الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معلقة امرئ القيس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
<[[المعلقات]]
 
==مع حركات==
قِفا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ
{{قصيدة1
|قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل|بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
|فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ|لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
|ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها|وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
|كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا|لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
|وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ|يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
|وإنَّ شفائي عبرةٌ مهراقة ان سفحتها|فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
|كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها|وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
|فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً|عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
|ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح|ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
|ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي|فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
|فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها|وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
|ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة|فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
|تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً|عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
|فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ|ولا تُبعديني من جناك المعللِ
|فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ|فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
|إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ|بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
|ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت|عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
|أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل|وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
|وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ|فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
|أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي|وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
|ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي|بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
|و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها|تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
|تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً|عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
|إذا ما الثريا في السماء تعرضت|تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
|فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها|لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
|فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ|وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
|خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا|على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
|فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى|بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
|هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت|عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
|إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها|نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
|مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ|ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
|كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ|غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
|تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي|بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ
|وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش|إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
|وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ|أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
|غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا|تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
|وكشح لطيف كالجديل مخصر|وساق كأنبوبِ السقي المُذلل
|وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ|أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
|تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها|منارة ُ ممسى راهب متبتل
|وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها|نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
|إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابة|إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ
|تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِبا|وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
|ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه|نصيح على تعذَاله غير مؤتل
|وليل كموج البحر أرخى سدولهُ|عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
|فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه|وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
|ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي|بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
|فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ|بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
|كأن الثريا علِّقت في مصامها|بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
|وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها|بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
|مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً|كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
|كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ|كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
|مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى|أثرنَ غباراً بالكديد المركل
|على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ|إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
|يطيرُ الغلامُ الخفُّ على صهواته|وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ
|دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ|تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
|لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة|وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ
|كأن على الكتفين منه إذا انتحى|مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلاية َ حنظلِ
|وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ|وباتَ بعيني قائماً غير مرسل
|فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه|عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
|فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه|بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ
|فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ|جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل
|فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ|دِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
|وظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ|صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
|ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه|متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ
|كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره|عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
|وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه|بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
|أحار ترى برقاً أريك وميضه|كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
|يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ|أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
|قعدت له وصحيبتي بين حامر|وبين اكام بعدم متأمل
|وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة|يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
|وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة|وَلا أُطُماً إلا مَشيداً بجَنْدَلِ
|كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ً|من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ
|كأنَّ أباناً في أفانينِ ودقهِ|كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
|وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ|نزول اليماني ذي العياب المخوَّل
|كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةً|بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
|على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ|وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
|وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ|فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
}}
 
==بدون حركات==
فَتُوضِحَ فالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها ... لِما نَسَجَتْها مِن جَنوبٍ وشَمْأَلِ
{{قصيدة1
 
|قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل|بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل
رخاء تسح الريح في جنباتها ... كساها الصبا سحق الملاء المذيل
|فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها|لما نسجتها من جنوب وشمال
 
|ترى بعر الأرآم في عرصاتها|وقيعانها كأنه حبّ فلفل
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها ... وقِيعانِها كأنّه حَبُّ فُلْفُلِ
|كأني غداة البين يوم تحملّوا|لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل
 
|وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم|يقولون لا تهلك أسى وتجمّل
كأني غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
|وإنّ شفائي عبرة مهراقة ان سفحتها |فهل عند رسم دارس من معوّل
 
|كدأبك من أمّ الحويرث قبلها|وجارتها أمّ الرباب بمأسل
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسىً و تجمل
|ففاضت دموع العين منّي صبابة|على النحر حتّى بلّ دمعي محملي
 
|ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح|ولا سيّما يوم بدارة جلجل
فدع عنك شيئاً قد مضى لسبيله ... و لكن على ما غالك اليوم أقبل
|ويوم عقرت للعذارى مطيتي|فيا عجبا من كورها المتحمّل
 
|فظلّ العذارى يرتمين بلحمها|وشحم كهداب الدمقس المفتل
وقفت بها حتى إذا ما ترددت ... عماية محزونٍ بشوقٍ موكل
|ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة|فقالت لك الويلات إنك مرجلي
 
|تقول وقد مال الغبيط بنا معا|عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
و إن شفائي عبرة مهراقةٌ ... فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
|فقلت لها سيري وأرخي زمامه|ولا تبعديني من جناك المعلل
 
|فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع|فألهيتها عن ذي تمائم محول
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... و جارتها أم الرباب بمأسل
|إذا ما بكى من خلفها انصرفت له|بشقّ وتحتي شقّها لم يحوّل
 
|ويوما على ظهر الكثيب تعذّرت|عليّ وآلت حلفة لم تحلّل
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
|أفاطم مهلا بعض هذا التدلل|وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
 
|وإن تك قد ساءتك مني خليقة |فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل
ففاضت دموع العين مني صبابةً ... على النحر حتى بل دمعي محملي
|أغرّك مني أنّ حبّك قاتلي|وأنك مهما تأمري القلب يفعل
 
|وما ذرفت عيناك إلا لتضربي|بسهميك في أعشار قلب مقتّل
ألا رب يومٍ لك منهن صالحٍ ... و لا سيما يوم بدارة جلجل
|و بيضة خدر لا يرام خباؤها|تمتّعت من لهو بها غير معجل
 
|تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا|عليّ حراسا لو يسروّن مقتلي
و يوم عقرت للعذاري مطيتي ... فيا عجبا من كورها المتحمل
|إذا ما الثريا في السماء تعرضت|تعرض أثناء الوشاح المفصّل
 
|فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها|لدى السّتر إلاّ لبسة المتفضّل
و يا عجباً من حلها بعد رحلها ... و يا عجبا للجازر المتبذل
|فقالت يمين الله ما لك حيلة |وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
 
|خرجت بها أمشي تجرّ وراءنا|على أثرينا ذيل مرط مرحّل
فظل العذارى يرتمين بلحمها ... و شحمٍ كهداب الدمقس المفتل
|فلما أجزنا ساحة الحيّ وانتحى|بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
 
|هصرت بفودي رأسها فتمايلت|عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل
تدار علينا بالسيف صحافنا ... و يؤتى إلينا بالعبيط المثمل
|إذا التفتت نحوي تضوّع ريحها|نسيم الصبا جاءت بريّا القرنفل
 
|مهفهفة بيضاء غير مفاضة |ترائبها مصقولة كالسجنجل
و يوم دخلت الخدر خدر عنيزةٍ ... فقالت لك الويلات إنك مرجلي
|كبكر المقاناة البياض بصفرة |غذاها نمير الماء غير المحلل
 
|تصد وتبدي عن أسيل وتتّقي|بناظرة من وحش وجرة مطفل
تقول و قد مال الغبيط بنا معاً ... عقرت بعيري يا أمرأ القيس فانزل
|وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش|إذا هي نصّته ولا بمعطّل
 
|وفرع يزين المتن أسود فاحم|أثيث كقنو النخلة المتعثكل
فقلت لها سيري و أرخي زقاقه ... و لا تبعديني من جناك المعلل
|غدائرها مستشزرات إلى العلا|تضلّ العقاص في مثنّى ومرسل
 
|وكشح لطيف كالجديل مخصر|وساق كأنبوب السقي المذلل
دعي البكر ، لا ترثي له من ردافنا ... و هاتي أذيقينا جناة القرنفل
|وتعطو برخص غير شثن كأنّه|أساريع ظبي أو مساويك إسحل
 
|تضيء الظلام بالعشاء كأنها|منارة ممسى راهب متبتل
بثغرٍ كمثل الأقحوان منورٍ ... نقي الثنايا أشنبٍ غير أثعل
|وتضحي فتيت المسك فوق فراشها|نؤوم الضّحى لم تنتطق عن تفضّل
 
|إلى مثلها يرنو الحليم صبابة|إذا ما اسبكرّت بين درع ومجول
فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعٍ ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
|تسلّت عمايات الرجال عن الصبا|وليس فؤادي عن هواك بمنسل
 
|ألا ربّ خصم فيك ألوى رددته|نصيح على تعذاله غير مؤتل
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له ... بشق و تحتي شقها لم يحول
|وليل كموج البحر أرخى سدوله|عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
 
|فقلت له لما تمطّى بصلبه|وأردف أعجازا وناء بكلكل
و يوماً على ظهر الكثيب تعذرت ... علي و آلت حلفةً لم تحلل
|ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجلي|بصبح وما الإصباح منك بأمثل
 
|فيا لك من ليل كأنّ نجومه|بكل مغار الفتل شدت بيذبل
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ... و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
|كأن الثريا علّقت في مصامها|بأمراس كتّان إلى صمّ جندل
 
|وقد أغتدي والطير في وكناتها|بمنجرد قيد الأوابد هيكل
و إن كنت قد ساءتك مني خليقةٌ ... فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
|مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا|كجلمود صخر حطّه السيل من عل
 
|كميت يزلّ اللبد عن حال متنه|كما زلّت الصفواء بالمتنزّل
أغرك مني أن حبك قاتلي ... و أنك مهما تأمري القلب يفعل
|مسحّ إذا ما السابحات على الونى|أثرن غبارا بالكديد المركل
 
|على العقب جيّاش كأن اهتزامه|إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
و أنك قسمت الفؤاد فنصفه ... قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
|يطير الغلام الخفّ على صهواته|ويلوي بأثواب العنيف المثقّل
 
|درير كخذروف الوليد أمرّه|تقلب كفيه بخيط موصل
و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهمك في أعشار قلب مقتل
|له أيطلا ظبي وساقا نعامة|وإرخاء سرحان وتقريب تنفل
 
|كأن على الكتفين منه إذا انتحى|مداك عروس أو صلاية حنظل
و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل
|وبات عليه سرجه ولجامه|وبات بعيني قائما غير مرسل
 
|فعنّ لنا سرب كأنّ نعاجه|عذارى دوار في ملاء مذيّل
تجاوزت أحراساً إليها و معشراً ... علي حراصاً لو يسرون مقتلي
|فأدبرن كالجزع المفصل بينه|بجيد معمّ في العشيرة مخول
 
|فألحقنا بالهاديات ودونه|جواحرها في صرة لم تزيّل
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفضل
|فعادى عداء بين ثور ونعجة |دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
 
|وظلّ طهاة اللّحم من بين منضج|صفيف شواء أو قدير معجّل
فجئت ، و قد نضت لنوم ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
|ورحنا راح الطرف ينفض رأسه|متى ما ترقّ العين فيه تسفّل
 
|كأنّ دماء الهاديات بنحره|عصارة حنّاء بشيب مرجّل
فقالت يمين الله ، ما لك حيلةٌ ... و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي
|وأنت إذا استدبرته سدّ فرجه|بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
 
|أحار ترى برقا أريك وميضه|كلمع اليدين في حبي مكلل
خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
|يضيء سناه أو مصابيح راهب|أهان السليط في الذّبال المفتّل
 
|قعدت له وصحيبتي بين حامر|وبين اكام بعدم متأمل
فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى ... بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل
|وأضحى يسحّ الماء عن كل فيقة|يكبّ على الأذقان دوح الكنهبل
 
|وتيماء لم يترك بها جذع نخلة|ولا أطما إلا مشيدا بجندل
هصرت بفودي رأسها فتمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
|كأن ذرى رأس المجيمر غدوة |من السّيل والأغثاء فلكة مغزل
 
|كأنّ أبانا في أفانين ودقه|كبير أناس في بجاد مزمّل
إذا التقتت نحوي تضوع ريحها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
|وألقى بصحراء الغبيط بعاعه|نزول اليماني ذي العياب المخوّل
 
|كأنّ سباعا فيه غرقى غديّة|بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
إذا قلت هاتي نوليني تمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
|على قطن بالشّيم أيمن صوبه|وأيسره على السّتار فيذبل
 
|وألقى ببيسان مع الليل بركه|فأنزل منه العصم من كلّ منزل
مهفهفة بيضاء غير مفاضةٍ ... ترائبها مصقولة كالسجنجل
}}
 
كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير محلل
 
تصد و تبدي عن أسيلٍ و تتقي ... بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل
 
وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته و لا بمعطل
 
و فرع يزين المتن أسود فاحمٍ ... أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
 
غدائرة مستشزرًات إلى العلا ... تضل العقاصٌ في مثنى و مرسل
 
وكشحٍ لطيف كالجديل مخصر ... و ساقٍ كأنبوب السقي المذلل
 
و يضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
 
و تعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
 
تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممس راهب متبتل
 
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً ... إذا ما اسبكرت بين درعٍ و مجول
 
تسلت عمايات الرجال عن الصبا ... و ليس فؤادي عن هواك بمنسل
 
ألا رب خصمٍ فيك ألوى رددته ... نصيحٍ على تعذاله غير مؤتلي
 
و ليلٍ كموج البحر أرخى سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي
 
فقلت له لما تمطى بصلبه ... و أردف أعجازاً و ناء بكلكل
 
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبحٍ و ما الإصباح منك بأمثل
 
فيا لك من ليلٍ كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
 
كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتانٍ إلى صم جندل
 
و قربة أقوامٍ جعلت عصامها ... على كاهلٍ مني ذلولٍ مرحل
 
و وادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل
 
فقلت له لما عوى : إن شأننا ... قليل الغنى ، إن كنت لما تمول
 
كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته ... ومن يحترث حرثي و حرثك يهزل
 
و قد أغتدي و الطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
 
مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً ... كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
 
كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
 
على الذبل جياش كأن اهتزامه ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
 
مسحٍ إذا ما السابحات على الوبى ... أثرن الغبار بالكديد المٌركل
 
يزل الغلام الخف عن صهواته ... و يلوي بأثواب العنيف المثقل
 
دريرٌ كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيطٍ موصل
 
له أيطلا ظبيٍ ، و ساقا نعامةٍ ... و إرخاءٍ سرحانٍ ، و تقريب تنقل
 
ضليعٌ إذا استد سد فرجه ... بضافٍ فويق الأض ليس بأعزل
 
كأن على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروسٍ ، أو صلاية حنظل
 
كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حنًاءٍ بشيبٍ مرجل
 
فعن لنا سربٌ ، كأن نعاجه ... عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذبل
 
فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد معمٍ في العشيرة مخول
 
فألحقنا بالهاديات و دونه ... جواحرها في صرةٍ لم تزيل
 
فعادى عداء بين ثورٍ و نعجةٍ ... دراكاً و لم ينضح بماءٍ فيغسل
 
فظل طهاه اللحم من بين منضج ... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
 
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه ... متى ما ترق العين فيه تسهل
 
فبات عليه سرجه و لجامه ... و بات بعيني قائماً غير مرسل
 
أصاح ترى برقاً أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
 
يضيء سناه ، أو مصابيح راهبٍ ... أمال السليط بالذبال المفتل
 
قعدت له و صحبتي بين ضارجٍ ... و بين العذيب بعد ما متأملي
 
‌ علاً قطناً بالشيم أيمن صوبه ... و أيسره على الستار فيذبل
 
فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل
 
ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل ‌‌‌‌
 
و تيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ... و لا أجماً إلا مشيداً بجندل
 
كأن ثبيراً في عرانين وبله ... كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
 
كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً ... من السيل و الأغثاء فلكه مغزل
 
و ألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ، ذي العياب المحمل
 
كأن مكاكي الجواء غديةً ... صبحن سلافاً من رحيقٍ مفلفل
 
كأن السباع فيه غرقى عشيةً ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
 
 
==رواية أخرى==
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
 
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
 
 
 
 
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
 
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
 
 
 
 
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
 
وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ
 
 
 
 
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا
 
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
 
 
 
 
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ
 
يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ
 
 
 
 
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ
 
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
 
 
 
 
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
 
وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ
 
 
 
 
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا
 
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
 
 
 
 
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
 
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
 
 
 
 
ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ
 
وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ
 
 
 
 
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي
 
فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
 
 
 
 
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا
 
وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ
 
 
 
 
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ
 
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
 
 
 
 
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً
 
عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
 
 
 
 
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ
 
ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ
 
 
 
 
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ
 
فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ
 
 
 
 
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
 
بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
 
 
 
 
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ
 
عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ
 
 
 
 
أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ
 
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
 
 
 
 
أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي
 
وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ
 
 
 
 
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ
 
فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ
 
 
 
 
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
 
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ
 
 
 
 
وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا
 
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ
 
 
 
 
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً
 
عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي
 
 
 
 
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
 
تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ
 
 
 
 
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا
 
لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ
 
 
 
 
فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ
 
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي
 
 
 
 
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا
 
عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ
 
 
 
 
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى
 
بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ
 
 
 
 
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ
 
عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ
 
 
 
 
مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ
 
تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ
 
 
 
 
كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ
 
غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ
 
 
 
 
تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي
 
بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ
 
 
 
 
وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ
 
إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ
 
 
 
 
وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ
 
أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ
 
 
 
 
غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ
 
تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ
 
 
 
 
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ
 
وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ
 
 
 
 
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا
 
نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ
 
 
 
 
وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ
 
أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ
 
 
 
 
تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا
 
مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ
 
 
 
 
إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً
 
إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ
 
 
 
 
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا
 
ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ
 
 
 
 
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ
 
نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ
 
 
 
 
ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
 
عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي
 
 
 
 
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ
 
وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ
 
 
 
 
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي
 
بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ
 
 
 
 
فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ
 
بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ
 
 
 
 
وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا
 
عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ
 
 
 
 
وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ
 
بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ
 
 
 
 
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا
 
قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ
 
 
 
 
كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ
 
ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ
 
 
 
 
وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا
 
بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ
 
 
 
 
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً
 
كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
 
 
 
 
كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ
 
كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ
 
 
 
 
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ
 
إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ
 
 
 
 
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى
 
أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ
 
 
 
 
يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ
 
وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
 
 
 
 
دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ
 
تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ
 
 
 
 
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ
 
وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ
 
 
 
 
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ
 
بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ
 
 
 
 
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى
 
مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ
 
 
 
 
كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ
 
عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ
 
 
 
 
فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ
 
عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ
 
 
 
 
فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ
 
يِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ
 
 
 
 
فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ
 
جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ
 
 
 
 
فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ
 
دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ
 
 
 
 
فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ
 
صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ
 
 
 
 
ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ
 
مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ
 
 
 
 
فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ
 
وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ
 
 
 
 
أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ
 
كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ
 
 
 
 
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ
 
أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ
 
 
 
 
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ
 
وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ
 
 
 
 
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ
 
وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ
 
 
 
 
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ
 
يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
 
 
 
 
ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ
 
فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ
 
 
 
 
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ
 
وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ
 
 
 
 
كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ
 
كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ
 
 
 
 
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً
 
مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ
 
 
 
 
وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ
 
نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ
 
 
 
 
كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً
 
صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ
 
 
 
 
كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً
 
بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ
 
[[تصنيف:معلقات]]
[[تصنيف:امرؤ القيس]]