خبر الجربى والجَربى بلاد الشمال ربع المملكة وكان أصبهبذ الشمال على عهد الفرس يسمى أذرباذكان أصبهبذ، وفي هذا الحيّز إرمينية وآذربيجان والريّ ودُماوَنْد ومدينة دماوند شَلَنبَة، قال بهرام جور:

مَنَم شير شَلَنبَه

ومنم بَبْرِ تَلَه

وفيه طبرستان والروبان وآمُل وسارية وشالوس واللاّرز والشِّرز وطميس ودِهستان والكلار وجيلان وبدشوارجر، وملك طبرستان وجيلان وبدشوارجر يسمى جيل جيلان خراسان، قال محمد بن عبد الملك:

قد خُضِبَ الفيل كعاداتـه

لجيل جيلانِ خـراسـانِ

والفيل لا تُخضَبُ أعضاؤه

إلاّ لذي شأنٍ من الشـانِ

وفي هذا السقع الببْر والطيلسان والخَزَر واللان والصقالب والأبَر.

الطريق إلى آذربيجان وإرمينية تعدل من طريق خراسان من سن سُمَيرَة، فمن سن سميرة إلى الدّينوَر خمسة فراسخ، سكّتان، ومن الدينور إلى زَنجان تسع وعشرون سكة، ثم إلى المَراغة إحدى عشرة سكة، ثم إلى المَيانج سكّتان، ثُم إلى أردَبيل إحدى عشرة سكة، ثم إلى وَرثان وهي آخر عمل آذربيجان إحدى عشرة سكة.

المدن والرساتيق في كورة آذربيجان المراغة، والميانج، وأردبيل، وورثان، وسَيسَر، وبَرزة، وسابُرخاست، وتَبريز لمحمد بن الروّاد الأزدي، ومَرَند لابن البَعيث، وخوَيّ، وكولسره، وموقان لشِكلة، وبرزند، وجَنزة مدينة أبرويز، وجابروان، ونَريز لعلي بن مرّ، وأُرمية مدينة زردشت، وسلَماس والشيز وبها بيت نار أذَرجُشْنَس وهو عظيم القدر عند المجوس كان إذا ملك منهم الملك زاره من المدائن ماشيا، وباجروان، ورستاق السَّلق،ورستاق سندبايا، والبَذّ، ورستاق أُرْم، وبلوانكرّج، ورستاق سراة، ودسكياور، ورستاق ماينهرج.

الطريق من الدينوَر إلى برزند من الدينور إلى الخبارجان سبعة فراسخ، ثم إلى تل وان ستة فراسخ، ثم إلى ميسر سبعة فراسخ، ثم إلى أندراب أربعة فراسخ، ثم إلى البيلقان خمسة فراسخ، ثم إلى برزة ستة فراسخ، ثم إلى سابرخاست ثمانية فراسخ، ثم إلى المراغة سبعة فراسخ، ثم إلى داخرّقان أحد عشر فرسخاً، ثم إلى تبريز تسعة فراسخ، ثم إلى مرَند عشرة فراسخ، ثم إلى الخان أربعة فراسخ، ثم إلى خُوَيّ ستة فراسخ.

ومن المراغة إلى كور سره عشرة فراسخ، ثم إلى سراة عشرة فراسخ، ثم إلى النير خمسة فراسخ، ثم إلى أردبيل خمسة فراسخ، ثم إلى موقان عشرة فراسخ.

ومن أردبيل إلى خُش ثمانية فراسخ، ثم إلى برزند ستة فراسخ، وكانت برزند خراباً فعمرها الأفشين مدينة ونزلها، فمن برزند إلى سادراسب وبه خندق الأفشين الأول فرسخان، ثم إلى زهركش وبه خندقه الثاني فرسخان، ثم إلى دو الرود وبه خندقه الثالث فرسخان، ثم إلى البدّ مدينة بابك فرسخ، قال حسين بن الضحّاك:

لم يدَع للبَدِّ من ساكِنِـه

غير أمثالٍ كأمثال إرَمْ 

والطريق من برزند إلى صحراء بلاسجان وإلى ورثان وهي آخر عمل آذربيجان اثنا عشر فرسخاً.

ومن المراغة إلى جَنزة ستة فراسخ، ثم إلى موسى أباذ خمسة فراسخ، ثم إلى برزة أربعة فراسخ، ثم إلى جابروان ثمانية فراسخ، ثم إلى نريز أربعة فراسخ، ثم إلى أُرمية أربعة عشر فرسخاً، ثم إلى سلَماس في البر وفي بحيرة أرمية ستة فراسخ. وخراج آذربيجان ألفا ألف درهم.

الطريق الذي سلكه محمد بن حُمَيد في البر حين حمل أصحاب الجموع بأذربيجان ركب من المراغة إلى برزة ثم إلى سيسَر ثم إلى شيز على أربعة فراسخ من الدينور ثم إلى الدينوَر.

الطريق إلى إرمينية من ورثان إلى برذعَة ثماني سكك، ثم إلى منصورة إرمينية أربع سكك، ومن برذعة إلى تفليس عشرة سكك، ومن برذعة إلى الباب والأبواب خمس عشرة سكة، ومن برذعة إلى دُبَيل سبع سكك.

ومن مرند إلى الوادي عشرة فراسخ، ثم إلى نشوى عشرة فراسخ، ثم إلى دبيل عشرون فرسخاً.

ومن ورثان إلى درمان ثلاثة فراسخ، ثم إلى البيلقان تسعة فراسخ، ثم إلى برذعة أربعة عشر فرسخاً، ومن برذعة إلى البذّ ثلاثون فرسخاً.

إرمينية الأولى: السيسجان، وأرَّان،وتِفليس، وبرذعة،والبيلقان،وقبلة،وشَروان.

إرمينية الثانية: جُرزان، وصُغدَبيل،وباب فيروز قباذ، واللّكز.

إرمينية الثالثة: البسفرَّجان،ودبيل، وسراج طير، وبغروند، ونشوى.

إرمينية الرابعة: شمشاط، وخِلاط، وقاليقلا، وارجيش، وباجُنَيس.

وكانت كور أرّان وجرزان والسيسجان في مملكة الخزر، وكانت كور دبيل ونشوى وسراج وبغروند وخلاط وباجنيس في مملكة الروم فافتتحها الفرس إلى أرض شروان التي فيها صخرة موسى التي فيها عين الحيوان، وشمشاط فيها قبر صفوان بن المعطّل السُّلَمي صاحب رسول الله صلى الله عليه بينه وبين حصن زياد قريب عليه شجرة لا يعرف أحد من الناس ما هي لها حمل يشبه اللوز يؤكل مع قشره فهو أطيب من الشهد، وبنى قباذ مدينة البيلقان ومدينة برذعة ومدينة قبَلة وبنى سد اللبن، وبنى أنوشروان مدينة الشابران ومدينة كرّكرّة ومدينة الباب، والأبواب قصور على طرق في الجبل وهي ثلاثمائة وستون قصراً، وبنى بلَنجر وسمندر، وبنى بأرض جرزان مدينة صغدبيل وبنى بها أيضاً قصره وسمّاه باب فيروز قُباذ. ومن إرمينية أيضاً خوى والصنارية والباق وكسال وأبخاز وقلعة النجردمان وخيزان وشكى ومدينة الباب.

فأما الأبواب فهي أفواه شعاب في جبل القبْق فيها حصون منها باب ضول وباب اللاّن وباب الشابران وباب لاذِقة وباب بارقة وباب سمسخي وباب صاحب السرير وباب فيلان شاه وباب كارونان وباب طبَرسَرانشاه وباب ليرانشاه وباب لبانشاه وباب انوشروان ومدينة سمَندر خلف الباب وما وراءها في ايدي الخزر، وفي قصص موسى عليه السلام أرأيت إذ أوَينا إلى الصَّخرة فإنّي نسيت الحوتَ الذي حيّ والصخرة صخرة شَروان والبحر بحر جيلان والقرية قرية باجروان، حتى إذا لقيا غلاماً فقتله، في قرية خَيزان، وخراج إرمينية أربعة آلاف ألف درهم.

الطريق بين جرجان وخمليج مدينة الخزر وهي شماليّة ولذلك ذكرّتها في هذا الموضع، فمن جرجان إلى خمليج وهي على شفير النهر الذي يجيء من بلاد الصقالبة وهو يصب في بحر جرجان في البحر إذا طابت الريح ثمانية أيام، ومدن الخزر خمليج وبَلنجر والبيضاء، قال البحتريُّ:

شرَفٌ تزَيَّد بالعراق إلى الذي

عهَدوه في خمليجَ أو بِبَلنجَرا

وخارج الباب ملك سور وملك اللّكز وملك اللان وملك فيلان وملك المسقط وصاحب السرير ومدينة سمندر. انقضى خبر الجربيّ وهو بلاد الشمال

خبر التَّيْمَن والتيمن بلاد الجنوب ربع المملكة، وأصبهبذه نيمروز اصبهبذ، وكانت الجوالي بمدينة السلام مائة ألف وثلاثين ألف درهم وغلاّت الأسواق والأرحاء ودور الضرب بها ألف ألف وخمسمائة ألف درهم.

الطريق من مدينة السلام إلى مكة من بغداد إلى جسر كوثى سبعة فراسخ، ثم إلى قصر ابن هبيرة خمسة فراسخ، ثم إلى سوق أسد سبعة فراسخ، ثم إلى شاهي سبعة فراسخ، ثم إلى الكوفة خمسة فراسخ، فذلك أحد وثلاثون فرسخاً.

طريق البادية إذا خرجت من الكوفة وبلغت العُذَيب وقعت في نجد وأنت في نجد إلى أن تبلغ ذات عرق ثم تقع في تهامة، وعن يمينك إذا خرجت من الكوفة إلى الشأم نجد وعن يسارك إذا خرجت من الكوفة العِرض إلى الطّائف نجد.

ومن الكوفة إلى القادسية خمسة عشر ميلاً، ثم إلى العذيب طرف البادية ستة أميال، قال الشاعر:

ياصاح لا نوماً ولا قـرارا

حتى ترى لي بالعُذَيب نارا 

ثم إلى المُغيثة وفيها ماء السماء أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى وادي السباع على خمسة عشر ميلاً، قال جرير:

إنّ الرّزيّة مَن تضمَّن قـبـرَهُ

وادي السّباع لكُلِّ جنبٍ مَصرَعُ 

ثم إلى القرعاء فيها آبار اثنان وثلاثون ميلاً والمتعشّى مسجد سعد على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى واقصة فيها برك وآبار أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بالطرف على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى العقَبة فيها آبار تسعة وعشرون ميلاً، والمتعَشّى القُبيبات على أربعة عشر ميلاً، قال أعرابيّ:

هل لنا من زمانِنا

بالقُبَيْبات مَرجِعُ

ثم إلى القاع وفيه بئر أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بالجلحاء على ثلاثة عشر ميلاً، ثم إلى زُبالة وهي كثيرة الماء أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بالجُريْسي على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى الشّقوف فيها برك وآبار أحد وعشرون ميلاً، والمتعشّى التنانير على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى البِطان وهي قبر الِعبادي فيه برك تسعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بردين على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى الثعلبية وهي ثلث الطريق فيها برك تسعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بالمهلبية على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى الخُزَيمية فيها برك وسوانٍ اثنان وثلاثون ميلاً، والمتعشّى الغُميس على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى الأجفُر فيه برك وآبار أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بطن الأغرّ على خمسة عشر ميلا، ثم إلى فَيد وهي نصف الطريق فيها عين تجري، وبفَيد منبر وأسواق وبرك وعيون جارية ستة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى القرائن على عشرين ميلاً، ثم إلى توز فيها برك وآبار أحد وثلاثون ميلاً، والمتعشّى بالقرنتين على سبعة عشر ميلاً، ثم إلى سميراء فيها برك وآبار عشرون ميلاً، والمتعشّى بالفحيمة على ثلاثة عشر ميلاً، ثم إلى الحاجر فيها برك وآبار ثلاثة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى العباسية على خمسة عشر ميلاً، ثم إلى معدن القرشي والعامة تسميه معدن النقرة فيها آبار أربعة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى قَرَوْرَى على سبعة عشر ميلاً، وصدقات بكرّ بن وائل إلى صاحب طريق مكة وهي ثلاثة آلاف درهم.

الطريق إلى المدينة والمدينة حجازيَّة نجديَّة فمن أخذ على المدينة فمن المعدِن إلى العُسَيلة فيها آبار مالحة ستة وأربعون ميلاً، ثم إلى بطن نخل كثيرة الماء ستة وثلاثون ميلاً، ثم إلى الطرف فيها ماء السماء اثنان وعشرون ميلاً، ثم إلى المدينة وهي طَيْبَة خمسة وثلاثون ميلاً، قال صِرمة الأنصاريّ:

فلما أتانا أظهـر الـلـه دينَـهُ

وأصبح مسروراً بطَيبة راضيا 

وقال العباس بن ألفضل العلويّ:

وعلى طيبة التي بارك اللَّ

هُ عليها لخاتَم المُرسَلينـا

ويقال لها يثرب أيضاً، وكان عليها وعلى تهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان البادية، يجبي خراجها ، وكانت قريظة والنضير ملوكاً ملّكوها على المدينة على الأوس والخزرج، وفي ذلك يقول شاعر الأنصار:

تؤدّي الخَرْجَ بعد خَراج كسرى

وخَرجٍ من قُرَيظة والنّضـير

أعراض المدينة ومنها تيماء وبها حصنها الأبلق ألفرد وهي بين الشأم والحجاز وكان ملكها السموءل بن عاديا اليهوديُّ الموصوف بالوفاء الذي يقول فيه الشاعر:

بالأبلَق ألفردَ من تَيماءَ منزلُـهُ

حصنٌ حصينٌ وجارٌ غير غدّار 

ومنها دومة الجندل وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل ومن دمشق على عشر مراحل وحصنها ماردٌ قالت الزّبّاء: تمرّد ماردٌ وعزّ الأبلقُ وبدومة التقى الحكمان، قال أوس بن جابر:

لو كنت في دُومة أو في فارعِ

لم تنجُ من ريبِ المَنون الواقع 

ومنها ألفرع وذو المروة ووادي القرى ومدين وخيبر ، قال مرحب:

قد علمَتْ حِمْيَرُ أنّي مَرْحَبُ

شاكِ السلاح بطَلٌ مُجَرّبُ

ومنها فدّك وقرى عربية والوحيدة ونمِرة، والحديقة، وعادي، وخضِرَة، والسائرة، والرحبة، والسيالة، وساية، ورهط، وغراب، والأكحل، والحميّة.

الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وآله حين هاجر أخذ به الدليل في أسفل مكة حتى جاء إلى الساحل أسفل من عُسفان، ثم عارض به الطريق حتى جاز قُديداً فسلك في الخرّار ثم علا ثنية المرأة ثم استبطن به مدلَجة مُجاج ثم سلك مَرجح من مجاج ثم بطن مرجح ذي الغضوين ثم بطن ذات كِشد ثم أخذ الأجرد ثم سلك ذا سَمُر ثم بطن أعدا مدلجة تعهن ثم بلغ العِثبانة ثم أجاز القاحة ثم هبط به العرْج ثم سلك ثنية الأعيار عن يمين ركوبة ثم هبط رئماً ثم إلى بني عمرو بن عوف يقُبا.

طريق الجادّ من المدينة إلى مكّة من المدينة إلى الشجرة وهي ميقات أهل المدينة ستة أميال، ثم إلى ملَل فيها آبار اثنا عشر ميلاً، ثم إلى السّيالَة فيها آبار تسعة عشر ميلاً، ثم إلى الرُّويثة فيها برك أربعة وثلاثون ميلاً، ثم إلى السُّقيا فيها نهر جار وبستان ستة وثلاثون ميلاً، ثم إلى الأبواء فيها آبار تسعة وعشرون ميلاً، ثم إلى الجُحفة وهي من تهامة وفيها آبار والبحر منها على ثمانية أميال وهي ميقات أهل الشأم سبعة وعشرون ميلاً، ثم إلى قُديد فيها آبار سبعة وعشرون ميلاً، ثم إلى عسفان فيها آبار أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى بطن مر فيها عين وبركة ثلاثة وثلاثون ميلاً، ثم إلى مكة ستة عشر ميلاً.

طريق الجادة من معدن النقرة إلى مكة منها إلى مُغيثة الماوان فيها برك وآبار وماء نزر ثلاثة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى السّمط على ستة عشر ميلاً، ثم إلى الرّبذة فيها برك وآبار أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى أريمة على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى معدن بني سليم فيها برك ماء أقل ما يوجد فيها الماء أربعة وعشرون ميلاً، قال الشاعر:

هذا أحقُّ منزلٍ بالـتَّـرْكِ

الذئب يعوي والغراب يبكي 

والمتعشّى شرورى على اثني عشر ميلاً، ثم إلى السليلة ستة وعشرون ميلاً، والمتعشّى بالكُنابَين على ثلاثة عشر ميلاً، ثم إلى العُمَق فيها بركة وآبار أحد وعشرون ميلاً، والمتعشّى السنجة على اثني عشر ميلاً، ثم إلى الأفيْعِيَة فيها بركة وآبار اثنان وثلاثون ميلاً، والمتعشّى الكراع على خمسة عشر ميلاُ، ثم إلى المِسلَح فيها برك وآبار وهي ميقات أهل العراق أربعة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى الكبرانة على أربعة عشر ميلاً، ثم إلى الغمرة فيها برك وآبار ثمانية عشر ميلاً، والمتعشّى القصر على ثمانية أميال، ثم إلى ذات عِرق فيها بئر كثيرة الماء ستة وعشرون ميلاً، والمتعشّى اوطاس على اثني عشر ميلاً، ثم إلى بستان بني عامر كثيرة الماء اثنان وعشرون ميلاً، والمتعشّى غمر ذي كندة على أحد عشر ميلاً، ثم إلى مكة أربعة وعشرون ميلاً، والمتعشّى مشاش على أحد عشر ميلاً.

فمن بغداد إلى مكة مائتان وخمسة وسبعون فرسخاً وثلثا فرسخ تكون أميالاً ثمانمائة وسبعة وعشرين ميلاً.

حدود الحرم من طريق المدينة على ثلاثة أميال، ومن طريق جدة على عشرة أميال، ومن طريق اليمن على سبعة أميال، ومن طريق الطائف على أحد عشر ميلاً، ومن طريق العراق على ستة أميال.

وطول المسجد الحرام ثلاثمائة وسبعون ذراعاً وعرضه ثلاثمائة وخمس عشرة ذراعاً وطول البيت أربع وعشرون ذراعاً وشبر في ثلاث وعشرين ذراعاً وشبر وذرع دَور الحجْر خمسين ذراعاً وذرع الطواف مائة ذراع وسبع أذرع وسمك الكعبة في السماء سبع وعشرون ذراعاً، وكانت مكة دار آدم صلّى الله عليه ثم لم تزل الأمم تعظم الحرم حتى بوّأ الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام مكان البيت فرفع هو وإسماعيل عليهما السلام قواعده وبنياه.

مخاليف مكة بنجد الطائف ونجران، قال الشاعر:

وكعبة نجران حَتْمٌ عليكِ حتى تُناخي بأبوابها


وقرن المنازل، قال الشاعر:

ألم تَسلِ الرَّبعَ أن ينطقا

بقرنِ المنازل قد أخلقا 

وألفتُق وعكاظ والزيمة وتُربة وبيشة وتَبالة والهُجَيرة وثُجَّة وجُرَش والسَّراة.

ومخاليفها بتهامة ضَنْكان وعَشَم وبَيْش وعَكُّ.

الطريق من مكة إلى الطائف قال النميري:

تَشتو بمكة نِعـمة

ومَصيفُها بالطائفِ 

من مكة إلى بئر ابن المرتفِع، ثم إلى قرن المنازل وهي ميقات أهل اليمن والطائف، ثم إلى الطائف، ومن أراد من مكة إلى الطائف على طريق العقبة يأتي عرفات، ثم بطن نَعمان، ثم يصعد عقبة حِراء، ثم يشرف على الطائف ويهبط ويصعد عقبة خفيفة ثم يدخل الطائف.

الطريق من مكة إلى اليمن من مكة إلى بئر ابن المرتفع فيه بئر، ثم إلى قرن المنازل قرية عظيمة، ثم إلى ألفتُق قرية كبيرة، ثم إلى صَفْن فيها بئران، ثم إلى تُرَبَة قرية كبيرة، ثم إلى كرّى فيها نخل وعيون، ثم إلى رَنْيَة فيها نخل وعيون، ثم إلى تبالة مدينة كبيرة فيها عيون، ثم إلى بيشة بُعْطان كبيرة فيها ماء ظاهر، قال حميد بن ثور الهلالي:

إذا شئتُ غَنَّتْني بأجزاعِ بـيشة

إلى النخلِ من تَثليثَ أو بيَبَمْبَمَا 

ثم إلى جُسَداء فيها بئر ولا أهل فيها، ثم إلى بنات حرب قرية عظيمة فيها عين وبئر، ثم إلى يَبَمْبَم ولا أهل فيها، ثم إلى كُتْنَة قرية عظيمة فيها آبار، ثم إلى الثُجَّة فيها بئر، ثم إلى سروم راح قرية عظيمة فيها عيون وكرّوم وجُرش منها على ثمانية أميال، ثم إلى المَهْجَرة قرية عظيمة فيها عيون، وفيما بين سروم راح والمهجرة طَلْحَة الملك شجرة عظيمة تشبه الغَرَب غير أنها أعظم منه وهي الحد ما بين عمل مكة وعمل اليمن، ثم إلى عَرقة وماؤها قليل ولا أهل فيها، ثم إلى صَعْدَة مدينة عظيمة يدبغ فيها الأدم والنعل، ثم إلى الأعمشية لا أهل فيها وفيها عين صغيرة، ثم إلى خَيْوان وهي قرية عظيمة كثيرة الكرّوم عظيمة العناقيد وفيها بركتان وأهلها العُمَريون، ثم إلى أثافِت مدينة فيها كرّوم وزروع وعيون، ثم إلى صنعاء مدينة اليمن، قال الراجز:

لا بد من صنعا وإن طل السفر

وإن تحنّى كل عودِ وانعقـرْ

وقال أبو نواس:

ونحنُ أربابُ ناعِـطٍ ولـنـا

صنعاء والمِسكُ في محاربها 

ويشتق صنعاء واديها السِّرار يجري إذا جاء المطر في شهور الصيف ويصب في سيوان فيكون كأنها بحيرة، قال الشاعر:

وَيْلي على ساكنِ شطِّ السِّرارِ

يسكنه ريمٌ شديدُ الـنِّـفـارْ

مخاليف اليمن مخلاف صنعاء والخشب ورُحابة ومَرْمَل ومن هذا المخلاف خرجت النار التي أحرقت الجنة التي ذكرّها الله عز وجل في كتابه فأصبحت كالصريم، وبصنعاء كان غُمدان مسكن سيف بن ذي يزن الحميري وفيه يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي:

اشرب هنيئاً عليكَ التاجُ مُرتَفِـقـاً

في رأس غُمدان داراً منكَ مِحلالا 

ومخلاف صعدة، فمن صنعاء إلى خيوان أربعة وعشرون فرسخاً، ومن خيوان إلى صعدة ستة عشر فرسخاً، ومن صعدة إلى المهجرة وهي تحت عقبة المنضج عند طلحة الملك التي هي أول عمل اليمن عشرون فرسخاً، فبين المهجرة وصنعاء ستون فرسخاً. ومخلاف البَوْن وفيه رَيدة وبها البئر المعطلة والقصر المشيد التي ذكرّ الله تبارك وتعالى، ومخلاف خيوان، ومخلاف نجدي خَولان ذي سُحَيم وغوريها وفيها رِيام النار التي كان يعبدها أهل اليمن، وعلى اليمين من صنعاء مخلاف شاكرّ ووادعة ويام وأرحب ومخلاف الحِردة وهَمْدان ومخلاف جوف همدان ومخلاف جوف مراد ومخلاف شَنوءة وصُدى وجعفى ومخلاف الجَسْرة ومخلاف المشرق وبوشان وغُدَر وفيه ناعط ومخلاف أعلا وأنعُم والمصنعتين وبني غُطَيف وقرية مأرب، قال النابغة الجعدي:

أوْ سبأَ الحاضرين مأربَ إذْ

يبنون من دون سَيله العرما 

وبمأرب قصر سليمان والقشيب قصر بلقيس، قال ابن ذي جَدَن:

أقفر من أهله القشيبُ

وبان مِن رابِهِ الحبيبُ 

وصِرواح والسُّد وهو العرِم.

ومن صنعاء إلى صُدى وجُعفى وشنوءة اثنان وأربعون فرسخاً.

ومخلاف حضرمَوت وبينها وبين البحر رمال ومن صدى إليها ثلاثون فرسخاً، فمن صنعاء إلى حضرموت اثنان وسبعون فرسخاً.

ومخلاف حَولان رُداع وفيه وادي النمل، ومخلاف أحْوَر، ومخلاف الحقل، وذَمار على ستة عشر فرسخاً من صنعاء، ومخلاف بني عامر، وثات ورداع، ومخلاف دَثينة، ومخلاف السرو وبحذاته مرسى الخير، ومخلاف عَنْس، ومخلاف رُعَين، ونَسَفان وكَحلان وفيه بحيرة يبنون، قال امرؤ القيس بن حُجْر:

ودار بني سُواسة في رُعَيْنٍ

تجُنُّ على جوانبهِ الرجالُ

ومخلاف ضنْكان وذُبحان، ومخلاف نافع ومصحى، ومخلاف حُجْر وبدر وأخَلَّة والصُهَيب ومخلاف لَحْج، ومخلاف أبْيَن وفيه عدن، ومخلاف بعدان ورَيمان ومخلاف الثُجّة والمزرع ومخلاف ذي مكارب والأملوك.

ومن صنعاء إلى ذمار ستة عشر فرسخاً، ومن ذمار إلى نسفان وكحلان ثمانية فراسخ، ومن نسفان إلى حجر وبدر عشرون فرسخاً، ومن حجر وبدر إلى قرية عدن وهي مخلاف أبين أربعة وعشرون فرسخاً، فمن صنعاء إلى عدن ثمانية وستون فرسخاً.

ومخلاف السُّلَف والأدَم، ومخلاف نجلان ونَهْب ومخلاف الجَنَد ومخلاف السكاسك وهو آخر اليمن.

فمن صنعاء إلى ذمار كما قلنا ستة عشر فرسخاً، ومن ذمار إلى علْو يَحْصِب ثمانية فراسخ، ويحصب مدينة ظَفار وقصرها رَيْدان، قال امرؤ القيس:

تمكّنَ قائماً وبنى طِمِـرّاً

على رَيْدانَ أعْيَطَ لا يُنالُ 

وبظفار كانت تنزل ملوك اليمن، ومن علو يحصب إلى السَّحول ثمانية فراسخ، ومن السحول إلى الثُجَّة ثمانية فراسخ، ومن الثجة إلى الجَنَد ثمانية فراسخ، فمن صنعاء إلى الجند ثمانية وأربعون فرسخاً.

وذات الشمال راجعاً إلى صنعاء مخلاف ذي شَعبَين، ومخلاف الزيادي، ومخلاف المعافر، ومخلاف بني مجيد وفيه البقراني الجيّد، ومخلاف الرَّكْب، ومخلاف صلب ونفد والإيغار، ومخلاف المناخيّين وفيه المُذَيْخِرة قلعة حصينة يسكنها آل ذي مَناخ وفيها منزل ابن أبي جعفر المناخي من حمير، ومخلاف حَمُل ودَمْث وشَرْعَب ومخلاف عُنّة وعناية ورجيع، ومخلاف السحول وبني صعب، ومخلاف وُحاظة، ومخلاف سِفْل يَحصِب، ومخلاف علْو يحصب، ومخلاف القُفاعة والوزيرة، والحُجْر، ومخلاف زَبيد وبإزائه ساحل غَلافقة وساحل المندَب، ومخلاف رِمَع، ومخلاف مُقْرى، ومخلاف ألهان، ومخلاف جُبلان وفيه الجُبْلاني من آل ذي شرح وجُبلان شقّان شقُّ الطاعة وشق المعصية، ومخلاف ذي جُرّة، ومخلاف الحقلَيْن، ومخلاف العُرْف والأخْروت.

فمن صنعاء إلى العرف ثمانية فراسخ، ومن العرف إلى ألهان عشرة فراسخ، ومن ألهان إلى جبلان أربعة عشر فرسخاً، فمن صنعاء إلى جبلان اثنان وثلاثون فرسخاً، ومن جبلان إلى زبيد ورمع اثنا عشر فرسخاً.

ومخلاف خولان في ظهر صنعاء، ومخلاف جدد، وحَوْشَب، ومخلاف عَكّ بحذائه مرسى دهلك، ومخلاف مِهْساع، ومخلاف حَرّاز وهَوْرَن، ومخلاف الأخروج ومَجْنَح، ومخلاف حَضور، ومخلاف مأذِن وحُملان وفيه مدينة ضَهْر، ومخلاف شاكرّ وشِبام، وبيت أقيان والمصانع يسكنها آل ذي حَوال وهم ولد ذي مَقار ومنهم يعفُر بن عبد الرحمن بن كرّيْب الحَواليّ، قال امرؤ القيس:

والحق بيتَ أقيانٍ وحُجْرٍ

ولم ينفعهمُ عددٌ ومـالُ

وقال أيضاً:

أزال من المصانع ذا أراس

وقد ملَكَ السهولة والجبالا

ومخلاف واضِع والمَعْلَل وهو بين صنعاء وشِبام، ومن صنعاء إلى شبام ثمانية فراسخ، قال الشاعر:

مازال ذا الزمنُ الخبيثُ يديرني

حتى بنى لي خيمة بـشِـبـامِ

ومخلاف الصغر ومخلاف خُناش وملْحان، ومخلاف حَكَم وجازان ومرسى الشَّرْجَة، ومخلاف حَجور والمغرِب، ومخلاف قُدَم وهو يحاذي قرية مهجرة، ومخلاف حَيّة والكوذن، ومخلاف مسح ومخلاف كنْدَة والسَّكون ومخلاف الصَّدِف.

السكك بين غَمْرة وصنعاء تسع وأربعون سكة، ومن صنعاء إلى ذمار أربع سكك، وبين ذمار وعدن سبع سكك، وبين ذمار والجَنَد أربع سكك، وبين صنعاء ومأرب سبع سكك، وبين مأرب وعَنْدَل وهي حضرمَوْت على الإبل تسع سكك.

وُوجد في ديوان الخراج رفع لبعض عمال اليمن لجبايتها ستمائة ألف دينار وهذا أكثر ما ارتفع منها في هذه الدولة، وكانت أعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة، فوالٍ على الجَنَد ومخاليفها وهي أعظمها، ووالٍ على صنعاء ومخاليفها وهي أوسطها، ووالٍ على حضرمَوْت ومخاليفها وهي أدناها.

البنيان باليمن وقال أهل اليمن: بنت الشياطين لذي بَتَع ملك هَمْدان حين زوّجه سليمان عليه السلام بِلقيس قصوراً وكتبت في حجر: نحن بنينا بينين وبنينا سَلْحين وصِرواح ومرواح وبينون برحاضة أيدين وهِنْدة وهُنَيْدة وفَلثوم بَريْدة وسبعة أمجلة بقاعة، قال ابن ذي جَدَن:

أبَعْدَ بَيْنونَ لا عينٌ ولا أثـرٌ

وبعدَ سَلحينَ يبني الناس أبياتا 

وقرئ بناعِط على قصر مكتوب: بني هذا القصر سنة كانت مسيرتنا من مصر، قال وهب بن منبّه: فإذاً ذلك منذ أكثر من ألف وستمائة سنة.

ووُجد في حصن لشَمِر يُرْعِش بن ناشر أنعُم كتاب بالحميرية: هذا ما بناه شمر يرعش بعون سيده الشمس، ووُجد على باب مدينة ظفار مكتوب: لمن مُلك ظفار، لحِمْيَرَ الأخيار، لمن ملك ظفار، لحبشة الأشرار، لمن ملك ظفار، لفارس الأحرار، لمن ملك ظفار، لقريش التجار، لمن ملك ظفار، لحمير يُحار، أي يرجع إلى حمير، وكانت الحبشة قد غلبت على اليمن فملكها منهم أربعة ملوك اثنتين وسبعين سنة.

الطريق من مسجد سعد إلى البصرة إلى بارِق، ثم إلى القَلَع، ثم إلى سلمان، قال الشاعر:

مَيْتٌ برَدْمانٍ وميتٌ بسلمانٍ وميتٌ عند غَزّاتِ


ثم إلى أُقْر، ثم إلى الأخاديد، ثم إلى عين صيد، ثم إلى عين جَمَل، ثم إلى البصرة.

الطريق من البصرة إلى مكة من البصرة إلى المنجشانية، ثم إلى الحُفَير، ثم إلى الرُّحَيْل، ثم إلى الشَّجي، ثم إلى الخَرجاء، ثم إلى الحَفَر، ثم إلى ماويّة، ثم إلى ذات العُشَر، ثم إلى اليَنسوعة، ثم إلى السُّمَيْنة، ثم إلى النِّباج، ثم إلى العوسجة، ثم إلى القريتين، ثم إلى رامة، قال يزيد بن مُفَرِغ الحميري:

أصرمتَ حبلكَ من أمامَهْ

من بعـد أيامٍ بـرامـهْ

ثم إلى امَّرة، ثم إلى طِخْفَة، قال جرير:

وقد جعلَتْ يوماً بطخفة خيلُنا

لآلِ أبي قابوسَ يوماً مُنَكسرا 

ثم إلى ضَرِيَّة، ثم إلى جديلة، ثم إلى فَلْجة، ثم إلى الدَّفينة، ثم إلى قُبّا، ثم إلى مَرّان، ثم إلى وَجْرَة، ثم إلى أوطاس، ثم إلى ذات عِرق، ثم إلى بستان بني عامر، ثم إلى مكة، فمن عدل من النباج فإلى النَّقْرة.

الطريق من اليمامة إلى مكة من اليمامة إلى العِرض، قال ابن مفَرِّغ:

أوَ هَامَة تدْعو الصَّدى

بينَ المُشَقَّر واليمامَه

ثم إلى الحديقة، ثم إلى السيح، ثم إلى الثّنيَّة، ثم إلى سقيراء، ثم إلى السُّد، ثم إلى صداة، ثم إلى شُرَيفة، ثم إلى القريتين من طريق البصرة، ثم إلى المنازل التي قد مرّ ذكرّها إلى مكة.

الطريق من عمان إلى مكة على الساحل من عمان إلى فرق، ثم إلى عَوكَلان، ثم إلى ساحل هباه، ثم إلى الشحْر وهي بلاد الكندر قال الشاعر:

اذهب إلى الشِحر ودَعْ عُمانا

إلاّ تجدْ تمراً تجد لُـبـانـا

ثم إلى مِخلاف كِندة، ثم إلى مخلاف عبد الله بن مذحج، ثم إلى مخلاف لحْج، ثم إلى عدن أبْيَن، ثم إلى مغاض اللؤلؤ، ثم إلى مخلاف بني مجيد، ثم إلى المنجلة، ثم إلى مخلاف الرَّكب، ثم إلى المندب، ثم إلى مخلاف زبيد، ثم إلى غلافِقَة، ثم إلى مخلاف عَكّ، ثم إلى الحِردة، ثم إلى مخلاف حكَم، ثم إلى عثْر، ثم إلى مرسى ضَنكان، ثم إلى مرسى حلْي، ثم إلى السّرّين، ثم إلى أغيار، ثم إلى الهِرجاب، ثم إلى الشُّعَيْبة، ثم إلى منزل، ثم إلى جُدّة، ثم إلى مكة.

الطريق من خولان ذي سُحَيم إلى مكة من خولان ذي سحيم إلى العُرش من جازان، ثم إلى بيشة بُعطان، ثم إلى وادي ضَنكان، ثم إلى حلْي، ثم إلى بيشة ابن جاوان، ثم إلى قنَونا قال نُصَيب:

مقيمٌ بالمجازة من قَنَوْنا

واهلُكَ بالأُجَيفِر فالثِمادِ 

ثم إلى الحَسَبة، ثم إلى دَوقة، ثم إلى عُلِيب، ثم إلى يَبَة، قال الشاعر:

أمسى فؤادي بهم بمُحَسَّبه

بينَ قَنَوْنا فعُلَيْبٍ فَـيَبَـه

ثم إلى منزل، ثم إلى الليث، ثم إلى يلَملم ميقات أهل اليمن، ثم إلى ملِكان، ثم إلى مكة.

الطريق من مصر إلى مكة من الفسطاط إلى الجُبّ، ثم إلى البُويب، ثم إلى منزل ابن بندقة، ثم إلى عجرود، ثم إلى الذَّنبَة، ثم إلى الكرّسي، ثم إلى الحفَر، ثم إلى منزل، ثم إلى أيلة، ثم إلى حقل، ثم إلى مديَن، ثم إلى الإغراء، ثم إلى منزل، ثم إلى الكِلابة، ثم إلى شَغْب، ثم إلى بدّا، ثم إلى السّرحتين، ثم إلى البيضاء، ثم إلى وادي القرى، ثم إلى الرُّحَيبة، ثم إلى ذي المروة، ثم إلى المَرّ، ثم إلى السويداء، ثم إلى ذي خشُب، ثم إلى المدينة، ثم إلى المنازل التي قد مرّ ذكرّها إلى مكة.

الطريق من دمشق إلى مكة من دمشق إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى ذات المنازل، ثم إلى سرْغ، ثم إلى تبوك، ثم إلى المُحْدَثَة، ثم إلى الأقرع، ثم إلى الجُنَينة، ثم إلى الحِجْر، ثم إلى وادي القرى، قال الشاعر:

أبلِغ أبا بكرّ إذا الأمرُ انـبَـرى

وجازت الخَيلُ على وادي القُرى 

ثم إلى الرُّحيبة، ثم إلى ذي المروة، ثم إلى المر، ثم إلى السويداء، ثم إلى ذي خُشُب، ثم إلى المدينة، ثم إلى المنازل التي قد مرّ ذكرّها إلى مكة.

الطريق من البصرة إلى اليمامة منها إلى منزل، ثم إلى كاظمة، قال الراجز:

صبَّحْنَ من كاظِمَة الخُصَّ القصَب

معَ ابنِ عبّاسِ بن عبدِ المطَّلِـب

وقال آخر:

فسار في ليلة من بين كاظِـمَة

إلى النّواصِفِ من ثَهلانَ فالبَيْنِ 

ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى القرعاء، ثم إلى طَخفة، ثم إلى الصمّان، قال النابغة الجُعديّ:

أيا دارَ سلمى بالحَروريَّة اسلَمي

إلى جانب الصّمّانِ فالمُتَثـلَـمِ

ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى جُبّ التراب، ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى سُلَيمة، ثم إلى النُّباك، ثم إلى اليمامة.

وأعراض اليمامة حَجْر وجوٌّ وهي الخِضرِمة وهي من حجر على يوم وليلة، والعرض وهو وادٍ يشقّ اليمامة من اعلاها إلى اسفلها وفيه قرى، والمنفوحة، ووَبْرة، والقرفة، وغبراء، ومهَشَّمة، والعامريّة، وبَيسان، وبُرقة ضاحكٍ، وتوضِح، والمِقراة، قال امرؤ القيس:

فَتُوضِحَ فالمِقراة لم يعْفُ رسْمُها

لِما نسَجتْها من جَنوبٍ وشَمـالِ

والمجازة، قال الشاعر:

مقيمٌ بالمَجازة من قَنَوْنا

وأهلُكَ بالأُجَيفِر فالثِمادِ 

ووادي قُرّان.

قرى البحرين وهي الخطُّ، والقطيف، والآرة، وهجَر، وألفروق، وبينونة، قال النابغة الجُعدي:

عليهنَّ من وَحشِ بينـونَة

نِعاجٌ مطافيلُ في رَبربِ 

والمشَقَّر، والزّارة، وجُواثا، قال الشاعر:

ما ضَرَّ أَشناسَ لا يكونُ لهُ

يومُ جُواثا ويومُ ذي قـارِ

وسابون، ودارين، والغابة، والشَّنون.

الطريق من اليمامة إلى اليمن ثم إلى مِخلاف كِندة، ثم إلى مخلاف عبد الله بن مذحج، ثم إلى مخلاف لحْج، ثم إلى عدن أبْيَن، ثم إلى مغاض اللؤلؤ، ثم إلى مخلاف بني مجيد، ثم إلى المنجلة، ثم إلى مخلاف الرَّكب، ثم إلى المندب، ثم إلى مخلاف زبيد، ثم إلى غلافِقَة، ثم إلى مخلاف عَكّ، ثم إلى الحِردة، ثم إلى مخلاف حكَم، ثم إلى عثْر، ثم إلى مرسى ضَنكان، ثم إلى مرسى حلْي، ثم إلى السّرّين، ثم إلى أغيار، ثم إلى الهِرجاب، ثم إلى الشُّعَيْبة، ثم إلى منزل، ثم إلى جُدّة، ثم إلى مكة.

الطريق من خولان ذي سُحَيم إلى مكة من خولان ذي سحيم إلى العُرش من جازان، ثم إلى بيشة بُعطان، ثم إلى وادي ضَنكان، ثم إلى حلْي، ثم إلى بيشة ابن جاوان، ثم إلى قنَونا قال نُصَيب:

مقيمٌ بالمجازة من قَنَوْنا

واهلُكَ بالأُجَيفِر فالثِمادِ 

ثم إلى الحَسَبة، ثم إلى دَوقة، ثم إلى عُلِيب، ثم إلى يَبَة، قال الشاعر:

أمسى فؤادي بهم بمُحَسَّبه

بينَ قَنَوْنا فعُلَيْبٍ فَـيَبَـه

ثم إلى منزل، ثم إلى الليث، ثم إلى يلَملم ميقات أهل اليمن، ثم إلى ملِكان، ثم إلى مكة.

الطريق من مصر إلى مكة من الفسطاط إلى الجُبّ، ثم إلى البُويب، ثم إلى منزل ابن بندقة، ثم إلى عجرود، ثم إلى الذَّنبَة، ثم إلى الكرّسي، ثم إلى الحفَر، ثم إلى منزل، ثم إلى أيلة، ثم إلى حقل، ثم إلى مديَن، ثم إلى الإغراء، ثم إلى منزل، ثم إلى الكِلابة، ثم إلى شَغْب، ثم إلى بدّا، ثم إلى السّرحتين، ثم إلى البيضاء، ثم إلى وادي القرى، ثم إلى الرُّحَيبة، ثم إلى ذي المروة، ثم إلى المَرّ، ثم إلى السويداء، ثم إلى ذي خشُب، ثم إلى المدينة، ثم إلى المنازل التي قد مرّ ذكرّها إلى مكة.

الطريق من دمشق إلى مكة من دمشق إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى ذات المنازل، ثم إلى سرْغ، ثم إلى تبوك، ثم إلى المُحْدَثَة، ثم إلى الأقرع، ثم إلى الجُنَينة، ثم إلى الحِجْر، ثم إلى وادي القرى، قال الشاعر:

أبلِغ أبا بكرّ إذا الأمرُ انـبَـرى

وجازت الخَيلُ على وادي القُرى 

ثم إلى الرُّحيبة، ثم إلى ذي المروة، ثم إلى المر، ثم إلى السويداء، ثم إلى ذي خُشُب، ثم إلى المدينة، ثم إلى المنازل التي قد مرّ ذكرّها إلى مكة.

الطريق من البصرة إلى اليمامة منها إلى منزل، ثم إلى كاظمة، قال الراجز:

صبَّحْنَ من كاظِمَة الخُصَّ القصَب

معَ ابنِ عبّاسِ بن عبدِ المطَّلِـب

وقال آخر:

فسار في ليلة من بين كاظِـمَة

إلى النّواصِفِ من ثَهلانَ فالبَيْنِ 

ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى القرعاء، ثم إلى طَخفة، ثم إلى الصمّان، قال النابغة الجُعديّ:

أيا دارَ سلمى بالحَروريَّة اسلَمي

إلى جانب الصّمّانِ فالمُتَثـلَـمِ

ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى جُبّ التراب، ثم إلى منزل، ثم إلى منزل، ثم إلى سُلَيمة، ثم إلى النُّباك، ثم إلى اليمامة.

وأعراض اليمامة حَجْر وجوٌّ وهي الخِضرِمة وهي من حجر على يوم وليلة، والعرض وهو وادٍ يشقّ اليمامة من اعلاها إلى اسفلها وفيه قرى، والمنفوحة، ووَبْرة، والقرفة، وغبراء، ومهَشَّمة، والعامريّة، وبَيسان، وبُرقة ضاحكٍ، وتوضِح، والمِقراة، قال امرؤ القيس:

فَتُوضِحَ فالمِقراة لم يعْفُ رسْمُها

لِما نسَجتْها من جَنوبٍ وشَمـالِ

والمجازة، قال الشاعر:

مقيمٌ بالمَجازة من قَنَوْنا

وأهلُكَ بالأُجَيفِر فالثِمادِ 

ووادي قُرّان.

قرى البحرين وهي الخطُّ، والقطيف، والآرة، وهجَر، وألفروق، وبينونة، قال النابغة الجُعدي:

عليهنَّ من وَحشِ بينـونَة

نِعاجٌ مطافيلُ في رَبربِ 

والمشَقَّر، والزّارة، وجُواثا، قال الشاعر:


ما ضَرَّ أَشناسَ لا يكونُ لهُ

يومُ جُواثا ويومُ ذي قـارِ


وسابون، ودارين، والغابة، والشَّنون.

الطريق من اليمامة إلى اليمن من اليمامة إلى الخَرْج، ثم إلى نبْعة، ثم إلى المَجازة، ثم إلى المَعدن، ثم إلى الشَّفق، ثم إلى الثور، ثم إلى ألفلَج، ثم إلى الصّفا، ثم إلى بئر الآبار، ثم إلى نجران، ثم إلى الحِمَى، ثم إلى برانس، ثم إلى مَرْيَع، ثم إلى المَهجرَة، ثم إلى المنازل التي قد مرّ ذكرّها في طريق الجادّةغلى صنعاء.

انقضى خبر التَّيْمَن سكك البريد في المملكة تسعمائة وثلاثون سكة، ونفقات الدواب وأثمانها وأرزاق البنادرة وألفرانقين لسنة مائة ألف دينار وتسعة وخمسون ألفا ومائة دينار.

مسلك التجار اليهود الرّاذانيّة الذين يتكلمون بالعربية والفارسية والرومية والإفرنجية والأندلسية والصقلبية، وإنهم يسافرون من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق برّاً وبحراً يجلبون من المغرب الخدم والجواري والغلمان والديباج وجلود الخزّ والفراء والسمّور والسيوف، ويركبون من فَنجَة في البحر الغربيّ فيخرجون بألفرَما ويحملون تجارتهم على الظهر إلى القلزم وبينهما خمسة وعشرون فرسخاً، ثم يركبون البحر الشرقيّ من القلزم إلى الجار وجدّة ثم يمضون إلى السند والهند والصين فيحملون من الصين المسك والعود والكافور والدارصيني وغير ذلك مما يُحمل من تلك النواحي حتى يرجعوا إلى القلزم ثم يحملونه إلى ألفرما ثم يركبون في البحر الغربيّ، فربّما عدلوا بتجاراتهم إلى القسطنطينية فباعوها من الروم وربما صاروا بها إلى ملك فرنجة فيبيعونها هناك، وإن شاؤوا حملوا تجاراتهم من فرنجة في البحر الغربيّ فيخرجون بأنطاكية ويسيرون على الأرض ثلاث مراحل إلى الجابية ثم يركبون في الفرات إلى بغداد، ثم يركبون في دجلة إلى الأُبُلّة، ومن الأبلَّة إلى عمان والسند والهند والصين كل ذلك متصل بعضه ببعض.

فأما مسلك تجار الروس وهم جنس من الصقالبة فإنهم يحملون جلود الخزّ وجلود الثعالب السود والسيوف من أقصى صَقلَبة إلى البحر الرومي فيعشرهم صاحب الروم، وإن ساروا في تنيس نهر الصقالبة مرّوا بخمليج مدينة الخزر فيعشرهم صاحبها ثم يصيرون إلى بحر جرجان فيخرجون في أيّ سواحله أحبوا ، وقطر هذا البحر خمسمائة فرسخ، وربما حملوا تجاراتهم من جرجان على الإبل إلى بغداد ويترجم عنهم الخدم الصقالبة ويدّعون أنهم نصارى فيؤدّون الجزية.

فأما مسلكهم في البر فإن الخارج منهم يخرج من الأندلس أو من فرنجة فيعبر إلى السوس القصى فيصير إلى طنجة، ثم إلى إفريقية، ثم إلى مصر، ثم إلى الرملة، ثم إلى دمشق، ثم إلى الكوفة، ثم إلى بغداد، ثم إلى البصرة، ثم إلى الأهواز، ثم إلى فارس، ثم إلى كرّمان، ثم إلى السند، ثم إلى الهند، ثم إلى الصين، وربما أخذوا خلف رومية في بلاد الصقالبة، ثم إلى خمليج مدينة الخزر، ثم في بحر جرجان، ثم إلى بلخ وما وراء النهر، ثم إلى وَورت تغُزغُر، ثم إلى الصين.

وقسمت الأرض المعمورة على أربعة أقسام فمنها أروفى، وفيها الأندلس والصقالب والروم وفرنجة وطنجة وإلى حدّ مصر، ولوبية وفيها مصر والقلزم والحبشة والبربر وما والاها والبحر الجنوبيّ وليس في هذه البلاد خنزير بري ولا أيّل ولا عير ولا تيوس، واتيوفيا وفيها تهامة واليمن والسند والهند والصين، وأسقوتيا وفيها إرمينية وخراسان والتّرك والخَزَر.