيى بن أبي كثير حمل عن معاوية بن سلام كتاب جده مناولة مات بعد السبعين ومئة
 
===معاوية بن عبيد الله بن يسار===
أبو عبيد الله الوزير معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري مولاهم الطبراني الشامي الكاتب أحد رجال الكمال حزما ورأيا وعبادة وخيرا روى عن أبي إسحاق ومنصور وطائفة حدث عنه منصور بن أبي مزاحم وغيره وكان المهدي يبالغ في إجلاله واحترامه ويعتمد على رأيه وتدبيره وحسن سياسته قال حفيده عبيد الله بن سليمان أبلى جدنا سجادتين وشرع في ثالثة موضع ركبتيه ووجهه ويديه من كثرة صلاته رحمه الله وكان له كل يوم كر دقيق يتصدق به فلما وقع الغلاء تصدق بكرين قلت الكر يشبع خمسة آلاف إنسان وكان من ملوك العدل ويقال سمع من الزهري وعاصم بن رجاء بن حيوة وكان مع دينه فيه تيه وتعزز حج الربيع الحاجب فجاء إليه مسلما فما قام له ولا وفاه حقه فعمل عليه عند المهدي ورمى ابنه بالتعرض لحرم الهادي فقتل المهدي ابنه وقبض عليه فما زال في السجن حتى توفي سنة سبعين ومئة وقد بسطت من سيرته في تاريخ الإسلام وهو جد الحافظ معاوية ابن صالح الأشعري
 
===عافية بن يزيد===
عافية ابن يزيد بن قيس الأودي الكوفي الحنفي قاضي بغداد بالجانب الشرقي كان من العلماء العاملين ومن قضاة العدل نزع في الفقه بأبي حنيفة وحدث عن هشام بن عروة والأعمش ومجالد ومحمد بن عمرو بن عطاء وابن أبي ليلى وروى عنه موسى بن داود وأسد السنة وقلما روى لأنه مات كهلا قال الخطيب كان عالما زاهدا حكم مدة على سداد وصون ثم استعفى من القضاء فأعفي وثقه [[النسائي]] وقال [[أبو داود]] يكتب حديثه وروى عباس الدوري عن يحيى ثقة وكذلك روى أحمد بن أبي مريم عنه وقال في رواية علي بن الحسين بن الجنيد الرازي عنه ضعيف في الحديث وقيل سبب تركه القضاء أنه تثبت في حكم فأهدى له الخصم رطبا فرده وزجره فلما حاكم خصمه من الغد قال عافية لم يستويا في قلبي ثم حكاها للخليفة وقال هذا حالي وما قبلت فكيف لو قبلت قال فأعفاه توفي سنة نيف وستين ومئة
 
===مفضل===
مفضل م س ق ابن مهلهل الإمام الكبير أبو عبد الرحمن السعدي الكوفي حدث عن منصور وبيان بن بشر ومغيرة والأعمش ونحوهم وعنه حسين الجعفي وأبو أسامة ويحيى بن آدم والحسن بن الربيع وآخرون قال أحمد العجلي كان ثقة ثبتا صاحب سنة وفضل وفقه لما مات الثوري مضى أصحابه إلى المفضل فقالوا تجلس لنا مكان أبي عبد الله فقال ما رأيت صاحبكم يحمد مجلسه وذكره عبد الرزاق فقال ذاك الراهب قدم علينا مع سفيان ووثقه أبو حاتم وجماعة قال ابن منجويه مات سنة سبع وستين ومئة روينا عن مفضل بن مهلهل كلمة نافعة قال اعمل بقليل الحديث يزهدك في كثيره
 
===المهدي===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
المهدي الخليفة أبو عبد الله محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد ابن علي الهاشمي العباسي مولده بإيذج من أرض فارس في سنة سبع وعشرين وقيل في سنة ست وأمه أم موسى الحميرية كان جوادا ممداحا معطاء محببا إلى الرعية قصابا في الزنادقة باحثا عنهم مليح الشكل قد مر من أخباره في تاريخي الكبير ولما اشتد ولاه أبوه مملكة طبرستان وقد قرأ العلم وتأدب وتميز غرم أبوه أموالا حتى استنزل ولي العهد ابن أخيه عيسى بن موسى من العهد للمهدي ولما مات المنصور قام بأخذ البيعة للمهدي الربيع بن يونس الحاجب وكان المهدي أسمر مليحا مضطرب الخلق على عينه بياض جعد الشعر ونقش خاتمه الله ثقة محمد وبه نؤمن يقطونه أنبأنا أبو العباس المنصوري قال لما حصلت الخزائن في يد المهدي أخذ في رد المظالم فأخرج أكثر الذخائر ففرقها وبر أهله ومواليه فقيل فرق أزيد من مئة ألف ألف وقيل إنه أثني عليه بالشجاعة فقال لم لا أكون شجاعا وما خفت أحدا إلا الله تعالى وذكر ابن أبي الدنيا أن المهدي كتب إلى الأمصار يزجر أن يتكلم أحد من أهل الأهواء في شيء منها وعن يوسف الصائغ قال رفع أهل البدع رؤوسهم وأخذوا في الجدل فأمر بمنع الناس من الكلام وأن لا يخاض فيه قال داود بن رشيد هاجت ريح سوداء فسمعت سلما الحاجب يقول فجعنا أن تكون القيامة فطلبت المهدي في الإيوان فلم أجده فإذا هو في بيت ساجد على التراب يقول اللهم لا تشمت بنا أعداءنا من الأمم ولا تفجع بنا نبينا اللهم إن كنت أخذت العامة بذنبي فهذه ناصيتي بيدك فما أتم كلامه حتى أنجلت قال الأصمعي دخل على المهدي شريف فوصله فقال يا أمير المؤمنين ما أنتهى إلى غاية شكرك إلا وجدت وراءها غاية من معروفك فما عجز الناس عن بلوغه فالله من وراء ذلك وعن الربيع أن المنصور فتح يوما خزائنه مما قبض من خزائن مروان الحمار فأحصى من ذلك اثني عشر ألف عدل خز فأخرج منها ثوبا فقال لي فصل منه جبة ولمحمد جبة وقلنسوة وبخل بإخراج ثوب للمهدي فلما ولي المهدي أمر بذلك كله ففرق على الموالي والخدم وقيل كان كثير التولية والعزل بغير كبير سبب ويباشر الأمور بنفسه وأطلق خلقا من السجون وزاد في المسجد الحرام وزخرفه أبو زرعة النصري حدثنا أبي حدثنا أبو خليد قال قال مالك قال لي المهدي يا أبا عبد الله لك دار قلت لا فأمر لي بثلاثة آلاف دينار وقيل إنه وصل عبد العزيز بن الماجشون بعشرة آلاف دينار ونقل ابن الأنباري بإسناد أن المهدي أعطى رجلا مرة مئة ألف دينار وجوائزه كثيرة من هذا النمط وأجاز مرة مروان بن أبي حفصة بسبعين ألفا وليس هذا الإسراف بما يحمد عليه الإمام وكان مستهترا بمولاته الخيزران وكان غارقا كنحوه من الملوك في بحر اللذات واللهو والصيد ولكنه خائف من الله معاد لأولى الضلالة حنق عليهم تملك عشر سنين وشهرا ونصفا وعاش ثلاثا وأربعين سنة ومات بما سبذان في المحرم سنة تسع وستين ومئة وبويع ابنه الهادي
 
===النضر بن عربي===
النضر بن عربي د ت الإمام العالم المحدث الثقة أبو روح وقيل أبو عمر الباهلي مولاهم الجزري الحراني رأى أبا الطفيل عامر بن واثلة وروى عن مجاهد القاسم بن محمد و[[عكرمة]] وعطاء وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز ومكحول وميمون بن مهران ونافع مولى ابن عمر وعلي بن نفيل وعدة وينزل إلى أن يروي عن عبيد الله بن عمرو الرقي وهو أصغر منه وليس هو بالمكثر طال عمره وحدث عنه عبدة بن سليمان ووكيع وسفيان بن سعيد الثوري ومات قبله وأبو أسامة والمطلب بن زياد ويحيى بن صالح الوحاظي وعبد الغفار بن داود الحراني وعمرو بن خالد الحراني وبشر بن عبيس بن مرحوم العطار وسعيد بن حفص النفيلي وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي والحسن بن سوار وخلق آخرهم أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي قال خليفة النضر بن عربي العامري ويقال مولى حاتم بن النعمان الباهلي روى عباس وعثمان الدارمي وعدة عن يحيى بن معين ثقة وقال عثمان الدارمي لا بأس به وقال أبو حاتم لا بأس به أسند حديثا واحدا وقال مرة صالح الحديث أظن أبا حاتم أراد أنه وهم في رواية حديث واحد فأسنده وصوابه موقوف وقال أبو زرعة ثقة وقال عثمان الدارمي أيضا ليس بذاك وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال الحافظ ابن عدي رأيت له أحاديث مستقيمة عمن يروي عنه وأرجو أنه لا بأس به وقال ابن سعد فشذ كان ضعيف الحديث قال أبو جعفر النفيلي وغيره مات سنة ثمان وستين ومئة أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنبأنا القاسم بن عبد الله أنبأنا أبو الأسعد هبة الرحمن أنبأنا عبد الحميد البحيري وأنبأنا ابن عساكر عن عبد الرحيم بن السمعاني أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا محمد بن عبيد الله الصرام قالا حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو عوانة حدثنا محمد بن كثير الحراني حدثنا عبد الله بن معيد الحراني حدثنا النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس قال لما وضع النبي {{صل}} في لحده وضع فيما بينه وبين اللحد قطيفة كانت له بيضاء بعلبكية حسن غريب وابن معيد محله الصدق بالضم بوزن عبيد هكذا وجدته
 
===صالح بن راشد===
صالح بن راشد أبو عبد الله نصر بن مستور سمع الحسن ومالك بن دينار وعاصم بن رزين حدث عنه حرمي بن عمارة ومسلم بن إبراهيم وموسى التبوذكي وغيرهم ذكره [[البخاري]] في تاريخه وسكت عن حاله
 
===شيبان===
شيبان ع ابن عبد الرحمن النحوي الإمام الحافظ الثقة أبو معاوية التميمي مولاهم النحوي البصري المؤدب نزيل الكوفة ثم بغداد روى عن [[الحسن البصري]] وذلك في مسلم وعن يحيى بن أبي كثير وزياد بن علاقة وقتادة وأشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب ومنصور وعاصم بن بهدلة وهلال الوزان وثابت وعبد الملك بن عمير وخلق وعنه أبو حنيفة وهو من أقرانه و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأبو داود وعبيد الله بن موسى ومعاوية بن هشام ويحيى بن أبي بكير وآدم بن أبي إياس وأسد بن موسى وسعد بن حفص الضخم وأبو نعيم ومحمد بن سابق وعلي بن الجعد وخلق كثير قال [[أحمد بن حنبل]] ما أقرب حديثه وقال الأثرم قلت لأبي عبد الله كان هشام الدستوائي أكبر عندك من شيبان قال هشام أرفع هشام حافظ وشيبان صاحب كتاب قيل فحرب بن شداد قال لا بأس به وشيبان أرفع هؤلاء عندي شيبان صاحب كتاب صحيح قد روى شيبان عن الناس فحديثه صالح وقال صالح بن أحمد عن أبيه شيبان ثبت في كل المشايخ قال أبو القاسم البغوي شيبان أثبت في حديث يحيى بن أبي كثير من الأوزاعي وقال عباس عن يحيى شيبان أحب إلي من معمر في قتادة وقال عثمان بن سعيد قلت ليحيى شيبان ما حاله في الأعمش فقال ثقة في كل شيء وقال يعقوب بن شيبه شيبان صاحب حروف وقراءات مشهور بذلك كان يحيى بن معين يوثقه وقال أبو حاتم حسن الحديث صالح الحديث يكتب حديثه وقال ابن سعد وأحمد العجلي و[[النسائي]] ثقة وقال ابن خراش صدوق وقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري شيبان النحوي نسب إلى بطن يقال لهم بنو نحو وهم بنو نحو بن شمس بضم الشين بطن من الأزد وذكر ابن أبي رواد وأبو الحسين بن المنادي أن المنسوب إلى القبيلة يزيد بن أبي سعيد النحوي لا شيبان النحوي وهو أشبه لأنه تميمي لا أزدي وقد وقع لي من عواليه حديث سقته في أخبار شعبة وأجاز لنا جماعة سمعوا ابن طبرزد أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا أحمد بن محمد البرتي حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله {{صل}} فنودي بالصلاة جامعة فركع ركعتين بسجدة ثم قام فركع ركعتين بسجدة ثم جلس حتى جلي عن الشمس فقالت عائشة ما سجد سجودا قط ولا ركع ركوعا قط أطول منه قلت قول أبي حاتم فيه لا يحتج به ليس بجيد قال ابن سعد وغيره مات شيبان في خلافة المهدي سنة أربع وستين ومئة وكذا قال يعقوب السدوسي ومطين
 
===عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس===
عيسى بن علي ابن ترجمان القرآن [[عبد الله بن العباس]] الهاشمي الأمير عم المنصور وإليه ينسب نهر عيسى وقصر عيسى يروي عن أبيه وأخيه وعنه ولداه إسحاق وداود و[[هارون الرشيد]] وشيبان النحوي وكان يرجع إلى علم ودين وتقوى خدم أباه ولم يل شيئا تورعا وكان فيه بعض الانقطاع قال ابن معين كان له مذهب جميل ويعتزل السلطان وليس به بأس قلت هو صاحب حديث يمن الخيل في شقرها قال [[الترمذي]] غريب قال الخطبي توفي سنة ثلاث وستين ومئة وقيل سنة ستين
 
===صخر بن جويرية===
صخر بن جويرية خ م د س ت الإمام الثقة المحدث أبو نافع التميمي مولاهم وقيل مولى بني هلال البصري شيخ معمر صدوق حدث عن أبي رجاء العطاردي وعائشة بنت سعد ونافع مولى ابن عمر روى عنه أيوب السختياني وهو من شيوخه و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وروح بن عبادة وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد وآخرون قال [[أحمد بن حنبل]] ثقة ثقة وقال ابن معين صالح وروى أحمد بن زهير عن ابن معين قال إنما يتكلم فيه لأنه يقال إنه سقط كتابه قلت احتج به أرباب الصحاح وتوفي سنة بضع وستين ومئة كتب إلي ابن البخاري أنبأنا أبو حفص المعلم أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن هزارمرد أنبأنا ابن حبابة أنبأنا البغوي حدثنا علي بن الجعد أخبرني صخر بن جويرية سمعت أبا رجاء قال حدثنا ابن عباس قال قال محمد {{صل}} اطلعت يعني في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء والمساكين وأطلعت إلى أو في النار فرأيت أكثر أهلها النساء وبه حدثنا البغوي حدثناه شيبان حدثنا أبو الأشهب حدثنا أبو رجاء مثل حديث صخر ورواه غير واحد عن أيوب عن أبي رجاء وقال عبد الوارث عن أيوب عنه عن عمران ابن حصين عن النبي {{صل}}
 
===موسى بن علي بن رباح===
موسى بن [[علي بن رباح]] م 4 الإمام الحافظ الثقة الأمير الكبير العادل نائب الديار المصرية لأبي جعفر المنصور سنوات أبو عبد الرحمن اللخمي مولاهم المصري حدث عن أبيه كثيرا وعن محمد بن المنكدر وابن شهاب ويزيد ابن أبي حبيب وطائفة وعنه أسامة بن زيد الليثي ومات قبله بمدة ويحيى بن أيوب والليث وابن لهيعة وعبد الحميد بن جعفر وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وسعيد بن سالم القداح وسفيان بن حبيب البصري ووكيع وابن وهب و[[ابن المبارك]] ووهب بن جرير وابن مهدي وأبو نعيم وأبو عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن صالح الكاتب وروح بن صلاح بن سيابة الموصلي ثم المصري وزيد بن الحباب ومحمد بن سنان العوقي وطلق بن السمح وبكر بن يونس بن بكير وخلق آخرهم موتا القاسم بن هانىء بن نافع العدوي الضرير وما ظفر الخطيب في السابق واللاحق بغير سعد بن يزيد الفراء شيخ للحسن بن سفيان توفي مع الثلاثين ومئتين وثقه [[أحمد بن حنبل]] ويحيى بن معين والعجلي و[[النسائي]] وقال أبو حاتم الرازي كان رجلا صالحا يتقن حديثه لا يزيد ولا ينقص صالح الحديث كان من ثقات المصريين وقال أبو سعيد بن يونس ولد بإفريقية سنة تسعين ومات بالإسكندرية سنة ثلاث وستين ومئة وكذا قال في موته يحيى بن بكير وخليفة وأبو عبيد وطائفة وقال ابن حبان ولد سنة تسع وثمانين وقيل كانت مدة إمرته على إقليم مصر ستة أعوام وشهرين
 
===علي بن رباح بن قصير===
وأما [[../موسى بن علي بن رباح|أبوه]] [[علي بن رباح]] م 4 ابن قصير بن قشيب ابن يثيع الثقة العالم واسمه علي وإنما صغر فقال أبو عبد الرحمن المقرئ كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه فبلغ ذلك رباحا فقال هو علي قلت علي بن رباح ولد في صدر خلافة عثمان فلعله غير وهو شاب له وفادة على معاوية وكان من أشراف العرب قد روى عن عمرو بن العاص فكان آخر من حدث عنه فيما علمت وأبي هريرة وعقبة بن عامر وأبي قتادة الأنصاري وفضالة بن عبيد وعدة من الصحابة وطال عمره وأكثر عنه ولده موسى بن علي وروى عنه أيضا يزيد ابن أبي حبيب وحميد بن هانىء ومعروف بن سويد وآخرون وكان أحد الثقات وقد روى عنه ولده أنه قال كنت خلف مؤدبي فسمعته يبكي فقلت مالك قال قتل أمير المؤمنين عثمان وكنت بالشام وأما أبو سعيد بن يونس فذكر أن مولده عام اليرموك قال وذهبت عينه يوم ذات الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة أربع وثلاثين قال وكانت له منزلة من عبد العزيز بن مروان وهو الذي زف أم البنين بنته إلى ابن عمها الوليد ثم إن عبد العزيز تغير عليه وأبعده فأغزاه إفريقية فلم يزل بها حتى مات يقال مات سنة أربع عشرة ومئة
 
===سلام بن مسكين===
سلام بن مسكين خ م ابن ربيعة الإمام الثقة أبو روح الأزدي النمري البصري قال أبو داود إنما سلام لقبه واسمه سليمان روى عنه الحسن ويزيد بن عبد الله بن الشخير وعقيل بن طلحة وقتادة وثابت البناني وبشر بن حرب وشعيب بن الحبحاب وعدة وليس بالمكثر وله في الصحيحين حديث عن ثابت حدث عنه ابن مهدي والأصمعي وأبو نعيم وموسى بن داود الضبي ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل وأبو الوليد الطيالسي وهدبة بن خالد وشيبان وآدم بن أبي إياس وعاصم بن علي وجمع كبير قال موسى بن إسماعيل كان من أعبد أهل زمانه وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سئل أبي عن سلام بن مسكين وسلام بن أبي مطيع فقال جميعا إلا أن سلام بن مسكين أكثر حديثا وابن أبي مطيع صاحب سنة وقال يحيى بن معين سلام بن مسكين ثقة صالح وقال أبو حاتم صالح الحديث قيل مات سلام سنة أربع وستين وقال محمد بن محبوب مات في آخر سنة سبع وستين ومئة روى له الجماعة سوى [[الترمذي]] قال أبو داود كان يذهب إلى القدر أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا الفتح بن عبد السلام أنبأنا محمد بن عمر القاضي ومحمد بن أحمد الطرائفي ومحمد بن علي بن الداية قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا جعفر الفريابي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سلام بن مسكين عن حبيب بن أبي فاضلة قال كان بعض المهاجرين يقول والله ما أخاف المسلم ولا أخاف الكافر أما المسلم فيحجزه إسلامه وأما الكافر فقد أذله الله ولكن كيف لي بالمنافق
 
===سليمان بن المغيرة===
سليمان بن المغيرة ع الإمام الحافظ القدوة أبو سعيد القيسي البصري مولى بني قيس ابن ثعلبة من بكر بن وائل أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبه الله أو ابن أبي عصرون أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا أبو سعد الكنجروذي أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا شيبان حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كنا عند عمر رضي الله عنه بالمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه قال يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي وذكر الحديث أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني حضورا أنبأنا أبو الحسن بن مسلم أنبأنا ابن طلاب أنبأنا ابن جميع حدثني محمد ابن عبد الرحيم بن سعيد الدينوري ببغداد حدثنا عبد الله بن سنان بن مالك السعدي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال رأيت رسول الله {{صل}} والحلاق يحلقه وقد اجتمع أصحابه فما تسقط من شعرة إلا بيد رجل ويقع في الجعديات من عواليه حدث عن [[الحسن البصري]] ومحمد بن سيرين وحميد بن هلال وثابت بن أسلم والجريري وأبي موسى الهلالي ووالده المغيرة لم يزد شيخنا المزي على هؤلاء روى عنه الثوري وأبو أسامة وبهز بن أسد وأبو داود وأبو عامر العقدي وابن مهدي وعبد الصمد التنوري وأسد بن موسى وحبان بن هلال وعبد السلام بن مطهر وعمرو بن عاصم وعلي بن عبد الحميد المعني وموسى بن إسماعيل التبوذكي ويحيى بن آدم ومسلم بن إبراهيم وشيبان بن فروخ وخلق روى موسى بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة قال أيوب السختياني ليس أحد احفظ لحديث حميد بن هلال من سليمان بن المغيرة وقال وهيب كان يقول لنا أيوب خذوا عن سليمان بن المغيرة وكنا نأتيه في ناحية وأبوه قاعد في ناحية وقال قراد أبو نوح سمعت شعبة يقول سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة وقال أبو داود الطيالسي حدثنا سليمان بن المغيرة وكان خيارا من الرجال قال يعلى بن منصور الفقيه سألت ابن علية عن حفاظ أهل البصرة فذكر سليمان بن المغيرة قال خالد بن نزار سمعت سليمان بن المغيرة يقول قدم علينا البصرة [[سفيان الثوري]] فأرسل إلي فقال بلغني عنك أحاديث وأنا على ما ترى من الحال فأتني إن خف عليك فأتيته فسمع مني قال الخريبي ما رأيت بالبصرة أفضل من سليمان بن المغيرة ومرحوم بن عبد العزيز وروى أبو طالب عن [[أحمد بن حنبل]] قال هو ثبت ثبت وروى الكوسج عن يحيى بن معين قال ثقة ثقة وقال ابن المديني لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة ثم سليمان بن المغيرة ثم حماد بن زيد وقال محمد بن سعد كان سليمان بن المغيرة ثقة ثبتا قال أبو داود الطيالسي قال كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي قال مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي فقال شعبة بكم أخذته قال بثلاثة دنانير قال شعبة فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها ثم دفعها إليه وقال محمد بن محبوب مات سليمان بن المغيرة سنة خمس وستين ومئة
 
===ورقاء بن عمر===
ورقاء بن عمر ع ابن كليب
 
الإمام الثقة الحافظ العابد أبو بشر اليشكري ويقال الشيباني الكوفي نزيل المدائن يقال أصله مروزي وقيل خوارزمي حدث عن محمد بن المنكدر وعمرو بن دينار وأبي طوالة وأبي الزبير وعبد الله بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد وزيد بن أسلم وسماك ابن حرب ومنصور بن المعتمر وعبد الله بن أبي نجيح وعاصم بن أبي النجود وعبد الأعلى بن عامر وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزناد وعطاء بن السائب وخلق وينزل إلى أن يروي عن شعبة وعنه شعبة وهو أكبر منه وروايته عنه في [[صحيح مسلم]] و[[ابن المبارك]] ويحيى بن أبي زائدة وابن نمير ويزيد ووكيع وأبو داود ويحيى بن آدم وأبو النضر ومحمد بن يوسف الفريابي وقبيصة وأبو نعيم وشبابة والمقرئ ومحمد بن سابق وعلي بن قادم وعلي بن الجعد وخلق قال أبو داود قال لي شعبة عليك بورقاء فإنك لا تلقى بعده مثله حتى ترجع فقيل لأبي داود ما يعني بقوله أفضل وأورع وخير منه وروى أبو داود عن أحمد قال ورقاء ثقة صاحب سنة قيل وكان مرجئا قال لا أدري وقال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول ورقاء من أهل خراسان يصحف في غير حرف وكان أبو عبد الله ضعفه في التفسير وروى حرب الكرماني عن أحمد توثيقه في تفسير ابن أبي نجيح وقال هو أوثق من شبل وقال إلا أن ورقاء يقولون لم يسمع التفسير كله من ابن أبي نجيح يقولون بعضه عرض وقال يحيى القطان قال معاذ قال ورقاء كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح وقرأ علي نصفه وقال ابن أبي نجيح هذا تفسير مجاهد وقال يحيى بن معين تفسير ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أحب إلي من تفسير قتادة قال وتفسير ابن جريج عن مجاهد مرسل لم يسمع منه إلا حرفا وروى ابن أبي مريم عن يحيى بن معين ورقاء ثقة وروى الكوسج عن يحيى صالح وروى المفضل بن غسان عن يحيى قال شيبان وورقاء ثقتان وقال يحيى القطان منصور من رواية ورقاء عنه لا يساوي شيئا وقال سليمان بن إسحاق الجلاب قال لي إبراهيم الحربي لما قرأ وكيع التفسير قال خذوه فليس فيه عن الكلبي ولا عن ورقاء شيء وقال شبابة قال لي شعبة اكتب أحاديث ورقاء عن أبي الزناد وقال أبو داود في مسائله ورقاء صاحب سنة إلا أن فيه إرجاء وشبل قدري وقال ابن أبي حاتم سألت أبا زرعة ورقاء أحب إليك أو شعيب بن أبي حمزة قال ورقاء وقال أبو حاتم صالح الحديث قال يحيى بن أبي طالب أنبأنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر قال دخلنا على ورقاء بن عمر وهو في الموت فجعل يهلل ويكبر ويذكر الله وقال لابنه يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء لا يشغلوني عن ربي عز وجل لم يؤرخه شيخنا
 
===داود الطائي===
داود الطائي س الإمام الفقيه القدوة الزاهد أبو سليمان داود بن نصير الطائي الكوفي أحد الأولياء ولد بعد المئة بسنوات وروى عن عبد الملك بن عمير وحميد الطويل وهشام بن عروة وسليمان الأعمش وجماعة حدث عنه ابن علية وزافر بن سليمان ومصعب بن المقدام وإسحاق بن منصور السلولي وأبو نعيم وآخرون وكان من كبار أئمة الفقه والرأي برع في العلم بأبي حنيفة ثم أقبل على شأنه ولزم الصمت وآثر الخمول وفر بدينه سأله رجل عن حديث فقال دعني أبادر خروج نفسي وكان الثوري يعظمه ويقول أبصر داود أمره قال [[ابن المبارك]] هل الأمر إلا ما كان عليه داود وقيل إنه غرق كتبه وسأله زائدة عن تفسير آية فقال يا فلان انقطع الجواب قال ابن عيينة كان داود ممن علم وفقه ونفذ في الكلام فحذف إنسانا فقال أبو حنيفة يا أبا سليمان طال لسانك ويدك فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب قلت حرب نفسه ودربها حتى قوي على العزلة قال أبو أسامة جئت أنا وابن عيينة إليه فقال قد جئتماني مرة فلا تعودا وقيل كان إذا سلم من الفريضة اسرع إلى منزله قال له رجل أوصني قال اتق الله وبر والديك ويحك صم الدنيا واجعل فطرك الموت واجتنب الناس غير تارك لجماعتهم وعنه قال كفى باليقين زهدا وكفى بالعلم عبادة وكفى بالعبادة شغلا قال أبو نعيم رأيت داود الطائي وكان من أفصح الناس وأعلمهم بالعربية يلبس قلنسوة طويلة سوداء وعن حفص الجعفي قال ورث داود الطائي من أمه أربع مئة درهم فمكث يتقوت بها ثلاثين عاما فلما نفذت جعل ينقض سقوف الدويرة فيبيعها قال عطاء بن مسلم عاش داود عشرين سنة بثلاث مئة درهم وقال إسحاق السلولي حدثتني أم سعيد قالت كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ وربما ترنم في السحر بالقرآن فأرى أن جميع النعيم قد جمع في ترنمه وكان لا يسرج عليه قال أبو داود الحفري قال لي داود الطائي كنت تأتينا إذ كنا ثم ما أحب أن تأتيني قال أبو داود الطيالسي حضرت داود فما رأيت أشد نزعا منه وقال حسن بن بشر حضرت جنازة داود الطائي فحمل على سريرين أو ثلاثة تكسر من الزحام قيل إن داود صحب حبيبا العجمي وليس يصح ولا علمنا داود سار إلى البصرة ولا قدم حبيب الكوفة ومناقب داود كثيرة كان رأسا في العلم والعمل ولم يسمع بمثل جنازته حتى قيل بات الناس ثلاث ليال مخافة أن يفوتهم شهوده مات سنة اثنتين وستين ومئة وقيل سنة خمس وستين وقد سقت من حديثه وأخباره في تاريخ الإسلام ولم يخلف بالكوفة أحدا مثله
 
===سليمان بن بلال===
سليمان بن بلال ع الإمام المفتي الحافظ أبو محمد القرشي التيمي مولاهم المدني وقيل كنيته أبو أيوب مولى عبد الرحمن بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ويقال مولى القاسم بن محمد مولده في حدود سنة مئة وحدث عن عبد الله بن دينار وزيد بن أسلم وربيعة الرأي وسهيل ابن أبي صالح وأبي طوالة وهشام بن عروة وثور بن زيد وأبي حازم الأعرج والعلاء بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد وأخيه سعد بن سعيد وعمارة بن غزية ومعاوية بن أبي مزرد وخثيم بن عراك وشريك بن أبي نمر وعبيد الله بن عمر ويونس بن يزيد وأبي وجزة السعدي وعمرو بن أبي عمرو ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق وخلق سواهم وكان من أوعية العلم روى عنه أيوب شيئا يسيرا وروى عن رجل عنه نسخة روى عنه أبو بكر عبد الحميد بن أويس وخالد بن مخلد وأبو وهب وسعيد بن عفير وأبو عامر العقدي ومروان بن محمد الطاطري وموسى بن داود ومنصور بن سلمة الخزاعي ويحيى بن حسان ويحيى بن صالح الوحاظي ويحيى بن يحيى وسعيد بن أبي مريم والقعنبي وعبد الله بن المبارك مع تقدمه ومحمد بن خالد بن عثمة ولوين وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وإسحاق الفروي وإسماعيل بن أبي أويس وخلق غيرهم وثقه أحمد وابن معين و[[النسائي]] قال [[أحمد بن حنبل]] لا بأس به ثقة وقال يحيى بن معين هو أحب إلي من الدراوردي وقال محمد سعد كان بربريا جميلا حسن الهيئة عاقلا وكان يفتي بالمدينة وولي خراجها وكان ثقة كثير الحديث قال محمد بن يحيى الذهلي ابن أبي عتيق يقال له محمد بن عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر لم يرو عنه فيما علمت غير سليمان بن بلال قال لي أيوب بن سليمان ما علمت أحدا روى عنه بالمدينة غير أبي قال الذهلي لولا أن سليمان قام بحديثه لذهب حديثه ولا أعلمه كتب عن سليمان حديث ابن أبي عتيق هذا سوى عبد الحميد بن أبي أويس الأعشى وما ظننت أن عند سليمان بن بلال من الحديث ما عنده حتى نظرت في كتاب ابن أبي أويس فإذا هو قد تبحر حديث المدنيين وإذا هو قد روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري قطعيا من حديث الزهري وعن يونس الأيلي قال أبو زرعة الرازي سليمان بن بلال أحب إلي من هشام بن سعد وقال أبو حاتم سليمان متقارب قال ابن سعد توفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومئة وروى [[البخاري]] عن هارون بن محمد أنه توفي سنة سبع وسبعين والأول أصح ولو تأخر للقيه قتيبة وطائفة أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن غالية قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد أنبأنا علي بن البسري حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة حدثنا سليمان بن بلال عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله {{صل}} قال ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا بنصف الليل أو الثلث الأخر فيقول من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ومن ذا الذي يسألني فأعطيه ومن ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر أو ينصرف القارىء من صلاة الصبح
 
===سلام بن أبي مطيع===
سلام بن أبي مطيع خ م ت س الإمام الثقة القدوة أبو سعيد الخزاعي مولاهم البصري عن قتادة وشعيب بن الحبحاب وأيوب وعثمان بن عبد الله بن موهب وهشام بن عروة وأبي عمرو الجوني وأسماء بن عبيد وعدة وينزل إلى معمر بن راشد ونحوه وعنه [[ابن المبارك]] وابن مهدي وسعيد بن عامر الضبعي ويونس بن محمد وأبو الوليد وسليمان بن حرب وعلي بن الجعد وموسى بن إسماعيل وإبراهيم بن الحجاج السامي ومسدد وهدبة وعبد الأعلى بن حماد وخلق سواهم قال [[أحمد بن حنبل]] ثقة صاحب سنة وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال أبو سلمة التبوذكي كان يقال هو اعقل أهل البصرة قال أبو داود السجزي هو القائل لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقى الله بصحيفة عمرو بن عبيد وقال [[النسائي]] ليس به بأس وقال مرة ثقة وقال ابن عدي ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة وله أحاديث حسان غرائب وأفرادات وهو يعد من خطباء أهل البصرة ومن عقلائهم وكان كثير الحج ومات في طريق مكة ولم أر أحدا من المتقدمين نسبه إلى الضعف قال محمد بن محبوب مات وهو مقبل من مكة سنة أربع وستين ومئة وقال خليفة وابن قانع مات سنة ثلاث وسبعين ومئة قلت هذا أصح وقال ابن حبان كثير الوهم لا يحتج به إذا انفرد قلت قد احتج به الشيخان ولا ينحط حديثه عن درجة الحسن قال زهير البابي سمعت سلام بن أبي مطيع يقول الجهمية كفار لا يصلى خلفهم قلت وكذا يقول [[أحمد بن حنبل]] في أقوى الروايتين عنه وهم الذين جحدوا الصفات المقدسة وقالوا بخلق القرآن
 
===الخليل بن أحمد الفراهيدي===
{{سير أعلام النبلاء/نحويون}}
 
الخليل الإمام صاحب العربية ومنشىء علم العروض أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري أحد الأعلام حدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان. أخذ عنه سيبويه النحو والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير والأصمعي وآخرون وكان رأسا في لسان العرب دينا ورعا قانعا متواضعا كبير الشأن يقال إنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق إليه ففتح له بالعروض وله كتاب العين في اللغة وثقه ابن حبان وقيل كان متقشفا متعبدا قال النضر أقام الخليل في خص له بالبصرة لا يقدر على فلسين وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال وكان كثيرا ما ينشد
 
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال
 
وكان رحمه الله مفرط الذكاء ولد سنة مئة ومات سنة بضع وستين ومئة وقيل بقي إلى سنة سبعين ومئة وكان هو ويونس إمامي أهل البصرة في العربية ومات ولم يتمم كتاب العين ولا هذبه ولكن العلماء يغرفون من بحره قال ابن خلكان الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الأزدي قيل كان يعرف علم الإيقاع والنغم ففتح له ذلك علم العروض وقيل مر بالصفارين فأخذه من وقع مطرقة على طست وهو معدود في الزهاد كان يقول إني لأغلق علي بابي فما يجاوزه همي وقال أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا عند الأربعين وعنه قال لا يعرف الرجل خطأ معلمه حتى يجالس غيره قال أيوب بن المتوكل كان الخليل إذا أفاد إنسانا شيئا لم يره بأنه أفاده وإن استفاد من أحد شيئا أراه بأنه استفاد منه قلت صار طوائف في زماننا بالعكس
 
===أبان===
أبان خ م د س ابن يزيد العطار الحافظ الإمام أبو يزيد البصري من كبار علماء الحديث
 
روى عن [[الحسن البصري]] وأبي عمران الجوني وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وبديل بن ميسرة حدث عنه أبو داود ومسلم بن إبراهيم وحبان بن هلال وسهل بن بكار وعفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل التبوذكي وشيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وخلق كثير قال [[أحمد بن حنبل]] كان ثبتا في كل مشايخه وقال يحيى بن معين وأحمد العجلي و[[النسائي]] كان ثقة زاد العجلي يرى القدر وقال أحمد بن زهير سئل يحيى بن معين عن أبان وهمام فقال كان يحيى القطان يروي عن أبان وكان أحب إليه من همام وأنا فهمام أحب إلي وأما محمد بن يونس الكديمي فروى عن علي بن المديني عن يحيى بن سعيد أنه لين أبانا وقال لا أحدث عنه فإن صح هذا فقد كان لا يروي عنه ثم روى عنه وتغير اجتهاده فقد روى عباس الدوري عن يحيى بن معين قال مات يحيى بن سعيد وهو يروي عن أبان بن يزيد وقال أبو حاتم صالح الحديث وذكره أبو أحمد بن عدي فقال هو متماسك يكتب حديثه قلت الرجل ثقة حجة قد احتج به صاحبا الصحيح ولم أقع بتاريخ موته وهو قريب من موت رفيقه همام بن يحيى
 
===نافع بن عمر===
نافع بن عمر ع ابن عبد الله بن جميل بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة ابن سعد بن جمح الحافظ الإمام الثبت الجمحي المكي حدث عن ابن أبي مليكه وأمية بن صفوان الجمحي وبشر بن عاصم الثقفي وعبد الملك بن أبي محذورة وعمرو بن دينار وأبي بكر بن أبي شيخ السهمي وسعيد بن حسان وسعيد بن أبي هند وروايته عن سعيد في الأدب للبخاري وهو أكبر شيخ له روى عنه [[ابن المبارك]] ويحيى القطان وأبو أسامة وعبد الرحمن ابن مهدي ووكيع ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر وبشر بن السري وسريج بن النعمان وخلاد بن يحيى وسعيد بن أبي مريم ومحمد بن يوسف الفريابي وأبو سلمة التبوذكي ويونس بن محمد المؤدب ويسرة بن صفوان ومحرز بن سلمة العدني وعبد العزيز الأويسي والقعنبي ومحمد ابن سنان العوقي وداود بن عمرو الضبي وخلق سواهم تكاثروا عليه لإتقانه وعلو سنده قال ابن مهدي كان من أثبت الناس وروى أبو طالب عن أحمد ثقة ثبت صحيح الحديث وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال نافع بن عمر أحب إلي من عبد الجبار بن الورد وأصح حديثا وهو في الثقات ثقة وقال ابن معين و[[النسائي]] ثقة وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال ثقة قلت يحتج به قال نعم وروى ابن سعد عن شهاب بن عباد قال مات بمكة سنة تسع وستين ومئة وكان ثقة قليل الحديث في شيء وقال ابن حبان أمه أم ولد مات بفخ سنة تسع قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد عن أبي روح الهروي أنبأنا تميم الجرجاني أنبأنا أبو سعيد الكنجروذي أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة قال قالت عائشة توفي رسول الله {{صل}} في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه دخل أبو بكر بسواك فضعف عنه النبي {{صل}} فأخذته ثم مضغته ثم سننته به أخرجه [[البخاري]] عن ابن أبي مريم عن نافع فوقع لنا بدلا عاليا
 
===عيسى بن موسى بن محمد بن علي===
عيسى بن موسى ابن محمد بن علي بن [[عبد الله بن العباس]] ولي العهد أبو موسى الهاشمي
 
عاش خمسا وستين سنة وكان فارس بني العباس وسيفهم المسلول جعله [[السفاح]] ولي عهد المؤمنين بعد [[المنصور]] وهو الذي أنتدب لحرب ابني عبد الله بن حسن فظفر بهما وقتلا وتوطدت الدولة العباسية به وقد تحيل عليه المنصور بكل ممكن حتى أخره وقدم في العهد عليه المهدي فيقال بذل له بعد الرغبة والرهبة عشرة آلاف ألف درهم توفي سنة ثمان وستين ومئة بالكوفة وله أولاد وأموال وحشمة وشأن
 
===أبو معشر===
أبو معشر 4 الإمام المحدث صاحب المغازي نجيح بن عبد الرحمن السندي ثم المدني مولى بني هاشم كان مكاتبا لامرأة مخزومية فأدى فعتق فاشترت بنت المنصور ولاءه وهذا لا يجوز وقيل بل اشترته وأعتقته ويقال أصله حميري رأى أبا أمامة بن سهل بن حنيف المتوفى سنة مئة وحدث عن محمد بن كعب وسعيد المقبري ونافع العمري وموسى بن يسار وابن المنكدر وأبي وهب مولى أبي هريرة ومحمد بن قيس القاص ومحمد بن عمرو وهشام بن عروة وعدة وقيل إنه روى عن [[سعيد بن المسيب]] وفيه بعد لعله سعيد المقبري على أن ذلك في جامع [[الترمذي]] حدث عنه ابنه محمد بن أبي معشر بالمغازي له فكان خاتمة من روى عنه والليث بن سعد وهشيم و[[سفيان الثوري]] مع تقدمه ووكيع ويزيد ومحمد بن سواء و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وأنس بن عياض الليثي وأبو النضر وهوذة وعبد الرزاق ومحمد بن بكار بن الريان وعاصم بن علي وسعيد بن منصور وأبو نعيم وأبو الوليد وأبو الربيع الزهراني وإسحاق بن الطباع ومحمد بن جعفر الوركاني وجبارة بن المفلس ومنصور بن أبي مزاحم وخلق كثير قال هشيم ما رأيت مدنيا أكيس من أبي معشر وروى أبو زرعة النصري عن أبي نعيم قال كان أبو معشر كيسا حافظا وقال يزيد بن هارون ثبت حديث أبي معشر وذهب حديث أبي جزء نصر وقال يزيد سمعت أبا جزء بن طريف يقول أبو معشر أكذب من في السماء والأرض قلت في نفسي هذا علمك بالأرض فكيف علمك بالسماء فوضع الله أبا جزء ورفع أبا معشر وقال عمرو بن علي كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن أبي معشر ويضعفه ويضحك إذا ذكره وكان عبد الرحمن يحدث عنه وقال عبيد الله بن فضالة سمعت ابن مهدي يقول أبو معشر تعرف وتنكر وقال أحمد حديثه عندي مضطرب لا يقيم الإسناد ولكن أكتب حديثه اعتبر به وروى أحمد بن أبي يحيى عن [[أحمد بن حنبل]] قال يكتب من حديث أبي معشر أحاديثه عن محمد بن كعب في التفسير وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فقال صدوق لكنه لا يقيم الإسناد فسألت ابن معين عنه فقال ليس بقوي وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول كان أحمد بن حنبل يرضاه ويقول كان بصيرا بالمغازي وقال أبو حاتم كنت أهاب أحاديثه حتى رأيت أحمد بن حنبل يحدث عن رجل عنه أحاديث فتوسعت بعد في كتابة حديثه وحدثني أبو نعيم عنه بحديث رواه عبد الرزاق عن الثوري عنه ثم قال أبو حاتم هو صالح لين الحديث وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال هو ضعيف يكتب من حديثه الرفاق كان رجلا أميا يتقي أن يروي من حديثه المسند وروى أحمد بن زهير عن يحيى قال أبو معشر ريح أبو معشر ليس بشيء وقال [[البخاري]] منكر الحديث وقال [[أبو داود]] و[[النسائي]] ضعيف وقال الترمذي قد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه قال محمد لا أروي عنه شيئا وقال أبو زرعة صدوق في الحديث ليس بالقوي وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن المديني شيخ ضعيف ضعيف وكان يحدث عن محمد بن قيس ويحدث عن محمد بن كعب بأحاديث صالحه وكان يحدث عن نافع والمقبري بأحاديث منكرة وقال الفلاس ضعيف فما روى عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب ومشايخه فهو صالح وما روى عن المقبري ونافع وهشام بن عروة وابن المنكدر رديئة لا تكتب وروى أحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن بكار بن الريان قال كان أبو معشر تغير قبل موته تغيرا شديدا حتى كان يخرج منه الريح ولا يشعر بها يحيى بن بكير عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال رسول الله {{صل}} لا أعرفن أحدكم متكئا يأتيه الحديث من حديثي فيقول أتل علي قرآنا ما أتاكم من خير عني قلته أو لم أقله فأنا أقوله وما أتاكم من شر فإني لا أقول الشر هذا منكر بمرة وله شاهد رواه يحيى بن آدم عن ابن أبي ذئب عن المقبري قال ابن عدي حدث عنه الثوري والليث ومع ضعفه يكتب حديثه قال أبو مسهر كان أبو معشر أسود وروى داود بن محمد بن أبي معشر حدثني أبي أن أباه كان أصله من اليمن سبي في وقعة يزيد بن المهلب باليمامة والبحرين وكان أبيض وقال الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثني أبي قال كان اسم أبي معشر قبل أن يسرق عبد الرحمن بن الوليد بن هلال وبيع بالمدينة فاشتراه قوم من بني أسد فسموه نجيحا فاشتري لأم موسى بن المهدي فأعتقته فصار ميراثه لبني هاشم وعقله على حمير قال وكان أبو معشر يذكر أنه من ولد حنظلة بن مالك وأخبرني أبي أنه كان ينتسب حتى يبلغ آدم وقال لي ولاؤنا في بني هاشم أحب إلى من نسبي في بني حنظلة الفضل بن هارون البغدادي سمعت محمد بن معشر يقول كان أبي سنديا أخرم خياطا قال وكيف حفظ المغازي قال كان التابعون يجلسون إلى أستاذه فكانوا يتذاكرون المغازي فحفظ وروى داود بن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال أشخص المهدي أبا معشر معه من المدينة إلى العراق وأمر له بألف دينار وذلك سنة ستين ومئة وقال تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا وقال محمد بن سعد كان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدى وعتق فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه مات ببغداد سنة سبعين ومئة وقال داود بن محمد عن أبيه توفي أبو معشر سنة سبعين وكان أزرق سمينا أبيض وأرخه فيها محمد بن بكار في رمضانها أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى التميمي حدثنا بشر بن الوليد حدثنا أبو معشر المدني عن سعيد المقبري وموسى بن سعد عن أبي هريرة قال قال رسول الله {{صل}} لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل ثلاث مرات
 
===روح بن حاتم===
روح بن حاتم ابن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي الأمير أبو حاتم أحد الأجواد والأبطال ولي ولايات جليلة للسفاح والمنصور وغيرهما ولي السند ثم البصرة وكان أخوه يزيد بن حاتم أمير المغرب فمات فبعث الرشيد روحا على المغرب فقدمها سنة إحدى وسبعين فوليها ثلاث سنين ومات في رمضان سنة أربع فدفن مع أخيه بالقيروان
 
===الهادي===
{{سير أعلام النبلاء/عباسيون}}
 
الهادي الخليفة أبو محمد موسى بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله الهاشمي العباسي ولي عهد أبيه فلما مات أبوه تسلم الخلافة وكان بجرجان فأخذ له البيعة أخوه الرشيد وكان أبيض طويلا جسيما في شفته تقلص فوكل به في الصبا خادما كان كلما رآه يقلص شفته قال موسى أطبق فيفيق ويضم شفته وعمل فيه مروان بن أبي حفصة قصيدة منها
 
تشابه يوما بأسه ونواله * فما أحد يدري لأيهما الفضل
 
فأمر له بمئة ألف وثلاثين ألفا وقيل إنه قال لإبراهيم الموصلي إن أطربتني فاحتكم فأطربه فأعطاه سبعمئة ألف درهم وكان يشرب المسكر وفيه ظلم وشهامة ولعب وربما ركب حمارا فارها وكان شجاعا فصيحا لسنا أديبا مهيبا عظيم السطوة قال [[ابن حزم]] كان سبب موته أنه دفع نديما له من جرف على أصول قصب قد قطع فتعلق به النديم فوقع معه فدخلت قصبة في دبره فكان ذلك سبب موته فهلكا جميعا قلت مات في شهر ربيع الآخر سنة سبعين ومئة وعمره ثلاث وعشرون سنة وكانت خلافته سنة وشهرا وقام بعده الرشيد وكان المهدي قد عزم على تقديم الرشيد في ولاية العهد وأن يؤخر الهادي فلما نفذ إلى الهادي فامتنع فطلبه فلم يأت فهم المهدي بالمضي إلى جرجان إليه فساق خلف صيد ففر إلى خربة وتبعه المهدي فدق ظهره بباب الخربة فانقطع وقيل بل سم سقته سرية سما عملته لضرتها فمد يده إلى الطعام المسموم ففزعت ولم تخبره وكان لبئا فصاح جوفي وتلف بعد يوم وبعثوا بالخاتم والقضيب إلى الهادي فركب لوقته وقصد بغداد وكان كوالده في استئصال الزنادقة وتتبعهم فقتل عدة منهم يعقوب ابن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم وظهرت بنته حبلى منه أكرهها وخرج على الهادي حسين بن علي بن حسن بن حسين الحسني بالمدينة المقتول في وقعة فخ بظاهر مكة وكان قليل الخير وعسكره أوباش وهلك الهادي فيما قيل من قرحة ويقال سمته أمه الخيزران لما أجمع على قتل أخيه الرشيد وكانت متصرفة في الأمور إلى الغاية وكانت من مولدات المدينة فقال لها لئن وقف ببابك أمير لأقتلنك أما لك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك أو سبحة فقامت لا تعقل غضبا ويقال خلف سبعة بنين وكان مولده بالري
 
===حماد بن سلمة===
حماد بن سلمة خ م 4 ابن دينار الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو سلمة البصري النحوي البزاز الخرقي البطائني مولى آل ربيعة بن مالك وابن أخت حميد الطويل سمع ابن أبي مليكة وهو أكبر شيخ له وأنس بن سيرين ومحمد بن زياد القرشي وأبا جمرة نصر بن عمران الضبعي وثابت البناني وعمار بن أبي عمار وعبد الله بن كثير الداري المقرئ وأبا عمران الجوني وأبا غالب حزور صاحب أبي أمامة وقتادة بن دعامة وسماك بن حرب وحميدا خاله وحماد بن أبي سليمان الفقيه وسعد بن جهمان وأبا العشراء الدارمي ويعلى بن عطاء وسهيل بن أبي صالح وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وإياس بن معاوية وبشر بن حرب الندبي وعلي بن زيد وخالد بن ذكوان وشعيب بن الحبحاب وعاصم بن العجاج الجحدري وأيوب السختياني ويونس بن عبيد وعمرو بن دينار وأبا الزبير المكي ومحمد بن واسع ومطر بن طهمان الوراق ويزيد الرقاشي وأبا التياح الضبعي يزيد وعطاء بن عجلان وعطاء بن السائب وأمما سواهم حدث عنه ابن جريج و[[ابن المبارك]] ويحيى القطان وحرمي بن عمارة وابن مهدي وأبو نعيم وعفان والقعنبي وموسى بن إسماعيل وشيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وعبد الله بن معاوية الجمحي وعبد الواحد بن غياث وعبد الأعلى بن حماد النرسي وإبراهيم بن الحجاج السامي وعبيد الله بن عائشة التيمي وأبو كامل مظفر بن مدرك الحافظ والحسن الأشيب ويحيى بن إسحاق السيلحيني والأسود بن عامر والهيثم بن جميل وأسد السنة وسعيد بن سليمان وخلق كثير وآخر من زعم أنه سمع منه أحمد بن أبي سليمان القواريري المتروك المتهم الذي لقيه محمد بن مخلد العطار في سنة سبعين ومئتين وقد روى الحروف عن عاصم وابن كثير أخذ عنه الحروف حرمي بن عمارة وأبو سلمة التبوذكي قال شعبة كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار وقال وهيب بن خالد حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا قال [[أحمد بن حنبل]] هو أعلم من غيره بحديث علي بن زيد بن جدعان قال علي بن المديني كان عند يحيى بن ضريس الرازي عن حماد ابن سلمة عشرة آلاف حديث قلت يعني بالمقاطيع والآثار قال أحمد أعلم الناس بثابت البناني حماد بن سلمة وهو أثبتهم في حميد الطويل وروى إسحاق الكوسج عن ابن معين قال حماد بن سلمة ثقة وقال علي بن المديني هو عندي حجة في رجال وهو أعلم الناس بثابت البناني وعمار بن أبي عمار ومن تكلم في حماد فاتهموه في الدين قلت كان بحرا من بحور العلم وله أوهام في سعة ما روى وهو صدوق حجة إن شاء الله وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد وتحايد [[البخاري]] إخراج حديثه إلا حديثا خرجه في الرقاق فقال قال لي أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن أبي ولم ينحط حديثه عن رتبة الحسن ومسلم روى له في الأصول عن ثابت وحميد لكونه خبيرا بهما قال عمرو بن عاصم كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا جعفر الطيالسي سمعت عفان يقول كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا وقال حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة وكان من أئمة الدين قال أبو عبد الله الحاكم قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد ولم يخرج له مسلم في الأصول إلا من حديثه عن ثابت وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت قال عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا الحمادان وفضل بن سلمة على ابن زيد كفضل الدينار على الدرهم يعني الذي اسم جده دينار أفضل من حماد بن زيد الذي اسم جده درهم وهذا محمول على جلالته ودينه وأما الإتقان فمسلم إلى ابن زيد هو نظير مالك في التثبت قال شهاب بن معمر البلخي كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال قلت وكان مع إمامته في الحديث إماما كبيرا في العربية فقيها فصيحا رأسا في السنة صاحب تصانيف قال [[عبد الرحمن بن مهدي]] لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا قلت كانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد وقال عفان قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة لكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله تعالى منه وقال عباس عن ابن معين حديثه في أول أمره وآخره واحد وروى أحمد بن زهير عن يحيى قال إذا رأيت إنسانا يقع في [[عكرمة]] وحماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام وقال ابن المديني وغيره لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة قال موسى بن إسماعيل التبوذكي لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا لصدقت كان مشغولا إما أن يحدث أو يقرأ أو يسبح أو يصلي قد قسم النهار على ذلك قال أحمد بن زهير سمعت ابن معين يقول أثبت الناس في ثابت حماد بن سلمة وقال محمد بن مطهر سألت أحمد بن حنبل فقال حماد بن سلمة عندنا من الثقات ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة قال أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال كان حماد بن سلمة لا يحدث حتى يقرأ مئة آية نظرا في المصحف قال يونس بن محمد المؤدب مات حماد بن سلمة في الصلاة في المسجد قال سوار بن عبد الله حدثنا أبي قال كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه فإذا ربح في ثوب حبة أبو حبتين شد جونته ولم يبع شيئا فكنت أظن ذلك يقوته قال التبوذكي سمعت حماد بن سلمة يقول إن دعاك الأمير لتقرأ عليه " قل هو الله أحد " الإخلاص فلا تأته قال إسحاق بن الطباع سمعت حماد بن سلمة يقول من طلب الحديث لغير الله تعالى مكربه وقال حماد ما كان من نيتي أن أحدث حتى قال لي أيوب السختياني في النوم حدث حاتم بن الليث حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن زيد قال ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية في ذلك الزمان إلا حماد بن سلمة قال أبو الشيخ حدثنا الحسن بن محمد التاجر حدثنا محمد بن إسماعيل [[البخاري]] قال سمعت بعض أصحابنا يقول عاد حماد بن سلمة [[سفيان الثوري]] فقال سفيان يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي فقال حماد والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله وذلك لأن الله أرحم بي من أبوي المفضل الغلابي حدثنا قريش بن أنس عن حماد بن سلمة قال ما كان من شأني أن أروي أبدا حتى رأيت أيوب في النوم فقال لي حدث فإن الناس يقبلون قال إسحاق بن الجراح حدثنا محمد بن الحجاج قال كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة فركب إلى الصين فلما رجع أهدى إلى حماد هدية فقال له حماد إن قبلتها لم أحدثك بحديث وإن لم أقبلها حدثتك قال لا تقبلها وحدثني قال ابن حبان حماد بن سلمة الخزاز كنية أبي حماد أبو صخرة مولى حميد بن كراته ويقال مولى قريش وقيل هو حميري من العباد المجابي الدعوة في الأوقات لم ينصف من جانب حديثه واحتج بأبي بكر بن عياش وبابن أخي الزهري وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فإن كان تركه إياه لما كان يخطىء فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة ودونهما كانوا يخطئون فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه فكذلك أبو بكر ولم يكن مثل حماد بالبصرة ولم يكن يثلبه إلا معتزلي أو جهمي لما كان يظهر من السنن الصحيحة وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش مبلغ حماد بن سلمة في إتقانه أم في جمعه أم في علمه أم في ضبطه قال حماد بن زيد ما كنا نرى من يتعلم بنية غير حماد بن سلمة وما نرى اليوم من يعلم بنية غيره قال مسلم بن إبراهيم سمعت حماد بن سلمة يقول كنت أسأل حماد ابن أبي سليمان عن أحاديث مسدنة والناس يسألونه عن رأيه فكنت إذا جئته قال لا جاء الله بك قال أبو سلمة المنقري سمعت حماد بن سلمة يقول إن الرجل ليثقل حتى يخف وقال عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة قال قدمت مكة وعطاء ابن أبي رباح حي في شهر رمضان فقلت إذا أفطرت دخلت عليه فمات في رمضان قال شيخ الإسلام في الفاروق له قال [[أحمد بن حنبل]] إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام فإنه كان شديدا على المبتدعة قال يونس من حماد بن سلمة تعلمت العربية وليحيى اليزيدي مرثية يقول فيها
 
يا طالب النحو ألا فابكه * بعد أبي عمرو وحماد
 
ونقل بعضهم أن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة ولم يولد له ولد قال البخاري حدثنا آدم قال شهدت حماد بن سلمة ودعوه يعني الدولة فقال أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء والله لا فعلت وروي أن حماد بن سلمة كان مجاب الدعوة قال أبو داود لم يكن لحماد بن سلمة كتاب سوى كتاب قيس بن سعد وروى عبد العزيز بن المغيرة عن حماد بن سلمة أنه حدثهم بحديث نزول الرب عز وجل فقال من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه قال علي بن المديني قال يحيى قال شعبة كان حماد بن سلمة يفيدني عن محمد بن زياد يعني القرشي صاحب أبي هريرة فقلت ليحيى كان حماد يفيده قال فيما أعلم ثم قال يحيى بن سعيد حماد بن سلمة عن زياد الأعلم وقيس بن سعد ليس بذاك إن كان ما حدث به عن قيس بن سعد حقا فلم يكن قيس بشيء ولكن حديث حماد عن ثابت وهذا الضرب يعني أنه ثبت فيها وقال ابن سعد أخبرني أبو عبد الله التميمي قال أخبرني أبو خالد الرازي عن حماد بن سلمة قال أخذ إياس بن معاوية بيدي وأنا غلام فقال لا تموت حتى تقص أما إني قد قلت هذا لخالك يعني حميد الطويل فما مات حماد حتى قص قال أبو خالد قلت لحماد أنت قصصت قال نعم قلت القاص هو الواعظ قال علي بن عبد الله قلت ليحيى حملت على حماد بن سلمة إملاء قال نعم إملاء كلها إلا شيئا كنت أسأله عنه في السوق فأتحفظ قلت ليحيى كان يقول حدثني وحدثنا قال نعم كان يجيء بها عفوا حدثني وحدثنا قال البيهقي في الخلافيات مما جاء في كتاب الإمام لشيخنا بعد إيراد حديث ألا إن العبد نام لحماد بن سلمة قال فأما حماد فإنه أحد أئمة المسلمين قال أحمد بن حنبل إذا رأيت من يغمزه فاتهمه فإنه كان شديدا على أهل البدع إلا أنه لما طعن في السن ساء حفظه فلذلك لم يحتج به البخاري وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع منه قبل تغيره وما عن غير ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثا في الشواهد دون الاحتجاج فالاحتياط أن لا يحتج به فيما يخالف الثقات وهذا الحديث من جملتها قال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن مطهر قال سألت أحمد ابن حنبل فقال حماد بن سلمة عندنا من الثقات ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة قال أبو سلمة التبوذكي مات حماد بن سلمة وقد أتى عليه ست وسبعون سنة قلت فعلى هذا يكون مولده في حياة أنس بن مالك وقال أبو الحسن المدائني مات حماد بن سلمة يوم الثلاثاء في ذي الحجة سنة سبع وستين ومئة وصلى عليه إسحاق بن سليمان قلت كذا أرخ وفاته في هذا العام غير واحد وبعضهم قال مات بعد عيد النحر وقال شباب العصفري في تاريخه حماد بن سلمة مولى بن ربيعة ابن زيد مناة بن تميم يكنى أبا سلمة مات في ذي الحجة سنة سبع وأما عبيد الله بن محمد العيشي فقال مات في ذي الحجة سنة ست وهذا وهم ومات مع حماد في سنة سبع أئمة كبار من العلماء منهم أبو حمزة محمد بن ميمون السكري محدث مرو والحسن بن صالح بن حي الهمداني الفقيه الكوفي والربيع بن مسلم البصري وسلام بن مسكين البصري والقاسم بن الفضل الحداني البصري والسري ابن يحيى البصري بخلف وسويد بن إبراهيم الحناط البصري وأبو بكر الهذلي البصري سلمي وأبو عقيل يحيى بن المتوكل البصري وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي البصري وداود بن أبي الفرات البصري وأبو الربيع أشعث السمان البصري وعبد العزيز بن مسلم القسملي البصري وجماعة سواهم بالبصرة فكانت سنة فناء العلماء بالبصرة وفيها مات شيخ دمشق سعيد بن عبد العزيز التنوخي الفقيه وشيخ الإسكندرية عبد الرحمن بن شريح ومحدث الكوفة محمد بن طلحة بن مصرف وأمير الكوفة عيسى بن موسى العباسي وبشار بن برد شاعر وقته وقد وقع لي من أعلى رواياته بضعة عشر حديثا أفردتها قديما في سنة بضع وتسعين وست مئة أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر أنبأنا المبارك بن أبي الجود ببغداد أنبأنا أحمد بن غالب العابد أنبأنا عبد العزيز بن علي أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي حدثنا عبد الله البغوي حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن النبي {{صل}} قال إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أردت أخا لي في قرية كذا وكذا قال هل له لك عليك من نعمة تربها قال لا إلا أني أحبه في الله قال إني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه أخرجه مسلم عن عبد الأعلى فوافقناه بعلو وهو من أحاديث الصفات التي تمر كما جاءت وشاهده في القرآن وفي الحديث كثير قال الله تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " وقال " واتخذ الله إبراهيم خليلا " أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس ويوسف بن أحمد الحجار بدمشق قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مئة أنبأنا سعيد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله {{صل}} قرأ هذه الآيه " يوم يقوم الناس لرب العالمين " قال يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم رواه مسلم عن التمار أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا الفتح بن عبد السلام أنبأنا هبة الله بن الحسين أنبأنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد وعبد الأعلى بن حماد وأبو نصر التمار وكامل بن طلحة وعبيد الله العيشي قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا من اللبة والحلق فقال لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك قال ابن حبان في كتاب الضعفاء سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي يقول جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة فقال أما سمعتها من أحد قال نعم حدثني سبعة عشر نفسا عن حماد قال والله لا حدثتك فقال إنما هو درهم وانحدر إلى البصرة فأسمع من التبوذكي قال شأنك فانحدر إلى البصرة وجاء إلى التبوذكي فقال له أما سمعتها من أحد قال سمعتها على الوجه من سبعة عشر وأنت الثامن عشر قال وما تصنع بهذا قال إن حماد بن سلمة كان يخطىء فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره فإذا رأيت أصحابه اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ منه قلت هذه حكاية منقطعة وقال محدث رأيت أبا سعيد الحداد يكتب أصناف حماد بن سلمة فذكر حكاية
 
===حماد بن زيد===
حماد بن زيد ع ابن درهم العلامة الحافظ الثبت محدث الوقت أبو إسماعيل الأزدي مولى آل جرير بن حازم البصري الأزرق الضرير أحد الأعلام أصله من سجستان سبي جده درهم منها. سمع من أنس بن سيرين وعمرو بن دينار وأبي عمران الجوني ومحمد بن زياد القرشي الجمحي وأبي جمرة الضبعي وثابت البناني وبديل بن ميسرة وأيوب السختياني وعبد العزيز بن صهيب وبشر بن حرب وسلم بن قيس العلوي وشعيب بن الحبحاب وعاصم بن أبي النجود وعامر بن الواحد الأحول وعباس بن فروخ الجريري وعبيد الله بن أبي يزيد المكي وكثير بن زياد الأزدي ومحمد بن واسع ومطر الوراق وهارون بن رئاب وواصل مولى أبي عيينة بن المهلب وأبي التياح الضبعي ويزيد الرشك وإسحاق بن سويد وجميل بن مرة وحاجب ابن المهلب بن أبي صفرة والزبير بن الخريث والزبير بن عربي والصقعب ابن زهير وكثير من شنظير ومنصور بن المعتمر وبرد بن سنان وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد وأبي حازم الأعرج وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس وخلق كثير روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وسفيان وشعبة وهم من شيوخه وعبد الوارث بن سعيد و[[عبد الرحمن بن مهدي]] وعبد الله بن المبارك وأبو النعمان عارم ومسدد وسليمان بن حرب وعبيد الله القواريري ومحمد بن عبيد بن حساب وعلي بن المديني وهو أكبر شيخ عنده وزكريا بن عدي ومحمد بن عيسى بن الطباع وقتيبة بن سعيد وسهل بن عثمان العسكري وإبراهيم بن يوسف البلخي الفقيه وداود بن عمرو الضبعي وسنيد بن داود المصيصي وسليمان بن أيوب صاحب البصري ومحمد بن أبي بكر المقدمي وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن موسى الحرشي ومحمد بن زنبور ومحمد بن النضر المروزي وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن عبدة وعبد الله بن معاوية الجمحي وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي والهيثم بن سهل خاتمة من روى عنه وأمم سواهم قد استوعب كثيرا منهم شيخنا أبو الحجاج في تهذيبه قال عبد الرحمن بن مهدي أئمة الناس في زمانهم أربعة [[سفيان الثوري]] بالكوفة ومالك بالحجاز و[[الأوزاعي]] بالشام وحماد بن زيد بالبصرة وقال يحيى بن معين ليس أحد أثبت من حماد بن زيد وقال يحيى بن يحيى النيسابوري ما رأيت شيخا أحفظ من حماد بن زيد وقال [[أحمد بن حنبل]] حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين هو أحب إلي من حماد بن سلمة وقال عبد الرحمن بن مهدي لم أر أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد وروى عن سفيان الثوري قال رجل البصرة بعد شعبة ذاك الأزرق يعني حمادا قال [[وكيع بن الجراح]] ما كنا نشبه حماد بن زيد إلا بمسعر قال سليمان بن حرب لم يكن لحماد بن زيد كتاب إلا كتاب يحيى ابن سعيد الأنصاري وقال أحمد بن عبد الله العجلي حماد بن زيد ثقة وحديثه أربعة آلاف حديث كان يحفظها ولم يكن له كتاب وقال عبد الرحمن بن خراش الحافظ لم يخطىء حماد بن زيد في حديث قط وفيه يقول [[ابن المبارك]]
 
أيها الطالب علما * إيت حماد بن زيد
 
تقتبس حلما وعلما * ثم قيده بقيد
 
قال عبد الرحمن بن مهدي ما رأيت أعلم من حماد بن زيد ومالك ابن أنس وسفيان الثوري وما رأيت بالبصرة أحدا أفقه منه يعني حماد بن زيد وقال آخر هو أجل أصحاب أيوب السختياني وأثبتهم وعن حماد بن زيد قال جالست أيوب عشرين سنة وقال أحمد بن سعيد الدارمي سمعت أبا عاصم النبيل يقول مات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله أظنه قال وسمته قلت تأخر موته عن مالك قليلا ولذلك قال أبو عاصم ذلك ولما سمع يزيد بن زريع بموت حماد بن زيد قال مات اليوم سيد المسلمين قال أبو حاتم بن حبان كان ضريرا يحفظ حديثه كله قلت إنما أضر بأخرة قال أبو بكر الخطيب قد روى عنه إبراهيم عن أبي عبلة والثوري وخلق آخرهم وفاة الهيثم بن سهل التستري قال محمد بن مصفى حدثنا بقية بن الوليد قال ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد وقد خلف بن هشام البزار المدلس متشبع بما لم يعط قلت هو داخل في قوله تعالى " ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " قلت والمدلس فيه شيء من الغش وفيه عدم نصح للأمة لا سيما إذا دلس الخبر الواهي يوهم أنه صحيح فهذا لا يحل بوجه بخلاف باقي أقسام التدليس وما أحسن قول عبد الوارث بن سعيد التدليس ذل
 
جماعة سمعوا سليمان بن حرب سمعت حماد بن زيد يقول في قوله " لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " قال أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته إذا قرىء حديثه وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن يعمر وروى سليمان بن أيوب صاحب البصري وهو صادق سمعت [[عبد الرحمن بن مهدي]] يقول ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن زيد لا سفيان ولا مالك وقال محمد بن عيسى الطباع ما رأيت أعقل من حماد بن زيد قال محمد بن وزير الواسطي سمعت يزيد بن هارون يقول قلت لحماد بن زيد هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن قال بلى الله تعالى يقول " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " الآية قال أبو العباس بن مسروق حدثنا أيوب العطار سمعت بشر بن الحارث رحمه الله يقول حدثنا حماد بن زيد ثم قال استغفر الله إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء قال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال جاءني أبان بن أبي عياش فقال أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني فكلمته فكف عنه أياما وأتاني في الليل فقال إنه لا يحل الكف عن أبان فإنه يكذب على رسول الله {{صل}} قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الحافظ حدثنا أبي حدثنا سليمان بن حرب سمعت حماد بن زيد يقول إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله يعني الجهمية وعن أبي النعمان عارم قال قال حماد بن زيد القرآن كلام الله أنزله جبريل من عند رب العالمين قلت لا أعلم بين العلماء نزاعا في أن حماد بن زيد من أئمة السلف ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم وأعدمهم غلطا على سعة ما روى رحمه الله مولده في سنة ثمان وتسعين قال إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت أبا أسامة يقول كنت إذا رأيت حماد بن زيد قلت أدبه كسرى وفقهه عمر رضي الله عنه قال الخليلي سمعت عبد الله بن محمد الحافظ سمعت أبا عبيد محمد بن محمد بن أخي هلال الرأي سمعت هشام بن علي يقول كانوا يقولون كان علم حماد بن سلمة أربعة دوانيق وعقله دانقين وعلم حماد بن زيد دانقين وعقله أربعة دوانيق قلت مات في سنة تسع وسبعين ومئة وفاقا في شهر رمضان وقال أبو حفص الفلاس مات في يوم الجمعة تاسع عشر شهر رمضان وقال عارم مات لعشر ليال خلون من رمضان يوم الجمعة وقال أبو داود مات قبله مالك بشهرين وأيام قلت هذا وهم بل مات قبله بستة أشهر فرحمهما الله فلقد كانا ركني الدين ما خلفهما مثلهما ومات فيها بواسط الحافظ الحجة العابد القدوة خالد بن عبد الله الطحان ومحدث الكوفة أبو الأحوص سلام بن سليم ومفتي دمشق الهقل ابن زياد صاحب [[الأوزاعي]] ومحدث حمص عبد الله بن سالم الأشعري وفيها كان مصرع ملك الخوارج الذي يضرب بشجاعته المثل الوليد ابن طريف الشاري ومن عوالي حماد وقد أفردتها أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني سمعت جندب بن عبد الله ولا أعلمه إلا أنه قد رفعه قال اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه أخبرنا علي بن أحمد بن عبد المحسن العلوي أنبأنا أبو الحسن محمد ابن أحمد القطيعي حضورا أنبأنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني ح وأنبأنا أحمد بن إسحاق أنبأنا عمر بن محمد الزاهد أنبأنا هبة الله بن أحمد الشبلي قالا أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن بلال أن النبي {{صل}} صلى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة أخرجه مسلم عن الزهراني وبه إلى الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن بلال قال صلى رسول الله {{صل}} في البيت وقال ابن عباس لم يصل فيه إنما كبر في نواحيه وهذا إسناد صحيح وإنما العبرة بقول من أثبت الصلاة فإن معه زيادة علم روى أبو حاتم الرازي عن مقاتل بن محمد سمع وكيعا يقول حماد ابن زيد أحفظ من ابن سلمة ما كنا نشبه حماد بن زيد إلا بمسعر إسحاق الكوسج عن يحيى قال حماد بن زيد أثبت من عبد الوارث وابن علية وعبد الوهاب الثقفي وابن عيينة قال أبو زرعة سمعت أبو الوليد يقول يرون أن حماد بن زيد دون شعبة في الحديث وقال عارم سألت أم حماد بن زيد وعمته فقالت إحداهما ولد زمن سليمان بن عبد الملك وقالت الأخرى ولد زمن عمر بن عبد العزيز وقال خالد بن خداش ولد سنة ثمان وتسعين قال محمد بن سعد حماد بن زيد يكنى أبا إسماعيل وكان عثمانيا وكان ثقة ثبتا حجة كثير الحديث
 
____فصل____
 
اشترك الحمادان في الرواية عن كثير من المشايخ وروى عنهما جميعا جماعة من المحدثين فربما روى الرجل منهم عن حماد لم ينسبه فلا يعرف أي الحمادين هو إلا بقرينة فإن عري السند من القرائن وذلك قليل لم نقطع بأنه ابن زيد ولا أنه ابن سلمة بل نتردد أو نقدره ابن سلمة ونقول هذا الحديث على شرط مسلم إذ مسلم قد احتج بهما جميعا فمن شيوخهما معا أنس بن سيرين وأيوب والأزرق بن قيس وإسحاق بن سويد وبرد بن سنان وبشر بن حرب وبهز بن حكيم وثابت والجعد أبو عثمان وحميد الطويل وخالد الحذاء وداود بن أبي هند والجريري وشعيب بن الحبحاب وعاصم بن أبي النجود وابن عون وعبيدالله بن أبي بكر بن أنس وعبيدالله بن عمر وعطاء بن السائب وعلي ابن زيد وعمرو بن دينار ومحمد بن زياد ومحمد بن واسع ومطر الوراق وأبو جمرة الضبعي وهشام بن عروة وهشام بن حسان ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن عتيق ويونس بن عبيد وحدث عن الحمادين [[عبد الرحمن بن مهدي]] ووكيع وعفان وحجاج بن منهال وسليمان بن حرب وشيبان والقعنبي وعبد الله بن معاوية الجمحي وعبد الأعلى بن حماد وأبو النعمان عارم وموسى بن إسماعيل لكن ماله عن حماد بن زيد سوى حديث واحد ومؤمل بن إسماعيل وهدبة ويحيى بن حسان ويونس بن محمد المؤدب وغيرهم والحفاظ المختصون بالإكثار وبالرواية عن حماد بن سلمة بهز بن أسد وحبان بن هلال والحسن الأشيب وعمر بن عاصم والمختصون بحماد بن زيد الذين ما لحقوا ابن سلمة فهم أكثر وأوضح كعلي بن المديني وأحمد بن عبدة وأحمد بن المقدام وبشر بن معاذ العقدي وخالد بن خداش وخلف بن هشام وزكريا بن عدي وسعيد ابن منصور وأبي الربيع الزهراني والقواريري وعمرو بن عون وقتيبة بن سعيد ومحمد بن أبي بكر المقدمي ولوين ومحمد بن عيسى بن الطباع ومحمد بن عبيد بن حساب ومسدد ويحيى بن حبيب ويحيى بن يحيى التميمي وعدة من أقرانهم فإذا رأيت الرجل من هؤلاء الطبقة قد روى عن حماد وأبهمه علمت أنه ابن زيد وأن هذا لم يدرك حماد بن سلمة وكذا اذا روى رجل ممن لقيهما فقال حدثنا حماد وسكت نظر في شيخ حماد من هو فإن رأيته من شيوخهما على الاشتراك ترددت وإن رأيته من شيوخ أحدهما على الاختصاص والتفرد عرفته بشيوخه المختصين به ثم عادة عفان لا يروي عن حماد بن زيد إلا وينسبه وربما روى عن حماد بن سلمة فلا ينسبه وكذلك يفعل حجاج بن منهال وهدبة بن خالد فأما سليمان بن حرب فعلى العكس من ذلك وكذلك عارم يفعل فإذا قالا حدثنا حماد فهو ابن زيد ومتى قال موسى التبوذكي حدثنا حماد فهو ابن سلمة فهو روايته والله أعلم ويقع مثل هذا الاشتراك سواء في السفيانين فأصحاب [[سفيان الثوري]] كبار قدماء وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري وذلك أبين فمتى رأيت القديم قد روى فقال حدثنا سفيان وأبهم فهو الثوري وهم كوكيع وابن مهدي والفريابي وأبي نعيم فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه فأما الذي لم يحلق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس فعليك بمعرفة طبقات الناس.