الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحماسة البصرية - باب النسيب والغزل»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
سطر 1٬416:
أَلا نــادِ فـــي آثـــارِهِـــنَّ الـــغَـــوانِـــيا * * * سُقِـينَ سِـمـامـاً، مـــا لَـــهُـــنَّ ومـــا لِـــيا
 
أشَارَتْ بِمِدْراها،وقالتْ لِتِرْبِـهـا * * * أَعْبدُ بَنِي الحَسْحَاسِ يُزْجِي القَوافِيا
==تمت ص 158==
 
رَأَتْ قَتَباً رَثَّاً وسَحْـقَ عَـمـامَةٍ * * * وأَسْوَدَ مِمَّا يَمْلِكُ النَّـاسُ عـارِيا
 
فلَوْ كنتُ وَرْداً لَوْنُهُ لَعَشِقْـنَـنِـي * * * ولكن ربي شانـنـي بـسـواديا
 
يرجلن أقواماً ويتركن لـمـتـي * * * وذاك هوان ظاهر قـد بـدا لـيا
 
وراهن ربي مثل ما قد وريننـي * * * وأَحْمَي على أَكْبادِهِنَّ المَـكـاوِيا
 
</center>
وقال إسْحَق بن إبراهيم المَوْصِلِيّ
<center>
حَيِّ طَـيْفـاً مِـن الأَحِـبَّةِ زارا * * * بَعْدَ ما صَرَّعَ الكَرَى السُّـمَّـارا
 
طارِقاً في الظَّلامِ تَحْتَ دُجى اللَّيْ * * * لِ بَخِـيلاً بـأَنْ يَزُورَ نَـهـارا
 
قلتُ: ما بالُنـا جُـفِـينـا وكُـنَّ * * * قَبْلَ ذاكَ الأسْماعَ والأَبْـصـارا
 
قالَ: إنّا كَما عَهِـدْتَ، ولـكِـنْ * * * شَغَلَ الحَلْيُ أَهْـلَـهُ أَنْ يُعـارا
 
</center>
وقال محمد بن بَشِير الخارِجِيّ
 
من بَنِي خارِجَة من الأنصار، وتُرْوَى لأبِي دَهْبَل الجُمَحِيّ
<center>
يا أَحْـــسَـــنَ الـــنَّـــاسِ إلاَّ أنَّ نـــائِلَـــهـــا * * * قِدْمـاً لـمَـنْ يَبْـتَـغِـي مَـعْـروفَـهــا، عَـــسِـــيرُ
 
هل تَـذْكُـرِينَ كـمـا لَـــمْ أَنْـــسَ عَـــهْـــدَكُـــمُ * * * وقَــدْ يَدُومُ لِـــوَصْـــلِ الـــخُـــلَّةِ الـــذِكَـــرُ
 
قَوْلِي، ورَكْبُكِ قد مالَتْ عَمائِمُهُمْ * * * وقَدْ سَقَى القَوْمَ كَأْسَ النَّعْسَةِ السَّهَرُ
 
يا لَيْتَ أَنِّي بأَثْوابِي وراحِلَتِي * * * عَبْـدٌ لأهْـلِـكِ طُـولَ الــدَّهْـــرِ مُـــؤْتَـــجَـــرُ
 
جِنِّــيَّةٌ أوْ لَـــهـــا جِـــنٌّ يَعَـــلِّـــمُـــهـــا * * * رَمَـى الـقُـلُـوبِ بِـقَــوْسِ مـــالَـــهـــا وَتَـــرُ
 
وقَـدْ نَـظَـرْتُ فـمـــا أَلْـــفَـــيْتُ مِـــن أَحَـــدٍ * * * يَعْـتـادُهُ الــشَّـــوْقُ إلاّ بَـــدْؤُهُ الـــنَّـــظَـــرُ
 
تَقْـضِـينَ فـيَّ ولا أَقْـضِــي عـــلـــيكِ كـــمـــا * * * يَقْـضِـي الـمَـلِـيكُ عـلـى الـمَـمْـلُـوكِ يَقْـتَـسِـــرُ
 
إنْ كـــان ذا قَـــدَراً يُعْـــطِـــيكِ نـــافِـــــلَةً * * * مِنّـا ويَحْـرِمُـنـا مـــا أَنْـــصَـــفَ الـــقَـــدَرُ
 
</center>
وقال آخر
<center>
لَعَـمُـركَ إِنِّـي يومَ بـانُــوا فـــلَـــمْ أَمُـــتْ * * * خُفـاتـاً عـلـى آثـارِهِـــمْ لَـــصَـــبُـــورُ
 
غَداةَ الـمُـنَـقَّـى إذْ رُمِـــيتُ بـــنَـــظْـــرَةٍ * * * ونـحـنُ عـلـى مَـتْـنِ الـطَّــرِيقِ نَـــسِـــيرُ
 
ففـاضَـتْ دُمُـوعُ الـعَـيْن حـتًّـى كــأَنَّـــهـــا * * * لِنـاظِـرِهــا غُـــصْـــنٌ يُراحُ مَـــطِـــيرُ
 
فقـلـتُ لـقَـلْـبِـي حِـينَ خَـفَّ بـه الــهَـــوَى * * * وكـادَ مِـن الـوَجْـدِ الـــمُـــبِـــير يَطِـــيرُ
 
فهّـذا ولـمَّـا تَـمْـــضِ لِـــي غـــيرُ لَـــيْلَةٍ * * * فكَـيْفَ إذا مَـــرَّتْ عـــلـــيهِ شُـــهُـــورُ
 
وأَصْــبَـــحَ أَعْـــلامُ الأَحـــبَّةِ دُونَـــهـــا * * * مِن الأرْضِ غَـــوْلٌ نـــازِحٌ ومَـــسِـــــيرُ
 
وأَصْبَحْتُ نَجْدِيَّ الهَوَى مُتْهِمَ النَّوَى * * * أَزِيدُ اشْتِياقاً أنْ يَحِنَّ بَعِيرُ
 
عَسَى الله، بَعْدَ النَّأْيِ، أنْ يُصْقِبَ النَّوَى * * * ويُجْـمَـعَ شَـمْـلٌ بَــعْـــدَهـــا وسُـــرُور
 
</center>
وقال كُثَيِّر عَزَّة
<center>
وقدْ زَعَمْت أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعْدَهـا * * * ومَنْ ذا الذي يا عَزُّ لا يَتَغَـيَّرُ
 
تَغَيَّرَ جِسْمِي، والخَلِيقَةُ كالـتـي * * * عَهِدْتِ، ولَمْ، يُخْبَرْ بسِرِّكِ مُخْبَرُ
 
</center>
وقال آخر
<center>
تَعَطَّلْنَ إِلاّ مِن مَـحـاسِـنِ أَوْجُـهٍ * * * فهُنَّ خَوالٍ في الصِّفاتِ عَـواطِـلُ
 
كَواسٍ عَوارٍ صامِتـاتٌ نَـواطـقٌ * * * بِعِفّ الـكَـلامِ بـاذِلاتٌ بَـواخِـلُ
 
بَرَزْنَ عَفافاً، واحْتَجَبْنَ تَـسَـتُّـراً، * * * وشِيبَ بقْولِ الحَقِّ منهُـنَّ بـاطِـلُ
 
فذُو الحِلْمِ مُرْتابٌ، وذُو الجَهْلِ طامِعٌ، * * * وهُنَّ عن الفَحْشاءِ حِـيدٌ نَـواكِـلُ
 
</center>
وقال آخر
<center>
ألاَ هل إلى أَجْبالِ سَلْمَى بِذِي اللِّوَى * * * لِوَى الرَّمْلِ مِن قَبْلِ المَماتِ مَعادُ
 
بِلادٌ بِها كُنَّا ونَحْنُ نُحِبُّها * * * إذِ الـــنَّـــاسُ نـــاسٌ والـــبِـــلادُ بِــــــلادُ
 
</center>
وقال كُثِّير عَزَّة
<center>
وأَدْنَيْتِنِي حتَّى إذا ما مَلَكْتِـنِـي * * * بِقَوْلٍ يُحِلُّ العُصْمَ سَهْلَ الأباطِحِ
 
تَجافَيْتِ عنِّي حينَ لا ليَ حِـيلَةٌ * * * وخَلَّفْتِ ما خَلَّفْتِ بَيْنَ الجَوانِـحِ
 
</center>
وقال آخر
<center>
أَحَبُّ بِلادِ الله ما بَيْنَ مَنْـعِـجٍ * * * إليّ وسَلْمَى أَنْ يَصُوبَ سَحابُها
 
بِلادٌ بِها نِيطَتْ عليَّ تَمـائِمِـي * * * وأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرابُها
 
</center>
وقال آخر
<center>
ذَكَرْتُ بلادِي فاسْتَهَلَّتْ مَدامِـعِـي * * * لشَوْقِي إلى عَهْدِ الصِّبا المُتَـقـادِمِ
 
حَنَنْتُ إلى أرْضٍ بِها اخْضَرَّ شارِبي * * * وقُطِّعَ عنِّي قَبْلُ عَقْدُ الـتَّـمـائِمِ
 
</center>
وقال مَنْظُور بن عُبَيْد بن مَزْيَد
 
وتُرْوى لابن مَيّادَة
<center>
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي هـل أَبِـيتَـنَّ لـيلةً * * * بحَرَّةِ لَيْلَى حيثُ رَبَّتَـنِـي أَهْـلِـي
 
بِلادٌ بِها نِيطَتْ عـلـيَّ تَـمـائِمِـي * * * وقُطِّعْنَ عنِّي حينَ اَدْرَكَنِي عَقْـلِـي
 
فإنْ كنتَ عن تلكَ المَواقِفِ حابِسِـي * * * فأَفْشِ علَيَّ الرِّزْقَ واجْمَعْ إذَنْ شَمْلِي
 
</center>
وقال بلال بن حَمامَة
<center>
ألا لَيْتَ شِعْرِي هل أبيتَن ليلةً * * * بفخٍّ وحَوْلِي إذْخَرٌ وجَـلِـيلُ
 
وهَلْ أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَـنَّةٍ * * * وهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامَةٌ وطَفِيلُ
 
</center>
وقال سوار بن المعرب السعدي
<center>
سَقَى الله اليَمامَةَ مِن بِـلادٍ * * * نَوافِجُها كأَرواحِ الغَوانِـي
 
بها سُقْتُ الشَّبابَ إلى مَشِيبي * * * فَقُبِّحَ عِنْدَه حُسْنُ الزَّمـانِ
 
وجَوٌّ زاهِرٌ لـلـرِّيحِ فـيهِ * * * نَسِيمٌ لا يَرُوعُ التُـربَ وانِ
 
</center>
وقال أبو عَدِيّ العَبْلِيّ
 
أموي الشعر
<center>
أَحِنُّ إلى وادِي الأَراكِ صَبـابَةً * * * لعَهْدِ الصِّبـا وتَـذْكـار أوَّلِ
 
كَأنَّ نَسِيمَ الرِّيحِ في جَنَـبـاتِـهِ * * * نَسِيمُ حَبِيبٍ أو لقـاءُ مُـؤَمَّـلِ
 
فلّله مِن أرضٍ بها ذَرٍّ شارِقِي * * * حَياةٌ لذِي هُلْكٍ وخِصْبٌ لمُمْحِلِ
 
</center>
وقال آخر
<center>
ألا حَبَّذا نَجْدٌ وطِـيبُ ثَـرىً بـهِ * * * تُصافِحُهُ أَيْدِي الرِّياحِ الغَـرائِبِ
 
وَعهْدُ صِبّا فِيه يُنازِعُكَ الـهَـوَى * * * به لكَ أَتْرابٌ عِذابُ المشَـارِبِ
 
تَنالُ الرِّضَى مِنْهُنَّ في كُلِّ مَطْلَبٍ * * * عِذابُ الثَّنـايا وارِداتُ الـذَوائِبِ
 
</center>
وقال بَشّار بن بُرد
<center>
مَتَى تَعْرِفِ الدّارَ التي بانَ أَهْلُها * * * بسُعْدَِى، فإن العَهْدَ مِنْكَ قَرِيبُ
 
تُذَكِّرُكَ الأَهْواءَ إذْ أَنـتَ يافَـعٌ * * * لَدَيْها، فَمَغْناها إلـيكَ حَـبـيبُ
 
</center>
وقال مَرّار بن هَبّاش الطّائِيّ
 
وتروى للصِّمَّة القُشَيْرِي
<center>
سَقَى الله أَطْلالاً بأَكْثِبَةِ الحِمَـى * * * وإنْ كُنَّ قَدْ أَبْدَيْنَ للـنّـاسِ دائِيا
 
مَنازِلُ لو مَرَّتْ بِهِنَّ جَنـازَتِـي * * * لَقالَ الصَّدَى: يا حامِلَيِّ أرْبَعا بِيا
 
</center>
وقال أبو قَطِيفَة
<center>
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي هل تَغَيَّرَ بَـعْـدَنـا * * * بَقِبعُ المُصَلَّى، أمْ كعَهْدِي القَـرائِنُ
 
وهَلْ أَدْوُرٌ حَوْلَ البَـلاطِ عَـوامِـرٌ * * * كَما كُنَّ، أْم هل بالمـدِينَةِ سـاكِـنُ
 
أَحِنُّ إلى تلكَ الـبِـلادِ وأَهْـلِـهـا * * * كَأنِّي أسِيرٌ في السَّلاسِـلِ راهِـنُ
 
بِلادٌ بِها أَهْلِي ولَهْـوِي ومَـوْلِـدِي * * * جَرَتْ لِي طُيُورُ السَّعْدِ فِيها الأَيامِنُ
 
إذا بَرَقَتْ نَحْوَ الحِجـازِ غَـمـامَةٌ * * * دَعا الشَّوْقَ مِنِّي بَرْقُها المُتَـيامِـنُ
 
وما إنْ خَرَجْنا رَغْبَةً عـن بـلادِنـا * * * ولكنَّـهُ مـا قَـدَّرَ الـلـه كـائِنُ
 
لعَلَّ قُرَيْشاً أنْ تَثُوبَ حُـلُـومُـهـا * * * فتَعْمُرُ بالسّاداتِ مِنْها الـمَـواطِـنُ
 
</center>
وقال عبد الله بن الدمينة
<center>
رِدا مـاءَ حُـزْوَى فـانْـشَـحـا نِـضْـوَتَـيْكُــمـــا * * * علـى حِـينَ يُخْـلِـي مـاءَ حُـزْوَى رَقِـيبُـــهـــا
 
وسُـوفـا الـثّـرَى حـتَّـى يُحَـلِّـىءِ عـنـكُـمـــا * * * غَلِـيلُ الـصَّـدَى بَـرْدُ الـحِـياضِ وطِـيبُـــهـــا
 
فإِنَّ عـلـى الـــمـــاءِ الـــذي تَـــرِدانِـــهِ * * * مُفَـلَّـجَةُ الأَنْـــيابِ دُرْمٌ كُـــعُـــوبُـــهـــا
 
فمـا مُـزنَةٌ بَـيْنَ الـسِّـمـاكَــيْنِ أَوْمَـــضَـــتْ * * * مِن الـغَـورِ ثـم اسْـتَـعْـرَضَـتْـهـا جَـنـوبُـهــا
 
بأَحْـسَـنَ مِـنْـهـا يومَ قـالَـتْ وحَـــوْلَـــنـــا * * * مِن الـنّـاسِ أَوْبـاشٌ يُخـافُ شُـغُـــوبُـــهـــا
 
تَغـانَـيْتَ فـاسْـتَـغْـنَـيْتَ عـنّـا بــغَـــيْرِنـــا * * * هَنِـيئاً لـمَـنْ فـي الـسِّـرِّ أنـتَ حَـبـيبُـــهـــا
 
فقـلـتُ لـهـا: أَنْـتِ الـحَـبِـيبَةُ فـاعْـلَــمِـــي * * * إلـى يَومِ يَلْـقَـى كُـلَّ نَـفْـسٍ حَـسِــيبُـــهـــا
 
ودِدْتُ، بلا مَقْتٍ مِن الله، أنَّها نَصِيبِي مِن الدُّنْيا وأَنِّي نَصِيْبُها
 
</center>
وقال ثَعْلَبَة بن أوْس الكِلابيّ
<center>
يَقِرُّ بعَيْنِي أَنْ أَرَى مَن مَكـانُـهُ * * * ذُرّى عَقِداتِ الأَبْرَقِ المُتَـقـاوِدِ
 
وأَنْ أَرِدَ الماءَ الـذي وَرَدَتْ بـه * * * سُلَيْمَى، وقَدْ مَلَّ السُّرَى كُلُّ واخِدِ
 
وأُلْصِقُ أَحْشائِي بِبَـرْدِ تُـرابِـهِ * * * وإنْ كان مَخْلُوطاً بِسُمِّ الأَسـاوِدِ
 
</center>
وقال عُرْوَة بن جافِي العَجْلانِيّ
<center>
أحِنُّ إلى أرضِ الحِجازِ، وحاجَتِي * * * بنَجْدٍ، بِلادٌ دُونَها الطَّرْفُ يَقْصُرُ
 
وما نَظَرِي مِن نَحْوِ نَجْدٍ بنافِعِـي * * * أَجَلْ لا، ولكنِّي على ذاكَ أَنظُرُ
 
أَفِي كُلِّ يومٍ نَظْرَةٌ ثُـم عَـبْـرَةٌ * * * لعَيْنِكَ حتّى مـاؤُهـا يَتَـحَـدَّرُ
 
مَتَى تَسْتَرِيحُ، القَلْبُ إِمّا مُجـاوِرٌ * * * حَزِينٌ وإِمَّـا نـازِحٌ يَتَـذَكَّـرُ
 
</center>
وقالت عُلَيَّة بنت المَهْدِيّ
<center>
ومُغْتَرِبٍ بالمَرْجِ يَبْكِي لـشَـجْـوِهِ * * * وقَدْ غابَ عنه المُسْعِدُونَ على الحُبِّ
 
إذا ما أتاهُ الرَّكْبُ مِن نَحْـوِ أرْضِـهِ * * * تَنَشَّقَ يَسْتَشْفِي بِـرائِحَةِ الـرَّكْـبِ
 
</center>
وقالت أيضاً
<center>
إذا كنتَ لا يُسْلِيكَ عَمَّنْ تُحِبُّهُ * * * تَناءٍ، ولا يَشْفِيكَ طُولُ تَلاقِ
 
فما أنتَ إلاّ مُستَعيرٌ حُشاشَةً * * * لِمُهْجَةِ نَفْسٍ آذَنَتْ بِفِـراقِ
 
</center>
وقال يَحْيى بن طالِب الحَنَفِيّ
 
من مخضرمي الدولتين
<center>
أحـقَّـاً عِـبـادَ الــلـــه أنْ لَـــسْـــتُ نـــاظِـــراً * * * إلـى قَـرْقَـرَى يومـاً وأَعْـلامِـهـــا الـــغُـــبْـــرِ
 
كأَنَّ فُـــؤادِي كـــلَّـــمـــا مَـــرَّ راكِـــــــبٌ * * * جَنـاحُ غُــرابٍ رامَ نَـــهْـــضـــاً إلـــى وَكْـــرِ
 
إذا ارْتَـحَــلَـــتْ نَـــحْـــوَ الـــيَمـــامَةِ رُفْـــقَةٌ * * * دَعـاكَ الـهَـوَى واهْـتـاجَ قَـلْـبُـــكَ لـــلـــذِكْـــرِ
 
فيا راكِـبَ الـوَجْـنـــاءِ أُبْـــتَ مُـــسْـــلَّـــمـــاً * * * ولا زِلْـتَ مِـن رَيْبِ الــحَـــوادِثِ فـــي سِـــتْـــرِ
 
إذا ما أَتَيْتَ العِرْضَ فاهْتِفْ بِجَوِّهِ * * * سُقِيتَ على شَحْطِ النَّوَى سَبَلَ القَطْرِ
 
فإنَّكَ مِن وادٍ إليّ مُرَحَّبٌ * * * وإنْ كُـنْـــتَ لا تُـــزْدارُ إلا عـــلـــى عُـــفْـــرِ
 
فقـالَ: لـقَـدْ يَشْـفِـي الـبُـكـــاءُ مِـــن الـــجَـــوَى * * * ولا شَـيَْ أَجْـدَى مِـــن عَـــزاءٍ ومِـــن صَـــبْـــرِ
 
</center>
وقال آخر
<center>
سَقَى الله أيّاماً لَنا لَسْـنَ رُجَّـعـاً * * * وسَقْياً لِعَصْرِ العامِرِيَّةِ مِن عَصْرِ
 
لَيالِيّ أَعْطَيْتُ البَطَالَةَ مِـقْـوَدِي * * * تَمُرُّ اللَّيالِي والشُّهُورُ ولا نِـدْرِي
 
</center>
وقال سُوَيْد بن كُراع العُكْلِي
<center>
خَلِيلَيَّ قُوما في عُطالَةَ فانْظُـرا * * * أناراً تَرَى مِن نَحْوِ يَبْرَين أمْ بَرْقا
 
وحُطَّا على الأطْلالِ رَحْلِيَ إنَّهـا * * * لأوَّلُ أَطْلالٍ عَرَفْتُ بِها العِشْقـا
 
</center>
وقال الصِّمَّة القُشَيْرِي
<center>
سَقَى الله أيّاماً لَنا ولَـيالِـياً * * * لَهُنَّ بأكْنافِ الشَّبابِ مَلاعِبُ
 
إذ العَيْشُ غَضٌّ. والزَّمانُ بِغِبْطَةٍ، * * * وشاهِدُ آفاتِ المُحِبِّـينَ غـائِبُ
 
</center>
وقال أيضاً
<center>
حَنَـنْـتَ إلـى رَيَّا، ونَـفْـــسُـــكَ بـــاعَـــدَتْ * * * مَزارَكَ مِـن ريّا وشَـعْـبـاكُـــمـــا مَـــعـــا
 
فَمـا حَـسَـنٌ أنْ تَـأْتِـــيَ الأَمْـــرَ طـــائِعـــاً * * * وتَـجْـزَعَ إنْ داعِـي الـصَّـبـابَةِ أَسْـــمـــعـــا
 
قَفـا وَدِّعـا نَـجْـداً ومَـنْ حَـلَّ بـالـــحِـــمـــى * * * وقَـلَّ لَـنَــجْـــدٍ عِـــنْـــدَنـــا أَنْ يُوَدَّعـــا
 
ولـمَّـا رَأَيْتُ الـبِـشْـــرَ أَعْـــرَضَ دُونَـــنـــا * * * وجـالَـتْ بَـنـاتُ الـشَّـوْقِ يَحْـنِــنَّ نُـــزَّعـــا
 
تلـفـت نـحـو الـمـي حـتـى وجـــدتـــنـــي * * * وجـعـت مـن الإصـفـاء لـيتـــا وأخـــدعـــا
 
تَلَفَّتُّ عَيْنِيَ اليُمْنَى فلمَّا زَجَرْتُها * * * عن الجَهْلِ بَعْدَ الحِلْمِ أَسْبَلَتا مَعا
 
وأَذْكُرُ أيَّامَ الحِمَى ثُمّ أنْثَنِي * * * علـى كَـبِـدِي مِـن خَـشْـيَةٍ أَنْ تَـــصَـــدَّعـــا
 
فلَـيْسَـتْ عَـشِـيّاتُ الـحِــمَـــى بـــرَواجِـــعٍ * * * علـيكَ، ولـكـنْ خَـلِّ عَـيْنَــيْكَ تَـــدْمَـــعـــا
 
ولَـمْ أرَ مِـثْـلَ الـعـامِـرِيَّةِ قَـــبْـــلَـــهـــا * * * ولا بَـعْـدَهـا يومَ ارْتَـحَـلْـــنـــا مُـــوَدِّعـــا
 
تُرِيكَ غَـــداةَ الـــبَـــيْنِ مُـــقْـــلَةَ شـــادِنٍ * * * وجِـيدَ غَـزالٍ فـي الــقَـــلائِدِ أَتْـــلَـــعـــا
 
فلَـيْتَ جِـمـالَ الــحَـــيِّ يومَ تَـــرَحَّـــلُـــوا * * * بِذِي سَـلَـمٍ أَضْـحَـتْ مَـزاحِـيفَ ظُـــلَّـــعـــا
 
كأنَّـكَ بِـدْعٌ لَـمْ تَـرَ الـبَـيْنَ قَـــبْـــلَـــهـــا * * * ولَـمْ تَـكُ بـالأُلاَّفِ قَـبْــلُ مُـــفَـــجَّـــعـــا
 
</center>
وقال قَيْس بن الحُدادِيَة الخُزاعِيّ
<center>
بَكَتْ مِن حَدِيثٍ نَـمَّـهُ وأشـاعَـهُ * * * ولَفَّقَهُ واشٍ مِن الـقـوْمِ راضِـعُ
 
وقالتْ، وعَيْناها تَفِيضانِ بالـبُـكـا * * * مِن الوَجْدِ: خَبِّرْنِي مَتَى أنتَ راجِعُ
 
فقُلْتُ لَها: تالله يَدْرِي مُـسـافِـرٌ، * * * إذا أَضْمَرَتْهُ الأرْضُ، مالله صانِـعُ
 
فلا يَسْمَعْن سِرِّي وسِـرَّكِ ثـالِـثٌ * * * فكُلُّ حَدِيثٍ جاوَزَ الإِثْنَـيْنِ شـائِعُ
 
وكَيْفَ يَشيعُ السِّرَّ مِـنِّـي ودُوَنـهُ * * * حِجابٌ، ومِن دُونِ الحِجابِ الأضالِعُ
 
</center>
وقال محمد بن عَبْد الأزْدِي
 
وتُرْوَى لرجل من بَنِي كِلاب
<center>
ولمَّا قَضَيْنا غُصَّةً مِن حَـدِيثِـنـا * * * وقَدْ فاضَ مِن بَعْدِ الحَدِيثِ المَدامِعُ
 
جَرَى بَيْنَنا مِـنَّ رَسِـيسٌ يَزِيدُنـا * * * سَقاماً إذا ما اسْتَيْقَنَتْهُ المَسـامِـعُ
 
فهَلْ مِثْلُ أيّامٍ تَسَلَّفْنَ بالـحِـمَـى * * * عَوائِدُ أو غَيْثُ السِّتـارَيْنِ واقِـعُ
 
وإنَّ نَسِيمَ الرِّيح مِن مَدْرجِ الصِّبـا * * * لأَورابِ قَلْبٍ شَفَّهُ الحُبُّ نـافِـعُ
 
</center>
وقال كُثيّر بن أبي جُمْعَة الخُزاعِيّ
<center>
إذا قِيلَ: هذا بَـيْتُ عَـزَّةَ، قـادَنِـي * * * إليه الهَوَى واسْتَعْجَلَتْنِـي الـبـوادِرُ
 
عَجِبْتُ لصَوْنِي الوُدَّ في مُضْمَرِ الحَشا * * * لمَنْ هو فيما قد حَـلا لِـيَ واتِـرُ
 
ألا لَيْتَ حَظِّي مِـنْـكِ يا عَـزُّ أَنَّـهُ * * * إذا بِنْتِ باعَ الصَّبْرَ لِي عنكِ تاجِـرُ
 
وأنتِ التي حَبَّبْـتِ كُـلَّ قَـصِـيرةً * * * إليَّ، ولم تَشْعُرْ بذاكَ الـقَـصـائِرُ
 
عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجـالِ، ولَـمْ اُرِدْ * * * قِصارَ الخُطا، شَرُّ النِّساءِ البَحـاتِـرُ
 
</center>
وقال آخر
<center>
يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نَفْسِي نُفُوسَكُما * * * وحَيْثُما كُنْتُما لُقِّيتُـمـا رَشَـدا
 
إِن تَحْمِلا حاجَةً لِي خَفَّ مَحْمَلُها * * * تَسْتَوجِبا نِعْمَةً مِنِّي بِـهـا ويَدَا
 
أَنْ تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُمـا * * * مِنِّي السَّلامَ وأَنْ لا تُخْبِرا أَحَدا
 
</center>
وقال الفَرَزْدَق هَمّام
<center>
هل تَذْكُرِين إذِ الرِّكابُ مُناخَةٌ * * * بِرحالِها لِرَواحِ أَهْلِ المَوْسِمِ
 
إذْ نحنُ نَسْتَرِقُ الحَدِيثَ وفَوْقَنا * * * مِثْلُ الظَّلامِ مِن الغُبارِ الأَقْتَمِ
 
ونَظَلُّ نُظْهِرُ بالحَواجِبِ بَيْنَنـا * * * ما فِي النُّفُوسِ ونحنُ لَمْ نَتَكلَّمِ
 
</center>
وقال عُمَر بن أبِي رَبِيعَة المَخْزُومِيّ
<center>
أَشارَتْ بطَرْفِ العَيْنِ خِيفَةَ أَهْلِها * * * إشارَةَ مَذْعُورٍ ولَمْ تَـتَـكَـلَّـمِ
 
فأَيْقَنْتُ أنَّ الطَّرْفَ قد قال مَرْحَباً * * * وأهْلاً وسَهْلاً بالحَبِيبِ المُـتَـيَّمِ
 
</center>
وقال آخر
<center>
إذا ما الْتَقَيْنا، والوشُاةُ بمَجْلِـسٍ * * * فأَلْسُنُنا حَرْبٌ وأَعْيُنـا سِـلْـمُ
 
وتَحْتَ مَجارِي الصَّدْرِ مِنّا مَوَدَّةٌ * * * تَطَلَّعُ سِرّاً حيثُ لا يَذْهَبُ الوَهْمُ
 
</center>
وقال عَدِيّ بن الرِّقاع
 
وترى لنُصَيْب بن رَباح
<center>
ونَـبَّـهَ شَـوْقِـي، بَـعْـدَ مـا كــانَ نـــائِمـــاً، * * * هَتُـوفُ الـضُّـحَـى مَـشْـغُـوفَةٌ بـالـتَّـرَنُّـــمِ
 
بَكَتْ شَـجْـوَهـا تـحـتَ الـدُّجَـى فَـتَـسـاجَـمَـتْ * * * إلـيهـا غُـرُوبُ الـدَّمْـعِ مِـن كُـلِّ مَـسْـجَـــمِ
 
فَلوْ قَبْلَ مَبْكاها بَكَيْتُ صَبابَةً * * * بسُعْدَى شَفَيْتُ النَّفْسَ قَبْلَ التَّنَدُّمِ
 
ولكنْ بَكَتْ قَبْلِي، فهَيَّجَ لِي البُكا * * * بُكـاهـا، فـقـلـتُ: الـفَـضْـلُ لـلـمُـتَـقَـــدِّمِ
 
</center>
وقال زِياد الأَعْجَم
<center>
تَغَنَّىْ، أنتِ في ذِمَمِي وعَهْدِي * * * وذِمَّةِ والِدِي أنْ لَنْ تُضارِي
 
وبَيْتُكِ فاصْلِحِيهِ ولا تَخافِـي * * * على زُغْبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغارٍ
 
فإنَّكِ كُلَّما غَنَّـيْتِ صَـوْتـاً * * * ذَكَرْتُ أَحِبَّتِي وذَكَرْتُ دارِي
 
وإمّا يَقْتُلُوكِ طَلَـبْـتُ ثـأْراً * * * له نَبَأٌ لأنَّكِ فـي جِـوارِي
 
</center>
وقال طارِق بن نابِي
 
فيها أبياتٌ تروى لابن الدُّمَينَة وهي، وما وَجْدُ أعْرابية، وطارِق كان في زمن الرَّشِيد.
<center>
ألا قـاتَـلَ الـــلـــه الـــحَـــمـــامَة غُـــدْوةً * * * علـى الـغُـصْـنِ مـاذا هَـيَّجَـتْ حـينَ غَـــنَّـــتِ
 
تَغَـنَّـتْ بـصَـوْتٍ أَعْـجَـــمِـــيٍّ، وهَـــيَّجَـــتْ * * * جَوايَ الـذي كـانـتْ ضُـلُـــوعِـــي أَجَـــنَّـــتِ
 
فيا مُـنْـشِـرَ الـمَـوْتَـى أَعِـنِّـي عـلـى الـــتـــي * * * بِهـا نَـهَـلَـتْ نَـفْـسِـي سَـقـامـــاً وعَـــلَّـــتِ
 
لقَدْ بَخِلَتْ حتَّى لَوَ أنَّي سأَلْتُها * * * قَذَى العَيْنِ مِن سافِي التُّرابِ لَضَنَّتِ
 
حَلَفْتُ لَها بالله ما أُمُّ واحِدٍ * * * إذا ذَكَـرَتْـــهُ آخِـــرَ الـــلَّـــيْلِ حَـــنَّـــتِ
 
ومـا وَجْـدُ أَعْــرابِـــيَّةٍ قَـــذَفَـــتْ بِـــهـــا * * * صُرُوفُ الـنَّـوَى مِـنْ حَـيُْ لـمْ تـــكُ ظَـــنَّـــتِ
 
تَمَـنَّـــتْ أَحـــالِـــيبَ الـــرِّعـــاءِ وخَـــيْمَةً * * * بنَـجْـدٍ فـلـم يُقْـدَرْ لَـهـا مـــا تَـــمَـــنَّـــتِ
 
إذا ذَكَـرَتْ مــاءَ الـــعِـــضـــاهِ وطِـــيبَـــهُ * * * وبَـرْدَ الـحَـصَـى مِـن بَـطْـنِ خَــبْـــتٍ أرَنَّـــتِ
 
بأَعْـظَـمَ مِــنِّـــي لَـــوْعَةً غَـــيْرَ أَنَّـــنِـــي * * * أُجَـمْـجِـمُ أَحْـشـائِي عـلــى مـــا أُجَـــنَّـــتِ
 
وكـانَـتْ رِياحٌ تَـحْـمِـلُ الـحـــاجَ بَـــيْنَـــنـــا * * * فقَـدْ بَـخِـلَـتْ تِـلـــكَ الـــرِّياحُ وضَـــنَّـــتِ
 
</center>
وقال آخر
<center>
أحَقَّاً يا حَمامَةَ بَطْـنِ وَجٍّ * * * بِهذا النَّوْحِ أَنَّكِ تَصْدُقِينـا
 
فإنِّي مِثْلُ ما تَجِدِينَ وَجْدِي * * * ولكنِّي أُسِرُّ وتُعْلِـنِـينـا
 
غَلَبْتُك بالبُكاءِ بأَنَّ لَـيْلِـي * * * أُواصِلُهُ وأَنَّكِ تَهْجَعِينـا
 
وأَنَّى أَشْتَكِي فأَقُولُ حَقَّـاً * * * وأَنَّكِ تشْتَكِينَ فَتَكْذِبِـينـا
 
</center>
وقال عبد الله بن الدُّمَيْنَة
<center>
ألَيْسَ عَظِيماً أَنْ نكُونَ بِـبَـلْـدَةٍ * * * كِلانا بِها ثـاوٍ ولا نَـتَـكَـلَّـمُ
 
أَمِنَّا أناساً في الـمَـوَدَّةِ بَـيْنَـنـا * * * فَزادُوا علَيْنا في الحَدِيثِ وأَوْهَمُوا
 
وقالوا لَنا ما لَمْ يُقَلْ، ثُم أَكْـثَـرُوا * * * عَلَيْنا، وباحُوا بالذي كنتُ أَكْـتُـمُ
 
وقَدْ مُنِحَتْ عَيْنِي القَذَى لِفِراقِكُـمْ * * * وعادَ لَها تَهْتانُها فَهْيَ تَـسْـجُـمُ
 
مُنَعَّمَةٌ لو دَبَّ ذَرٌّ بـجِـلْـدِهـا * * * لكَانَ دَبِيبُ النَّمْلِ بالجِلْـدِ يَكْـلِـمُ
 
</center>
وقال إبراهيم بن هَرْمَة القُرَشِيّ
<center>
تقُـولُ، والـعِـيسُ قـد شُـدُّتْ بــأَرْحُـــلِـــنـــا: * * * أَلْـحَـقَّ أنَّـكَ مِـنّـا الـيومَ مُـــنْـــطَـــلِـــقُ
 
قلـتُ: نَـعَـمْ فـاكْـظِـمِـي، قـالَـتْ: ومـا جَـلَـــدِي * * * ومـا أَظُـنُّ اجْـتِـمـاعـاً حــينَ نَـــفْـــتَـــرِقُ
 
فارَقْـتُـهـا لا فُـــؤِادِي مِـــن تَـــذَكُّـــرِهـــا * * * سالِـي الـهُـمُـومِ، ولا حَـبْـلِـي لـهـا خَـــلَـــقُ
 
فاضَـتْ عـلـي إِثْـرِهِـمْ عَـيْنـاكَ أَدْمُـــعُـــهـــا * * * كمـا تَـتـابَـعَ يَجْـرِي الـلُّـؤْلُـؤُ الـــنَّـــســـقُ
 
فاسْتَبِق عَيْنَكَ لا يُودِي البُكاءُ بِها * * * واكْفُفْ مَدامِعَ مِن عَيْنَيْكَ تَسْتَبِقُ
 
ليس الشُّؤُونُ، وإنْ جادَتْ بِباقِيَةٍ * * * ولا الـجُـفُـونُ عـلـــى هـــذا ولا الـــحَـــدَقُ
 
</center>
وقال آخر، ليَزِيد
<center>
أقولُ لعَيْنِي حينَ جادَتْ بِمائِهـا * * * وإنْسانُها في لُجَّةِ الماءِ يَغْـرَقُ
 
خُذِي بنَصِيبٍ مِن مَحاسِنِ وَجْهِها * * * دَعِي الدَّمْعَ لليومِ الذي نَتَفـرَّقُ
 
</center>
وقال عَمْرو بن شَأْس
<center>
إذا نـحـنُ أَدْلَـجْـنـا وأنْــتِ أَمـــامَـــنـــا * * * كَفَـى لِـمَــطـــايانـــا بِـــرُؤْياك هـــادِيا
 
أَلَـــيْسَ يَزِيدُ الـــعِـــيسَ خِــــــفَّةَ أَذْرُعٍ، * * * وإنْ كُـنَّ حَـسْـرَى، أَنْ تـكُـونِـي أمـــامِـــيا
 
ذَكَرْتُكِ بالدَّيْرَيْنِ يَوْماً فأَشْرَفَتْ * * * بَناتُ الهَوى حتَّى بَلَغْنَ التَّراقِيا
 
أَعُدُّ اللَّيالِي لَيْلَةً بَعْدَ ليلةٍ * * * وقَـدْ عِـشْـتُ دَهْـراً لا أَعُـدُّ الـــلَّـــيالـــيا
 
إذا مـا طَــواكِ الـــدَّهْـــرُ يا أُمَّ مـــالِـــكِ * * * فشَـأْنُ الـمَـنـايا الـقـاضِـــياتِ وشـــانِـــيا
 
فَمـا مَـسَّ جِـلْـدِي الأَرْضَ إلاّ ذَكَــرْتُـــهـــا * * * وإلاّ وَجَـدْتُ طِـيبَــهـــا فـــي ثِـــيابِـــيا
 
</center>
وقال الوَليد بن يَزِيد الأموِيّ
<center>
لا أَسَأَلُ الله تَغْيِيراً لِما صَنَـعَـتْ * * * نامَتْ، وإنْ سَهِرَتْ عَيْنايَ، عَيْناها
 
فاللَّيْلُ أَطْوَلُ شَيءٍ حينَ أَفْقِـدُهـا * * * والليلُ أَقْصُرُ شيءٍ حينَ أَلْقاهـا
 
</center>
وقال يَزِيد بن عَبْد المَلك
 
لما وَقَف على قَبْر حَبابة
<center>
وكُـلُّ خَـلِـــيلٍ راءَنِـــي فـــهْـــوَ قـــائِلٌ: * * * مِن أجْـلِــكِ هـــذا هـــامَةُ الـــيومِ أو غَـــدِ
 
فإن تَسْلُ عنكِ النَّفْسُ أو تَدَعِ الصِّبَا * * * فبِالْيَأْسِ تَسْلُو عنكِ لا بالتَّجَلُّدِ
 
</center>
وقال آخر
<center>
أَيا رَبٍّ إنَّ المالِكِـيَّةَ حـاجَـتِـي * * * وأَنْتَ على أَنْ تَجْمَعَ الشَّمْلَ قـادِرُ
 
ولَمْ أَرَها إلاَّ بـنَـعْـمـانَ مَـرَّةً * * * وقَدْ عُطِّرَتْ مِنْها البُرَى والضَّفائِرُ
 
يقُولُونَ لي زُرْ حاجِراً واقْضِ حَقَّها * * * وإنْ لَمْ تَزُرْها قِـيلَ إنَّـكَ غـادِرُ
 
وما حاجِرٌ إلاَّ بلَيْلَـى وأَهْـلِـهـا * * * إذا لَمْ تَكُنْ لَيْلَى فلا كانَ حـاجِـرُ
 
</center>
وقال عبد الله بن الدُّمَيْنَة
<center>
أَلا يا حَمامات اللِّوَى عُدْنَ عَوْدَةً * * * فإنِّي إلى أَصْواتِـكُـنَّ حَـزِينُ
 
فعُدْنَ، فَلَمّا عُدْنَ كِدْنَ يُمِتْنَنِـي، * * * وكِدْتُ بأَسْرارِي لَـهُـنَّ أُبِـينُ
 
وعُدْنَ بَقْرقارِ الهَدِيرِ كـأَنَّـمـا * * * شَرِبْنَ حُمَيَّاً أو بِهِـنَّ جُـنـونُ
 
فَلَمْ تَرَ عَيْنِي قَبْلَهُنَّ حَـمـائِمـاً * * * بَكَيْنَ ولَمْ تَدْمَعْ لـهُـنَّ عُـيُونُ
 
وإنِّي لأَهْوَى النَّوْمَ مِن غَيْرَ نَعْسَةٍ * * * لَعَلَّ لِقاءً في المَـنـامِ يكُـونُ
 
تُحَدِّثُنِي الأَحْـلامُ أَنِّـي أَراكُـمُ * * * فيا لَيْتَ أَحْلامَ المَـنـامِ يَقِـينُ
 
شَهِدْتُ بأَنِّي لم أَحُلْ عن مَـوَدَّةٍ * * * وأنِّي بكُمْ لو تَعْلَمِـينَ ضَـنِـينُ
 
وأنَّ فُؤادِي لا يَلِينُ إلـى هَـوىً * * * سِواكِ، وإنْ قالُوا: بَلَى سَيَلِـينُ
 
</center>
وقال أيضاً
<center>
وإذا عَتِبْتِ عليَّ بِتُّ كأَنَّنِي * * * باللَّيْلِ مُخْتَلَسُ الرُّقادِ سَلِيمُ
 
ولَقَدْ أَرَدْتُ الصَّبْر عَنْكِ فَعاقَنِي * * * عَلَقٌ بقَلْبِي مِن هَـواكِ قَـدِيمُ
 
يَبْقَى على حَدَثِ الزَّمانِ ورَيْبِهِ * * * وعلى جَفائِكِ، إنَّـه لَـكَـرِيمُ
 
</center>
وقالت وَجِيهَة بنت أَوْس الضَّبِّيَّة
<center>
وعاذِلَةٍ هَبَّتْ بلَيْلٍ تَلُومُنِي * * * على الشَّوْقِ، لَمْ تَمْحُ الصَّبابَةَ مِن قَلْبِي
 
فما لِيَ إِنْ أَحْبَبْتُ أَرْضَ عَشِيرَتِي * * * وأَبْغَضْتُ طَرْفاءَ القُصَيْبَةِ مِن ذَنْبِ
 
فَلَوْ أَنَّ رِيحاً بَلَّغَتْ وَحْيَ مُرْسِل ٍ * * * حَفِيٍّ لناجَيْتُ الجَنُوبَ على النَّقَبِ
 
وقلتُ لها: أَدِّي إِليهمْ تَحِيَّتِي * * * ولا تَـخْـلِـطِـيهـا، طـالَ سَـعْـدُكِ، بـالــتُّـــرْبِ
 
فإِنِّـي إذا هَـبَّـتْ شَـمــالاً ســـأَلْـــتُـــهـــا * * * هلِ ازْدادَ صَـدَّاحُ الـنُّــمَـــيْرَةِ مـــن قُـــرْبِ
 
</center>
وقال عُرْوة بن أُذَيْنَة القُرَشِيّ
<center>
إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَـلَّـهـا * * * خُلِقَتْ هَواكَ كما خُلِقْتَ هَوىً لَها
 
فبِكَ الذي زَعَمَتْ بِها، وكلاكُمـا * * * أَبْدَى لصاحِبِهِ الصَّبابَةَ كُـلَّـهـا
 
بَيْضاءُ، باكَرَها النَّعِيمُ فصاغَـهـا * * * بلَباقَةٍ، فـأَدَقَّـهـا وأَجَـلَّـهـا
 
لمَّا عَرَضْتُ مُسَلِّماً فـي حـاجَةٍ * * * أَرْجُو مَعُونَتَها وأَخْشَـى ذُلَّـهـا
 
حَجَبَتْ تَحِيَّتَها، فقلتُ لِصاحِبِـي: * * * ما كانَ أَكْثَرَها لنـا وأَقَـلَّـهـا
 
وإذا وَجَدْتُ لَها وَساوِسَ سَـلْـوَةٍ * * * شَفَعَ الضَّمِيرُ إلى الفُؤادِ فَسَلَّهـا
 
ويَبِيتُ بَيْنَ جَوانِحِي حُـبٌّ لَـهـا * * * لو كانَ تَحْتَ فِراشِها لأَقَـلِّـهـا
 
ولَعَمْرُها لون كان حُبُّكَ فَوْقَهـا، * * * يوماً وقَدْ ضَحِيَتْ، إِذَنْ لأَظَلَّهـا
 
</center>
وقال أبو الشِّيص الخُزاعِيّ
<center>
وَقَفَ الهَوَى بِي حيثُ أَنْتِ، فلَيْسَ لي * * * مُتَـأَخَّـرٌ عَـنْـهُ ولا مُـتَـقَـدَّمُ
 
أَجِدُ المَـلامَةَ فـي هَـواكِ لَـذِيذَةً * * * حُبَّاً لذِكْرِكِ، فلْيَلُـمْـنِـي الـلَّـوَّمُ
 
أَشْبَهْتِ أَعْدائِي فَصِرْتُ أُحِـبُّـهُـمْ * * * إذْ كانَ حَظِّي منكِ حَظِّيَ مِنْـهُـمُ
 
وأَهَنْتِنِي، فأَهَنْتُ نَفْسِـيَ صـاغِـراً * * * ما مَنْ يَهُونَ عليكِ مِـمَّـنْ يُكْـرَمُ
 
</center>
وقال حُمَيْد بن ثَوْر الهِلالِيّ
<center>
ومـا هــاجَ هـــذا الـــشَّـــوْقَ إلاَّ حَـــمـــامَةٌ * * * دَعَـتْ سـاقَ حُـرٍّ فـي حَــمـــامٍ تَـــرَنَّـــمـــا
 
مِن الوُرْقِ، حَمَّاءُ العِلاطَيْنِ باكَرَتْ * * * عَسِيبَ أَشاءٍ مَطْلِعَ الشَّمْسِ أَسْحَما
 
إذا زّعْزَعَتْهُ الرِّيحُ أَو لَعِبَتْ بِهِ * * * أَرَنَّـــتْ عـــلـــيه مـــائِلاً ومُـــقَـــوَّمـــا
 
إذا شِـئْتُ غَـنَّـــتْـــنِـــي بـــأَجْـــزاعٍ بِـــيشَةٍ * * * أَو الـنَّـخْـلِ مِـن تَـثْـلِـيثَ أو مِـن يَبْـنـــبُـــمـــا
 
تُنـادِي حَـمـامَ الـجَـلْــهَـــتَـــيْنِ وتَـــرْعَـــوِي * * * إلـى ابـنِ ثَـلاثٍ بَــيْنَ عُـــودَيْنِ أَعْـــجَـــمـــا
 
كَأَنَّ عــلـــى أَشْـــداقِـــهِ نَـــوْرَ حَـــنـــوَةٍ * * * إذا هـو مَـدَّ الـجِـيدَ مِـنْـــه لِـــيَطْـــعَـــمـــا
 
مُحَـلاَّةُ طَــوْقٍ لَـــمْ يكُـــنْ عـــن جَـــعِـــيلَةٍ * * * ولا ضَـرْبِ صَــوَّاغٍ بـــكَـــفَّـــيْهِ دِرْهَـــمـــا
 
فمَّـا اكْـتَـسَـى الـرِّيشَ الـسُّـخـامَ ولَـــمْ تَـــجِـــدْ * * * له مَـعَـهـا فـي سـاحَةِ الـعُـشِّ مَــجْـــثِـــمـــا
 
أُتِـيح لـهـا صَــقْـــرٌ مُـــسِـــفٌّ فـــلـــم يَدَعْ * * * بمَـوْضِـعِـــه إِلاَّ رِمـــامـــاً وأَعْـــظُـــمـــا
 
تَغَـنَّـتْ عـلـى غُـصْـنٍ عِـشـاءً، فَـــلَـــمْ تَـــدَعْ * * * لِنـائِحَةٍ فـي نَــوْحِـــهـــا مُـــتَـــلَـــوَّمـــا
 
عَجـبْـتُ لَـهــا أَنَّـــى يكـــونُ غِـــنـــاؤُهـــا * * * فَصِـيحـاً، ولَـمْ تَـفْـغَـرْ بـمَـنْـطِـقِـهـا فَـــمـــا
 
فَلـمْ أَرَ مِـثْـلِـي شـاقَـهُ صَـوْتُ مِـــثْـــلِـــهـــا * * * ولا عَـرَبِـياً شــاقَـــهُ صَـــوْتُ أَعْـــجَـــمـــا
 
وأَسْـمـاءُ مـــا أَسْـــمـــاءُ لَـــيْلَةَ أَدْلَـــجَـــتْ * * * إِلــيَّ، وأَصْـــحـــابِـــي بِـــأَيَّ وأَيْنَـــمـــا
 
مُنَعَّمَةٌ، لو يُصْبِحُ الذَرُّ سـارِياً * * * على جِلْدِها بَضَّتْ مَدارِجُهُ دَما
 
أَرَى بَصَرِي قد خانَنِي بَعْدَ حِدَّةٍ * * * وحَسْبُكَ داءً أَنْ تَصِحَّ وتَسْلَمـا
 
</center>
وقال محمد بن يَزِيدَ الأمويّ
<center>
أَشاقَكَ بَرْقٌ أَمْ شَجَتْـكَ حَـمـامَةٌ * * * لَها فَوْقَ أَغْصـانِ الأراكِ لـنـئِيمُ
 
أضافَ إِليها الهَـمَّ فِـقْـدانُ آلِـفٍ * * * ولَيْلٌ يَسُدُّ الـخـافِـقَـيْنِ بَـهِـيمُ
 
أَنافَتْ على ساقٍ بلَيْلٍ فَـرَجَّـعَـتْ * * * وللوَجْدِ مِنْها مُـقْـعِـدٌ ومُـقِـيمُ
 
تَمِيدُ إذا ما الغُصْنُ مادَتْ مُتُـونُـهُ * * * كما مادَ مـن رَيِّ الـمُـدامِ نَـدِيمُ
 
فباتَتْ تُنـادِيهِ، وأَنَّـى يُجِـيبُـهـا * * * مَنُوطٌ بأَطْرافِ الرِّمـاحِ سَـهِـيمُ
 
أُتِيحَ له رامٍ بـصَـفْـراءِ نَـبْـعَةٍ * * * على عَجْسِها ماضِي الشَّباهِ صَمِيمُ
 
رَماهُ فأَصْماهُ، فطارَتْ ولَمْ يَطِـرْ، * * * فظَلَّ لهـا ظِـلٍّ عَـلَـيْهِ يَحُـومُ
 
فراحَتْ بِهَمٍّ لو تَضَمَّـنَ مِـثْـلَـهُ * * * حَشَى آدَمِـيٍّ راحَ وهْـوَ رَمِـيمُ
 
وظَلَّتْ بأَجْزاعِ الغَدِيرِ نَـهـارَهـا * * * مُوَلَّـهَةً كُـلَّ الـمَـرامِ تَــرُومُ
 
وللبَرْقِ إيماضٌ، وللدَّمْـعِ واكِـفٌ، * * * وللرِّيحِ مِن نَحْوِ العِـراقِ نَـسِـيمُ
 
فطَوْراً أَشِيمُ البَرْقَ أَيْنَ مَصـابُـهُ * * * وطَوْراً إلى إعْوالِ تـلـكَ أَهِـيمُ
 
فمِنْ دُونَ ذا يَشْتاقُ مَن كان ذا هوىً * * * ويَعْزُبُ عنه الحِلْمُ وهْـوَ حَـلِـيمُ
 
</center>
وقال بَخْتَرِيّ بن عُذافِر الجُرَشِيّ
<center>
أَأَنْ هَتَفَتْ يَوْمـاً بـوادٍ حَـمـامةٌ * * * بَكَيْتَ، ولَمْ يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عـاذِرُ
 
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ بَعد ما عَلَتِ الضُّحَى * * * فهاجَ لكَ الأحْزانَ أَنْ ناح طـائِرُ
 
تُغَنِّي الضُّحَى والصُّبْحَ في مُرْجَحِنَّةٍ * * * كثافِ الأعالِي تَحْتَها المـاءُ حـائِرُ
 
كَأَنْ لَمْ يكُنْ بالغَيْلِ أَو بَطْنِ وَجْـرةٍ * * * أو الجِزْعِ من أَهْلِ الأشاءَةِ حاضِرُ
 
وإِنِّي وإِنْ غالَ التَّقادُمُ حـاجَـتِـي * * * مُلِمٍّ على أَوْطانِ لَيْلَى فـنـاظِـرُ
 
</center>
وقال رَزِين بن عليّ الخُزاعِيِّ
 
أخو دِعْبِل
<center>
فوا حَسْرَتا لَمْ أقْضِ منكُـمْ لُـبـانَةً * * * ولَمْ أَتَمَتَّعْ بالجِـوارِ وبـالـقُـرْبِ
 
يقولونَ: هذا آخِرُ العَهْـدِ مـنـكـمُ * * * فقلتُ: هذا آخِرُ العَهْدِ مِن قَلْـبِـي
 
أَلا يا حَمامَ الشِّعْبِ شِعْبِ مُـرَيْفِـقٍ * * * سَقَتْكَ الغَوادِي مِن حَمامٍ ومِن شِعْبِ
 
</center>
وقال قَيْس بن المُلَوِّح
 
وتروى لنُصَيْب
<center>
لقَدْ هَتَفَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمـامَةٌ * * * على فَنَنٍ غَضٍّ، وإنِّي لَـنـائِمُ
 
فقلتُ اعْتِذاراً عندَ ذاكَ، وإنَّنِـي * * * لنَفْسِيَ مِمّـا قـد رأَيْتُ لَـلائِمُ
 
أَأَزْعُمُ أَنِّي عاشِقٌ ذُو صَـبـابَةٍ * * * بسُعْدَى، ولا أَبْكِي وتَبْكِي البَهائِمُ
 
كَذَبْتُ، وبَيْتِ الله، لو كُنْتُ عاشِقاً * * * لما سَبَقَتْنِ بالبُكاءِ الـحَـمـائِمُ
 
</center>
وقال شَقِيق بن سُلَيْك
 
الغاضِرِيّ مِن بني أَسَد
<center>
لقَدْ هَيَّجَتْ مِـنِّـي حَـمـامَةُ أَيْكَةٍ * * * مِن الوَجْدِ وَجْداً كنتُ أَكْتُمُهُ وَحْدِي
 
تُنادِي هَدِيلاً فوقَ أَخْضَـرَ نـاعِـمٍ * * * غَذاهُ رَبِيعٌ باكِرٌ في ثَرىً جَـعْـدِ
 
فقلتُ: هَلُمِّي نَبْكِ مِن ذِكْرِ ما خَـلا * * * ونُظْهِرُ مِنْه ما نُسِرُّ وما نُـبْـدِي
 
فإن تُسْعِدِينِي تَجرِ عَبْرَتُنـا مـعـاً * * * وإلاّ فإِنِّي سوفَ أَسْفَحُهـا وَحْـدِي
 
فإنَّ رِداءَ الحُبِّ مُرْدٍ، فأَقْـبِـلِـي * * * على ذاكَ مِنِّي يا اُمامَةُ أوْ صُـدِّي
 
وإنِّـــيَ لا أَنْـــفَـــكُّ مِـــن غَـــــيْرِ رِيبَةٍ * * * أهِـمُ بـكُـمْ حـتَّـى أُوَسَّــدَ فـــي لَـــحْـــدِي
 
وإنِّـــيَ لا أَنْـــفَـــكُّ أَتْـــبَـــعُ قـــــائِدِ * * * إلـيكِ، فـارْخِـي مِــن وَثـــاقِـــيَ أو شُـــدِّي
 
وقـلـتُ لِـواشٍ جَــدَّ فـــيكِ يَلُـــومُـــنِـــي * * * تَنَـكَّـبْ،فـلا غَـــيّيٍ عـــلـــيكَ ولا رُشْـــدِي
 
ألاَ أَيُّها الرَّكْبُ المُكِلُّونَ هل لكُمْ * * * بأُخْتِ بَنِي نَهْدٍ أُمامَةَ مِنْ عَهْدِ
 
أَأَلْقَتْ عَصاها واسْتَقَرَّتْ بِها النَّوى * * * بأَرْضِ بني قابُوسَ أَمْ ظَعَنَتْ بَعْدِي
 
سَقاها مِن الوَسْمِيٍّ كُلُّ مُجَلْجِلٍ * * * سَكُـوبِ الـعَـزالَـي صـادِقِ الـبَـرْقِ والــرَّعْـــدِ
 
</center>
وقال أبو كَبِير الهُذَلِيّ
<center>
أَلا يا حَمامَ الأيْكِ إِلْفُكَ حاضِـرٌ * * * وغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَـفِـيمَ تَـنُـوحُ
 
أَفِقْ، لا تَنُحْ في غَيْرِ شَيْءٍ فإِنَّنِي * * * بَكَيْتُ زَماناً، والفُؤادُ صَـحِـيحُ
 
وَلُوعاً فشَطَّتْ غرْبَةً دارُ زَيْنَبٍ * * * فَها أنا أَبْكِي والـفُـؤادُ قَـرِيحُ
 
</center>
وقال عَوْف بن مُحَلِّم السَّعْدِيّ
<center>
أَفِـي كُـلِّ يَوْمٍ غُـرْبَةٌ ونُـزُوحُ * * * أَما للنَّـوَى مِـنْ وَنْـيَةٍ فـتُـرِيحُ
 
لَقَدْ طَلَّحَ البَيْنُ المُشِـتُّ رَكـائِبِـي * * * فهَلْ أَرَيَنَّ البَـيْنَ وهْـوَ طَـلِـيحُ
 
وأَرَّقَنِي بالرَّيِّ صَـوْتُ حَـمـامَةٍ * * * فنُحْتُ، وذُو الشَّجْوِ الغَرِيبُ يَنُـوحُ
 
على أَنَّها ناحَتْ ولَمْ تُـذْرِ عَـبْـرَةً * * * ونُحْتُ وأَسْرابُ الدُّمُوعِ سُـفُـوحُ
 
وناحَتْ وفَرْخاها بحيثُ تَراهُـمـا * * * ومنْ دُونِ أَفْراخِي مَهامِـهُ فِـيحُ
 
عَسَى جُودُ عبدِ الله أنْ يَعْكِسَ النَّوَى * * * فتُضْحِي عَصا التَّسْيارِ وهْيَ طَرِيحُ
 
</center>
وقال عبد الله بن الدُّمَيْنَة
<center>
ذَكَـرْتُـكِ والـنَّـــجْـــمُ الـــيَمـــانِـــي كـــأَنَّـــهُ * * * وقَـدْ عـارَضَ الـــشَّـــعْـــرَي قَـــرِيعُ هِـــجـــانِ
 
فقـلـــتُ لأَصْـــحـــابِـــي، ولاحَـــتْ غَـــمـــامةٌ * * * بنَـــجْـــدٍ: ألا لـــلــــه مـــــــا تَـــــــرَيانِ
 
فَقـــالا: نَـــرَى بَـــرْقـــاً تَـــقَـــطَّـــعُ دُونَـــهُ * * * مِن الـــطَّـــرْفِ أَبْـــصـــارٌ لـــهُـــنَّ رَوانِــــي
 
أَفِـــي كُـــلِّ يومٍ أنــــتَ رامٍ بِـــــــلادَهـــــــا * * * بِعَــيْنَـــيْنِ إنْـــســـانـــاهُـــمـــا غَـــرِقـــانِ
 
فعَـيْنَـــيَّ، يا عَـــيْنَـــيَّ حَـــتَّـــامَ أنـــتُـــمـــا * * * بهِـجْـرانٍ أُمِّ الـغَـــمْـــرِ تَـــخْـــتَـــلِـــجـــانِ
 
أمـــا أنـــتُـــمـــا إلاّ عـــلـــيّ طَـــلِـــــيعَةٌ * * * علـى قُـــرْب أعـــدائِي وبُـــعْـــدِ مَـــكـــانـــي
 
إذا اغْـرَورَقَـتْ عَـيْنـايَ قـالَــتْ صَـــحـــابَـــتِـــي: * * * إلـــى كَـــمْ تُـــرَى عَـــيْنـــاكَ تَـــبْـــتَـــدِرانِ
 
عَذَرْتُـكِ يا عَـيْنِـي الـصَّـــحِـــيحَةِ بـــالـــبُـــكـــا * * * فمـــا لَـــكِ يا عَـــوْراءُ والـــهَـــــمَـــــــلانِ
 
أَلا فـاحْـمِـلانِــي بـــارَكَ الـــلـــه فِـــيكُـــمـــا، * * * إلـــى حـــاضِـــرِي الـــمـــاءِ الـــذي تَــــرِدانِ
 
فإنَّ عـــلـــى الـــمـــاءِ الـــذي تَـــرِدانِــــــهِ * * * غَرِيمـــاً لَـــوانِـــي الـــدَّيْنَ مـــنـــذُ زَمـــــانِ
 
لَطِـيفُ الـحَـشـا، عَـذْبُ الـلَّـمَـى طَـــيِّبُ الـــنَّـــثـــا * * * له عِـــلَـــلٌ مـــا تَـــنْـــقَـــضِـــــــي لأَوانِ
 
</center>
وقالت أُمُّ المُثَلَّم الهُذَلِيَّة، وتروى لكَرِيمَة بنت أَسَد، وتروى للصِّمَة القُشَيْرِي
<center>
وحَنَّتْ قَلُوصِي بَعْدَ هَدْءٍ صَبابَةً * * * فيا رَوْعَةً مـا راعَ قَـــلْـــبِـــي حَـــنِـــينُـــهـــا
 
حَنَـتْ فـي عِـقـالَـيْهـــا، وشَـــبَّ لـــعَـــيْنـــهـــا * * * سَنـا بـارِقٍ يَسْــرِي، فـــجُـــنَّ جُـــنُـــونُـــهـــا
 
فَقُـلْــتُ لـــهـــا: صَـــبْـــراً فـــكُـــلُّ قَـــرِينَةً * * * مُفـــارِقُـــهـــا لا بُـــدَّ يومـــاً قَـــرِينـــهــــا
 
فمـا بَـرِحَـتْ حـتَّـى ارْعَـوَيْنـــا لِـــصَـــوْتِـــهـــا * * * وحـتَّـى انْـبَـرَى مِـنّـــا مُـــعِـــينٌ يُعِـــينُـــهـــا
 
فقـلــتُ لـــهـــا: حِـــنِّـــي رُوَيْداً فـــإنَّـــنِـــي * * * وإيَّاكِ نُـــبْـــدِي عَـــوْلَةً ســـنُـــبِـــينُـــهــــا
 
</center>
وقالت سالِمَة الكَلْبِيّة
<center>
ألاَ لا تَلُومانِي على الشَّوْقِ، وانْظُرا * * * إلى العُجْمِ يُبْدِينَ الصَّبابَةَ مِن قَبْلِي
 
لقَدْ هاجَ لِي شَوْقاً وغالَ صَـبـابَةً * * * حَنِينُ قَلُوصِي حيثُ حَنَّتْ بذي الأَثْلِ
 
</center>
وقال الشَّماخ بن ضِرار
<center>
ماذا يَهِيجُكَ مِن ذِكْرِ ابنَةِ الرَّاقِـي * * * إذْ لا تَزالُ على هَوْلٍ وإشْفـاقٍ
 
قامَتْ تُرِيكَ أَثِيثَ النَّبْتِ مُنْـسَـدِلاً * * * مِثْلَ الأَساوِدِ قد مُسِّحْنَ بالـفـاقِ
 
حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى إلاَّ تَلَفُّتَهـا * * * باللَّيْلِ في خَرَسٍ مِنْها وإطْـراقِ
 
حَنَّتْ على سِكَّةِ السَّارِي فجاوَبَهـا * * * صَلِيبَةٌ مِن حَمـامٍ ذاتِ أَطْـواقِ
 
كادَتْ تُساقِطُنِي والرَّحْلَ أنْ نَطَقَتْ * * * حَمامَةٌ فدَعَتْ ساقاً علـى سـاقِ
 
</center>
وقال إبراهيم بن العَبّاس الصُّولِيّ
<center>
ظَلَّتْ تُشَوِّقُني برَجْعِ حَنِـينِـهـا * * * وأَزِيدُها شَوْقاً برَجْعِ حَنِـينِـي
 
نِضْوَيْنِ مُغْتَرِبَيْنِ بَيْنَ مَـهـامِـهِ * * * طَوَيا الضُّلُوعَ على هَوىً مَكْنُونِ
 
لو سُوئِلَتْ عنّا القَلُوصُ لأخْبَرَتْ * * * عن مُسْتَقَرٍّ صَبابَةِ المَـحْـزُونِ
 
</center>
وقال مالِك بن عَمْرو الهُذْلِيّ
<center>
فإمّا تُعْرِضِنَّ أُمَـيْمَ عَـنِّـي * * * ويَنْزِعْكِ الوُشاةُ أُلُو السِّـياطِ
 
فحُورٍ قد لَهَوْتُ بهِـنَّ عِـنٍ * * * نَواعِمَ في البُرُودِ وفي الرِّياطِ
 
أَبِيتُ على مَعارِيَ فاخِـراتٍ * * * بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ الـعِـبـاطِ
 
يُقالُ لهُنَّ مِن كَرَمٍ وحُـسْـنٍ * * * ظِباءُ تَبالَةَ الأُدْمُ العَـواطِـي
 
</center>
وقال آخر
<center>
أَتَرْحَلُ عن حَبِيبِكَ ثم تَبْكِـي * * * عليهِ فما دَعاكَ إلى الفِراقِ
 
كأَنَّكَ لَمْ تَذُقْ للبَيْنِ طَعْـمـاً * * * فتَعْلَمَ أَنَّهُ مُـرُّ الـمَـذاق
 
</center>
وقال عمر بن أبي ربيعة القرشي
<center>
أيها المنكع الثريا سهيلاً * * * هي شامية إذا ما استقلت