الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صيد الخاطر/فصل: الله لا يختار إلا الكامل»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات
 
Obaydb (نقاش | مساهمات)
استيراد تلقائي للمقالات - كتابة على الأعلى
 
سطر 1:
{{رأسية
|عنوان=[[صيد الخاطر]]
|مؤلف=ابن الجوزي
|باب= فصل: الله لا يختار إلا الكامل
|سابق= → [[../فصل: اليقظة الدائمة|فصل: اليقظة الدائمة]]
|لاحق= [[../فصل: العقل منحة من الله|فصل: العقل منحة من الله]] ←
|ملاحظات=
}}
====فصل: الله لا يختار إلا الكامل====
 
لقد إعتبرت على مولاي سبحانه وتعالى أمرا عجيبا، وهو أنه تعالى لا يختار لمحبته والقرب منه إلا الكامل صورة ومعنى. ولست أعني حسن التخاطيط، وإنما كمال الصورة إعتدالها، والمعتدلة ما تخلو من حسن، فيتبعها حسن الصورة الباطنة، وهو كمال الأخلاق، وزوال الأكدار، ولا يرى في باطنه خبثا ولا كدرا، بل قد حسن باطنه كما حسن ظاهره. وقد كان موسى عليه السلام كل من رآه يحبه، وكان نبينا {{صل}} كالقمر ليلة البدر. وقد يكون الولي أسود اللون، لكنه حسن الصورة لطيف المعاني. فعلى قدر ما عند الإنسان من التمام في كمال الخلق والخلق، يكون عمله، ويكون تقريبه إلى الحضرة بحسب ذلك. فمنهم كالخادم على الباب، ومنهم حاجب، ومنهم قرب، ويندر من يتم له الكمال. ولعله لا يوجد في مائة سنة منهم غير واحد. وهذه حكاية ما تحصل بالإجتهاد، بل الإجتهاد يحصل منها، لأنه إذا وقع تماما حث على الجد على قدر نقصائه. وهذا لا حيلة في أصله. إنما هو جبلة، وإذا أرادك لأمر هيأك له.